لأجل تحيى مثل ما ودّك : تجنّبني / و لا آتي ، صوبك بـ حلمٍ و لا أكدّر : تواصِيف الزوايا (/) لا نضِيق / و لا نْتكلم بس بـ أدون : وصاتِي ! .. ( ليلة الفرقى ) نْتبادل ورد - و أشعار - و هدايا ..
كَوخزةِ لـ أبرَة قد يبلغُ ألمَ رحيلِ حبيبٍ في هذهِ الحال ، ما دامت مشاعرنا في صقيع ، وَ شمسُ اللقاء لا تشرق .
كحزنٍ في ليلةِ عزاءٍ لصديقٍ قد أبدو . كتبلدِ حسٍ لفقيرٍ هُدم بيتُه . كجبروتِ طاغٍ على أمَة . وَ خنوعِ أمةٍ لجبروت . كأمٍ قد تهانُ وَ هي تبيعُ الخبزَ للمارّة في صباحٍ بارد ،
وَ كسكوتها لأساءةٍ بأبتسامةٍ تثيرها صورةُ يتيمينٍ في عقلها . كرائحة رداءٍ لميتٍ لم نتخلص منه . وَ كنافذةٍ عليها عشُ طائرٍ لم تُفتحُ . كشعور يتيمٍ في محفلٍ للأباء في مدرسته .
تتوسلُ إلينا الأمنيات في ليلةٍ دافئة أن نخبأهَا تحت أجنحَة الأملِ و نرسلها ألى السماء . نهذي ألى أنفسنا تحت وطأة الحنين بأن من رحل سيأتي ، و أن اتَى لن يرحل ،
و أن لم يرحل سيموت ، و أن مات لنّ يخذلنا الصمت في وحدتنا ألى أن نموت ، و أن متنا سيبكينَ علينا الأمهات ، و أن بكِينَا سيتلبسهنّ الشوق ،
إن اشتقنَا سيهذينَ ألى أنفسهنّ تحتَ وطأة الحنين ألى أن يمتنّ ، و يجدن من يبكي عليهنّ ، ألى أن يموت الجميع ، إلاّ آخرهم .
يسير الموت في دورةِ الحياة ، وَ في آخر تلك الدورة سيبقى أحدهم وحيداً ، سيبكي كثيراً على الكثير ، في الوقت الذي لن يبكي فيه أحداً عليه لأنهُ لن يموت .
لكنّ لأنهُ سيبقى وحيداً سيموت . وَ يبقَى الموت .
تماماً كما ستفعَل انت ، سترحَل ، ستأخذ الكثير حتى لو كنتَ فارغاً ، قلبي سيتبعك حتى لو لم يأتيني بـ خبرٍ عنك ، جوارحي ستمتلكهَا تباعاً ، و ستلوّح لي يدّي بـ وداعاً .
كالموتِ انتْ ، هو يأخذُ أرواحاً ، و انت روحاً ، هو يُبكي الكثير ، و انت تُبكي واحدة . و سأموتُ قبل أن تموت .
بات يسكُن في عقلي أن هذهِ الوحدة تلدُ الذكريات بعدَ مخاضِ الحنين ، بينمَا انا منشغلَة في إقناع عقلي بأنها لم تكنّ عقيمَة ، كَمن يرى السماء تُمطر ، وَ ينكرّ ذلك .
بالمناسبة : هي تُمطرُ حزناً .
لتأتِ اليّ ، لنسدلَ ستار النسيان في هذهِ الليلة على ما مضى ، سأحكي لكَ عن الكثير ، و سأبكي لكَ أيضاً ، سأصمتُ قليلاً و أغمضِ عيني ، لأتأكَد بأنكَ حقاً هُنا ،
و لن أبرَح مكاني إلى أن أموت ، لأني أخشَى الغياب ، و لأن في عقلي أنطباعاً سيئاً عنك يؤرق خطوتِي أن أبتعدت ، يجعلني أتخيلُ أحتضاري في حين رؤيتي مكانك فارغاً ،
وَ يهمسُ في أذني بأني هذه المرة : سأودّعُ صبري و أموت .
و لا تسألني : أشتقتِ إليّ ؟ .. لأني أخبرتك أني أسدلت ستار النسيان على ما فات . على أيّ حال سأحضرُ كوبينِ من الشاي و أعودُ إليكَ سريعاً ، حسناً أنتَ لست هنا مجدداً ، أذاً سأموت .
من / سـاحلٍ لـ اللومِ يا ( معلّم العوم ) طــوق النجاة / ابغيه ! لا تذخر الصوت كـافي عــليّ ان عِـمت في : جُــبّة اللوم تباكَـــت : الأنفاااس فيني ، و أنا آموت
ضاع عمر اللي حدَاه الشوق في :
رهن الجفاف .. يوم لهفَات السماء تمطِر ، و هو حظّه ردّي
مدّ يدّينه لـ ضحكات الظلام ،
و قال : أخاف .. لا أتعوّد عَ الفرح / ثم أتغرّب - ما أهتدِي
و صعب أخبّي عَ الضمير اللي لمح حزني و شاف ..
كيف أسولف للغريب ، و غربتي وسْط بلدْي !
و ما معي غير الكلام اللي هوى بعضه ،
و ناف .. بعضه الباقي عن اللومُ و غدى الصمت :
سنْدِي ،
و كم سنينٍ كلما بـ أرتاح ،
ردّت لي : جحاف !
و كم حزونٍ ترفع ( آذآن الفراق ) فِ مسجدْي
كان لِي محرابي الفٌقدُ - و أبد مابي خلاف ..
ركعتي لـ الموت ، و آبـموت ما قلت :
بعدْي .
و أنا اللي بـ ابتهلك فـ دعوتيني عند
( شُرفة كان ) ..
و أبفرد فِـ السماء جُنح الحنين - و وجهتِي صوتك عقب ما أغلقت باب الدار عن كل الكلام / و بآن ..
على السقف اندثارات الحروف ،
و خيّم سكوتك . لبست الذكريات ، و عطري الشوق ، و بَعَدْها زان
على عنق اللقا :
( صفٍ لـ لولوّك ... و ياقوتك ) صعدْت فـ مسرحك ليلة رحلت ، و في خُطاي ألحان
تخبّت في : فراغات الكراسي / و عزفْت نوتك بكيت و في بكاي استنجدت لوعاتي بـ حرمان ..
كرهت المشهد اللي فيه أنا أبكي
* دايم يفوتك . و لا مرّت عليّ في دمعتيني لو : طيوف إنسان ..
و أنا اللي كنت أحب الدْمع - دام الدمع هو قوتك رسمتك ف الوجيه / و لا رسمتك ما وهبت ألوان ..
هنا كان
[ أسودك ذنب الرحيل / و أبيضك موتك ] تشيّعك انكسارات الحنين .. و تدْفنْك الأحزان ..
تلآشى عنّك النور / و عشْمك ف سقف تابوتك . و أنا أدري فيك دايم لا فرحت تفضّل :
الكتمان ..
تخاف أن الفرح لا زرت شارع / هاجر بيوتك . و إلى منّك تضيق و ما سعفْك بـ ضيقتك :
نسيان ..
تموت فـ شارعك خايف تخيب بـ دارك بخوتْك . انا يا ( ساقي التوت العتيق ) أن شدّك الرُمان ..
بـ تذكْر في خبآيا حُمرته بـ أني :
أنا توتك . ابـ آقص الجناح اللي خذاني لـ الرجوع و خان ..
وعوده لـ الصبر لحظة هقاني :
دعوة قنوتك .