|
اجتماع 8 طلاب وطالبات المستوى الثامن التعليم عن بعد علم اجتماع جامعة الملك فيصل |
|
أدوات الموضوع |
2016- 4- 11 | #11 |
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
|
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
المحاضرة العاشرة
العولمة وإشكالية الهيمنة مقدمة : منذ تسعينات القرن العشرين شهد العالم فيضا من الكتابات عن العولمة ، وهي أصبحت بفضل ذلك الاهتمام الواسع الإطار المرجعي لجميع الدراسات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية . ومع ذلك يبدو من الصعوبة بمكان طرح تعريف جامع مانع لهذه الظاهرة المركبة ، فهناك اختلاف بين الباحثين حول هذا المفهوم وفقا لتخصص كل باحث ، فالاقتصادي يقدم مقاربة عن العولمة يركز فيها علي المستجدات الاقتصادية وحركة تراكم رأس المال علي الصعيد العالمي ، تختلف عن قراءة السياسي الذي يقرأها من زاوية تأثير المتغيرات العالمية والتكنولوجية في الدولة التي يتقلص أمامها العالم يوما بعد يوم . والسوسيولوجي يرصدها كما تتزامن مع قضايا ذات بعد عالمي كالانفجار السكاني والتلوث البيئي والفقر والمخدرات وازدحام المدن وبروز المجتمع المدني . والثقافة تقارب العولمة من زاوية انفتاح الفضاء الثقافي وتهديد الخصوصية والهوية القومية وهيمنة الثقافة الاستهلاكية وتهديدها للقيم المحلية . لذلك فان أي تعريف يقدم للعولمة يعكس الإطار المرجعي لحقل الاختصاص الذي أنتجه . علي المستوي العربي قدمت العديد من الأبحاث والمؤلفات التي تعلل أبعاد ظاهرة العولمة ، منها ما قدمه إسماعيل صبري عبد الله الذي أعتبر العولمة مرحلة وصل إليها قانون الرأسمالية نحو المزيد من تمركز رأس المال والسيطرة والقوة الاقتصادية ، باعتماد إيديولوجية السوق والليبرالية . أما صادق جلال العظم فيري أن العولمة مازالت قيد التشكيل , ما يعني أنها موضع سجال واجتهادات متباينة . وفي رأيه أن ما يميز العولمة علي الصعيد الاقتصادي الرأسمالي أنها نقلت العالم من دائرة التبادل والتوزيع والسوق والتجارة علي نطاق عالمي الي مرحلة أخري يجري فيها الإنتاج والاستثمار في مجتمعات الأطراف. أولا – مقترب اقتصادي للعولمة أكثر ما يتبادر الي الذهن عند الحديث عن العولمة هو الاقتصاد ، نظرا الي الترابط العميق بينهما من جهة ونظرا الي التجليات الاقتصادية الأكثر وضوحا ومن جهة أخري . إن النظام الاقتصادي العلمي اليوم هو نظام واحد تحكمه أسس عالمية الطابع وتديره مؤسسات وشركات عالمية ذات تأثير في كل الاقتصاديات المحلية . وأبرز الأدوات التي فعلت العولمة الاقتصادية تتمثل أولا بالدور المتزايد للشركات العابرة للحدود والمتعددة الجنسيات التي ليس لها مقر أو وطن ، والقائمة علي دمج شركات عملاقة تنسج تحالفات عابرة للقارات متنوعة في نشاطاتها واستثماراتها . وتتمثل ثانيا بالدور المتصاعد لمنظمة التجارة العالمية منذ عام 1996م والتي تضم أكثر من مائة وأربعين دولة تعهدت بخفض الرسوم الجمركية علي التجارة الخارجية وإزالة ما يعيق تدق السلع والخدمات والمنتجات بيسر وسهولة فيما بينها . أما الأداة الثالثة للعولمة الاقتصادية فتتمثل في بروز دور البنك الدولي وصندوق النقد العالمي الذي أتاح بقوة قيام أسواق مالية عابرة للحدود بحيث تجاوزت هذه الأسواق عاملي المكان والزمان. تكتسب العولمة الاقتصادية اليوم فعاليتها وحيويتها من الاستقطاب الأحادي للنموذج الرأسمالي الذي حقق أبرز نجاحاته بعد سقوط النموذج الاشتراكي بحيث أصبح العالم أسيرا لمنطق السوق والخصخصة وتحرير الاقتصاد والاندماج وإعادة الهيكلة ، وبخاصة بعد اندفاع الدول الاشتراكية السابقة الي الالتحاق بهذا النموذج الذي يتجه أكثر فأكثر نحو تكوين صورته النموذجية علي الصعيد النظري والتطبيقي ، التي يعد فيها بأنه سيجلب الرفاهية والنمو لسكان هذا الكوكب . لقد أصبحت بلدان الهامش تعاني أكثر فأكثر من الديون المتراكمة ، وحين تفشل مشروعاتها غير المدروسة ، تجد نفسها في حاجة الي مزيد من المساعدات المشروطة وبهذا أصبح المركز هو المسيطر والمتحكم ليس فقط بموارد الهامش بل بحقه في إعادة تنظيم حياته ، وهذا ما دفع تقرير التنمية البشرية لعام 1992م الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الي التحذير من إن تقدم العولمة أصبح يهدد البلدان النامية في فقدان قوتها وسيطرتها علي اقتصادها . ثانيا – مقترب سياسي للعولمة كانت السياسة أحد أبرز الاختصاصات للدولة القومية ، لكنها اليوم بفعل العولمة وتداعياتها تتعرض لمنافسة شديدة من لاعبين يزدادون عددا وفعالية في المسرح الدولي مثال: الشركات متعددة الجنسيات، جماعات الضغط العالمية،وسائل الإعلام والاتصال، الرأي العام ، المنظمات غير الحكومية، المؤسسات الدينية ... لقد أصبح ارتباط السياسة بالمجال المحلي للدولة القومية بعيدا عن التدخلات الخارجية أقل فاعلية وتأثيرا بفعل الاتجاه المتزايد نحو ” عالم بلا حدود“ الأمر الذي فتح الباب واسعا لإعادة النظر بمفهوم السيادة ، فالدولة الوطنية القومية هي نقيض العولمة . إن الانتقال الحر للسلع والخدمات والأفكار والمعلومات عبر المجتمعات والقارات والذي أدي بلا شك الي تقليص مفهوم السيادة المطلقة ، ربما ساهم بتعميم انطباع بان الدولة فقدت دورها وأهميتها ، إلا إن هذا لن يؤدي علي الأقل في المدى المنظور ، كما يذهب بعض المتحمسين للعولمة الي وضع نهاية للدولة انسجاما مع مقولة النهايات التي روج لها ” فوكوياما“ . لقد أنهت العولمة تقريبا مقولة إن السياسة محلية أو قومية فقط ، لقد أصبحت تأثيراتها أكثر انتشارا وتدفقا ، كما أنها تنتقل بأقل قدر ممكن من القيود . وهذا يعني أن السياسة تتجه نحو عالم بلا حدود سياسية ،كما هو واقع الأمر علي مستوي النظام الاقتصادي العالمي الذي قضي علي خصوصية السوق القومية . أصابت التداعيات المصاحبة للعولمة مفهوم السياسة بحيث برزت معها رزمة من المفاهيم الجديدة أكدت حضورها بفعل التغيرات الهائلة التي اجتاحت عالم اليوم الذي أصبح أكثر اهتماما بحقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية وأكثر انجذابا للنموذج الليبرالي بعدما تراجعت أو سقطت النماذج البديلة أو المنافسة . إلا إن ابرز الانتقادات الموجهة الي الديمقراطية في ظل العولمة اليوم كونها ديمقراطية خاضعة للسوق ، ومن الوهم الاعتقاد إن النظامين متكاملان ، فالعديد من مفكري الغرب نفسه يرون أنهما متناقضين، فالسوق مثلا لا يحتاج الي حدود بينما تتطلب الديمقراطية ذلك . ثالثا – الثقافة والعولمة والتقانة إذا كان الباب الاقتصادي والسياسي قد فتح أمام العولمة ، فأنه من الطبيعي أن يصبح المجال الثقافي بكل إبعاده مجالا خصبا لتداعياتها . لقد كانت العوامل العسكرية والاقتصادية القائمة علي استعمال القوة المادية هي الحاسمة في إخضاع الآخرين وفرض شروط المنتصرين عليهم ، لكننا نشهد اليوم تحولا جذريا في أدوات وتقنيات إدارة الصراع سببه التطور الذي نشهده في ميدان إنتاج المعرف والأفكار والرموز والقيم ، أي إن ميدان الثقافة انتقل من كونه عاملا مساعدا ليصبح من أبرز حقول الصراع المعاصرة وما الحديث عن صدام الحضارات الذي أشار إليه ” هانتجتون“ إلا دليل علي المكانة التي أخذ يتبوؤها هذا الرأسمال الرمزي الممثل بالثقافة – الحضارة. مما لاشك فيه إن الفواصل تتجه نحو التآكل وتصبح تدريجيا أقل حدة في المجالات والحقول التي تتقدم فيها العولمة، وبخاصة في مجالات الاقتصاد والسياسة ثم في وقائع الثقافة والقيم . إن ما يزيد من فعالية الثقافة المعولمة هو تراجع معدلات القراءة حيث أصبح التليفزيون والانترنت منافسين جديدين للمؤسسة التربوية ، علاوة علي إن التبادل الثقافي الحالي هو تبادل غير متكافئ بين ثقافات متقدمة تمتلك إمكانيات واسعة وثقافات تقليدية ، وبذلك يكون الحاصل غزوا وتبعية ثقافية . يمثل التحالف بين الثقافة والتقانة ذروة القدرات التي تقدمها العولمة في الحقل الثقافي ، فهي تمكنت فعليا من اختراق الحدود الثقافية انطلاقا من مراكز صناعة وترويج النماذج الثقافية ذات الطابع الغربي ، وألغت بالتالي إمكانيات التثاقف كخيار يعني الانفتاح الطوعي علي المنظومات الثقافية المختلفة عبر آليات التأثر والتأثير والتفاعل المتبادل لصالح الاستباحة الكاملة للفضاء الثقافي الذي يعزز قيم الغالب ويؤدي الي تبعية المغلوب وبالتالي لا تترك أمامه من خيارات خارج حدود الانعزال أو الذوبان سوي هوامش محدودة في مواجهة تكنولوجيا الإخضاع .إن العولمة تحاول أن تفرض علي الشعوب إيديولوجيا تحاول من خلالها أن تجعلها تابعة للغرب مما يبعدها عن ثقافتها الخاصة لقد غدت الشركات المتنافسة علي السوق لا تبيع المنتجات بل الرموز ، بحيث لم تعد المنافسة قائمة علي أساس نوعية البضاعة وجودتها بل أضحت المسألة فيما يتعلق بالحرب التجارية علي مستوي الكرة الأرضية مرتبطة بالصورة والانتماء الرمزي .لقد أصبح الشباب في كثير من دول العالم الثالث يقتنون الأحذية الأمريكية ويرتادون مطاعم ” ماكدونالد“ بغض النظر عن السعر فهذا يمنحهم الشعور بالانتماء الي الغرب ، وهم بذلك يعبرون أمام الأقرباء والغرباء عن اندماجهم وهميا ضمن جماعة أو فئة أرقي من فئات مجتمعاتهم .وهكذا يصبح اقتناء البضاعة انتماءا وهميا لهويات رمزية تفوق علي القيمة بحد ذاتها . ونظرا الي الأهمية التي تتبؤاها ثقافة الصورة والبث المتلفز ، فان المشروع الثقافي الغربي قد أصبح يجذب الانتباه عبر تكنولوجيا الإثارة والتشويق. لقد بات التليفزيون المؤسسة الثقافية الأفعل في عالم اليوم وتراجعت أمامه مراكز البحث والجامعات ودور النشر والصحف وكل الترسانة الثقافية التقليدية . وبسبب كثافة وخطورة الاختراق الثقافي الذي يتعرض له نسق القيم ونظام إنتاج الرموز في المجتمع العربي فان مؤسسات الاجتماع ولثقافة التقليدية وهما الأسرة والمدرسة لم تعودا قادرتين وفق صيغ أدائها الحالية علي حماية الأمن الثقافي للمجتمع والإيفاء بحاجات أفراده من القيم والرموز والمعايير والمرجعيات التي أصبحت تصاغ خارج حدود الثقافة الوطنية . الإعلام الحديث أصبح أكثر ثراءا وتعقيدا ، والمشكلة الأعمق هي قابلية الإعلام والاتصال الشديدة للاحتكار وهو ما يظهر بوضوح في الخريطة الإعلامية العالمية . وكالعادة لا بد أن يجر الاحتكار ورائه تؤامة الاقتصادي وهو الاندماج الرأسمالي . فمع ظهور الانترنت أدركت القوي الرأسمالية المغزى الاقتصادي للمعلومات ، فاندفعت بصورة غير مسبوقة في موجة الاندماج وتركيز رأس المال ، وهدفت من وراء ثنائية الاندماج والاحتكار الي إحكام السيطرة الكاملة عالميا علي صناعة المعلومات بعناصرها الثلاثة : محتوي المعلومات ومعالجة المعلومات وتوزيع المعلومات . علاقة الإعلام بالثقافة إذن علاقة بنيوية ، وكثيرا ما يتدخلان ، فالإعلام هو الجانب التطبيقي المباشر للفكر الثقافي السائد ، وذلك ما دفع ” هبرماس“ الي اتهام التليفزيون بإفساد ساحة الرأي العام . سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
التعديل الأخير تم بواسطة هدى ابراهيم ; 2016- 4- 11 الساعة 03:48 AM |
|
2016- 4- 11 | #12 |
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
|
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
المحاضرة الحادي عشر
عالم متغير ماهية العولمة – أبعادها – الجدل حولها ماهية العولمة يستخدم علماء الاجتماع مصطلح العولمة للدلالة علي تلك العمليات التي تضفي الزخم والكثافة علي العلاقات الاجتماعية المتبادلة المتداخلة . وقد غدت العولمة ظاهرة اجتماعية بالغة الاتساع وعظيمة الأثر في منطوياتها وتداعياتها . والعولمة لا تقتصر علي تطور وتنامي الشبكات والنظم الاجتماعية والاقتصادية بمنآي عن اهتماماتنا المباشرة ، إنها في الوقت نفسه ظاهرة محلية تؤثر فينا جميعا وفي حياتنا اليومية . ففي عالم اليوم توجد واقعة قائمة علي اتساع الكرة الأرضية كلها وعلي امتداد تاريخي معين – أسمها العولمة. وتوجد مجموعة كبيرة من المصطلحات والمفاهيم تستخدم للإشارة الي هذه الواقعة مثل : الاقتصاد العالمي ، نظام المركز والأطراف ، السوق الدولية ، الامبريالية العالمية وغيرها . وعلي الرغم من إن هذه المصطلحات تشير كلها الي الواقعة ذاتها ” العولمة“ فان من شأن كل مصطلح من هذه المصطلحات أن يبرز جانبا معينا من جوانبها . أبعاد العولمة كثيرا ما يجري النظر الي العولمة باعتبارها ظاهرة اقتصادية . ويكثر في هذا المجال إبراز الدور الذي تؤديه الشركات العابرة للقوميات التي تمتد عملياتها الضخمة وتتجاوز حدود البلدان والدول مما يترك أثره في عمليات الإنتاج العالمية وتوسيع العمالة والاستخدام في العالم . ورغم ان القوي الاقتصادية تمثل جزءا لا يتجزأ من العولمة , فان من الخطأ الافتراض بأن هذه القوي قادرة بمفردها علي توجيه هذه العملية . فقد نجمت العولمة عن تضافر مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية . وأعطت التطورات الجديدة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات زخما جديدا لمسيرة العولمة ، إذ إنها كثفت التفاعل بين الناس ووسعت مجالاته وعجلت به في مختلف أنحاء العالم . الجدل حول العولمة أصبحت العولمة مثارا لجدل ومناقشات بين الباحثين ،ويري البعض أن المناقشات التي دارت حول قضية العولمة تنازعتها ثلاث مدارس فكرية : ”المشككون“ ، ” المتعولمون“ ”التحوليون“ . وسوف نعرض بإيجاز لوجهة نظر كل منها : ”المشككون“ : يري بعض المفكرين أن العولمة قد لقيت أكثر مما تستحقه من الأهمية والتقدير ، وأن الجدل عن العولمة قد احتدم حول موضوع لا جديد فيه. ويعتقد المشككون أن المستويات الراهنة من الاعتماد الاقتصادي المتبادل ليست جديدة ، ويشير هؤلاء الي إحصائيات القرن التاسع عشر حول التجارة والاستثمارات العالمية ، ويعربون عن اعتقادهم بأن توجهات العولمة الحديثة لا تختلف عن سابقتها إلا من حيث كثافة التفاعل بين الدول . ويوافق المشككون علي أن التماس بين الدول فد غدا أكثر كثافة مما كان في الماضي ، غير أن الاقتصاد العالمي الراهن في نظرهم لم يبلغ درجة كافية من الاندماج والتكامل ليكون اقتصادا عالميا حقيقيا . ويؤكد كثير من المشككين علي طابع الأقلمة في العمليات الجارية في الاقتصاد العالمي ويتجلي ذلك في ظهور التكتلات المالية والتجارية الرئيسية . ويرفض المشككون وجهة النظر التي يطرحها المتعولمون بأن العولمة تقوض دور الحكومات الوطنية بصورة أساسية ، وتنتج عالما يهمش فيه دور هذه الحكومات . وبالنسبة الي المشككين فان الحكومات مازالت وستبقي الفاعل الرئيسي لأنها تتولي تنظيم النشاط الاقتصادي وتنسيقه . ” المتعولمون“ : يتخذ المتعولمون موقفا معارضا لموقف المشككين ، إذ يرون العولمة ظاهرة حقيقية نتلمس أثارها في كل مكان ، أنها عملية لا تأبه بحدود الدول، كما أنها تولد نظاما عالميا جديدا تكتسحه تيارات التجارة والإنتاج العابرة للحدود . يتركز أغلب التحليلات التي يطرحها المتعولمون حول تغير الدور الذي تقوم به الدولة ، فلم تعد الدولة المفردة قادرة علي السيطرة علي اقتصادياتها بسبب التوسع الهائل في التجارة العالمية . كما أن الحكومات الوطنية والأوساط السياسية فيها عاجزة عن التحكم في القضايا التي تبرز خارج حدودها . وبعد أخذ هذه الحجج جميعها في الاعتبار ، يري المتعولمون أن فجر أو ” عصر العولمة“ قد بزغ ، فيما أخذت أهمية الحكومات الوطنية وقدرتها علي التأثير بالضمور والتناقص . ” التحوليون ” : يتبني التحوليون موقفا وسطا بين المدرستين السابقتين ، إذ يرون أن العولمة تمثل القوة الرئيسية الكامنة وراء طيف واسع من التغيرات التي تقوم بتشكيل المجتمعات الحديثة . وبالنسبة لهم ، فان النظام العالمي يجتاز مرحلة من التحول ، غير أن كثيرا من الأنماط القديمة ظلت علي حالها . وعلي عكس المتعولمين يري التحوليون في العولمة عملية دينامية مفتوحة تتعرض هي بدورها للتأثر والتغير . ويرون أن الدولة لم تفقد سيادتها ، بل إنها استعاضت عن ذلك بإعادة هيكلة نفسها من خلال أشكال جديدة من التنظيم الاقتصادي والاجتماعي لا ترتكز الي مساحات جغرافية محدودة ( مثل المؤسسات الكبرى والحركات الاجتماعية والهيئات الدولية) . ويري التحوليون أننا لم نعد نعيش في عالم تتخذ الدول من نفسها مركزا له ، إذ تضطر الحكومات الي تبني مواقف أكثر انفتاحا وفاعلية تجاه مسألة الحكم في ظل شروط العولمة الأكثر تعقيدا . فأي هذه المدارس والآراء أقرب الي الصواب ؟ ربما كان التحوليون هم الأكثر اعتدالا فالمشككون يجانبون الصواب لأنهم يميلون الي التقليل من أهمية التغيرات التي تكتنف العالم . أما المتعولمون في الطرف الأخر فأنهم يرون العولمة من زاوية اقتصادية باعتبارها عملية تسلك مسارا وحيد الاتجاه ، في حين أنها في واقع الأمر أعقد من ذلك بكثير . . . . اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين |
2016- 4- 11 | #13 |
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
|
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
المحاضرةالثانية عشر العوامل المساهمة في العولمة وأسباب تزايدها أسهم التقدم التقتي ونمو البنية التحتية للاتصالات في العالم في توسع نطاق التواصل العالمي وشهد نصف القرن الماضي تحولا عميقا في كثافة تدفق الاتصالات ومجالاتها المختلفة . لقد تركت نظم الاتصال أثارا مذهلة في طبيعتها وأهميتها وتداعياتها . ففي الدول التي وصلت فيها البنية التحتية للاتصالات مرحلة متقدمة ، تستعمل المنازل والمكاتب شبكة متعددة الوصلات مع العالم الخارجي بما فيها الهواتف الأرضية والمحمولة وأجهزة الفاكس وأجهزة التلفاز الرقمية والعادية والبريد الالكتروني والانترنت . وبرزت شبكة الانترنت باعتبارها أسرع ما تم اختراعه حتي الآن من وسائل اتصال . إن أشكال التقانة الحديثة هذه قد يسرت ضغط واختزال الزمان والمكان بحيث أصبح بمقدور شخصين علي سبيل المثال في طوكيو ولندن أن يتحادثا ويتبادلا الوثائق والمعلومات في لحظة واحدة باستخدام تطبيقات مختلفة من تقانة المعلومات . كما أدي انتشار استخدام الانترنت والهواتف المحمولة الي تسارع عملية العولمة وتعميقها . دفع التكامل الاقتصادي العالمي بعملية العولمة قدما الي الأمام. وخلافا للمراحل السابقة لم يعد الاقتصاد العالمي يعتمد بصورة أساسية علي الزراعة أو الصناعة ، وأخذ بدلا من ذلك يعتمد بصورة جوهرية علي ما يسمي بالنشاط ” الخفيف“ أو غير الملموس . والمادة الأساسية لهذا النشاط الذي لا وزن له هي المعلومات ، كما هي الحالة في منتجات برمجيات الحاسوب ووسائل الإعلام والترفيه والخدمات التي تعتمد علي شبكات الانترنت . تعبر صيرورة الاقتصاد العالمي عن التغيرات التي حدثت في عصر المعلوماتية . فأكثر جوانب الاقتصاد اليوم تعمل من خلال شبكات ممتدة تتجاوز حدود الدول والجنسيات ولا تتوقف عندها . وقد أعادت المؤسسات الاقتصادية والشركات هيكلة نفسها للمحافظة علي قدرتها التنافسية في ظروف العولمة الراهنة ، فأصبحت أكثر مرونة . أسباب تزايد العولمة - التغيرات السياسية يقوم عدد من المؤثرات بدور فاعل بدفع عجلة العولمة في عالمنا المعاصر . ومن الأكثر العوامل تأثيرا في هذا المجال انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي الذي رافقته سلسلة من الثورات في أوربا الشرقية . ومنذ ذلك الحين بدأت كيانات أخري في الكتلة السوفيتية السابقة بالتحول الي الأنساق الغربية في المجالات السياسية والاقتصادية . أما العامل المهم الثاني في نشر العولمة فهو نمو آليات الحكم الإقليمية والدولية . وتمثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي أبرز الأمثلة علي المنظمات الدولية التي تجمع منظومة من الدول في إطار سياسي واحد . وأخيرا فان عملية العولمة قد اندفعت قدما الي الأمام بفعل أنشطة المنظمات الحكومية البينية والمنظمات الوطنية غير الحكومية . والمنظمة الحكومية البينية هي هيئة تشكلها الحكومات المشاركة وتضطلع بمسؤولية التنظيم والإشراف علي قطاع محدود من النشاط يتجاوز الحدود القومية . - تدفق المعلومات رأينا كيف أدي انتشار تقانة المعلومات الي الاتساع في إمكانيات الاحتكاك والتواصل بين الشعوب ، كما أنه أدي الي تسهيل تدفق المعلومات حول الناس والأحداث في أماكن نائية وغدا الأفراد الآن أكثر وعيا وإدراكا للتواصل المتبادل مع الآخرين ، وأقدر علي التعاطف أو المشاركة في القضايا العالمية أكثر من أي وقت مضي . يشتمل الانتقال من النظرة المحدودة نسبيا الي الأفاق الأوسع علي بعدين رئيسيين مهمين : الأول – هو أن الناس باعتبارهم أفرادا في الجماعة العالمية قد أخذوا يدركون بصورة متزايدة أن المسؤولية الاجتماعية لا تقف عند حدود بلدانهم بل تتجاوزها الي أطراف أخري من العالم . أما البعد الثاني – فيتمثل في إن النظرة العالمية تعني تزايد المساعي لتشكيل هوياتهم عبر مصادر أخري غير تلك المتوافرة في أوطانهم . - الشركات العابرة للقوميات من بين العوامل الاقتصادية التي تحفز عمليات العولمة ، تكتسب الشركات العابرة للقوميات أهمية خاصة . وهذه الشركات هي مؤسسات تنتج السلع أو خدمات السوق في أكثر من بلد وتمثل أحد العناصر الجوهرية في صلب عملية العولمة الاقتصادية : إنها تمثل ثلثي التجارة الدولية ، كما أنها تلعب دورا مهما في نشر التقانة الجديدة حول العالم . لقد أصبحت الشركات العابرة للقوميات ظاهرة عالمية في أعقاب الحرب العالمية الثانية . وبدأت الشركات الأمريكية بالتوسع بعد الحرب وتلتها في السبعينات من القرن الماضي عملية التوسع في الاستثمارات الخارجية للشركات الأوربية واليابانية . وفي الثمانينيات والتسعينات شهدت هذه الشركات العملاقة توسعا مثيرا بظهور ثلاث شبكات ضخمة من الأسواق الإقليمية : السوق الأوربية المشتركة ، إعلان أوساكا بضمان التجارة الحرة المفتوحة بحلول عام 2010م في أسيا والمحيط الهادي ، اتفاقية نافتا للتجارة الحرة في أمريكا الشمالية . ويمثل الاقتصاد الالكتروني عاملا مهما أخر في العولمة الاقتصادية . فقد أصبح بوسع البنوك والمؤسسات الكبري ومديري القطاعات المالية والمستثمرين أن يحركوا وينقلوا الأرصدة المالية الضخمة عبر العالم بضغطة زر واحدة . إن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية التي تم عرضها أنفا تتضافر لتنتج هذه الظاهرة ”العولمة“ التي لا مثيل لكثافتها واتساع نطاقها . وقد أسفرت ظاهرة العولمة حتي الآن عن كثير من النتائج التي سنتعرض لبعضها في محاضرة قادمة . |
2016- 4- 11 | #14 |
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
|
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
المحاضرةالثالثة عشر
أثار العولمة في حياتنا ”العولمة والمخاطر“ أثار العولمة في حياتنا : تتغلغل أثار العولمة بقوة في حياتنا الخاصة ، فالعولمة ليست عملية تجري في كوكب أخر بعيد عنا ولا صلة لنا به . وقد دخلت سياق حياتنا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية من خلال مصادر غير رسمية في كثير من الأحيان مثل وسائل الإعلام والثقافة الشعبية والتواصل الفردي مع أشخاص آخرين من ثقافات وبلدان أخري .ومن أبرز أثار العولمة في حياتنا ما يلي : بزوغ النزعة الفردية : لقد أصبح الأفراد في عصرنا هذا أكثر قدرة علي تغيير مسارات وخيارات حياتهم . لقد كانت العادات والتقاليد في الماضي تمارس تأثيرا قويا علي مسالك الناس وأساليب حياتهم ، غير أننا في ظروف العولمة الراهنة نشهد تصاعد النزعة الفردية التي تتيح للناس الإسهام بدور أكبر في تكوين أنفسهم وبناء هوياتهم الخاصة . وقد أخذت وطأة التقاليد والقيم الراسخة بالانحسار بعد تزايد التفاعل بين الجماعات في إطار نظام عالمي جديد . كما تناقص وزن ” الرموز الاجتماعية ” التي كانت تحدد الملامح الرئيسية لخيارات الناس وأنشطتهم . أنماط العمل : لقد أطلقت العولمة تحولات عميقة في عالم العمل . فقد تركت أنماط التجارة العالمية وأساليب الانتقال الي اقتصاد المعرفة أثارا بالغة علي أنماط الاستخدام والعمالة . إن كثيرا من الصناعات التقليدية قد تقادمت بعد التطورات التقنية . وقد أثرت التجارة العالمية وأشكال التقانة الجديدة في تجمعات التصنيع التقليدية حيث لحقت البطالة بالعمال الصناعيين الذين لا يمتلكون المهارات الجديدة التي تؤهلهم لدخول عالم الاقتصاد القائم علي المعرفة . وقد أدت العولمة الاقتصادية في كثير من بقاع العالم الي تزايد البطالة وارتفاع معدلات الجريمة والانحراف . وفيما كان العديد من الناس في الماضي يقضون حياتهم العملية مع مستخدم أو صاحب عمل واحد خلال عقود من حياتهم فيما يسمي أحيانا ”مهنة العمر“ فقد تصاعدت هذه الأيام نسبة الأفراد الذين يختارون ويبدلون خياراتهم العملية ، وربما تضمن ذلك تغيير المهنة أو اكتساب مهارات وقدرات جديدة ، كما تفككت أنماط العمل المتفرغة النموذجية وتحولت الي ترتيبات أكثر مرونة من بينها : العمل في المنزل باستخدام تقنيات المعلومات المستجدة ، والمشاركة في أداء العمل في مهنة ما ، ومشروعات الاستثمار القصيرة الأمد وإتباع نظام ”الوقت المرن“ في العمل وما الي ذلك ..ودخلت النساء سوق العمل بأعداد كبيرة مما أحدث تغيرات بالغة في حياة الناس من كل من الجنسين. كما إن اتساع الفرص المهنية والتعليمية أمام النساء قد دعا أعداد كبيرة منهن الي إرجاء الزواج وإنجاب الأطفال الي ما بعد استقرارهن علي مسار علمي أو مهني . الثقافة الشعبية : أصبحت الآثار الثقافية للعولمة في الآونة الأخيرة مدعاة للاهتمام والدراسة لقد أخذت الصور والأفكار والسلع والأساليب الجديدة تنتشر في أنحاء العالم بصورة أسرع من ذي قبل . وأسهمت عمليات التبادل التجاري وتقانات المعلومات الجديدة ووسائل الاتصال والإعلام العالمية في انتقال الثقافات عبر الحدود الوطنية للدول والشعوب. ويتحدث بعض الباحثين في هذه الآونة عما يسمونه ” الامبريالية“ التي بدأت فيها القيم والأساليب والآراء في العالم الغربي تغزو الثقافات الوطنية والشخصية القائمة لدي الشعوب الاخري وتتغلغل فيها وربما تهيمن علي عناصر أساسية فيها . العولمة والمخاطر : تؤدي العولمة الي نتائج بعيدة المدى وتترك أثارها علي جوانب الحياة الاجتماعية تقريبا انتشار المخاطر المصنعة : يواجه البشر في العادة أنواعا من المخاطر ، غير أن ما يواجههم اليوم يختلف نوعيا عما صادفوه في الماضي . لقد تعرضت المجتمعات الإنسانية الي عهد قريب الي المخاطر الخارجية مثل : الجدب والزلازل والمجاعات والعواصف ... وكلها ناجمة عن العوامل الطبيعية ،غير إننا نواجه اليوم أنواعا جديدة ومتزايدة من المخاطر المصنعة – أي مصادر الخطر الناجمة عما لدينا من معرفة وتقانة وأثر الجمع بين هذين العنصرين علي عالم الطبيعة حولنا . وتعتبر أكثر المخاطر البيئية والصحية التي تتعرض لها المجتمعات المعاصرة من أبرز الأمثلة علي المخاطر المصنعة الناجمة عن تدخل البشر في الطبيعة . المخاطر البيئية : وهي تتجلي في المخاطر التي تطرحها البيئة الطبيعية . فقد كان من نتائج التسارع في التنمية الصناعية والتقنية أن تزايد التدخل البشري في الطبيعة ،ولم تبق سوي جوانب قليلة من الطبيعة لم يمسها التدخل البشري الذي أشتمل حتى الآن علي مجالات النمو الحضري والإنتاج والتلوث الصناعي والمشروعات الزراعية الضخمة وبناء السدود وبرامج تطوير الطاقة النووية . إن المخاطر الايكولوجية البيئية تواجهنا في عالمنا المعاصر بصور مختلفة ، ونظرا للغموض الذي يحيط بأسبابها فأنه لم تتضح حتى الآن أفضل السبل لمعالجتها ، ولم تتحدد المسؤولية للقيام بإجراء واضح لتحاشيها أو الحد منها . المخاطر الصحية : هناك أمثلة علي المخاطر الصحية منها ما يشير الي إن تعرض الجلد لأشعة الشمس المستمرة قد يرتبط بأنواع معينة من السرطان، وتأثرت وسائل الزراعة وأساليب إنتاج الأغذية الحديثة تأثرا كبيرا بالتقدم الذي حققه العلم والتقانة وأدي ذلك الي تزايد استعمال المواد الكيميائية المبيدة للحشرات وللأعشاب الضارة في الإنتاج الزراعي التجاري وفي مجال تربية الحيوانات التي أصبحت بدورها تحقن بالهرمونات والمضادات الحيوية . ويري البعض أن أساليب الزراعة هذه قد تلحق الضرر بسلامة الأغذية وتترك أثارا سيئة علي صحة البشر . مجتمع المخاطرة العالمي إن ظاهرة الاحتباس الحراري وانتشار أمراض من نوع جنون البقر والجدل القائم الآن حول الزراعة المعدلة جينيا قد بدأت تطرح كلها مجموعة من الخيارات والتحديات الجديدة أمام الناس . وبدأ الأفراد والجماعات والمؤسسات المتعددة الجنسية تتخذ سلسلة من المبادرات والحملات الفردية والجماعية لمواجهة مثل هذه المخاطر المحتملة . ويعتقد عالم الاجتماع الألماني ”أولريخ بك“ الذي كتب كثيرا عن المخاطر والعولمة ، أن هذه الأخطار جميعها قد أسهمت في إقامة ما يسميه ” مجتمع المخاطرة العالمي“ . إن التغير التقاني في تقدمه المتسارع يجلب معه أنواعا جديدة من المخاطر التي ينبغي علي الإنسان أن يواجهها أو يتكيف معها . ولا يقتصر مجتمع المخاطرة في رأيه علي الجانبين البيئي والصحي فحسب بل يشتمل كذلك علي سلسلة من التغيرات المترابطة المتداخلة في حياتنا الاجتماعية المعاصرة . |
2016- 4- 11 | #15 |
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
|
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
المحاضرةالرابعة عشر الحملة من أجل العولمة العادلة العولمة واللامساواة تنتهج العولمة طريقا لا توازن فيه ولا إنصاف . فأثارها تتفاوت في وقعها علي الشعوب والمجتمعات كما أن نتائجها لا تكون حميدة علي التجمعات البشرية التي تصيبها . اللامساواة وتقسيم العالم : يتركز الجانب الأكبر من ثروة العالم في هذه الأيام في الدول الصناعية أو الدول المتقدمة النمو ، بينما تتسم الدول النامية والأقل نموا بمستويات متفاوتة ولكنها عالية من الفقر والانفجار السكاني وتعاظم الدين الخارجي ، وبتردي مستويات التعليم والرعاية الصحية . وقد اتسعت الفجوة بين الدول المتقدمة من جهة والنامية من جهة أخري طيلة القرن العشرين وبلغت أوجها في مطلع القرن الحادي والعشرين . إن تقرير التنمية البشرية للعام 1999م الصادر عن الأمم المتحدة كشف النقاب عن ان متوسط الدخل لدي خمس سكان العالم الذين يعيشون في البلدان الأكثر ثراء يزيد 74 ضعف عن معدل الدخل لخمس السكان الذين يعيشون في البلدان الأفقر . الحملة من أجل العولمة العادلة منذ أواخر عام 1999م بدأ المعارضون للعولمة احتجاجاتهم وحملاتهم العنيفة وعلي نطاق عالمي ضد سياسات العولمة . ففي ذلك الوقت انعقد مؤتمر عالمي في مدينة ”سياتل“ بولاية واشنطن لمناقشة الموضوعات المطروحة علي جدول أعمال ما يسمي بجولة الألفية الثالثة لمنظمة التجارة العالمية . وتجمهر في ذلك الوقت عشرات الآلاف من المحتجين لعدة أيام للإعراب عن معارضتهم لسياسة العولمة باعتبارها استغلالا ونهبا لما تبقي من موارد العالم الثالث والمجتمعات النامية . وتوالت مظاهر الاحتجاج العالمية هذه في الاجتماعات اللاحقة لمنظمة التجارة العالمية . ويري المعترضون أن منظمة التجارة العالمية مؤسسة غير ديمقراطية تهيمن عليها وتسيرها الدول الأغنى في العالم وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية .ومن الانتقادات الأخرى الموجهة لمنظمة التجارة العالمية أنها تقوم بأنشطتها وعملياتها بصورة شبه سرية . الجدير بالذكر أن الدول الصناعية تمتلك 97% من العلامات التجارية وبراءات الاختراع في العالم بينما يعتبر مفهوم حقوق الملكية هذا غريبا عن العالم النامي . ويري معارضو منظمة التجارة العالمية ومؤسسات دولية أخري مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن الإصرار علي مسألة التكامل والاندماج الاقتصادي وحرية التجارة يرغم الشعوب علي العيش في ”اقتصادات“ لا في ”مجتمعات“ . الحاجة الي منظمات عالمية أكثر عدلا في الوقت الذي تمضي فيه عملية العولمة قدما الي الأمام ، تبدو البني والنماذج السياسية القائمة علي المستوي الدولي عاجزة وغير مؤهلة لتدبير شئون عالمنا المعاصر الحافل بالمخاطر وأنواع اللامساواة والتحديات التي تتجاوز الحدود القومية .ولذلك يدعو البعض من الباحثين والمفكرين الي قيام شكل جديد من الحكم العالمي يستطيع مواجهة المشكلات العالمية علي الصعيد العالمي . ولقد تم اتخاذ بعض الخطوات في هذا الاتجاه في الماضي القريب منها قيام منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ، وقد تحذو حذوه تجمعات مشابهة في مناطق أخري في العالم. نقاط موجزة لقد تميز العقد الماضي منذ نهاية الحرب الباردة بالعنف والصراع الداخلي والتحولات الفوضوية في كثير من بقاع العالم . وفيما يغلب طابع التشاؤم علي بعض الاتجاهات والتوجهات في عالمنا المعاصر ، فان وجهات نظر أخري تتلمح في المستقبل المنظور فرصا حيوية لكبح قوي العولمة الجارفة سعيا وراء المزيد من المساواة والديمقراطية والازدهار . 1 – تمثل العولمة واحدة من أهم وأبرز الظواهر الاجتماعية التي يعني بها علماء الاجتماع المعاصرون – وتتجسد ظاهرة العولمة في تكاثف العلاقات الاجتماعية وتداخل اعتماد بعضها علي بعض بين مختلف أرجاء العالم . 2- تصور العولمة في أغلب الأحيان باعتبارها ظاهرة اقتصادية غير أن وجهة النظر هذه تميل الي المغالاة في التبسط ، فالعولمة هي المحصلة النهائية لتضافر العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية . 3 – أسهمت عدة عوامل في زيادة العولمة ومنها نهاية الحرب الباردة وانهيار الشيوعية السوفياتية وتنامي أشكال من الحكم ربطت منظومات من الدول بعضها ببعض علي الصعيدين الإقليمي والدولي . 4 – أصبحت العولمة محورا لمناقشات حامية الوطيس في عالم اليوم . 5 – لا تقتصر العولمة علي الأنساق العالمية الكبرى ، بل تمتد أثارها الي حياتنا الشخصية والي الطريقة التي نتصور بها أنفسنا وأنماط ارتباطنا بالآخرين . 6 – تمثل العولمة عملية مفتوحة ومتناقضة بحد ذاتها ، إذ أنها تنتج مخرجات من النوع الذي تصعب السيطرة عليه أو حتي مجرد التكهن به . 7 – تتسارع العولمة بصورة مطردة ولكنها غير متوازنة أو منصفة . لقد تميزت العولمة باتساع الشقة بين البلدان الأغنى والأفقر في العالم. 8 – تناقصت خلال العقود القليلة الماضية حواجز التجارة الدولية وأخذ كثيرون يميلون الي الاعتقاد بأن التجارة الحرة والأسواق المفتوحة ستمكن البلدان النامية من مزيد من التكامل والاندماج في الاقتصاد العالمي . 9 – تفضي العولمة الي المخاطر والتحديات ووجوه من الإجحاف وانعدام المساواة تتجاوز الحدود القومية . تم بحمد الله وتوفيقه اعتدمدت اعتماد تام على المحتوى المنزل من الدكتور في الافتراضي بدون تعديل وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وان يجعل هذا العلم نافعاً لنا في الدنيا والاخرى لا تنسوني ووالدي من دعواتكم |
2016- 4- 11 | #16 |
مشرفة المستوى الثامن علم اجتماع سابقاً
|
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
.
كتب الله اجرك ياجميلتي بالتوفيق يارب |
2016- 4- 27 | #17 |
مشرفة المستوى الثامن علم اجتماع سابقاً
|
رد: مجلس مذاكرة مقرر "الثقافة والعولمة" - السبت الموافق 23 - 7 || الفترة الثّانية 7:15 - 9:15
.
يثبت ، بالتوفيق |
2016- 4- 27 | #18 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مجلس مذاكرة مقرر "الثقافة والعولمة" - السبت الموافق 23 - 7 || الفترة الثّانية 7:15 - 9:15
|
2016- 4- 27 | #19 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مجلس مذاكرة مقرر "الثقافة والعولمة" - السبت الموافق 23 - 7 || الفترة الثّانية 7:15 - 9:15
|
2016- 4- 27 | #20 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مجلس مذاكرة مقرر "الثقافة والعولمة" - السبت الموافق 23 - 7 || الفترة الثّانية 7:15 - 9:15
بعض الكويزات من هنا وهناك
http://www.ckfu.org/vb/t737080.html http://www.ckfu.org/vb/t737207.html http://www.ckfu.org/vb/t743796.html http://www.ckfu.org/vb/t745237.html http://www.ckfu.org/vb/t745283.html http://www.ckfu.org/vb/t744158.html http://www.ckfu.org/vb/t743899.html http://www.ckfu.org/vb/t700316.html http://www.ckfu.org/vb/t743280.html http://www.ckfu.org/vb/t743684.html http://www.ckfu.org/vb/t743153.html |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ مذاكرة جماعية ] : مجلس مذاكرة مقرر "علم اجتماع التنظيم والتخطيط" - الاربعاء الموافق 20 - 7 || الفترة الثّانية 7:15 - 9:15 | ward . . ! | اجتماع 8 | 545 | 2016- 4- 27 06:48 PM |
[ صعوبات تعلم ] : |*|~هنا~ مذاكرة(دراسه حاله لصعوبات التعلم)^_^ | فرولة توت | تربية خاصة 6 | 90 | 2014- 5- 12 05:00 PM |