|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
2012- 1- 31 | #11 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
انت تبر والديك لتحصل على عشرة أضعاف قال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، ثم بعد ذلك لايهم هل أحسن الوالدين ؟
لا يهم .. هل تعامل معي بتعامل طيب ؟ كل هذا لايهم ، وكأن أفعالك تقول لهما ولو أسأتما إلي ، أنا هدفي أن أحسن اليكما لكي أحصل على الفردوس الأعلى ، ولستُ أحسن اليكما لتحسنان إلي ، إن الأمر ليس مقايضة ، إحسان بإحسان ، لا .. هذا ليس هدفي ، أنا هدفي أن أدخل الجنة وأن يزيد مالي ، وأن يطول عمري بسبب البِر كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذه الصفقة التي أريد أن أربحها وما سوى ذلك لايهم ، إن تعاملت مع والديك بهذا الإحساس فسوف تَبِرهما ولن تتضايق من أي ردّه فعل منهما ، لماذا ؟ لأنك ستكون راقٍ في نظرتك انت الآن هدفك وقلبك مُعلّق بعرش الرحمن ، تريد ماهو أكثر من مجرد حسن التعامل معك، إذا كنت كذلك هنيئًا لك ، والله الذين جرّبوا هذه النظرة لبِر آبائهم إختلف الأمر معهم كثيرًا ، لقد إرتاحوا في تعاملهم مع آبائهم وأمهاتهم كثيرا ، بعض الناس إذا سمِع موضوعًا عن بِر الوالدين تُحبط ، لأن والداه احدهما أوكلاهما قد تُوفي ، فيظن إن هذا الكلام لايعنيه ، وإنه فاته هذا الخير ، هذا ليس بصحيح ، يمكنك أن تدرك البِر لاتخاف ولاتتضايق ، قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يارسول الله هل بقي عليّ من بِر ابويّ شيئ ابرهما به بعد موتهما ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم الآن إنتبه سيذكر لك النبي صلى الله عليه وسلم خمس فرص هي التي بقيت لك من بر والديك ، إذا فعلتها فستُفرِح والديك وهم في قبورهم ، سيفرحان بِشدّه وإن كنت لاتراهما ، الفرصة الأولى : الصلاة عليهما ، أي الدعاء لهما ، لأن الصلاة في اللغة بمعنى الدعاء ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات الإنسان إنقطع عمله إلا من ثلاث ، وذكر منهم ولدٌ صالح يدعو له ، فكن أنت ذلك الولد الصالح ، والله أنا أتمنى أن تكون أنت أكثر واحد من إخوانك الذي يدعوا لوالديه .. الفرصة الثانية .. التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم : عندما قال والإستغفار لهما ، أي أن تقول اللهم إغفر لهما ، يقول الإمام أحمد من دعا لوالديه في التحيات فقد برّ والديه .. الفرصة الثالثة .. إنفاذ عَهدِهِما من بعدهما ، ماذا يعني ؟ إنظر في والديك هل لديهما وصية ؟ هل يوجد شيئ يريدانه منك أن تفعله بعد وفاتهما ؟ إذن افعله .. الفرصة الرابعة .. قال صلى الله عليه وسلم وصلة الرحم التي لاتوصل إلا بهما ، ماذا يعني ؟ من هم أرحام ابيك ؟ من هم أرحام امك ؟ أكيد إخوانهم أخواتهم ، عماتهم أعمامهم جدك ، جدتك هؤلاء وبقية ارحام والديك قم بصلتهم ، بحيث تزورهم تتفقد مرضاهم ، لو إحتاجوا الى شيئ أعطِهم ، هذا سَيُكتب لك من بِرّك لوالديك حتى لو كانا ميتين ، وهذا بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، لماذا ؟ لأن الأب والأم لو كانا موجودين الآن لزرتهما ولإبتسمت في وجوههما ، لكن بعد وفاتهما مابقي إلا أن نفعل ذلك مع أرحامهم ، لماذا ؟ لكي يُكتب لنا أجر البِر ، الحمد لله إن الله تعالى لم يوقف بر الوالدين بعد موتهما ، بل أوجد لنا فرصة .. الفرصة الخامسة .. التي يُمكنك فيها أن تبِر والديك بعد وفاتهما هي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث ، عندما قال وإكرام صديقهما ، لاشك إنك تعرف بعض الأسماء التي كان بينها وبين والديك صداقة ، هؤلاء يعتبرون الآن هدفك القادم بعد أرحام والديك ، سجلهم بورقة وحاول أن تُحسن اليهم بشتى أنواع الإحسان ، هدايا ، تواصل ، إقضي حاجاتهم ، كان إبن عمر في سفر ، فمر به إعرابي فقال له إبن عمر ألَستَ فلان إبن فلان ؟ فقال بلى . فقام عبدالله إبن عمر فنزل عن حماره فأعطاه إياه وقال إركب هذا ، وفوق هذا نزع عمامته وأعطاه له وقال اشدد بها رأسك ، فقال له بعض أصحابه غفر الله لك ، أعطيت هذا الإعرابي حمار كنت تروح عليه وعمامه كنت تشد بها رأسك ؟ إن الأعراب يرضون بأقل من هذا ؟ فقال إن والد هذا الإعرابي كان صديق لوالدي عمر ، وأني سمعت النبي صلى عليه وسلم يقول إن من أبَر البِر أن يَصِل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي ، يعني أن يصل أصحاب أبيه وأمه بعد وفاتهما .. يتبع .. |
2012- 1- 31 | #12 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
امور حساسة في بر من مات من الوالدين ..
وهذا النوع من البر دقيق ويغفل عنه كثير من الناس ، ألا تُحب أن تُنقذ والديك بعد وفاتهما من العذاب ؟ هذا من أعظم البِر ، قد يقول قائل الأمر ليس بيديّ والله لو كنت أستطيع أن أعطيهما الجنة لفعلت ، لا .. يمكنك أن تُساعدهما ، يمكنك ، كيف ؟ ربما الآن لاقدّر الله يُعذّب الأب أو تُعذب الأم في القبر بسبب شيئ موجود بقربك الآن ، يتمنى الوالدين الآن أن يخرج الواحد منهما من قبره لكي يغير هذا الشي ، لكنه لايستطيع ، أنت تستطيع ، مثل ماذا ؟ مثل معصية معينه زرعها الوالدان وهي لاتزال موجوده ، طالما إنها موجودة فإن إثمها يستمر في رقابهما ويتأذيان منه والعياذ بالله ، إذن حاول أنت أن توقف هذه المعصية وأن تغيرها ، مثلأً ربما يكون الأب أخذ أرضًا ليست أرضه ، أو ورثًا ليس من حقه ، فبما إن الحقوق لم ترجع الى أهلها فإن الأب يُعذب في قبره ، أنت حاول أن تُرجعها ، قد توجد تجارة محرمة ، أو أموال ربويه لاتزال تعمل الى الآن ، كل هذا يجري والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " من دعا الى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبِعه ، لاينقص ذلك من آثامهم شيئا ، كما ورد ذلك في الحديث ، أرجوك أخي أرجوكي أختي أوقفوا هذه الأشياء بسرعة رحمه بوالديكم ،، هل عليهما ديون ؟؟ من أخطر الوحوش الذين يهددون والديك بعد وفاتهما هو الدين ، فلو كان بإمكانك أن تنقذهما منه فلو سمحت اسررع بذلك .. إستمع الى ذلك الحديث ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدًا حيث توضع الجنائز ، فرفع رأسه قِبَلَ السماء ، ثم خفض بصره ، فوضع يده على جبهته فقال سبحان الله ما أنزِل من التشديد ، الصحابه خافوا ، قالوا فعرفنا فسكتنا ، حتى إذا كان الغد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماالتشديد الذي نُزّل ؟ قال في الدين ، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لو قُتِل رجل في سبيل الله ثم عاش ثم قُتِل ثم عاش ثم قُتِل وعليه دين مادخل الجنة حتى يُقضى دينه ، .. هل رأيتم ماذا أقصده والله الأمر أكبر مما نتصوّره ، هذه حقوق ناس.. فإنتبه الى ابيك وأمك ، قد يكون أحدهما محبوسًا عن الجنة بسبب الدين ، برّد عليهم جلودهم في القبر .. بل أكثر من هذا روي إن ميتا كان عليه دين ، فقضى ابو قتاده عن هذا الميت الدين ، ولكن بعد وفاته بيومين ، في نفس اليوم الذي قضى فيه ابو قتاده الدين قال له النبي صلى الله عليه وسلم الآن بردت عليه جِلده، أخي تشارك أنت وإخوتك في دفع الدين عن والدكم ، إن كنت لاتستطيع لوحدك تشارك ، وإذا كانت عليه اقساط شهرية تشاركوا فيها .. فإنك وإن كنت عاقًا لوالديك في حياتهما فلعل قضاءك لدينهما يُخفف عنك .. حول عقوقك الى بِر .. قال الإمام الأوزاعي بلغني إنه من عقّ والديه في حياتهما ثم لم يَستَسّب لهما ، لم يَستَسّب لهما يعني لم يتسبب في شتم والديه ، لأن بعضهم هداهم الله يشتم والديّ إنسان معيّن ، فيرد ذاك عليه فيسب والديه ، فيكون هذا الذي شتم أولًا كأنه هو الذي تسبب في شتم والديه ، لأنه هو الذي بدأ ، ولو لم يشتم آباء الناس لما شتم أحد والديه .. فيقول الأوزاعي بلغني إنه من عقّ والديه في حياتهما ثم لم يَستَسّب لهما وإستغفر لهما وقضى دينًا كان عليهما كُتِب بارًا .. إذن هذه فرصة لكي تُصلِح العقوق الذي وقع منك في حياة والديك .. من عقوق الى بِر .. اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلا نسألك بإسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت وإذا دُعيت به أعطيت أن تجعلنا من البارين ، اللهم إجعلنا بارين بآبائنا وامهاتنا ، اللهم إنا نسألك أن تجمعنا بهم في جناتك جنات النعيم ، وأن تسقينا شربة من حوض نبيك صلى الله عليه وسلم لا نظمأ بعدها أبدا وإجعلنا جميعًا مع آبائنا وامهاتنا وأبنائنا وأهلينا تحت ظل عرشك يوم لاضل إلا ظلك .. اللهم آميين .. والحمد لله رب العالمين .. تم بحمد الله .. إن اصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. |
2012- 1- 31 | #13 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
"5"
كيف تتعامل مع الله إذا ظلمك إنسان ؟ الصحابة عجيبون , فكل صحابي كان يتميز بشيء معين فبماذا كان يتميز الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه لقد كان مجاب الدعوة إذا رفع يديه إلى السماء انتهى الأمر سلاح فتاك ! لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بذلك فأصبح رضي الله عنه مجاب الدعوة وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان سعد والياً على الكوفه فظلمه أهل الكوفة واشتكوا عليه عند عمر فبعث عمر من يسأل عنه أهل الكوفة فأثنى عليه أهل الكوفة خيراً إلا رجل واحد افترى علي سعد فقام وقال " إن سعداً لا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية ولا يخرج في السرية " وكلها ثلاث اتهامات كاذبة فلما سمعه سعد رضي الله عنه تضايق فقام وأستخدم سلاحه " أي الدعاء " فقال ( اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياء وسمعة فأطل عمره و أدم فقره وعرضه للفتن ) فارتفعت دعوة سعد إلى السماء وطال عمر هذا الرجال فأصبح شيخاً كبيراً وقع شعر حاجبيه على عينيه من طول عمره ومع هذا يتعرض للجواري فالطرق والأسواق فيغمز هذه ويلحق هذه فإذا نهاه أحد قال دعوني أنا شيخٌ كبيرٌ مفتون أصابتني دعوة سعد ! قد تمر علينا لحظة نظلم فيها من إنسان قد يكون مدير أو جار أو تاجر أو أحد المدرسين أو حتى أد الأصحاب أو أي أحد أي يقع عليك ظلمٌ من إنسان . فماذا ستفعل إذا ظلموك ؟ إذا ظلمك أي أحد ستصبح أنت عند الله مظلوماً فإذا كنت بالفعل كذلك فأنت الآن عزيز , فقد ملكت رقبة الظالم تفعل فيها ما تشاء من أحد إختياراتٍ ثلاثة إما أن تختار أن تطبق عليه العقوبة الأولى أو أن تختار الإختيار الثاني بتطبيق العقوبة الثانية أو الثالث فالأمر متروك لك . فبعد أن ظلموك أصبحت أن الآن السيد والظالم هو الذي ينتظر تنفيذ الحكم ليس فقط بالآخرة بل حتى في الدنيا ! " ما هي هذه الإختيارات الثلاثة ؟ " الأول : أن تدعو عليه فهذا من حقك أنا لا أود أن تدعو عليه ولكنه حقك في النهاية ولا يستطيع أحدٌ أن ينازعك فيه إذا أردت أن تدعو فيمكنك ذلك ولا تصدق الذين يقولون حرام عليك فهذا الحق أعطاك إياه النبي صلوات الله وسلامه عليه فكيف يمنعك أحد منه ؟ حتى ولو كان المظلوم غير مسلم فإنه يملك هذا الحق يقول النبي صلى الله عليه وسلم " دعوة المظلوم مستجابة وأن كان كافراً وإن كان فاجراً فإنما فجوره على نفسه " وإياك أن يدعو عليك أحد إيااك والله الأمر أعظم مما تتصورون و لهذا حذر النبي من ذلك تحذيراً شديداً فقال " اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ليس بينها وبين الله حجاب تحمل على الغمام ويقول الله لها وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " ولهذا كان السابقون يخافون أن يدعو عليهم أحد أشد الخوف قال زيد بن حاتم " ما هب شيء قط هيبتي من رجل ظلمته وأنا أعلم ألا ناصر له إلا الله " فيقول حسبي الله عليك الله بيني وبينك ! " قصة عجيبة " يقول أحدهم رأيت رجل في السوق مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي ويقول من رآني فلا يظلم أحداً ويكررها فتقدمت إليه وقلت له يا أخي ما قصتك ؟ فقال يا أخي قصتي عجيبة وذلك أني رأيت يوماً صياداً وكان اصطاد لتوه سمكة كبيرة تتحرك فأعجبتني فجئت إليه وقلت له أعطني هذه السمكة فقال لا أعطيك إياها فأنا أبيعها وأخذ بثمنها قوتاً لعيالي يقول فضربته وأخذتها منه قهراً ! وذهبت بها وبينما أنا أمشي بها وأحلمها معي عضتني السمكة على إبهامي عضة قوية قبل أن تموت فلما جئت إلى البيت ألقيت السمكة وآلمني إبهامي أشد الألم حتى أنني لم أنم من شدته فتورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت الألم فقال يجب أن أقطع إبهامك وإلا تقطع يدك فقطع إبهامي ثم أمتد الألم إلى يدي ولم أهدأ من شدته فقيل لي أقطع كفك فقطعته وانتشر الألم إلى ساعدي فقيل لي أقطعها من المرفق فقطعتها فتفاجئة أن الألم وصل إلى العضد أشد من الألم السابق فقيل أقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله ! فسألني الناس عن سبب الألم فأخبرتهم بقصة السمك وقالوا لي لو رجعت إلى صحابها من أول الألم واستحللته لما قطعت يدك كلها فأذهب إليه الآن وأطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى قلبك فتموت ! يتبع |
2012- 1- 31 | #14 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" البحث عن الصياد "
قال فلم أزل أبحث عن الصياد في البلد كله حتى وجدته فلما وجدته سقطت عند رجليه أقبلهما وأبكي وقلت له يا سيدي سألتك بالله أن تعفو عني فقال لي من أنت ؟ قلت له أنا الذي أخذت منك السمكة غصباً وذكرت له ما جرا لي وأريته يدي المقطوعة فبكي حين رآها فقالي لي يا أخي أنت في حل من مظلمتي لقد ر قلبي لما رأيت ما أصابك فقلت له يا سيدي بالله عليك هل كنت دعوت علي لما أخذتها منك ؟ قال نعم : لقد قلت " اللهم أن هذا تقوى على ضعفي أللهم فأرني قدرتك فيه " ! لا تظلم إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والملظوم مستقيظاً يدعو عليك وعين الله لم تنم " هل تتوقع إنه قد دعا عليك إنسان من قبل ؟ " لا تستهن بدعوة ملظوم ولا تقل هؤلاء لا يستحقون من يهتم بهن لا تقل هؤلاء خدم أو موظفون سيئون أو طلبة كسالى وأنتبه ! هذه دعوة مظلوم ولو كان ظلماً يسيراً لا تستخف بدعاءه في مره من المرات دخل رجل على الوزير ولسبب ما لطمه الوزير فقال الرجل : تضربني ! والله لأرمنيك بسهام الليل ! " سهام الليل اي الدعاء في الثلث الأخير من الليل حين ينزل الرب ويقول هل من داعٍ فاستجيب له " فقال الوزير أذهب أنت وسهامك ! فكان هذا الرجل يقوم الليل ويصلي ويبكي ويقول ياربي لطمني ياربي لطمني ومرت الأيام وذات يوم دخل هذا الرجل المدينة فإذا المفاجئة أن يد الوزير مقطوعة ومعلقة على باب المدينة ما الذي حدث ؟ لقد غضب الخليفة على الوزير فأنقلب عليه وقطع يده وعلقها على الباب نكاية فيه طبعاً صاحبنا عرف اليد التي صفعته ينسى الصافع ولكن لا ينسى المصفوع فأين ذهب إستسهزاء الوزير بسهام الليل ؟ أتهزئ بالدعاء وتزدريه وما تدري ما صنع الدعاء سهام الليل نافــــذة ولكن لها أمد وللأمد أنقضاء " أخشى أن يوجد من يدعو علي الآن فماذا أفعل ؟ " أنت لست معصوم عن الخطأ وربما قد تكون ظلمت أحداً في يومٍ من الأيام وأنا أعلم أنك تخاف بأنه ربما يدعو عليك الآن ! فما هو الحل ؟ بسيطة جداً فقط أذهب إلى الذي ظلمته وكلمه بأسلوبك الخلوق كلاماً طيباً وأطلب منه أن تفتح معه صفحة بيضاء جديدة ولا تترفع عن ذلك لا تقل أنا أطلب من فلان أن يسامحني هذا مستحيل ؟ انا أعلم أن الشيطان يحضرك على هذا عليك أن تقاوم هذه الأنفة البشرية واتركها لأن هذا المظلوم قد يسامحك في الدنيا أما يوم القيامة فلو طلبت منه العفو بدم قلبك فلن يفعل قال تعالى " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه " فكيف لا يفر منك أنت ؟ قال صلى الله عليه وسلم " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلل منه اليوم " لاحظ ليس غداً وإنما اليوم ! ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كان آخر أيام حياته في مرض موته خرج النبي للناس في الميجد فصعد على المنبر وقال أيها الناس من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد مني اليوم - يعني فليقتص مني اليوم - ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد مني اليوم ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليستقد مني اليوم قبل أن يكون هنالك ديناراً ولا درهم مع أنه صلوات الله عليه وسلامه حاشاه أن يظلم أحداً . أخواني وأخواتي والله النجاة يوم القيامة أغلى من نظرة الناس إلي ! و أغلى من غروري ومن كل شيء . " ما هي بقية إختيارات المظلوم ؟ " أمّأ أنت أيها المظلوم فمن حقك أن تدعو على من ظلمك ولكن ليس هو إختيارك الوحيد للرد على ظلم من ظلمك بل يمكنك أن تفعل أمرين آخرين لم نذكرهما إلى الآن ما هما ؟ تابعونا في الحلقة السادسة . |
2012- 1- 31 | #15 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
إذا ظلمك إنسان فأنت مُخيّر بين ثلاث إختيارات ، كلها تُعتبر حقًا لك ، ولك أن تختار منها ماتشاء ..
الإختيار الأول : أن تدعوا على من ظلمك ، فإن دعوت عليه فسيأخذ الله حقك منه بالدنيا قبل الآخرة ، لأن دعوة المظلوم مُستجابه ، وعلى هذا فسوف تُصيب الظالم مصيبة مُعيّنه مُقابل دعوة المظلوم ، متى ستُصيبُه ؟ الله أعلم .. لكنها ستُصيبه ، ستُصيبه شاء أم أبى ، ستقعُ عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد الى السماء كأنها شرارة " ليس بينها وبين الله حِجاب تُحمل على الغمام ويقول الله تعالى لها وعزتي وجلالي لأنصُرنّكِ ولو بعد حين .. فالمسأله مسألة وقت فقط لاغير ، ولكن في هذه الحالة إذا كان المظلوم قد دعا على الظالم فإنه يكون قد إستوفى حقه من الظالم وأخذ منه مايُقابل مظلمته في الدنيا ، فلايطالب بشيئ يوم القيامة ، فيقول ياربي أنا أريد حسنات من الظالم يوم القيامة لااا .. انت أردت القصاص في الدنيا وقد أعطيناك إياه وإنتهى الأمر، لأنك إخترت الإختيار الأول من الإختيارات الثلاثة للمظلوم ، لكنك لو إخترت الإختيار الثاني لكان الأمر مُختلفًا ، إلا إن بعض الناس ماشاء الله موفقين إختاروا الإختيار الثاني وهو الأفضل ، فما هو هذا الإختيار ؟؟ الإختيار الثاني : أن يؤجل المظلوم أخذ حقه الى يوم القيامة ، بحيث إنه لايدعوا على الظالم في الدنيا ، بل ينتظر يوم القيامة ليأخذ حقه هناك ، فإذا أخذت حقك يوم القيامة فإنك ستأخُذه بعُملة ذالك اليوم وهي الحسنات ، ستأخذ حقك بالحسنات ، ومن حسنات من ستأخذ ؟؟ إنك ستأخذ من حسنات الظالم نفسه ، ستأخذ من صلاته ، من صدقته ، من تلاوته للقرآن ، الى أن تتساوى الحسنات التي أخذتها منه مع الظلم الذي ظلمك إياه ، إن كان قد أخذ من مالك فإنك ستأخذ من حسناته مايساوي المال الذي أخذه منك، وإن كان قد إفترى عليك فإنك ستأخذ من حسناته بقدر ما إفترى عليك ، وكذلك إذا إغتابك إو إستهزأبك ، أو احرجك أمام الناس ، إنك ستأخذ من حسناته بِحسب مظلمتك ، والظلم يتفاوت وكل شيئ له سِعره ، فالقتل يساوي حسنات أكثر مما تُساويه السرقة من حسنات ، ومن يُعاكس بنات الناس أو يُواعد أخواتهم فإنهم يأخذون من حسناته يوم القيامة أكثر من الذي فقط يسُب ويشتُم ، وهكذا .. فالمظالم درجات ، كما إن الطاعات درجات .. فيبدأ الإقتصاص بين الناس يوم القيامة ، كلٍ يأخذ من حسنات الآخر بقدر ماظلمه ، قال صلى الله عليه وسلم " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لايكون دينار ولادرهم إن كان له عمل صالح اخذ منه بِقدر مظلمتِه .. لاظلم اليوم .. وسيكون القاضي بين الناس في ذلك اليوم هو الله جل جلاله ، ولايستطيع أحد أن يُنكِر شيئ من المظالم فالشهود ليست شهود عادية .!! إن أعضاء الظالم هي التي تشهد عليه يوم القيامة ، بحيث لايستطبع الإنكار مُطلقًا ، وليس الحال كما هو عليه الآن في محاكم الدنيا ، أحيانًا يصعب التمييز بين الصادق والكاذب لاااا .. اليد تنطق وتقول أنا ضربت الشخص الفلاني في اليوم الفلاني في المكان الفلاني ، ويقول البطن أنا أكلت المال المحّرم الفلاني في اليوم الفلاني في المكان الفلاني ، قال الله تعالى " شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون " ويكون المظلوم في ذلك اليوم كالملك ينتظر حقه من الظالم ولايرحمه ، يأخذ الحسنة الواحدة من بين يديه ولايتنازل عن ذرة واحدة ، " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " والمظلوم أسعد مايكون بهذه الحسنة التي لم يتعب فيها ولاشيء ، فاليوم يومه الذي يفرح فيه ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه " يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم " ويستمر هذا المظلوم بالطواف على كل من ظلمه ويستمر بأخذ حسناتهم ، وقد يكون بعض المظلومين لديهم أعمال صالحة قليلة في الدنيا ، لكنهم سبحان الله سيتفوقون على من كان لديهم أعمال صالحة كثيرة بسبب إن هذا قد ظُلِم أكثر منه فحصل على حسنات أكثر ، ربنا عدل سبحانه ، قال سبحانه وتعالى " وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ " حاشاه كل إنسان يأخذ حقه .. ماذا لو لم يكن للظالم حسنات : وبينما هذا المظلوم يأخذ حسناته ممن ظلمه واحدا واحدا إذ صادفه أحد الذين ظلموه ولكن يوجد شيئ غريب لقد إنتهت حسنات هذا الظالم ، كثير من الناس قد أخذ من حسناته يوم القيامه لدرجة إن هذا الظالم لم تبقى له ولاحسنة واحدة ، مع إنه كان يعمل الصالحات في الدنيا ، لكن المشكلة إنه كان يأخذ حقوق الناس أيضًا ، لايُعطيهم أجورهم في الدنيا ، يظلمهم ، كان كثيرًا مايغتاب ، وهكذا ، فلم يتبقى له حسنة واحدة ، طيب وهذا المظلوم ماذا يفعل ؟؟ يرجع ؟؟ لاااا .. مستحييل ، لابد أن يأخذ حقه ، المسألة الآن ليست مُزاح ولن يسامح أحدا أحد يوم القيامة ، يقول الله تعالى ، " يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه " حتى إن البنت تفرح إن لها حقًا على أبيها ، لتأخذ من حسناته ..!! سبحاااان الله .. وتفرح الأم إن لها حقًا على ولدها لتأخذ من حسناته ، إذًا ماذا سيفعل المظلوم إذا لم يجد حسنة عند الظالم ؟؟ ماذا سيفعل ؟؟ إن المظلوم سيُعطي من سيئآته للظالم ، وكأنه يقوول أنت ليس لديك حسنااات لا بأس.. أنا عندي سيئااات .. تفضل .. فيُصبح هذا الظالم فعلًا مُفلس ، مع إنه كان لديه حسنات في البداية لكن للأسف ضيعها بالظلم .. يتبع .. |
2012- 1- 31 | #16 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون من المُفلس ؟ قالوا المُفلس فينا من لادرهم له ،
فقال صلى الله عليه وسلم إن المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وظرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيِت حسناته قبل أن يُقضى ماعليه ، أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طرح في النار " سبحان الله .. نسأل الله أن يُبعِدُنا عن ظلم الخلق .. أنواع السجلات يوم القيامة .. سجلات الناس التي تُفتح يوم القيامة ثلاث سجلات : السجل الأول .. هو الذي لايغفِر الله منه شيئًا .. السجل الثاني .. وهو الذي لايعبأ الله به شيئًا ، لايهتم به .. السجل الثالث .. هو الذي لايترك الله منه شيئًا يُصفيه كله .. أما السجل الذي لايغفر الله منه شيئًا هو سجل الشرك بالله .. قال الله تعالى " إن الله لايغفر أن يُشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء " وأما السجل الذي لايعبأ الله به شيئًا هو سجل السئيات التي بينك وبين الله ، هذه السجلات لادخل للخلق فيها ، ليس فيها حقوق للناس ، أي سيئة أقل من مستوى الشرك وليس فيها حقوق للناس فهذه لايعبأ الله بها ، إن شاء غفرها وإن شاء عذّب بها ، إنه لايعبأ بها سبحانه ، وأما السجل الثالث الذي لايغادر الله منه شيئًا : لابد أن يأخذ كل واحد حقه منه ، إنه سجل مظالم العباد بين بعضها البعض ، هذا لايترك الله منه شيئًا ، لاتقل لماذا لم يغفر الله لي بهذا السجل ، هذا الآن حق المخلوق وليس حق الخالق فقط ، فأهون علينا أن يكون أمرنا بيد الله عز وجل ، وأن لايكلنا الى من لايرحمنا من الخلق ، فلانكون في هذا السجل ، فإنهم لن يتركوننا إلا بأخذ مايستطيعون من الحسنات ، في الحقيقة إنه حقهم ، لانستطيع أن نقول شيئ ، إذا كنا قد ظلمناهم أو أخذنا منهم شيئ فهذا حقهم .. هذا كله إذا كنت انت قررت أن لاتدعوا على من ظلمك في الدنيا عندها لن يبقى مكان تأخذ فيه حقك إلا يوم القيامة ، أما إذا دعوت عليه بالدنيا وأصابه الله مايساوي مظلمتك فليس لك من حسناته شيئ يوم القيامة ، طبعًا حتى لو كان ظالمًا لك فإن الله تعالى لن يأخذ لك منه أكثر من حقك ، لن يأخذ حقك مُضاعفًا مرتين في الدنيا والآخر ، فإختر ماا تشااء .. هل تريد إصابته في الدنيا ، أم تُريد أن تستفيد أنت يوم القيامة ؟؟؟ القرار قرارك .. أنا إقتراحي أن لاتدعوا على من ظلمك في الدنيا ، إنتظر يوم القيامة وتأخذ من الحسنات ماهو ألذ لك بكثير من أن يحدُث له شيء في الدنيا .. صدقني هذا أفضل لك .. دخل رجل على عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فجعل يشكو إليه رجلًا ظلمه ويقع فيه فقال له عمر إنك إن تلقى الله ومظلمتك كما هي خيرٌ لك من أن تلقاه وقد إقتصصتها ، لو كنت أخي الكريم تريد أن تشفي غليلك منه فعلا فإعلم إن أخذك من حسناته يوم القيامة سيُقطّع قلبه بكثير مما لو أصابه شيئ في الدنيا ، لأن حسرات يوم القيامة لاتُقارن بحسرات الدنيا ، يقول الله تعالى " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ " لاحظ .. إن الذي يندم في الدنيا يعض على اصبعه يقول عض على أصابع الندم ، أما الذي يندم يوم القيامة فإنه يُدخِل كِلتا يديه في فمه فيعُض عليهما حسرةً وندما ثانيا : انت ماذا تُريد ؟؟ أليس أهم شيئ هو أن تنجو انت يوم القيامة وأن تأخذ الحسنات ، إذًا لا تشغل نفسك بالدعاء عليه إنه ليس بمهم أهم شيئ أن نحصل على الحسنات ، ولهذا كان الصالحون كان إذا ظلمهم أحد يفرحون ، مرة من المرات إغتاب احدهم الحسن البصري ، فلما وصل الأمر إلى الحسن ذهب الى بيت المُغتاب وطرق الباب وسلم عليه وأعطاه هدية ، قال سبحان الله أغتابك تهديني ؟؟ قال أجل .. اعطيتني حسناتك فأحببت أن أكافأك .. إنهم يفرحون لأنهم ينظرون الى الأمور بشكل مُختلف ، إنهم يريدون الثواب والنجاة يوم القيامة ولايهمهم شيئ آخر، يقول عبدالرحمن بن مهدي والله لولا كراهية تمني الإثم لتمنيت ألاّ يبقى أحد في هذه الدنيا إلا وإغتابني ، يقول فأي شيئ أهنأ لك في أن تجد في صحيفتك يوم القيامة حسنة من الحسنات ، أخذتها مِمَّن قد إغتابك وأنت لم تعملها ولم تتعب فيها ولاشيئ حسنات وثواب بلا تعب ، لكن .. القرار في النهاية لك ، إما أن تدعوا عليه وإما أن تأخذ من الحسنات ، القرار لك .. بإختصار .. إذا ضامك إنسان في الدنيا فأنت مخيّر في أن تدعوا عليه ، ودعاء المظلوم مُستجاب ، عندها ستأتيه العقوبة في الدنيا ، والإختيار الثاني هو أن لاتدعوا عليه بل أن تأخذ من حسناته يوم القيامة بقدر مظلمتك ، وهذا أفضل لك من الإختيار الأول ... لكن إنتظر .. يوجد إختيار ثالث للمظلوم يمكن أن يفعله بالظالم .. ماهو ؟؟ تابعونا في الحلقة القادمة .. تم بحمد الله .. إن اصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. |
2012- 1- 31 | #17 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" 7 "
تابع " كيف تتعامل مع الله إذا ظلمك إنسان ؟ نادى رجل الخليفة وهو واقف على المنبر وقال يا أمير المؤمنين أذكر يوم الأذان فنزل الخليفة ودعى الرجل وقال ما يوم الأذان ؟ فقال الرجل يوم الأذان هو اليوم الذي قال الله فيه ( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) فعرف الخليفة أنه يوجد من ظلمه فقال : ما هي مظلمتك يا فلان ؟ فقال أرض لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك , فكتب الخليفة كتاباً إلى وكيله يأمره بأن يرجع للرجل أرضه وأن يعطيه أرضاً آخرى مع أرضه أنهم يخافون من قوله تعالى ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) تعرفنا في الحلقة الماضيه على الإختيارين وذكرنا أن هناك إختيار ثالث وسنفصله اليوم هذا الإختيار هو أفضل الإختيارات على الإطلاق وهذا الإختيار لا يفعله إلا قلة من الناس " ما هو هذا الإختيار ؟ " الإختيار هو أن تعفو عن من ظلمك ! أتدري ماذا يعني ذلك أتدري ما العفو ؟ ذلك يعني أنه لن تنزل عليه عقوبة بسببك في الدنيا وأيضا لن تأخذ من حسناته يوم القيامة لا تقلق وتحزن ستستفيد أكثر من كل هذا , كيف ؟ سيعطيك الله سبحانه وتعالى من عنده حسنات أكثر من لو أنك أخذت من حسنات الظالم فأنت الرابح في النهاية والدليل على ذلك قال تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله ) أنا أعلم بأنه سيشق عليك فالغصص التي تجرعتها والآلام التي مررت بها ليست عادية ولكنك تستطيع أن تضغط على نفسك ف دخول الجنة أغلى بكثير من كل شيء وإذا كان الظلم الي عايشته أكبر فسيكون بالمقابل الأجر والثواب من الله أكثر كتب رجل رسالة إلى أخاه يحثه على العفو عن بعض من ظلمه فقال له أعلم أنه لن يزداد الذنب عظماً إلا ازداد العفو فضلاً " لماذا تتعب نفسك ؟" ثم أنت لماذا تتعب نفسك ؟ إذا كان هذا الذي ظلمك ظالم فسوف يهلك في كل الأحوال فالظلم يدمر صاحبه ! مره من المرات دعا رجل على ظالمه فقال له مسلم بن يسار أوكل الظالم إلى ظلمه فإن عاقبة الظلم أسرع من دعاءك عليه إذ أن الظالم سيعاقبة الله عاجلا أم آجلا فلماذا تخسر أنت ثواب العفو ؟ والحكمة تقول لا تخسر بسبب الظالم مرتين مرة عندما ظلمك ومرة عندما تركت ثواب العفو عن وأقبلت على الإنتقام والتسفي بالدعاء عليه نعم يجوز الدعاء ولكني أريد لك الأكثر خيراً وبالمناسبة أيضاً فإن العفو أريح لك قلباً وأشرح لك صدراً يقول المنتصر بالله لذة العفو أعذب من لذة الإنتقام قال الحسن : إذا جثت الأمم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نودي فليقم من كان له أجراً عليه فلا يقوم إلا العافون عن الناس ! أي شرف أعظم من هذا والله أني رأيت بعيني كيف أن الذين عفو أحسوا بالراحة أكثر من الذين لم يعفوا إن الذي عفى ينام مطمئن البال ومنشرح الصدر وكلما أراد الشيطان أن يحرضه على من ظلمة يتذكر ثواب الله وأنه لا يريد من الظالم شيئاً ولا تنظر إلى ما تريده نفسك من الإنتقام والتشفي بل أنظر إلى ما يريده الله والله ياربي الذي تريده من العفو على مرارته أحب إلينا من الدعاء عليه وضع بين يدي أحد الملوك أسرى فقال الملك لأحد العلماء ماذا ترى أن نفعل بهم ؟ إن الله تعالى قد أعطاك ما تحبه من القبض عليهم فأعط الله تعالى ما يحبه من العفو عنهم فعفى الملك عنهم يتبع |
2012- 1- 31 | #18 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" من حقك أن تنتقم .... ولكن "
يقول أحد العلماء لماذا يعذب أخوك بسببك ؟ اعفو عنه ألست تريد رحمة الله ألم نخطأ بحقه كثيراً ؟ كيف تريد أن يجتاوز الله عن أخطاءك وأنت لا تريد أن تتجاوز عن أخطاء الآخرين صحيح أن هذا حقك ولكن توجد حقوق لله لا تحزن إذا أخذ الله حقه كذلك ليس لإن إذا أخذت حقك لن يرحمك الله لا وإنما الذي يرحم الناس أقرب إلى الله من الذي لا يرحمهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" كيف نريد أن نحصل على الرحمة من الله ونحن لم نرحم عباد الله لما كانت تعرض رحمة الله على الصحابة كانوا يعفون أكثر بكثير بكثير عن الأشياء التي نعفو عنها نحن ! فهذا أبو بكر الصديق تكلموا في عرضه وقالوا عن ابنته عائشة رضي الله عنها أنها زانية وحاشاها رضي الله عنها واستمرت هذه الإشاعة بين الناس أكثر من شهر وابو بكر في هم لا يعلمه إلا الله إنهم يتكلمون في ابنته , ومن الذي يتكلم ؟ إنه شخص كان أبو بكر ينفق عليه ! يعطيه المال فيطعن في عرض ابنته كذباً وبهتان فأوقف أبو بكر النفقة عليه فأنزل الله تعالى " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم " فقال أبو بكرى والله أني أحب أن يغفر الله لي فأرجع النفقة إليه ! وقال والله لا أنزعك منها أبداً مع أن أبو بكر مبشر بالجنة أصلاً لكن لم يقل أنا لا أحتاج انا من أهل الجنة ما رأيكم أن نتخذ الآن قرار حازم وهو أن نعفوا عن كل من ظلمنا في السابق لأجلنا لا لأجلهم وعفى الشيخ الخراز أمام الكاميرا عن كل من ظلمه أو إغتابه ويريدنا أن نعفوا معهم فهيا لنتسابق على الأجر والثواب ورحمة الله صدقوني أن هذا الشعور رائع والله أكثر من رائع أن تعيش وقلبك لا يغلي على أحد ولا تريد من الناس شيئاً فقط تريد أن يرحمك الله يقول النبي صلوات الله وسلامه عليه " تلقت الملائكة روح رجل مم كان قبلكم فقالوا أعملت من الخير شيئاً قال لا قالوا تذكر قال كنت أتجاوز عن الناس فقال الله سبحانه وتعالى للرجل أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي " ارجوا أن تشاركوني هذه الليلة العفو لعل الله يطلع علينا جميعاً فيتجاوز عنا كما تجاوزنا عن عباده جميعاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " اسأل الله أن يغفر لنا وإياكم ويرحمنا ويجلعنا من المعتقين من النيران وممن غفرت ذنوبه جميعاً ويطهر قلوبنا ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا والحمدلله رب العالمين. انتهى |
2012- 1- 31 | #19 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
كيف تتعامل مع الله ( غض البصر )
" 9 " - كان جيش من جيوش المسلمين يحاصر حصناً من حصون الروم وكان هذا الجيش فيه أحد حفاظ القرآن الكريم وكان هو الذي يصلي بهم الصلوات الخمس وبينما كان هذا القارئ يتمشى حول الحصن إذ نظر في ثقب منه فرأى امرأة حسناء من نساء الروم فأعجبته , غض بصرك ! ما غض بصره واستمر ينظر إلا أن فتن بها فهام على وجهه يطرق باب الحصن قالوا : ماذا تريد ؟ قال : أريد هذه المرأة التي رأيتها في مكان كذا وكذا كلمته المرأة وقالت : ماذا تريد ؟ , فقال : أريد أن أتزوجك ! فقالت : لا أفعل أنت على غير ديني فقال : أترك ديني وأتزوج " نعوذ بالله " فرأى الروم أن إدخاله سينقص من عزيمة المسلمين فأدخلوه وترك الإسلام من أجلها ! وأصاب المسلمين همٌ شديد وبعد سنوات زار أحد المسلمين بلاد الروم , فرأى هذا الذي كان قارئاً كان يحمل أمتعة الروم ويمشي خلفهم فقال له : أنت فلان ؟ قال : أجل فقال : ما الذي حدث لك وما الذي حدث للقرآن الذي كان في صدرك ؟ فقال له : أنسيته كله لا أذكر منه حرف واحداً إلا آية واحدة ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) فسبحان من أبقاها في قلبه ! كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم من نظرة فتكت بقلب صاحبها فتـــك السهام بلا قوس ولا وتر يـــسر عينه ما ضر قلبـــه لا مرحبا بسرورٍ عاد بالضــرر " كيف تتعامل مع الله إذا رأيت فتنة ؟ " غض البصر مشكلة أتعبت الكثير من الناس العاديين والملتزمين وحتى المتزوجين فهذا رجل تزوج امرأة جمالها معقول يعني أنها ليست أجمل امرأة بالعلم لكنه مقتنع بها وفي حفل الزفاف دخل لعروسه ليأخذها ولما نظر إلى النساء بكامل زينتهن احتقر جمال زوجته وفي النهاية قال لا أريدها ! فتفرق الزوجان . " لماذا هذا الموضوع مهم ؟ " سبب أهمية هذا الموضوع هي أن باقي الفتن قد تعرض عليك من فترة لفترة مثلا ليس كل يوم يعرضون عليك صفقة تجارية محرمة هذا قد يحدث بالسنة مره وليس كل يوم أيضاً تتصادف المبارات مع وقت الصلاة بل قد يحدث هذا في الأسبوع مره أما مسألة غض البصر فأنت ستحتاجه في كل يوم ! كل ما خرجت إلى المنزل وكل ما خرجت إلى العمل بل والله في السابق كان الناس يحتاجون إلى غض البصر إذا خرجوا خارج البيوت أما الآن غض البصر نحتاجه داخل البيوت أكثر من خارج البيوت ! طبعاً بسبب الفضائيات والإنترنت وغيرهما بل بعضهم هداهم الله في الثلث الأخير من الليل عندما ينزل ربنا ويقول هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من داعٍ فأجيبه ؟ في هذه اللحظة الغالية يكون هو أمام تلك المناضر الفاضحة ! . " قد يقول قائل لماذا أغض بصري ؟ أقنعني ! " الجواب هو لأن الله أمر بذلك وهو سبحانه لا يأمرك إلا بما هو أخير لك قال الله تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) وايضاً يوجد سبب ثاني يدعوك إلى غض البصر وهو أنه من المخجل أن نعصي الله بنفس النعمة التي أنعم بها علينا ! فقد حُرم غيرنا نعمة البصر ونحن نعصي الله بها ألأنه أعطانا إياها ؟ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ وفوق هذا كله فأنه أكثر من سيتأذى نفسياً من هذا النضر هو أنت لأنك ترى شيئاً ولا تستطيع أن تصل إليه هذا عذااب إن كثيراً من عشاق النظر يظنون أنهم إذا أكثروا واسمتروا بالمشاهدة فإن ذلك سيروي عطشهم وهم والله يتوهمون ذلك ! يتبع |
2012- 1- 31 | #20 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" انتبه لهذا المثال "
الآن لو وضعنا شخصين في السجن الشخص الأول منعنا عنه الطعام فقط أما الثاني فوضعنا الطعام امام عينه خارج الزنزانة يراه ويشم رائحته ولكنه لا يستطيع أن يأكله من سيتألم أكثر ؟ طبعاً الثاني هو الذي سيتألم أكثر وكذلك الذين ينظر إلى الشهوات ولا يستطيع الوصول إليها فأنه سيتألم أكثر من الذي يغض بصره فإذا زدنا من النظر فإننا سنتعب ! قال ابن القيم رحمة الله عليه " النظرة سهم مسموم من سهام إبليس والنظرة الثانية أشد سماً فكيف نتداوى من السم بالسم ثم قال رحمه الله ولو أن الإنسان غض بصره من أول نظرة لاستراح " بعضهم مسكين لا يترك شاردة ولا واردة إلا ونظر إليها ينظر إلى كل يفتنه في الفضائيات وفي الإنترنت وفي الشارع وفي كل مكان ولا يمتنع عن أي شيء يا أخي أرحم نفسك ! والله قلبك لا يستحمل ذلك ! أعيني كفى عن فؤادي فإنه من الظلم سعى اثنين في قتل واحد ! " قاعدة " احفظ هذه القاعدة المهمة " الصبر على ما قبل النظرة أسهل بكثيير على الصبر على ما بعد النظرة " كلنا نعلم أن مقاومة النظر إلى المحرمات يحتاج إلى صبر وهذا الصبر مؤلم ولكنني بالمقابل لو نظرت إلى المحرمات فإنني سأحتاج إلى الصبر على الشهوة أكثر بكثييييير . أن الذين يغضون ابصارهم هم أريح الناس نفساً واشرحهم صدراً ولا يتعبون بالسهر والتفكير ليلاً ولا يتعبون بالنظر نهاراً وهم مرتحاون ومرضيون أرضوا ربهم وأراحوا نفسهم . فمن مثلهم ؟ " بل سيحصلون على أكثر من مجرد الراحة " هل تظن أنه أعلى شيء يسحصل عليه من يغض بصره أن يرتاح فقط ؟ لا أنت مخطئ ! سيحصل على شيء نفسي في الدنيا قبل الآخرة أن سيجد لذة في نفسه سيعطيه الله إياها فور غضه لبصره والذين يغضون ابصارهم يعرفون عن ماذا أتكلم أنا الآن ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه " سيعطيه الله الراحة وسعادة في قلبه لأن الله سبحانه قال (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) أزكى لهم أي أطهر لهم ولا يوجد شيء أزكى من ما قال الله عنه أزكى ! " كيف يكون غض البصر لذة وأنا ما نظرت إلى اللذة ؟ " سأضرب لك مثال لكي أجيبك لنفرض أنه يوجد شخصان صائمان في نهار رمضان أحدهما شرب شربة ماء فأفطر ! والآخر بقي صائماً من منهما سيفرح عن الإفطار ؟ كلاهما جائع ! ولكن لا شك بأنه الصائم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " ( للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) وكذلك الذي يغض بصره والذي لا يغض بصره كلاهما لم يحصل على شهوته كاملة لكن الأول يعيش في راحة والذي لم يغضض بصره يتألم والإختيار لك في النهاية ! كثيرٌُ من الناس يريد أن يعرف ما هو الحل ؟ كيف أستطيع أن أغض بصري ! ابشر توجد خطوات معينة يمكنك أن تفعلها وستساعدك على غض بصرك بل لن يكون عندك بعدها مشكلة في غض البصر تابعونا في الحلقة القادمة . انتهى الحمدلله |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, تتعامل, كيف |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ جميع التخصصات ] : تسجيل المواااد + الجدول | طالبة متوهقة | منتدى كلية الآداب بالدمام | 7693 | 2012- 2- 5 12:26 AM |
[ جميع التخصصات ] : مشاكل تسجيل مستوى رابع | بنت حاسب | منتدى كلية التربية بالجبيل | 377 | 2012- 1- 31 04:20 PM |
اهم التواريخ والاسماء لمادة فقه السيره | محمد ألشهري | المستوى الأول - كلية الأداب | 17 | 2011- 1- 8 01:37 PM |
إليكم ملزمة فقه السيرة و فيها التفاصيل التي يذكرها الدكتور في المحاضرة !! | أحمد باسمح | المستوى الأول - كلية الأداب | 68 | 2011- 1- 7 03:44 PM |