|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
2012- 7- 4 | #11 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
إن نصيحتي لك أخي في الله أن تلزم نفسك الصمت.. حلّ بينها وبين من يشغلها.. إياك والمعارك الجانبية.. فإذا نظر إليك أبوك شذرا إذا أعفيت لحيتك ثم سألك: ما الذي تنوي عمله..؟! لا تقل إنّ اللحية فرض.. أو تتهمه بكراهية النبي صلى الله عليه وسلم.. ولكن قم فقبل رأسه.. وقبل يد أمك.. وقل لهما: الحمد لله الذي نجاني من لنار.. بفضل حسن تربيتكما لي.. أو بفضل دعائكما لي.. أو بفضل حرصك يا أبي على أن تطعمنا الحلال الطيّب.. ولعلي أنفعكما يوما.. ذكرهما بحديث:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد ثالح يدعو له". صحيح مسلم (1631) كتاب الوصية.
لا تقم معارك في المنزل مع إخوتك أو أبيك أو أمك أو جيرانك أو زملائك فتلهك المعارك عن اللجوء الى الله والسير إليه.. لا تفتح أبواب المعارك.. سد باب الذرائع عن أي سؤال.. فإذا قيل: يا بني.. هل اللحية فرض..؟! فقل: كيف حالك يا أبي.. إنني احبك.. وحاول أن تتفادى الصراع ما أمكنك.. فإذا قال لك: هل الصلاة لا تصح إلا في المساجد الخاصة بالملتزمين الذين يطيلون فيها..؟! قل له: ما رأيك يا أبي لو جلست معي فقرأنا ربعين من القرآن فإنك عندها ستشعر بجنة الله في القرآن.. إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال.. وقال.. وقصّ له من اخبار النبي عليه الصلاة والسلام.. إنها حينها قد ترغبه بحسن خلقك.. وق يشعر هو بتحسن حالك.. وقد تدعوه بسمتك الصالح.. أما إذا أقمت من نفسك مفتيا.. وسردت له أدلة فرضية اللحية.. وأن إبن حجر العسقلاني طيّب الله ثراه قد قال.. ثم أتبعت بقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله .. ثم قول شيخ الاسلام ابن تيمية قدّس الله روحه.. فإنك لن تجد الوقت لتصحيح توبتك مع الله.. وإنما عليك بالنصيحة العابرة.. والهمسة الصادقة.. أطل الصمت.. وأدمن السكوت.. ولا تخض مع الخائضين.. جنّب نفسك الزلل وابتعد عن الخطأ.. وانكسر لله.. لا تطغ.. لا تتكبر.. إذا رأيت العصاة فاذكر قول الله تعالى:{ كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم} {النساء:94]. قل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرا من عباده.. وفضّلني على كثير ممن خلق تفضيلا. ثالثا: إدمان معاتبة النفس وتخويفها: النفس إخوتاه تركن الى اللذيذ والهين.. فعلمها التحليق.. تكره الاسفاف.. علمها العز.. تأنف من الذل.. عرّفها الرب.. تستوحش من الخلق... نفسك هي دابتك التي تحملك الى الله.. عرّفها الطريق. تنقاد.. أبدا في معاتبتها وتقريرها بما صنعت من المعاصي.. لتنكسر لله.. قل لها يا نفس .. أرأيت إن متنا الآن بما نلقى الله..؟! ألحّ عليها حتى تلين.. اجعلها تعترف بكثرة جرائمها وذنوبها.. ادم ذلك عليها.. اجعله عملها.. أوجع بذلك ضميرها.. أسل بذلك دمعتها.. استنغفر الله من سوء ما تقدم من صنيعك وبخ نفسك.. قل لها.. يا نفس.. ويحك يا نفس.. لا ينبغي أن تغرك الحياة الدنيا.. ولا يغرّنّك بالله الغرور.. يا نفس .. انظري الى نفسك... فما أمرك بمهم اغيرك.. يا نفس لا تضيعي أوقاتك.. فالأنفاس معدودة.. فإذا مضى منك مفس.. فقد ذهب بعضك.. اغتنمي الصحة قبل السقم.. اغتنمي الفراغ قبل انقضائه.. الغنى قبل الفقر.. الشباب قبل الهرم.. والحياة قبل الموت.. يا نفس استعدي للآخرة بقدر بقائك فيها ويحك يا نفس.. إن كنت يا نفس لا تتركين الدنيا رغبة في الآخرة لجهلك وعمى بصيرتك فاتركيها ترفعّا عن خسّة شركائها تنزها لكثرة غثائها وعنائها.. توقيا من سرعة فنائها.. مالك يا نفس تفرحين بدنيا إن ساعدتك.. فإنها ستكون حجة عليك.. مالك يا نفس تفرحين بدنيا إن كانت لك فلا تخلو البلد من جماعة اليهود والمجوس يسبقونك بها ويزيدون عليك في نعيمها وزينتها.. فأف لدنيا يسبقك إليها هؤلاء الأخساء.. ما أقلك يا نفس وأخس همتك يا نفس.. وأسقط رأيك يا نفس.. إذا رغبت عن أن تكوني زمرة المقربين من النبيين والصديقين في جوار رب العالمين.. أبد الآبدين رغبت في أن تكوني في جنة النعيم لتكوني في صف النعال من جملة الحمقى الجاهلين.. أياما قلائل تفرحين ثم الى الأبد تعذبين فيا حسرة عليك إن خسرت الدنيا والدين.. ويحك يا نفس.. بادري بالتوبة فقد أشرفت على الهلاك.. اقترب الموت.. وورد النذير فمن ذا الذي يصلي عنك بعد الموت.. من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت.. من يترضى عنك ربك بعد الموت.. ويحك يا نفس مالك إلا أيام معدودة وهي بضاعتك إن أتجرت فيها فزت.. ويحك يا نفس.. قد ضيّعتي أكثر رأس المال فلو بكيتي بقية عمرك على ما ضيّعت فيها لكنت مقصرة في حق نفسك.. فكيف يا نفس.. إذا ضيّعت البقية وأصررت على المعاصي.. اما تعلمين أن الموت موعدك.. والقبر بيتك.. والتراب فراشك.. والدود أنيسك.. والفزع الأكبر بين يديك.. أما علمت يا نفس أن عسكر الموت عندك على باب البلد ينتظرون وقد آلوا على أنفسهم بالإيمان المغلظة أنّهم لا يبرحون يا نفس.. أما علمتي أن الموتى العودة ليشتغلوا بالعمل الصالح ويستدركوا ما فرط منهم... أنت في أمنيتهم فاعملي.. يا نفس إن يوما من عمرك لو بيع منهم بالدنيا وما فيها لشروه.. ولو قدروا عليه وأنت تضيعين أيامك في الغفلة والبطالة ويحك يا نفس.. اما تخافين.. أما تخافين { كلا إذا بلغت التراق* وقيل من راق* وظنّ أنّه الفراق* والتفّت الساق بالساق* الى ربك يومئذ المساق* فلا صدّق ولا صلى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب الى أهله يتمطى* أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى} [القيامة: 26-35]. ويحك يا نفس.. أما تخافين أن تبدو رسل ربك منحدرة إليك بسواد الألوان وكلح الوجوه.. وبشري العذاب.. أما تخافين؟ أما تذّكرين..؟ هل تذكرين..؟ هل ينفعك ساعتها الندم..؟ أو يقبل منك الحزن..؟ أو يرحم منك البكاء.. ويحك يا نفس.. ويحك يا نفس.. تعرضين على الآخرة وهي مقبلة عليك... وتقلبين عن الدنيا وهي معرضة عنك..! يا نفس.. كم مستقبل يوما لم يستكمله..؟ وكم من مؤمل غد لم يبلغه..؟ وتشاهدين في ذلك الموتى ولا تعتبرين.. احذري يا نفس.. احذري يوما ترجعين فيه الى الله فتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.. احذري يا نفس ذلك اليوم فقد آل الله على نفسه ألا يترك عبدا أمره في الدنيا ونهاه حتى يسأله عن عمله. فانظري يا نفس بأي أمر تقدمين.. وبأي لسان تجيبين.. أعدي للسؤال جوابا.. انظري يا نفس الى الدنيا اعتبارا وسعيك لها اضطرارا.. ورفضك لها اختيارا.. وطلبك للآخرة ابتدارا.. يا نفس اتركي الدنيا مختارة قبل أن تتركيها مضطرة.. يا نفس كيف أقول لربي غدا إذا سألني عن عملي..؟ ووضح لي طريقي..؟ إذا نلت كتابي بشمالي..؟ ونادى ربي يوم القيامة وقد غضب غضبا شديدا لم يغضب مثله قط.. ولن يغضب بعده مثله..! يتبع ان شاء الله |
2012- 7- 4 | #12 | |||
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
اقتباس:
الله يجزاك خير ولايحرمك أجر متابعتك .. اقتباس:
الله يجزاك خير ولايحرمك أجر متابعتك .. اقتباس:
الله يجزاك خير ولايحرمك أجر متابعتك مؤثره جدا بس فيها من التفائل
وتشدك للخير والعمل الصالح .. الله يجمعني بكم في جنان الرحمن .. |
|||
2012- 7- 4 | #13 |
مشرفة كلية التربية المستوى الرابع والخامس سابقآ
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
جزاك الله خير
من اورع المواضيع الله لايحرمك الاجر |
2012- 7- 4 | #14 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
رابعا: علاج النفس بالصوم ومنع الحظوظ: إنّ البطن إذا أكلت أشرت وبطرت.. وإذا صامت انكسرت.. وقل نشاطها.. وعادت الى ربها.. فأدمن الصيام كما أوصاك النبي العدنان.. عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام.. قال:" فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أخرجه البخاري (1905) كتاب الصوم مسلم ( 1400) كتاب النكاح. وجاء: بمعنى قاطع للشهوة.. فامنعها ملذاتها.. كما يقول ابن الجوزي.. امنعها ملذوذ مباحها ليقع الصلح على ترك الحرام.. أخي التائب.. ابدأ بتحقيق التوبة النصوح.. ابدأ بأن تتوب الى الله توبة نصوحا.. وقد قال إبن القيّم: في التحقيق أن التوبة تستلزم ترك المناهي.. والإقبال على العمل بالأوامر.. فمن ترك المناهي.. ولم يعمل بالأوامر.. لم تقبل توبته.. وليس بتائب.. قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان:70]. فشرط قبول التوبة.. العمل بالطاعة.. فاآن تب.. ارفع يديك.. ناد ربك.. وقل له يا رب تبت من كذا وكذا من المعاصي.. ولكن اعلم رحمني الله وإيّاك أن تحديد المعاصي التي تتوب منها ليس شرطا في التوبة.. فقد تكون التوبة مجملة.. بأن تتوب الى الله من جميع الذنوب والمعاصي جملة دون تفصيل.. فتقبل إن شاء الله.. وإنما يكون هذا التحديد لزجر النفس وتذكيرها.. وإلهامها التوبة وتثبيتها على هذه المعاني.. تبت من كذا وكذا.. وعزمت ألا أعود أبدا لكذا وكذا.. وعاهدتك ربي أن أفعل كذا وكذا.. لا بد من هذا الوضوح وإيّاك أن تسوف.. الساعة.. الساعة قل: تبت.. ثم ابدأ بإمساك المصحف.. وصف قدميك لله تعالى.. أمسك بالمصحف وقل الله أكبر.. اقرأ عاء الاستفتاح.. اقرأ الفاتحة.. تباك بين يدي الله سبحانه وتعالى.. رحم الله أحد مشايخنا كان يقف في الصلاة ويقول: ألا تعرف كيف تصلي..؟ كيف تذل لله سبحانه وتعالى..؟ وتتباكى بين يديه..؟ ابدأ بدعاء الاستفتاح وتباك.. فلا تبدأ في قراءة الفاتحة حتى تسيل دموعك على خديك وتسترسل في القراءة حتى يغلبك البكاء فلا تملك إلا الركوع بين يدي الملك ثم تسجد له وحده ودموعك تغسل جبال الذنوب التي تطبق على صدرك وتكاد تزهق أنفاسك وتخرج من الصلاة وأنت لا تريد أن تنتهي مناجاة ربك.. فتشعر عندها أنك وجدت نفسك.. وجدت لقلبك الحائر مستقرّا.. ووجدت لنفسك القلقلة سكنا.. ووجدت لروحك المعذبة أمانا.. فإذا طالبت بالطعام فذلها.. وإذا أرادت النوم فاحرمها.. امنعها فضول المباح ليقع الصلح على ترك الحرام. خامسا: أن تأخذ من نفسك الراحة وتنزل بها التعب ونقصان المباح: إن نفسك تعمل.. فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.. أتعبها في قيام الليل.. نم ساعتين فقط.. بعدها توجه للعمل.. عندها لن تجد القوة لتعصي الله. حتى إذا كنت طالبا.. إنك تستطيع القيام أولا بواجب الاستذكار.. ثم تستعين بالله وتقوم الليل. ثم نم ساعتين. واستعن بالله تمضي الى الامتحان نشيطا. لا تخطئ الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون.. أن تتعلق قلوبهم بما حصلوا من المواد العلمية فقط.. وينسون أن التوفيق من الله وحده.. إن الذي يعلّم ويذكّر هو الله سبحانه وتعالى فيتعلق قلبك به.. هو الفتاح العليم.. فهو الذي قد يفتح عليك هذه الاجابة أو يخذلك.. هذا مع ضرورة الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.. أنك إذا أتعبت جوارحك في طاعة الله عز وجل أتعب الله الكائنات في خدمتك.. إن مشكلة قومنا أنّهم لو يجربوا التعب لله.. لقد جربوا التعب في الدنيا .. ولم يجربوا التعب لله.. لقد جربوا التعب في الدنيا.. ولم يحصلوا شيئا.. ورغم ذلك لم يكفوا عن مواصلة التعب فيها.. تعبوا كثيرا للزوجات .. للأبناء.. للنفس.. للهوى.. ولكل ما عدا الله سبحانه وتعالى.. فلنجرّب الآن نوعا جديدا من التعب.. التعب لله عز وجل.. قال بعضهم حين سئل: ماذا تشتهي.. قال: إني لأشتهي أن أقوم في الصلاة حتى يشتكي صلبي.. وقيل لبعضهم: ماذا تشتهي..؟ قال: أشتهي أن أقوم حتى لا أقدر أن أقوم.. أود أن أقف في الصلاة حتى لا أستطيع القيام.. أريد أن أسجد حتى تتقطع أنفاسي.. أريد أن أركع لله حتى تشكو عضلاتي.. أريد أن أصوم لله حتى لأشرف على الهلاك من الجوع. إن التعب غير مقصود لذاته وإنما المقصود إذلال النفس لله.. إنكسارها له.. أما إذا أعطيت نفسك مطلوبها بدون عناء.. فستقودك الى الكفر بنعم الله.. ستقودك الى جهنم.. ومن سقط في المعاصي يحدثك: يقول أن نفسه قالت له: ابدأ بسيجارة.. ثم بعد أن سقط في هوّة التدخين قالت له: ألا تجرب المخدرات.. ثم الخمر.. ثم دفعته الى الوقوع في الفواحش.. زنا.. لواط.. إلخ.. حتى يصل إلى عبادة الشيطان.. ويقع في الكفر عياذا بالله من الخذلان. إن الحل هنا أن تقف مع أول خاطر.. فإذا قالت لك نفسك: النوم.. فقل لها سنقوم الليل.. وإذا طالبت بالطعام.. فقل: سنقرأ القرآن.. فإذا أرادت الخروج للقاء الأصدقاء فقل لها أين الاعتكاف..؟ خالف نفسك.. حتى تفوز برضى الله.. إن كل ما سبق بدايات ولكن إذا ألفت نفسك الطاعة.. أنفت المعصية.. وإذا أدمنت حب الله والانقياد لأوامره تركت الذنوب.. وسهل عليها الأمر.. ومن يتصبر يصبره الله.. والله المستعان. سادسا: ارفع لها بالفكرة أعلام الآخرة: أرها الجنة والنار.. اجعلها تشاهد من أمامك في الطريق.. إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.. ارفع لنفسك أعلام الآخرة حتى تستقيم.. ذكر هذه النفس التي تشتهي شيئا دنيويا بعظمة لجنة.. ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. إذا اشتهت نفسك الملابس ذكرها بقول الله سبحانه وتعالى:{ ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا* ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير* قواريرا من فضة قدّروها تقديرا* ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا* عينا فيها تسمّى سلسبيلا* ويطوف عليهم ولدان مخلّدون إذا رأيتهم إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا* وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيما وملكا كبيرا* عليهم ثياب سندس من خضر واستبرق وحلّوا أساور من فضة وسقاهم ربّهم شرابا طهورا* إنّ هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا} [الانسان:14-22]. تعرض على نفسك هذه الآيات وأمثالها.. قل لها: { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا، لا يستوون* أمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نزلا بما كانوا يعملون* وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذّبون} [السجد: 18-20]. قل لها: يا نفس.. هذا طريق الصلاة.. طريق المسجد.. طريق الصيام.. طريق القيام.. طريق الذكر.. طريق تلاوة القرآن.. هذا هو الطريق أمامك.. فيه محمد صلى الله عليه وسلم.. سبقك في هذا الطريق أبو بكر وعمر.. عثمان وعلي.. طلحة والزبير.. عبدالله بن مسعود وعبدالرحمن بن عوف.. عبدالله بن عباس ومعاذ بن جبل.. أمامك فيه أبوذر وأنس.. ياسر وعمّار.. أمامك في الطريق العلماء والكبراء والعظماء من عباد الله الصالحين القانتين المتقين.. أما الطريق الآخر.. طريق الشهوات والزنا.. الخمر والنساء.. اللعب والتفلت.. أمامك الطريقان يا نفس.. فاختاري ما تريدين.. أتريدين طرق أبي بكر وعمر..؟ أم طريق أبي جهل وأبي لهب..؟ تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة..؟ اختاري لنفسك أيتها النفس.. ولكن اعلمي أنّ أكثرنا قد يمضي الى المعاصي لجهله بالجنة.. أو لجهله بالطريق الموصلة إليها.. فإذا أردت أن تعرف الطريق الى الجنة.. فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يدللك عليها.. وإذا أردت الابتعاد عن طريق الهالكين فاسأله سبحانه وتعالى وعز وجل أن يهديك سواء السبيل.. |
2012- 7- 4 | #15 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
بشراك يا عبد الله.. أبشرك أخي التائب بقبول التوبة.. بسرط أن تتوب الى الله بصدق وإخلاص.. اللهم تقبل توبتنا.. واغسل حوبتنا.. وامح خطيئتنا وارفع درجتنا.. وسدد ألسنتنا.. واسلل سخيمة صدورنا.. أخي التائب.. أقلع عن المعصية .. تب والله يتوب عليك.. اندم على ما فات باستقباح الذنب في حق الله تعالى.. اعزم على ألا تعود والله المستعان.. نسأل الله أن يتوب علينا وعلى عصاة المسلمين.. أخي التائب.. إن الباب مفتوح.. والفرصة ما زالت سانحة.. فاستعن بالله وأمامك عطاء مقبول.. قل: تبت.. والله يقبل توبتك.. فاستعن بالله ولا عجز فإن النصر مع الصبر.. والفرج مع الكرب.. وإنّ بعد العسر يسرا.. وإياك من وسوسة الشيطان أن يقول: لك إنك لن تقدر على التوبة.. فقل: إن شاء الله سأقدر عليها.. فمعي القوي المتين.. سيعينني.. أحسن ظنّك بالله وهو يعينك.. اللهم تب علينا وعلى عصاة المسلمين.. أخي.. لا تسوف.. عجّل عجّل.. هيا.. هيا.. تب من هذه اللحظة.. واصبر على توبتك.. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الله تعالى.. واصبر على توبتك.. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الطاعات.. كم نصبر على جفاف القلب.. وكم نصبر على غياب الراحة عند الانطراح بيني يدي الملك سبحانه وتعالى بعد أن ذقنا حلاوتها.. كم صبرنا على نار المعصية وحرقتها في القلب.. كم صبرنا.. الآن مطلوب منك الصبر على الطاعة.. الصبر على التوبة.. محاولة العودة في طريق طويل قطعته بعيدا عن الله سبحانه وتعالى.. إن المرضى يتصبرون.. يصبرون على مر الدواء في انتظار راحة الشفاء.. لنصبر ولنصبر ولنصبر.. ولنقهر أنفسنا التي كم قهرتنا على المعاصي.. إنني أعلم أن ما أقوله لك وما أطلبه منك عسير.. ولكن تذكر أنه ليسير على من يسره الله عليه.. واعلم أنها لن تأتي إلا كرها.. أما إذا انتظرت أن تأتي نفسك بالمبادرة.. فإنها لن تأتي أبدا.. واعلم أيضا أن من يتصبر يصبره الله.. كم وقفنا وتصبرنا على أبواب الآدميين.. أفلا نتصبر على باب رب العالمبين.. إننا نيرد أن يرى تعبنا وجهدنا.. فيرحم ضعفنا.. وإذا أردت الإعانة فاستعن بالمعين وقد أعانك.. ويعينك.. ولكن متى يعينك.. إذا وجد منك خيرا وعزما على التوبة.. وندما على التفريط. واعلم أن توبة العبد محفوفة بتوبتين.. توبة قبلها وتوبة بعدها {ثم تاب عليهم ليتوبوا} [التوبة: 118]. فأخبر سبحانه وتعالى أن توبته على الثلاثة الذين خلّفوا سبقت توبتهم.. وأنها هي التي جعلتهم تائبين.. فكانت توبة الله عز وجل عليهم مقتضيا لتوبتهم.. فإنه سبحانه يتوب على العبد أولا.. إذنا وتوفيقا وإلهاما.. فيتوب العبد.. فيتوب الله عليه ثانيا.. قبولا وإثابة.. يتوب الله عز وجل إذنا.. يأذن له في التوبة.. قال الله تعالى:{ لمن شاء منكم أن يستقيم* وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [التكوير: 28-29]. واعلم أخي التائب.. أنّ العبد إذا حرم التوفيق يجد في كل خطوة عثرة.. وفي كل حركة خذلانا.. نعوذ بالله من الخذلان.. إن التوبة الثانية.. توبة القبول والإثابة.. هي سر من أسرار اسمي الله " الأول" و " الآخر" .. فإنه سبحانه المعد.. والممد.. ولكي تتوب.. لا بد وأن تعرف الله.. أن تعرف أسماءه وصفاته.. فإن من أسرار اسمي الله " الأول" و " الآخر" فإنه سبحانه السبب والمسبب.. العبد توّاب والرب توّاب.. فتوبة العبد رجوعه الى سيده بعد الإباق.. وتوبة العبد نوعان.. الأول: إذن وتوفيق.. والثاني: قبول وإثابة.. وللتوبة مبتدأ ومنتهى.. مبدؤها: الرجوع الى الله بسلوك الصراط المستقيم الذي أمر بسلوكه { وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه}[ الأنعام: 153]. ونهايتها الرجوع اليه في الميعاد.. وسلوك صراطه الذي نصبه موصلا الى جنته.. فمن رجع الى الله في هذه الدار بالتوبة.. رجع الله إليه في الميعاد بالثواب، قال تعالى:{ ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب الى الله متابا} [الفرقان:71] اللهم تب علينا. أيها الإخوة.. إن التوبة شاقة نعم ولكن إذا أقبلت فإن الله معينك لا محالة.. إذا اعتمدت على حولك وقوتك فلن يكون لك شيء.. اما إذا استعنت بحول الله وقوته أعانك.. ووفقك.. وكما قلت آنفا.. إنه ليسير على من يسره الله عليه.. ولكن المخذول محروم.. من يستصعب الأمر هو من يزل عن الصراط المستقيم.. حقا نقول: ليست كل الخيل للسباق... وليس كل الطير يحمل الكتب.. من الناس من تشغله في الدنيا سوداء.. ومن الناس من لا يلهيه في الجنة حوراء.. نعم من الناس من لا يلهيه في الجنة قصر ولا يسليه عن حبيبه نهر.. قوته في الدنيا الذكر.. وفي الآخرة النظر الى وجه الله الكريم.... يا مخنث العزم أين أنت والطريق..؟؟ يا مخنث العزم يا من يستصعب حتى التوبة.. يا مسكين استعن بالقوي المتين.. يا ضعيف استعن بمالك السموات والأرض.. القاهر القادر.. يا مخنث العزم أين أنت والطريق..؟؟ الطريق سبيل نصب فيه آدم.. ناح لأجله نوح.. ألقي في النار إبراهيم الخليل.. أضجع للذبح إسماعيل.. بيع يوسف بدراهم.. ذهبت من الببكاء عيني يعقوب.. نشر بالمنشار زكريا.. ذبح الحصور يحيى.. ضني بالبلاء أيوب.. زاد على المقدار بكاء داود.. تنغّص في الملك عيش سليمان.. طريق طويلة.. تحير برد "لن" نبي الله موسى.. هام مع الوحوش عيسى.. عالج الفقر والأسى سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم... فيادارهم بالحزن إنّ مزارها قريب ولكن دون ذلك أهوال أيها التائب.. إنّ أول قدم في الطريق بذل الروح.. فإن كنت تقدر على بذل الروح فتعال.. وإلا فاذهب والعب مع اللاعبين.. أول قدم في الطريق بذل الروح.. هذه الجادة.. فأين السالكين.. هذا قميص يوسف فأين يعقوب..؟؟ هذا طور سيناء فأين موسى..؟؟ بدم المحب يباع وصلهم فمن الذي يبتاع بالثمن..؟؟ تنبيه: أخي في الله.. اعلم أنك إذا قرات كل ما سبق ولم تتب.. خرجت من أولي الفهم.. اللهم ارزقنا توبة تقبلها.. اللهم ارزقنا توبة ترضيك.. |
2012- 7- 4 | #16 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
لنتب إخوتاه واعلموا؛ أن التوبة ليست كلاما.. أبدا ما كانت التوبة كلاما يوما ما.. إنّ التائب منكسر القلب.. غزير الدمعة.. حي الوجدان.. قلق الأحشاء.. التائب.. صادق العبارة.. جم المشاعر.. جياش الفؤاد.. مشبوب الضمير.. التائب خلي من العجب.. فقير من الكبر.. مقل من الدعاوى.. التائب.. بين الرجاء والخوف.. بين السلامة والعطب.. بين النجاة والهلاك.. التائب في قلبه حرقة.. التائب.. في وجدانه لوعة.. التائب في وجهه أسى.. التائب.. في دمعه أسرار.. التائب. يعرف معنى الهجر والوصال.. يعرف معنى الوصال واللقاء.. يعرف التائب.. يفرق بين اللقاء والفراق.. التائب.. بين الاقبال والاعراض.. مجرّب.. ذاق العذاب في البعد عن الله.. وذاق النعيم حين اقترب من حب الله.. التائب.. له في كل وقعة عبرة.. إذا رأى جمعا ذكر القيامة.. وإذا رأى مذنبا بكى عليه خوفا من ذنوبه.. إذا رأى نعيما خاف أن يحرم الجنة.. وإذا رأى نارا ظن أنه مواقعها.. التائب.. إذا هدل الحمام بكى.. وإذا صاح الطير ناح.. وإذا شدا البلبل تذكّر.. وإذا لمع البرق اهتز قلبه خوفا ممن يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.. التائب.. إخوتاه يجد للطاعة حلاوة.. يجد للعبادة طلاوة.. يجد للإيمان طعما.. يجد للإقبال لذة.. اللهم اجعلنا من التوّابين.. التائب .. يكتب من الدموع قصصا.. وينظم من الآهات أبياتا.. ويؤلف من البكاء خطابا.. التائب.. كالأم اختلس منها طفلها.. ثم اختلست طفلها من يد الأعداء.. أتدري كم فرحتها..؟؟ أتقدر سعادتها..؟؟ التائب.. كالغائص في البحر.. إذا نجى من اللجة الى الشاطئ.. بعد أن آيس من النجاة.. التائب.. كالعقيم بشر بولد.. التائب.. أعتق رقبته من أسر الهوى.. أطلق قلبه من سجن المعصية.. التائب.. فك روحه من شباك الجريمة.. أخرج نفسه من كير الخطيئة.. التائب إخوتاه كالطائر الجريح لا يختال.. التائب.. كالقمر الكاسف لا يتكلم.. التائب.. كالنجم الغابر.. لا يصيح.. لو رأيت التائب لرأيت جفنا مقروحا.. نبصره في الأسحار على باب الاعتذار مطروحا.. سمع قول الاله يوحى فيما يوحى{ يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا} [ التحريم: 8]. التائب... مطعمه يسير.. حزنه كثير.. كأنما هو أسير.. قد رمي مطروحا.. فتاب الى الله توبة نصوحا.. التائب.. قد نحل بدنه الصيام.. أتعب قدمه القيام.. حلف بالعزم على هجر المنام.. فبذل لله جسما وروحا.. وتاب الى الله توبة نصوحا.. التائب.. الذل قد علاه.. والحزن قد وهاه.. يذم نفسه على هواه..وبذلك صار عند الله ممدوحا.. لأنه تاب الى الله توبة نصوحا.. أين من يبكي جنايات الشباب... ؟؟ أين من يبكي على الخطايا التي سود بها الكتاب..؟؟ أين من يأتي الى الباب فيجد الباب مفتوحا.. توبوا الى الله توبة نصوحا... نسألك اللهم توبة نصوحا.. نذوق بها برد اليقين.. وطعم الاخلاص. ولذة الرضا.. وأنس القبول. |
2012- 7- 4 | #17 |
Banned
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
أختي ريماس
الله ينفع بما سطرتية والله يزيدكي هدى وإيمان وعفاف وغنى |
2012- 7- 4 | #18 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
لماذا لا نتوب؟!! أيها العاصي المتخلف عن ركب التائبين سار المجدون وتركوك ونجا المخفون وخلفوك نادهم إن سمعوك واستغث بهم إن رحموك لماذا لا نتوب؟!! إن التوبة ليست كلمة تقال.. ليست ظنا.. فإذا تبت فاصدق.. وعالج الصدق.. وتعال لنتساءا معا.. لماذا لا نتوب..؟؟ إننا لا نتوب توبة نصوحا لوجود عوائق في طريق التوبة.. سبع عوائق في طريق التوبة: العائق الأول: تعلق القلب بالذنب: قد يتعلق القلب بالذنب.. يتعلق بإمرأة.. بسيجارة.. بمال.. بحب النفس.. أو عبادة اللذات.. يتعلق بشيء من الذنوب والمعاصي.. والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه..ولكن تعالوا.. تعالوا لنعالج تعلق القلب بالذنب في نقاط.. نسيان الذنب: أن تنسى ذنبك.. ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا.. فإذا تذكر ذنبه ذل لله.. ولكن ينتبه .. أنه إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكرت سابق ذنبها تهيج خواطرها للعودة للمعصية فلينس ذنبه.. فلكل نفس ما يصلحها.. وقد يكون فيما يصلح غيرها ما يفسدها هي.. وكلّ أعلم بنفسه وأحوالها وإن غلبه الشيطان فأنساه.. نعم نقول ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقا إليه.. وفي هذا يقول بعض السلف :" إنّك حال المعصية كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى.. اما بعد التوبة فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل.. وإنّ ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء". لذا.. انس ذنبك.. ولا تفكر فيه.. حتى لا تهيج في قلبك لواعج المعصية.. أو تتذكر حلاوة مواقعة الذنب. هجر أماكن المعصية: أن تهجر مكان المعصية تماما.. لا تعد إليه.. انظر الى قيس المجنون وهو يقول: أمر بالديار ديار ليلى فألثم ذا الجدار وذا الجدار وما حب الديار شغفني ولكن حب من سكن الديار إنّ البكاء على الأطلال سمة من تعلقت قلوبهم بغير الله.. فمن كان يعرف امرأة وتاب الله عليه.. إذا مشى في الطريق يتذكرها ويستعيد في مخيلته أيام المعاصي.. فقل له: ستعود يا مخذول.. لذا إذا أردت المحافظة على توبتك فاهجر المكان.. لا تعد إليه مرة أخرى.. لا تمر به.. وإذا مررت به فاذكر نعمة الله عليك وقل الحمد لله الذي عافاني.. فغيرك ما زال يسير في طريق الهوى.. لا يستطيع منه فكاكا.. وابك.. وابك على معاصيك.. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم.. لا يصيبكم ما أصابهم". أخرجه البخاري( 433) كتاب الصلاة، (3380) كتاب أحاديث الأنبياء، (4419) كتاب المغازي). فالذي يريد النجاة لا يسكن في أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لا بد أن يصيبه.. فكيف لتائب من الزنا أن تحسن توبته وهو لا يكف عن تتبع أخبار الفائدة ومصادقة المرابين وزيارتهم في أعمالهم.. وكيف لتائب من التدخين أن يستمر على التوبة وهو لا يجالس إلا المدخنين.. فلا ينهاهم ولا يفارق مجالسهم.. لا بد من هجر أماكن المعصية.. وهذا ما قاله صلى الله عليه وسلم عندما مروا بديار ثمود.. تغيير الرفقة: وذلك بالالتصاق بالصالحين.. ومن تذكرك رؤيتهم ب الله تعالى.. وتعينك صحبتهم على طاعة الله. استشعار لذة الطاعة: اللهم أذقنا برد عفوك.. ولذة عبادتك.. وحلاوة الايمان بك.. استشعار لذة العبادة.. لماذا؟.. لأنك إذا استشعرت لذة العبادة فإنك تستعيض بها عن لذة المعصية.. إن للمعصية ولا شك للغافل لذة ولسقيم القلب متعة.. ولكن إذا استشعر لذة العبادة.. إذا سجد فتمتّع واستشعر لذة القرب من الله وعرف حب الله.. وعلم لطف الله تعالى بعباده.. علم كرمه وجوده.. فإذا استشعر كل هذا فاض قلبه بالإيمان وزاد.. وكلما خطر له خاطر المعصية هرع الى الصلاة.. وإذا استشعر لذة تلاوة القرآن.. لذة مخاطبة الله له.. مخاطبة ملك الملوك له.. رب الأرباب.. القاهر المهيمن.. حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية تستقذرها.. |
2012- 7- 4 | #19 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
|
2012- 7- 4 | #20 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: ~ شواطىء التائبين ~
تعلق الذنب بأحكام يخشى العاصي منها بعد التوبة: فإن الشاب قد يزني.. وهو قد سمع ان من زنى يزنى به ولو في جدار بيته فيقول.. إذان لم أتوب.. فإذا سمع قول الله {الزاني لا لاينكح إلا زانية } [النور:3] فيقول إذن لن أتزوج فإنّ من أتزوجها لا بد وأن تكون زانية ونسي قول الله سبحانه وتعالى:{ ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام:164] المقصود أن القلب قد يتعلق بأحكام.. فقد يظن أنه لو تاب سيرجم ويقام عليه الحد فيقول دعني مع الذنوب إذن.. من سرق مالا يؤمر بعد التوبة أن يرد المظالم.. فإذا لم يستطع قال لك دعني فلا فائدة ولكن لا يجب الاستسلام لتلبيس إبليس الذي يصنع من الذنب خمدقا يحاصرك فيه فلا تخرج من الذنب أبدا فيقول هل ستتوب.. إنّك لن تستطيع.. إنّك لا تصلح للتوبة.. ولا بدّ أن ننسى قول الله تعالى:{ إنّ الله يغفر الذنوب جميعا} [الزمر:53] وأنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده وقد قال سبحانه وتعالى { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} [الحجر: 56] فلا تقنطوا من رحمة الله والتوبة تجب ما قبلها.. قال ربنا { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [الزمر:53]. العائق السادس من عوائق التوبة: الابتلاءات التي تقع على التائب بعد التوبة: يقول ربنا تبارك وتعالى:{ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت 2-3] لا بد هنا من العلم بأنك عندما تتوب سيعاديك أهلك.. ستجد نفسك بعد ان كنت حليقا.. ترتدي أحد الموضات.. متعطرا يتهافت عليك الناس في الوظائف.. وعندما تبت الى الله ورجعت اليه فأعفيت لحيتك ولبيت القميص الأبيض والعمامة تبحث عن عمل فلا تجد.. فعندها يجب أن تتذكر قول الله تعالى عندما يقول:{ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه وخسر الدنيا والآخرة} [الحج:11]. ستجد العداء ن زملائك في العمل المدير مثلا قد تنافقه عندما شعرت أن النفاق هو العملة الرابحة أما الآن فإذا دخلت قلت السلام عليكم.. يقول اللهم اكفنا شرّ هذا النهار.. وهكذا النفاق الاجتماعي وعلى ذلك فقس.. المقصود ستجد العداء من المدير والزملاء.. الهل والأقارب.. الزوجة والأصدقاء.. الجيران.. عداء من جميع الجبهات.. قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: ليتني أكون معك يوم يخرجك قومك فقال له مرتاعا:" أومخرجيّ هم"؟ قال: نهم.. لم يأت رجل قط بما جئت إلا عودي. أخرجه البخاري (4) كتاب بدء الوحي، ومسلم (160) كتاب الايمان. هذا هو محمد الصادق الأمين.. اما عن قوم صالح فقد قالوا:{ ياصالح قد كنت فينا مرجوّا من قبل هذا} [هود:62].. كنا نحبك.. ماذا جرى لك لترافق المتطرفين.. أجننت.. فحين يرى العداء يفاجأ بأن الدنيا قد اشتعلت من حوله فيعود من حيث أتى.. ولكن اعلم قول الله تعالى:{ ولينصرنّ الله من ينصره} [الحج:40]. هذه سنّة الله التكوينية أن يكون العداء في البداية ثم يكون ظهور الحق، قال الامام الشافعي:" لا تمكين حتى تبتلى" الكل سيعلم أنك على حق.. واعلم إنك إما ستكون شهادة حق للاسلام وإما أن تكون شهادة زور ضد الاسلام حين تعود لتلك الشرور والمعاصي.. قلنا مرارا وتكرارا إنّ إنتصار المسلمين يوم حورصروا فيالشعب ثلاث سنين لم يكن أقل من انتصارهم في غزوة بدر لأن المشركين حين رأوا الثبات قالوا إن المسلمين على حق.. وكذلك فعندما يرون منك الثبات سيقولون إنّ الملتزمين على حق.. فإياك أن ترجع، واستعن بالله واثبت. العائق الأخير: العصرة التي تصيب قلب التائب: يقول ابن القيّم في كتاب " طريق الهجرتين" ص 340 دار الحديث، ها هنا دقيقة قلّ من من يتفطن لها إلا فقيه في هذا الشأن.. رحم الله ابن القيّم ورضي عنه.. قال وهي أن كل تائب لا بد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه.. من همّ أو غم.. من ضيق أو حزن.. يجب أن تشعر بهذه العصرة عندما تتوب.. الخوف من أن تكون قد ضللت الطريق.. فأنت لا تعرف جوانب الطريق.. لا تدري أوله ولا تعلم الى أين يفضي بك آخره.. ويقول ابن القيّم: ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه.. فقد كانت الذنوب محبوباته.. أنيسته في وحشته.. فعندما يتوب سوف يفقد هذا الأنيس.. سوف يفقد أشياء كان يحبها.. سيتألم لفراق عيوبه التي لازمته ردحا من الزمان.. فينضغط قلبه وينعصر لذلك ويضيق صدره.. فأكثر الخلق يتوبون ثم ينكثون على أعقابهم ويعودوا الى المعاصي لأجل هذه المحبة للمعاصي.. والعالم الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتم.. إنّ هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة استعداده.. لو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما انعصر.. واعلم أن الشيطان لص الإيمان.. واللص إنما يقصد المكان المعمور.. بمعنى أن يحاول سرقة الايمان من القلب المعمور بالإيمان.. إنه لا يذهب الى المقهى أو الى الملهى.. فمن يجلس هناك ليس في قلبه ما يسرق.. إنما يقصد المكان المعمور من اجل السرقة.. لما قيل لإبن عباس إنّ اليهود يقولون نحن لا نوسوس في الصلاة.. قال: سبحان الله كيف يوسوس الشيطان لشيطان.. هم الشياطين.. والشيطان لص الإيمان.. والشيطان إنما يقصد المكان المعمور أما المكان الخرب فلا يرجو أن يظفر منه بشيء.. فإذا قويت المعارضات الشيطانية.. قويت العصرة.. فيوسوس لمن لبست النقاب.. ما الذي دفعك لهذه الفعلة الشنعاء.. أما انتظرت حتى تتزوجين.. ويوسوس لمن التزم وأعفى اللحية أما كنت انتظرت قليلا قبل الالتزام حتى كونت مستقبلك من السرقة.. المقصود أن هذه العصرة وسوسة الشيطان إذا دخل الشيطان ليوسوس دل على أن في قلبك من الخير ما يشتد حرص الشيطان على نزعه منه.. إنّ قوة المعارض والمضاد تدل على قوة معارضته وضده.. الإنسان القوي إما أن يكون رأسا في الخير أو رأسا في الشر. إنّ النفوس الأبية القوية إذا كانت خيرة صارت رأسا في الخير وإن كانت شريرة صارت رأسا في الشر ولما كانت رأسا في الشر حرص الشيطان على ألا تبقى في الخير فتحصل قوة مجاذبة بينك وبين الشيطان. فإنه بحسب موافقته لهذا العارض وصبره عليه يثمر له ذلك من اليقين والثبات والعزم ما يوجب زيادة انشراحه وطمأنينته دليل على حرص الشيطان عليك.. وهذا دليل قوة إيمان لذلك ينعصر قلبك لأنه لو لم يكن فيه إيمان كان فورا قد عاد من حيث أتى فلذلك ينبغي أن تعلم أن ثباتك وعزمك سيوجب لك بعد النصر انشراحا وطمأنينة.. كلما عظم المطلوب كثرت العوارض وهذه سنة الله في الخلق وانظر الى الجنة وعظمها.. انظر في المقابل الى الموانع والقواطع التي حالت دونها.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حفّت الجنة بالمكاره" مسلم ( 2723) كتاب الجنة وصفة نعيمها، والترمذي (2559) كتاب صفة الجنة. حتى أوجبت أن ذهب من كلّ ألف رجل واحد يدخل الجنة وقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي " يا آدم اخرج بعث النار فيقول آدم وما بعث النار يا رب يقول الله سبحانه وتعالى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون الى النار وواحد الى الجنة".. فما السبب؟؟ السبب أن الجنة قد حفت بالموانع والقواطع.. انظر الى محبة الله سبحانه وتعالى والانقطاع اليه والتبتل اليه وحدع والأنس به وحده.. انظر الى محبته واتخاذه وايا ووكيلا وكافيا وحسيبا.. هل يكتسب العبد أشرف من هذا.. انظر الى القواطع والحوائل المانعة دون ذلك.... هل الطرق الموصلة الى محبة الله سبحانه وتعالى بهذه السهولة.. إنّ هذا غير ممكن.. إنّ هذه الطرق تحتاج الى الكثير من المجاهدة لذا ينبغي أن تنتبه الى هذا الأمر.. انتبه الى تلك العصرة الحادثة بالتوبة.. فلما كانت التوبة من أجلّ الأمور وأعظمها نصبت عليها المعارضات والمحن ليتميز الصادق من الكاذب.. وتقع الفتنة ويحصل الابتلاء ويتميز من يصلح ممن لا يصلح.. قال سبحانه:{ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء، فآمنوا بالله ورسله، وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} [آل عمران: 179]. فاصبر على تلك العصرة قليلا.. تفضي بك الى رياض الأنس وجنات القدس. يقول ابن القيّم: ولكن إذا صبر على هذه العصرة قليلا أفضت به الى رياض الأنس وجنات الانشراح وإن لم يصبر { انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين} [الحج:11]. فاصبر أخي في الله على تلك العصرة ولا تهتم بها.. وتأمل نصر الله بعد ذلك فهذه العصرة لا بد منها.. وهي علامة من علامات الصحة.. فليطمئن قلبك.. وانطلق .. وانطلق.. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التائبين, شواطىء |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
انتشار فوبيا الحرائق والتماسات الكهرباء في مدراس المملكة بعد حريق براعم الوطن | البريئة2 | ملتقى المواضيع العامة | 0 | 2011- 12- 3 03:38 PM |