خطبة الجمعة اليوم عن جائزة نوبل !

[مستبيعه]

البريئه 2 الله يعطيك العافيه

[البريئة2]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة درع الجزيرة

جزاكـ الله خير أختي وفي موازين حسناتك

خطبة الجمعة اليوم عن فريضة الحج وشروطه وواجباته وسيكملها الشيخ حفظه الله في الجمعة القادمة بإذن الله

أشهر الحج شوال وذي القعده وعشر ذي الحجة ينوي بها المسلم الحج

الحج المبرور جزاءه الجنه ومن لم يرفث ولم يفسق في الحج خرج كيوم ولدته أمه

الحج فريضة وركن من أركان الإسلام مره واحده في العمر وهذه من نعم الله علينا ولمن إستطاع إليه سبيلا

جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع ، قالت : يا رسول الله ، إن فريضة الله على عباده في الحج ، أدركت أبي شيخا كبيرا ، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة ، فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ . قال صلى الله عليه وسلم : نعم .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1854
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

هذه بإختصار لأنني كتبت فوائد وعند المعاينه عدت للخلف وسأذكرها لكم فيما بعد

اللهم صلِّ وسلم وباركـ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الى يوم الدين

امم الحج قرب نسال الله ان واياكم ان يرزقنا حجا مبرورا
اعجبني انك تكتب مع الخطيب هذه عادة رائعة احبها وهي تدل على مدى حرصك على الافادة والاستفادة
ننتظر ما كتبت بفارغ الصبر
جزاك الله خيرا اخانا على طيب مرورك

[درع الجزيرة]

لا أنا أقصد أنني كنت أكتب في الملتقى ورتبت وعند المعاينة رجعت للخلف ومسح جميع ماكتبت من مس الحصى والإمام يخطب فقد لغى فكيف بالذي يكتب والحمد لله الخطبة موجود كاملة على الموقع الرسمي للشيخ لأن الجامع عندنا ماشاء الله فيه ترتيب وتعاون بين طلاب العلم وبين الشيخ ودروس يومية وكلها مسجله وتطرح في موقع الشيخ الرسمي مثل الكثير من المساجد جميع خطب الجمعة تسجل والقراءآت والدروس اليومية كلها مسجله


من الفوائد:
أن من توفرت فيه شروط الحج فلا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يتأخر وأن يتوانى عن أداء هذه الفريضة ، لأن الإنسان لايدري ماذا يعرض له ، النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجة قال ( تعجلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ماذا يعرض له ) قد يعرض لك عارض في المستقبل يمنعكم من أن تحج ، من مرض أو من قِلة نفقة أو من موت .

أن المسلم إذا رغب أن يحج فأتى الميقات السنة له أن ( يغتسل ) لفعله عليه الصلاة والسلام كما عند الترمذي ، ويؤيده ما عند مسلم من أمره عليه الصلاة والسلام لأسماء بنت عُميس رضي الله عنها .
وكذلك ( يتطيَّب ) ولكن يتطيب في بدنه خاصة ، لفعله عليه الصلاة والسلام من قِبل عائشة رضي الله عنهما كما في الصحيحين ، فقد طيبته رضي الله عنها ، يتطيب في بدنه ، أما في لباس الإحرام فلا يجوز لا تعطيرها ولا تبخيرها لقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( ولا تلبسوا ثوبا مسه وَرْسٌ أو زعفران ) فلا يجوز له أن يتطيب في لباس الإحرام .
ومن مندوبات الإحرام : أن يُحرم في إزار ورداء أبيضين ونعلين ، لو أحرم في أي إزار أسود، أخضر ، أزرق ، فلا بأس بذلك ، لكن السنة أن يكون محرما في إزار ورداء أبيضين ، وفي نعلين .
وأما المرأة فلا يتقيد إحرامها لا بلون أبيض كما يفعله البعض ، ولا بأخضر ولا بأي لون ، بل تُحرم في ثيابها المعتادة من غير أن تكون هناك زينة .
ومن المندوبات : أن يتنظف من الشعور والأظافر إن كانت طويلة ، ليس تنظيفها ولا إزالتها على سبيل الاستحباب عموما ( لا ) لكن متى ما كانت طويلة فإنها تزال ، إما إذا لم تكن فإنها تترك على حالها .
فإذا وافق ما فعله من مندوبات إذا وافق وقت الإحرام وقت صلاة فالسنة له أن يؤخر الإحرام والتلبية إلى ما بعد الصلاة ، إما إذا لم توجد صلاة بعد الإحرام فإنه على الصحيح لا يسن له أن يصلي ركعتين ، فليس هناك دليل في الشرع أن هناك ركعتين تخصان الإحرام، فإن لم يكن هناك وقت للصلاة فإنه إذا ركب سيارته يلبي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما ركب راحلته ، والسنة في حقه أن يضيف مع التلبية ( سبحان الله والحمد لله والله أكبر ) لورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ،وهي سنة مندثرة .



وتقبلي مروري انا أخطأت في الشرح وأنا آسف

[البريئة2]

اها
شكرا على توضيحك
للاسف انه مسح
بصراحة استغربت قليلا من مسالة كتابتك للخطبة لكني سرعان ماقلت لعل هذا يجوز
تعرف ان من لم يطبق الشئ ينساه حتى لو تعلم احكامه نظريا

الحمدلله انه تيسر لي حجة السنة الماضية كان امرا ممتعا روحانيا وميسرا ايضا وهي الحجة الاولى لي واتمنى اخرى ايضا
شي عظيم لم افهم معانيه الا حينما حججت
وليتقبل الله

شكرا لمرورك مرة اخرى

[البريئة2]

فوائد رائعة اخي درع
وستكون مفيدة اكثر لمن قرب وقت حجه لان كثيرا من الناس لن يشعرو بالحاجة لمثل هذه الامور الا في وقت ارادو الذهاب الى الحج لانها تقد تنسى

شكرا درع

[درع الجزيرة]

الله يتقبل منا ومنكـ ومن جميع المسلمين صالح الأعمال

والخطبة وجميع الخطب القادمة كلها عن الحج
فإذا فعل المسلم الحاج ما ينبغي له أن يفعله عند الإحرام من الميقات ، من الاغتسال ، وما شابه ذلك مما ذُكر ، فإنه يُلبي ، وكما قلت : إن وافق وقت التلبية وقت صلاة فليؤخر التلبية إلا ما بعد الصلاة ، وإن لم يتوافق إحرامه مع وقت صلاة فإنه يُحرم إذا ركب راحلته – يعني إذا ركب سيارته – فيلبي ، فإن كان متمتعا يقول ( لبيك عمرة ) أو يقول( لبيك عمرة متمتعا بها إلى الحج ) وإن كان قارنا يقول ( لبيك عمرة وحجة ) أو ( لبيك عمرة في حجة ) وإن كان مفردا فإنه يقول ( لبيك حجًّا ) ولو لم تصدر هذه الألفاظ منه فإن محل صواب العمل هو ما اختلج في القلب ، فنيته كافية ، لكن التلبية لو أتى بها على أي صيغة كانت فإنها مقبولة .
فيُلبي ويكثر من التلبية [ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ] هذه هي التلبية التي ورددت عن الشرع ، وقد وردت فيها زيادات – لا يتسع هذا المقام لذكرها – والتلبية إذا قالها الحاج أو المعتمر فعليه أن يستحضر معناها ، فإن من بين معانيها: أن فيها إخبارا بافتقار العبد إلى الله سبحانه وتعالى وإلى نعمته وإلى ما في يده جل وعلا .
وفيها إخبارٌ بأنه مُقِرٌ وباقٍ على عبادة الله ( لبيك ) من ألبَّ بالمكان إذا أقام واستمر فيه .
وفيها إخبارٌ بإخلاصه لله سبحانه وتعالى في جميع أنواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .
والسنة له أن يرفع صوته بها ، لأنها من شِعار الحج ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ، فقد جاء في السنن أنه عليه الصلاة والسلام قال ( إن جبريل أمرني أن آمر أصحابي بأن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج ) أي من علامات الحج .
وكان الصحابة رضي الله عنهم كما في صحيح مسلم ( يصرخون بها صراخا ) ولذا يقول جابر رضي الله عنه ( لما ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته أهل بالتوحيد ) يعني أهل بالتلبية لأنها متضمنة لمعاني وأقسام التوحيد الثلاثة ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضلها أحاديث من بينها قوله عليه الصلاة والسلام ( ما من ملبٍ يلبي إلا لبى مَنْ عن يمينه ومن عن شماله حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا ) فهناك من يلبي معك إذا لبيّت هذه التلبية .
فإذا وصل الحاج إلى الكعبة فإنه يقطع التلبية ، لأن التلبية لا تقال في طواف القدوم ، فإن كان متمتعا فإنه يطوف ، والسنة للحاج وغيره ممن قدم مكة السنة له كما جاءت بذلك الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم ( أنه إذا رأى البيت يرفع يديه ويدعو الله سبحانه وتعالى ) ولو قال ( اللهم أنت السلام ومنك السلام فحيِّنا ربنا بالسلام ) فهذا وارد عن بعض الصحابة كعمر رضي الله عنه ، فإذا وصل البيت فإن كان متمتعا فإنه يطوف سبعة أشواط ، وهذا الطواف في حقه يعد طواف عمرة ، فهو ركن من أركان العمرة ، والسنة في هذا الطواف أن يضطبع ، وذلك أن يجعل نصف ردائه تحت عاتقه الأيمن ويجعل طرفيه على عاتقه الأيسر ، فيكون الكتف الأيمن مكشوفا ، هذا فقط في طواف القدوم ، سواء كان في طواف العمرة ، أو كان في طواف القدوم بالنسبة إلى المفرد أو القارن ، أما ما عدا هذا الطواف من الأطوفة فإنه لا يضطبع فيها ، والسنة في حقه إن تيسر - ولا أظنه يتيسر في هذا الزمن مع الزحام – إن تيسر أن يرمل ، يعني يهرول في الثلاثة الأشواط الأولى من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود فحسن ، وإن لم يتيسر له فلا جناح عليه لأنه سنة ، فإذا وصل إلى الحجر الأسود يقول ( الله أكبر) كلما مَرَّ به ، ولو قال حينما يبتدأ التكبير لو قال قبلها ( بسم الله ) فقد ثبتت من فعل ابن عمر رضي الله عنهما ، ولو اقتصر على التكبير لكفى وأحسن ، فيشير إليه ، وإن تيسر له أن يستلمه بيده وأن يقبل الحجر الأسود فحسن – لكن لا أظنه متيسرا في مثل هذا الزحام – لكن لو كان في غير زحام في عمرة في غير موسم من المواسم التي يزدحم فيه الناس فحسن أن يطبق هذه السنن ، فيستلم الحجر بيده اليمنى ويقبل يده ، إن لم يتسر تقبيل الحجر يمسح الحجر بيده ويقبل يده ، وإن لم يتيسر يشير إليه بيدٍ واحدة بيده اليمنى ، ولا يفعل ما يفعله البعض من الإشارة بكلتا يديه كأنه في صلاة – هذا خطأ – يشير بيده اليمنى إشارة واحدة ، ولا يكثر من الوقوف ، ويكون مستقبلا له ، لأنه جاء في المسند قوله عليه الصلاة والسلام ( يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، فإن خلا لك وإلا فاستقبله وكبر ) لأن البعض من الناس حينما يطوف الشوط الثاني أو الثالث يقف ، فيسبب زحاما في الطواف – وهذا خطأ - فيطوف سبعة أشواط ، وله في هذا الطواف ما شاء من قراءة القرآن ، وأن يدعو الله ويذكره ، ولكن من بين ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول بين الركنين الركن اليماني والحجر الأسود يقول { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } البقرة201 ، والسنة إن تيسر له عند الركن اليماني أن يمسحه فقط بيده ، وإنما يمسح بيده فقط دون قول ودون إشارة ودون أي شيء ، وإنما السنة في الركن اليماني أن يُمسح فقط .
فإذا فرغ من الأشواط السبعة فإنه قد فرغ من طواف العمرة ، وإن كان مفردا أو قارنا ، فإنه قد فرغ من طواف القدوم ، وطواف القدوم بالنسبة إلى المفرد والقارن سنة ، وإنما هو واجب في حق المتمتع لأنه طواف العمرة ، فإذا أتى إلى المقام يُسن له أن يقول { وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } البقرة125 ، وإن تيسر له أن يصلي خلف المقام فبها ونعمت ، وإن لم يتيسر له ففي أي مكان من الحرم ، يصلي ركعتين يقرأ في الأولى بعد الفاتحة بـ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } الكافرون1، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بـ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص1 ، والسنة ألا يطيل في هاتين الركعتين ، لأن البعض من الناس يطيل فيهما وهذا مخالف للسنة .
فإذا فرغ من هاتين الركعتين إن تيسر له أن يستلم الحجر الأسود فبها ونعمت وإلا فيذهب إلى الصفا ، فإذا ذهب إلى الصفا ودنا منه يقرأ قوله تعالى { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ }البقرة158 ، ثم يقول( أبدأ بما بدأ الله به ) لأن الله عز وجل في قوله تعالى { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ } بدأ بـ { الصَّفَا } إذاً نبدأ بـ { الصَّفَا } وهذا يقال عند القدوم على الصفا ، أما ما يفعله البعض من قول { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ } في ذهابه وإيابه في المسعى أو حينما يصعد – هذا خطأ – تقال هذا الآية مرة واحدة ، ويقال ( أبدأ بما بدأ الله به ) مرة واحدة حينما تدنو من الصفا ، فإذا وصلتَ إلى الصفا فالسنة في حقك - ليس واجبا – السنة أن تصعد إلى أعلى حتى ترى البيت وتستقبل البيت وتدعو الله سبحانه وتعالى ، وقبل الدعاء تقول ( الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ) فتحمد الله سبحانه وتعالى وتكبره ، كما جاءت بذلك السنة ، ثم تدعو ، تفعل ذلك ثلاث مرات ، أما ما يفعله البعض من الإشارة على الصفا – فهذا خطأ – إنما كما قلنا يصعد إلى أعلى ويستقبل البيت ويكبر ويهلل ويدعو الله سبحانه وتعالى يفعل ذلك ثلاث مرات ، فإذا فرغ فإنه يذهب إلى المروة ، فإذا وصل إلى العلمين فالسنة في حق الرجال أن يهرولوا بين هذين العَلَمَين ، فإذا وصل إلى المروة السنة له أن يفعل ما فعله على الصفا دون أن يقول قول تعالى{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ } ودون أن يقول ( أبدأ بما بدأ الله به ) فذهابه سعيه ورجوعه سعيه ، حتى يكمل سبعة أشواط ، ويكون نهاية سعيه عند المروة ، فيفعل على المروة ما فعله على الصفا ، والسنة في المسعى ، واسع من حيث الذكر ومن حيث الدعاء ومن حيث قراءة القرآن ، فليس هناك ما هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء المشي ، ولو قال ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه ( رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم ) فحسن ، لكن ما يصنعه البعض من أخذ كتيبات وجعل أذكار لك شوط سواء كان في الطواف أو في المسعى ، فهذا ليس واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من الابتداع في الدين ولا يجوز للمسلم أن يفعله ، فالسنة أن يتبع لا أن يبتدع .
فإذا فرغ من السبعة الأشواط في المسعى ، هنا إن كان مفردا أو قارنا فإن هذا السعي في حقه يعد سعي حج ولا يلزمه السعي في يوم النحر ، وإن كان متمتعا فالسعي في حقه يعد سعي عمرة ، يلزمه يوم النحر أي يأتي بسعي الحج ، فإن كان مفردا أو قارنا فيبقى على إحرامه – لا يفعل شيئا – ويستمر في التلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة ، وأما إذا كان متمتعا فإن السنة في حقه أن يقصر من شعر رأسه - لا أن يحلق - السنة أن يقصر حتى يبقى شعر وفير لحلقه يوم النحر ، ويأخذ من جميع جوانب الشعر ، لا من جهة معينة ، البعض من الناس يأخذ من هاهنا ومن هاهنا ومن هاهنا من الوسط ومن الخلف ، يأخذ بعض الشعيرات ويقول اكتفيت – هذا خطأ – الصواب من قولي العلماء أنه يعمم جميع الشعر، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على جواز أخذ بعض الشعر ، قال تعالى { مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ }الفتح27، لم يقل " بعض الشعر " فإذا قصَّر هنا يتمتع ، كيف يتمتع المتمتع ؟ يتمتع بما أباحه الله سبحانه وتعالى مما كان محرما عليه أثناء الإحرام بخلاف المفرد والقارن ، فله أن يلبس ثيابه المعتادة ، له أن يجامع زوجته ، له أن يباشرها ، له أن يصنع ما يشاء من محظورات الإحرام التي كانت محرمة عليه أثناء الإحرام ، فإذا جاء اليوم الثامن وهو ( يوم التروية ) السنة أن يحرم المتمتع قبل الزوال – يعني قبل الظهر – يُحْرم من مكانه ، لا يتكلَّف مكانا معينا أو يقصد مكانا معينا ( لا ) من مكانه يحرم بالحج ، والسنة في حقه أن يفعل عند إحرامه بالحج ما فعله عند إحرامه بالعمرة من الميقات سواء بسواء ، من الاغتسال وما شابه ذلك ، ثم يحرم بالحج ( لبيك حجا ) بينما المفرد والقارن ، هما على إحرامهما من السابق لم يحلا ، فيذهب إلى منى فيصلي بها " الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر " قصرا بلا جمع ، يعني يقصر الرباعية ، الظهر ركعتين في وقتها ، العصر ركعتين في وقتها ، العشاء ركعتين في وقتها ، ولو شاء أن يحرم – لكنه خلاف السنة – إن أحرم بالليل ، فلا إشكال في ذلك ، لو أحرم يوم عرفة في منى بعد الفجر بعدما طلعت الشمس فلا حرج ، لو أحرم من عرفة قبل الظهر أو بعد الظهر فلا حرج ، لكن الكلام على الأفضلية ، لكن تتأكد الأفضلية أن يكون الإحرام قبل الزوال ، قبل الظهر يوم عرفة ، لمن شاء أن يؤخره ، حتى يدرك الفضل العظيم بعد الزوال في عشية يوم عرفة ، يكون هناك فضل ( يباهي الله سبحانه وتعالى بعباده الملائكة ) في ذلك الموقف ، فإذا طلعت الشمس يسير الكل إلى عرفة ، المفرد والقارن والمتمتع ، ويُلبون في هذه المسيرة ، فيذهبون إلى عرفة فيصلون بها الظهر والعصر جمعا وقصرا ، جمع تقديم ، يصلون الظهر ركعتين ثم العصر ركعتين ، ثم بعدها يتفرغون للعبادة، لدعاء الله سبحانه وتعالى ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي وغيره ( أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ويدعون الله سبحانه وتعالى رافعين أيديهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وكان راكبا على ناقته ( حتى إن زمام ناقته عليه الصلاة والسلام سقط فأخذ هذا الزمام بإحدى يديه والأخرى مرفوعة ) مما يدل على أن هذا الوقت لا ينبغي أن يفرط فيه العبد ، حتى بثانية أو دقيقة ، كان يحرص عليه الصلاة والسلام على الدعاء في مثل هذا اليوم ، فإذا غربت الشمس واستحكم غروبها يدفع من عرفة ، ولا يجوز له أن يدفع من عرفة قبل غروب الشمس ، ولا تغرنَّكم بعض الفتاوى التي تصدر من الجواز في أمور كثيرة من الحج التي لو شاء الإنسان أن يخلص من الحج في يوم واحد بناءً على هذه الفتاوى التي ميَّعت أحكام الشرع ، يكفي ما فيها أنها مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في أمور كثيرة ، والمسلم عاقل يعرف الصواب من غيره ، حتى لو لم يكن مطلعا على الأدلة الشرعية ، لكن ما جرت به عادة علماء المسلمين السابقين والمعاصرين من العلماء الربانيين يدرك أن مثل هذه الفتاوى لا تمت لشرع الله سبحانه وتعالى بأي صلة من الصلات - الشاهد من هذا – أنه لا يفيض من عرفة إلا بعد غروب الشمس ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما أوشكت الشمس على الغروب – انظروا – قال ( لم يبق من دنياكم إلا ما بقي من مثل هذا اليوم ) قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، قال ( لم يبق من دنياكم إلا ما بقي من مثل هذا اليوم ) إذاً لم يبق إلا القليل في عهده عليه الصلاة والسلام فما ظنكم بعصرنا ؟! فليتأهب المسلم وليأخذ أهبته بالتحصن بالعلم والشرعي ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما أفاض قبل غروب الشمس ، ولذلك كانت قريش تفيض قبل غروب الشمس ، فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟ ( هدينا مخالف لهديهم ) يكفي أن ما أباحه البعض من الإفاضة من عرفة قبل غروب الشمس ، يكفي أن فيه موافقة لما كانت تفعله قريش ، وفيه مخالفة لما كان يفعله عليه الصلاة والسلام ، ماذا قال منتظرا إلى أن يغيب القرص كله واستحكم الغروب ؟ قال ( هدينا مخالف لهديهم ) فلما استحكمت الشمس وذهب القرص كله أفاض عليه الصلاة والسلام بسكينة ، وكان عليه الصلاة والسلام تعلوه السكينة ويحيط به الوقار في جميع أحواله ، في أقواله وفي أفعاله ( الرفق ما يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) في جميع الأحوال حتى في أمور العبادة ، ولذلك لا ترى شخصا عجلا إلا وقد ابتلي ببلايا كثيرة ، تفوت عليه مصالح ، تنزل عليه مضار ،فما أودى بكثير من الناس فيما يتعلق بأبدانهم وصحتهم إلا من العجلة التي لا تفيد الإنسان شيئا ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان رفيقا، حتى في أمور الصلاة وهي أفضل الأركان بعد الشهادتين قال عليه الصلاة والسلام ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) الأمر واسع ، طالما أن الإنسان محبٌ لهذه العبادة ولم يدركها إلا بالعجلة فلا عجلة في شرع الله .
فأفاض عليه الصلاة والسلام ولما سمع ضربا على الإبل وصوتا قال عليه الصلاة والسلام ( السكينة السكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) يعني أن البر ليس بالسرعة، ولذلك يستحضر عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه لما حج ، يستحضر هذا الموقف وهذه المقولة منه عليه الصلاة والسلام ، فإنه رحمه الله لما أفاض من عرفة وسمع أصواتا ، وسمع سرعة الناس ، فنادى فيهم فقال ( يا أيها الناس ليس السابق في هذا اليوم من سبق فرسه أو سبق بعيره ، ولكن السابق في هذا اليوم من غُفر له ذنبه وقُبِل حجه ) هذا هو السابق .
فأفاض عليه الصلاة والسلام من عرفة وعليه السكينة والوقار ثم لما وصل إلى مزدلفة صلى بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا ، ولم يتحدث بعدها عليه الصلاة والسلام وإنما نام ، وهذه هي السنة الواردة عنه عليه الصلاة والسلام ، وما يُفعل فيما مضى من أزمنة من تحلَّق بعض طلاب العلم بحلقات لتبصير الناس وإرشادهم ، فهذا ليس موافقا للسنة ، إن أردت تبصير الناس وإرشادهم يمكن أن يكون ذلك في عرفة قبل الظهر ، أو يكون في ليلة عرفة في منى ، أما تبصير الناس في مثل هذا الموطن فهو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، لتنم في هذه الليلة ، لم ؟ لأن هذه الليلة تعطيك راحة على أعمال في يوم ، هذا اليوم وهو يوم النحر ( أفضل الأيام عند الله يوم النحر ) كما قال عليه الصلاة والسلام كما في السنن ، فلما نام عليه الصلاة والسلام قام لصلاة الفجر وصلاها من حين ما دخل وقتها ، لم يتأخر ، ثم لما فرغ منها ذهب إلى المشعر الحرام .

[درع الجزيرة]

الخطبة الثانية
أما بعد : فيا عباد الله /
لما صلى رسولنا صلى الله عليه وسلم في مزدلفة صلاة الفجر ذهب إلى المشعر الحرام ، وهو جبل في مزدلفة أزيح ووضِع الآن مكانه مسجد مزدلفة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( وقفت هاهنا وكل مزدلفة موقف ) فلا يتكلف الإنسان ، إن استطاع أن يأتي إلى هذا المشعر فبها ونعمت ، إن لم يتيسر ففي مكانه يرفع يديه ويذكر الله ويحمده ويدعو إلى أن يُسْفِر جداً ، ثم يفيض قبل طلوع الشمس ، لأنه عليه الصلاة والسلام يخالف المشركين ، لأنهم ما كانوا يفيضون من مزدلفة إلى منى إلا بعد أن تطلع الشمس ، ولذلك يقولون ( أشْرقْ ثَبير ) وهو جبل في مزدلفة ، يقولون لتطلع الشمس من خلفك حتى نفيض من مزدلفة إلى منى ، يقولون ( أشرق ثبير كيما نُغير ) أي : كيما نذهب ، فلما أسفر جدا عليه الصلاة والسلام وقبل طلوع الشمس أفاض من مزدلفة إلى منى ، وفي طريقه إلى الجمرات أمر ابن عباس رضي الله عنهما أي يلقط له حصى الجمار – مثل حصى الخذف – يعني أكبر من حبة البليلة ، فلما رفعها عليه الصلاة والسلام قال ( أمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين ) لأنك حينما تطوف بالكعبة أو بين الصفا والمروة أو حينما ترمي الجمار ، تستشعر أن هذا من تعظيم الله سبحانه وتعالى ، لا أن هناك شياطين موقفة أو ظاهرة ( كلا ) ليست شياطين ، إنما هي إن صحت الأخبار ، لأنها بمجموعها يمكن أن تصح ( أن هذه مواطن وقف فيها إبليس أمام أبينا ونبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقف إبليس أمامه لكي يحول بينه وبين أن ينفذ أمر الله بذبح ابنه ، فرماه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بسبع حصيات في مواطن ثلاثة ) أما كون هذه الجمار هي الشياطين – خطأ – أو أن هذه الأشخصة وهي الأعمدة أنها هي الشياطين – هذا خطأ – ولذلك نرى المخالفات من رميها بالحصى الكبير ، من رميها بالنعال ، من السب والشتم – هذا كله خطأ – يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود ( إنما جُعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار من إقامة ذكر الله ) هذا هو المقصود من الطواف ومن الرمي ، ولذا نلحظ أنه عليه الصلاة والسلام في أمره لابن عباس رضي الله عنهما أن يلقط له حصى الجمار أثناء الطريق نلحظ أمورا لكن أقتصر على أمرين حتى لا أطيل :
الأمر الأول : أنه عليه الصلاة والسلام لم يشغل وقته ولا نفسه بجمع حصى الجمار في مزدلفة ، إنما لما صلى المغرب والعشاء نام عليه الصلاة والسلام ، ولم يشغل وقته كما يفعله البعض من جمع الحصى ، بل إن بعضهم لا يرى الرمي إلا إذا كسَّر الحصى من الجبال – هذا خطأ .
الأمر الثاني : أنه عليه الصلاة والسلام في حجه ، ومن تأمل حجة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع ما ورد فيها ، نلحظ أنه كان يرغب أن يشارك أهله في هذه الشعيرة ، وأن يدربهم على العبادة ، ولذلك أمر ابن عباس أن يلقط له حصى الجمار لكي يُعوِّده على هذا الفعل وعلى هذا الصنيع ، لأن ابن عباس رضي الله عنهما كان صغيرا ، فيدرب الإنسان أهل وأطفاله على مشاركة نفسه في فعل الخير ، فلما وصل عليه الصلاة والسلام وادي مُحَسِّر ، وهو وادٍ بين مزدلفة وبين منى أسرع عليه الصلاة والسلام ، لأنه قيل إن هذا موطن حسر فيه الفيل لما أتى إبرهة ليهدم الكعبة ، حسر فيه الفيل ، يعني انقطع ووقف الفيل من أن يذهب إلى الكعبة ليهدمها ، فأوقع الله سبحانه وتعالى بهم في هذا المكان ، وهو وادي محسر ، أوقع بهم الله سبحانه وتعالى عذابه ، وهذه سنته عليه الصلاة والسلام في المواطن التي يُعذب فيها العصاة والكفار ، أنه ما كان يبقى فيها عليه الصلاة والسلام بل كان يسرع ، وقيل إن هذا الموطن ، وهو وادي مُحَسِّر ، موطن كانت قريش تجتمع فيه لكي تتفاخر بأنسابها وأحسابها فأحب عليه الصلاة والسلام ألا يوافقهم في هذا الأمر ، ثم وصل عليه الصلاة والسلام إلى الجمرة بعدما طلعت الشمس ، وهي جمرة العقبة ، والحديث يتواصل بنا بإذن الله تعالى عن بقية صفة الحج في الجمعة القادمة