ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > اللغة العربية
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

اللغة العربية ملتقى طلاب وطالبات تخصص اللغة العربية - التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 2014- 11- 10   #11
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة الثامنة
من أعلام الشعر العباسي بشار بن برد
بشار بن برد“.

• بشار بن برد( مولده ونشأته):
بشار بن برد: ولد بشار بن برد بن يرجوخ في البصرة سنة95هـ وقيل سنة96هـ ، وفيها نشأ.
فارسي الأب ، رومي الأم ، أخذ يتلون في انتسابه ، مرة ينتسب إلى قيس غيلان ، ومرة ينتسب إلى بني عامر.
كان أبوه طياناً يعيش من ضرب اللبن ، وله أخوان: بشر وبشير كانا قصابين، وكان أحدهما أعرج والآخر أبتر.
ولد بشار أعمى، فلم ينظر إلى الدنيا قط، وعبَّر عن عماه مبكراً قائلاً:
عمِيتُ جَنِينا والذكاءُ من العَمَى فجئتُ عجيبَ الظن للعِلم مَعْقِلا

يعد بشار أشهر الشعراء المخضرمين للدولتين الأموية والعباسية ، ورأس الشعراء المحدثين وأحد البلغاء المكفوفين وإمام الشعراء المولدين.
لقد حددت آفة بشار حياته منذ نعومة أظفاره ، فاتجه إلى المساجد وإلى مربد البصرة ينهل من حلقات العلم والشعر ، وأعانته نشأته في بني عُقيل على أن يتمثل السليقة العربية .
ولم يكد يبلغ العاشرة حتى أخذ ينبوع الشعر يسيل على لسانه.
وكان الهجاء حينئذ يضطرم في موطنه اضطراماً لا بين جرير والفرزدق فقط ، بل بين جميع الشعراء ، فكان من الطبيعي أن الهجاء أول الموضوعات التي نظم فيها بشار شعره.
كما اشتد بـ ”بشار“ طموحه إلى إتقان اللغة العربية ، فاتجه نحو البادية ، فقام فيها فترة مكنت له من عربية لسانه وفقهه الدقيق في اللغة وشؤون البادية ، وعاد إلى البصرة يُكثر من الاختلاف إلى حلقات المتكلمين ومجالسهم .

وجعل بشار يتابع بنهم كتب الأدب القديمة ، حتى اشتهر بشعره ، وعد من مشاهير شعراء عصره ، وكان في مقدمة الذين نبغوا في أوائل العصر العباسي الأول ، وهو مقدم عليهم بإجماع الرواة ورئيسهم بلا خلاف .
ذكر“ الجاحظ ”: ” المطبعون من الشعراء : بشار،والسيد الحميري ، وأبو العتاهية، وابن عيينة، ولكن بشار أطبعهم“.
ويقال أيضاً: ”إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار وأبو العتاهية والسيد الحميري“.
العوامل المؤثرة في حياته وشاعريته:
1- أصله الفارسي:
فقد كان فارسي الأصل ، فورث عن الفرس حدة المزاج ، والتعصب لأصله.
2- عماه:
فكان يحس بالمرارة من عماه والحقد على المبصرين.
3- فقره وأسرته:
لقد ضاعف في نفسه وزاد من حقده فقر أسرته وتخلفها في المجتمع.
4- تربيته في بني عقيل وذهابه إلى البادية ؛ مما جعله يتقن العربية ويتمثل سليقتها بكل مقوماتها.
5- تردده على حلقات المتكلمين بالمساجد يستمع إلى محاورات لأصحاب الملل والنحل والأهواء المختلفة.
6- اطلاعه على ما نقله ابن المقفع إلى العربية من الآداب الفارسية وغير الفارسية ، ومن الآراء المختلفة ، وكان ذلك كله سبباً في أن يحدث تشويشاً في فكره وأن تمتلئ نفسه بالشك والحيرة ، فتحول شعوبياً يبغض العرب والعروبة.
7- بيئته:
كانت بيئة بشار تكتظ بالجواري والقيان ، فاختلط بهن وتغزل فيهن، وساعده على ذلك فقد بصره ؛ حيث مال إلى التجسيد والتشخيص.
هذه العوامل وغيرها أثرت في طبيعة بشار وفي شعره؛ فجاءت طبيعته شديدة التعقيد ، وجاء شعره لاذع الهجاء، حسي الغزل.
شاعريته :
لـ ”بشار“ شاعرية خصبة أصيلة أتيح لها أن تتجاوب مع روح العصر وتعبر عن خوالج النفس ، فالغزل والهجاء والمدح والوصف والرثاء والحكمة كلها فنون كان فيها بشار قوي الحس ، مرهف الشعور ، سريع الانفعال.
ولـ“ بشار“ قدرة فائقة على التوفيق بين اللفظ والمعنى وبين الصورة والموضوع ، فهو شاعر مطبوع ولم يكن متكلفاً .
وهذا الشاعر الأعمى وهبه الله طبعاً قاسياً وذكاءً حاداً، فقد قال في شعره : ” لي اثنا عشر ألف بيت عين ” .
أغراضه الشعرية
( الغزل والنسيب).
باب الغزل عند بشار من الأبواب الشعرية التي احتلت جانباً مهماً في ديوانه ؛ فهو يصف مجالس حبه ، ويتحدث عن حبيباته إلى غير ذلك.
يقول عنه الجاحظ:“ إنه هو والأعشى وهما أعميان قد اهتديا من حقائق هذا الأمر ما لا يبلغه البصير ولـ ”بشار“ خاصة في هذا الباب ما ليس لأحد“.
وقال الأصفهاني: ” عهدي بالبصرة وليس فيها غزل ولا غزلة إلا ويروى من شعر بشار ”.
ويتضح في غزل بشار أنه يتمثل لكل ما نظم في هذا الفن قديماً من التشبيب والنسيب وبكاء الديار ، ومن الغزل المادي عند عمر بن أبي ربيعة وأقرانه ، ومن الغزل العذري عند جميل وأمثاله . وقد مضى في كل ذلك يستلهم الرقي العقلي الحديث والحضارة العباسية.
ومن شعره في محبوبته ” عبده ”:
أَبِيتُ أَرمَدَ مَا لمْ أَكْتحِلْ بِكُمُ وَفِي اكْتِحالٍ بِكُمْ شافٍ مْن الرَّمَدِ
وَكُلُّ حِبٍّ سَيَسْتشْفِي بِحِبَّتِهِ سَاقتْ إلى الغيِّ أَوْ سَاقتْ إِلى الرَّشدِ

وكثيراً ما كان يردد في أشعاره أن السمع يحل محل العين في تقدير الجمال، قائلاً:
يا قوْمِ أذْنِي لِبعْضِ الحيِّ عاشِقةٌ
والأُذن تَعْشَقُ قبْل العَيْن أحْيانَا
قالوا بِمَن لا تَرى تَهْذِي فقُلْتُ لَهُمْ
الأُذنُ كالعَيْن تُؤْتِي القَلْبَ ما كَانَا
يالجمالها
فقد أثبت بشار براعته في صياغة الشعر الغزلي الرفيع وأجاد فيه.

المديح:
يعد المديح أهم غرض وصلَّ بشاراً بالتراث، فقد حافظ فيه على نهج القدماء ، سواء من حيث جزالة الألفاظ ورصانتها ومتانتها، أو من حيث المنهج الذي سار عليه القدماء حيث كانوا يبداؤن قصائد المديح بالغزل والنسيب ثم الوصف ثم المدح ثم الحكمة، وكل ذلك احتذاه بشار في كثير من مدائحه ، بل احتذى نفس المعاني والأخيلة.
وأخذ يخلع على ممدوحيه من الخلفاء والولاة نفس الشيم الرفيعة التي طالما خلعها الجاهليون والإسلاميون من الكرم والمروءة والشجاعة ، ... والصفات الدينية التي خلعها الإسلاميون
على ممدوحيهم من الخلفاء والوزراء. يمدح أحد الوزراء، قائلاً:
إِذَا جِئتَهُ للْحَمْدِ أشْرَقَ وَجْهُهُ إِلَيْكَ وأعْطَاكَ الكرَامةَ بالحَمد
ويلاحظ أنه يُدخل في خيوط قصيدته خيوطاً جديدة ويمكن تبين ذلك في استلهامه كلام ابن المقفع في الأدب الكبير،من ذلك قوله:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه


الرثاء:
عرفنا أن بشاراً كان منغمساً في اللهو ، ولم تكن نفسه مفطورة على الأسى والحزن ، لذا لم نجد له مراثي كثيرة ، ومع ذلك رثي ابنه محمداً في قصيدة تصور لنا عاطفة الأب المفجوع، قائلاً:
أُصيبَ بُنَيَّ حينَ أورقَ غصنُهُ وألقى عليَّ الـهمَّ كلُّ قريبِ

الهجاء والفخر:
توجد عدة عوامل جعلت بشاراً يسرف في الهجاء والفخر، منها:
1- كان يريد أن يشتهر كما اشتهر جرير والفرزدق في هذين الفنين.
2- فقد بصره ولَّد عنده مرارة وحقداً
3- كان مولى والموالي كان يُنظر إليهم نظرة احتقار، فولَّد ذلك عنده كره للمجتمع.
4- فقره وبؤسه وبؤس عائلته، جعله ناقماً على من حوله.
أما فخره فكان يفتخر بأنه قيسي حيث كان والي العراق يزيد بن عمر بن هبيرة كان يتعصب لأصوله من قيس ، وكان بشار يعيش في كنفه ، هذا في العصر الأموي.

أما في العصر العباسي لما كثر العنصر الفارسي وحقق انتصارات عديدة تحول بشار شعوبياً متعصباً لأصله الفارسي، يقول:
إِذَا ما غَضِبْنَا غَضْبَةً مُضَرِيّةً هَتَكْنَا حِجَابَ الشَّمْسِ أوْ تُمطِر الدِّمَا
إِذَا ما أَعَرْنا سَيِّداً من قَبِيلَةٍ ذُرَى مِنْبَرٍ صَلَّى علَينا وسَلَّما

مما سبق يتبين أن بشاراً تمسك بالتراث وواءم بينه وبين عصره
 
قديم 2014- 11- 10   #12
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة التاسعة


من أعلام الشعر العباسي أبو نواس

:مولده ونشأته ووفاته وأصله
أبو نواس:هو الحسن بن هانئ، ويعد أهم شاعر يصور الفساد الخلقي من جميع نواحيه.
ولد في الأهواز - من بلاد خوزستان – سنة145هـ على التقريب.
نشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد واتصل فيها بخلفاء بني العباس، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي سنة198ه.
أصله: فارسي الأم والأب ، وكني بكنية يمنية هي: أبو نواس، وكان يسعى إلى إلحاق نسبه بالعرب.
حياته:
نشأ أبو نواس يتيماً، حيث قدمت به أمه إلى البصرة بعد سنتين من مولده، وترعرع في بيئة سادها التهافت على اللهو، فلم تعبأ أمه بحاله، فأسلمته إلى عطار بالبصرة ، فمكث عنده ؛ ليتعلم العربية والشعر، إلى أن صادفه عند العطار ”والبة بن الحباب“ الشاعر الماجن ، وأعجب كل منهما بالآخر ، وأخرجه والبة معه إلى الكوفة- وربما كان من دوافع خروجه إلى الكوفة مع والبة بن الحباب ، سيرة أمه في البصرة التي كانت تلاحقه وتؤذيه- وبقي معه ومع ندمائه ، وخرج عليهم بالشعر ، وفاقهم جميعاً.
وقدم بغداد فبلغ خبره الرشيد فأذن له بمدحه فمدحه بقصائد طنانة، ثم انقطع على مدح محمد الأمين الخليفة العباسي، وثبت عنده بعض ما يوجب تعزيزه فسجنه، ولم يلبث بعد خروجه من السجن أن توفي عام198ه، ودفن بمقبرة الصالحين بالجانب الغربي من بغداد.
ثقافته:

يقول الدكتور/أحمد زكي عنه:“ أبو نواس شاعر ، ولكنه لم يعدم الاتصال بأصحاب الحديث وعلماء الأخبار واللغة، واتصل بالأعراب ورحل إلى البادية ، وقرأ ما خلفه الفرس، وأحاط بما شاع من آثار اليونان، فكان نمطاً بصرياً ، يجمع بين رقة الفنان ودقة العالم“.
أخذ يفد إلى المربد، كما أخذ ينهل من دروس اللغويين ومحاضراتهم ، خاصة خلف الحمر.
وقرأ كتب الحديث على بضعة من أئمة البصرة . وقرأ شعر ذي الرُّمة على الراوية محمد بن حبيب الناشئ، وتخرج في الشعر ومعانيه على يد خلف الأحمر.
وتفرغ أبو نواس للنوادر والمُلح والميل إلى الهزل والعبث.
ولما تقدمت به السن وعلته الشيخوخة ، أخذ ينيب إلى ربه، وينظم أبياتاً مختلفة في الزهد والتنسك.
العوامل المؤثرة في طبعه وشاعريته:
1- أصله الفارسي، الذي ورَّث فيه حدة المزاج العصبي.
2- ثقافته وثقافة عصره: تثقف أبو نواس بكل الثقافات التي عاصرها من عربية وإسلامية ، ومن هندية وفارسية ويونانية ، ومن مجوسية ويهودية ونصرانية، كما غرف من حضارة عصره المادية في آثامها وخطاياها.
3- سيرة أمه المنحرفة: حيث جعلته يتخذ من المجون والفسق أداة،بل ملجأ للهروب من أزمته ومن هموم الحياة وأحزانها، وأحياناً يعلن تمرداً وإلحاداً في الدين، ولكنه إلحاد عابر،لا إلحاد عقيدة .
4- ميله إلى الهزل والعبث، ولعل ذلك هو الذي جرَّه إلى صياح كثير في وجه الدين الحنيف، وكان إذا تلوَّمه بعض معاصريه قال:“ والله ما أدين غير الإسلام ولكن ربما نزا بي المجون حتى أتناول العظائم“.
5- كان يحظى بملكات شعرية بديعة، وهي ملكات صقلها بالدرس الطويل للشعر القديم واللغة العربية الأصيلة، حتى قال الجاحظـ :“ ما رأيت أحداً أعلم باللغة من أبي نواس، وأضاف إلى هذا العلم علماً جديداً بقوالب الشعر الجاهلي والإسلامي وما صارت إليه عند بشار وأقرانه من أوائل العباسيين ”.

ومن خلال هذه القوالب جميعها أخذت شخصيته تنمو في اتجاهين:
أ‌- اتجاه يحافظ فيه على التقاليد الموضوعة دون أن يشتط في التجديد.
ب‌- اتجاه يجدد فيه تجديداً واسعاً ، يجدد في معانيه وألفاظه .

ويمكن أن نسلك في الاتجاه الأول مدائحه وأراجيزه ومراثيه، وبينما نسلك في الاتجاه الثاني أهاجيه وغزلياته وخمرياته وكل ما يتصل بعبثه ولهوه.

شاعريته:
يمثل أبو نواس عصره المضطرب أصدق تمثيل ، كما اشتهر بتنقيح الشعر، وهو من الشعراء المطبوعين ، استطاع أن يفرض شخصيته على شعره وأوجد فنوناً جديدة كالغزل المذكر ، وأوسع بعض الأغراض القديمة فجعل منها فنوناً مستقلة كالخمريات.
ويشهد المؤرخون أن شعره عذب يسير على الألسن ويعلق بالذاكرة ؛فيقول الدكتور /زكي المحاسني:“ لقد جدد أبو نواس في الشعر العربي فجاد بفنون ما عرفها العرب في شعرهم من قبل ، فإذا ذكر المجون في شعر العرب عُد أباه وأمه ولا تثريب على أبي نواس أن تكون لغته في المجون والخمر رهوة خالية من الغريب نقية صافية .
أغراضه الشعرية:
نظم أبو نواس شعره في جميع الأغراض الشعرية ، ونقف عند جانب من هذه الأغراض:
المدح:
كان كثيراً في مدائحه ما يحتفظ بالمقدمات القديمة، وله في ذلك:
يا دارُ! ما فعَلَتْ بكِ الأيّامُ، ضامتكِ، والأيّامُ ليسَ تُضامُ
ويلاحظ أنه لم يكن يطيل في وصف رحلته بالصحراء ، وإن كان يطيل التعمق أكثر في المبالغة حين يمدح الخلفاء، كقوله في الرشيد:
وَأخَفْتَ أهْلَ الشّرْكِ، حتى إنّهُ لَتخافُكَ النُّطَفُ التي لم تُخلَقِ
وجانب آخر في بعض مدائحه يمتاز به عن بشار ،حيث كان يعمد كثيراً إلى الألفاظ العذبة الرشيقة التي تموج بالنعومة والخفة فيؤلف منه مدائحه ، كقوله في الأمين:
مَلِكٌ ، إذا عَلِقَتْ يداكَ بحَبْلِهِ لا يَعترِيكَ البُؤسُ والإعْدامُ

أراجيزه:
وأبو نواس في أراجيزه ووصفه للصيد وأدواته وجوارحه أكثر تمسكاً بالقوالب القديمة، يقول:
كأنّ نسراً ما توكّلْنا بهِ يعفو على ما جَرَّ من ثِيابهِ
توكلنا به:اعتمدنا عليه.
يعفو:يمحو.

الرثاء:
كان أبو نواس يتخير لمراثيه أسلوباً جزلاً مصقولاً، وقد يكثر فيه من الغريب، خاصة إذا كان من يبكيه من اللغويين مثل خلف الأحمر، وفي مراثيه يمتاز بحرارة اللهجة وصدق العاطفة ، ومن مراثيه في الأمين، قوله:
طوَى الموتُ ما بيْني وبينَ محمّدٍ، وليسَ لَما تطْوي المنيّةُ ناشِرُ
لئن عمَرَتْ دُورٌ بمنْ لا أودّهُ، فقد عَمَرَتْ ممّنْ أُحِبُّ المقابرُ


الغزل:
لأبي نواس أشعار غزلية رقيقة في الغزل، فهام بـ“جنان“ وبغيرها من النساء، وتغزل فيهن، وجاء شعره في الغزل سهل الأسلوب، صريح العبارة ، متأثراً بعمر بن أبي ربيعة في غزلياته:
يقول في جنان محبوبته:
وقائلةٍ لي: كيْفَ كنتَ تُريدُ؟ فقلتُ لـها: أن لا يكونَ حسودُ
لقد عاجلتْ قلبي جِنانُ بهجرِها، وقد كان يكفيني بذاكَ وَعِيدُ
رَأيتُ دنوّ الدّارِ ليسَ بنافعٍ، إذا كانَ ما بينَ القلوبِ بعيدُ


خمريات أبي نواس:
إن أبا نواس مصور ماهر، يصف ما تراه العين بألفاظ يغمرها البيان ،ومعان تبلغ السمو والروعة، راحت تشغله أقداح الراح ومجاهرته بالدعوة إلى الخمر والثورة على الأخلاق والتقاليد، وكم يعجبك صدق صورته وصدق تشبيهه فهو يشبه لطف الخمر في كأسها، فيقول:
كأنّ يدَ النديمِ تديرُ منها شعاعاً لا تحيطُ عليه كاسُ
ويدعو إلى وصف الخمر وما يتعلق بها بدلاً من وصف الأطلال، قائلاً:
لا تَبْكِ ليلى، ولا تطْرَبْ إلى هندِ، واشْرَبْ على الوَرْدِ مِنْ حَمْراءَ كالوَرْدِ
كأساً إذا انْحَدَرَتْ في حلْقِ شاربها، أجْدَتْهُ حُمْرَتَها في العينِ والخدّ
واسمعه كيف يبدع في وصف الخمرة وصفائها، قائلاً:
معتَقةٌ ، حمراءُ، وَقْدَتُها جَمرُ، ونَكْهتُها مسْكٌ، وطَلْعتُها تِبرُ

ويقول:
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ

وهكذا يمضي الشاعر في خمرياته بصور فنية رائعة تحفل بالمادة القديمة والحديثة.
الزهد:
تشير دلائل كثيرة إلى أن أبا نواس لم يكن زنديقاً ولا كافراً ،بل كان ماجناً عامر القلب بالإيمان؛فحين بلغ السن بأبي نواس مبلغه وخطه الشيب أخذ يفيق أحياناً من سكر،مفكراً في الحياة وعواقبها وفي البعث والنشور والموت والفناء، وكان من حين لآخر ينيب إلى ربه، مما جعله يردد أنغاماً مختلفة في الزهد والدعوة إلى الانصراف عن الشهوات والاستعداد للآخرة،بالتقى والعمل الصالح، كقوله:
يا طالب الدنيا ليجمعها جمعت بك الآمال فاقتصد
واعمل لدار أنت جاعلها دار المقامة آخر الأبد
 
قديم 2014- 11- 11   #13
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة العاشرة من أعلام الشعر العباسي أبو العتاهية


مولده وحياته ونشأته: هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن المؤيد بن كيسان العنزي، ولدفي ” عين التمر“ بالقرب من الأنبار سنة130هـ، وتوفي سنة211هـ، وأوصى أن يكتب على قبره:
إنّ عَيْشاً يَكونُ آخِرُهُ المَوْ تَ لَعَيشٌ مُعَجَّلُ التّنغيصِ

كان أبوه نبطياً من مولى بني عنزة، أما أمه فكانت من مولى بني زهرة. وكان أبوه يعمل بالحجامة، ويظهر أن سيل العيش قد ضاقت به في بلدته فانتقل منها إلى الكوفة بأسرته، ومعه الصغيران:زيد وأبو العتاهية.
ولا يكاد يشب أبو العتاهية حتى نراه ينتظم في سلك المحنثين. ولعل ذلك ما يدل على ما كان يحسه هذا الغلام من ضياع.
إذ نشأ في أسرة فقيرة مغموراً، لا يعتز بأي شيء في دنياه من جاه أو ثروة، وكان دميم الوجه، قبيح المنظر.
نزعت به نفسه إلى اللهو والمجون ، وهذا مما اضطره أن يمشي في طريق وعرة المسالك وانخرط في جماعة المخنثين.

تفجر ينبوع الشعر على لسانه منذ الصغر، فكان يأتيه الأحداث والمتأدبون فينشدهم أشعاره ويكتبونها على ما تكسر من الخزف وما يشترونه من الجرار.
وهناك في الكوفة أخذ أبو العتاهية يختلف على مجالس أهل العلم والأدب في مساجد أهل الكوفة.فتعلم العربية ومهر بالشعر، حتى دوت شهرته فيما بعد .
قصد أبو العتاهية الكوفة وأقبلت عليه الدنيا حين ولي الخلافة المهدي، فأعجب الخليفة المهدي بمدحه فأخذ يغدق عليه جوائزه ، وأوسع له في مجالسه ، ويقال إنه كان يعطيه على القصيدة سبعين ألف درهم.
أحب أبو العتاهية ” عُتبة“ وهي جارية من جواري المهدي ، وراح يتغزل بها ، وكانت هي تزدريه ، كما ازدرته ” سُعدى“ من قبل.
علم الخليفة المهدي بتغزل أبي العتاهية في جواري قصره، فغضب وأمر بضربه مائة سوط وسجنه، ولم يلبث يزيد بن منصور الحميري أن شفع له لدى المهدي فعفي عنه وردَّ إليه حريته.
وقد ظل يذكر“عُتبة“ويتغنى باسمها طويلاً، ولعل ذلك هو الذي جعل المهدي يقول عنه: إنك إنسان متعتَّه، فاستوي له بذلك لقبه (أبو العتاهية)وغلب هذا اللقب على اسمه.
وظل يعيش حياة اللهو والمجون حتى سنة 180هـ ، حيث تحول من حياة اللهو والمجون إلى حياة الزهد والتقشف ولبس الصوف.
ويحاول الرشيد أن يعود به ثانية إلى حياته القديمة ، وإلى ما كان يصنع له من رقائق الغزل فيمتنع وضيق صدر الرشيد بامتناع أبي العتاهية ، ويأمر بضربه وحبسه في دار موسِّعاً عليه حتى يصدع لأمره .
ويسترسل أبي العتاهية في استعطاف الرشيد، قائلاً:
إنما أنت رحمة وسلامة زادك اللـه غبطة وكرامة
لو توجعت لي فروحت عني روح اللـه عنك يوم القيامة

ويرق قلب الرشيد ويأمر بإطلاقه ، ويأخذ منذ هذا التاريخ الإكثار من شعر الزهد وذكر الموت والفناء والدعوة لمكارم الأخلاق.
يعد أبو العتاهية من المتقدمين في طبقة بشار وأبي نواس، وكان الشعر عنده سهلاً حتى يحكى أنه قال يوماً لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً، وهذا دليل قاطع على سرعة بديهيته.
وكل من يطلع أشعاره تتجلى له تلك المسحة الغالبة على شعره من الزهد ؛ حيث تطغى على فنونه الشعرية الأخرى.
كما أن شعره يمثل حياته أصدق تمثيل ؛ فهو في شطر من حياته يتغزل ويصف الخمر .وهو في الشطر الثاني من حياته يكف عن الغزل ووصف الخمر مستبدلاً بها الزهد ونثر الحكم والدعوة إلى مكارم الأخلاق.
وتتميز أشاعره بطلاقة الطبع ورشاقة النظم ، وهي ذات ألفاظ تسيل نعومة وعذوبة ولاسيما في الزهديات وذم الدنيا في مدائحه تحريض على التقوى والانصراف عن الدنيا ، متمسكاً بالأسلوب القديم ، يتخلى عن وصف الصحراء والأطلال إلا ما قد يأتي عرضاً ، من مدائحه في المهدي:
أتَتْهُ الخِلافَةُ مُنْقادَةً إلَيْهِ، تُجَرِّرُ أذْيالَهَا
وَلم تَكُ تَصْلُحُ إلاّ لَهُ، ولم يَكُ يَصْلُحُ إلاّ لَهَا
ولوْ رامَها أحَدٌ غَيرَهُ، لَزُلزِلَتِ الأرْضُ زلْزالَهَا

أما الغزل عند أبي العتاهية فكثير ورقيق ، يصدر عن نفس وثابة مُلهمة ولاسيما أقواله في عتبة، والتي منها:
كأنّها ، من حُسنِها، دُرّةٌ، أخرَجَها اليَمُّ إلى السّاحِلِ
كأنّ، في فيها وفي طَرْفِها، سَواحِراً أقبَلنَ من بابِلِ

ويقول:
يا عُتبَ سَيّدَتي! أمَا لكِ دينُ؟ حتى متى قَلبي لدَيكِ رَهِينُ؟
يا عُتْبَ! أينَ أفرّ منكِ، أميرَتي! وعليّ حِصْنٌ منْ هَواكِ حَصِينُ

وينتقل أبو العتاهية من مرحلة غزله ولهوه إلى مرحلة جديدة، تعد انقلاباً في حياته ، وهي حياة الزهد، وظل نحو ثلاثين عاماً يتغنى بالكأس الخالدة كأس الموت الدائرة على الخلق ، فالكل مصيره إلى الفناء، قائلاً:
لِدوا للمَوْتِ ، وابنُوا للخرابِ، فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلى تَبابِ
وقوله:
الناس في غفلاتهم ورحى المنيّة تطحن
ويواصل مسجلاً أن الطبيب قد يسبق مريضه إلى الموت، قائلاً:
وقَبلَكَ داوَى الطّبيبُ المَريضَ، فَعاشَ المَريضُ وماتَ الطّبيبُ
وفي زهده أدعية وابتهالات إلى رب العالمين:
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي مُقِرٌّ بالّذي قَدْ كانَ مِنّي
وَمَا لي حَيلَةٌ، إلاّ رَجائي، وَعَفُوكَ، إن عفوْتَ، وَحسنُ ظني

وأشعاره في الزهد والمواعظ والحكم لا مثيل لها ، كأنها مأخوذة من الكتاب والسنة ، وما جرى من الحكم على ألسنة السلف.
من كل ما تقدم عرفنا أبا العتاهية في مختاراته الشعرية : لطيف المعاني ، ألفاظه سهلة، يميل إلى التجديد الشعري، فقد حرر نفسه من التقيد بالمعاني والأوزان، متأثراً بالأدب الفارسي والحكمة اليونانية ، وكان أول من ولج باب الزهد في التصوف.
 
قديم 2014- 11- 11   #14
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس


المحاضرة الحادية عشرة(المتنبي)
مولده:
ولد الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي في محلة كندة بالكوفة. وقد أجمع الرواة أن تاريخ مولده هو سنة303هـ.
أصله نشأته:
عربي الأصل، نشأ في أسرة فقيرة، ويعرف أبوه بعبدان السقا، كان عمله سقاية الماء في محلة كندة.
وفاته: قتل المتنبي هو وابنه وغلامه في رمضان سنة354ه.
حياته:
تردد في أقطار الشام يمدح أمراءها وأشرافها حتى اتصل بالأمير سيف الدولة الحمداني ، فحسن موقعه عنده وأحبه وقربه وأجازه الجوائز ، وكان يجري عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار خلا الإقطاعات والهدايا المتفرقة .
ثم وقعت وحشة بينه وبين سيف الدولة ففارقه وقدم مصر ومدح كافوراً الإخشيدي فأجزل صلته وخلع عليه ووعده أن يبلغه كل ما في نفسه .
وكان أبو الطيب قد سمت نفسه إلى تولي عمل من أعمال مصر فلما لم يرضه هجاه وفارقه وسار إلى بغداد. وتنقل بين البلدان يمدح الأمراء والوزراء، فمدح ابن العميد ، ومدح عضد الدولة.
وفي بغداد سنة أربع وخمسين وثلاث مئة تعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه ، فقتل المتنبي ومن معه.
العوامل المؤثرة في ثقافته وفي شعره:
1- مدارس العلويين:
أرسله والده إلى مدارس العلويين في الكوفة ليتعلم فيها القراءة والكتابة مع فريق من أشراف العلويين.
2- دكاكين الوراقة ومقابلته للعلماء والباحثين:
أخذ يختلف على دكاكين الوراقين لمطالعة بعض الكتب والكراريس.
وكانت هذه الحوانيت منتدى للأدب، يقصدها العلماء والأدباء والباحثون ، فلابد أنه كان يلقى كثيراً منهم ويتصل بهم. وطبيعي أن تلك الحوانيت هي التي مهدت للمتنبي ثقافته الأولى.
3- ذكاؤه الحاد.
ساعده ذكاؤه الحاد أن ينهل من كل تلك العلوم والمعارف ، فيروى أنه كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ.
4- ذهابه إلى البادية لتيقن اللغة العربية.
ذهب للبادية وأقام فيها سنتين لتقويم لسانه وتعلم اللغة.
5- تأثره بفلسفة أبي الفضل.
رحل إلى الكوفة وفيها تأثر بأبي الفضل الذي تفقه في الفلسفة اليونانية.
ادعاء المتنبي للنبوة:
ذهبت بعض الروايات إلى ادعاء المتنبي للنبوة، والذي يمكن ملاحظته على تلك الروايات أن الذين يرونها أشخاص مجهولون، وأن رواياتهم قد تناقلتها الأفواه، فزادت فيها ونقصت، ولكننا نجد أن الرواة المعلومين ممن اتصلوا بالمتنبي وشرحوا شعره، أو ممن جاءوا بعده، وعنوا عناية كبيرة بشعره، لا يذكرون لنا شيئاً عن هذه النبوة كابن جني وأبي العلاء المعري.
كما أن المتنبي قد أنكر بطرق عدة ادعاءه النبوة، وأن ابن جني صديق المتنبي يذكر أنه إنِّما لُقِّب بالمتنبي لقوله:
أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ
مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ

شاعريته:
لعب المتنبي دوراً كبيراً في الشعر العربي، فقد طرق أبواب الفنون الشعرية المعروفة، ولم يكن في وقته من يساويه في فنونه التي جمع فيها من الأدب فنوناً، وذلك أنه ضرب في كل شيء منه بسهم وافر. وكان يتخذ شعره صناعة، فلا يقوله ارتجالاً، ولا يندفع مع سجيته، وقد أجاد وأبدع في شعره سواء من ناحية الخيال والأسلوب.
ويظهر أن ذكاءه الحاد ونفسيته العالية ساعداه كثيراً على التحليق في شعره بين كثير من الشعراء الذين عاصروه.
والمتصفح لديوانه يجد أن شعره يتصف برقة وصدق لهجة وبراعة تركيب وروعة معان.
فهو شاعر متقد العاطفة، مرهف الحس، تطالعنا في شعره صور مغرية جذابة تأخذ بمعاقل القلب.
وكان المتنبي من أبعد الشعراء صيتاً في هذه الحقبة الزمنية.
فنونه الشعرية:
تفوق المتنبي في أغراض معينة منها: المدح والفخر، والهجاء والحكمة والرثاء والوصف .
وكان أبو الطيب كثير المبالغة في شعره. وكان فخوراً بشعره، لا يرى في الشعراء من يوازيه، وقد ساءه من سيف الدولة أن يساويه بغيره وهو الشاعر الكبير الذي يحب سيف الدولة حباً صادقاً، فعاتبه على ذلك، ودعاه إلى التمييز بين الشحم والورم، والنور
والظلمة، وأن يقدر مكانه الرفيع بين الأدب والشعر، قائلاً:
وَمَا الدّهْرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِدي
إذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهرُ مُنشِدَا
وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني
أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصّدَى

وربما كان المتنبي وحده الشاعر الذي حضر الحروب في هذه الحقبة، وحارب في جيش سيف الدولة، وذاق لذة النصر ومرارة الهزيمة، وقال أحسن الشعر العربي الذي قيل في وصف الحرب من قبل ومن بعد، ويكفيه أنه استطاع أن ينشد بمجلس سيف الدولة على رؤوس حساده:
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
ألخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ

ويذهب الدكتور عبد الوهاب عزام إلى أن قصائد المتنبي في وصف حروب سيف الدولة الداخلية والخارجية تفوق الملاحم اليونانية واللاتينية والهندية والفارسية؛ فهو الشاعر الذي وصف وقائع ذلك العصر وحوادثه الجسام وجلائل الحروب والأعمال وصفاً دقيقاً في قصائد حماسية رائعة.فمن أقواله في السيف:
إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
تعقيب:
فالمتنبي بحر متلاطم الأمواج لا زال شاغل الناس ومالئ الدنيا ومدد الشعراء وتنازُع الباحثين على مدارج العصور
 
قديم 2014- 11- 11   #15
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة الثانية عشرة( أبو العلاء المعري) ( رهين المحبسين).
• مولده ونشأته:
هو أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي.
الشاعر الفيلسوف.
ولد في معرة النعمان سنة 363هـ. والمعرة بلدة قريبة من حلب، وإليها نسب.
نشأ في بيت علم معروف. فأبوه من العلماء، وجده وأبو جده وجد جده كلهم تولوا قضاة المعرة.
أصيب بالجدري وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره، فكف بصره.
بقي المعري نحواً من سبعة وثلاثين عاماً يشارك في الحياة وينظم الشعر ويؤلف ويعلم حتى استفاضت شهرته.

ثقافته:

وقد كان ذكياً شديد الذكاء، فلم تمنعه عاهته عن الدرس، فدرس العلوم التي تدرس في عصره من فقه ونحو وأدب، وجعل يتابع بنهم كتب الأدب القديمة من أدبية وتاريخية.
درس على أبيه وعلى بعض المشايخ من علماء المعرة، وقد ساعده مركز عائلته على هذا الدرس.
ثم تثقف كثيراً من العلوم والآداب بصورة خاصة، وأخذ يقول شعراً جيداً، ولما اشتد ساعده رحل إلى أنطاكية واللاذقية وطرابلس لطلب العلم ومنها إلى بلاد الشام، واتصل بالرهبان.ويقال إن اتصاله بالرهبان هيأ له أن يدرس الفلسفة اليونانية.
المعري في بغداد:
بلغ أبو العلاء المعري السادسة والثلاثين من عمره، وقد يمم بغداد حاضرة الخلافة العباسية وقبلة الطامحين، ففتن بها ومال إليها، كما يقول:
كَلِفْنا بالعِراق، ونحنُ شَرْخٌ، فلم نُلْمِمْ به، إلاّ كُهولا
ونتيجة لأن المعري كان كثير الاعتداد بشخصيته، لم يتملق للرؤساء، ولم يمدح أحداً منهم، ولذلك لم يجد منهم التفاتاً، وأدى هذه إلى تبرمه في إقامته في بغداد، وبينما هو على هذه الحالة، إذ أتاه كتاب من أهله يخبره بمرض أمه، فوجم أبو العلاء،
اضطرم باله وساءت حالته، فلم يبق أمامه إلا أن عزم على الرحيل
وهنا اندفع أبو العلاء يودع بغداد وداعاً يفيض وفاءً ويتدفق حزناً ولوعةً،وفي ذلك يقول:
إذا نأتِ، العِراقَ، بنا المَطايا ، فلا كُنّا، ولا كان المَطِيّ
على الدّنيا السلامُ، فما حياةٌ، إذا فارَقْتُكمْ إلاّ نَعِيُّ

لقد غادر شاعرنا بغداد، بعد إقامة دامت سنة وأربعة أشهر، ولكنه وصل المعرة وقد توفيت والدته، ولدى وصوله المعرة، اعتزل الناس وجلس في بيته لا يغادره وسمى نفسه (رهين المحبسين).
أسباب عزلة أبي العلاء المعري:
1- الاضطراب الذي أصاب عصره:
الانقلاب السياسي الذي كان يسود الشام في عصر أبي العلاء قد بلغ درجة أثرت على أخلاق الناس عامة، وجعلت الناس لا يأمنون على أنفسهم وأموالهم. وقد ساعد هذا الاضطراب التزام أبي العلاء الاعتزال عن الناس.
2- عاهته:
كانت عاهة أبي العلاء المعري سبباً في كرهه الحياة والناس، فالأعمى عادة يسيء الظن بالناس، ودائماً ما يفسر سلوك الناس تفسيراً يبَّغض إليه الناس.
3- اطلاعه على نظريات الفلاسفة:
لعل اطلاعه على نظريات الفلاسفة وحيرتهم في تفسير غاية الحياة، جعله يكره الحياة والناس ويعتزلهم.
كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة جعلته يعتزل الناس نيفاً وأربعين سنة.
ولكن انعزاله لا يعني انقطاعه عن العمل، بل كان منزله مقصد طلاب العلم والمعرفة من كل الآفاق. فقضى هذه السنين بالدرس والتدريس.
شاعريته:
بدأ أبو العلاء يقرض الشعر وهو في الحادية عشرة من عمره، وقد نيف على الثمانين وما ترك القريض وما أعرض عنه.
ولأبي العلاء ثلاثة دواوين فقط وهي: سقط الزند والدرعيات واللزوميات .
وهو في الشعراء والحكماء والمفكرين والمؤلفين واللغويين من كبارهم، مارس أكثر المعارف التي اشتمل عليها عصره.
شعره:
حين نعرض لشعر أبي العلاء نستطيع أن نقسمه إلى قسمين: الشعر الذي قاله في شبابه قبل أن يعتزل الناس، وهو شعر قاله في فترة تبلغ نحواً من خمس وعشرين سنة، وقد جُمع في ديوان خاص يسمى ( سقط الزند) وقد طبع هذا الديوان غير مرة.
ثم شعره في الفترة التي اعتزل فيها الناس، وقد جُمع في ديوان خاص يعرف بـ ( اللزوميات)أو( لزوم ما لا يلزم).
ولم يكن إنتاج أبي العلاء يقتصر على الشعر، بل ولج باب النثر، وله في ذلك تصانيف كثيرة.
خصائص شعر المعري في الفترة الأولى:
وهو شعر يسوده التقليد في الطريقة والأسلوب، ولهذا نراه ينحو منحى القدماء فهو يبدأ بالغزل أو بذكر النوق والمطايا التي تحمله إلى ممدوحيه إذا شاء المدح، وفي مدحه أيضاً لا يعدو أن يذكر الصفات التي اعتاد الشعراء أن يسبغوها على ممدوحيهم من شدة بأس وشكيمة إلى غير ذلك .
وغزله فيها غزل متكلف ظاهر الصنعة، فهو يحذو حذو أبي تمام في اصطناع البديع، وحذو المتنبي في التزام المقابلة والمبالغة. يقول:
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعلُ: عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِلُ
تُعَدّ ذُنوبي، عندَ قَوْمٍ، كثِيرَةً، ولا ذَنْبَ لي إلا العُلى والفواضِل

خصائص شعره في الفترة الثانية من حياته:
ويغلب على شعره في هذه الفترة سيطرة العقل وسعة الخيال .
يمثل الشعر في هذه الفترة شعر اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم، ويختلف عن شعره في الطور الأول بانصرافه عن الأسلوب الشعري التقليدي وعن مواضيع الشعر التي يطرقها الشعراء عادة، فليس في شعره مديح ورثاء وغزل كما نراه في شعره في طور الشباب، وإنما كان يدور هذا الشعر حول التأملات في الحياة والموت والأديان، وهذه التأملات أشبه ما تكون بخواطر الفلاسفة منها بخواطر الشعراء، وكان ينظمها أبو العلاء في شعره.
وعندما تقرأ شعر اللزوميات تجده ناقماً ثائراً على كل معتقد، ويتحدى كل تقليد في الحياة، ترى جواً صاخباً مشوناً بالثورة الجامحة والتشاؤم المقيت، فهو بمعظمه لا يثير العواطف ولا يحرك الخيال بقدر ما يخاطب العقل ويدعو إلى التفكير وإطالة النظر فيه.
وقد أحاط أبو العلاء هذه التأملات بإطار من الألفاظ العربية والتعابير المعقدة، وقيد قوافيها بقيود التزمها لا يُلزم الشاعر لزومها.
خصائص شعره في الفترة الثانية من حياته:
ويغلب على شعره في هذه الفترة سيطرة العقل وسعة الخيال .
يمثل الشعر في هذه الفترة شعر اللزوميات أو لزوم ما لا يلزم، ويختلف عن شعره في الطور الأول بانصرافه عن الأسلوب الشعري التقليدي وعن مواضيع الشعر التي يطرقها الشعراء عادة، فليس في شعره مديح ورثاء وغزل كما نراه في شعره في طور الشباب، وإنما كان يدور هذا الشعر حول التأملات في الحياة والموت والأديان، وهذه التأملات أشبه ما تكون بخواطر الفلاسفة منها بخواطر الشعراء، وكان ينظمها أبو العلاء في شعره.
وعندما تقرأ شعر اللزوميات تجده ناقماً ثائراً على كل معتقد، ويتحدى كل تقليد في الحياة، ترى جواً صاخباً مشوناً بالثورة الجامحة والتشاؤم المقيت، فهو بمعظمه لا يثير العواطف ولا يحرك الخيال بقدر ما يخاطب العقل ويدعو إلى التفكير وإطالة النظر فيه.
وقد أحاط أبو العلاء هذه التأملات بإطار من الألفاظ العربية والتعابير المعقدة، وقيد قوافيها بقيود التزمها لا يُلزم الشاعر لزومها.
كما أن للفلسفة والعلوم الطبيعية تأثير كبير في الشعر العربي، وقد وجدنا لأبي العلاء الكثير من النفثات الفلسفية وهي موزعة في قصائده.
وفاته:
اعتل رهين المحبسين في أوائل شهر ربيع الأول سنة441هـ ومات في اليوم الثالث من علته، تاركاً وصيته أن يكتبوا على قبره: ”هذا جناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد“.
ويروى أنه عندما مات وقف على قبره أربعة وثمانون شاعراً يرثونه، ولمدى سبعة أيام أقام مقرئو المعرة على قبره يتلون القرآن حتى أتموه مائة ختمة.
 
قديم 2014- 11- 11   #16
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة الثالثة عشرة(أبو فراس الحمداني- الشريف الرضي)


• أبو فراس الحمداني:حياته ونشأته:
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، ولد سنة عشرين وثلاثمائة للهجرة أو إحدى وعشرين وثلاثمائة للهجرة في منبج في الموصل.
لقد عاش أبو فراس في عصر كان مليئاً بالاضطرابات السياسية والأدبية،يموج بالفتن والإزعاج، ويضطرب بالغارات والحروب ،... فكان شاعرنا عنوان الفتوة والفخر وفارس الهجاء ....فهو عربي أصيل النزعة والروح، متأثر بالقومية الدينية ، له من الفتوة والطموح ما يجعله في مصاف الشعراء الخالدين والعباقرة الأفذاذ.
وهو أحد فرسان الدولة الحمدانية في حلب وشجعانها الأفذاذ المعدودين، وكان أحد الموصوفين بفصاحة المنطق وبلاغة القول وكرم اليد والنفس، قضى سني شبابه في حومانة القتال وبين قراع السيوف، وكان عفيف اللسان جواداً، ولأنه أمير مترف، فهو لم يتكسب بشعره.
أسره:
أسر أبو فراس مرتين من قِبل الروم، ففي المرة الأولى لم يطل أسره وافتداه سيف الدولة، أما في المرة الثانية طال به الأسر أكثر من أربع سنوات.
وكان أبو فراس خلال أسره يرسل الشعر الرقيق في غياث سيف الدولة وتحريضه على فكه من الأسر، وعرفت قصائده التي كتبها في أسره بالروميات، وهي ذات طابع خاص من الحنين والشوق والإحساس بالغربة والوحدة. وقتل أبو فراس، في ضيعته سنة357هـ، وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين.
رأي النقاد فيه:
قال عنه الثعالبي:“فرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلاً وكرماً ونبلاً ومجداً وبلاغةً وبراعةً وفروسيةً وشجاعةً، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة والمتانة، ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك“.
ويقول عنه الزركلي في الأعلام:“أبو فراس الحمداني أمير شاعر فارس وهو ابن عم سيف الدولة وله وقائع كثيرة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه....جرح في معركة الروم فأسروه سنة 351هـ فامتاز شعره في الأسر برومياته“.
شعره:
قال أبو فراس الشعر في الأغراض المختلفة: كالغزل والرثاء والعتاب والفخر والحرب، وكان شعره سجلاً حافلاً صادقاً لحياته وأحاسيسه ومشاعره وعواطفه وخاصة مديحه وفخره وحماسياته.
يتميز شعره بالصفاء لفظاً والجزالة أسلوباً والوضوح معنىً، وهو بعد ذلك بعيد عن الصنعة والتكلف،ولم يتناول أبو فراس الأغراض الدينية.
إذا تأملت شعره في جميع الفنون في جزالته ومتانته وعذوبته وسلاسته وانسجامه وأخذه بمجامع القلوب وجمعه لأنواع المحاسن التي تطلب من الشعراء علمت انه ليس في شيء من المبالغة اقترانه إلى ملك الشعراء امرئ القيس ومساواته للمتنبي .
فلقد احتل شعر أبي فراس مركزاً رفيعاً وشهرة عظيمة، فهو مجموعة عواطف صادقة تعبر عن شعور حقيقي، جزل الأسلوب، سلس العبارة، تنقاد إليه القوافي بغير تكلف،وتنشال عليه المعاني متزاحمة في غير معاناة، لذا جاء خالياً من المبالغات والإسفاف، ونم عن ذوق سليم، وطبع رائق، وروح سامية.
لقد ترجمت أشعاره إلى اللغة الألمانية، وله ديوان شعر جمعه ابن خالويه المتوفى سنة370هـ، وأعيد طبعه مراراً.
تلك هي صفحة من حياة الشاعر العظيم أبي فراس الحمداني، مليئة بالإحساس طافحة بالأماني، وقد أثبت لنا بجدارة فائقة شعره الفذ بما ينطوي عليه من جمال الأسلوب وسمو المعاني، ودقة التفكير ورقة اللفظ، وحسن الانسجام، وبلاغة القول وجزالته.
خصائص شعر الروميات:
نظم أبو فراس خلال أسره ما يعرف بالروميات، ذاع صيتها وبلغ بها أعلى ما يبلغه شاعر من الشعر العاطفي بما فيها من حنين وشوق وذكريات وأحداث وآمال وآلام.
فالروميات صورة حية لنفسية الشاعر الأسير، وبرز فيها:
أ‌- حنين إلى الوطن.
ب‌- إباء وبطولة.
ج- وفاء ابن بار بأمه.
د- كتمان محب يعرف قيمة نفسه وقيمة من يحب .
ه- ألم صادق لعزة جُرحت من الأسر. و- عتاب وشكوى وتذكير بمواقف.



الشريف الرضي:

هو أبو الحسن الشريف الرضي ، ولد ببغداد سنة 359هـ. ينحدر من أسرة عريقة النسب، نشأ في بيت علم وشرف، ودرس علوم الدين والعربية على أبيه وعلى غيره من من علماء بغداد في ذلك الحين.عاش في القرن الربع للهجرة في ظل الخلافة العباسية. توفي سنة 406هـ.
شعره:
كان الشريف الرضي يقول الشعر؛ ليرضى هوايته، ويعبر عن انفعالاته النفسية، ويُظهر مكانته في المعرفة، ولذلك لم يطرق أبواب الشعر إلا في هذه النواحي، ولذا نرى أن شعر الفخر يحتل جزءاً كبيراً من ديوانه.
ثم نجد الشريف الرضي ذا عاطفة رقيقة، شديد الولع بالحب والجمال، كثير التغزل، ثم هو رجل تربطه بالناس روابط الصداقة؛ فنجده ينظم أصدقائه ومراسلاتهم وهو ما يسمى بـ (الإخوانيات).
ونجد أن باب الرثاء يحتل جزءاً من شعره، كما رثى من فقد من أصدقائه.
ونتيجة لأنه لم يتكسب بشعره لذا قل عنده المديح، وهذا لا يعني أنه لم يمدح أحداً قط، فقد مدح بعض الخلفاء ممن تربطه بهم روابط الصداقة، ولكن هذا المدح لم يقصد به التكسب.
وفي مدحه نلمح نزعة اعتزازه بشخصيته.
وأجمع المؤرخون أن الشريف الرضي أشعر قريش.
وشعره حسن الانتقاء للألفاظ، ويحسن تأليفها في انسجام ومتانة، رفيع في التعبير وطريقة الاختصار الذي يغلب على التعبير العربي ، فهو يختصر الصور الشعرية اختصاراً، فهو حين يصور يذكر الخطوط العريضة ، ولا يحاول أن يذكر الأجزاء.
أثاره:
من أثاره:

1- رسائله في ثلاثة مجلدات.
2- مجازات الأثار النبوية.
3-تلخيص البيان في مجازات القرآن.
4- حقائق التأويل في متشابه التنزيل.
5- نهج البلاغة.
6- سيرة والده الطاهر.
7- ديوان شعره.

أغراضه الشعرية:
المدح: ومن يطالع مدائحه يجد روح الشمم والإباء مبثوثة في ثنايا ديوانه. فلا أثر للتذلل فيها ، ومنها قوله:
عَطْفاً ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، فإنّنَا في دَوْحَةِ العَلْيَاءِ لا نَتَفَرّقُ
الغزل: فيبدوا أن الشريف كان رقيق العاطفة، فهو لا ينظم في الغزل مقلداً على عادة الشعراء في بدء قصائدهم، ولكنه كان ينظم للتعبير عن حاجة في نفسه على التغني بالحب والجمال، ولا يعني هذا أنه كان يحيا حياة غزله. من غزله:
يا ظَبيَةَ البَانِ تَرْعَى في خَمَائِلِهِ ليَهنَكِ اليَوْمَ أنّ القَلبَ مَرْعَاكِ
المَاءُ عِنْدَكِ مَبْذُولٌ لشَارِبِهِ ولَيسَ يُرْوِيكِ إلاّ مَدمَعي البَاكي

الفخر: وفخر الشريف الرضي لا يقل قوة ومتانة عن غزله، فهو يحتل المكان الأوفر من شعره، ولا غرو فهو سليل بيت النبوة ، نشأ مزهواً بفخر المتنبي، مترسماً خطاه في كثير من الأحيان.
له شعر غني بمعاني الفخر والإعزاز، حافل بذكر مآثر آبائه في السلم والحرب، يقول:
أنَا ابنُ السّابِقِينَ إلى المَعَالي إذا الأمَدُ البَعيدُ ثَنَى البِطَاءَ
إذا رَكِبُوا تَضَايَقَتِ الفَيَافي وَعَطّلَ بعضُ جمعِهِمُ الفضَاءَ

الرثاء: أما في الرثاء، فقد تميز شعر الشريف ببراعته في هذا الباب، ويبدو تفجعه عميقاً وإخلاصه مشهوداً فيمن فقد من أفراد أسرته أو من الخلفاء والملوك والكتاب والأصدقاء والعلماء، من ذلك قوله:
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي وَنَسِيتُ فيكِ تَعَزُّزي وَإبَائي
كانت تلك شذرات من سيرة الشريف الرضي وشعره، وفي الديوان الكثير من القصائد الحسان والمقاطع الجميلة التي تعد من جوامع الكلم.
 
قديم 2014- 11- 11   #17
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة الرابعة عشرة
(خصائص الشعر العباسي وقضاياه ونقده)
في هذه المحاضرة أن نبين بعض خصائص الشعر العباسي، وبعض قضاياه.
• خصائص الشعر العباسي:
أولاً- رقة العبارة:
يمكن القول إن ألفاظ الشعر العباسي وعباراته جاءت متأثرة بالعصر بما فيه من: حضارة، وثقافة، ورقي.
فأصبح الشاعر يصف الخمر وشاربها ومقدمها، ويصف الطبيعة من حدائق وبساتين،... بدلاً من أن يصف الأطلال.
فانعكس ذلك على ألفاظهم وعباراتهم فجاءت محملة بالرقي والتطور.

ثانياً- التفنن في المعاني:
لم يركن الشاعر العباسي إلى المعاني التي استخدمها الشعراء الجاهليين أو الإسلاميين أو الأمويين، بل أخذ يولد المعاني السابقة ويأتي بمعان جديدة تتناسب مع روح العصر، وأخذ الكلام يفتح بعضه بعضاً.
ثالثاً- التوفر على البديع اللفظي:
توسع العباسيون في استخدام علم البديع، وتفننوا فيه، وكثر التأليف فيه؛ فهذا ابن المعتز ألَّف كتاب: (البديع ).
فيعد أدباء العصر العباسي هم من ابتكروا علم البديع.


رابعاً- التجديد في الموضوعات:
أخذت موضوعات الشعر القديمة تجدداً واسعاً في معانيها، فقد أخذت تعرض بصورة أدق وأعمق، وأخذت تدخل عليها إضافات كثيرة.
ولم يقف الشاعر العباسي عند ذلك فقد أخذ ينمّي بعض جوانب هذا الشعر حتى لتخرج منه فروع جديدة كثيرة.
ففي مجال المدح:
وفي مثالية الشيم الرفيعة التي كان يصف بها الشعراء ممدوحيهم،
فقد تناول الشعراء العباسيون هذه الشيم شيمة شيمة، وأخذوا يفردونها بمقطوعات أو قصائد، يجردونها لها محللين، ومفكرين ملاحظين، فقطعة في تصوير الكرم، وقطعة في تصوير الحلم وقطعة في تصوير الحياء، وقطعة في تصوير العفة، وقطعة في تصوير الصبر والتنفير من اليأس.
كما عدل بعض الشعراء العباسيين عن الوقوف على الأطلال إلى الوقوف على القصور، ومنهم من استبدل وصف الصحراء بوصف الخمر وشاربها ومقدمها،...

وفي مجال الهجاء:
فقد وسعوا معاني الهجاء وما فيه من أخلاق مذمومة، فتناولوها هي الأخرى بالبسط والتفصيل منفصلة عن أشعار الهجاء.
وقد وقفوا طويلاً عند واجبات الأخوة والصداقة واختيار الإخوان والأصدقاء، وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
احذر الأحمقَ أن تصحبه إنَّما الأحمقُ كالثوب الخَلَقِ
الخَلَق: البالي.

وفي مجال الوصف:
فقد أكثر الشعراء العباسيون من وصف الأمطار والسحب، كما أكثروا من وصف الرياض وخاصة في فصل الربيع حين تتبرج الطبيعة بمناظرها الفاتنة.
ونرى أن شعراء كثيرين منهم يعنون بوصف مظاهر الحضارة العباسية المادية وما يتصل بها من الترف في الطعام والتأنق في الملابس والثياب، ووصف القصور وما حولها من بساتين وما يجري فيها من الظباء والغزلان، وأكثروا من وصف الحيوانات والطير والحشرات.

وفي مجال المراثي:
اتسع الشعراء العباسون بمراثيهم حتى شملوا بها الطير والحيوان والبساتين والمدن، وكان منهم من يبكي في مقدمات مدائحه أحياناً الشباب في بيت أو أبيات قليلة.
كما برعوا في تصوير عواطفهم ومشاعرهم في حالة فقد عزيز عليهم.

وفي مجال الشعر التعليمي:
فقد دفع رقي الحياة العقلية في العصر العباسي إلى استحداث هذا النوع من الشعر الذي يقوم على نظم بعض القصص والعلوم والمعارف أو بعض السير والأخبار.

خامساً- التجديد في الأوزان والقوافي:
نتيجة لاتساع موجة الغناء في العصر العباسي فكان لابد من البحث عن أوزان جديدة تناسب الشعر الغنائي وموجة الغناء.
فلم يلبث الشاعر العباسي أن حاول النفوذ إلى أوزان جديدة، وإذا هو يكتشف وزنين ، وهما وزنا المضارع والمقتضب.
واكتشف الشاعر العباسي أيضاً وزن المتدارك أو الخبب.
كما جددوا في القوافي مستحدثين ما سموه باسم المزدوج والمسمَّطات.

قضايا الشعر العباسي:
بقيام الدولة العباسية في أوائل القرن الثاني الهجري أخذت الحياة العربية تبتعد تدريجياً عن البداوة وتدنو من الحضارة. وكان ذلك بفعل ما طرأ على المجتمع العربي من تغيرات سياسية واجتماعية وفكرية.
وقد ظهر في القرن الثاني طائفة من الشعراء تأثروا أكثر من غيرهم بمظاهر الحضارة العباسية الجديدة وعُرفوا“ بالشعراء المحدثين“.
فهؤلاء تلقفوا الشعر من القرن الأول صحيحاً قوي العبارة، جزل التراكيب، تغلب عليه روح البداوة القديمة في المنهج والصياغة والمعنى والخيال.
وقد شعروا بحكم تحضرهم أن احتذاء القدماء في شعرهم احتذاء تاماً يتنافى مع روح العصر الذي يعيشون فيه، ومن ثَمَّ راحوا يطوعونه لأغراضهم ويجددون فيه.
ولما كان القدماء قد سبقوهم إلى كل شيء في الشعر من حيث فنونه ومعانيه وأساليبه، فإنهم قصروا تجديدهم على ديباجة الشعر وصياغته، وعلى التعبير عن بعض النزعات والرغبات الحبيسة التي وجدت في حرية المجتمع العباسي وروح التسامح.
ومن ثَمَّ ظهرت بعض القضايا الخاصة بالشعر وبالنقد وإن كانت قد تداولت من قبل ، فإنها تبدوا وكأنها جديدة التناول ومن هذه القضايا: ( عمود الشعر، اللفظ والمعنى، السرقات الشعرية ، القدماء والمحدثون، الشعوبية، السخرية ،.....).
نقد الشعر العباسي:
والمتتبع لحركة النقد في القرن الثاني الهجري يرى أنها قائمة على نشاط اللغويين والنحويين، ووجهوها اتجاهين:
أحدهما:

امتداد للنقد الجاهلي والإسلامي مع شيء من التطوير.
الثاني:
الاتجاه العلمي في النقد وتمثل في جمع الحجج والأدلة والتأليف، كتأليف كتاب:“جمهرة أشعار العرب“ للقرشي، و“طبقات الشعراء“لابن سلام الجمحي.
وإذا ألقينا نظرة على ميدان النقد في القرن الثالث الهجري رأينا أن هناك أربع طوائف من النقاد لكل منها منهاجُها الخاص ومقياسها الذي تقيس به الشعر وتحكم عليه.
فهناك طائفة اللغويين والنحاة، وطائفة الشعراء المحدثين، وطائفة العلماء الذين أخذوا بحظ يسير من المعارف الأجنبية، وطائفة من أخذوا من القديم من اللغويين ولكنهم عُنوا أكثر منهم بالمحدثين.




انتهى مُقرر الشعر العباسي
 
قديم 2014- 11- 12   #18
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

االمُقرر الثاني ..

أدب أطفال

التعديل الأخير تم بواسطة إيثاار ; 2014- 11- 12 الساعة 09:30 AM
 
قديم 2014- 11- 12   #19
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة الأولى

مقدمة في أدب الأطفال

مفهوم أدب الأطفال
الأدب تصوير أو تعبير عن الحياة، والفكر والوجدان، من خلال أبنية لغوية، وهو رسالة في خدمة المجتمع والإنسانية، وأدب الأطفال جزء من ذلك الأدب،إلا أنه موجه إلى فئة سنية معينة هم الأطفال. ولأجل الكشف عن هذا الأدب لا بد من الوقوف على المواضيع الأتية:
احتياجاتهم في إطار المثل والانطباعات السليمة
أهمية أدب الأطفال
تلتمس أهمية أدب الأطفال في مواطن كثيرة يمكن إجمالها في النقاط الآتية:
- يساعد أدب الأطفال في صقل سلوك الأطفال وفق قوانين وقيم أخلاقية تسهم في بناء مجتمع قوي متقدم.
- يمكّن أدب الأطفال الأطفال من أن يتعرفوا الخبرات الكثيرة لمن يكبرهم سنا ويفوقهم تجربة، فيسلموا بمطالب الحاضر ويتسلحوا بأدواته.

- يمكّن أدب الأطفال من أن يكون الطفل في موقع الناقد الواقعي المنشئ فقد كنا وما زلنا نكتفي بنقل ما ينتجه الآخرون دون تمحيص كاف أو نقد واع، ونريد لأطفالنا أن يبتعدوا عن مظاهر الاتكالية، واللامبالاة، والتقليد الأعمى، والرياء، والكذب، والخنوع، والتفكير الخرافي الهدام.
- من خلال أدب الأطفال يمكن للأطفال أن ينزعوا من نفوسهم كل آثار الاستغلال والجشع، وأن تبنى شخصياتهم بناء يمكنهم من العمل المبدع الخلاق.

- يزيد في إرهاف الحس الجمالي لدى الأطفال وتشويقهم إلى الروائع الفنية وتمكينهم من تقييم الجمال.
- من خلال إعداد أدب خاص للأطفال يحس الأطفال بالاستقرار والأمن لأن هذا الإحساس هو الأساس في بناء صرح الحياة النفسية للطفولة.
- يكسب الأطفال المهارات المختلفة التي تساعدهم على الإنتاج أولاً وعلى كسب الثقة بالنفس ثانياً، كما يزدهر بقدراتهم ومواهبهم.
- يربي على الشجاعة والجرأة لأن الشجاعة غذاء النفس ومورد للعقل وموئل للشخصية السوية.

- ينمي لديهم التعبير الخلاق بحيث يصبح الطفل قادراً على الكتابة والتعبير عن مشاعره الخاصة.
- يتأسس لدى الطفل النمو الاجتماعي بحيث يتعلم القيم الاجتماعية وأن يميز بين القيم الاجتماعية المستحبة وغيرها.
- يساعد أدب الأطفال في إشباع فضول الطفل وحبه للمعرفة ، فهو يقظ شغوف بالتعرف على جميع أنواع المخلوقات وخاصة الحيوانات منها ويلذ له أن يقرأ عن جوانب مختلفة من طبيعة بلاده وفي بلدان أخرى من العالم.

- يستطيع الطفل أن يتعرف إلى الشخصيات التاريخية والأدبية والعلمية المختلفة، كما يسهم أدب الأطفال في غرس حب الوطن لدى الأطفال من خلال قصص البطولات وأخبار المشاهير ورجال التاريخ.
- إن أدب الأطفال بما يتهيأ له من اختيار الموضوع وتكوين الشخصيات واستخدام الأسلوب والتراكيب والألفاظ المناسبة للأطفال يساعد في توفير أسباب النوم السليم المتكامل للأطفال، وإعدادهم لتحمل مسؤولية الغد بعزيمة ووعي وكفاية وإخلاص.
 
قديم 2014- 11- 12   #20
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 415
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: مجلس استذكار مقررات المستوى الخامس

المحاضرة الثانية
أوجه التشابه والاختلاف بين أدب الأطفال وأدب الكبار

تمهيد
يتضمن الأدب بمعناه العام أدب الكبار وأدب الصغار على حد سواء، لكن هناك أوجه يتشابه فيها أدب الكبار مع أدب الصغار، ومع ذلك لا يعد أدب الصغار تصغيراً لأدب الراشدين ؛لأن لأدب الأطفال خصائص تفرضها طبيعة الأطفال أنفسهم، فالطفل ليس مجرد رجل صغير كما كان يشاع من قبل, إذ إن للأطفال حاجاتهم وقدراتهم وخصائصهم، أي أن هناك صفات معينة تختص بها الطفولة وحدها.

أوجه الشبه
يتفق أدب الأطفال وأدب الكبار في معايير الجودة في الكتابة الأدبية، إذ يجب أن يخضع الأدبان إلى معايير الجودة نفسها في الكتابة الأدبية من دقة في التعبير، وحسن في العرض، ومنطقية في البناء، وتكامل بين أجزاء العمل الأدبي، وجمال الصياغة إلى غير ذلك من المعايير التي تقيم على أساسها الأعمال الأدبية.

أوجه الاختلاف
هناك العدييد من نقاط الاختلاف بين أدب الكبار وأدب اللأطفال يمكن إجمالها في الآتي:
- الشكل الذي تخرج به كتب الأطفال ينبغي أن يختلف عن ذلك الذي يخرج للكبار من حيث الصور والرسوم ومن حيث نمط الكتابة أوغير ذلك من مقومات الإخراج الفني المتعددة.
- لأدب الأطفال طريقة خاصة تُعرض بها الأحداث، ومنطق خاص يكمن ورائها، والعلاقات التي تحكمها ذات ميزة خاصة.

- مضمون كتب الأطفال وقصصهم يختلف عن مضمون كتب الكبار ومؤلفاتهم، سواء من حيث الأفكار أو الشخصيات أو الأماكن أو الأحداث أو غيرها من مقومات العمل الأدبي.
- اللغة التي يكتب بها للأطفال ينبغي أن تتميز عن تلك التي يُكتب بها للكبار.

- تختلف عملية النقد والتحليل والتوجيه الأدبي حيث القيم النقدية والجمالية والنظرية الأدبية لكل من الأدبين لا تلتقي، ويترتب على هذا أن المعايير التي على أساسها ننقد ونحكم على أدب الكبار تختلف عنها بالنسبة لأدب الأطفال، حيث يخضع أدب الكبار إلى النظريات والمدارس الفنية والنقدية من كلاسيكية وواقعية ومنهج تاريخي وتفكيكي، في حين أن أدب الأطفال يخضع لأسس تتصل بعالم الطفولة، بما يفرضه من أسس نفسية واجتماعية ولغوية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمراحل العمرية للطفل التي جميعها تسعى لتهيئة الطفل لمرحلة النضج وتحمل المسؤولية

- أدب الكبار في معظمه أدب على الورق يُقرأ كثيراً ويُسمع كثيراً ويُشاهد أحياناً، أما أدب الأطفال فليس أدب ورق، بل مشاهدة بصرية قراءةً أو فُرجةً وتتلقاه الأذن كثيراً، وهو في كل الأحوال مرتبط بالمرحلة الزمنية للطفل، فالمرحلة الأولى تكون المشافهة والاستماع أكثر قبولاً وتأثيراً، وفي المرحلة المتوسطة ما بين طفولة المهد وطفولة الشباب تكون القراءة ممزوجة بالرؤية والمشاهدة من أفضل وسائل نقل أدب الطفل. أما في مراحل ما بعد سن التاسعة فإن القراءة ثم المشاهدة من أقوى قنوات التأثير بأدب الطفل

 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ أخبار ] : أخبار الزعيم الملكي ليوم الجمعة 7 / 1 / 1435 هـ من الصُحف Dr ʀeнαв ملتقى الرياضة 11 2014- 11- 2 11:01 AM
[ النظام الأفتراضي ] : مقررات وساعات المستوى الخامس - إدارة أعمال إحسـاس المستوى الخامس - إدارة اعمال 36 2014- 9- 15 12:07 PM
جدول يخص المستوى الخامس ,, المستوى القادم الجــــ@ـارح ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل 241 2014- 8- 22 08:20 AM
[ أخبار ] : أخبار الزعيم الملكي ليوم الأربعاء 18 / 9 / 1435 هـ من الصُحف Dr ʀeнαв ملتقى الرياضة 3 2014- 7- 17 06:04 AM
[ استفسار ] جدول يخص المستوى الخامس ,, المستوى القادم الجــــ@ـارح اجتماع 4 151 2014- 5- 21 11:35 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 05:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه