الدعوه العلنيه في مكة:
اولا : الجهر بالدعوه من جبل الصفا..
. لما نزلت هـذه الآية :(و أنذر عشيرتك الأقربين)
صعد رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم ) ذات يـوم الـصـفـا فـقـال :يا صباحاه اخبرتكم ان العدو مصبحكم او ممسيكم اما كنتم تصدقوني ؟ قالوا بلى فقال: فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
فقال ابو لهب :تبا لك الهذا دعوتنا جميعا ؟
فانزل اللّه تعالى : ( تبت يدا ابي لهب وتب ) الى آخر السورة على ابو لهب
روي ا نه لما نزل قوله ( وانـذر عشيرتك الاقربين ) (أي بعد هذه المرحلة ) صعد رسول اللّه ـ ذات يوم ـ الصفا , فقال : يا صـبـاحـاه ممسيكم ما كنتم تصدقونني ؟ قالوا : بلى , قال : فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. ثم انه خطب فقال : أيها الناس , ان الرائد لا يكذب أهله ,ولو كنت كاذبا لما كذبتكم , واللّه الـذي لا الـه إلا هـو , أنى رسول اللّه إليكم حقا خاصة والى الناس عامة , واللّه لتموتون كما تـنـامـون ,ولـتـبـعـثـون كما تستيقظون , ولتحاسبون كما تعملون , ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسؤ سؤا, وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا وإنكم أول من أنذرتم .
فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ) اي اظهر واعلن خطب النبي (ص ) للدعوة العلنية :. (يـا مـعـشـر قريش , يا معشر العرب , ادعوكم إلى شهادة ان لا اله إلا اللّه و ا ني رسول اللّه , وآمركم بخلع الانداد والاصنام , فأجيبوني تملكوا بهاالعرب وتدين لكم العجم , وتكونوا ملوكا في الجنة )).(أني رسول اللّه , ادعوكم إلى عبادة اللّه وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر , ولا تخلق ولا ترزق , ولا تحيي ولا تميت )) فاستهزأت به قريش وآذته
كانت الدعوة تتم على ثلاث اتجاهات:
الأول: بيان معني الشرك بالله .وتجعله من الخاسرين في الدنيا والآخرة.
الثاني: بيان أن هناك يوما أخر يبعث فيه الناس بعد موتهم للجزاء خير أو شر.
الثالث: محاربة السلوكيات الخاطئة وبيان أحكامها.
ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم..
وينقسم الى نوعان:
الاول :: الايذاء النفسي
الثاني:: الايذاء الجسدي
بعض من نماذج ايذاء الرسول (صلى الله عليه وسلم)
نفسيا::
*فقال عمه ابو لهب بعد استمع لقول الرسول(صلى الله عليه وسلم ):تبا لك الهذا دعوتنا جميعا .
*كان المشركين يسبون الـقـرآن و جـعـلـوا عـضين اي جزؤه أجزاء فقالوا : سحر , وقالوا :مفترى , وقالوا : اساطير الاولـيـن .
*ان نفرا من قريش اجتمعوا الى الوليد بن المغيرة ـ وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم ـ فقال لهم : يا معشر قريش هذا الموسم وان وفود العرب ستقدم عليكم فيه , وقد سمعوا بامر صاحبكم هذا , فاجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فقالوا,كاهن, ساحر, مجنون,وايضا يسمونه مذمما.
*ان الوليد ابن المغيرة أتى قريشا فقال : ان الناس يجتمعون غدا بالموسم وقد فشا أمر هذا الرجل في الناس , وهم يسألونكم عنه فما تقولون ؟ فـقـال أبو جهل : أقول انه مجنون , وقال أبو لهب : أقول انه شاعر , وقال عقبة بن أبى معيط : أقول انه كاهن فقال الوليد : بل أقول هو ساحر يفرق بين الرجل والمرأة وبين الرجل وأخيه وأبيه فانزل اللّه تعالى : ( ن والقلم وما يسطرون ) ان أم جميل بنت صخر بن حرب ((أبى سـفيان )) كانت تنم على رسول الله أي تنقل أحاديثه إلي الكفار , ولما اجتمع زوجها أبو لـهـب مع قريش في ((دار الندوة ))وبايعهم على قتل محمد رسول اللّه
نموذج من الإيذاء الجسدي:
*بينما الرسول (صلى الله عليه وسلم )يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب ولوى ثوبه في عنقة.
*بينما الرسول (صلى الله عليه وسلم ) يصلي عند الكعبة فقام أحد منهم الى جزور فيعمد الى فرثها ودمها وسلاها ويضعها على كتفيه الكريم وهو يسجد.
*أن أبو جهل قال لقريش مرة أنه إن رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ساجدا ليطأن رقبته أو ليعفر وجهة بالتراب.
*أن الملأمن قريش اجتمعوا في الحجر فتعاهدوا بقتله.
*وكان المؤذون له جماعة منهم : أبو لهب , والحكم بن أبى العاص , وعقبة بـن آبي معيط , وعدي بن حمرا الثقفي , وعمرو بن الطلاطلة الخزاعي .
وكـان الـمستهزؤون به : العاص بن وائل السهمي والحارث بن قيس بن عدي السهمي , والأسود بن الـمطلب بن أسد , والوليد بن المغيرة المخزومي ,والأسود بن عبد يغوث الزهري وكانوا يوكلون به صبيانهم وعبيدهم فيلقونه بما لا يحب
ايذاء اصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم):
الايذاء الجسدي:
لا يكاد التاريخ يعرف قوما إبتلو بألوان البلاء وفتنوا أشد الفتنة مثل ما عرف ذلك لأصحاب الرسول،فقد عذبوا عذابا تنوء عنه الجبال وآذوا في سبيل عقيدتهم ودينهم اشد الايذاء.
تعرض أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم على مدى الزمن لمختلف أنواع الايذاء من قبل الكفار .
و التي تتمثل في :
* الايذاء الجسدي .
* القتل و التصفية .
* أخذ المال و مصادرته .
* تفريق شمل الأسرة الواحدة .
الايذاء الجسدي:
أصدق مثال على ذلك ما حدث لبلال ( رضي الله عنه) كان اسم امه حمامة،وكان مولاه أمية بن خلف الجمحي قاسي الكبد، غليظ القلب لا ينبض قلبه بقطرة من الرحمة والإنسانية. عندما علم أمية بن خلف باسلامه عذبه و آذاه.
ولم يستسلم بلال( رضي الله عنه) و هانت عليه نفسه في الله ، فكانوا يخرجونه و يطوفون به شعاب مكة على حر الصحراء، و يضعون الصخر على صدره و هو يردد:(أحد أحد أحد). ثم اشتراه أبو بكر (رضي الله عنه) و أعتقه.
زنيرة رضى الله عنها..
*وما حدث لزنيره ( رضي الله عنها ) فقد ذهب بصرها وهي تأبى إلى الإسلام فقال المشركون : ما أصاب بصرها إلا اللات والعزى .
*فقالت : كذا ...........؟ والله ما هو كذلك .
*فرد الله عليها بصرها .
* القتل و التصفية :
و هذا ما حدث للأسرة الياسرية والتي تتكون من ياسر و سميه بنت خباط و ابنهما عمار، حيث كان ياسر حليفاً لأبي حذيفة بن المغيرة فتزوج سميه وولدت له عماراً فأعتقه.
و كان عذاب هذه الأسرة متمثل بأن كان بنو مخزوم يخرجون بهم إذا حمية الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة و يلبسونهم دروع من الحديد المحماة بالنار , و رغم ذلك لم يستسلموا و لم يضعفوا أمام هذا النوع من العذاب.
و لما اشتكى عمار للرسول (صلى الله عليه و سلم ) قائلاً: ( يا رسول الله باغ منا العذاب كل مبلغ ), فقال له : (اصبر أبا اليقظان ،اللهم لا تعذب من آل ياسر أحداً بالنار).
أما أبو جهل فقد قام بطعنها بحربة في ملمس العفة منها و ماتت فكانت أول شهيدة في الإسلام , ثم ما لبث أن مات أبوه من شدة العذاب.
و لكن أما هذا العذاب الشديد يضعف عمار حتى كان لا يدري ما يقول ,فينطق بكلمة الكفر على لسانه
و قلبه مطمئن بالإيمان ,و في يوم قدم عمار إلى النبي (صلى الله عليه و سلم ) و هو يبكي فقال له رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) : (ما وراءك؟) فيقول : (شراً يا رسول الله نلت منك و ذكرت آلهتهم بخير فقال له رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) و كيف و جدت قلبك ؟) , فقال : ( مطمئناً بالإيمان ) , فقام النبي (صلى الله عليه و سلم ) و مسح عينيه بيده و ( هو يقول : (إن عادوا لك فعد لهم بما قلت)
ما فعله عمار قد أغضب الناس و قالوا : (بأن عمار قد كفر) , فرد عليهم رسول الله(صلى الله عليه و سلم ) قائلاً : ( كلا إن عماراً ملىء إيماناً من مفرق رأسه إلى أخمص قدمه، و اختلط الإيمان بلحمه و دمه).
ثم أنزل الله تعالى آيه يثبت فيها صدق إيمان عمار :
قال تعالى :
(( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم )) .
النحل آية 106
و كانت هذه الآية إعتذارلهؤلاء المعذبين في الله بان لا حرج عليهم إن جاروا الكفار بطرف اللسان ما دام القلب عامراً بالإيمان ، و وسيلة يلجأ إليها من خاف على نفسه العذاب الشديد .
عامر بن فهيرة ، أحد الأسماء التي عذبة في سبيل الله , أسلم قديماً و كان دليل النبي (صلى الله عليه و سلم ) و صديقه أبو بكر في الهجرة يخدمهما , و شهد بدر و أحد و قتل يوم بئر معونة و سقط شهيداً.
أخذ المال و مصادرته :
وهذا ما حدث لصهيب وخباب (رضى الله عنهما) ,فعندما اراد صهيب ان يهاجر قال له كفار قريش :( اتيتنا صعلوك حقيرا فكثر مالك,وبلغت الذى بلغت ثم تريد أن تخرج بمالك و نفسك , و الله لا يكون ذلك ), فقال : ( أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي ؟ ) , قالوا : ( نعم ) , قال : ( إني جعلت لكم مالي ) , فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) فقال : ( ربح صهيب , ربح
صهيب ).
و في رواية أخرى قيل أن صهيب قال : ( خرج رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) و خرج معه صديقه الصديق أبو بكر (رضي الله عنه) , و كنت قد تأهبت للرحيل ,فتصد لي مجموعه من كفار قريش , فقالوا : (قد شغله الله عنكم ببطنه و لم أكن شاكياً ), فناموا فخرجت منهم ( يعني متسللاً) فتبعني مجموعه من الناس يريدون أن يمنعوني من الهجرة فقلت لهم : ( إن أعطيتكم أواقي من الذهب أتخلون سبيلي و توفون لي ؟)
ففعلوا , فتبعتهم إلى مكة فقلت : ( احفروا تحت أسكفة الباب فإن بها أواقي , و اذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين , فخرجت حتى قدمت على رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بقباء فبل أن يتحول عنها فلما رآني قال : ( يا أبي يحى ربح البيع ), فقلت : ( يا رسول الله ما سبقني إليك أحد, و ما أخبرك إلا جبريل (عليه السلام).
أما خباب فقد كان يعمل حداداً فصنع للعاص بن وائل سيفاً , فاجتمع له عنده مال ,فذهب يتقاضاه .
فقال العاص : ( لا أقضيك حتى تكفر بمحمد )
فقلت : ( حتى تموت يوم تبعث )
فقال العاص ساخراً : ( بأنه سوف يقضيه يوم القيامة من ماله )
فأنزل الله تعالى الآية القرآنية :
( أفرأيت الذى كفر بآياتنا و قال لأوتين مالاً و ولداً).
مريم آية ( 77 )
تفريق شمل الأسرة الواحدة :
و هذا بالفعل ما حدث لعائلة أبو سلمة (رضي الله عنهم)
قالت أم سلمه (رضي الله عنها ) : ( لما أراد أبو سلمة الخروج إلى المدينة أتى بالبعير ثم حملني أنا و ابني سلمة بن أبي سلمة و كان في حجري , ثم خرج بي يقود البعير , فلما رآنا رجال بنو المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن المخزوم أتوا إليه فقالوا : ( هذه نفسك غلبتنا عليها , أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد ؟)
قالت : ( فنزعوا خطام البعير من يده و أخذوني منه)
قالت : ( و غضب ذلك بنو عبد أسد رهط أبي سلمة ,فقالوا : ( لا و الله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبها )
قالت : ( فتجاذبوا ابنى سلمة بينهم حتى خلعوا يده )
و انطلق به بنو عبد الأسد و حبسني بنو المغيرة عندهم و انطلق زوجي إلى المدينة .
قالت : ( ففرق بين زوجي و بين ابني )
قالت : ( فكنت كل غداة فأجلس بالأبطح , فأظل أبكي حتى أمسى سنة حتى رآني رجل من بني عمي (أحد بني المغيرة) فرحمني .
فقال لبني المغيرة : ( ألا تخرجون هذه المسكينة فرقتم بينها و بين زوجها و بين ابنها ؟)
قالت : فقالوا : ( الحقى بزوجك إن أرت )
قالت : (ورد بنو عبد الأسد إلى عند ذلك ابني )
قالت : ( فارتحت بعيري , ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ثم خرجت إلى المدينة )
الدروس والعبر:
يدرك المؤمن أن الاسلام هو دين الوحدانية في كل شي .
يمارس المسلم تعرية الباطل والكفر بفضح أفكاره وبيان فساد معتقداته .
يربي المؤمن الداعية على استجابته لدعوة الايمان وحب الله ورسوله والتضحية في سبيل الله
يعلم المؤمن أن طبيعة الحياة هو الصراع بين الحق والباطل .
يظهر من ثبات المؤمنين على عقيدتهم ودينهم وقد نزل الاذى بهم أنهم صادقون .
الابعاد عن مكان الصراع:
ضاقت مكة على من
فيها من المؤمنين فكان لا بد من بحث عن مكان يأوي إليه
المؤمنون و يبتعدون
عن ميدان الصراع
بعد أن نزل بهم
ما نزل من الاذى
فكان اختيار النبي صلى
الله عليه وسلم الحبشة
مكانا لهجرتهم
(نسختة من الأخت كريمة الشمري الله يجزآهآ خير)