ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > تربية خاصة > ارشيف التربية الخاصة
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

ارشيف التربية الخاصة ارشيف الفصول الجامعية الماضية لتخصص تربية خاصة التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل

 
 
أدوات الموضوع
قديم 2010- 4- 30   #21
my-lover
أكـاديـمـي ذهـبـي
 
الصورة الرمزية my-lover
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 38322
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2009
المشاركات: 911
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 131
مؤشر المستوى: 70
my-lover will become famous soon enoughmy-lover will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية التربية
الدراسة: انتساب
التخصص: اعاقة عقلية
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
my-lover غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

ابدعتي اختي الجوري
اكملي مسيرتك والى الامام
 
قديم 2010- 4- 30   #22
قمة الوضوح
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
 
الصورة الرمزية قمة الوضوح
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 40379
تاريخ التسجيل: Fri Nov 2009
المشاركات: 1,202
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 214
مؤشر المستوى: 73
قمة الوضوح has a spectacular aura aboutقمة الوضوح has a spectacular aura aboutقمة الوضوح has a spectacular aura about
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: تربية خاصه
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
قمة الوضوح غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

يسلمو ويطيك العافيه
وبالتوفيق يارب
 
قديم 2010- 5- 1   #23
زهوور
أكـاديـمـي ذهـبـي
 
الصورة الرمزية زهوور
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 8548
تاريخ التسجيل: Mon Jul 2008
المشاركات: 658
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 367
مؤشر المستوى: 72
زهوور has a spectacular aura aboutزهوور has a spectacular aura aboutزهوور has a spectacular aura aboutزهوور has a spectacular aura about
بيانات الطالب:
الكلية: كلية اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: english
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
زهوور غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

أفااا جوجوو سويتي مذآكره وماقلتيلي

باإذن بكون معآآتس بس انتي عارفه وضعي ابخلص وابشرري ابلعب معاتس :150:

شووكرآن لتس

ووفقنا ربتس :s12:
 
قديم 2010- 5- 1   #24
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 132
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

اهليييين اخواني واخواتي شكرا للتشجيع

زهوووور فدييييييتك وحشتينييي انا بدئت معاك غلاي بس انا انقطعت عن المذاكرة لكثرة انشغالي واليوم بدئت من جديد

انا ذاكرت اليوم 5 المحاضرات الاولية للتذوق الادبي والحين بنزلها ان شاء الله

وشكرا يامشرفتنا الغاليه على التثبيت ^_^
 
قديم 2010- 5- 1   #25
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 132
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

المحاضرة الأولى
النص القرآني :لقمان يعظ أبنه
قال تعالى : يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (١٦) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٧) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)

س\ مامعنى كل من :
مثقال:واحد (مثاقيل)الذهب ومثقال الشيء :ميزانه من مثله
خردل:الخردل الحبة معروفه الواحدة منه :خردله
عزم الأمور:عزم على كذا أراد فعلة وعزم الأمور : صريمة الأمور .
تصعر:الصغر.الميل في الخد .وقد صعر خده .تصعيره
صاعرة:أي أماله من الكبر.
الخد:الشق الأيمن أو الأيسر من الوجه وتسمى المخدة :بهذاالاسم.لأنها توضع أسفل الخد
مختال :منتش متبختر
اقصد:القصد إتيان الشيء والمراد به هنا :اعتدل
اغضض(غض)طرفة خفضه
وكذلك :غض من صوته :أي أخفضه .

س\2 المضمون العام يعتمد على الوعظ والإرشاد
لكن المضمون العام ينطوي ويستشرف جملة من المضمونات الجزئية ماهي المضامين الجزئية ؟
جاء المضمون الجزئية موزعة على النحو التالي :

1-قدرة الله سبحانه وتعالى على إحصاء واستقصاء كل شي .كبر أو صغر (في صخرةصماء في السموات والأرض)
2-لطف الله بعبادة وعلمه بأحوالهم .
3-إقامة الصلاة والحث على المعروف وتجنب المنكر والصبر عن المصيبة .
4-الابتعاد عن تصعير الخد والمشي المتبختر المرح .
5-يغض الخالق سبحان وتعالى للمختالين الفخورين وحبة للمتواضعين الطائعين
6-القصد في المشي وغض الصوت
7-تجنب الصوت الصاخبالفاحش .

س\3 ماهي اهداف النص ؟
1-لفت الانتباه إلى قدرة الله وعظمته وقوته .فضلاعن لطفه وسماحته .

2-التنبيه على إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكركروافد دينية في مسيرة الإنسان .
3-الإلحاح على تحمل المصائب والاصطبار عليها .
4-دربة النفس على الاعتزاز والثقة دون الاغترار أو المذلة
5-التزام السلوك الإنساني المعتدل من خلال معاملة الإنسان وتعامله أو بالأحرى مشية وصوته
س\3 ماهي المعطيات اللغوية والجمالية في النص؟
القرآن معجز بلفظة ومعناه (وجاء بلسان عربي مبين )ولو قال بلسان عربي لاستعجم على الناس لان القبائل العربية لأنها كانت موزعة اللهجات لذلك أتى بالإبانة لان دين الإسلامي دين عالمي ومن ثم العربية والإبانة تعني الأمة العربية والأمةالإسلامية أي الأمة جمعاء
إنما لغة القرآن عربية ميسرة

1-اللفظة القرآنية (بين الأفراد والتركيب):
أولا:من ناحيةالأفراد :

تبدو كل لفظة من جمله الألفاظ الواردة أنها تحمل موقفا لغويا بمعنى أنانتقائها -من جهة الأفراد-جاء مرتبطا بدلالة بعينها تنهض هذه الدلالة بتكملة جانب معنوي مراد ,
ثانياً:من جانب التركيب :
أما من جهة التركيب في ميل هذا النص القرآني في مجملة إلى الإنشاء حيث نلحظ ذلك المعطي الإنشائي ممتدا من بدء النص إلى منهاه نلمسه في النداء والشرط والأمر والنهي فضلاَ عن التأكدي والنفي المغرضين
مثال:رجل من الأعلى أي لقمان لابنه ..
نلحظ كما سبق أن اشرنا أربع جمل اسميةخبرية مسبوقة بمؤكد ناصب وقد التزمت هذه المؤكدات الأربعة الآيات الأربع مما يعكس قدرة الإعجاز القرآني التي تعادل بين الآيات بمؤكدات متوازية دلالة ولغة وخبر او انشآء
2-الأسلوب :
يبدو الأسلوب في الآيات الأربع السابقة فصيحا ميسرا يتناسب مع جموع البشر من جهة وتفاوت الأزمنة من جهة ثانية وتباعد الأمكنة من جهة ثالثة وقد جاء هذا الأسلوب غير المؤكدات الأربعة وكل مؤكد من منها يختتم آيته ويأخذ بتلابيب الفاصلة القرآنية وينتهي بها صوتا موسيقيا ودلاله بما يعني أن كل مؤكد من هذه المؤكدات الأربعة يستوعب بعدا دلاليا لتأكيد قدرة الله ومعجزاته في كونه وعبادة
والمؤكدات الأربعة على الترتيب هي :
1-إن الله لطيف خبير :مؤكد لقدرة الله وعلمه ولطفه
2-إن ذلك من عزم الأمور :مؤكد لمقومات الإنسان المتدين
3-إن الله لايحب كل مختال فخور :مؤكد لحب الله لعبادة المتواضعين
4-إن أنكر الأصوات لصوت الحمير:مؤكد لإنكار الأصوات الصاخبة الفاحشة

3-التأكيد
يجئ التأكيد في هذاالنص على نمطين

النمط الأول :ورود أداة التأكيد بصيغتها إن وبشكل مكرور :
-إنها إن تك مثقال حبه من خردل .
-إن الله لطيف خبير
-إن ذلك من عزم الأمور .
-إن الله لايحب كل مختال فخور
-إن أنكر الأصوات لصوت الحمير .
تعليق :
يبدو من تكرار حرف التأكيد إن خمس مرات أن الله عز وجل يؤكد من جهة لوازم قدرته ولطفه وعلمه ومن جهة أخرى يثبت بهذاالتأكيد بل يؤكد رضاه للطائعين
المتواضعين وبغضة المختالين الفخورين الصاخبين بأصواتهم
-النمط الثاني :التأكيد بلفظ الجلالة الله وصفاته :
يبرز لفظ أجلالة الله أكثر من 3 مرات ثم جاءت لوازم هذا اللفظ الجليل ممثلة في لطيف خبير مرتين بمعنى أن هذا اللفظ الكريم بملازميه يؤكد طلاقة رب العالمين في القدرة والقوة والاحتواء مع لطفه وحلمة
4-النداء:
جاء النداء هنا عبر صيغتين منسوختين وموجهتين توجيها خاصا إلى اقرب الناس إلى لقمان نفسه يا بني :
-لقد أبرز النداء الأول -الذي جاء على لسان لقمان تنبيها بل تأكيدا على قدرة الله سبحانه وتعالى على كل شئ وطلاقته في الكون (بأرضه وسمائه إنسانة وحيوانه )ولو كان الأمر مثقال ذرة وهذا يشير إلى وحدانية الله جل وعلا ومن ثم توحيده أو بالأحرى يبرز علاقة العبد بربة الخالق .
النداء الآخر :جاء ذلك النداء على لسان سيدنا لقمان أيضا ولكنه وجه هذه المرة إلى ابنة في سياق لوازم تلك العبادة المطلوبة الموحدة :من إقامةالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على المصيبة والبعد عن تصعير الخد وتجنب المشي في تبختر وخيلاء ثم القصد في المشي وكذلك الأمر بغض الصوت .
وهذا كله يشير في جانب خفي إلى مقومات العبادة لذلك الابن المنصوح بل المأمور وهي بالطبع مرهونة بالأمر مرة وبالنهي مرة أخرى
5- الأمر
جاءالأمر في الآيات الأربع الكريمات 6 مرات وعبر توجيهين :
التوجه الأول منوط ببعض العادات الإسلامية وما يتبعها
مثال:
1-أقم الصلاة _(لإقامة الصلاة)
2-وأمر بالمعروف (للأمربالمعروف )
3-وانه عن المنكر (للنهي عن المنكر)
4-واصبر على ماأصابك (للصبرعلى المصائب)
التعليق على التوجه الأول :
إن التوجهات الثلاثة الأمر الأولى منوطة بعبادات مادية ملموسة إما التوجه الرابع والأخير فيغدو حاله من العبادة المعنوية لان أمرها جاء عبر رافد معنوي إلا وهو الصبر وبوجه خاص الصبر على المصائب والنوائب

التَّوجُّهُ الآخرُ :
- هذا التَّوجُّهُ منوطٌ بالسُّلوكِ الإنسانيِّ المعتدلِ :
- جاء منه على سبيلِ المثالِ :
- ” وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ 000 ” 0
- ” وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ 000 ” 0
تَعليقٌ : الأمرُ الأوَّلُ هُنَا مرتبطٌ بالتَّواضعِ والاعتدالِ في المَشْيِ 0
الأمرُ الآخرُ : منوطٌ بالحياءِ أوِ الاستحياءِ في خفضِ الصَّوتِ 0
الخلاصة في الأمر :

إن التوجهين الأمرين معا يكملان مسيرة الإنسان في حياته بأدائه للعبادات المفروضة والتزامه السلوك المستقيم من خلال الأوامر المفروضة عليه من قبل أبيه والتي سطرتها الآيات الأربع الكريمات بتوجيه رباني خالص وهادف
6-النهي

جاء النهي هنا في سياق السلوك الإنساني العام منه:
1-لا تصعر خدك للناس ..
2-ولا تمش في الأرض مرحا ..

تعليق :

جاء النهي الأول لازما لفعل مضعف العين تصعر وموجها للناس جميعا وذلك التضعيف ثم عموم الناس يمثل زيادة في المبني وكما قال الصرفيون :زيادة المبنى زيادة في المعنى .

النهي الثاني :يلزم هذا النهي الفعلالمضارع المجزوم المعتل يمش وهذا الاعتلال يشير في جانب خفي إلى التبختر والمرح والاختيال الذي يلازم ذلك المعتل في سلوكه وتصرفاته يعضد تلك الرؤية السابقة مجئ مختتم الآية على صيغة مبالغة فخور مما يعمق الإحساس بلزوم النهي و وجوبه إزاء ذلك السلوك الإنساني المشين
فخور =فعول >>بمعنى مبالغة ..لأنها على صيغة فعول ..
7- الصورة القرآنية
تغدو صورة بل صورة هذاالنص القرآني لغوية اقرب إلى الواقع منها إلى الخيال .بمعنى أنها صورة واقعية وليست خيالية بيانية .
لذا ينطبق عليها مصطلح الصورة المقترحة لأنها لم تشكل بعد وإن تشككت فتشكلها لايزال في حينه لان صيغ تلك الصورة بل تلك الصور جاءت مستشرقة بفعل الأمر على النحو الآتي
-الصورة الأولى :أقم الصلاة ..
الصورة الثانية ..وأمربالمعروف ..
الثالثة :وانه عن المنكر
الرابعة :واصبر على مَا أَصَابَكَ
الخامسة :ولا تصعر خدك للناس .
السادسة :ولا تمش في الأرض مرحا
السابعة :واقصد في مشيك
الثامنة :واغضض من صوتك .
التعليق :
إن هذه الصور القرآنية الثماني في جملتها لم تحقق بعد فهي صور لغوية واقعية مقترحة في سبيلها إلى التحقق لأنها جميعا مسبوقة بفعل الأمر المكرور من جهة المتنوع من جهة أخرى وفعل الأمر كما نعرفه في أثره وتأثيره هو قريب من الفعل المضارع تمام إذايقع جزء منه في الحال ويمتد بقيته أو الجزء الأكبر إلى الاستقبال وذلك يبين سر الإعجاز القرآني في تشكيل صورة الإنسان المثالية والفاعلية
 
قديم 2010- 5- 1   #26
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 132
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

المحاضرة الثانيه
النص النبوي
خطبة النبي الواعظة .

*من بلاغة النبي في وعظ الناس .
يقول النبي الكريم(أيها الناس :إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم فإن العبد بين مخافتين :أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به واجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الممات فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار .)


*معاني الكلمات :

معالم :مفردها معلم وهوالأثر يستدل به على الطريق
المخافتان :المخافة أو الخيفة من الخوف والفزع .
الشبيبة:يعني بها حداثة الشباب وهو خلاف الشيب.
الكبر:تقدم العمر .
مستغتب استعتب واعتب بمعنى واحد وهو سره بعدما ساءه.
ويقال أيضا:استعتب :بمعنى طلب أن يعتب .
*مضمون النص :

جعل هذاالنص النبوي مضمونا إنسانيا عاما يتوزع على جمله من المضامين الجزئية الخاصة يمثلهذا المضمون العام في توجيه الناس وإرشادهم ودفعهم إلى الخير والتحفيز به ولهوتحذيرهم وترهيبهم من الشر وإبعادهم عنه ومن هذه المضامين الجزئية الفرعية ما يأتي :
التذكير بالآخرة والعمل لها ومن اجلها .
مخافتا الإنسان بين الماضي والمستقبل أو بالأحرى بين المعلوم والغيبي
اتعاظ الإنسان بنفسه ودنياه وشبيبته وحياته
الدنيا عمل بلا حساب والآخرة حساب بلا عمل .
أهداف النص:
-السعي إلى إثبات الخير وإدراجه والتحفيز له ومنأجله .وفي المقابل التنفير من الشر بكل أبعادة جملة وتفصيلا.
-أضاء الحياة منقبل النبي للناس جميعا والحث على تخير الطريق المثلي للخير .
-الدفع بالناسجميعا إلى النجاة من ظلمات الدنيا وظلامها .
-الحث على طلب الآخرة والترغيب فيجنانها ونعيمها.
-الإعلام بعمل الدنيا دون حساب والتقرير بحساب الآخرة دونالعمل .
*المعطيات اللغوية والجمالية في النص النبوي

أولا:النداء
يستهل النبي صلى الله علية وسلم خطبته تلك بنداء عام ومفصل خصه بل خاطب به الناس جميعا وهذا بالطبع يتوافق والرسالة النبوية التي تستشرف مناط العالمية دون المحلية أو القبلية والحق أن هذا النداءالمتصدر يحمل إلى جوانب عمومة موفقا دلاليا فاعلا يتمثل في لفظ (إي)الذي يبدو مناديامبنيا على الضم في محل نصب ثم يمتد التمثيل بـ(هاء) كأداة أو حرف تنبيه وينتهي التمثيل الندائي بلفظة (الناس)كبدل مرفوع إن هذا الموقف يشير دلاليا إلى قرب الناس جميعا من النبي الكريم واليه كذلك أو بالأحرى أن هذا النداء في عمومة وتفصيلة فضلاعن تنبيهه وتوجيهه يتناسب تماما وتوجه رسالة الإسلام إلى الناس كافة والبشرية جمعاء .

ثانيا القسم :
ورد القسم في النص النبوي الشريف مرة واحدة وعبر صيغة بعينها هي (فوالذي نفس محمد بيده)وما يمكن أن نشير إليه هنا هوطبيعة هذا القسم أو بالأحرى نوعه حيث ورد كما هو واضح مرة واحدة .ولكن هذه المرة لمتأت عبر لفظة واحدة كلفظ الجلالة (الله)مثلا وإنما جاءت عبر صيغة ممتدة استئنافيه معجلة وتمر بصلة الموصول التي تبدأ بالفاء (فوالذي)ثم يختتم ذلك القسم بمالك ذلك المصير ورافده(بيده)ولله المثل الأعلى (سبحانه وتعالى)

إن هذا القسم المركب -حتى وإن جاء مرة واحدة-يحمل دلالة قويةمعادلة لجملة السوابق واللواحق من تأكيدات وعظية وتقريرات إرشادية كما يبدو في الوقت نفسه مناسبا للسياق المنوط به والذي جاء حاملا لوازم الترهيب من مصيرالإنسان اللاهي العاصي .إذا جاء متخير الدنيا بشهواتها وإثرها على الآخرة بنعيمها وجنانها .
ثالثا:الأمر

ورد الأمر عبر هذا النصالنبوي (الشريف)ثلاث مرات لما عن المرة الأولى والثانية فقد جاءنا بصيغة واحدة مكرورة (فانتهوا)=(من الفاء وفعل الأمر الملحق بواو الجماعة )بدا ذلك الفعل فيالمرة الأولى منوطا بالآثار (المعالم)وغدا في المرة الثانية مرتبطا بالنهاية (الآخرة )فتكرار فعل الأمر مع توحد لفظة يتناسب تناسبا كليا مع الوعظ والإرشاد خاصة إذا جاء على لسان سيدنا محمد عليه السلام وفي سباق التذكير بالأولى والآخرة
أما مجئ الأمر في المرة الثالثة فقد تفارق في صيغته اللفظية ونوعه (فليأخذ)إذ انطوى على لام الأمر (الساكنة )وفعل المضارعة (يأخذ)والفعل هذا مع لام الأمر يتناسبان في ورودهما على هذا النحو مع سياق الإرشاد لأنه منوط بحال ذلك المرشد الذي يتلقى الأوامر أو بالأحرى يستشرف الترهيب والترغيب في آن واحد
رابعا:المحسن البديعي .
أ-الطباق:
ورد الطباق قرابة أربع مرات على النحو الأتي (دنياه ..آخرته..الشبيبة ..الكبر ..الحياة ..الممات..الجنة ..النار..
إن هذه الطبقات الأربعة جاءت في سياق التخيير عبر خطاب النبي للعبد المسلم وإن استهلت هذه الطبقات بجملة الأمر فليأخذ العبد من نفسه لنفسه .أي انه بدأ من النفس إلى النفس ثم من الشبيبة إلى الكبر ومن الحياة إلى الموت أو الممات
وأخيرا من الممات إلى الجنة أو النار أي انه النبي منطق هذا التخيير وجعله متناميا يمر بجملة من المراحل المتنامية من البدء إلى المنتهى أو من الأولى إلى الآخرة .

ب-المقابلة :
جاءت المقابلة مرة واحدة عبر هذا النص النبوي وبصيغة مألوفة .هي (أجل قد مضى ..وأجل قد بقى )إن هذه المقابلة تقتسم عمر الإنسان بين الماضي من جهة والحاضر بل والمستقبل من جهة أخرى .ومن هنا تكررت لفظة (أجل )لكنها أخذت درجة التقابل مع تكرارها لأنها في سياق المضمون المراد أخذت توجهين :أحدهما إلى الماضي والأخر إلى المستقبل .وهذان التوجهان يعنيان المفارقة بلوالتقابل في تصرفات ذلك العبد الملتقى(المنصوح)وفقا لحياته الإنسانية المتطورة المتقلبة من البدء حتى المنتهى .

ج-التكرار:
بدأ التكرار في ثنايا ذلك النص (النبوي)الشريف حاملا التنوع والامتداد نلحظه على النحو الأتي (معالم -معالمكم)و(نهاية ..نهايتكم)و(أجل ..أجل )و(يدري ...يدري)و(نفسه ..لنفسه)و(الممات ..الموت)يبدو من صيغ هذا التكرار أنة جاء هنا بنمطية /اللفظي والمعنوي .وهذا التكرار المجمل المتنوع يعكس بالضرورة النغمات الصوتية للدوال أو الكلمات المكرورة .والتي بدروها تعيد أسلوب الوعظ وطرائقه .وتكرر وسائل النصح ودوافعه بمعنى أن التكرار بلفظة المكرور ونغماته المتراتبة المتماثلة يغدو إلحاحا شديدا على المعنى المراد من هذا (التوجه المرشد) للإنسان في عمومة والإنسان المسلم بوجه خاص .
د-النفي:
جاء النفي عبر هذا النص (النبوي )الشريف أربع مرات مرتين :في سياق النصح بتقدير الأجل (اجل ..لا يدري ما الله صانع به (و)أجل ..لا يدريما الله قاض فيه .كما جاء في المرتين الأخريين في سياق عمر الإنسان و تم اوجه بين الدنيا والآخرة(وما بعد الموت من مستعتب)و(لا بعد الدنيا من دار إلاالجنة أو النار)
إن النفي هنآ نفي إيجابي وفاعل هادف .لأنه في البدء يدعو إلىالترغيب لهذا العبد (المسلم)والترهيب له من جهة أخرى .
أما في المنتهى فهو يعلي من هذا الترغيب .وينفر من هذا الترهيب وذلك حينما نراه يعقب بجملة من المظاهرالمفارقة (الحياة ..الموت)..(الأولى ..والآخرة)..(الجنة..النار)
وإن كانت الأخيرتان التزمتا أسلوب الاستثناء .الحصري ..
الذي جاء ليؤكد دوافع التخيير التي ساقها النبي من قبل تحفيزا لذلك العبد المسلم .
*الخلاصة والاستنتاج:
إن هذا النص يغدو نداء عاما للناس جميعا .يتناسب هذا النداء في عمومة مع عالمية الإسلام المنشودة التي ارتضاها النبي سبيلالحياته .(فبما رحمة من الله لنت لهم)
وقد سطرها هنا بجملة من الوسائل اللغوية المتعددة التي تحمل في طياتها معاني ودلالات ايجابية وفاعلة .تتناسب تماما ومضمون(الوعظ)أو بالأحرى (الترغيب )في الخبر دون الشر ومن ثم الجنة دون النار .تأسيسا علىما جاء به القرآن الكريم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
 
قديم 2010- 5- 1   #27
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 132
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني


التعديل الأخير تم بواسطة جوري الملتقى ; 2010- 5- 1 الساعة 02:32 PM
 
قديم 2010- 5- 1   #28
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 132
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

المحاضرةُ الرَّابعةُ
نَصٌّ شعريٌّ جاهليٌّ
( جَوَادُ اِمْرِئ القَيْسِِ الأُسْطُورِيُّ )
أَوَّلاً : النَّصُّ ” أَربعَةُ أَبياتٍ من معلَّقة : اِمرئِ “القيسِ
- يقولُ اِمرؤُ القيسِ في مقطعٍ من معلَّقتِهِ واصفًا جوادَهُ الأسطوريَّ:
- وَقَدْ أَغْتَدِي والطّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا **بِمُنْجَرِدٍ قَيْــــدِ الأَوَابِــــــــــدِ هَيْكَلِ
- مِكَــــرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا** كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وَسَاقَا نَعَامَةٍ ** وَإِرْخَاءُ سِـــــــــرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُلِ
كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـــادِيَاتِ بِنَحْرِهِ ** عُصَـــــــــارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجَّــــلِ
ثانيًا معاني الكلماتٍ :
- - الوُكُناتُ : جمع وُكنةٍ ، بضمِّ الواوِ ، وهي عشُّ الطَّائرِ 0
- - مُنجردٌ : فرسٌ قصيرُ الشَّعر0
- – الأَوابدُ : جمعُ آبدة ، وهي - الشَّاردةُ 0
- – الهيكلُ : الفرس الطَويلُ 0
- – المِكرُ : الَّذي يسرع في كرِّهِ 0
- – المِفرُّ : بضمِّ الميمِ : السَّريعُ في فرِّهِ 0
- – الجلمُودُ : الحَجَرُ الصُّلبُ 0
- – الأَيطلُ : الخصْرُ 0
- – الإرخاءُ : جريٌ غيرُ شديدٍ 0
- – السِّرحانُ: بكسرِ السِّينِ : الذِّئبُ 0
- – التَّقريبُ : رفع اليدينِ معًا عندَ الجريِ 0
- – التَّتْفُلُ : ولدُ الثَّعلبِ 0
- – الهادياتُ : المتقدِّماتُ 0
- – المُرَجَّلُ : بتشديدِ الجيمِ : المُسرَّحُ 0
ثالثًا فكرةُ النَّصِّ :
تنبني فكرةُ هذا النَّصِّ على فكرة الاندماج والتَّوَحُّدِ بين الشَّاعرِ وفرسِهِ ، أو بالأحري بين الذَّاتِ والموضــــــــــــوعِ ، حيث يذهب الشَّاعرُ ” اِمرؤُ القيسِ ” هنا إلى وصف فرسِهِ ، ذلك الجــــــــوادُ النَّادرُ ، بما يكتنزه هذا الجوادُ من مقوِّماتٍ ” أسطوريَّةٍ ” تفــوق درجتَهُ الحيوانيَّةَ،وتمتزجُ صورة هذا الجوادِ - بوصفها أو بوصفِه موضوعًا - بذاتِ الشَّاعرِ ؛ ليصبِحَ الأخيرُ هو الجَــــــــــوادَ ذاتَهُ ، والجواد يصير الشَّاعرَ عينَهُ ، وربَّما لم تتأتَّ له هذه الفكرةُ إلاَّ بعدَ صراعهِ مع الثَّأْرِ، والسعي دومًا من أجلِهِ ، أَي أنَّه في سياق الحربِ والفروسيَّةِ والضَّربِ والطَّعنِ 0
رابعًا مضمونِ النَّصِّ :
ينطوي هذا النَّصُّ الشِّعريُّ على مضمونٍ أو موضوعٍ عامٍّ ألا وهو
” قوَّةُ الجواد ”، بَيْدَ أَنَّهُ ينشطرُ إلى جملةٍ من المضامينِ الجزئيَّةِ ، الَّتي تكتملُ ببعضها لِتُكَوِّنَ هذا المضمــونَ الرئـــــــيسَ ، من هذه المضامين الجزئيَّةِ :
- -اِغتداء الشَّاعر بفرسه المنجردِ وقتَ سكونِ الطير في وُكُناتها 0
- - قوَّةُ جوادِهِ بصفاتِهِ الأربع ( الكَرُّ / الفرُّ / الإقبالُ / الإدبارُ ) 0
- - اِكتنازُ فرسه لجملةٍ من جماليَّات الحيوانات الأخرى فضلاً عن ميزاتها الجسديَّةِ 0
- - قدرة فرسه على المواجهات الحربيَّة الَّتي دائمًا ينتصر فيها 0
خامسًا : أهداف النَّصِّ :
- من أهدافِ النَّصِّ ما يأتي :
- 1 – لَفْتُ الانتباهِ إلى شجاعة الشَّاعرِ وفروسيَّتِهِ 0
- 2 – لَفْتُ الانتباهِ إلى قوَّة الفرسِ الأسطوريَّة الخارقة 0
- 3 – إبراز جماليَّات الفرس العربي بتناسقِه كجلمود الصخر المتناسقِ0
- 4 – تصويرُ مكوِّناتِ البيئةِ الجاهليةِ وكشف مقوِّماتها 0
- 5 – الإبانة عن خيال الشَّاعرِ الخلاَّق الَّذي نقل فرسه بِهِ إلى درجة أسطوريَّةِ خارقةِ تفوق قدرات الحيوان مهما كان نوعُه أو حجمُهُ .
سادسًا : المعطياتُ الُّلُغويَّةُ الأدبيَّةُ ” الجماليَّةُ ” :
: أ – الأسلوب : ( بينَ الإفراد والتَّركيبِ )
- في البدءِ جاءتِ الألفاظُ منتقاةً ، متوافقةً تمامًا مع البيئةِ الجاهليَّةِ ، حيثُ نلحظُ ( الاغتداءَ / الطَّيرَ / الوُكُنات / الأوابد / الكَرَّ / الفرَّ / الإقبالَ / الإدبارَ / الصَّخرَ / الجلمودَ / السَّيلَ / والظَّبيَ / والسِّرحان / التَّتْفل / الهاديات ) ،وغيرَ ذلك من مفرداتٍ جاهليَّةٍ تتــواءم تمامًا مع البيئة الجاهليَّةِ المنوطة بالحرب والاعتداءِ 0 فهذه الألفاظُ في مجملِها تتوافـــــقُ مع المعجم الشِّعريِّ الجاهليِّ من جهةٍ ، والظَّـــــــــرف الجغرافيَّ والتَّاريخيِّ من جهةٍ ثانيةٍ ، والسِّياقَ الاجتماعيَّ من جهةٍ ثالثةٍ.

ب – الأسلوب في سياقِ التَّركيبِ :
لقد جاءَ النَّصُّ في عمومه مفعمًا بالتركيباتِ النَّحْويَّةِ الدَّالةِ والمتنوِّعة،
حيثُ لَحَظَنَا الجملةَ الحاليَّةَ ” المُحقَّقَةَ ” مستهلَّةً صــــــدرَ ذلك النَّصِّ
” وَقَدْ أَغْتَدِي وَالطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا ” ، ثُمَّ لَحَظَنَا أَيضًا جملةَ الفصلِ بينَ النَّعتِ والمنعوتِ ” بِمُنْجَرِدٍ 000 هَيْكَلِ ” ، إذ جاءت جملةِ الإضافةِ لِتفصِلَ بينهما ، ثُمَّ اِمتدَّ لَحْظُنَا إلى النَّعتِ المكـــرورِ ” مِكَرٍّ 00 مِفَرٍّ 00 مُقبِلٍ 00 مُدْبِرٍ00 معًا ” ، وتعمَّقَ هذا الَّلَحظُ إلى الجملةِ الفعليَّةِ المتأخِّرةِ ” حطَّهُ السَّيلُ من عِلِ ” المسبوقةِ بجملةِ الإضافةِ ” كجلمودِ صخرٍ ” ثُمَّ يعقبُهُما شبه الجملة كخبرٍ مُقدَّمٍ ” لَهُ أَيطَلا ظَبْيٍ ” ، ثمَّ يختتمُ النَّصُّ بالجملةِ الاسميَّة المؤكَّدَةِ بأداة ” كَأَنَّ ” المشَبِّهة المُؤكِّدةِ ” كَأَنَّ دِماءَ الهادياتِ ” ، وقد فصل بين اِسمِها ” دماء ” وخبرِها ” عصارة ” بالمضاف إليهِ وجملة الجرِّ 0
والخلاصةُ في الأسلوبِ هنا :
أنَّ هذا التنوُّعَ التَّركيبي يعكـــــــــــسُ حركيَّةَ النَّصِّ الشِّعري ” القيسيِّ ” الجاهليِّ من جهةٍ ، كما يشيرُ في الوقت نفــسه إلى حركيَّةِ ، بل فاعليَّةِ الشَّاعرِ الجاهلي في توظيــف لغتِهِ وأسلوبِهِ ، أو بالأحري توظيف مقوِّماتِهِ الُّلُغويَّةِ والجماليَّةِ جملةً وتفصيلاً 0
جماليَّاتُ الصُّورة الشِّعريَّةِ:
- أوَّلاً : التشبيهُ :
- - التّشبيهُ الأوَّلُ : ( تشبيهٌ مفصَّلٌ بالكافِ ) حيـــــــث شبَّه الشَّاعرُ فرسَه ( الكارَّ ، الفارَّ ، المقبلَ ، المدبرَ ) بجلمـــودِ الصَّخرِِ ، وهو تشبيه مفصَّلٌ ، يلــــــزمُ الأركانَ الأربعةََ ( المُشَبَّهَ ، والمُشَبَّهَ بِهِ ، وأداةََ التَّشبيهِ ، ووجهَ الشَّبَهِ )، وقد تعدّدَت رمــــــــــــوزُ المشَبَّهِ ( الفرس ) توافقًا مع أسطوريَّتِهِ الَّتي تعدلُ حـــــــــالة المشبَّه بِهِ ( جلمود صخرٍ ) ،لأنَّ وجــــــــــهَ الشَّبهِ بينهما ينطوي على القوَّةِ والتَّناسق 0
التَّشبيهُ الثَّاني : تشبيهٌ بليغٌ : -
شبَّهَ الشَّاعرُ فرسَهُ في البدءِ بالظَّبي من حيث الأيْطَل ” الخَصْر” ، ثُمَّ شبَّهَهُ في المرَّةِ الثّانيــــةِ بالنَّعامةِ ( وساقا نعامةٍ ) ، ثُمَّ شبَّهَه في المرَّة الثَّالثـــــــةِ بالسِّرحانِ في إرخائِهِ ، ثُمَّ شبَّههُ في المـــــــــرَّة الرَّابعة بالتَّتْفُلِ ( ولدِ الثَّعلبِ ) 0 والملاحظُُ في هذا التَّشبيهِ أنَّــــهُ يقابلَ سابِقَهُ من حيثُ توحُّدُ المشبَّهِ ( الفرسِ ) وتعَدُّدُ المشبَّه بِهِ ، ممَّا يعكسُ صورةََ هذا الفرسِ الَّتي توازي بل تتـــــوازنُ مع جملةٍ من صورِ الحيواناتِ القويَّة ، بل تفوقها قوَّةً وتناسُقًا وجمالاً 0
- التَّشبيهُ الثالثُ ( مفصَّلُ بأداةِ كَأَنَّ ) :
- لقد شبَّه الشَّاعــــــــرُ هنا ” دماءَ الهادياتِ ” بعصارة الحنَّاءِ الملطَّخة، وهذا التَّشبيهُ المفصَّلُ بأركانِــهِ الأربعةِ ، يقرِّبُ بل يوضِّحُ الصُّورةَ المرادةَ من تشكيل صــــــــــورة ذلك الفرسِ الأُسطوريِّ في سياق الصَّيد والطَّرد ، أو بالأحرى في سياق الحربِ الَّتي ينشدها طالبًا الثَّار من أعدائِه قتلةِ أبيهِ 0
ثانيًا : الكنايةُ :
- لقد وردت الكِنايةُ هنا حوالي سَبْع مرَّات ، على النَّحو الآتي :
- 1 - الأولى : ( وقد أَغتدي والطَّيرُ في وُكُناتها ) كنايةٌ عن التَّبكير واليقظةِ ، فضلاً عنِ الحيطةِ والإقدامِ 0
- 2 – الثَّانيةُ : ( مِكَرٍّ ، مِفَرٍّ ، مُقبلٍ ، مُدبرٍ ) كنايةٌ عنِ القوَّة والإسراعِ 0
- 3 – الثَّالثَةُ : ( كَأَنَّ دماءَ الهَادياتِ بِنحْرِهِ ) ، على الرَّغم أن الصيغةَ تدخل ضمن التَّشبيهاتِ السَّابقة ” المُفصَّلةِ ” ، فَإِنَّها في الوقت نفسهِ تنطوي على كنايةٍ خاصًّةٍ بذلك الفرسِ ، ألا وهي شجاعةُ ذلك الفرس ، ثمَّ إقدامُهُ 0
- 4 - الرَّابعةُ : ( لَهُ أَيْطَلا ظَبيٍ ) كنايةٌ عن جمالِ ذلك الخصر وتوافرِهِ 0
- 5 – ( وَسَاقَا نَعَامَةٍ ) كنايةٌ عن الطُّولِ فضلاً عن السُّرعةِ 0
- 6 – ( وَإِرْخَاءُ سِرْحَانٍ ) كنايةٌ عن مكرِ الثَّعلبِ 0
- 7 – ( تَقْرِيبُ تَتْفُلِ ) كنايةٌ عن الحَبْوِ فضلاً عنِ التَّعَلُّمِ 0
ثالثًا : الاستعارةُ :
وردت الاستعارة في هذا المقطعِ الشِّعريِّ مرَّتين ، على النَّحوِ الآتي :
1 – الأولى : ( قَيدِ الأوابدِ ) تلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ ، إذ أَلزمَ الشَّاعِـــــــــرُ الأوابد قيدَ الإنسانٍ 0 بمعنى أنَّه نقلها من الطـــور المادي المُدركِ إلى
الطور التَّجسيميِّ ، بل إلى الطَّور التَّشخيصيِّ المنوطِ بالإنسانِ 0
2 – الثَّانيَةُ : ( حطَّهُ السَّيلُ مِنْ عَلِ ) : وتلك الصُّورة هي الأخـــــــــــرى صورة اِستعاريَّةٌ، أقــرب إلى المكنيَّة منها إلى التَّصريحيَّةِ، وقد زادهـا الشَّاعرُ تشخيصًا ؛ ليقوِّيَ بها صــــــورة فرسِهِ الَّتي تتحدَّى المقوِّماتِ البيئيَّة ، حتَّى وإن كانتِ الأخيرةُ جلمودًا أو صخرًا أو جبلاً بأكملِهِ 0
رابعًا : الرَّمْزُ الأُسطوريُّ :
يشملُ ذلك الرَّمزُ الأسطوريُّ صورةً واحدةً متمثِّلةً في الشِّطرِ الأوَّلِ من البيتِ الثَّاني ( مِكَرِّ ، مِفَرِّ، مُقْبِلٍ ، مُدْبِرِ معًأ )،إنَّ هذا الفرسَ قد يكرُّ ثُمَّ يفِرُّ بعدها ، وقد يقبلُ ثُمَّ يُدبِرُ بعدها ، وهو في كلِّ ذلك يحملُ سماتِ الإقدامِ والمُثابرةِ والسُرعةِ والاندفاع ، لَكِنَّ الشَّاعرَ جعلَ هذه التَّوجُّهات الأربعةَ ، ( الكَرَّ ، والفَرَّ ، والإقبالَ ، والإدبارَ ) في آنٍ واحِدٍ ، وللفرسِ ذاتِهِ ، وهذا من المُحال ، لأنَّ السِّياق َيتعذَّرُ عليه حملُ جملةٍ هذه التَّوجُّهاتِ في وقتٍ واحدٍ ، وهذا الَّذي يُدخلهُ مجالََه÷ الأُسطوريَّ بعيدًا عنِ الواقعِ المألوفِ 0
ج – المساواة الدِّلاليَّةُ والموسيقيَّةُ :
تجيءُ تلك المساواةُ عبرَ البيتِ الثَّالثِ والرَّابعِ تحديدًا ، حيثُ نجدُها متساويَةً في اِستخلاصِ الدِّلالةِ وتحصيلِ النَّغمةِ أو القفلةِ
الموسيقيَّةِ ، نلحظها على النَّحوِ الآتي :
- ( لَهُ أَيطَلاَ ظبْيٍ ) ــ اِنتَهَى بـدلالة ( الخصر الجميل للظَّبيِ ) كما اِنتهي بالقفلةِ الموسيقيَّةِ مجتمعةًً ( فعولن / مفاعيلن ) 0
- ( وساقَا نَعَامَةٍ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( الطُّولِ ) في النَّعامَةِ ، كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0
- ( وإِرْخَاءُ سِرْحَانٍ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( الإرخاءِ أو الدَّهاءِ ) كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0
- ( وتقريبُ تَتْفُلِ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( تشدُّق ولدِ الثعلبِ ) ، كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0
- و( عُصارةُ حِنَّاءٍ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( لون الدَّمِ ) ، كما انتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0
- و( بشيبٍ مُرَجَّــــلِ ) ــ انتهى بدلالةِ ( تشكيلِ الَّلونِ وتجسيمِه ) ، كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0
إنَّ المساواةَ ” المركَّبةَ ” هنا تعني شيئًا مهمًّا وهو تنبُّهُ الشَّاعــــرِ لِلْأخذِ بمعطياتِ المشبَّه ” الفرس ” الَّذي – بمفردِهِ – يُـــــــــوازي جملةً من (المُشبَّهِ بِهِ ) وهــــذا يعطي قوَّةً أُسطوريَّةً تضافُ إلى
مقوِّماتِ الفرسِ ” الحركيَّةِ ” الأولى 0 إنَّهُ بالجملةِ يشكِّلُ فرسًا أو حِصانًا مثاليًّا أقربَ إلى الخيالِ منه إلى الواقع ، وأوثقَ صلةً إلى الأسطورةِ منهُ إلى التَّاريخِ 0

د : المحسِّناتُ البديعيَّةُ ( الَّلفظيَّةُ والمعنويَّةُ ) :
- - أَوَّلاً : الطِّباقُ : نلمَسُ هذا الطِّباقَ فيما يأتي :
أ – ( مُنْجَرِدٍ : هَيْكَلِ ) ـــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بين القِصَرِ والطُّولِ )
ب – ( مِكَرٍّ : مِفَرٍّ ) ــــــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بَيْنَ الكَرِّ والفَرِّ ) 0
ج – ( مُقْبِلٍ : مُدْبِرٍ ) ــــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بينَ الإقبالِ والإدبارِ )0 د – ( قَيْدِ : إِرْخَاءِ ) ــــــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بينَ القَيدِ والحرَكَةِ )0
- ثانيًا : الجناسُ: نلحظ الجناسَ واردًا فيما يأتي :
أ – ( مِكَرٍّ : مِفَرًّ ) ـــــــــــــــــــ ( جناسٌ ناقصٌ ) 0
ب – ( السَّيلُ : عَلِ ) ــــــــــــــــ ( حِناسٌ ناقِصٌ ) 0
ج – ( هَيْكَلِ : تَتْفُلِ ) ــــــــــــــــ ( جِناسٌ ناقِصٌ ) 0
ثالثًا : التَّقسيمُ : نلحظُهُ بصورةٍ لافتَةٍ للنَّظر على النَّحوِ الآتي :
أ – ( مِكَرٍّ – مِفَرٍّ ) ـــــــــــــــــــــــــ هنا ( توازٍ بين الكَرِّ والفَرِّ ) 0
ب – ( مُقبلٍ – مُدبِرٍ ) ــــــــــــــ هنا ( توازٍ بينَ الإقبالِ والإدبارِ )
ج – ( أَيطلا ظَبْيٍ – سَاقَا نعَامَةٍ ) ـــ هنا ( توازٍ لمقوِّماتِ الطولِ بين الظَّبي والنعامةِ ) 0
د – ( إِرْخَاءِ سِرْحَانٍ – تَقريبِ تَتْفُلِ ) ــــ هنا ( توازٍ بينَ حركة كلٍّ من السِّرحانِ والتَّتْفُلِ ) 0
ه – ( عُصَارَةُ حِنَّاءٍ – شَيْبٍ مُرَجَّلِ ) ـــ هنا ( توازٍ بينَ لونِ المُشبَّهِ بِهِ وطبيعةِ أو شخصيَّةِ ذلك المُشَبَّهِ بِهِ ) 0
- خُلاصةُ المُحسِّناتِ البديعيَّةِ :
تشيرُ الخلاصة في هذا الجانبِ إلى أنَّ المُحسِّنَ البديعيَّ ” المتنوِّعَ ” جاءَ في سياقِ هذا النَّصِّ بعيدًا عنِ الزَّخرفـــــــةِ الّلََفظيَّةِ النَّابيـــــــــةِ أو البهرجةِ الشَّكليَّةِ الممجوجةِ، وإنَّما يحملُ مُعطىً دلاليًّا إِيجابيًّا يُقَوِّي فاعلية هـذا الجــــــــــواد ” القيسيِّ ” من جهةٍ ، ويُزَيِّنُ صورتَه الأسطوريَّةَ المُتفرِّدةَ من جهةٍ ثانيـــــــةٍ ، كما يُسَطِّرُ صورةَ الفارسِ ” الشَّاعرِ ” الجاهليِّ من جهةٍ ثالثةٍ.
هـ - صوتُ الجوادِ وصوتُ الُّلُغةِ :
يتجلَّى في هذا النَّصِّ جملةٌ من الأصواتِ الّلغويَّةِ الفاعلةِ ، يجيءُ على رأسِها صوتان جهورانِ ممتدَّانِ ، هما : الألفُ والرَّاء 0
- أوَّلاً : صوتُ الأَلف :
نلحظ صوتَ الأَلفِ متواترًا بكثرةٍ لافتةٍ للنَّظَرِ ، منه على سبيلِ المثالِ :
( وُكُناتها – الأوابد – أَيطَلا – سَاقَا – إِرْخَاءِ – سِرْحَان – دِمَاءَ – الهَاديَاتِ – عُصارَةُ – وَحِنَّاء ) 0 إِنَّ صوتَ الألفِ تكرَّرَ هنا عَشْرَ مَرَّاتٍ ، وهذا التِّكرارُ بدورِهِ يَعنِي عُلُوَّ الصَّوتِ ( صوت ) الفارسِ والفرسِ من جهةٍ ، وامتـــــدادَ أَثَرِهِمَا ( اِنتصارِهما ) من جهةٍ أخرى؛ وذلك أمرٌ طبعيٌّ ، لأنَّ صوتَ الألفِ
أعلى الأصواتِ جهرًا وأَمَدَّها طولاً ، إِذْ يُعَدُّ رائِدًا لأصواتِ الِّلين والمَدِّ0
- ثانيًا : صوتُ الرَّاءِ :
نلحظُ صوتَ الرَّاءِ هو الآخر يتكرَّرُ بل يتردَّدُ كثيرًا – نلحظُهُ متواتـــــــــرًا على النَّحو الآتي :
( الطَّير – بمنجرِدٍ – مِكَرٍّ – مفَرٍّ – مُدْبِرٍّ – صخرٍ – إِرْخَاءِ – سِرْحَانٍ – تَقريبُ – بِنَحْرِهِ – عُصارةُ – مُرَجَّلِ ) لقد تكرَّرَ صوتُ ” الرَّاءِ ” هنا أَربعَ عـــشرةَ مرَّةًَ0 وهذا التِّكرارُ المتزايدُ يزيدُ من حركيَّةِ الصُّورةِ المُزدوجــةِ ( للفارسِ والفرسِ معًا ) ويردِّدُها ، لأَنَّهُ صوتٌ لُغويٌّ ” تردُّديٌّ ” مكرورٌ ، يحمـل في طَيَّاتِهِ الطُّول والجهرمعًا ويردِّدهُما في آنٍ واحدٍ 0ممَّا يعكـــــــــسُ بل يُجَلِّي طبيعةَ أو جماليَّاتِ تلك الصورة الفروسيَّة المُزدوجة 0
- الاستنتاج أو خلاصَةٌ عامَّةٌ :
س/ ما الَّــــــــــذي يمكن أن نستنتجه أو نستخلِصُه من هذا النَّصِّ ” الطَّرديِّ ” الجاهلي ؟
ج / نستخلِصُ من ذلك النَّصِّ ما يأتي :
1 – أَنَّهُ نَصٌّ من أصولِ الشِّعرِ الجاهليِ ، إذ يعدُّ مقطعًا من معلقة ” اِمرئ القيس ” المشهورة 0
2 – اِرتباطُ لُغةِ النَّصِّ بالبيئة الجاهليَّة التي يعيشُ في كنفِها الشَّاعرُ 0
3 – يمتازُ هذا النَّصُّ برقَّةِ أَلفاظِهِ واِنتقائِها ، وسلاسةِ أسلوبِِهِ وتفرُّدهِ 0
4 – يُعَدُّ الجوادُ ” الفرسُ ” قديمًا رمزيَّةَ حياةٍ للجاهليِّ - والشَّاعر منه بشكلٍ خاصٍّ - في سلمِهِ وحربِهِ 0
5 – النَّصُّ مُفعَمٌ بالصُّور البيانيَّةِ ( التَّشبيه – الاستعارة – الكِناية ) الإيجابيَّــــــةِ الفاعلةِ 0
6 – بهذا المقطعِ الشِّعريِّ ” المُجْتَزَئِ ” من المعلَّقة ، وبغيرِه من النُّصـــــــــوصِ الشِّعريَّة الأخرى يمكنُ أن نضعَ ” اِمرأَ القيسِ ” كما وُضِعَ – قديمًا وحديثًا – في صدارةِ الشِّعرِ الجاهليِّ وشُعرائِهِ 0

التعديل الأخير تم بواسطة جوري الملتقى ; 2010- 5- 1 الساعة 02:33 PM
 
قديم 2010- 5- 1   #29
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 132
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

المحاضرةُ الخامسةُ
عنترة العبسيُّ
( بَيْنَ فَرَسِهِ وقومِهِ والمعركَةِ )

- أوَّلاً : النَّصُّ الشِّعرِيُّ : يقولُ عَنْتَرَةُ من معلَّقَتِهِ :
1- لَمَّا رَأَيْتُ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمْعُهُمْ **يَتَذَامَرُونَ كَرَرَتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
2- يَدْعُونَ عَنْتَرَ وَالرِّمَاحُ كَأَنَّهَا **أَشْطَانُ بِئْــرٍ فِي لَبَانِ اَلْأَدْهَمِ
3- مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِغُرَّةِ وَجْهِهِ** وَلَبَانِهِ حَتَّى تَسَـــرْبَلَ بِالدَّمِ
4- فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الْقَنَا بِلَبَانِهِ** وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْـــــرَةً وَتَحَمْحُمِ
5- لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا الْمُحَاوَرَةُ اِشْتَكَى **وَلَكَانَ لَوْ عَلِمَ الْكَلاَمَ مُكَلِّمِي
6 – وَالْخَيْلُ تَقْتَحِمُ اَلْغِبَارَعَوَابِسًا **مَا بَيْنَ شَيْظَمَةٍ وَأَجْرَدَ شَيْظَمِ
7 – وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا **قِيلُ اَلْفَوَارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
مَعَانِي الْكَلِمَاتِ :
1 – يَتَذَامَرُونَ : يحُضُّ بعضُهم بعضًا على القِتالِ 0
2 – كَرَرْتُ : أَسرَعتُ وتَعَدَّيتُ 0
3 – غَيرَ مُذَمَّمِ : غيرَ مَذْمومِ جِدًّا0
4 – يَدْعُونَ : يصيحون 0
5 – أَشْطَانُ : جمعُ شَطْنٍٍ ، وهوَ الْحَبْلُ0
6 – الَّلَبَانُ : الصَّدْرُ 0
7 – الأَدْهَمُ : الأسْوَدُ 0
8 – الغُرَّةُ : بالضَّمِّ بياضٌ في جبهةِ الفرسِ فوقَ الدّرهم
0 9 – تَسَرْبَلَ : تغطَّى0
10 – اِزْوَرَّ : مَالَ 0
11 – الوقْعُُ صدمةُ الحربِ
0 12 – القَنَا : جمعُ قناةٍ ، وهيَ الرُّمْحُ ، وتجمعُ أَيضًا على قنواتٍ 0
13 – عَبْرَةٌ وتَحَمْحُمٌ : العَبْرَةُ : تَحَلُّبُ المَاءِ ، والتَّحَمْحُمُ : صوتُ الفَرس إذا طلبَ العَلَفَ
0 14 – الغِبارُ : آثارُ ترابِ المعركةِ 0
15 – عَوَابِسًا : جمعُ عابسةٍ ، وهي المتجهِّمَةُ 0
16 – الشَّيْظَمَةُ : الفرسةُ المُلتهبةُ الجرداءُ 0
17 – الأَجرَدُ : قصيرُ الشَّعرِ 0
18 – السُّقم : المرضُ، والسُّقْمُ والسَّقَمُ كالحُزْنِ والحَزَنِ 0
19 – الْقِيلُ : القولُ المُغْرِضُ0
20 – ويك : للتَّعَجُّبِ 0
ثالثًا : المضمونُ العَامُّ ( والمضامينُ الفرعيَّةُ ) :
ينطوي المضمونُ العامُّ لهذا النَّصِّ الشِّعريِّ على إِثباتِ فروسيَّةِ عنترةَ العبسيِّ من جهةٍ ، وقـــوَّةِ فرسهِ وَرِقَّتِـــهِ من جهةٍ ثانيـةٍ ، وعوز ِقبيلَتِهِ ، بل مجتمعه له وإليه ( بوصفِهِ فارسًا مغوارًا ) من جهةٍ ثالثةٍ 0
- يتوزَّعُ ذلك المضمونُ العامّ إلى جملةٍ من المضاميـــــــــن الفرعيَّةِ الأخرى ، منها على سبيلِ المثالِ لا ألأحصر :
1 – إقبالُ القومِ واِندفاعُهم ثائرينَ في طلبِ ” عنترةَ ” وتحميسِه للدِّفاعِ عنهم وذويهم وحلفائهم،والكَرُّ في شجاعةٍ وإقدامٍ دون خوفٍ أو حذّر 0
2 – صيحةُ القومِ الدائمةُ لعنترةَ ودعوتهم له في ساحة المعركةِ ، حيث الرِّماحُ الطَّويلة في صدرِ فرسِه مَرَّةً ، وخيلِه مَرَّةً أخرى 0
3 – قُوَّةُ ” عنترةَ ” في رميِهِ للأعداءِ في ساحةِ المعركةِ، مواجهًا إِيَّاهم بفرسِهِ ” الجامحِ ” المتسربلِ بالدَّمِ 0
4 – اِستنفارُ فرسِ ”عنترةَ ” من المطاعنةِ والضَّرب والرَّمي في ساحة الوَغَى 0
5 – مشاركةُ الفرسِِ فارسه وتوحُّــــده بِــــه، من خلال شكايته له وتحمحُمِه بِهِ ومعه، وعبراته المنهمرة واِقترابه من نطق الكلام 0
6 – خيلُهُ وخيلُ قبيلتِه تقتحمُ - بقيادةِ فرسِه المتحمحمِ المتكلِّم - تقتحم المعركةَ في عبوسٍ وشدَّةٍ وغيظٍ ، مابين شيظمةٍ وأجردَ شيظَمِ0
7 – شفاءُ نفس الشَّاعرِ ” عنترةَ ” وبُرْؤُها من الدَّاءِ الدَّفينِ ، حيث الرِّقُّ والعبوديَّةُ ؛ وذلك بعد اِسْتِغَاثَتِهم به والتَّودُّد إليه للذَّود عنهم ودفع الظُّلم عنهم ، معترفين بِسيادتِه وفروسيَّتِهِ وشرَفِهِ 0
- رابعًا :المُعطياتُ الُّلُغويَّةُ والجماليَّةُ للنَّصِّ :
أ – المعجم الشِّعريُّ للنَّصِّ :
تضمَّنَ هذا النَّصَّ الشِّعريُّ - كما أشرتُ منذ قليلٍ – سياقًا حربيًّا ، وقد دفع هذا السِّياقُ الشَّاعرَ إلى اِستدعاءِ مُعجَمٍ شعريٍّ ثَرٍّ، يبدأُ بأدوات الحربِ وعلى رأسِها ” الرِّماح ”،وينتهي بالفرسانِ أوكما أشارهو صراحةً ”والفوارسُ ” ، وبينَ البدايةِ والنِّهايةِ يتوالى المعجَمُ ” الحربيُّ ” بجملةِ أبعادِهِ ولوازِمِهِ ، نلحظُهُ متمثِّلاً في الدَّوالِّ ” الألفاظِ ” الآتيةِ :
( أَقبلَ – جمعُهُم – يتذامرونَ – كَرَرْتُ – يَدعونَ – الرِّماحُ – الأدهم – أَرميهم – تسربلَ – بالدَّمِ – اِزْوَرَّ – وقع القَنا – الخيلُ – تقتحمُ – الغِبار- شيظَمةٍ – أجْرد شَيْظَم – أَبْرَأ – سُقمها – الفوارس ) 0
- خلاصةُ المعجم الشِّعريِّ :
إِنَّ هذا المُعجَمَ الشِّـــعريَّ يكتنزُ الكثير من الألفاظِ الحربيَّةِ المتنوِّعة،وجميعُها يشيرُ إلى دلالاتِ الكرِّ والفَرِّ والدِّماء والغبارِ
والفوارسِ،وَكأنَّه يجسِّمُ تلكَ الحربَ بروافدِها الحربيَّةِ المتنوِّعةِ 0 وهذا بالطَّبعِ يعكسُ صنعةَ الشَّاعرِ العربيِّ القديمِ وحرفيَّتَهُ ، كما يعكسُ في الوقتِ ذاتِهِ فروسيَّتَهُ الَّتي تتجَلَّى بشاعريَّتِهِ تلكَ 0
ب – الوزنُ الشِّعريُّ :
جَاءَ الوزنُ الشِّعريَّ لهذا النَّصِّ الشِّعريِّ السَّابقِ على بحر ” الكاملِ ”
بتفعيلتِهِ المتكاملةِ ( مُتَفَاعِلُن - مُتَفَاعِلُن - مُتَفَاعِلُن ) ، ومِثلِها في الشَّـــــــطرِ الثَّاني 0 مِمَّا يعني أَنَّ هذا البحرَ ” الكامل ” جاءَ تامًّا وكاملاً في آنٍ واحــد، كاملاً من حيثُ تفعيلاتِهِ أونغماتِه الَّتي أكملت مُرادَ الشِّاعرِ ، وتامًّا لأنَّــهُ أتمَّ السِّياٌَقَ الحربيَّ بتفعيلتِهِ ” المتكاملةِ ” 0 أيْ أنَّ هــــــذا البحرُ جاءَ متوافقًا بتمامِهِ واِكتمالِهِ مع السِّياقِ الحربيِّ الَّذي جَسَّمّهُ الشَّاعرُ ” عنترةُ ” من خلال دعوةِ قومِهِ لَهُ في الحربِ وتلبيتِهِ دعوتِهِِم ” غيرَ مذمَّمِ ” 0 ِ
ج – الغرضُ الشِّعريُّ ووصفُ المعركَةِ :
ينطوي الغرضُ الشِّعريُّ لهذا النَّصِّ على ” الوصفِ ” ووصفِ الحربِ بشكلٍ خاصٍّ ، نلحظُ ذلك الوصفَ الحربيَّ من البَدِءِ حتَّى المنتهى 0
مثالُ ذلك :
- في البيتِ الأوَّلِ :يصفُ تجمُّعَ قومِهِ المُتذمِّرينَ، كما يصفُ ردّ فعلهِ هو ” كَرَرْتُ غيرَ مُذَمَّمِ ” 0
- في البيت الثَّاني : يصفُ جانبًا من الحربِ ” والرِّماحُ كَأَنَّهَا 00 أشطانُ بئر“ ، نتيجةً لاحتدامِ المعركةِ ، حتَّى وصـــــــلَ أثرُها إلى ” لَبَانِ الأدهمِ ” 0
- في البيتِ الثَّالثِ :يصف الشَّاعرُ حالَهُ هو شخصيًّا وهو في الحربِ ” مَا زِلْتُ أرميهِم بغرَّةِ وَجْهِهِ ” ،نتيجةً إقدامِهِ حتّى تسـربلَ بالدَّمِ0
- في البيتِ الرَّابعِ والخامسِ : ينتقِلُ الشَّاعِرُ إلى فرسِهِ فيصفُهُ ، وقد ” اِزْوَرَّ من وَقْعِ القَنَا ” ، ثُمَّ يُعَمِّقُ هذا الوصفَ ” وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ ” أي نقله من الحيوانيَّة إلى - من خلالِ تلك الشكوى – درجة الإنسانيَّةِ حتَّى كادَ أن يكلِّمَهُ ” ولكان لو علمَ الكلامَ مُكَلِّمي ”0
- - في البيتِ السَّادسِ : ينتقلُ فيهِ الشَّاعرُ من وصف فرسِهِ إلى وصفِ الخيلِ في المعركة ، ” والخيلُ تقتحمُ الغِبَارَ عوابسًا 0 ِ
- البيت الأخيرُ : يصفُ الشِّاعرُ حاله بعد اِنتصارهِ في المعركةِ واعتراف قومِهِ بفروسيَّتِهِ ، وردِّهم لاعتباره ونسبه وشرفه 0-
د : الصُّورةُ البيانيَّةُ الشِّعريَّةُ :
تجيءُ الصُّورة البيانيَّةُ الشِّعريَّةُ عبرَ هذا النَّصِّ الشِّعريِّ مُحمَّلةً بمقَوِّمـــــــاتِ الخيالِ الَّتي نقلتْ تلكَ الصُّـــــــــــور من مجالِها التجسيميِّ ( الجسدي ) إلى مجالِها التَّشخيصيِّ المنــــــــــوطِ بالإنسانِ ، أو بالأحرى حرَّكتْهَا من الطورِ الحيوانيِّ إلى الطَّورِ الإنسانيِّ ، وبوجْــــــهٍ خاصٍّ فيما وقع من صـــورٍ بين ”عنترةَ ” وفرسِهِ الشَّاكي المُتَحَمْحِمِ 0
- من هذهِ الصُّور البيانيَّةِ الخياليَّةِ :
1 – التَّشبيهُ :
- ” وَالرّمَاِحُ كَأَنَّهَا أَشْطَانُ بِئْرٍ ” 00 الشَّاعرُ هنا يُشَبِّهُ الرِّمـــــــاحَ بالأشطانِ ( الحبالِ ) من فرطِ الطُّولِ فضلاً عنِ القُوَّةِ،ويعَدُّ هذا التَّشبيهُ من التَّشبيهاتِ المُفصَّلةِ بأركانِها الأربعةِ ، المُشَبَّهِ ” الرِّماح ” ، والمُشَبَّهِ بِهِ ” أَشْطَانُ ” ،وأداةُ التَّشبيهِ ” كَأَنَّ ” ، ووجهُ الشَّبَهِ ” الطُّولُ والشِّدَّةُ والقُوَّةُ ” 0 ِ
2 – الكنايةُ :
نلحظُ وُرودَ الكِنايةِ في ثنايا هذا النَّصِّ الشِّعريِّ بشكلٍ لافتٍ للنَّظرِ،منها :
أ – ” أقبلَ جَمْعُهُمْ يَتَذَامَرُونَ ” ــــ كنايةٌ عنِ النَّجدَةِ والاستغاثةِ 0
ب – ” كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ ” ــــــــــ كِنايةٌ عن سرعةِ التَّلبيةِ دون مذمَّةٍ 0
ج – ” تَسَرْبَلَ بالدَّمِ ” ــــ كنايةٌ عن شِدَّةِ الطَّعنِ ( وهي اِستعارةٌ أَيضًا )
د - ” فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنَا ” ــــــ ” كنايَةٌ عن تَعَبِهِ وَاِمتعاضِهِ وحُنْقِهِ 0
هـ - ” لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا المُحَاورَةُ اِشْتَكَى ” ــــ كنايَةٌ عن شِدَّةِ تَحَمُّلِهِ 0
و – ” وَلَكَانَ لًوْ عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمِي ” ــــ كِنايَةٌ عن توجُّعِهِ وتأَلُّمِهِ 0
ز – ” والخَيلُ تقتحِمُ الغبارَ عَوَابِسًا ” ــ كنايةٌ عن جسارَتِها وتجاوُزِها0
ح – ” وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي 00 وأَبْرَأَ سُقْمَهَا 00 قِيلُ الفوارسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ ” ــــــــــ كنايةٌ عنِ الاستغاثَةِ ، فضلاً عنِ الفروسيَّةِ وَرَدِّ الاعتبار 0
- التَّعليقُ على الكِنايّةِ :
إنَّ جملةَ الكِناياتِ السَّابقة منوطةٌ بسياقِ الحربِ ، لَكِنَّها مُتَّجِهَةٌ هذه المَرَّةِ إلى الفارسِ وجوادِهِ ، أو بالأحرى إلى عنترةَ وفرسِهِ ، لأنَّ النَّصَّ في أساسِِهِ قائِمٌ على على المُواجهةِ بينَ عنترةَ وفرسِهِ من جِهَةٍ ، وقومِهِ وناكريهِ وأعدائِهِ من جِهَةٍ أخرى 0
3 – الاسْتِعَارةُ :
جاءتِ الاستعارةُ عبرَ هذا النَّصِّ الشِّعريِّ بوفرةٍ ،لَكِنَّها في الوقتِ نفسهِ تأتي منفردَةً بذاتِها مَرَّةً،وتَجِيءُ مُتشابكَةً مع الكِنايةِ مَرَّةً أُخرى،وسواءٌ جاءت على هذا النَّحوِ أو ذاك؛ فإِنَّ مجيئَهَا يعني المبالغةَ في وصفِ وتصويرِ المُعطيــــاتِ الحربيَّةِ المُتَفَشِّيَةِ في النَّصِّ بَدْءًا من الفارسِ الشَّاعرِ ، ومُــــرُورًا بالأشْطِانِ والَّلَبانِ والفَرَسِ والخيــلِ ، واِنتهاءً بالفَوارس واِعتِرافِهم به كفارسٍ ” سَيِّدٍ ” وشاعرٍ حُرٌّ ” مُجيدٍ ” 0
- تَجِيءُ الاستعارةُ هنا على النَّحو الآتي :
1 – ” مَا زِلْتُ أَرْمِيهِم بِغُرَّةِ وَجْهِهِ ” ــــــــــ تلك صورةٌ اِستعارِيَّةٌ
” تَصريحِيَّةٌ ” ، حيثُ شَبَّهَ الشَّاعرُ ” الرِّماحَ ” بغرَّة وَجْهِ الفرسِ وَلَبانِهِ ” ، وحذف ” المُشَبَّهَ ” وهو ” الرِّماح ” ، وجاءَ بالمُشَبَّهِ بِهِ صَراحةً ، وهو ” غُرَّةُ وَجْهِ الفرسِ أوَّلاً ، وَلَبَانِهِ ثانيًا ” 0
2 – ” حَتَّى تَسَرْبَلَ بالدَّمِ ” ــــــــ هذه صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” تحملُ الوجهينِ معًا : الأول ” التَّصريحُ “ ــــ إذ شبَّهَ الشَّاعرُ ” عنترةُ ” الثَّوبَ أو الغطاء بالدَّمِ ،وذكرَ ” المشبَّهَ بِهِ ” صراحةً وهو الدَّمُ 0
- الثَّاني : ” التَّكَنِّي ” ـــ حيث شبَّهَ الشَّاعرُ فرسَهُ بإنسانٍ يتسربلُ أو يلبسُ ثوبًا وحذفَ المُشَبَّهّ بِهِ ” الإنسانَ ”وجاءَ بلازمِهِ ”التسربل”0
3 – ” فازْوَرَّ من وقعِ القَنا ” ـــ تلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” مكنيَّةٌ ” حيثُ شبَّهَ الشَّاعرُ الفرسَ بالإنسانِ،وحذفَ المشَبَّهَ بِهِ ” الإنسانَ ” وجاءَ بإحدى لوازمِهِ وهي لازمةُ “ الازْوِِرَارِ” ،وهذه الصُّورةُ تميلُ بعضَ الشَّيْءِ إلى التَّشخيصِ 0
4 – ” وشكا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ ” ــ وتلك صورةٌ مكنيَّةٌ أُخرى،حيثُ شبَّهَ الشَّاعرُ فرَسَهُ بِإِنسانٍ يَشكُو،وحذف المُشَبَّهَ بِهِ،وجاءَ بإحدى لوازِمِهِ وهي الشَّكوى الحارقةُ المصحوبةُ بالعَبَرَاتِ والتَّحَمْحُمِ 0
5 – ”والخيلُ تقتحمُ الغِبَارَ عَوَابِسًا ” هذه الصُّورة - فوقَ أَنَّها كنايةٌ - اِستعارةٌ مكنيَّةٌ ، حيـــثُ شَبَّهَ الشَّاعرُالخيلَ بالفُرســانِ العبوسينَ ، وحذفَ المُشَبَّهَ بِهِ ، وجاءَ بإحدى لَوَازِمِهِ وهي ” العُبُوسُ ” 0
6 - ” وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا 00 قِيلُ الفوارسِ ” ــــــــ هذه صورة اِستعارِيَّةٌ ” تصريحيةٌ ” أُخْتُتِم َبها ذلك النَّصُّ الشِّعريُّ ، إِذ شَبَّهَ الشَّاعرُ الدَّواءَ أو العلاجَ - سبيلَ الشِّفاءِ – بالقولِ أوكما جاءَ بتصريحِهِ أو تعبيرهِ ” القِيل ” ، وقد صرَّحَ بالمُشَبَّهِ بِهِ ” وهو ” قِيلُ الفوارسِ ” ، حَتَّى لَكَأَنَّ علاجَ الشَّاعرِ هنا هو” قِيلُهُم ” أي تحقُّقُهم من شرفِهِ وسيادتِهِ من جهَةٍ ، واِعترافُهم بفروسيَّتِهِ قبلَ شاعرِيَّتِه من جهةٍ أخرى 0
هـ صوتُا الألفِ والرَّاءِ مع صوتِ المعركةِ :
يبدو من الوهلة الأولى أنَّ هذا النَّصَّ الشِّعريَّ يحملُ صوتينِ لُغَوِيَّيْنِ ” الألف 00 الرَّاء ” ، وهذان الصَّوتان يتـــــــوافقانِ تمامًا وسياقَ النَّصِّ المرتبطِ بالحربِ والمعركــةِ بما يحملانَه من كرٍّ وفرٍّ وإقبالٍ وإدبارٍ ، وكما صــــرَّح علماء الُّلُغةِ ، وعلماء الصَّوتِ منهم بشكلٍ خاصٍّ، أنَّ صــــوتً الألف هو أَمَدُّ الأصواتِ الُّلُغويَّةِ طولاً وأعلاها جهرًا ، وهذه الصِّفةُ وتلك تتناسبان تمامًا مع سياقِ الحــــــرب أو بالأحرى مع حركتِها ، كما أنَّ صــــــوتَ الرَّاءِ هو الآخــــــــرُ من الأصوات ” التَّردُّديَّةِ ” المكرورةِ والجهورة، وهو هنا – بما يحملُهُ من هذه الصِّفاتِ - يتناسبُ مع سياقٍ الحرب أَيضًا وحركًتِها 0
- نتمثَّلُ صوتَ الألفِ ( بطولِهِ وجهرهِ ) في الألفاظِ الآتيةِ :
( يَتَذَامرونَ – الرِّماح – أَشطان – وَلَبَان – وَلَبَانه – والقنا - وبلَبَانِهِ – وشَكَا – والمُحاورة – واِشتكى – والكلام - والغِبار – وعوابِسًا – وشفى – وسُقمها – وأخيرًا الفوارس ) 0
- نلحظُ صوتَ الرَّاءِ بترديدِهِ بين الامتدادِ والجهرِ على النَّحو الآتي :
( رأَيت – ويتذامرونَ – وكرَرْتُ – وعنتر – والرِّماح – وبئر – وأَرميهم – وبغُرَّةِ – وتسربل – وفَازْوَرَّ – وبعبرةٍ – ويدري – والمُحاورةُ – والغِبار – وأجرد – وأبرأَ – والفوارس – وأخيرًا عنتر ) 0
الخلاصةُ :
إِنَّ هذين الصَّوتينِ الجهورينِ الممتدَّين يبعثانِ في النَّصِّ حركيَّةَ المعركةِ ، وعلو صوتها ، أو بالأحرى يجاريانِ المعركة تمامًا بما فيها من حركةٍ وصوتٍ وجلبةٍ وصراخٍ وعنفوانٍ وأنينٍ وبكاءٍ وعويلٍ وصياحٍ،وقد أجاد في بدئها بدعوة عنترةَ ” يدعون عنترَ ” ، وأحسنَ في مُختتمِها باستغاثَتِهِم بعنترة أيضًا ” وَيْكَ عَنْتِرَ أَقدِمِ ” ، أي أنَّ ” عنترةََ ” هو بيتُ القصيد ، وحجَرُ الزَّاويةِ وملجأُ عبسٍ في الشَّدائدِ والأزمات 0
 
قديم 2010- 5- 1   #30
جوري الملتقى
المشرفة العامة
منتدى التربية الخاصة سابقآ
 
الصورة الرمزية جوري الملتقى
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 34929
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2009
العمر: 38
المشاركات: 6,026
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 11467
مؤشر المستوى: 132
جوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond reputeجوري الملتقى has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليـة التربيـة
الدراسة: انتساب
التخصص: إعاقة سمعية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جوري الملتقى غير متواجد حالياً
رد: للجادين في المذاكرة فقط ~> المستوى الثاني

اتوقف اليوم الى هنا واتمنى التفاعل في الموضوع ^_^
 
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
>, للجادين, المذاكرة, المستوى, الثاني, فقط

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ضع سؤالك عن الانتساب وراح تلقى جوابك mrjava ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل 6116 2010- 12- 15 10:31 PM
المستوى الثاني ايش موادهم تمريض بنت مو حلوه منتدى الأكاديمية الدولية للعلوم الصحية 5 2010- 3- 22 12:03 AM
خطة مستويات المقررات بالعلوم الادارية مشوط إدارة أعمال 1 19 2010- 3- 11 02:10 AM
اضفت مواد المستوى الاول((مستجدة))واضفت مادتين من المستوى التاني افيدوني؟ لولة333 ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل 4 2010- 3- 1 06:29 PM
استفسار : في حال اجلت مواد .. هل ادرسها لاحقاً ام لا ؟ الفرعونيه ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل 2 2010- 2- 22 12:32 AM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 09:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه