|
منتدى كلية العلوم بالدمام منتدى كلية العلوم بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية العلوم بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات . |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#21 | |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
اقتباس:
أختي ليس كل ما أضعه هنا هو من كتابتي البعض وليس الكل من كتابتي حاولي وستستطيعن ذلك ![]() نصيحتك رائعة ![]() وفعلاً كل شيء ممكن مع العزيمة والإرادة والإصرار ولن تجد نتيجة ذلك إلا من تصل تلك الكلمات البسيطة إلى قلبها جعلكِ الله في أعلى المراتب في الدنيا والآخرة . |
|
![]() |
![]() |
#22 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
![]() كونوا كبارًا وتفاءلوا فكثيرًا ما يمر بالإنسان لحظاتٌ حرجةٌ يكون فيها على مفترق الطرق؛ تتلاطمه فيها أمواج الحياة بمشكلاتها ومنغِّصاتها، فتقتل الابتسامة في وجهة، وتقضي على الفرحة في قلبه، تضيق عليه الدنيا بما رحُبت، تستحكم حلقات الضيق عليه حتى يظنَّ أنها لن تُفرج أبدًا، حتى يتسرَّب اليأس إلى نفسه، والخور وقلة الهمة إلى قلبه، فيقعد مستسلمًا واضعًا يده على خدِّه منتظرًا حتفه ونهايته على الوضع الذي تقتضيه الأحداث دون أن يُحاول أو يُقاوم. ويأتي هذا الخُلُق العظيم من أخلاق الكبار الذي يُكسبه القوة والشجاعة، ويلبسه حُلَّة الأمل والقدرة على التغيير للأفضل، والتحكم في مجريات الأمور.. إنه خلُق التفاؤل الذي يبعث في النفس الحيوية، ويُجدد فيها النشاط، ويُكسبها القوة والقدرة على التصدر للأحداث مهما عَظُم خطرها، ومهما استفحل أمرها، فيبدِّدها وينتصر عليها. ![]() ![]() ![]() لماذا التفاؤل من أخلاق الكبار؟ ولأن التفاؤل يعني اليقين التام بقدرة الله تعالى على كشف الغمة، وإزالة البلوى، وتحويل المحنة إلى منحة، يتفيَّؤ ظلالها، وينعم بها بعد لحظات الشدة والكرب. ولأن التفاؤل يتطلَّب من صاحبه أن يكون صبورًا ذا قدرة كبيرة على تحمل المصاعب والمشاقّ. ولأن التفاؤل يحتاج من صاحبة أن يكون صاحب همة عالية، وعزيمة قوية لا يتطرَّق إليها ضعف أو وهن، وهذا لا يكون إلا من الكبار. ولأن التفاؤل يكون في وقت المحن والشدائد، وضعف الأمل في تغيير الأحداث؛ مما يعني ضرورة قبوله والتعامل معه والتفكير في طريقة للتخلص منه وتغييره. ولأن التفاؤل يُعتبر بحق قوةً نفسيةً إيجابيةً، تمنح الإنسان القوة، وتجعله ينظر إلى الغد بابتسامة الأمل الكبير، وتمنحه قوة القائد الشجاع القادر على مصارعة أشدِّ الوحوش قوةً وأكثرها شراسةً، دون أن يُصيبه يأس أو يستحوذ عليه قنوط. ![]() ![]() ![]() الكبار والتفاؤل الكبار لهم مع التفاؤل مواقف لا تُنسى من ذاكرتهم، ومواقف لا تُمحى في تاريخهم، فمنه يستمدون الذكرى، ويُجدِّدون العهد، ويثبتون على الحق، لا تلين قنواتهم بسهولة، ولا يرفعون راية الإستسلام أبدًا، ولا تضعف عزائمهم ما دام فيهم عرق ينبض. لقد استمدُّوا هذا التفاؤل، وتلك الثقة من يعقوب عليه السلام حينما وصَّى أبناءه حين ابتعثهم لطلب يوسف وأخيه فقال لهم ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ (يوسف: 87). واستمدوها من طالوت وأصحابه، حينما جاوز بهم النهر، فقال بعضهم في يأس وخور واستسلام ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾، فأجاب أصحابه في ثبات المؤمنين، وقوة الواثقين، وعظمة المتفائلين: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 249). واستمدوها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه حينما اجتمع الناس ليقاتلوهم، فكانوا ثابتين على الحق، متفائلين بالنصر، واثقين في الله ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران: 173). واستمدوها من رسول الله وصحبه عندما لاقوا كفار قريش في بدر، ولم يكونوا مستعدين لقتال وإنما قصدوا العير، ولكن الله أراد القتال، ولم يكن هناك تكافؤ لا في العدد ولا في العدة، إنها معركةٌ بمعطيات العقل البشري محسومة لصالح الكفار من قريش، ورغم ذلك يقف النبي صلى الله عليه وسلم يرص الصفوف "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبَد" ثم التفت وكأن شقّ وجهه القمر وقال: "كأني أنظر إلى مصارع القوم عشيةً" . ![]() ![]() ![]() تصوراتك تصنع حياتك قناعات الإنسان وتصوراته، لها علاقة مباشرة بنظرة الإنسان إلى الأمور من حيث التشاؤم والتفاؤل؛ فالذي يسخط ويحزن وينظر إلى الحياة بمنظار أسود فسيراها كذلك، فتضيق عليه الأرض بما رحبت إن تعرَّض لأزمة وإن كانت بسيطة، وتبعد عليه المسافات وإن قربت، وتتعقَّد الأمور وإن سهلت، ولعلنا نلاحظ ذلك عندما تستحكم نظرة اليأس والتشاؤم من إنسان؛ فالإنسان الساخط غير الراضي بقسمة الله، تراه تسيطر عليه حالة من البؤس والشقاء، وتظلِّله غمامةٌ سوداء تحجب الرؤية عنه فلا يرى السعادة وإن كانت منه قريبة، بل يمكننا القول بأن الإنسان كالإناء يتلوَّن بما يحتويه، فإذا كان التفاؤل يملؤه، والبشر يغمره، انعكس ذلك على تصرفاته وأفكاره، فتراه يُعطي الحياة لونها البهيج، وإذا سيطر عليه التشاؤم، وأحاطه اليأس وتمكن من نفسه وقلبه، انعكس ذلك على تصرفاته ومنطقه في التعامل مع الأحداث، وسيكسوها القلق والاضطراب، ويُغطيها الخوف والانقباض من أقل الأحداث خطورةً.. يُروى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ: "لَا بَأْسَ عَلَيْكَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: طَهُورٌ بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ الْقُبُورَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَنَعَمْ إِذًا" من هنا نقول إن التفاؤل متى اكتست به النفس صارت قويةً عتيةً واستعصت على كل الصعاب، فلا أحد يستطيع أن يُنكر ما للروح المعنوية من أثر باهر لدى الأفراد والجماعات. ![]() ![]() ![]() ![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة أميرة التميز ; 2009- 2- 22 الساعة 03:06 PM |
|
![]() |
![]() |
#23 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
ننتظر الجزء الجديد:)
|
![]() |
![]() |
#24 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
![]() الكبار واليأس اليأس لا يعرف إلى الكبار طريقًا، فهم مُحصَّنون منه بكتاب الله وكلمات الله.. إنها التربية العظيمة التي تمنحهم القوة على مجابهة الأمواج العاتية والظروف الحالكة، وكيف ييأس الكبار وربهم يناديهم ويدعوهم إلى عدم اليأس أو القنوط ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: 53). وكيف ييأس الكبار وقد أخبرهم ربهم أن اليأس صفة الذين ضلوا الطريق وفقدوا الدليل ﴿قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ (الحجر: 56). أهمية التفاؤل التفاؤل لا غنى عنه لمن أراد أن يخطوَ للإمام ويصعد للقمم.. إنه السلاح الذي يقهر الخوف واليأس في نفس المؤمن.. إنه الصخرة التي يتحطَّم عليها كل صعب متشدِّد.. إنه الدابة التي يمتطيها الطالب نحو تحقيق هدفه والنبوغ في تخصصه.. إنه الوسيلة التي لا عوضَ عنها لمن أرد مصارعة المستحيل والتغلب عليه. ومن فقد التفاؤل والأمل كان كمن دخل معركته بلا سلاحٍ يُقاتل به عدوَّه، لا.. بل قل إن شئت إنه فقد القدرة على القتال والحافز على الاستبسال؛ فقد دخل معركةً خاسرةً لا محالة. حاجة الناس إلى التفاؤل الكبار يوقنون أن الحياة بدون تفاؤل حياة لا روح فيها؛ فالتفاؤل يعني عندهم الأمل في مستقبل مشرق، واليأس في نظرهم سهمٌ مسمومٌ يصيب الإنسان في مقتل، فإذا به جثة هامدة لا حراك فيها، وإن نبضن عرقه وضخَّ القلب الدم في جسمه. الكبار يستعينون بالتفاؤل والأمل في تجاوز محنهم، والقيام من عثراتهم، فلا غنى لأحد عن التفاؤل؛ فالطالب في حاجةٍ له كي يستسهل الصعاب في طريق تفوُّقه، والزارع حين يجدُّ ويجتهدُ يدفعه التفاؤل والأمل في حصاد يجمع فيه ثمرة تعبه ونصبه، والتاجر يغدو ويروح، يسافر ويرحل؛ يحمل البضائع ويتحمَّل مشاقَّ بيعها وتسويقها، يدفعه التفاؤل إلى الربح الحلال الوفير، والعالم يصبر ويُثابر في معمله، يُجري تجاربه فينجح مرةً ويخفق أخرى يدفعه التفاؤل إلى مواصلة العمل حتى يحقق النجاح ويصل إلى نتائجه. والتفاؤل يحتاجه الجندي في ميادين المعارك؛ أملاً في تحقيق النصر، ويحتاجه المريض الملازم للفراش فيتحمَّل مرارة الدواء أملاً قي تحقق الشفاء وعودة الصحة والعافية، والتفاؤل يحتاجه الشعب المقهور المُحتل، فتهون عليه تضحياته وآلامه أملاً في الاستقلال والحصول على الحرية. والتفاؤل يحتاجه المؤمن في سيره إلى الله؛ فهو يصبر على لأواء الطريق فليزم طاعة ربه، ويبتعد عن معصيته، فيتبع نبيه في كل ما أمر حتى وإن خالف هواه؛ أملاً في نيل جنته والفوز برضوانه. اليأس وأثره كما أن التفاؤل له أثره العظيم في نفوس الكبار في دفعهم للأمام، وتحقيق أهدافهم وتحديهم للصعاب والتغلب عليها؛ فإن اليأس والقنوط لهما أثرهما أيضًا السلبي على أصحاب الهمم الواهية والعزائم الفاترة والإرادة الضعيفة. فاليأس متى تطرَّق إلى نفس الجندي والمقاتل قبل أن يدخل معركته، فإنه سيخسرها لا محالةَ وإن تزوَّد بأحدث الأسلحة وأشدّها فتكًا، واليأس إذا تمكَّن من نفس المريض فسيموت ويهلك وإن أخذ الدواء والتزم إرشادات الأطباء وتعليمات الحكماء. واليأس سيقتل الطموح والرغبة في الارتقاء وإثبات الذات وإن سُخِّرت الإمكانات وزُلِّلت الصعاب ومُهِّدت الطرق، واليأس سيقطع الطريق على العبد متى أخطأ في حق مولاه، وسيمنعه من العودة إلى حظيرة الإيمان، وسيُغلق في وجهه الأبواب المفتَّحة له كي يعود. واليأس سيجعل الطالب متى يئس من النجاح أن يستسلم للفشل، ويترك طريق الجِدِّ والاجتهاد، ويُرحِّب بالراحة والدعة، ولن يُجديَ معه نصحٌ ولن يشمَّ طريق التفوق وإن حصل على الدروس الخصوصية في جميع المواد. ![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة أميرة التميز ; 2009- 2- 22 الساعة 03:07 PM |
|
![]() |
![]() |
#25 |
أسـتـاذة
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
رائئئئئئئئئئئئئئئئئئئع جزاك الله عنا كل خير
لاتعلمين مدى السعادة التي أدخلتيها لنفسي فعلا أمة محمد بخير طالما أن فيها أمثالك بارك الله لك وفيك |
![]() |
![]() |
#26 | |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
اقتباس:
مارأيك أستاذتي بأن تشاركينا وكذلك أخواتي شاركونا ![]() ولنتذكر جميعاً إن لم نغلب الحياة بالتفاؤل غلبتنا باليأس |
|
![]() |
![]() |
#27 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
![]() الكبار وغيرهم الكبار ينظرون إلى المستقبل نظرةَ استشراف وأمل وثقة؛ لأن المستقبل بيد الله، والله غفور رحيم، لا يسوق إلا كلَّ خير، ولا يُكلِّف نفسًا إلا وسعها، وغيرهم ينظر إلى المستقبل نظرةَ تشاؤم وبؤس واستسلام وقلق وخوف، ويترقَّب الكوارث والمصائب. الكبار إذا نزلت بهم نازلة أو أصابتهم مصيبة حمدوا الله واسترجعوا، ولم يتسرَّب اليأس إلى نفوسهم، فلا يجلس مكسورَ النفس مهمومَ الفؤاد، وإنما يرقب الفرج من الله ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)﴾ (الشرح)، بينما غيرهم من الناس يجزعون في المصاب، ويقهرهم الحدث، ويسيطر عليهم اليأس، ويمتلكهم الخوف، ويستسلمون لِمَا وقع بهم، ويعتبرون ما نزل بهم إنما هو بدايةٌ لسلسلة من المصائب. ولذلك فإن الكبار بتفاؤلهم يستطيعون أن يتغلَّبوا على المصاعب ويقهروها؛ حتى يكون لهم شأن في الحياة، بينما غيرهم فالأحداث بتشاؤمهم تسحقهم، والمصائب تُضعفهم، ولا يستمتعون في حياتهم. الكبار يوقنون بأن الله خلقهم في الدنيا ولم يقصد الشقاء لهم، أو يكتب التعاسة عليهم، بل خلقهم ليكونوا خليفته في الأرض ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ﴾ (الأنعام: من الآية 156)، بينما غيرهم بتشاؤمهم يرون الدنيا سوداء مظلمة، سعادتهم فيها لحظية، يرضون بالدنيَّة في كل شيء، يخشون الواقع وتقلُّب الأيام، ليس لديهم طموح يسعون إليه، قُتلت في نفوسهم الرغبة في الارتقاء والتقدم. التفاؤل سلوك الكبار التفاؤل من السلوك التي تُميِّز الكبار عن غيرهم؛ فالكبار إذا كانوا في ميادين القتال كانوا على يقين بعدالة قضيتهم والتي يُقاتلون من أجلها؛ لأنهم مع الله وفي سبيل الله، يردِّدون قوله ويستشعرون معيَّته ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ (173)﴾ (الصافات). والكبار إذا كانوا على فراش المرض لم يتسلَّل اليأس إلى قلوبهم، ولم يفقدوا الأمل في الشفاء، ولم ينقطع رجاؤهم في العافية؛ صابرون على كل الأحوال، فهم ينظرون إليه (أي المرض) أنه مطهرة لذنوبهم، إنها نظرة الرضا والحب عن ربهم، وبجانب ذلك فهم يدعون ربهم آملين في الشفاء، يحدوهم ابتهال إبراهيم عليه السلام ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ (الشعراء: 80). والكبار إذا كبرت سنُّهم واقترب عمرهم من الانتهاء وأصبحوا على مشارف الموت وجاءهم النذير فاشتعل الشيب في رءوسهم، وضعف الجسد وأوهن، لم يحزنوا على ما فاتهم، ولم يبكوا حالهم، بل استشرفوا القادم، واستبشروا خيرًا، فلا زالوا على آمالهم واحتفظوا بحظهم المنتظر من ربهم؛ الرحمة والمغفرة، ثم الجنة والنعيم المقيم ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا﴾ (مريم: 60: 63). والكبار إذا أخطؤوا يومًا أو زلَّت نفوسهم لحظةً فارتكبوا ذنبًا، لم ييأسوا من رحمة الله، ولم يساورهم شكٌّ في مغفرته لهم، فمهما كانت ذنوبهم عظيمة فإن عفو الله أعظم ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: 53). والكبار في أشدِّ اللحظات ألمًا، وأقواها مصابًا، تراهم صابرون محتسبون، لم يتطرَّق اليأس إلى أفئدتهم، بل تجد فيهم الرجاء الشديد ألا يحرمهم الله الأجر في مصابهم، ويزيل ما نزل بهم من ألم، ويخفِّف ما وقع بهم من وجع ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ (البقرة: 156-157). الكبار إذا ظلمهم غيرهم، ونالوا من حقوقهم، لم يفقدوا الأمل في تحصيل ما فقدوه، ولم ييأسوا في أن حقهم سيصل إليهم يومًا ما ﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ (الحج: 60). ![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة أميرة التميز ; 2009- 2- 22 الساعة 03:03 PM |
|
![]() |
![]() |
#28 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
جزاء الله خيرآ ...
وبارك اله فيك ولأمثالك .. بنتظاار المزيد منكٍ .. |
![]() |
![]() |
#29 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
|
![]() |
![]() |
#30 |
أكـاديـمـي مـشـارك
![]() |
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)
![]() نماذج من تفاؤل الكبار صلاح الدين الأيوبي ذلك المجاهد.. من الكبار الذين حملوا على عاتقهم همَّ الدفاع عن المقدسات، وقرَّر قتل اليأس في نفوس المسلمين، وإحياء النخوة والقوة بداخلهم من جديد، فكان ظهوره بحق ميلادًا للأمل الذي طال انتظاره، ورجاءً شك الكثيرون في تحقيقه. ظهر هذا البطل المغوار في ظروف صعبة، وفي وقت حرج، فَقَدَ فيه المسلمون هيبتهم في قلوب عدوِّهم، قبل أن يفقدوا كرامتهم وقوتهم في ميادين القتال، وساحات الحروب. ظهر صلاح الدين وقد استولى الصليبيون على كثير من المدن الإسلامية، وفي مقدمتها مدينة القدس، وعلى رأسها المسجد الأقصى، وظلت في حوزتهم وتحت سيطرتهم قرابة قرن من الزمان، حتى يئس الجميع، ورُمي بالجنون والسفه من ظن أن تقوم للمسلمين قائمة، وظن المسلمون كما ظن غيرهم أن لا أمل في تحقيق النصر، والظفر على الأعداء، وتحرير المقدسات. ولكن مع الإصرار والرغبة في التحرر، والأمل في حياة طيبة كريمة، والتفاؤل بمعية الله ونصره، والثقة في تأييد الله وتمكينه، استطاع هذا البطل العظيم أن يُحرر المسجد الأقصى، ويقهر الصليبيِّين، ويذيقهم لباس الذل والمهانة في معركة حطين الحاسمة. سيف الدين قطز بطل من الأبطال، وعظيم من العظماء.. واجه الكثير من التحديات، والعديد من الصعوبات، صارعته المحن في أشد صورها، الصورة كانت واضحةً أمام عينه، يأس متمكن من النفوس، واستسلام مُذلٌّ للعدو وهو في أعتى صور التجبُّر والقهر، إنهم المغول والتتار الذين أشعلوا الأرض حربًا، وسعوا في الأرض فسادًا، لم تكن لهم قيمٌ يحتكمون إليها، أو عهود يلتزمون بها، من حاربهم قاتلوه، ومن استسلم لهم أيضًا قتلوه وذبحوه، استطاعوا تخريب العالم الإسلامي وتدميره إن شئت أن تقول، نهبوا الأموال المصانة، وداسوا القيم المقدسة، وفتكوا بالأنفس البريئة، وهتكوا الأعراض المحرمة، حتى قيل إن هولاكو استطاع إقامة جبال شامخة وأهرامات عالية من جماجم المسلمين، وإن شئت أن تتضح الصورة أمام عينيك فاسمع إلى كلام المؤرخ "ابن الأثير الجزري" وهو يصف هول الأحداث: "لقد بقيت عدة سنين مُعرِضًا عن ذكر الحادثة؛ استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فكنت أُقَدِّمُ رجلاً وأؤخِّرُ أخرى فمن الذي يسهل عليه أن يكتب بيديه نعيَ الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني!! ويا ليتني كنت نسيًا منسيًّا!!". من كان يظن أن يتخلَّص العالم الإسلامي من هذا الخطر الداهم، والجاثم على صدور المسلمين، لا أظن أن أحدًا كان يُفكر في التحرير، أو عنده الأمل في تحقيق ذلك، حتى جاء المجاهد الكبير، والفارس العظيم، الذي لا يعرف المستحيل، فخطَّط ودرس، وبثَّ الروح من جديد، وبنى اليقين في نفوس المسلمين، فاستطاع أن يقهر التتار ويُلحق بهم هزيمةً ساحقةً في معركة "عين جالوت"، رُفعت بها رؤوس المسلمين، وعلت بها هاماتُ المؤمنين، وأصبح لهم المجد والعظمة والرفعة. الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا في الأحزاب هناك مواقف يُختبر فيها الرجال وتظهر حينها معادنهم، إنهم فريقان: الأول: فريق واثق في النصر ثابت على الحق يبث الاطمئنان، وينشر الأمل في قلوب من حوله، وهؤلاء الذين قال الله فيهم ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب:22). والثاني: فريق فاقد الثقة، غير قادر على مواجهة الآخر، يبثُّ الخوف، وينشر الرعب، ويهزُّ الثقة في نفوس المحيطين به، فيُضعف الصفَّ، ويوهن تماسكه ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الأحزاب: 18). وهذا الصنف من الناس (الفريق الثاني) وإن كان نفاقهم معلمًا رئيسيًّا من معالم شخصياتهم، وسمةً من سماتهم النفسية، إلا أن الخوف والخور واضح في أسلوبهم، فهم يخشون أن تكون الدائرة على المسلمين، وهم لا يكتمون ذلك بل يدعون غيرهم للتخاذل ولذلك سُمُّوا بالمعوِّقين؛ لأنهم يعوِّقون حركة التقدم إلى الأمام، ويعطِّلون مسيرة الحق، ويقتلون الحماسة في نفوس المرابطين، وصدق فيهم قول الله عز وجل ﴿فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ﴾ (الأحزاب: 19)؛ أي: من شدة خوفه وجزعه، وهكذا خوف هؤلاء الجبناء من القتال ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾ أي: فإذا كان الأمن، تكلموا كلامًا بليغًا فصيحًا عاليًا، وادَّعَوا لأنفسهم المقامات العالية في الشجاعة والنجدة، وهم يكذبون في ذلك . المرجع من دراسات وقضايا .... التفاؤل من أخلاق الكبار ![]() |
التعديل الأخير تم بواسطة أميرة التميز ; 2009- 2- 23 الساعة 01:07 AM |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
متفائلات, لنكن, إيجابيات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|