 |
|
||||||
| منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات . |
 |
|
|
أدوات الموضوع |
2012- 12- 26
|
#21 |
|
أكـاديـمـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي
الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي الخطوة الأولى لاختلاف الأساليب تبدأ بالفرق بين الأسلوبين: العلمي والأدبي، ففي ما مضى كان الكاتب حين يُريد الكتابة في موضوع يجب عليه : 1-أن يختار الأفكار التي يُريد أداءها لجِدّتها أو قيمتها أو ملاءمتها لمُقتضى الحال . 2- ثمّ يُرتب هذه الأفكار ترتيبًا معقولًا ليكون ذلك أدعى إلى فهمها وحُسن ارتباطها في ذهن القارئ . 3-يُعبّر عنها بالألفاظ اللائقة بها . فإذا ما فعل ذلك حصل على الأسلوب العلمي، ونذكر مثال على هذا الأسلوب في مقال عن وصف الأهرام: "كان القصد من بناء الأهرام إيجاد مكان حصين خفي يوضع فيه تابوت الملك بعد مماته؛ ولذلك شيدوا الهرم الأكبر وجعلوا فيه أسرابًا خفيّة زلقة صعبة الولوج لضيقها وانخفاض سقفها وامّلاسها حتى لا يتسنّى لأحد الوصول إلى المخدع الذي به التابوت؛ ومن أجل ذلك أيضًا سُدّ مدخل الهرم بحجر هائل متحرك ولا يعرف سرّ تحريكه إلّا الكهنة والحرّاس، ووُضعت أمثال هذا الحجر على مسافات متتابعة في الأسراب المذكورة، وبهذه الطريقة بقي المدخل ومنافذ تلك الأسراب مجهولة أجيالًا من الزمان، ويُعدّ الهرم الأكبر من عجائب الدنيا قرر المهندسون والمؤرخون أن بناءه يشمل 2,300,000 حجر، متوسط وزن الحجر منها طنّان ونصف طن، وكان يشتغل في بناء الهرم مائة ألف رجل يُستبدل بهم غيرهم كُلّ ثلاثة أشهر وقد استغرق بناؤه عشرين عامًا. وجميع هذا الهرم شُيّد من الحجر الجيري الصلب ماعدا المخدع الأكبر فإنه من الصخر المحبب وكان الهرم مُغطّى بطبقة من الجرانيت فوقها أخرى من الحجر الجيري المصقول ووضع الملاط بين الأحجار في غاية الدقة حتى كأن الناظر إلى الهرم يكاد يظنه صخرة واحدة." وهنا يتبين لنا أن كاتب هذه القطعة: 1/ قد اختار هذه الحقائق أو المعارف لأهميتها في تاريخ الأهرام. 2/ ثم رتبها هذا الترتيب الذي رأيته فعرض لسبب البناء، ولهذا الوصف الذي يُطابق سر هذا البناء، ثم انتقل إلى ذكر هذه الأفكار التفصيلية المتصلة بالبناء. 3/ عبّر عنه بعبارة سهلة كاشفة، وهذا هو الأسلوب العلمي الذي يُتخذ وسيلة لنشر المعارف وتغذية العقل دون أن تطغى شخصية الكاتب فيه. وأحيانًا يقف الكاتب عند هذه الحقائق والمعارف ولا يجعل قصده تغذية العقل بالأفكار وإنما يُعرّف هذه الحقائق ويختار أهمها وأبرزها الذي يستطيع أن يجد فيه مظهرًا لجمال ظاهر أو خفي أو معرضًا لعظة واعتبار أو داعيًا لتفكير وتأثير ثم يُفسر ما اختار تفسيرًا خاصًا به، بما يخلع عليه من نفسه المتعجبة أو المتعظة، الراضية أو الساخطة، ثم يحاول نقل هذا الانفعال أو إثارة مثله إلى نفوس القرّاء والسامعين ليكونوا معجبين أو مغتبطين، راضين أ, ساخطين، وبذلك يدخل في الأسلوب هذا العنصر الجديد الذي يصور الشعور وهو الخيال. أمّا الأسلوب الأدبي فنأتي بمثال له وهو حديث لعيسى بن هشام يقول فيه: "ولمّا وقفت بنا الركاب في ساحة الأهرام وقفنا هناك موقف الإجلال والإعظام قبالة ذلك العلم الذي يطاول الروابي والأعلام والهضبة التي تعلو الهضاب والآكام والبنية التي تشرف على رضوى وشمام، وتبلى ببقائها جدة الليالي للأيام، وتُطوى تحت ظلالها أقوامًا بعد أقوام وتفنى بدوامها أعمار السنين والأعوام، خلقت ثياب الدهر وهي لا تزال في ثوبها القشيب وشابت القرون وأخطأ قرنها وخطّ المشيب، مابرحت ثابتة تُناطح مواقع النجوم، وتسخر بثواقب الشهب والرجوم.” وإذا أردنا أن نُقارن بين النصين نرى عندها أن موضوع النصين واحد وهو وصف الأهرام إلّا أننا رأينا في عبارات القطعة الثانية خواص لا نجدها في عبارات الأولى سواء في هذه الكلمات الجزلة الفخمة البريئة من المصطلحات العلمية، والتحديد الدقيق وفي هذه الجمل المختارة القوية المسجوعة، وهذه الصور المتتابعة من تشابيه واستعارات فالهرم مرّة جبل وأخرى حرب الدهر وثالثة فتاة شابة خالدة الشباب، وأخيرًا هذه الموسيقى العامة الفخمة التي هي في الحقيقة صوت هذه الانفعال النفسي الذي ملك على الكاتب شعوره الباطني ففاض على قلمه ألفاظًا وعبارات. هذه الإعجاب هو ما منح الأسلوب صفته الأدبية، وأيدي شخصية الكاتب في هذا الموقف فإذا بها تُكبر الأهرام، وتعجب بقوة الإنسان ثم تدل على درس للأدب القديم واعتزاز بهذه الصنعة اللفظية والجزالة اللغوية والصور البيانية القديمة وهذا الإعجاب – باعتباره انفعالًا – تعجز اللغة العادية عن تصويره لأنها وضعت بإزاء الأفكار لتعبر عن هذا الفعل الهادئ المحدود، أما الانفعال فهو قوة له لغة خاصة به وهي التي يحتال لها الأديب فيؤلفها مستعينًا بالخيال من تشبيه واستعارة وكناية وحسن تعليل ونحو ذلك لتكون ملائمة لما تؤدي من روعة وسخط وحب وما إليها. وبالموازنة بين هذين النصين نستطيع أن نفرق بين الأسلوبين العلمي والأدبي فيما يلي: الفرق بين الأسلوب العلمي والأدبي : 1- الانفعال أو العاطفة في الأسلوب الأدبي , بينما العلمي الحقائق والمعارف .. 2- الغرض من الأسلوب العلمي أداء الحقائق وخدمة المعرفة , بينما بالأدبي أثارة الانفعال بنفوس القراء 3- الأسلوب العلمي تمتاز فيه العبارة بالدقة والتحديد , والأدبي تمتاز بالتفخيم والتعميم . 4- استخدام المصطلحات العلمية والأرقام في الأسلوب العلمي , بينما الأدبي يستخدم فيها الصور الخيالية 5- لانجد التكرار في الأسلوب العلمي , اما الأدبي فنرى عدة صور بيانية .. يتميز الأسلوب الأدبي بــ : 1- تكرار الفكرة مع اختلاف الأسلوب . 2- وكثرة الموسيقى والصور والتشبيهات . 3- صوت الانفعال النفسي لدى الكاتب ونورد لك هنا ماقال شوقي في الاهرام ليكون مثالاً تطبيقيًّا مثال ما قال شوقي في الأهرام : ((ما أنت يا أهرام ؟أشواهق أجرام أم شواهد إجرام ,وأوضاع معالم أم أشباح مظالم ؟ وجلائل أبنية وآثار ,أم دلائل أنانية واستئثار؟وتمثال منصب من الجبرية أم مثال صاح من العبقرية ؟يا كليل البصر عن مواضع العبر, قليل من البصر بمواقع الآيات الكبر:قف ناج الأحجار الدوارس , وتعلم فإن الآثار مدارس . وهذه الحجارة حجور لعب عليها الأول ,وهذه الصفاح صفائح ممالك ودول ,وذلك الركام من الرمال ,غبار أحداج وأحمال ,من كل ركب أم ثم مال . في هذا الحرم درج عيسى صبيا ,ووقعت بين يديه الكواكب جثيا.وههنا جلال الخلق وثبوته ونفاذ العقل وجبروته ,ومطالع الفن وبيوته ,ومن هنا نتعلم أن حسن الثناء ,مرهون بإحسان البناء . ان مواهب النفس وحدة واحدة والإنشاء كله صنف واحد لا فرق بين فنونه شعرا او نثرا فهو تعبير عن النفس او عن تفاعلها مع الطبيعة او هو ادب وكفى ولكن هل تنبهوا الى ان النفس البشرية لا تكون بحال واحدة دائما كما قلنا؟ الأسلوب و الأديب *اختلاف الموضوع لدى الأديب : وهنا نقول في ناحية ثانيه هى اختلاف الأساليب تبعا لاختلاف المنشئين سواء كانوا كتابا أم خطباء أم شعراء أم مؤلفين ألى غير هذا فالموضوع هنا واحد خطابه أو كتابه او شعر ولكن الاشخاص يتعددون فإذا بالأسلوب يختلف في الفن الواحد باختلاف هؤلاء الأدباء اذ نرى لكل منهم طابعا خاصا في تفكيره وتعبيره وتصويره ممتازا بة من الأخر في هذه العناصر وقد يصح لنا بعد ذلك ان نقول مع القائلين : الأسلوب هو الأديب او هو الرجل الى نحو ذلك من العبارات . ومن ذلك ينبغي الأ ننسى أن المرجع الأول لهذين النوعين من اختلاف الأسلوب هو نفس الإنسان ان الاديب نفسه يعتمد على عقله ليشرح نظرية عملية , او مسألة اجتماعية, او قاعدة قانونية. *وخلاصة ما ذكر هنا تنتهي إلى أمرين اثنين: 1/ ان مقتضى الحال - او الدواعي – يحمل الانسان على اختيار الفن الادبي الذي يؤدي به مايشاء : رسالة, او مقالة, او خطابة، او قصيدة, فيسلك في اسلوبه مسلكا خاصا هو هذه العبارات اللفظيه التي تلائم فنه وقد مضى القول في ذلك 2/أن الأديب في حدود الفن ومع التزامه خواصه الأدبيه العامه يطيع الاسلوب طابعا آخر ممتازا وخصا بة هو بحيث لا يتوافر لصاحبه في نفس الفن او الموضوع وبذلك يتحقق الاسلوب ميزتان : ميزه عامه من حيث هو خطابه او شعر او كتابة, وميزه خاصة من حيث هو اثر الأديب ممتاز, فالخطابة لها خواصها الاسلوبية العامه التي ذكرت والشعر كذلك ذو اسلوب مميز بالوزن والقافية والموسيقى وغيرهما ولكن المتنبى مثلا في أسلوبه– زيادة على ذلك – خواص في التفكير والتعبير والسلوك تفرقه عن ابى تمام والبحترى والمعرى وللكتابة اسلوب خال من قيود الشعر وتقاليد الخطابه. *على ان هذه المميزات- أو الشخصيه الأدبية– لا تكون فرديه فقط بل تكون كذلك اجتماعيه فنجد العصر الواحد من العصور الأدبيه له طوابع عامه شائعة بين أدباءه منها تتكون ميزاته الأدبية. او شخصيته الأسلوبيه التي يخالف بها سائر العصور ونجد الشعب الواحد له خواصه الادبية التي تفرقه من آخر يوافقه في لغته وجنس أدبه. (أ) فالعصر الجاهلي: له شخصيته الأدبيه التي تتخلص في أنها صحراويه بدوية خشنه , جاهلة, مضطربة, ذكيه تعتمد على الحس اكثر من غيرة وتشتق عناصره الخيالية من المفاوز العريضة والجبال الشماء والوعول الممتنعة [ب] العصر العباسي: ذو ادب حضرى مترف؛ مثقف؛هادي؛مستقر؛يعتقد على العقل المفكر؛العلم الكثير؛والمزاج الرقيق؛والحياة الخصبة الناعمة؛والبيئة الاجتماعية المنظمة؛ففاض الادب بالمذهب الدينية والفلسفية؛وامتاز التنسيق والعمق؛واعتمد على الطبيعة الجميلة؛والأزهار الناضرة؛والقيان الفاتنة ورق اسلوبه ولانت عباراته؛فكان ادب خضريا مهذباً على العموم. [ج] وعصرنا الحديث:له طابعه العام في الادب كذلك؛يتراءى في هذا الجهاد المتواصل؛والنهضة النشيطة؛والحرية التفكير والتعبير؛والتأثير الشديد بالآداب الاجنبية؛والحضارة الغربية؛والتجديد في انشاء الادب الدراسته والتخلص من التقليد. [د] أما اللغات العامية : في هذه الأقطار فالاختلاف فيها أوضح و أوسع مدى لخضوعها للحياة الموضعية , واختلاف الطارئين على كل قطر وتباين نظام الحياة ومشاهدها , وعدم خضوعها لوحدة عامة مشتركة بين هذه الشعوب , ولولا هذه اللغة الفصيحة العامة التي توحد بين الأساليب العربية في التأليف العلمي والإنشاء الأدبي لكان اختلاف الأدب قويا ولضعف التفاهم بين المتأدبين كما ضعف بين العوام في هذه البلاد المتباينة *الأسلوب والشخصية* الشخصية مايميز الفرد من سواه أو هي مجموع الصفات الجسمية والعقلية والخلقية التي يتصف بها الإنسان وعقلية: كالذكاء وصحة الاستنباط , وعمق التفكير أو عكسها وجسمية: كاعتدال القامة, وقوة البنية , وحسن الهيئة وماسواها. وتكون اجتماعية : كالإيثار والتحاب والطاعة ومزاجية : كالدموى والسوداوى والبلغمى والصفراوي مما يدخل في تكوين الإنسان ويميزه من سواه وكثيرا ما تتجلى قوة الشخصية في الذكاء والجاذبية والحكمة والصراحة والثقة بالنفس والشجاعة وقوة البيان من تلك العناصر التي تدعو إلى الحمية والاحترام وتسمو بصاحبها إلى ذروة المجد في هذه الحياة والأدب معرض لظهور الشخصية واضحة فمن المقرر أن العاطفة هي التي تميز الأدب من العلم يتميز الفرد بشخصيته فإن الأديب حين يعبر عن شخصيته تعبيرا صادقا يصف تجاربها ونزعاتها ومزاجها وطريقة اتصالها بالحياة فأسلوبه مشتق من نفسه : من عقله, عواطفه, وخياله, ولغته. فالجاحظ:كاتب متعمق مستقص يلح وراء المعاني والأوصاف الخواطر لا يترك منها شيئا يطوّع اللغة لعقله وشعوره وخياله فيوردها ألفاظا دقيقة ابن خلدون: كاتب عالم وشيخ وقور ذو عقل رياضي يعرض النظريات ويأخذ في اثباتها بعبارات متشابهه والركاكة الموسيقية. طه حسين: متأثر بالجاحظ في أسلوبه أحمد أمين: فرجل يريح قراءه ولا يندمج فيهم يعرض أدلته ويستأثر باستغلالها وينتهي إلى نتائجه. ومن ذالك: المشيب في رأى المعرى أزهار الرياض وزينتها: والشيب أزهار الشباب فما له يخفى وحسن الروض في الأزهار ولكنه في رأى الشريف الرضى سيف مصل على الرءوس تحمله بدون عناء: غالطوني عن المشيب وقالوا: لا ترع إنه جلاء حسام قلت: ما أمن من على الرأس منه صارم الحد في يد الأيام ذلك لأن المعرى فيلسوف حكيم يعرف الدنيا ويقبل قوانينها الطبيعية مهما يضمر في نقسه من سخط واستئناس ولكن الشريف محب للحياة حريص على الشباب متصل بالنعيم فلما أنذروه المشيب فزع وارتاع وتوقع النازلة. *عناصر الشخصيه وما قد يكون لها من اثر في الاسلوب : (1) الطبع: فالرقيق الطبع ترق ألفاظه, وتسهل فقره , وتلين عباراته, والخشن الجافي تجزل ألفاظه ,وتوجز جمله. (2) أثر البيئة: فابن البادية المقيم في الفلاة حيث يرى الجدب الغالب والطبيعة القاحلة الجرداء.كابن الحاضرة المترفة الخاصبة يلقى العيش رقيقا والملبس ناعما والمزارع ناضرة والأخوان ظرفاء. (3) الثقافة والتربية: فالمهذب المثقف يكون اعمق تفكيرا, وأحسن ترتيبا للمعاني, وأحرص على جمال التصوير , وصفاء التعبير, وبذلك تغزر معانيه وتهذب عباراته, ويتوافر له الملاءمه بين الألفاظ والمعاني. والجاهل الذي لم تصقله التربيه او لم يزود بثقافة كافيه . الطبع ويتوجه جمال اللفظ وإشراق الديباجه من ابتكار المعاني. (4) الابتكار: فمن الادباء من يلتفت ألى نفسه , ويثق بها ويحاول ان يفتح بها او فيها أفاقا من التفكير او الشعر او التخيل ليعرضها كما هي في أقوي ثم يطوع أساليب اللغة طريقه تفكيره وتصويره فإذا به شئ جديد وشخصيته ممتازة وقد يلقى انكارا وعنتآ , المبتكرون هم أصحاب الشخصيات البارزة الذين أنشأوا مدارس أدبيه غيرت مجرى تاريخ النظم والنثر وبقيت خالدة على الأيام. دلالــة الأسلوب على الشخصية فــــــــــي الشـــــــــعــــــر قال أبو تمام يعاتب محمد بن عبد الملك الزيات: لئن هممي أوجدنني في تقلبي ... مآلاً، لقد أفقدنني منكَ موئلا وإنْ رُمْتُ أَمْراً مُدْبِرَ الوَجْهِ إنَّني ... سأتْركُ حَظّاً في فِنائِكَ مُقْبِلا وإنْ كنتُ أخطو ساحة َ المَحْل إنَّني ... لأتركُ رَوْضاً مِنْ جدَاكَ وجَدْولا كذلكَ لا يُلْقِي المُسَافِرُ رَحْلَه ... إلى منقلِ حتى يُخلفّ منقلا ولا صاحبُ التطوافِ يعمرُ منهلاً ... وربعاً إذا لم يخلِ ربعاً ومنهلا ومنْ ذا يداني أو ينائي وهلْ فتى ... يحلُّ عرى الترحالِ أو يترحلا؟ فمرني بأمرٍ أحوذيٍّ فإنني ... أرى الناس قد أثْروا وأصبحتُ مُرْمِلا فَسِيَّانِ عِنْدي صَادفَوُا لي مَطْعنا ً ... أُعَابُ بهِ أو صَادَفُوا لي مَقْتلا وقال البحتري يعاتب الفتح بن خاقان : يريّبني الشيء تأتي به ... وأُكبِرُ قدرك أن أستَريبا وأكره أن أتمادى على ... سبيل اغترار فألْقى شَعوبا أُكذِّب ظني بأن قد سخِطْتَ ... وما كنتُ أعهد ظني كذوبا ولو لم تكن ساخطاً لم أكن ... أذُمّ الزمان وأشكو الخُطوبا ولابد من لوْمةٍ أنتحي ... عليك بها مُخطئاً أو مُصيبا أيصبح وِرْديَ في ساحتيـ ... كَ طرفا ومرْعاي محْلاً جَديبا أبيع الأحِبةَ بيع السّوام ... وآسى عليهم حبيباً حبيبا ففى كل يوم لنا موقف ... يُشقِّق فيه الوداعُ الجيوبا وما كان سخطُك إلا الفراق ... أفاض الدموع وأشْجَى القُلوبا ولو كنت أعرف ذنباً لما كـا ... ن خالجني الشكّ في أن أتوبا سأصْبِرُ حتى ألاقي رِضا ... كَ إما بعيداً وإما قريبا أراقبُ رأيك حتى يصحّ ... وأنظرُ عطفَك حتى يَثوبا وقال المتنبي يعاتب سيف الدولة : يا أَعدَلَ الناسِ إِلا في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةٍ أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ كَم تَطلُبونَ لَنا عَيبًا فَيُعجِزُكُمْ وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ هَذا عِتابُكَ إِلا أَنَّهُ مِقَةٌ قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلا أَنَّهُ كَلِمُ موضوع القصائد واحد هو العتاب والاصل فيه تصوير الوفاء والبقبا على ماضي الصداقه ثم الاسف والاستنكار لما حدث لهذا كان موقفا دقيقا يحتاج الى براعه حتى لايعود هجاء وقطيعه وحتى يجمع صاحبه بين الوفاء لصديقه والانتصار لنفسه فلا يفرط في اللوم فيعود خشنا ثقيلا ولايفرط في الانتصاف فيعود هينا ذليلا ومع هذا فقد وقف كل من هؤلاء الثلاثه موقفا ادبيا يدل على شخصيه واضحه ممتازه .. فأما ابو تمام فكان واقفا في منتصف الطريق لم يقرب من صاحبه جدا ولم يبعد عنه كذالك وأخذ يعرض عليه الامر مستأذنا لااضيا بما يقع مشيرا الى اثاره على سواه وهم كثير معنيا بنفسه وبفنه يصنعه بدقه واتقان يوسط عقله بينه وبين صديقه واذا كان لابد من ذكر ميزاته الشخصيه كما تشي هذه الابيات فابو تمام انسان ذكي حذر يعتد بقلبه فيبخل به ويؤمن بعقله فيعتمد عليه مخلص لنفسه وفنه اكثر من عنايته بالناس يرضى بما يكون ويقتصد في اتصاله بالحياة قوى الطبع مؤمن بالقضاء . 2)) وأما ابو عباده البحتري فقد تقدم الى صاحبه يكاد يحتضنه ويلقى بنفسه بين يديه لولا براءته من الذنوب واعتزازه بان الحق في جانبه قد ملك عليه الاسف والطمع نفسه فعجب ان يرنق ورده صمم على البقاء حيث كان واثقا من ظهور الحق ومعاوده الصفاء البحتري اذا رقيق الطبع جميل الذوق لين الجانب وفي حسن الظن بالايام بارع شديد الاتصال بالحياه قريب المثال طبعي الفن متفائل ليس في حذر ابي تمام ولا سخط المتنبي . 3)) وابو الطيب شيئ آخر فقد نفر من صاحبه ساخطا متوعدا متعاليا يرميه بالغفله والتحيز معتزا بنفسه فخورا بخلقه وفنه مزريا بالرؤساء والشعراء ولاهم ظهره غير مباليهم اذا لم يحسنو تقديره ولم يدركو مكانته واذا فهو يودعهم نادمين وسبب ذلك داله له على سيف الدوله وعرفانه مكانه نفسه وهذه السعايه التي خضع لها امير بن حمدان فالمتنبي جافي الطبع طموح مغرور بعيد الامل قليل الوسائل ساخط على الحياه والاحياء يؤمن بالقوه ويعتز بها يثق بشعره الى ابعد حد ولا يرى نفسه دون الملوك ولا من طراز الناس. ولعل البحتري ارق الثلاثه وارضاهم والمتنبي اجفاهم واسخطهم وابو تمام اوسطهم واشدهم حذرا واحتياطا وقد سئل الشريف الرضى عنهم فقال ( اما ابو تمام فخطيب منير واما البحتري فواصف جؤذر واما المتنبي فقائد عسكر ). صفات الاسلوب ما أوصاف الأسلوب؟ للأسلوب اوصاف شتى يمكن معرفتها بالنظرة السريعة كالأسلوب الموجز أو المساوى أو السهل أو الغامض أو التصويري الى غير ذلك من السمات الواضحة في العبارات , والتي يمكن بها تعدد الأساليب الى اشكال كثيرة ولكن الذي يذكر هنا انما هو أعم الصفات من جهة وأعمقها من جهة اخرى لتناولها جميع اللأساليب ولصلتها بنفس الاديب ومعارفه وعواطفه وذوقه وبعباراته لذلك كان من الأصح أن تسمى عناصر أو اركانا ولعلها ترجع جميعا الى أصل واحد هو صدق التعبير . يمكن ارجاع هذه الصفات الى ثلاثة قياسا على الغايات التي يقصد اليها المنشئون: 1) الوضوح لقصد الافهام. 2) القوة لقصد التأثير. 3) الجمال الامتاع او السرور اولا :وضوح الاسلوب ماذا يجب على البليغ من مراعاته في جانب وضوح الأسلوب؟ أولا يجب على البليغ ان يكون واضحا مفهوما ما يرمى الى افادة قرائه ورفع مستواهم الثقافي ولا يستطيع ذلك بالوقوف عند تزويدهم بالمعارف جافة ثقيلة بل يحسن به أن يكتب معارف حياة وروعة شائقة بما يثبت فيها من عواطف و أخيلة ملائمة كما قيل من قبل والمصدر الأول للوضوح هو عقل الأديب. وبعد ذلك يأتي التعبير اللغوي الذي يتطلب من المنشئ ثروة لغوية وقدرة على التصرف في التراكيب والعبارات لتلائم افكاره وطريقة تفكيره . ما الاسباب التي تؤدي الى غموض الفكرة؟ نعم قد تكون الفكرة في ذاتها غامضة لأن : 1) الاديب عندما يبحث عنها عليه ان يعرضها كما هي بأحدث أوضاعها كما نرى في تاريخ العلوم والفلسفة . 2) وقد يكون القراء أنفسهم دون مستوى الأديب . ليكون البليغ تام عليه أن يكتب لهم باللغة التي يفهمونها تاركا التحرج أو الاعتزال ما الخطوتان اللازمتان لتحقيق الوضوح الأسلوبي؟ 1) متصل بالأفكار وهو الدقة . 2) متصل بالقارئ وهو الجلاء . كيف يتحققان هذان الأمران ؟ أولا: الدقة أو الوضوح : يجب ان تؤدى كما هي ممتازة عن سواها ظاهرة الخواص والمعالم سواء أكانت قريبة سهلة كقول الطغرائي: ومن يستعن بالصبر نال مراده ولو بعد حين انه خير مسعد يقوم وضوح الفكرة ودقتها على لغة الكاتب وكلماته المفردة التي يؤثرها لأنها أدل من سواها على ما يريد. اذكري بعض القوانين التي تساعد في تحقيق الدقة وتحرير الأفكار؟ واستشهدي على ذلك؟ 1-اختيار الكلمات المعينة غير المشتركة بين معان والتي تدل على الفكرة كاملة وذلك يدعو الى ملاحظة هذه الفروق الدقيقة بين ما تسمى المترادفات حتى لا يصير المعنى ذاهب المعالم وقد وضع جرير فيما يسمى الاشتراك حتى ذهب الناس كل مذهب فيما يعنى وذلك في قوله: لو كنت اعلم أن آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل فما كان يفعل يبكي ام يهيم على وجهه أم يمنعهم المسير أم يدفع اليهم شيئا يذكرونه أم ماذا؟ 2-يحسن بالأديب الاستعانة بالمصادر الشارحة أو المقيدة أو المخيلة كالنعت والمضاف اليه والحال والتمييز والاستثناء كقولك: شوقي شاعرا أحسن منه ناثرا ونهر النيل أطول انهار الدنيا 3-ومما يساعد في وضوح الفكرة استعمال الكلمات المتقابلة المتضادة المعاني وشرط ذلك عدم الغلو فيه وإلا عاد صنعة بديعية تفسد الاسلوب كقول البحتري: متى أرت الدنيا نباهة خامل فلا ترقب إلا خمول نبيه 4-البعد عن الغريب الوحشي والعمد لى لغة الناس وما يستطيعون ادراكه وذلك يختلف باختلاف العصور وطبقات الناس فلكل ألفاظ ومستوى أليق به قال الشاعر: حلال لليلى ان تروع فؤاده بهجر ومغفور لليلى ذنوبها تطلع من نفسي لليلى نوازع عوار فأن اليأس منها نصيبها وزالت الشمس عن مستقرها فمن مخبرى في أي أرض غروبها؟ 5- المصطلحات العلمية والفنية والاجتماعية والتاريخية التي وضعت لمعان خاصة محدودة ثانيا : ( الجلاء أو وضوح التراكيب) ما لخطوة الثانية التي يجب على الكاتب الاهتمام بها بعد دقة الفكرة ووضوحها؟ بعد أن يتوافر للكاتب دقة الفكرة ووضوحها تكون خطوته الثانية مطابقة الاسلوب لإدراك القارئ وهي تبدو في صور شتى من الرقة والجزالة أو السهولة والصعوبة حسب المعاني التي تؤديها العبارات. والقانون الاساسي لتحقيق هذا الجلاء هو تحري البساطة في صوغ العبارات ومجانبة التعقيد مع الاحتفاظ بسموها وقوتها وهذا القانون نفسه متصل بالتكوين المنطقي والنحوي للأسلوب ما القواعد التي تفيد في تكوين التراكيب الواضحة ؟ لابد للبليغ من ذوق نحوي شديد يحسن التآلف بين الكلمات لتدل على معنى دقيق معين وتسلم من هذين العدوين الذين يفسدان الكلام اللبس حينما يدل التركيب على معنيين ممكنين أو أكثر ومن خير العبارات التي لوحظ فيها هذا التكوين النحوي السديد ما كتبه أخ الى أخيه ( ايتدأتني بلطف من غير خبرة ثم أعقبتني جفاء من غير هفوة فأطعمني أولك في اخائك وأيأسني آخرك من وفائك فسبحان من لو شاء كشف إيضاح الرأي في أمرك عن عزيمة الشك في حالك فأقمنا على ائتلاف أو افترقنا على خلاف) فيما ينفعنا هذا المثال؟ 1-الوثوق من أن العناصر التركيبية التي يرتبط بعضها ببعض في المعنى كأصل وتابع أو معنى وضده قد ركبت بنظام دقيق وتأليف منسق بحيث لا يتعب القارئ في تبين هذه الصلات بين الأجزاء فينصرف عن المعنى وجهد عقله في غير نفع . 2- مراعاة الجمل معا وما يكون بينهما من فصل أو وصل وما يربطها من حروف العلة او الحال او الاستثناء بحيث لا يترك فواصل دون داع ولا يغفل حرف وصل حيث يجب ذكره ولا توجد فكرة دون التمهيد لها 3- ومما يتصل بذلك الاطناب والمساواة و الايجاز ولسنا نريد هنا فرض أحد هذه الأوصاف على العبارة لأن كل صفة منها تكون أوفى بالغرض ف مقام دون سواها . فالشعر تكفي فيه الكلمة الموجزة واللمحة الخاطفة احيانا لأن طبيعتها لإيجاز والرمز والأسلوب العلمي تلائمه المساواة وكل من الايجاز والتطويل ضار فيه اذ كان مقدمات ونتائج دقيقة محدودة ويكون الاطناب في الخطب والمقالات السياسية والاجتماعية ولعل أسلوب الصحافة الآن أميل الى ذلك ثالثا ( قوة الأسلوب ) س/ ما هي قوة الأسلوب ؟ أن القوة صفة نفسية , تنبع أول أمرها من نفس الأديب الذي يجب أن يكون نفسه مؤثرا منفعلا إذا شاء من قرائه حماسة وانفعالا, وهي لذلك صفة العاطفة والإرادة والأخلاق قبل أن تكون صفة الأسلوب ,وهي قوة لا تكون بالتقليد والتصنع وإنما هي من قوة الأخلاق وصدق العقيدة وصحة الفهم وبعد أغواره. س/ ما هو غرض الوضوح و القوة ؟ اذا كان الغرض من الوضوح هو الاقتصاد المباشر في إجهاد مواهب القارئ . فإن الغرض من القوةالاقتصاد غير المباشر بإيقاظ عقله , وعواطفه, وأخيلته ,لتدرك المعاني بقوة وتحظى بمتعة جديدة. س/ هناك قاعدتان لتحقيق القوة الأسلوبية ..ماهما ..؟ 1/ قوة الصورة. 2/ قوة التركيب. س/مالمراد بقوة الصورة ؟ يراد بالصورة القوية هو ما تتجاوز بالعقل معناها الحرفي إلى معنى أو معان أخرى مجازية أو غيرها , وذلك يكون بالتمثيل , والكناية , والاستعارة.. من ذلك قول بشار : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأى الناس تصفوا مشاربه من خلال هذا البيت يمكن أن نفهم معاني ثلاثا بهذا الترتيب: 1) ان هذا المعنى الحرفي الساذج , وهو ان يحتمل الإنسان شرب الماء على قذاه أحيانا لأنه لا يضمن صفاءه دائما . 2) احتمال الصديق على مابه من عيب , فلم يسلم إنسان من العيوب وهذا المعنى هو المناسب لأن بشارا كان يعاتب. 3) وهو الأخير , احتمال السقوط في الحياة وتحمل عنت الدهر , فلالفوز المطلق غير محتوم . س/ ما هي الوسائل التي تحقق للبليغ قوة التعبير ؟ 1/ استعمال الكلمات المألوفة , المحدودة المعنى , العربية . 2/استخدم الكلمات الوصفية التي تفيد في جمال الاسلوب وفي قوته معا . 3/ الاستعمالالمجازي للكلمات . 4/ التحاشي عن الكلمات الضعيفة والحشو الفارغ. س/ مالمراد بقوة التركيب ..؟ يستطيع المتكلم أن يدل على الكلمات ذات المعاني الهامة بغيرها في المنطق وتكرارها , ولكن الكلام المكتوب لا أثر فيه للصوت , لذلك يجب أن يعرف القارئ أهمية هذه المعاني بوسيلة أخرى ليست صوتية , وهي وضع كلماتها حيث تكتسب عناية وانتباها . س/ ماهي وسائل قوة التراكيب..؟ 1/ تقديم الكلمة أو تأخيرها بالنسبة إلى موضعها الطبيعي دلالة على القصر التفخيم, أو حسن الذوق واللياقة. 2/ من أسباب القوة الطباق البديعي . 3/ لما كانت القوة تستلزم السرعة في أكثر الأحيان , كان الإيجاز لازمافي العبارة عامة , وفي التراكيب خاصة . جمال الأسلوب :. الجمال صفة لازمة للأساليب الأدبية , لا غنى لها عنه مادام الأديب معنيا بإمتاع القراء واحترام أذواقهم . س/ ماالمقصود بجمال الاسلوب..؟ 1-الجمال صفة نفسية تصدر عن خيال الأديب وذوقه, فالخيال المصور يدرك مافي المعاني من عمق ومايتصل بها من أسرار جميلةإدراكا حادا رائعا , والذوق يختار أصفى العبارات وأليقها بهذا الخيال الجميل . 2- الجمال صفة سلبية وإيجابية , يكون بخلو الأسلوب من التنافر والخشونة التي تؤذى الحس والذوق , ثم يجعله صدى صادقا لجمال الذوق والخيال . س/ مالمراد بالناحية السلبية والناحية الايجابية ..؟ اولا: الناحية السلبية . يراد بالناحية السلبية أن تكون العبارة خالية من أساس الاضطراب الصوتي والخشونة القاسية التي لا تنم عن عاطفة أو خيال , وبذلك تجد الكلمات مطردة , متناسقة الحروف والكلمات , وممايعين على ذلك : 1/ قدرة الكاتب على إبعاد الكلمات المتنافرة الحروف . 2/ سرعة الأذن في إدراك الرتابة الصوتية . 3/ لابد من ملاحظة النغمة العامة للاسلوب . ثانيا : الناحية الايجابية . يراد به إعداد الأسلوب لقبول العنصر الإيجابي للجمال , وهو مايمكن تسميته بالتناسب , أو مطابقة اللفظ للمعنى. تداخل الصفات وتعادلها : صفات الاسلوب أشبه شئ بأنغم الموسيقى أو أدواتها , فكما أن هذه لا بد من تعاونها وتآلفها لتكوين نغمة تلائم الدور الملحن موضوعا وغاية , كذلك لا بد من تآزر هذه الصفات وتناسقها حتى يكون الاسلوب متزنا كاملا, وتجد ذلك عند من يعنون بالسهولة أكثر من سواها وقع فيه أبو العتاهية , والبهاء زهير . والعباس بن الاحنف ,والأسلوب القوى الذي فقد التفكير الواضح ثرثرة فارغه , وقد رأيت مثال ذلك عند ابن هانئ والحجاج الثقفي , أما الاسلوب الحريص على جمال الصور أو الصوت غير مبال هذه البساطة الواضحة فإنه يكون زهيدا , فإذا لم يعن بالعقيدة القوية والارادة الصارمة عادوهما ميتا , كما بدا ذلك في عصور الانحطاط الأدبي . أساس النجاح ألا يسمح الأديب لصفة بالحياة على فناء الأخرى, بل لابد من توفيرها جميعا , وحفظ التوازن بينها بدرجة تجعل الأسلوب قائما بواجبه خير قيام . الاسلوبية وعلم اللغة يمكن القول إن علاقة الاسلوبية بعلم اللغة هي علاقة منشأ ومنبت , ولا يعني هذا عدم استقلال علم الأسلوب , بل الأقرب أن يُعدٌ علمًا مساوقًا لعلم اللغة , يهتم بعناصرها , و امكانياتها التعبيرية , وقد طرح بعضهم أن يكون لعلم الأسلوب أقسام علم اللغة نفسها . وقد أدى الارتباط التاريخي بين علم اللغة وعلم الأسلوب ببعض المؤرخين, إلى الوقوع في الخلط بينهما حين عدوا كل دراسة تتناول المظاهر الأسلوبية اللغوية بأنها من الأسلوبية ولكن في الحقيقة لا يعني هذا الالتقاء في التاريخ والأدوات ان يكون هناك التقاء في مجالات العمل بحيث ينتفي معه التفريق بين العملين بل ان علم اللغة هو علم له حدوده و معالمه , كما لعلم الأسلوب حدوده ومعالمه , فلابد من ان يحافظ كلا العلمين على ذلك التمايز , الذي يسمح لروادهما التنافس في كل مجاله , واثراء الساحة العلمية بالبحوث المتنوعة . أهم الفروق بين الأسلوبية وعلم اللغة يمكن أن توضع أهم الفروق بين علم اللغة وعلم الأسلوب في اتجاهين : الاتجاه الاول ان علم اللغة يدرس ما يقال أي : مكونات الكلام الملفوظ , بينما تدرس الاسلوبية الكلام من حيث كيفية قوله فتصف وتحلل القول بناء على ذلك . الاتجاه الثاني يقدم علم اللغة الأدوات اللازمة للكاتب أو المتكلم ليفصح عن فكرتة من ألفاظ وتراكيب وطرق بناء هذه الأدوات . أما الأسلوبية فتقدم عنصر الأختيار الذي يحدد مايصلح ومالايصلح من التعابير أو التراكيب , ليصل بالمستخدم للغة إلى نوع معين من التأثير في المتلقي , مع ضرورة احترام المتفق عليه بين العلماء من مدلولات لفظيه وقواعد صرفية ونحوية وبيانية . الأسلوبية والعلوم الأخرى علاقة الأسلوبية بعلم البلاغة: الكثير من الباحثين يرون ان الاسلوبية امتداد للبلاغة على اساس ان البلاغة ماتت وحل محلها الأسلوبية وهذا ليس بصحيح , فالبلاغة موجودة وهي تضع المقياس بمحاكمة الاساليب وترى ان الجانب الجمالي هو موافقة هذه الاساليب اما الاسلوبية فمعيارها التأثير على المتلقي . الفروق بين الاسوبية وعلم البلاغة : - أوجه اتفاق - - أوجه تعارض أوجه الأتفاق : 1- ان كل منهما نشأ منبثقا من علم اللغة وارتبط به . 2- ان مجالهما واحد وهو اللغة والأدب . 3- علم الاسلوب استفاد كثيرا من مباحث البلاغة مثل: علم المعاني والمجاز والبديع وما يتصل بالموازنات بين الشعراء واساليبهم الفردية 4- كما انهما يلتقيان في اهم مبدئين في الأسلوبية هما: العدول والاختيار . 5- يرى بعض النقاد ان الأسلوبيه وريثة البلاغة وهي اصل لها . 6- تلتقي الاسلوبية مع البلاغة في نظرية النظم حيث لا فصل بين الشكل والمضمون كما ان النص لا يتجزأ . 7- البلاغة تقوم على ( مراعاة مقتضى الحال ) والاسلوبية تعتمد على ( الموقف ) وواضح مابين المصطلحين من تقارب . أوجه الاختلاف: 1- علم البلاغة علم لغوي قديم أما علم الأسلوب فحديث . 2- البلاغة تدرس مسائلها بعيدا عن الزمن والبيئة أما الاسلوبية فأنها تدرس مسائلها بطريقتين/ - طريقة أفقية: أي علاقات الظواهر بعضها ببعض في زمن واحد . - طريقة رأسية: أي تطور الظاهره الواحده على مر العصور . 3- البلاغة معيارية والأسلوبية وصفية آنيه . 4- الأسلوبية تستخدم البلاغة وقواعدها لتبرير الجانب الجمالي . 5- عندما تدرس البلاغة قيمة النص الفنية فإنها تحاول ان تكشف مدى نجاح النص المدروس في تحقيق القيمة المنشوده , وترمي إلى إيجاد الإبداع بوصاياها التقييمية . * أما الاسلوبية فإنها تعلل الظاهرة الابداعية اما الاسلوبية فإنها تعلل الظاهره الابداعية بعد اثبات وجودها وابراز خواص النص المميزه له . 6- من حيث الماده المدروسة فالبلاغة توقفت عند جلتين كحد اقصى في دراستها للنصوص , كما انها تنتقي الشواهد الجيده وتجزئها * اما الأسلوبة فتنظر إلى الوحدة الجزئية مرتبطة بالنص الكلي وتحلل النص كاملاً . 7- الاسلوب يراعي الحالة الوجدانية ونتج هذا من تأثره بعلم النفس والبلاغة كانت انطلاقا من تأثرها بعلم المنطق . 8- دراسة الاسلوب تشمل جميع جوانب الكلام مثل/ الجانب الصوتي قصيدة البحتري ( سينيته ) فتكرار حرف السين يدل على جانب الوسوسة والخفاء , والبلاغة لا تشمل جميع الجوانب 9- اتساع افاق علم الاسلوب اما البلاغة فهي ضيقة الافاق لكونها قواعد ثابتة . 10- البلاغة غايتها تعليمية ترتكز على التقويم اما الاسلوبية فغايتها التشخيص والوصف للظواهر الفنية . عدم التعارض بعد هذه المقارنه بين البلاغه والأسلوبيه يتضح لنا انه لا تعارض بينهما 1- وان الأسلوبية استفادت من البلاغة كثيرا بل ان الأسلوبية لم تنهض إلا على اكتاف البلاغة ولكنها تقدمت عليها في مجال علم اللغة الحديث ولو ان هذا التقدم لا يصعب على البلاغة ان تحوزه اذا ما استفادت من مبادئ و إجراءات علم اللغة الحديث وعلم الاسلوب ومناهج الألسنية العامة . 2- بل ان البلاغة وبما تملكه من امكانات علمية ثابتة وقواعد راسخة وما بذله لها علماء البلاغة قديما و حديثا قادرة على خلق نظريه حديثة متطورة تفوق كل النظريات السابقة اذا ما التزمت بأساسها واستفادت من التطور العلمي الحديث ويظهر هذا فيما قدمه عبد القاهر الجرجاني للبلاغة من تطور بنظريته المشهورة التي قفزت بالبلاغة الى درجات لم تصل إليها اللغات الاخرى إلا في هذا العصر فلو وجدت البلاغة من يكمل المسير الذي سار عليه عبد القاهر لما تأخرت في هذا العصر وبقيت مرمى سهام الحاقدين على العربية و أهلها . هذي المحاضرات اللي بالبلاك بورد حبيت انزلها للي مايفتح معه النظام بالتوفيق.. بليز اللي عندها محاضرة الانزياح تنزلها 
|
|
|
2012- 12- 26
|
#22 |
|
أكـاديـمـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي
الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي الخطوة الأولى لاختلاف الأساليب تبدأ بالفرق بين الأسلوبين: العلمي والأدبي، ففي ما مضى كان الكاتب حين يُريد الكتابة في موضوع يجب عليه : 1-أن يختار الأفكار التي يُريد أداءها لجِدّتها أو قيمتها أو ملاءمتها لمُقتضى الحال . 2- ثمّ يُرتب هذه الأفكار ترتيبًا معقولًا ليكون ذلك أدعى إلى فهمها وحُسن ارتباطها في ذهن القارئ . 3-يُعبّر عنها بالألفاظ اللائقة بها . فإذا ما فعل ذلك حصل على الأسلوب العلمي، ونذكر مثال على هذا الأسلوب في مقال عن وصف الأهرام: "كان القصد من بناء الأهرام إيجاد مكان حصين خفي يوضع فيه تابوت الملك بعد مماته؛ ولذلك شيدوا الهرم الأكبر وجعلوا فيه أسرابًا خفيّة زلقة صعبة الولوج لضيقها وانخفاض سقفها وامّلاسها حتى لا يتسنّى لأحد الوصول إلى المخدع الذي به التابوت؛ ومن أجل ذلك أيضًا سُدّ مدخل الهرم بحجر هائل متحرك ولا يعرف سرّ تحريكه إلّا الكهنة والحرّاس، ووُضعت أمثال هذا الحجر على مسافات متتابعة في الأسراب المذكورة، وبهذه الطريقة بقي المدخل ومنافذ تلك الأسراب مجهولة أجيالًا من الزمان، ويُعدّ الهرم الأكبر من عجائب الدنيا قرر المهندسون والمؤرخون أن بناءه يشمل 2,300,000 حجر، متوسط وزن الحجر منها طنّان ونصف طن، وكان يشتغل في بناء الهرم مائة ألف رجل يُستبدل بهم غيرهم كُلّ ثلاثة أشهر وقد استغرق بناؤه عشرين عامًا. وجميع هذا الهرم شُيّد من الحجر الجيري الصلب ماعدا المخدع الأكبر فإنه من الصخر المحبب وكان الهرم مُغطّى بطبقة من الجرانيت فوقها أخرى من الحجر الجيري المصقول ووضع الملاط بين الأحجار في غاية الدقة حتى كأن الناظر إلى الهرم يكاد يظنه صخرة واحدة." وهنا يتبين لنا أن كاتب هذه القطعة: 1/ قد اختار هذه الحقائق أو المعارف لأهميتها في تاريخ الأهرام. 2/ ثم رتبها هذا الترتيب الذي رأيته فعرض لسبب البناء، ولهذا الوصف الذي يُطابق سر هذا البناء، ثم انتقل إلى ذكر هذه الأفكار التفصيلية المتصلة بالبناء. 3/ عبّر عنه بعبارة سهلة كاشفة، وهذا هو الأسلوب العلمي الذي يُتخذ وسيلة لنشر المعارف وتغذية العقل دون أن تطغى شخصية الكاتب فيه. وأحيانًا يقف الكاتب عند هذه الحقائق والمعارف ولا يجعل قصده تغذية العقل بالأفكار وإنما يُعرّف هذه الحقائق ويختار أهمها وأبرزها الذي يستطيع أن يجد فيه مظهرًا لجمال ظاهر أو خفي أو معرضًا لعظة واعتبار أو داعيًا لتفكير وتأثير ثم يُفسر ما اختار تفسيرًا خاصًا به، بما يخلع عليه من نفسه المتعجبة أو المتعظة، الراضية أو الساخطة، ثم يحاول نقل هذا الانفعال أو إثارة مثله إلى نفوس القرّاء والسامعين ليكونوا معجبين أو مغتبطين، راضين أ, ساخطين، وبذلك يدخل في الأسلوب هذا العنصر الجديد الذي يصور الشعور وهو الخيال. أمّا الأسلوب الأدبي فنأتي بمثال له وهو حديث لعيسى بن هشام يقول فيه: "ولمّا وقفت بنا الركاب في ساحة الأهرام وقفنا هناك موقف الإجلال والإعظام قبالة ذلك العلم الذي يطاول الروابي والأعلام والهضبة التي تعلو الهضاب والآكام والبنية التي تشرف على رضوى وشمام، وتبلى ببقائها جدة الليالي للأيام، وتُطوى تحت ظلالها أقوامًا بعد أقوام وتفنى بدوامها أعمار السنين والأعوام، خلقت ثياب الدهر وهي لا تزال في ثوبها القشيب وشابت القرون وأخطأ قرنها وخطّ المشيب، مابرحت ثابتة تُناطح مواقع النجوم، وتسخر بثواقب الشهب والرجوم.” وإذا أردنا أن نُقارن بين النصين نرى عندها أن موضوع النصين واحد وهو وصف الأهرام إلّا أننا رأينا في عبارات القطعة الثانية خواص لا نجدها في عبارات الأولى سواء في هذه الكلمات الجزلة الفخمة البريئة من المصطلحات العلمية، والتحديد الدقيق وفي هذه الجمل المختارة القوية المسجوعة، وهذه الصور المتتابعة من تشابيه واستعارات فالهرم مرّة جبل وأخرى حرب الدهر وثالثة فتاة شابة خالدة الشباب، وأخيرًا هذه الموسيقى العامة الفخمة التي هي في الحقيقة صوت هذه الانفعال النفسي الذي ملك على الكاتب شعوره الباطني ففاض على قلمه ألفاظًا وعبارات. هذه الإعجاب هو ما منح الأسلوب صفته الأدبية، وأيدي شخصية الكاتب في هذا الموقف فإذا بها تُكبر الأهرام، وتعجب بقوة الإنسان ثم تدل على درس للأدب القديم واعتزاز بهذه الصنعة اللفظية والجزالة اللغوية والصور البيانية القديمة وهذا الإعجاب – باعتباره انفعالًا – تعجز اللغة العادية عن تصويره لأنها وضعت بإزاء الأفكار لتعبر عن هذا الفعل الهادئ المحدود، أما الانفعال فهو قوة له لغة خاصة به وهي التي يحتال لها الأديب فيؤلفها مستعينًا بالخيال من تشبيه واستعارة وكناية وحسن تعليل ونحو ذلك لتكون ملائمة لما تؤدي من روعة وسخط وحب وما إليها. وبالموازنة بين هذين النصين نستطيع أن نفرق بين الأسلوبين العلمي والأدبي فيما يلي: الفرق بين الأسلوب العلمي والأدبي : 1- الانفعال أو العاطفة في الأسلوب الأدبي , بينما العلمي الحقائق والمعارف .. 2- الغرض من الأسلوب العلمي أداء الحقائق وخدمة المعرفة , بينما بالأدبي أثارة الانفعال بنفوس القراء 3- الأسلوب العلمي تمتاز فيه العبارة بالدقة والتحديد , والأدبي تمتاز بالتفخيم والتعميم . 4- استخدام المصطلحات العلمية والأرقام في الأسلوب العلمي , بينما الأدبي يستخدم فيها الصور الخيالية 5- لانجد التكرار في الأسلوب العلمي , اما الأدبي فنرى عدة صور بيانية .. يتميز الأسلوب الأدبي بــ : 1- تكرار الفكرة مع اختلاف الأسلوب . 2- وكثرة الموسيقى والصور والتشبيهات . 3- صوت الانفعال النفسي لدى الكاتب ونورد لك هنا ماقال شوقي في الاهرام ليكون مثالاً تطبيقيًّا مثال ما قال شوقي في الأهرام : ((ما أنت يا أهرام ؟أشواهق أجرام أم شواهد إجرام ,وأوضاع معالم أم أشباح مظالم ؟ وجلائل أبنية وآثار ,أم دلائل أنانية واستئثار؟وتمثال منصب من الجبرية أم مثال صاح من العبقرية ؟يا كليل البصر عن مواضع العبر, قليل من البصر بمواقع الآيات الكبر:قف ناج الأحجار الدوارس , وتعلم فإن الآثار مدارس . وهذه الحجارة حجور لعب عليها الأول ,وهذه الصفاح صفائح ممالك ودول ,وذلك الركام من الرمال ,غبار أحداج وأحمال ,من كل ركب أم ثم مال . في هذا الحرم درج عيسى صبيا ,ووقعت بين يديه الكواكب جثيا.وههنا جلال الخلق وثبوته ونفاذ العقل وجبروته ,ومطالع الفن وبيوته ,ومن هنا نتعلم أن حسن الثناء ,مرهون بإحسان البناء . ان مواهب النفس وحدة واحدة والإنشاء كله صنف واحد لا فرق بين فنونه شعرا او نثرا فهو تعبير عن النفس او عن تفاعلها مع الطبيعة او هو ادب وكفى ولكن هل تنبهوا الى ان النفس البشرية لا تكون بحال واحدة دائما كما قلنا؟ الأسلوب و الأديب *اختلاف الموضوع لدى الأديب : وهنا نقول في ناحية ثانيه هى اختلاف الأساليب تبعا لاختلاف المنشئين سواء كانوا كتابا أم خطباء أم شعراء أم مؤلفين ألى غير هذا فالموضوع هنا واحد خطابه أو كتابه او شعر ولكن الاشخاص يتعددون فإذا بالأسلوب يختلف في الفن الواحد باختلاف هؤلاء الأدباء اذ نرى لكل منهم طابعا خاصا في تفكيره وتعبيره وتصويره ممتازا بة من الأخر في هذه العناصر وقد يصح لنا بعد ذلك ان نقول مع القائلين : الأسلوب هو الأديب او هو الرجل الى نحو ذلك من العبارات . ومن ذلك ينبغي الأ ننسى أن المرجع الأول لهذين النوعين من اختلاف الأسلوب هو نفس الإنسان ان الاديب نفسه يعتمد على عقله ليشرح نظرية عملية , او مسألة اجتماعية, او قاعدة قانونية. *وخلاصة ما ذكر هنا تنتهي إلى أمرين اثنين: 1/ ان مقتضى الحال - او الدواعي – يحمل الانسان على اختيار الفن الادبي الذي يؤدي به مايشاء : رسالة, او مقالة, او خطابة، او قصيدة, فيسلك في اسلوبه مسلكا خاصا هو هذه العبارات اللفظيه التي تلائم فنه وقد مضى القول في ذلك 2/أن الأديب في حدود الفن ومع التزامه خواصه الأدبيه العامه يطيع الاسلوب طابعا آخر ممتازا وخصا بة هو بحيث لا يتوافر لصاحبه في نفس الفن او الموضوع وبذلك يتحقق الاسلوب ميزتان : ميزه عامه من حيث هو خطابه او شعر او كتابة, وميزه خاصة من حيث هو اثر الأديب ممتاز, فالخطابة لها خواصها الاسلوبية العامه التي ذكرت والشعر كذلك ذو اسلوب مميز بالوزن والقافية والموسيقى وغيرهما ولكن المتنبى مثلا في أسلوبه– زيادة على ذلك – خواص في التفكير والتعبير والسلوك تفرقه عن ابى تمام والبحترى والمعرى وللكتابة اسلوب خال من قيود الشعر وتقاليد الخطابه. *على ان هذه المميزات- أو الشخصيه الأدبية– لا تكون فرديه فقط بل تكون كذلك اجتماعيه فنجد العصر الواحد من العصور الأدبيه له طوابع عامه شائعة بين أدباءه منها تتكون ميزاته الأدبية. او شخصيته الأسلوبيه التي يخالف بها سائر العصور ونجد الشعب الواحد له خواصه الادبية التي تفرقه من آخر يوافقه في لغته وجنس أدبه. (أ) فالعصر الجاهلي: له شخصيته الأدبيه التي تتخلص في أنها صحراويه بدوية خشنه , جاهلة, مضطربة, ذكيه تعتمد على الحس اكثر من غيرة وتشتق عناصره الخيالية من المفاوز العريضة والجبال الشماء والوعول الممتنعة [ب] العصر العباسي: ذو ادب حضرى مترف؛ مثقف؛هادي؛مستقر؛يعتقد على العقل المفكر؛العلم الكثير؛والمزاج الرقيق؛والحياة الخصبة الناعمة؛والبيئة الاجتماعية المنظمة؛ففاض الادب بالمذهب الدينية والفلسفية؛وامتاز التنسيق والعمق؛واعتمد على الطبيعة الجميلة؛والأزهار الناضرة؛والقيان الفاتنة ورق اسلوبه ولانت عباراته؛فكان ادب خضريا مهذباً على العموم. [ج] وعصرنا الحديث:له طابعه العام في الادب كذلك؛يتراءى في هذا الجهاد المتواصل؛والنهضة النشيطة؛والحرية التفكير والتعبير؛والتأثير الشديد بالآداب الاجنبية؛والحضارة الغربية؛والتجديد في انشاء الادب الدراسته والتخلص من التقليد. [د] أما اللغات العامية : في هذه الأقطار فالاختلاف فيها أوضح و أوسع مدى لخضوعها للحياة الموضعية , واختلاف الطارئين على كل قطر وتباين نظام الحياة ومشاهدها , وعدم خضوعها لوحدة عامة مشتركة بين هذه الشعوب , ولولا هذه اللغة الفصيحة العامة التي توحد بين الأساليب العربية في التأليف العلمي والإنشاء الأدبي لكان اختلاف الأدب قويا ولضعف التفاهم بين المتأدبين كما ضعف بين العوام في هذه البلاد المتباينة *الأسلوب والشخصية* الشخصية مايميز الفرد من سواه أو هي مجموع الصفات الجسمية والعقلية والخلقية التي يتصف بها الإنسان وعقلية: كالذكاء وصحة الاستنباط , وعمق التفكير أو عكسها وجسمية: كاعتدال القامة, وقوة البنية , وحسن الهيئة وماسواها. وتكون اجتماعية : كالإيثار والتحاب والطاعة ومزاجية : كالدموى والسوداوى والبلغمى والصفراوي مما يدخل في تكوين الإنسان ويميزه من سواه وكثيرا ما تتجلى قوة الشخصية في الذكاء والجاذبية والحكمة والصراحة والثقة بالنفس والشجاعة وقوة البيان من تلك العناصر التي تدعو إلى الحمية والاحترام وتسمو بصاحبها إلى ذروة المجد في هذه الحياة والأدب معرض لظهور الشخصية واضحة فمن المقرر أن العاطفة هي التي تميز الأدب من العلم يتميز الفرد بشخصيته فإن الأديب حين يعبر عن شخصيته تعبيرا صادقا يصف تجاربها ونزعاتها ومزاجها وطريقة اتصالها بالحياة فأسلوبه مشتق من نفسه : من عقله, عواطفه, وخياله, ولغته. فالجاحظ:كاتب متعمق مستقص يلح وراء المعاني والأوصاف الخواطر لا يترك منها شيئا يطوّع اللغة لعقله وشعوره وخياله فيوردها ألفاظا دقيقة ابن خلدون: كاتب عالم وشيخ وقور ذو عقل رياضي يعرض النظريات ويأخذ في اثباتها بعبارات متشابهه والركاكة الموسيقية. طه حسين: متأثر بالجاحظ في أسلوبه أحمد أمين: فرجل يريح قراءه ولا يندمج فيهم يعرض أدلته ويستأثر باستغلالها وينتهي إلى نتائجه. ومن ذالك: المشيب في رأى المعرى أزهار الرياض وزينتها: والشيب أزهار الشباب فما له يخفى وحسن الروض في الأزهار ولكنه في رأى الشريف الرضى سيف مصل على الرءوس تحمله بدون عناء: غالطوني عن المشيب وقالوا: لا ترع إنه جلاء حسام قلت: ما أمن من على الرأس منه صارم الحد في يد الأيام ذلك لأن المعرى فيلسوف حكيم يعرف الدنيا ويقبل قوانينها الطبيعية مهما يضمر في نقسه من سخط واستئناس ولكن الشريف محب للحياة حريص على الشباب متصل بالنعيم فلما أنذروه المشيب فزع وارتاع وتوقع النازلة. *عناصر الشخصيه وما قد يكون لها من اثر في الاسلوب : (1) الطبع: فالرقيق الطبع ترق ألفاظه, وتسهل فقره , وتلين عباراته, والخشن الجافي تجزل ألفاظه ,وتوجز جمله. (2) أثر البيئة: فابن البادية المقيم في الفلاة حيث يرى الجدب الغالب والطبيعة القاحلة الجرداء.كابن الحاضرة المترفة الخاصبة يلقى العيش رقيقا والملبس ناعما والمزارع ناضرة والأخوان ظرفاء. (3) الثقافة والتربية: فالمهذب المثقف يكون اعمق تفكيرا, وأحسن ترتيبا للمعاني, وأحرص على جمال التصوير , وصفاء التعبير, وبذلك تغزر معانيه وتهذب عباراته, ويتوافر له الملاءمه بين الألفاظ والمعاني. والجاهل الذي لم تصقله التربيه او لم يزود بثقافة كافيه . الطبع ويتوجه جمال اللفظ وإشراق الديباجه من ابتكار المعاني. (4) الابتكار: فمن الادباء من يلتفت ألى نفسه , ويثق بها ويحاول ان يفتح بها او فيها أفاقا من التفكير او الشعر او التخيل ليعرضها كما هي في أقوي ثم يطوع أساليب اللغة طريقه تفكيره وتصويره فإذا به شئ جديد وشخصيته ممتازة وقد يلقى انكارا وعنتآ , المبتكرون هم أصحاب الشخصيات البارزة الذين أنشأوا مدارس أدبيه غيرت مجرى تاريخ النظم والنثر وبقيت خالدة على الأيام. دلالــة الأسلوب على الشخصية فــــــــــي الشـــــــــعــــــر قال أبو تمام يعاتب محمد بن عبد الملك الزيات: لئن هممي أوجدنني في تقلبي ... مآلاً، لقد أفقدنني منكَ موئلا وإنْ رُمْتُ أَمْراً مُدْبِرَ الوَجْهِ إنَّني ... سأتْركُ حَظّاً في فِنائِكَ مُقْبِلا وإنْ كنتُ أخطو ساحة َ المَحْل إنَّني ... لأتركُ رَوْضاً مِنْ جدَاكَ وجَدْولا كذلكَ لا يُلْقِي المُسَافِرُ رَحْلَه ... إلى منقلِ حتى يُخلفّ منقلا ولا صاحبُ التطوافِ يعمرُ منهلاً ... وربعاً إذا لم يخلِ ربعاً ومنهلا ومنْ ذا يداني أو ينائي وهلْ فتى ... يحلُّ عرى الترحالِ أو يترحلا؟ فمرني بأمرٍ أحوذيٍّ فإنني ... أرى الناس قد أثْروا وأصبحتُ مُرْمِلا فَسِيَّانِ عِنْدي صَادفَوُا لي مَطْعنا ً ... أُعَابُ بهِ أو صَادَفُوا لي مَقْتلا وقال البحتري يعاتب الفتح بن خاقان : يريّبني الشيء تأتي به ... وأُكبِرُ قدرك أن أستَريبا وأكره أن أتمادى على ... سبيل اغترار فألْقى شَعوبا أُكذِّب ظني بأن قد سخِطْتَ ... وما كنتُ أعهد ظني كذوبا ولو لم تكن ساخطاً لم أكن ... أذُمّ الزمان وأشكو الخُطوبا ولابد من لوْمةٍ أنتحي ... عليك بها مُخطئاً أو مُصيبا أيصبح وِرْديَ في ساحتيـ ... كَ طرفا ومرْعاي محْلاً جَديبا أبيع الأحِبةَ بيع السّوام ... وآسى عليهم حبيباً حبيبا ففى كل يوم لنا موقف ... يُشقِّق فيه الوداعُ الجيوبا وما كان سخطُك إلا الفراق ... أفاض الدموع وأشْجَى القُلوبا ولو كنت أعرف ذنباً لما كـا ... ن خالجني الشكّ في أن أتوبا سأصْبِرُ حتى ألاقي رِضا ... كَ إما بعيداً وإما قريبا أراقبُ رأيك حتى يصحّ ... وأنظرُ عطفَك حتى يَثوبا وقال المتنبي يعاتب سيف الدولة : يا أَعدَلَ الناسِ إِلا في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةٍ أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ كَم تَطلُبونَ لَنا عَيبًا فَيُعجِزُكُمْ وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ هَذا عِتابُكَ إِلا أَنَّهُ مِقَةٌ قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلا أَنَّهُ كَلِمُ موضوع القصائد واحد هو العتاب والاصل فيه تصوير الوفاء والبقبا على ماضي الصداقه ثم الاسف والاستنكار لما حدث لهذا كان موقفا دقيقا يحتاج الى براعه حتى لايعود هجاء وقطيعه وحتى يجمع صاحبه بين الوفاء لصديقه والانتصار لنفسه فلا يفرط في اللوم فيعود خشنا ثقيلا ولايفرط في الانتصاف فيعود هينا ذليلا ومع هذا فقد وقف كل من هؤلاء الثلاثه موقفا ادبيا يدل على شخصيه واضحه ممتازه .. فأما ابو تمام فكان واقفا في منتصف الطريق لم يقرب من صاحبه جدا ولم يبعد عنه كذالك وأخذ يعرض عليه الامر مستأذنا لااضيا بما يقع مشيرا الى اثاره على سواه وهم كثير معنيا بنفسه وبفنه يصنعه بدقه واتقان يوسط عقله بينه وبين صديقه واذا كان لابد من ذكر ميزاته الشخصيه كما تشي هذه الابيات فابو تمام انسان ذكي حذر يعتد بقلبه فيبخل به ويؤمن بعقله فيعتمد عليه مخلص لنفسه وفنه اكثر من عنايته بالناس يرضى بما يكون ويقتصد في اتصاله بالحياة قوى الطبع مؤمن بالقضاء . 2)) وأما ابو عباده البحتري فقد تقدم الى صاحبه يكاد يحتضنه ويلقى بنفسه بين يديه لولا براءته من الذنوب واعتزازه بان الحق في جانبه قد ملك عليه الاسف والطمع نفسه فعجب ان يرنق ورده صمم على البقاء حيث كان واثقا من ظهور الحق ومعاوده الصفاء البحتري اذا رقيق الطبع جميل الذوق لين الجانب وفي حسن الظن بالايام بارع شديد الاتصال بالحياه قريب المثال طبعي الفن متفائل ليس في حذر ابي تمام ولا سخط المتنبي . 3)) وابو الطيب شيئ آخر فقد نفر من صاحبه ساخطا متوعدا متعاليا يرميه بالغفله والتحيز معتزا بنفسه فخورا بخلقه وفنه مزريا بالرؤساء والشعراء ولاهم ظهره غير مباليهم اذا لم يحسنو تقديره ولم يدركو مكانته واذا فهو يودعهم نادمين وسبب ذلك داله له على سيف الدوله وعرفانه مكانه نفسه وهذه السعايه التي خضع لها امير بن حمدان فالمتنبي جافي الطبع طموح مغرور بعيد الامل قليل الوسائل ساخط على الحياه والاحياء يؤمن بالقوه ويعتز بها يثق بشعره الى ابعد حد ولا يرى نفسه دون الملوك ولا من طراز الناس. ولعل البحتري ارق الثلاثه وارضاهم والمتنبي اجفاهم واسخطهم وابو تمام اوسطهم واشدهم حذرا واحتياطا وقد سئل الشريف الرضى عنهم فقال ( اما ابو تمام فخطيب منير واما البحتري فواصف جؤذر واما المتنبي فقائد عسكر ). صفات الاسلوب ما أوصاف الأسلوب؟ للأسلوب اوصاف شتى يمكن معرفتها بالنظرة السريعة كالأسلوب الموجز أو المساوى أو السهل أو الغامض أو التصويري الى غير ذلك من السمات الواضحة في العبارات , والتي يمكن بها تعدد الأساليب الى اشكال كثيرة ولكن الذي يذكر هنا انما هو أعم الصفات من جهة وأعمقها من جهة اخرى لتناولها جميع اللأساليب ولصلتها بنفس الاديب ومعارفه وعواطفه وذوقه وبعباراته لذلك كان من الأصح أن تسمى عناصر أو اركانا ولعلها ترجع جميعا الى أصل واحد هو صدق التعبير . يمكن ارجاع هذه الصفات الى ثلاثة قياسا على الغايات التي يقصد اليها المنشئون: 1) الوضوح لقصد الافهام. 2) القوة لقصد التأثير. 3) الجمال الامتاع او السرور اولا :وضوح الاسلوب ماذا يجب على البليغ من مراعاته في جانب وضوح الأسلوب؟ أولا يجب على البليغ ان يكون واضحا مفهوما ما يرمى الى افادة قرائه ورفع مستواهم الثقافي ولا يستطيع ذلك بالوقوف عند تزويدهم بالمعارف جافة ثقيلة بل يحسن به أن يكتب معارف حياة وروعة شائقة بما يثبت فيها من عواطف و أخيلة ملائمة كما قيل من قبل والمصدر الأول للوضوح هو عقل الأديب. وبعد ذلك يأتي التعبير اللغوي الذي يتطلب من المنشئ ثروة لغوية وقدرة على التصرف في التراكيب والعبارات لتلائم افكاره وطريقة تفكيره . ما الاسباب التي تؤدي الى غموض الفكرة؟ نعم قد تكون الفكرة في ذاتها غامضة لأن : 1) الاديب عندما يبحث عنها عليه ان يعرضها كما هي بأحدث أوضاعها كما نرى في تاريخ العلوم والفلسفة . 2) وقد يكون القراء أنفسهم دون مستوى الأديب . ليكون البليغ تام عليه أن يكتب لهم باللغة التي يفهمونها تاركا التحرج أو الاعتزال ما الخطوتان اللازمتان لتحقيق الوضوح الأسلوبي؟ 1) متصل بالأفكار وهو الدقة . 2) متصل بالقارئ وهو الجلاء . كيف يتحققان هذان الأمران ؟ أولا: الدقة أو الوضوح : يجب ان تؤدى كما هي ممتازة عن سواها ظاهرة الخواص والمعالم سواء أكانت قريبة سهلة كقول الطغرائي: ومن يستعن بالصبر نال مراده ولو بعد حين انه خير مسعد يقوم وضوح الفكرة ودقتها على لغة الكاتب وكلماته المفردة التي يؤثرها لأنها أدل من سواها على ما يريد. اذكري بعض القوانين التي تساعد في تحقيق الدقة وتحرير الأفكار؟ واستشهدي على ذلك؟ 1-اختيار الكلمات المعينة غير المشتركة بين معان والتي تدل على الفكرة كاملة وذلك يدعو الى ملاحظة هذه الفروق الدقيقة بين ما تسمى المترادفات حتى لا يصير المعنى ذاهب المعالم وقد وضع جرير فيما يسمى الاشتراك حتى ذهب الناس كل مذهب فيما يعنى وذلك في قوله: لو كنت اعلم أن آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل فما كان يفعل يبكي ام يهيم على وجهه أم يمنعهم المسير أم يدفع اليهم شيئا يذكرونه أم ماذا؟ 2-يحسن بالأديب الاستعانة بالمصادر الشارحة أو المقيدة أو المخيلة كالنعت والمضاف اليه والحال والتمييز والاستثناء كقولك: شوقي شاعرا أحسن منه ناثرا ونهر النيل أطول انهار الدنيا 3-ومما يساعد في وضوح الفكرة استعمال الكلمات المتقابلة المتضادة المعاني وشرط ذلك عدم الغلو فيه وإلا عاد صنعة بديعية تفسد الاسلوب كقول البحتري: متى أرت الدنيا نباهة خامل فلا ترقب إلا خمول نبيه 4-البعد عن الغريب الوحشي والعمد لى لغة الناس وما يستطيعون ادراكه وذلك يختلف باختلاف العصور وطبقات الناس فلكل ألفاظ ومستوى أليق به قال الشاعر: حلال لليلى ان تروع فؤاده بهجر ومغفور لليلى ذنوبها تطلع من نفسي لليلى نوازع عوار فأن اليأس منها نصيبها وزالت الشمس عن مستقرها فمن مخبرى في أي أرض غروبها؟ 5- المصطلحات العلمية والفنية والاجتماعية والتاريخية التي وضعت لمعان خاصة محدودة ثانيا : ( الجلاء أو وضوح التراكيب) ما لخطوة الثانية التي يجب على الكاتب الاهتمام بها بعد دقة الفكرة ووضوحها؟ بعد أن يتوافر للكاتب دقة الفكرة ووضوحها تكون خطوته الثانية مطابقة الاسلوب لإدراك القارئ وهي تبدو في صور شتى من الرقة والجزالة أو السهولة والصعوبة حسب المعاني التي تؤديها العبارات. والقانون الاساسي لتحقيق هذا الجلاء هو تحري البساطة في صوغ العبارات ومجانبة التعقيد مع الاحتفاظ بسموها وقوتها وهذا القانون نفسه متصل بالتكوين المنطقي والنحوي للأسلوب ما القواعد التي تفيد في تكوين التراكيب الواضحة ؟ لابد للبليغ من ذوق نحوي شديد يحسن التآلف بين الكلمات لتدل على معنى دقيق معين وتسلم من هذين العدوين الذين يفسدان الكلام اللبس حينما يدل التركيب على معنيين ممكنين أو أكثر ومن خير العبارات التي لوحظ فيها هذا التكوين النحوي السديد ما كتبه أخ الى أخيه ( ايتدأتني بلطف من غير خبرة ثم أعقبتني جفاء من غير هفوة فأطعمني أولك في اخائك وأيأسني آخرك من وفائك فسبحان من لو شاء كشف إيضاح الرأي في أمرك عن عزيمة الشك في حالك فأقمنا على ائتلاف أو افترقنا على خلاف) فيما ينفعنا هذا المثال؟ 1-الوثوق من أن العناصر التركيبية التي يرتبط بعضها ببعض في المعنى كأصل وتابع أو معنى وضده قد ركبت بنظام دقيق وتأليف منسق بحيث لا يتعب القارئ في تبين هذه الصلات بين الأجزاء فينصرف عن المعنى وجهد عقله في غير نفع . 2- مراعاة الجمل معا وما يكون بينهما من فصل أو وصل وما يربطها من حروف العلة او الحال او الاستثناء بحيث لا يترك فواصل دون داع ولا يغفل حرف وصل حيث يجب ذكره ولا توجد فكرة دون التمهيد لها 3- ومما يتصل بذلك الاطناب والمساواة و الايجاز ولسنا نريد هنا فرض أحد هذه الأوصاف على العبارة لأن كل صفة منها تكون أوفى بالغرض ف مقام دون سواها . فالشعر تكفي فيه الكلمة الموجزة واللمحة الخاطفة احيانا لأن طبيعتها لإيجاز والرمز والأسلوب العلمي تلائمه المساواة وكل من الايجاز والتطويل ضار فيه اذ كان مقدمات ونتائج دقيقة محدودة ويكون الاطناب في الخطب والمقالات السياسية والاجتماعية ولعل أسلوب الصحافة الآن أميل الى ذلك ثالثا ( قوة الأسلوب ) س/ ما هي قوة الأسلوب ؟ أن القوة صفة نفسية , تنبع أول أمرها من نفس الأديب الذي يجب أن يكون نفسه مؤثرا منفعلا إذا شاء من قرائه حماسة وانفعالا, وهي لذلك صفة العاطفة والإرادة والأخلاق قبل أن تكون صفة الأسلوب ,وهي قوة لا تكون بالتقليد والتصنع وإنما هي من قوة الأخلاق وصدق العقيدة وصحة الفهم وبعد أغواره. س/ ما هو غرض الوضوح و القوة ؟ اذا كان الغرض من الوضوح هو الاقتصاد المباشر في إجهاد مواهب القارئ . فإن الغرض من القوةالاقتصاد غير المباشر بإيقاظ عقله , وعواطفه, وأخيلته ,لتدرك المعاني بقوة وتحظى بمتعة جديدة. س/ هناك قاعدتان لتحقيق القوة الأسلوبية ..ماهما ..؟ 1/ قوة الصورة. 2/ قوة التركيب. س/مالمراد بقوة الصورة ؟ يراد بالصورة القوية هو ما تتجاوز بالعقل معناها الحرفي إلى معنى أو معان أخرى مجازية أو غيرها , وذلك يكون بالتمثيل , والكناية , والاستعارة.. من ذلك قول بشار : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأى الناس تصفوا مشاربه من خلال هذا البيت يمكن أن نفهم معاني ثلاثا بهذا الترتيب: 1) ان هذا المعنى الحرفي الساذج , وهو ان يحتمل الإنسان شرب الماء على قذاه أحيانا لأنه لا يضمن صفاءه دائما . 2) احتمال الصديق على مابه من عيب , فلم يسلم إنسان من العيوب وهذا المعنى هو المناسب لأن بشارا كان يعاتب. 3) وهو الأخير , احتمال السقوط في الحياة وتحمل عنت الدهر , فلالفوز المطلق غير محتوم . س/ ما هي الوسائل التي تحقق للبليغ قوة التعبير ؟ 1/ استعمال الكلمات المألوفة , المحدودة المعنى , العربية . 2/استخدم الكلمات الوصفية التي تفيد في جمال الاسلوب وفي قوته معا . 3/ الاستعمالالمجازي للكلمات . 4/ التحاشي عن الكلمات الضعيفة والحشو الفارغ. س/ مالمراد بقوة التركيب ..؟ يستطيع المتكلم أن يدل على الكلمات ذات المعاني الهامة بغيرها في المنطق وتكرارها , ولكن الكلام المكتوب لا أثر فيه للصوت , لذلك يجب أن يعرف القارئ أهمية هذه المعاني بوسيلة أخرى ليست صوتية , وهي وضع كلماتها حيث تكتسب عناية وانتباها . س/ ماهي وسائل قوة التراكيب..؟ 1/ تقديم الكلمة أو تأخيرها بالنسبة إلى موضعها الطبيعي دلالة على القصر التفخيم, أو حسن الذوق واللياقة. 2/ من أسباب القوة الطباق البديعي . 3/ لما كانت القوة تستلزم السرعة في أكثر الأحيان , كان الإيجاز لازمافي العبارة عامة , وفي التراكيب خاصة . جمال الأسلوب :. الجمال صفة لازمة للأساليب الأدبية , لا غنى لها عنه مادام الأديب معنيا بإمتاع القراء واحترام أذواقهم . س/ ماالمقصود بجمال الاسلوب..؟ 1-الجمال صفة نفسية تصدر عن خيال الأديب وذوقه, فالخيال المصور يدرك مافي المعاني من عمق ومايتصل بها من أسرار جميلةإدراكا حادا رائعا , والذوق يختار أصفى العبارات وأليقها بهذا الخيال الجميل . 2- الجمال صفة سلبية وإيجابية , يكون بخلو الأسلوب من التنافر والخشونة التي تؤذى الحس والذوق , ثم يجعله صدى صادقا لجمال الذوق والخيال . س/ مالمراد بالناحية السلبية والناحية الايجابية ..؟ اولا: الناحية السلبية . يراد بالناحية السلبية أن تكون العبارة خالية من أساس الاضطراب الصوتي والخشونة القاسية التي لا تنم عن عاطفة أو خيال , وبذلك تجد الكلمات مطردة , متناسقة الحروف والكلمات , وممايعين على ذلك : 1/ قدرة الكاتب على إبعاد الكلمات المتنافرة الحروف . 2/ سرعة الأذن في إدراك الرتابة الصوتية . 3/ لابد من ملاحظة النغمة العامة للاسلوب . ثانيا : الناحية الايجابية . يراد به إعداد الأسلوب لقبول العنصر الإيجابي للجمال , وهو مايمكن تسميته بالتناسب , أو مطابقة اللفظ للمعنى. تداخل الصفات وتعادلها : صفات الاسلوب أشبه شئ بأنغم الموسيقى أو أدواتها , فكما أن هذه لا بد من تعاونها وتآلفها لتكوين نغمة تلائم الدور الملحن موضوعا وغاية , كذلك لا بد من تآزر هذه الصفات وتناسقها حتى يكون الاسلوب متزنا كاملا, وتجد ذلك عند من يعنون بالسهولة أكثر من سواها وقع فيه أبو العتاهية , والبهاء زهير . والعباس بن الاحنف ,والأسلوب القوى الذي فقد التفكير الواضح ثرثرة فارغه , وقد رأيت مثال ذلك عند ابن هانئ والحجاج الثقفي , أما الاسلوب الحريص على جمال الصور أو الصوت غير مبال هذه البساطة الواضحة فإنه يكون زهيدا , فإذا لم يعن بالعقيدة القوية والارادة الصارمة عادوهما ميتا , كما بدا ذلك في عصور الانحطاط الأدبي . أساس النجاح ألا يسمح الأديب لصفة بالحياة على فناء الأخرى, بل لابد من توفيرها جميعا , وحفظ التوازن بينها بدرجة تجعل الأسلوب قائما بواجبه خير قيام . الاسلوبية وعلم اللغة يمكن القول إن علاقة الاسلوبية بعلم اللغة هي علاقة منشأ ومنبت , ولا يعني هذا عدم استقلال علم الأسلوب , بل الأقرب أن يُعدٌ علمًا مساوقًا لعلم اللغة , يهتم بعناصرها , و امكانياتها التعبيرية , وقد طرح بعضهم أن يكون لعلم الأسلوب أقسام علم اللغة نفسها . وقد أدى الارتباط التاريخي بين علم اللغة وعلم الأسلوب ببعض المؤرخين, إلى الوقوع في الخلط بينهما حين عدوا كل دراسة تتناول المظاهر الأسلوبية اللغوية بأنها من الأسلوبية ولكن في الحقيقة لا يعني هذا الالتقاء في التاريخ والأدوات ان يكون هناك التقاء في مجالات العمل بحيث ينتفي معه التفريق بين العملين بل ان علم اللغة هو علم له حدوده و معالمه , كما لعلم الأسلوب حدوده ومعالمه , فلابد من ان يحافظ كلا العلمين على ذلك التمايز , الذي يسمح لروادهما التنافس في كل مجاله , واثراء الساحة العلمية بالبحوث المتنوعة . أهم الفروق بين الأسلوبية وعلم اللغة يمكن أن توضع أهم الفروق بين علم اللغة وعلم الأسلوب في اتجاهين : الاتجاه الاول ان علم اللغة يدرس ما يقال أي : مكونات الكلام الملفوظ , بينما تدرس الاسلوبية الكلام من حيث كيفية قوله فتصف وتحلل القول بناء على ذلك . الاتجاه الثاني يقدم علم اللغة الأدوات اللازمة للكاتب أو المتكلم ليفصح عن فكرتة من ألفاظ وتراكيب وطرق بناء هذه الأدوات . أما الأسلوبية فتقدم عنصر الأختيار الذي يحدد مايصلح ومالايصلح من التعابير أو التراكيب , ليصل بالمستخدم للغة إلى نوع معين من التأثير في المتلقي , مع ضرورة احترام المتفق عليه بين العلماء من مدلولات لفظيه وقواعد صرفية ونحوية وبيانية . الأسلوبية والعلوم الأخرى علاقة الأسلوبية بعلم البلاغة: الكثير من الباحثين يرون ان الاسلوبية امتداد للبلاغة على اساس ان البلاغة ماتت وحل محلها الأسلوبية وهذا ليس بصحيح , فالبلاغة موجودة وهي تضع المقياس بمحاكمة الاساليب وترى ان الجانب الجمالي هو موافقة هذه الاساليب اما الاسلوبية فمعيارها التأثير على المتلقي . الفروق بين الاسوبية وعلم البلاغة : - أوجه اتفاق - - أوجه تعارض أوجه الأتفاق : 1- ان كل منهما نشأ منبثقا من علم اللغة وارتبط به . 2- ان مجالهما واحد وهو اللغة والأدب . 3- علم الاسلوب استفاد كثيرا من مباحث البلاغة مثل: علم المعاني والمجاز والبديع وما يتصل بالموازنات بين الشعراء واساليبهم الفردية 4- كما انهما يلتقيان في اهم مبدئين في الأسلوبية هما: العدول والاختيار . 5- يرى بعض النقاد ان الأسلوبيه وريثة البلاغة وهي اصل لها . 6- تلتقي الاسلوبية مع البلاغة في نظرية النظم حيث لا فصل بين الشكل والمضمون كما ان النص لا يتجزأ . 7- البلاغة تقوم على ( مراعاة مقتضى الحال ) والاسلوبية تعتمد على ( الموقف ) وواضح مابين المصطلحين من تقارب . أوجه الاختلاف: 1- علم البلاغة علم لغوي قديم أما علم الأسلوب فحديث . 2- البلاغة تدرس مسائلها بعيدا عن الزمن والبيئة أما الاسلوبية فأنها تدرس مسائلها بطريقتين/ - طريقة أفقية: أي علاقات الظواهر بعضها ببعض في زمن واحد . - طريقة رأسية: أي تطور الظاهره الواحده على مر العصور . 3- البلاغة معيارية والأسلوبية وصفية آنيه . 4- الأسلوبية تستخدم البلاغة وقواعدها لتبرير الجانب الجمالي . 5- عندما تدرس البلاغة قيمة النص الفنية فإنها تحاول ان تكشف مدى نجاح النص المدروس في تحقيق القيمة المنشوده , وترمي إلى إيجاد الإبداع بوصاياها التقييمية . * أما الاسلوبية فإنها تعلل الظاهرة الابداعية اما الاسلوبية فإنها تعلل الظاهره الابداعية بعد اثبات وجودها وابراز خواص النص المميزه له . 6- من حيث الماده المدروسة فالبلاغة توقفت عند جلتين كحد اقصى في دراستها للنصوص , كما انها تنتقي الشواهد الجيده وتجزئها * اما الأسلوبة فتنظر إلى الوحدة الجزئية مرتبطة بالنص الكلي وتحلل النص كاملاً . 7- الاسلوب يراعي الحالة الوجدانية ونتج هذا من تأثره بعلم النفس والبلاغة كانت انطلاقا من تأثرها بعلم المنطق . 8- دراسة الاسلوب تشمل جميع جوانب الكلام مثل/ الجانب الصوتي قصيدة البحتري ( سينيته ) فتكرار حرف السين يدل على جانب الوسوسة والخفاء , والبلاغة لا تشمل جميع الجوانب 9- اتساع افاق علم الاسلوب اما البلاغة فهي ضيقة الافاق لكونها قواعد ثابتة . 10- البلاغة غايتها تعليمية ترتكز على التقويم اما الاسلوبية فغايتها التشخيص والوصف للظواهر الفنية . عدم التعارض بعد هذه المقارنه بين البلاغه والأسلوبيه يتضح لنا انه لا تعارض بينهما 1- وان الأسلوبية استفادت من البلاغة كثيرا بل ان الأسلوبية لم تنهض إلا على اكتاف البلاغة ولكنها تقدمت عليها في مجال علم اللغة الحديث ولو ان هذا التقدم لا يصعب على البلاغة ان تحوزه اذا ما استفادت من مبادئ و إجراءات علم اللغة الحديث وعلم الاسلوب ومناهج الألسنية العامة . 2- بل ان البلاغة وبما تملكه من امكانات علمية ثابتة وقواعد راسخة وما بذله لها علماء البلاغة قديما و حديثا قادرة على خلق نظريه حديثة متطورة تفوق كل النظريات السابقة اذا ما التزمت بأساسها واستفادت من التطور العلمي الحديث ويظهر هذا فيما قدمه عبد القاهر الجرجاني للبلاغة من تطور بنظريته المشهورة التي قفزت بالبلاغة الى درجات لم تصل إليها اللغات الاخرى إلا في هذا العصر فلو وجدت البلاغة من يكمل المسير الذي سار عليه عبد القاهر لما تأخرت في هذا العصر وبقيت مرمى سهام الحاقدين على العربية و أهلها . هذي المحاضرات اللي بالبلاك بورد حبيت انزلها للي مايفتح معه النظام بالتوفيق.. بليز اللي عندها محاضرة الانزياح تنزلها
|
|
|
|
2012- 12- 26
|
#23 |
|
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
|
|
|
|
2012- 12- 27
|
#24 |
|
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
عندي الانزياح وبحطها ان شاء الله
بس بعد ساعة تقريبا مايمديني الحين وبالتوفيق |
|
|
|
2012- 12- 27
|
#25 |
|
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
|
|
|
|
2012- 12- 27
|
#26 |
|
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
|
|
|
|
2012- 12- 27
|
#27 |
|
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
وفيه بوربوينت لتطبيق على قصيدة المتنبي بس مالقيت موقع يرفعه
اللي تعرف موقع تعطيني اياه عشان ارفعه لكم .... والحين بروح اذاكر نحو والله يسهل لي ولكم يارب |
|
|
|
2012- 12- 27
|
#28 |
|
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
ربي يعطيك ألف عااااااااااااااااااااااااااااافيه
 اختي نونا و يوفقك في اختباراتك  وإن شاء الله البنات يعرفون موقع يرفع العرض |
|
|
|
2012- 12- 27
|
#29 |
|
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
بنات متى راح تبدون بالمداكرة لعلم الاسلوب
انا راح ابدي بكرا تحسون يومين الجمعة والسبت تكفي له |
|
|
|
2012- 12- 27
|
#30 |
|
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرة علم الأسلوب الأخيره(يليت تنزلوها)
5 درجات عليه ... بالتوفيق
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
