|
المستوى الثاني - كلية الأداب ملتقى طلاب وطالبات المستوى الثاني جميع تخصصات كلية الآداب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل. |
|
أدوات الموضوع |
2010- 7- 31 | #31 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
المحاضرة الرابعة عشر تابع الفصل الرابع عشر أساسيات القيادة الأساليب القيادية : 1- أسلوب القيادة الأوتوقراطية : حيث يقوم القائد بالهيمنة الكاملة على مجالات إصدار القرارات والإشراف على العمل وتطوير السياسات. لا توجد مشاركة جماعية وتضعف التفاعلات بين الأفراد وتنخفض الروح المعنوية للعاملين . 2- أسلوب القيادة غير الموجهة : وفقا لهذا الأسلوب يعتبر كل فرد قائد حيث لا يتم الاعتماد على قائد واحد وهو يناسب البيئات عالية التخصص والبيئات العلمية أيضا حيث يقوم كل فرد بأداء أفضل ما عنده وبأحسن صيغة ممكنة ولا يحتاج لتوجيه أو متابعة. 3- أسلوب القيادة الديمقراطية : حيث يشجع القائد مرؤوسيه على المشاركة في انجاز المهام من خلال تقاسم المعلومات والمساهمة في صنع القرار. الاتجاهات الحديثة في القيادة : 1- القيادة الكاريزمية : فالقائد الكاريزمي هو القائد الذي لديه القدرة على تحفيز العاملين للحصول منهم على الأداء الذي يتجاوز ما هو متوقع من أهم الصفات الكاريزمية للقائد الثقة العالية بالنفس والرؤية المستقبلية والسلوكيات غير المعتادة والمتميزة والإيمان بالتغيير والعمل على تحقيقه والحساسية العالية للتغيرات البيئية. 2- القيادة التبادلية : هي قيادة توجه جهود المرؤوسين بشكل ايجابي من خلال المهام ونظم الحوافز يهتم القائد بتوضيح الأدوار للمرؤوسين والمهام الموكولة لهم ويضع نظام التحفيز المناسب ويهتم بتعزيز علاقات العمل مع المرؤوسين. القيادة التبادلية مثابرة ومتسامحة ومتفهمة وذات عقلية عادلة وسطية. 3- القيادة التحويلية : هي القيادة التي لها قدرة كبيرة في الإيحاء للمرؤوسين للقيام بأفضل ما يمكن من جهود لصالح المنظمة. من أهم ما يميز هذا النمط القيادي القدرة على إحداث التغيير وتحقيق الإبداع عن طريق استخدام طرق جديدة لحل مشاكل قديمة وتشجيع المرؤوسين على المناقشة دائما. 4- القيادة الخدماتية : هي القيادة التي تعمل على تحقيق أهداف العاملين من أجل هدف أكبر وهو تحقيق أهداف المنظمة. المهمة الأساسية للقائد الخدماتي هي خدمة الآخرين والمنظمة معا . 5- القيادة النسائية : هناك أساليب قيادية نسائية لها خصوصيتها، حيث تبين أن القيادة النسائية تكون أفضل من القيادة بواسطة الرجال في بعض النواحي منها تحفيز الآخرين وتشجيع الاتصالات ومهارات الإصغاء. تسمى القيادة النسائية أحيانا بالقيادة التفاعلية وهو الأسلوب القيادي القائم على العمل التعاوني وبناء العلاقات والعناية بالآخرين . تم بحمد الله نهاية الفصل والمقرر . تعليمات عامة 1- يمكن المذاكرة من الكتاب أو الشرائح حسب المتوافر أو المتاح لديك 2- عدد الفصول المقررة هي عشرة فصول موجودة في أربعة عشر محاضرة تعليمات الاختبار النهائي 1- عدد أسئلة الاختبار النهائي ستكون خمسون سؤالا 2- جميع الأسئلة ستكون (بمشيئة الله تعالى) اختيار بديل من عدة بدائل متاحة مثال لسؤال: 1- تعني النتائج المحددة التي تسعى مجموعات العمل والأفراد إلى تحقيقها: أ- الخطة الإستراتيجية ب- الخطة التشغيلية ج- الخطة التكتيكية د- لا شيء مما سبق النهاية أسأل الله العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا مع خالص الدعاء د/ أحمد فتحي عجوة أستاذ إدارة الأعمال المشارك كلية العلوم الإدارية والتخطيط جامعة الملك فيصل |
2010- 7- 31 | #32 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
بس بصراااحه فيه رسمااات مثلثااات بس مارضت تنسسخ معي ياريت لو احد يزبطها لكم حاولت وماعرفت اعتذر منك
لا اله الا الله محمد رسسسول الله الله يحميينا من كل شر ويجعلنا من اهل جنته يااارب |
2010- 7- 31 | #33 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
انجليزي قراءه ومحادثه كامله من (1 الي 14)
__________________ • القراءة والمحادثة • إعداد • الدكتور محمد جمعة نبعة • 1. اللغــــة : • يقصد بها الكلام الذي عبر به الإنسان عمّا في نفسه، قال تعالى:{وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [سورة الفرقان:72]، واللغو هو الباطل من القول. وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -¢- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - e-: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا)) رواه مسلم. أي: تكلم بكلام باطل يبطل جمعته. وقد يعبر عنها باللسان، وقد وردت في القرآن الكريم بهذا المعنى، قال تعالى: {ومن اياته اختلاف السنتكم و الوانكم } [سورة الروم:22]، وقال تعالى: : {وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم} [سورة إبراهيم:4]. • وقد عرفها ابن جني بأنها: أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم(1)، وقد عرفها ابن خلدون بأنها: ملكات في اللسان للعبارة عن المعاني، فلكل قوم لغة بحسب اصطلاحاتهم.(2). • واللغة في اللسان(3): لغا يلغو، واللغة: اللَّسَنُ، وحدُّها كما ذكره ابن جني: أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم. واللغو: النطق، يقال: هذه لغتهم التي يلغُون بها، أي: ينطقون. ولَغْوى الطير: أصواتها، والطير تلغى بأصواتها، أي: تَنْغَمُ. • (1) ج1 ص33 • (2) مقدمة ابن خلدون ج ص554 • (3) اللسان مادة (لغا) ص 255 ج15، دار صادر • 1. اللغــــة : • وقال في اللسان: • ولغا فلان عن الصواب، وعن الطريق إذا مال عنه، قال ابن الأعرابي: واللغة أخذت من هذا؛ لأن هؤلاء تكلموا بكلام مالوا فيه عن لغة هؤلاء الآخرين. • هذه التعريفات في اللغة والاصطلاح، أما التعريفات الحديثة فإنها تعتمد على طريقة النطق والتعبير ((الفسيولوجي)) فقد عرفها الأمريكي (إدوارد سايبر) : "بأنها وسيلة تفاهم خاصة بالإنسان وغير غريزية فيه تمكنه من تبادل رموز صوتيه اصطلاحية تصدرها أعضاء النطق إرادياً باندفاع الهواء خلالها(4).". • من هذا التعريف فاللغة وسيلة تفاهم عند الإنسان تصدرها أعضاء النطق إرادياً باندفاع الهواء خلالها، كما أنها غير غريزية؛ لأنها مكتسبة، ولا يصطلح عليها قبل تلقيها أو تقليدها. • وقد عرفها عبدالوهاب هاشم بأنها: "نُظُمٌ متوافقة من الرموز الصوتية الإرادية العرفية؛ لتلبية الاحتياجات الفردية والاجتماعية(5)". • وقد عرفها صلاح مجاور بأنها: "استعمال مقصود شعوري لأي صوت أو رمز أو إشارة أو علاقة، لنقل حقيقة، أو فكرة، أو شعور، أو انفعال من فرد إلى آخر أو جماعة إلى جماعة أخرى(6)". • (4) مقدمة اللغة ص 15، فضل ربه السيد طمان. • (5) محاضرات في تدريس اللغة العربية، أسيوط، ص2، مطبعة سمكة (1989م). • (6) تدريب اللغة العربية للمرحلة الابتدائية ص92، دار القلم الكويت. • 1. اللغــــة : • ومن هذه التعاريف يمكن أن نعرف اللغة على أنها: أصوات أو رموز ذات دلالة متعددة يستخدمها الإنسان والمجتمع للتعبير عن حاجاته الأساسية عن طريق جهاز النطق. • واللغة على أنها كلام: والكلام أنواع كما ورد في كتب النحو والأصول واللغة، فمن الكلام ما كان لفظاً مفيداً، والكلام المفيد هو: الذي يحسن السكوت عليه. أي يعطي معنى سواء أكان لفظاً أو إشارة أو إيماء أو إيحاء أو صورة، أو رسماًً كاريكتورياً، أو غير ذلك. ولذلك قالوا: "القلم أحد اللسانين". فاللغة هي معان موجودة في النفس يعبر بها بألفاظ مفيدة، كما قال الأخطل: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا • وقد ورد معنى هذا القول في قوله تعالى: {ويقولون في انفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول } [سورة المجادلة:8]. • وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -¢- عَنْ النَّبِيِّ -e- قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ)) رواه البخاري • 1. اللغــــة : v نستنتج مما سبق أن عناصر تكوين اللغة هي: • الأصوات: ويقصد بها الحروف التي تتكون منها الألفاظ أي الكلمات من حيث مخارجها، وصفاتها، وقوانين تبدلها وتطورها. • الألفاظ: ويقصد بها الكلمات التي تتألف منها الجمل من حيث اشتقاقها، وشكلها، ومعانيها، مبحث هذا العنصر علم الصرف، والمعاجم، وعلوم اللغة، والإملاء والخط. • الجمل: ويقصد بها التي تتألف منها التراكيب، وهي أيضاً الجمل المفيدة: اسمية كانت أم فعلية، من حيث بناؤها، وقواعد إعرابها، وتركيبها، وأنواعها، ومبحث هذا العنصر علم النحو، وعلم البلاغة. • التراكيب: ويقصد بها العبارات التي تضمن جملتين فأكثر، كما يقصد بها تراكيب اللغة، ونظم الكلام من حيث تركيب أجزائه، وطريقة ربط الكلام، والأدوات الرابطة، ووظائف الكلمة في التركيب، وأحوال إعرابها، ونوعية الكلام (أدبي أو علمي)، وطول الكلام وقصره، وتعليل ذلك كله، وصلته بنفسية المتكلم وعقلية السامع، ومبحث ذلك: علم النحو، البلاغة، والأدب(1). • (1) ينظر المهارات اللغوية، د.أحمد فؤاد عليان، دار المسلم، ص 15-16. • 1. اللغــــة : • وظائف اللغة: للغة وظائف متعددة، منها ما يتعلق بالفرد نفسه، ومنها ما هو متعلق بعلاقة الفرد بالمجتمع. ويمكن حصر هذه الوظائف فيما يلي: أ. وظيفة اللغة للفرد: 1. وظيفة شخصية: ويقصد بها قدرة وإمكانية الشخص المتحدث أو الكاتب على التعبير عن أفكاره الداخلية، وما يود إبرازه من حقائق ومفاهيم ومدركات لديه، بالإضافة إلى قدرته على التعبير عن عواطفه ومشاعره من الحب، والبغض، والسرور، والحزن، ...، كما أن لكل شخص لغة خاصة به، في أسلوبه، ونبرات صوته، حتى أنه تُعرف شخصية الإنسان من خلال صوته، دون أن يُرى عن طريق الهاتف، وقد أثبت العلم الحديث أن لكل إنسان بصمة صوتية تختلف من إنسان لآخر، ولا يتفق فيها اثنان، كما هي بصمة اليد. • 1. اللغــــة : 2. وظيفة نفسية: إن التمكن من اللغة وأدائها وتوصيلها إلى الآخرين تعزز شخصية الإنسان، وترفع من معنوياته، وتجعله إنساناً سوياً قادراً على إثبات وجوده في المجتمع حوله. وقد استخدمت اللغة كوظيفة في العلاج النفسي، لتحديد وتشخيص ما يشكو منه المريض من اكتئاب، أو ضيق، أو اضطراب، أو عصبية عن طريق كلامه عن نفسه، والتعبير عن مرضه النفسي الذي يشعر به؛ لذا كان من الواجب تشجيع الأفراد المنعزلين الخجولين على الكلام حتى تُحل مشكلاتهم، وذلك عن طريق تفعيل هذه المهارة بطريقة لغوية جريئة. 3. وظيفة تثقيفية: وهي المهارة التي تستخدم في التعليم والتعلم، فعن طريقها يقرأ الفرد ما كتبه الكاتبون قديماً وحديثاً، وعن طريقها يستمع الفرد إلى معلمه، ووالده، وأخيه، وجاره، ورفيقه، فهي وظيفة متعلقة بالفرد في خصوصيتها، ومتعلقة بالمجتمع في عموميتها، وهذه الوظيفة تسير مع الفرد من المهد إلى اللحد، ولا يستغني عنها إنسان. • 1. اللغــــة : ب. وظيفة اللغة للمجتمع: 1. وظيفة اجتماعية تبادلية: ويقصد بها استخدام اللغة في معاملات الناس اليومية، في المنزل، والشارع، والأسواق، ودواوين الحكومة، والصحافة، والإعلام، وغيرها، وهي وظيفة هامة للغة، فلا يمكن أن تُقضى المصالح، أو يتم التفاهم بين أفراد المجتمع إلا بتبادل اللغة بينهم نطقاً واستماعاً، وكتابة وقراءة، وهذه الوظيفة ذات جانب اجتماعي كبير؛ لأن اللغة اجتماعية، بمعنى أنها لا توجد إلا في مجتمع، ولا تحيا وتترعرع، وتنمو وتتطور إلا في مجتمع؛ لأنها تنشأ مع الإنسان، وتحيا معه، وتتطور بتطوره، وتتخلف بتخلفه. صحيح أن اللغة الإنسانية فردية في تراكيبها، وطرق استعمالها، فهي تختلف من إنسان لإنسان من حيث: الصياغة، والأداء، والاستخدام، والتنغيم الصوتي، وطريقة الكتابة، فلكل فرد لغته الخاصة به، فاللغة اجتماعية من ناحية، وفردية من ناحية أخرى. • 1. اللغــــة : 2. وظيفة توجيهية: وهي وظيفة يقصدها المجتمع المتحضر، ولا غنى عنها في الحياة. سواء في نطاق الأسرة أم في الحياة بوجه عام، فبغير اللغة لا يمكن توجيه الحياة بين شرائح المجتمع كافة. 3. وظيفة حفظ ونقل: فوظيفة اللغة حفظ ما تركه الأقدمون، وأنشأه المحدثون، وعن طريقها ينقل ذلك إلى الأجيال القادمة. فاللغة تحتفظ بالتراث الثقافي، والتقاليد الاجتماعية، وتنقلها من جيل إلى جيل. وهذه الوظيفة غاية في الأهمية، فلولا اللغة المكتوبة لضاع تراث السابقين من شعر ونثر وخطابة وتفسير وحديث وفقه وعلوم دينية ودنيوية. فاللغة مسؤولة عن التراكم المعرفي لكل أمة، تعيش عليه وبه، تخيل معي لو أن أمة من الأمم ليس لها تاريخ مكتوب يرجع إليه: ماذا يكون حالها؟ ستكون أمة بلا حضارة، بلا تاريخ. فاللغة المكتوبة تعد طريقاً للحضارة، وحافظة للفكر الإنساني، فبالكتابة حفظت اللغة التراث، وبالقراءة تعلمه جيل من جيل. • 1. اللغــــة : • الخصائص والسمات العامة للغة: هذه الخصائص والسمات التي تتلاقى عليها لغات العالم، ويمكن حصرها وبلورتها في العناصر الآتية: 1. أنها بدأت صوتية، ثم صارت رمزية مقروءة، فالإنسان في بداية حياته من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يبدأ لغته بالنطق الصوتي، ولما تعقدت أمور الحياة، وبعدت المسافات بين الناس اخترعت الكتابة، ولكل لغة رموزها الخاصة بها منطوقة أو مكتوبة، فرموز العربية هي حروفها الهجائية، وكذلك العبرية، والإنجليزية، وهذه التعبيرات الصوتية مشتركة بين الإنسان والحيوان والطير، ولكن الكلام هو أرقى هذه التعبيرات الصوتية، وهي خاصة لا توجد إلا عند الإنسان وحده. • 1. اللغــــة : 2. أن للغة نظاماً صوتياً ورمزياً، فبالرغم من أن لكل لغة نظامها الخاص بها نطقاً أو كتابة، إلا أن اللغات جميعها تشترك في أن لها نظاماً. ولا توجد لغة ليس لها نظام، يتمثل هذا في النطق الصحيح للأحرف، وإخراجها من مخارجها، وهذا النظام الرمزي يتمثل في كتابة كل حرف في كل لغة بشكل معين، حسب موقعه في الجملة. 3. أنها مكتسبة، فالفرد يكتسب لغته من البيئة التي يولد فيها وينشأ فيها، فلو ولد طفل عربي ونشأ في بيئة غير عربية لاكتسب لغة هذه البيئة منها، وكذلك بالنسبة للطفل غير العربي لو نشأ في بيئة عربية لاكتسب العربية منها. 4. أنها اجتماعية لا تنشأ من فراغ، فاللغة لا توجد إلا في مجتمع، فلو نشأ طفل في مكان منعزل، ولم يختلط بأي إنسان لنشأ هذا الطفل وليس له لغة ينطقها، والدليل على ذلك ما حدث للطفلة (جيني) التي نشأت في غابة عندما سقطت الطائرة التي كانت تنقلها ونجت وحدها من الموت، وقامت قرْدة بتربيتها، ولما عثر عليها، وقد جاوزت السنة الثانية عشرة من عمرها، لم تكن لها لغة بشرية تنطقها، وإنما أصوات كأصوات القردة، وهذا أكبر دليل على أن اللغة لا توجد إلا في مجتمع إنساني... • 1. اللغــــة : 5. أنها نامية، وحيَّة، أي أنها في تفاعل مستمر على مر الزمان، فهي نامية وحيَّة في نفسها، تدخلها كلمات واستعمالات جديدة، وتخرج منها كلمات واستعمالات لم يعد المجتمع يستخدمها، فكم من استعمالات لغوية انقرضت، وكم من استعمالات لغوية جدت، فاللغة عنوان أهلها، تحيا بحياتهم، وتموت بموتهم، وتتقدم وتتطور بتقدمهم وتطورهم، وتضعف وتتخلف بضعفهم وتخلفهم. 6. أنها وسيلة للتفكير، فالإنسان عندما يفكر إنما يفكر باللغة، ويصوغ أفكاره في ألفاظ، فالمتكلم يمر كلامه بأربع مراحل: الاستثارة، فالتفكير، فالصياغة، فالنطق، وكل هذه المراحل لا تستغرق جزءاً من الثانية، فالإنسان عندما يفكر في معنى مثل الأمانة، إنما يفكر باستخدام حروف هذه الكلمة، فيصوغ الحروف في كلمة فينطقها، وقد ذكرنا قول الأخطل: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا • وبذلك يمكن القول: إن اللغة وسيلة للتفكير. • ولذلك نجد أن هناك فرقاً بين اللغة كوسيلة للتفكير، بها تدرك المعاني العقلية، وبين اللغة كأداة للتعبير عن هذه المعاني. فهي كوسيلة للتفكير قبل النطق بها، وهي كأداة للتعبير تكون في أثناء النطق بها وبعده، أو كتابتها. وبذلك تصبح اللغة حجة على صاحبها، وحكماً عليه؛ لذلك قالوا في الحكم: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه. • 1. اللغــــة : 7. أنها تحمل معنى، فاللغة التي لا تحمل معنى لا تستحق أن تسمى لغة، بل هي مجرد أصوات جوفاء فارغة من أي مضمون، كالهذيان أو كلام النائم أو المجنون ومن هو تحت تأثير المخدر؛ لذلك يمكن القول: إن أصوات الحيوانات لا تسمى لغة؛ لأنها مجرد أصوات لا تعطي دلالات مختلفة، والقرآن سماها منطقاً، وليست لغة، قال تعالى: {{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِين}} {علمنا منطق الطير} [سورة النمل:16]. 8.أنها إنسانية، أي أنها خاصة بالإنسان، فاللغة بحروفها المنطوقة والمكتوبة لا توجد إلا عند الإنسان، فالله -جل جلاله- ميز الإنسان عن سائر المخلوقات باللغة والتفكير، ولا يقال إن سائر المخلوقات لها لغة بدليل قوله تعالى: {{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}} {وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم} [سورة الإسراء:44]؛ لأن أصوات الحيوانات والطيور عبارة عن تموجات صوتية أثيرية لا تعطي دلالات متعددة، ولما علّمها لبعض الأنبياء، إنما هذه من المعجزات، وهي خاصة بهم، وهي خاصة بكل فصيلة، ولا تختلف في هذه الفصيلة في أي مكان في العالم. فأصوات النمل واحدة، وأصوات البقر واحدة، وأصوات الحمام واحدة، وأصوات النحل واحدة، .، بينما لغات البشر متعددة، فهي تختلف من إنسان لإنسان، ومن مكان إلى مكان، وذلك في النغمة، والدلالة، والتعبير، وهي آية من آيات الله تعالى. صحيح أن المعاني واحدة عند الإنسان، ولكن اللغات مختلفة؛ ولذلك سهلت الترجمة، ولولا ذلك لما حدث تواصل بين الأمم والشعوب. • 2- القراءة : v أهداف المحاضرة: • أن يتعرف الطالب على مفهوم القراءة، وأهميتها. • أن يتعرف الطالب على أنواع القراءة: القراءة الجهرية والصامتة، القراءة التحليلية والناقدة. • أن يتعرف الطالب على مهارات القراءة: اللفظية، الفهم والاستيعاب، التحليل والنقد. • 2- القراءة : 1- قال في اللسان(1): "قرأت الكتاب قراءة وقرآناً، والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن؛ لأنه جمع القصص والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران، والكفران." • والتعريف اللغوي شمل القراءة الجهرية والقراءة الصامتة. أما التعريف الاصطلاحي للقراءة، فهو: "نطق الرموز وفهمها وتحليل المقروء، ونقده والتفاعل معه، والإفادة منه في حل المشكلات والانتفاع به في المواقف الحيوية، والمتعة النفسية بالمقروء." • ونتيجة للدراسات الحديثة عن مفهوم القراءة نجده قد تطور من مفهوم يسير إلى مفهوم معقد حيث يقول: إنها نشاط عقلي يستلزم تدخل شخصية الإنسان بكل جوانبها،. وقد مر مفهوم تعليم القراءة بمراحل هي: • كان تعليم القراءة يقصد منه التعرف على الحروف والكلمات والنطق بها، وهذا التعريف يهتم بالنطق فقط، بغض النظر عن الفهم، فالإنسان مادام ينطق المكتوب هو قارئ فهم أم لم يفهم. • (1) اللسان مادة (قرأ). • 2- القراءة : 2. ونتيجة للأبحاث التي قام بها (ثورنديك) (Thorandike) وغيره من المربين وعلماء النفس حول الأخطاء في قراءة المتعلمين للفقرات، تغير مفهوم القراءة وتطور فأصبح: "التعرف على الرموز ونطقها وترجمة هذه الرموز إلى ما تدل عليه من معاني وأفكار" وبهذا أصبحت القراءة نطقاً وفهماً، فإن القارئ إذا لم يفهم ما يقرأ فلن يكون هناك معنى ولا حافز للقراءة. 3. وذلك أن القراءة الناجحة تغري بالقراءة ، فكلما قرأ الإنسان وفهم ما يقرأ، فإنه يزداد شغفه بالقراءة، فالقراءة مع الفهم تؤدي إلى التذوق للنصوص المقروءة، والتذوق يؤدي إلى الاستمتاع، والاستمتاع يؤدي إلى الاستزادة، وبهذا يمكن أن نعرف القراءة بأنها: "نطق الرموز وفهمها وتحليل المقروء، ونقده والتفاعل معه، والإفادة منه في حل المشكلات والانتفاع به في المواقف الحيوية، والمتعة النفسية بالمقروء.” 4. وهذا التعريف يؤدي بالقارئ أن يتفاعل مع النص المقروء تفاعلاً يمكنه من الحكم عليه بالرضا أو السخط، وبالتالي يقبله أو يرفضه، وهذا بحد ذاته حكم عليه. وبهذا المفهوم الشامل تصبح القراءة أداة لربط الإنسان بالعالم الذي يعيش فيه، وأداة لحل مشكلاته، ووسيلة من وسائل تسليته واستمتاعه. • 2- القراءة : v أهمية القراءة في الحياة: تعد الكلمة المقروءة أو المكتوبة من أقوى وسائل اكتساب المعرفة، وأوسعها للأسباب الآتية: 1. القراءة تتيح للإنسان حرية اختيار الكتاب والموضوع والزمان والمكان، أما الوسائل الأخرى عن طريق الاستماع فقد تحقق فرص التسلية والاستمتاع لكنها لا تتيح له حرية الاختيار، فالكلمة المسموعة تُفرض على المستمع فرضاً. والقراءة توفر للإنسان حرية اختيار الكتاب الذي يقرؤه، والموضوع الذي يهمه، والزمان الذي يناسبه، والمكان الذي يرتاح فيه، فالكتاب هو الصديق الذي لا يمل، والشاعر يقول: أعز مكان ٍ في الدُنى سَرْجُ سابح وخير جليس ٍ في الزمان كتابُ 2. القراءة تحقق للإنسان التنوع في المعرفة، فيتنقل القارئ من فكر إلى فكرـ ومن مجال إلى مجال، ومن ثقافة إلى ثقافة، ومن تاريخ إلى تاريخ، وإذا كان المرء متقناً للغة أخرى فإنه يزداد معرفة وثقافة وخبرة • 2- القراءة : 2. تعد الكلمة المكتوبة في صحيفة أو مجلة أو كتاب من أرخص وسائل المعرفة وأيسرها، ويستطيع القارئ لصحيفة يومية أن يقرأ عن السياسة، والاقتصاد، والزراعة، والأدب، والأخبار المحلية والعالمية، والألغاز، والحوادث؛ حيث تقدم هذه الصحيفة في سطور قليلة، وفي مكان واحد أفكاراً متنوعة، ومعارف متجددة، ويكتسب من خلالها ألفاظاً وعبارات وتراكيب جديدة، وصوراً جمالية متنوعة. 3. أن اللغة التي تستخدم في الكتابة غالباً هي اللغة الفصيحة، لغة الثقافة والمعرفة بخلاف الكلمة المسموعة، أو المرئية من التلفاز، فقد تكون باللغة العامية الدارجة، ولذلك فالكلمة المكتوبة أكثر فائدة للإنسان؛ لأنها تربطه بالأسلوب الأرقى، والفكر الأسمى، والأداء السليم، والأسلوب الرصين. • 2- القراءة : v أهمية القراءة للفرد: • القراءة عملية فردية في أدائها، وهي للفرد مشبعة لكثير من حاجاته، وذلك للاعتبارات الآتية: • أنا وسيلة تربط فكر الإنسان بالإنسان، فيطلع الفرد عن طريق القراءة على أفكار الآخرين، مهما اختلف الزمان والمكان، ويطلع الآخرون على فكره من خلال الكتابة والقراءة. • أنها أساس لبناء شخصية الإنسان، فالقراءة تكوِّن تفكيره، وتحدد اتجاهاته، والقراءة تختلف عن نيل الشهادة. وكم من أناس نالوا مكانة عالية ومرموقة بسبب قراءاتهم أمثال علمائنا القدامى، ومن المعاصرين أمثال عباس محمود العقاد(مصري)، وعلي الجاسر (كويتي). • القراءة أداة رئيسة للفرد فلا علم، ولا ثقافة، ولا معرفة للفرد بلا قراءة. والقراءة تشعر الإنسان بالثقة بنفسه وحمايتها من الآخرين. • 2- القراءة : v أهمية القراءة للمجتمع: • القراءة عملية اجتماعية في حد ذاتها، وإن كانت فردية في أدائها، يؤديها الفرد ويستفيد منها المجتمع، والإسلام دعا إلى القراءة من أول كلمة نزلت في كتاب الله : {{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق}}{إقرا} [سورة العلق:1]، وهناك فرق كبير بين مجتمع قارئ، ومجتمع غير قارئ، فالمجتمع القارئ مجتمع متحضر وراقٍ، ومتقدم ونامٍ، ويسير في حياته نحو الاستقرار والرفاهية، ويكون سيد نفسه، وقادراً على أن يسود الآخرين. أما المجتمع غير القارئ، فهو مجتمع جامد ومتخلف، ويسير في حياته نحو التخلف والجهل والفقر والمرض، ويكون تبعاً لغيره، عبداً لأسياد آخرين، ويسهل عليه الوقوع في حبائل الأقوياء، ويكون مؤهلاً من الناحية النفسية وعنده قابلية القبول بالاستعمار؛ لأنه جاهل ومتخلف وفاقد للوعي ويعيش خارج التاريخ. • 2- القراءة : v أنواع القراءة: • تنقسم القراءة من حيث طريقة أدائها قسمين رئيسين،(هذان نوعان بحسب طريقة القراءة) هما: 1. القراءة الصامتة. 2. القراءة الجهرية. • أولاً: القراءة الصامتة: ويمكن تعريف القراءة الصامتة بأنها: " استقبال الرموز المطبوعة، وإعطاؤها المعنى المناسب المتكامل في حدود خبرات القارئ السابقة مع تفاعلها بالمعاني الجديدة المقروءة، وتكوين خبرات جديدة، وفهمها دون استخدام أعضاء النطق(1)"، فالقراءة الصامتة، تمثل: حل الرموز المكتوبة، وفهم معانيها بسهولة ودقة، ولا دخل للصوت فيها. |
2010- 7- 31 | #34 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
• (1) سامي محمد عبدالله، بعض العيوب الشائعة في القراءة الصامتة بين تلاميذ الصف الرابع الابتدائي، رسالة مماجستير غير منشورة، جامعة الأزهر، 1975 ص75.
• 2- القراءة : v مهارات القراءة الصامتة: تتطلب القراءة الصامتة بعض المهارات الخاصة بها، ومن هذه المهارات: • الدقة والعمق في الفهم، ويشمل هذا: الربط بين المعاني والرموز، واختيار المعنى المناسب، وتنظيم الأفكار المقروءة، واستخدام هذه الأفكار بعد تذكرها، ويعتمد النجاح في الفهم على دافعية القارئ، وخلفيته من المفهومات وإدراك الكلمات. • السرعة في القراءة، وتعد السرعة ذات قيمة عندما يحقق القارئ بها الدرجة نفسها من الفهم الذي يحققه لو قرأ ببطء. وهذا يعني أن القارئ الجيد هو الذي يسير بالسرعة التي تتطلبها الظروف حتى يحقق أهدافه من القراءة تبعاً لنوع المادة، وطبقاً لحاجته، ومستوى مهاراته في الفهم(2). • التعرف على كلمات جديدة، وزيادة الثروة اللفظية، وهذا يعتمد على الخبرات الشخصية للقارئ، ومعرفته لمعاني الكلمات، واستعانته بالمعجمات اللغوية، وإدراك المعنى المقصود من خلال إشارات النص والسياق. • (2) أساسيات تعليم اللغة العربية، فتحي علي يونس، ص174. • 2- القراءة : • ثانياً: القراءة الجهرية: تعرف القراءة الجهرية بأنها: "التقاط الرموز المطبوعة، وتوصيلها عبر العين إلى المخ، وفهمها بالجمع بين الرمز كشكل مجرد، والمعنى المختزن له في المخ، ثم الجهر بها بإضافة الأصوات، وذلك باستخدام أعضاء النطق استخداماً سليماً(3).” v مهارات القراءة الجهرية: دلت التجارب على أن القراءة الجهرية تتساوى مع القراءة الصامتة في مهاراتها، وتزيد عنها في مهارات أساسية مثل: 1. تفسير محتويات المادة المقروءة للمستمعين. 2. الضبط النحوي والصرفي. 3. حسن النطق، وإخراج الحروف من مخارجها. 4. تمثل المعنى بالصوت والحركة. 5. تعرف إشارات الطباعة ورموزها وتفسيرها. 6. معرفة علامات الترقيم والتقيد بها. • (3) سامي محمود عبدالله مرجع سابق ص36. • 2- القراءة : ومن ضمن أنواع القراءة نجد أن هناك نوعين من القراءة نجدهما مهمين في هذا الباب، وهما(هذان نوعان بحسب الهدف من القراءة): 1. القراءة التحليلية: وهي القراءة التي يحتاجها القارئ عندما يرغب في فحص موضوع ما بعمق وتأمل، وتتميز هذه القراءة بالتريث والأناة؛ لفهم المعاني جملة وتفصيلاً، وعقد مقارنة بينها وبين المعاني التي تمثلها، أو تختلف عنها، ويحتاجها كل باحث ومدرس، وخاصة في مجال الدراسات العليا، والأبحاث التي تقدم في المؤتمرات والجمعيات العلمية. 2. القراءة الناقدة: وهذه القراءة تتطلب دُربة وممارسة وتخصص، وقراءة دلالة الكلمة ومراميها، وموضوعها في السياق. ومجالاتها في قراءة المعلمين لكتابات طلابهم وأبحاثهم، وقراءة المناقشين لرسائل الماجستير والدكتوراه، وقراءة اللجان التي تعقد في المؤتمرات العلمية لتقويم الأبحاث المقدمة لهذه المؤتمرات، وقراءة الأجهزة الأمنية للتقارير المرتبطة بالأعداء. ومنها قراءة القضاة والمحامين لحيثيات القضايا التي تعرض عليهم، وغير ذلك مما يشمل مناحي الحياة السياسية، والاقتصادية، والقضائية. • 2- القراءة : v وأخيراً نخلص إلى إدراج مهارات القراءة الأصلية فيما يأتي: 1. المهارة اللفظية. 2. مهارة الفهم. 3. مهارة تحسين القراءة الصامتة والجهرية. 4. الانطلاق في القراءة الجهرية. 5. تحقيق عادات القراءة ومهاراتها التي تنتج الكفاءة في القراءة، ويتحقق ذلك في الجلسة الصحيحة، وطريقة إمساك الكتاب، وطريقة النظر في الكتاب وتحريكه، واستخدام الضوء، ومراعاة ظروف الزمان والمكان. 2- القراءة : v أهمية القراءة في الحياة: تعد الكلمة المقروءة أو المكتوبة من أقوى وسائل اكتساب المعرفة، وأوسعها للأسباب الآتية: 1. القراءة تتيح للإنسان حرية اختيار الكتاب والموضوع والزمان والمكان، أما الوسائل الأخرى عن طريق الاستماع فقد تحقق فرص التسلية والاستمتاع لكنها لا تتيح له حرية الاختيار، فالكلمة المسموعة تُفرض على المستمع فرضاً. والقراءة توفر للإنسان حرية اختيار الكتاب الذي يقرؤه، والموضوع الذي يهمه، والزمان الذي يناسبه، والمكان الذي يرتاح فيه، فالكتاب هو الصديق الذي لا يمل، والشاعر يقول: أعز مكان ٍ في الدُنى سَرْجُ سابح وخير جليس ٍ في الزمان كتابُ 2. القراءة تحقق للإنسان التنوع في المعرفة، فيتنقل القارئ من فكر إلى فكرـ ومن مجال إلى مجال، ومن ثقافة إلى ثقافة، ومن تاريخ إلى تاريخ، وإذا كان المرء متقناً للغة أخرى فإنه يزداد معرفة وثقافة وخبرة 2- القراءة : 2. تعد الكلمة المكتوبة في صحيفة أو مجلة أو كتاب من أرخص وسائل المعرفة وأيسرها، ويستطيع القارئ لصحيفة يومية أن يقرأ عن السياسة، والاقتصاد، والزراعة، والأدب، والأخبار المحلية والعالمية، والألغاز، والحوادث؛ حيث تقدم هذه الصحيفة في سطور قليلة، وفي مكان واحد أفكاراً متنوعة، ومعارف متجددة، ويكتسب من خلالها ألفاظاً وعبارات وتراكيب جديدة، وصوراً جمالية متنوعة. 3. أن اللغة التي تستخدم في الكتابة غالباً هي اللغة الفصيحة، لغة الثقافة والمعرفة بخلاف الكلمة المسموعة، أو المرئية من التلفاز، فقد تكون باللغة العامية الدارجة، ولذلك فالكلمة المكتوبة أكثر فائدة للإنسان؛ لأنها تربطه بالأسلوب الأرقى، والفكر الأسمى، والأداء السليم، والأسلوب الرصين. 2- القراءة : v أهمية القراءة للفرد: • القراءة عملية فردية في أدائها، وهي للفرد مشبعة لكثير من حاجاته، وذلك للاعتبارات الآتية: • أنا وسيلة تربط فكر الإنسان بالإنسان، فيطلع الفرد عن طريق القراءة على أفكار الآخرين، مهما اختلف الزمان والمكان، ويطلع الآخرون على فكره من خلال الكتابة والقراءة. • أنها أساس لبناء شخصية الإنسان، فالقراءة تكوِّن تفكيره، وتحدد اتجاهاته، والقراءة تختلف عن نيل الشهادة. وكم من أناس نالوا مكانة عالية ومرموقة بسبب قراءاتهم أمثال علمائنا القدامى، ومن المعاصرين أمثال عباس محمود العقاد(مصري)، وعلي الجاسر (كويتي). • القراءة أداة رئيسة للفرد فلا علم، ولا ثقافة، ولا معرفة للفرد بلا قراءة. والقراءة تشعر الإنسان بالثقة بنفسه وحمايتها من الآخرين. 2- القراءة : v أهمية القراءة للمجتمع: القراءة عملية اجتماعية في حد ذاتها، وإن كانت فردية في أدائها، يؤديها الفرد ويستفيد منها المجتمع، والإسلام دعا إلى القراءة من أول كلمة نزلت في كتاب الله : {{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق}}{إقرا} [سورة العلق:1]، وهناك فرق كبير بين مجتمع قارئ، ومجتمع غير قارئ، فالمجتمع القارئ مجتمع متحضر وراقٍ، ومتقدم ونامٍ، ويسير في حياته نحو الاستقرار والرفاهية، ويكون سيد نفسه، وقادراً على أن يسود الآخرين. أما المجتمع غير القارئ، فهو مجتمع جامد ومتخلف، ويسير في حياته نحو التخلف والجهل والفقر والمرض، ويكون تبعاً لغيره، عبداً لأسياد آخرين، ويسهل عليه الوقوع في حبائل الأقوياء، ويكون مؤهلاً من الناحية النفسية وعنده قابلية القبول بالاستعمار؛ لأنه جاهل ومتخلف وفاقد للوعي ويعيش خارج التاريخ. 2- القراءة : v أنواع القراءة: • تنقسم القراءة من حيث طريقة أدائها قسمين رئيسين،(هذان نوعان بحسب طريقة القراءة) هما: 1. القراءة الصامتة. 2. القراءة الجهرية. • أولاً: القراءة الصامتة: ويمكن تعريف القراءة الصامتة بأنها: " استقبال الرموز المطبوعة، وإعطاؤها المعنى المناسب المتكامل في حدود خبرات القارئ السابقة مع تفاعلها بالمعاني الجديدة المقروءة، وتكوين خبرات جديدة، وفهمها دون استخدام أعضاء النطق(1)"، فالقراءة الصامتة، تمثل: حل الرموز المكتوبة، وفهم معانيها بسهولة ودقة، ولا دخل للصوت فيها. • (1) سامي محمد عبدالله، بعض العيوب الشائعة في القراءة الصامتة بين تلاميذ الصف الرابع الابتدائي، رسالة مماجستير غير منشورة، جامعة الأزهر، 1975 ص75. 2- القراءة : v مهارات القراءة الصامتة: تتطلب القراءة الصامتة بعض المهارات الخاصة بها، ومن هذه المهارات: • الدقة والعمق في الفهم، ويشمل هذا: الربط بين المعاني والرموز، واختيار المعنى المناسب، وتنظيم الأفكار المقروءة، واستخدام هذه الأفكار بعد تذكرها، ويعتمد النجاح في الفهم على دافعية القارئ، وخلفيته من المفهومات وإدراك الكلمات. • السرعة في القراءة، وتعد السرعة ذات قيمة عندما يحقق القارئ بها الدرجة نفسها من الفهم الذي يحققه لو قرأ ببطء. وهذا يعني أن القارئ الجيد هو الذي يسير بالسرعة التي تتطلبها الظروف حتى يحقق أهدافه من القراءة تبعاً لنوع المادة، وطبقاً لحاجته، ومستوى مهاراته في الفهم(2). • التعرف على كلمات جديدة، وزيادة الثروة اللفظية، وهذا يعتمد على الخبرات الشخصية للقارئ، ومعرفته لمعاني الكلمات، واستعانته بالمعجمات اللغوية، وإدراك المعنى المقصود من خلال إشارات النص والسياق. • (2) أساسيات تعليم اللغة العربية، فتحي علي يونس، ص174. 2- القراءة : • ثانياً: القراءة الجهرية: تعرف القراءة الجهرية بأنها: "التقاط الرموز المطبوعة، وتوصيلها عبر العين إلى المخ، وفهمها بالجمع بين الرمز كشكل مجرد، والمعنى المختزن له في المخ، ثم الجهر بها بإضافة الأصوات، وذلك باستخدام أعضاء النطق استخداماً سليماً(3).” v مهارات القراءة الجهرية: دلت التجارب على أن القراءة الجهرية تتساوى مع القراءة الصامتة في مهاراتها، وتزيد عنها في مهارات أساسية مثل: 1. تفسير محتويات المادة المقروءة للمستمعين. 2. الضبط النحوي والصرفي. 3. حسن النطق، وإخراج الحروف من مخارجها. 4. تمثل المعنى بالصوت والحركة. 5. تعرف إشارات الطباعة ورموزها وتفسيرها. 6. معرفة علامات الترقيم والتقيد بها. • (3) سامي محمود عبدالله مرجع سابق ص36. 2- القراءة : ومن ضمن أنواع القراءة نجد أن هناك نوعين من القراءة نجدهما مهمين في هذا الباب، وهما(هذان نوعان بحسب الهدف من القراءة): 1. القراءة التحليلية: وهي القراءة التي يحتاجها القارئ عندما يرغب في فحص موضوع ما بعمق وتأمل، وتتميز هذه القراءة بالتريث والأناة؛ لفهم المعاني جملة وتفصيلاً، وعقد مقارنة بينها وبين المعاني التي تمثلها، أو تختلف عنها، ويحتاجها كل باحث ومدرس، وخاصة في مجال الدراسات العليا، والأبحاث التي تقدم في المؤتمرات والجمعيات العلمية. 2. القراءة الناقدة: وهذه القراءة تتطلب دُربة وممارسة وتخصص، وقراءة دلالة الكلمة ومراميها، وموضوعها في السياق. ومجالاتها في قراءة المعلمين لكتابات طلابهم وأبحاثهم، وقراءة المناقشين لرسائل الماجستير والدكتوراه، وقراءة اللجان التي تعقد في المؤتمرات العلمية لتقويم الأبحاث المقدمة لهذه المؤتمرات، وقراءة الأجهزة الأمنية للتقارير المرتبطة بالأعداء. ومنها قراءة القضاة والمحامين لحيثيات القضايا التي تعرض عليهم، وغير ذلك مما يشمل مناحي الحياة السياسية، والاقتصادية، والقضائية. 2- القراءة : v وأخيراً نخلص إلى إدراج مهارات القراءة الأصلية فيما يأتي: 1. المهارة اللفظية. 2. مهارة الفهم. 3. مهارة تحسين القراءة الصامتة والجهرية. 4. الانطلاق في القراءة الجهرية. 5. تحقيق عادات القراءة ومهاراتها التي تنتج الكفاءة في القراءة، ويتحقق ذلك في الجلسة الصحيحة، وطريقة إمساك الكتاب، وطريقة النظر في الكتاب وتحريكه، واستخدام الضوء، ومراعاة ظروف الزمان والمكان. المحادثة تعريف المحادثة وأهميتها المحادثة مصدر من الفعل حادَثَ محادثة، فهو من أفعال المشاركة،التي تحتاج إلى طرفين. الأول مُتَحَدِّث والآخر مُتَحَدَّث إليه، أي متلقي أو مستمع. وملقٍ، وتحتاج هذه المهارة إلى ما ذكرنا من مهارات القراءة التي ذكرناها آنفاً، وإلى حصيلة لغوية متضمنة لكثير من المفردات اللغوية والأساليب الأدبية التي درسها الطالب . وهذه المهارة هي نتيجة لثقافة الإنسان وشخصيته، وحصيلته لكثير من المهارات التي درسها الطالب خلال سني دراسته. والمحادثة المطلوبة في هذا الباب هي الكلام باللغة العربية الفصيحة، وتوظيفها في إيصال المعلومات إلى المستمعين بأسلوب واضح سهل. وهذه المحادثة تحتاج إلى تدريب الطلاب على أنماط مختلفة من الكلام من خطابة، وإلقاء نصوص فصيحة بعد حفظها، وذلك بطريقة متميزة، وإقامة حوارات بين الطلاب كمجموعات داخل قاعة الصف، ثم القيام بحوارات مع شخصيات مختلفة. وإعداد ذلك يحتاج إلى وسائل صوتية ومرئية، وذلك لإعداد نماذج متلفزة وإذاعيةـ وتقويمها والحكم عليها. هذه المهارات ضرورية ومهمة لبناء شخصية الطالب في جميع المراحل العمرية والتدرج في ذلك من الأدنى إلى الأعلى، وتعد هذه المهارات في حقيقة الأمر نتاج لتحصيل الطالب عبر سني دراسته؛لأنها مهاراة وظيفية تطبيقية نستطيع أن نقيسها من خلال الأداء، والأعمال الأدبية والإذاعية والصحفية التي يقوم الطالب بإعدادها وإخراجها. الكتابة تعد الكتابة من أعظم ما اخترع الإنسان بفضل الله تعالى: {ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ} [سورة العلق:3-5] فالله علم الإنسان بالقلم، والقلم أداة الكتابة؛ فالإنسان بدأ تاريخه الحقيقي عندما اخترع الكتابة، فكم من أمم درست، وحضارات فقدت، وأقوام بادت آثارهم؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون الكتابة، فأين الشعر الجاهلي العربي الذي سبق المعلقات؟ وأين النثر العربي الذي سبق العصر الجاهلي؟ لا شك أن للعرب قبل عصر الجاهلية آثاراً نثرية وشعرية لم تصل إلينا نتيجة أمية العرب في القراءة والكتابة : {ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ} [سورة الجمعة:2] وكم من أمم بقيت آثارها حية تكشف عن حضارتها وتفوقها بسبب أنها سجلت آثارها وتراثها كتابة على الحوائط والأحجار وأوراق البردى، مثل حضارة الفراعنة، والأشوريين، والإغريق، والفنيقيين، والرومان، والصينيين، و.... فالكتابة حفظت حضاراتهم ونقلتها إلى غيرهم من الأمم. فبالكتابة ظلوا أحياء بأعمالهم بعد أن فنيت أجسادهم. مفهوم الكتابة: إن تعريف الكتابة هنا أمر بالغ الأهمية؛ حتى لا يظن ظان أن الكتابة هي: التعبير الكتابي المدرسي فقط (التعبير التحريري) لذلك فإن من الضروري أن نحدد مفهوم الكتابة بالمعنى الشامل هنا. وسنبدأ بالتعريف المعجمي. فالكتابة في اللغة<اللسان مادة (كتب)، المعجم الوسيط مادة (كتب).>: تعني الجمع، والشدّ، والتنظيم، كما تعني: الاتفاق على الحرية، فالرجل يكاتب عبده على مال يؤديه منجماً. أي يتفق معه على حريته مقابل مبلغ من المال، قال تعالى: { ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ} [سورة النور:33]كما تعني القضاء والإلزام والإيجاب. والكتابة صناعة الكتب. أما التعريف الاصطلاحي فهو: " أداء لغوي رمزي يعطي دلالات متعددة مع مراعاة القواعد اللغوية المكتوبة، ويعبر بها الإنسان عن مشاعره، ويكون دليلاً على وجهة نظره، وسبباً في حكم الناس عليه." والمعنى الاصطلاحي يجمع هذه الدلالات المتنوعة، فالشد والجمع والتنظيم والإتقان ضروري للكتابة؛ لأن الكتابة لا تقوم إلا على الصياغة المحكمة، والحرية تتمثل في رغبة الإنسان |
2010- 7- 31 | #35 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
|
2010- 7- 31 | #36 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
القائمة في نفسه لتحرير أفكاره وأحاسيسه ومشاعره المحبوسة داخله، ومعنى الإلزام يتمثل في أن الكلمة المكتوبة ملزمة لصاحبها، وتعد شاهداً ودليلاً يقضى بها عليه.
المحاضرة الرابعة الخليفة عمر بن الخطاب النص • جاهلي كسبه الإسلام فكسبه العالم الإنساني كله إلى آخر الزمان، ونفس ضائعة ردت إلى صاحبها، فعرف بها ما كان ينكر، و • طلع منها على ما كان يجهل، ونفع بها أمته، وأممًا لا تحصى، وصنع بها الإسلام أعظم، وأفخم ما تصنعه قدرة بناء وإنشاء. • نظرت الأمم فرأت كيف تعلو النفس الإنسانية حتى يحار فيها الإنسان، وهو ريشة في مهب النوازع والأشجان • رأت كيف يصبح العدل والحق طبيعة حياة؟ وكيف يصبح مخلوق من اللحم والدم كأنه لا يأكل طعامه، ولا يُروي ظمأه إلا ليعدل ويعرف الحق كأنه لا يصحو ولا ينام يتبع • إلا ليعدل ويعرف الحق، وكأنه لا يتنفس الهواء إلا ليمنع الظلم عن الناس، وتدول دولة الباطل بين الناس، وكأنما العدل والحق دَيْن عليه يطالبه به ألف غريم وهو وحده أقوى في المطالبة بهما من ألف غريم. • لقد كان هذا الرجل المجيد يُبغض أن يظلم غيره أشد من بغضه أن يظلمه غيرُه، وهذه منزلة من الأنفة لا تطاولها المنازل؛ لأنها منزلة الأبطال الذين يَسْمُون على أنفسهم، ولهم أنفس أسمى من عامة الأبطال. يتبع • وإنا لنعلم كم حزَّ في قلبه الكريم أن يضرب بريئاً على دين الحق، كلَّما رجعنا إلى أيامه الأولى بعد الإسلام، وهي أيام لا تُنسى في تاريخ البطولة والأبطال؛ فما شغله أمر إعلان الدين إلا أن يخرج ليضربه أناس كما كان يضرب أناساً في سبيل ذلك الدين. • ثار إلى الناس يضربونه ويضربهم، فقام خاله يسأل: ما هذه الجماعة؟ فقيل: إن ابن الخطاب قد صبأ ... فقدم إلى الحجر فنادى: ألا إنني قد أجرت ابن أختي. فانكشف الناس عنه، فكان لا يزال يرى مسلماً يَضربُ ولا يضربه أحد، ثقل عليه ألا يصيبه ما يتبع • يصيب المسلمين فذهب إلى خاله، وقد اجتمع الناس في الحِجْر وناداه: اسمع، جوارك مردود عليك. قال خالُه، وهو به وبما يُستهدف له أدرى: لا تفعل يا ابن أختي. فأصر على رد جواره، وطاب له بعد ذلك أن اقتص من نفسه للأبرياء الذين ضربهم، وهو يجهل دينهم، فلا تمضي تلك الضربات بغير قصاص، وإن كفّر عنها بالتوبة وإعزاز الدين الذي آذاهم من أجله. • وأبى من اللحظة الأولى إلا أن يواجه الخطر الأكبر في سبيل دينه، يتبع وإلا أن يقبض على الثور من قرنيه، كما يقول الغربيون في أمثالهم، وأن يتحدى قريشاً بحقّه منذ آمن بأنهم على باطل فسأل أناساً: أيّ أهل مكة أنقلُ للحديث؟ فقيل له: جميل بن مَعْمر الجمحي. فذهب إليه فصرح له بإسلامه، ولم يُكَذِّب الرجلُ الظنَّ به، فما هو إلا أن سمعها حتى خرج وعمر وراءه إلى أندية قريش حول الكعبة، يصرخ بأعلى صوته على باب المسجد: يا معشر قريش، ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ. وعمر يقول من يتبع • خلفه: كذب، ولكني أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. ثم نشبت المعركة بين هذا الرجل المفرد وبينهم ، فيثب على أدناهم منه وأجرئهم عليه - عتبة بن ربيعة- فيصرعه ويبرُك ويضربه، ويتكاثرون عليه، فلا يدنو أحد منهم إلا قهره حتى أحجموا عنه، وركدت الشمس، وفتر من طول الصراع، فجلس وهم قائمون على رأسه يثلبونه وهو يقول لهم: "افعلوا ما بدا لكم، فوالله لو كنا ثلاثمائة رجل لتركتموه لنا أو تركناها لكم". • وراح يسأل النبي -e-: يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟ فقال له يتبع • ¬: بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن مِتّم أو حييتم. فقال: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرُجَنَّ. فما لبث النبي -e- أن خرج في صفين: أحدهما فيه عمر، والآخر فيه حمزة. فدخلوا المسجد وقريش تنظر وتعلوها كآبة، فلا يجرؤ سليط منها، ولا حكيم أن يقترب من صفين فيهما هذان .. وسماه الني -e- يومئذ بالفاروق. • قال علي بن أبي طالب --: "ما علمت أن أحداً من المهاجرين هاجر إلا متخفياً سوى عمر بن الخطاب. فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهماً، واختصر عنزته يتبع • ، ومضى قِبَل الكعبة والملأ من قريش بفنائها، فطاف في البيت سبعاً متمكناً، ثم أتى المقام فصلى، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة يقول لهم: شاهت الوجوه، لا يُرْغِمُ الله إلا هذه المعاطس. من أراد أن يُثكل أمه، أو يُؤتم ولده، أو يُرَمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي.." • ونهج عمر طريقه في الإسلام، كما نهج طريقه إلى الإسلام: كلاهما طريق قوة، لا يُطيق اللف والتنطع، ولا يحفل بغير الجدّ الذي لا عبث فيه.. فلا وَهَن ولا رياء، ولا حذلقة ولا ادعاء، وما شئت بعد ذلك من إسلام صريح قويم، فهو إسلام عمر بن الخطاب. يتبع • قال عمر في بعض عظاته: "لا تنظروا إلى صيام أحد ولا إلى صلاته، ولكن انظروا مَنْ إذا حدَّث صدق، وإذا ائتمن أدَّى و إذا أشفى - أي هم بالمعصية - وَرَعَ." • وقال في هذا المعنى: " لا يعجبنَّكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدَّى الأمانة إلى من ائتمنه، وسلم الناسُ من يده ولسانه" • وقال في علم الدنيا والآخرة: "ليس خيرُكم من عَمِلَ للآخرة، وترك الدنيا، أو عَمِل للدنيا وترك الآخرة، ولكن خيرَكم من أخذ من هذه ومن هذه، وإنما الحرج في الرغبة فيما تجاوز قدر الحاجة وزاد على حد الكفاية" . يتبع • ولم يكن أبغض إليه ممن يتوانى ليقال: إنه متوكل على الله، أو تراءى بالضعف ليقال: إنه ناسك، أو يفرط في العبادة ليقال: إنه زاهد في الدنيا. • وكان يقول: "إن المتوكل هو الذي يُلْقِي حبةً في الأرض ويتوكل على الله... ولا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني ... وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضه، وإن الله تعالى يرزقُ الناسَ بعضهم من بعض" يتبع • وكان يضرب من يتماوتٍ، ويستكين ليُظهرَ التخشعَ في الدين، فنظر إلى رجل مظهرٍ للنسك متماوت، فخفقه بالدرة، وقال: "لا تُمِتْ علينا ديننا أماتك الله". وأشاروا له إلى رجل يصوم الدهر فضربه وهو يقول له: " كُلْ يا دهر، كُلْ يا دهر" ينهاه عن الصوم الذي يعوقه عن معاشه بشيء لا يوجبه عليه الدين" • وكان يعجبه الشابُ الناسكُ نظيفُ الثوب، طيّبُ الرائحة، ويرى المسلمين بخير ما علّموا أبناءهم الرمي، والعوم، والفروسية، وقال: "فأنتم بخير ما نزوتم على ظهور الخيل". يتبع المحاضرة الرابعة تتمة النص • وكان يضرب من يتماوتٍ، ويستكين ليُظهرَ التخشعَ في الدين، فنظر إلى رجل مظهرٍ للنسك متماوت، فخفقه بالدرة، وقال: "لا تُمِتْ علينا ديننا أماتك الله". وأشاروا له إلى رجل يصوم الدهر فضربه وهو يقول له: " كُلْ يا دهر، كُلْ يا دهر" ينهاه عن الصوم الذي يعوقه عن معاشه بشيء لا يوجبه عليه الدين" • وكان يعجبه الشابُ الناسكُ نظيفُ الثوب، طيّبُ الرائحة، ويرى المسلمين بخير ما علّموا أبناءهم الرمي، والعوم، والفروسية، وقال: "فأنتم بخير ما نزوتم على ظهور الخيل". يتبع • وكان دين عمر دين الرجل القوي الشجاع الذي ينتصر بدينه في ميدان الحياة، وليس بدين الواهن المهزوم الذي تركته الدنيا فأوهم نفسه أنه هو تاركها ليقبل على الآخرة. وكانت شجاعته في دينه أندر الشجاعات في النفوس الآدمية؛ لأنها الشجاعة التي يواجه بها تهمة الجبن، وهو أرذل من الموت عند الرجل الشجاع... • لذلك لم يكن يؤمن بشيء ينفع أو يضر غير ما عُرفَتْ أسبابُ نفعه وضرره، فكان ينظر إلى الحجر الأسود، فيقول كلما استلمه: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول -e- يُقَبِّلك ما قبلتك. وسمع أن الناس يأتون الشجرة التي بايع رسول الله -e- تحتها بيعة الرضوان، فيصلون عندها، ويتبركون بها، فأوعدهم وأمر يتبع • أن تقطع مخافة أن تسري إلى الإسلام من هذه المناسك وأشباهها لوثة من الوثنية والتوكل على الجماد. • ولم يفارق الدنيا حتى أوصى الخليفة الذي يختار بعده بالذميين كافة "أن يوفي بعهدهم، ولا يُكلَّفوا فوق طاقتهم، وأن يُقاتَل من وراءهم" • كان عمر جاهلياً فأسلم فأصبح إسلامه طوراً من أطوار التاريخ، ولو لم يكن الإسلامُ قدرةً بانيةً منشئة في التاريخ الإنساني، لما كان إسلام رجل طوراً من أطوار الكبار يتبع • وكان عمر يحب ويكره كما يحب الناس ويكرهون، ولكن لا ينفعك عنده أن يحبّك، ولا يضيره عنده أن يكرهك إذا وجب الحق ووضح القضاء. • قال يوماً لأبي مريم السلولي قاتل أخيه: والله لا أُحبّك حتى تحب الأرض الدم المسفوح. فقال له أبو مريم: أتمنعني لذلك حقاً؟ قال: لا. فقال أبو مريم: لا ضير، إنما يأسى على الحب النساء. • وحسبُك من إسلامٍ يحمي الرجل من خليفة يبغضه، وهو قادر عليه، فلذلك المسلم الشديد في دينه الذي يشتد فيأمنُه العدو والصديق. • من كتاب ((عبقرية عمر)) لعباس محمود العقاد الأسئلة • س1:في القطعة صفتان لعمر بن الخطاب حرص الكاتب على ابراز هما ؟ وكيف صورالكاتب حياة عمر في ظل هاتين الصفتين؟ • س2: لِمَ رفض عمر بن الخطاب جوار خاله ؟ • س3:فلان يقبض على الثور من قرنيه .ما المقصود بهذه الصورة ؟ • س4:لم َدعا عمر بن الخطاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للخروج إلى الكفار ؟ يتبع • س7:ما رأي عمر في عمل الانسان لدنياه وآخرته ؟ • س8:ما رأي عمر في التوكل على الله ؟وكيف تطبق هذا الرأي في حياتك ؟ • س9:بمَ أوصى عمر المسلمين في تعليم أولادهم؟وماذا تعني هذه الوصية في عصرنا الحاضر ؟ • س10 :لمَ قطع عمر الشجرة التي بايع النبي أصحابه تحتها بيعة الرضوان ؟ • س11:ما موقف عمر ممن حاربوه وحاربهم ؟اضرب مثلا من النص ؟ • المحاضرة الخامسة • حجة الوداع • خطبة حجة الوداع • قال الرسول - e-: • أما بعد: أَيُّهَا النَّاسُ، اسمعُوا مِنَّي أُبَيِّنْ لكم، فإِنِّي لا أَدْري لَعَلِّي لا أَلْقاكُم بَعْدَ عَامِي هَذا، فِي مَوَقِفِي هذا. |
2010- 7- 31 | #37 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
• أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، حَرامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلقَوْا ربَّكم، كَحُرْمَةِ يومِكُمْ هَذا، فِي شَهْرِكُم هَذا، فِي بَلَدِكم هذا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللهم فاشهد. فَمِنْ كَانَتْ عِنْدَه أَمَانَةٌ، فَلْيُؤَدِّهِا إِلَى مَنْ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا. وَإِنَّ رِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ،
• خطبة حجة الوداع • وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَبْدَأُ بِهِ رِبَا عَمِّي العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ. وَإِنَّ دِمَاءَ الجَاهِلِيَّةِ مَوٍْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَبْدَأُ بِهِ دَمُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الحَارثِ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ. وَإِنَّ مَآثِرَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، غَيْرَ السِّدَانَةِ وَالسِّقَايَةِ. وَالعَمْدُ قَوَدٌ، وَشِبْهُ العَمْدِ مَا قُتِلَ بِالعَصَا وَالحَجَرِ، وَفِيهِ مِائَةُ بَعِيرٍ، فَمَنْ زَادَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ. • أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعبدَ فِي أَرْضِكُم، وَلِكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ أَنْ يُطاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا تُحَقِّرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُم. • خطبة حجة الوداع • أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ، ولا يَحِلُّ لامْرِئٍ مَالُ أَخِيهِ إِلاَّ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ، اللهم فاشهد. • فلا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضربْ بَعْضُكم رِقَابَ بَعْضٍ، فَإِنِّي قد تَرَكْتُ فيكم مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تضِلُّوا بَعْدَهُ: كتابَ اللهِ. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ، اللهم فاشهد. • خطبة حجة الوداع • أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكم وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، كُلُّكُمْ لآدَمَ، وآدمُ مِنْ تُرَابٍ،ان أكرَمَكم عندَ اللهِ أَتْقَاكُم، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ، ولَيسَ لعربِيٍّ عَلَى عَجَميٍّ فَضْلٌ إِلاَّ بِالتَّقَوْى. أَلا هَلْ بَلَّغْتُ، اللهم فاشهد. • أرق على أرق : لأبي الطيب المتنبي أرق على أرق ومثلي يأرق • وجوى يزيد وعبرة تترقرق جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفقُ مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ إلإانْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي نَارُ الغَضَا وَتَكلُّ عَمّا يُحْرِقُ وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ مالَقوا أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ أبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنْعَقُ نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا أنّ الكلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لدَيْهِ الأحْمَقُ وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ وَلَقَدْ بَكَيْتُ على الشَّبابِ وَلمّتي مُسْوَدّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهي رَوْنَقُ حَذَراً عَلَيْهِ قَبلَ يَوْمِ فِراقِهِ حتى لَكِدْتُ بمَاءِ جَفني أشرَقُ أمّا بَنُو أوْسِ بنِ مَعْنِ بنِ الرّضَى فأعزُّ مَنْ تُحْدَى إليهِ الأيْنُقُ كَبّرْتُ حَوْلَ دِيارِهِمْ لمّا بَدَتْ منها الشُّموسُ وَليسَ فيها المَشرِقُ وعَجِبتُ من أرْضٍ سَحابُ أكفّهمْ من فَوْقِها وَصُخورِها لا تُورِقُ وَتَفُوحُ من طِيبِ الثّنَاءِ رَوَائِحٌ لَهُمُ بكلّ مكانَةٍ تُسْتَنشَقُ مِسْكِيّةُ النّفَحاتِ إلاّ أنّهَا وَحْشِيّةٌ بِسِواهمُ لا تَعْبَقُ أمُريدَ مِثْلِ مُحَمّدٍ في عَصْرِنَا لا تَبْلُنَا بِطِلابِ ما لا يُلْحَقُ لم يَخْلُقِ الرّحْمنُ مثلَ مُحَمّدٍ أحَداً وَظَنّي أنّهُ لا يَخْلُقُ يا ذا الذي يَهَبُ الكَثيرَ وَعِنْدَهُ أنّي عَلَيْهِ بأخْذِهِ أتَصَدّقُ وصف الصديق: لابن المقفع وإني مخبركَ عن صاحبٍ لي كانَ من أعظمِ الناسِ في عيني، وكان رأسُ ما أعظمه في عيني صغر الدنيا في عينهِ: كان خارجاً من سلطانِ بطنهِ، فلا يتشهى ما لا يجدُ، ولا يكثرُ إذا وجدَ. وكان خارجاً من سلطانِ فرجهِ، فلا يدعو إليه ريبةً، ولا يستخف له رأياً ولا بدناً. تتمة وصف صديق وكان خارجاً من سلطان لسانهِ، فلا يقولُ ما لا يعلمُ، ولا يُنازعُ في ما يعلمُ. وكان خارجاً من سلطانِ الجهالةِ، فلا يقدمُ أبداً إلا على ثقةٍ بمنفعة. كان أكثر دهرهِ صامتاً. فإذا نطق بذَّ الناطقينَ. كان يرى متضاعفاً مستضعفاً، فإذا جاء الجد فهو الليثُ عادياً. كان لا يدخلُ في دعوى، ولا يشتركُ في مراءٍ، ولا يدلي بحجةٍ حتى يرى قاضياً عدلاً وشهوداً عدولاً. تتمة وصف صديق وكان لا يلوم أحداً على ما قد يكون العذرُ في مثلهِ حتى يعلمَ ما اعتذارهُ. وكان لا يشكو وجعاً إلا إلى من يرجو عندهُ البرء. وكان لا يستشير صاحباً إلى من يرجو عندهُ النصيحةِ. وكان لا يتبرمُ، ولا يتسخطُ، ولا يشتهى، ولا يتشكى. وكان لا ينقمُ على الولي، ولا يغفلُ عن العدو، ولا يخص نفسهُ دونَ إخوانهِ بشيءٍ من اهتمامهِ حيلتهِ وقوتهِ. فعليكَ بهذه الأخلاقِ إن أطقت، ولن تطيق، ولكن أخذ القليلِ خيرٌ من تركِ الجميعِ. إهمال المطالعة جناية على الثقافة لأي شيء نعزو إعراض الشباب عن المطالعة بعد انتهاء الدراسة؟ هل ماتت الرغبة في المطالعة؟هل ضنت المطابع بإنتاج الكتب النافعة؟ هل بخلت العبقريات بما تجود به عادة؟ أنا لا أرى العلة هنا.. ولكني أراها في هذا التقاعس عن معاشرة أرقى العقول تفكيراً وأصفى الأرواح تهذيباَ في العصور السابقة. على أن الثقافة الصحيحة المتينة لا تنبت في بطون الكتب المدرسية؛ لأن هذه الكتب محدودة الأجواء, ضيقة الآفاق, وإنما مهمتها أن تكون مهمة الدليل الأمين وليس لها مهمة الخصب والتفتح والانطلاق. أما التعود على تذوق المطالعة فهو الوثبة الأولى نجو تفتح العقل والنفس. رحم الله الأقدمين الذين كانوا يقدسون الكتاب, ويتبعونه من بلد إلى بلد ليمتعوا عقولهم وأرواحهم به! ورحم الله الجاحظ الذي مجد الكتاب, وجعله ذلك الوعاء الذي ملئ علماً وحكمة وموعظة! والحق أن الكتاب هو ملتقى تلك الوجوه العريقة, ومجمع الأفكار النبيلة, وعالم تلك الشخصيات السامية التي تجلس إليها, في أوج رفعتها، وترفعها عن التفاهة. والآن، أي مطالع تريد أن تكون؟ هناك مطالع.. الذي يقبل على المطالعة, في وقت لا تجد مسليا غيرها, يجد في المطالعة لذته؛لأنها ترفعه عن عالي الواقعي, وتغرقه في عالم خيالي, وأمثال هذا المطالع لا يبحثون عن لذة خاصة في المطالعة.. يقرؤون كل شيء, وكل شيء عندهم صالح للمطالعة, إنهم لا يجدون ما يمنعهم عن فتح المعاجم ليطالعوا مجرد ألفاظ! إذا ألفوا أنفسهم في غرفة وثبوا إلى الصحف والمجلات، يلتهمون ما فيها بلذة، أو بدون لذة؛ لأنهم لا يبحثون عن أفكار تنفعهم, وإنما يبحثون عما يملأ فراغهم, فالمطالعة عندهم عمل من لا عمل له! وهنالك المطالع.. طلبا للذة الشخصية, يقرأ رواية ما ليستمع بمشاهد الجمال فيها, أو ليطبق عواطف أبطالها على عواطفه, أو ليبحث عن صورة لنفسه فيها.. وأخيراً يقرأ؛ لأن ما يقرؤه يعكس له صورة مجردة عن قلق الإنسان،ومتاعبه في هذه الحياة, التي لا ينتهي قلقه ولا متاعبه فيها. وهذا لون من ألوان المطالعة الصافيةّ. وهنالك المطالع.. من يطالع مطالعة مفيدة, يتوخى منها صاحبها أن يلتقط معارف جديدة, ويتكشف ألوانا جديدة, من عقول جديدة, فهل يرى فيها سبباً لتنمية عقله،وتوسيع ثقافته .. وهذه هي المطالعة النافعة! على أن شروط المطالعة النافعة: أن تتهافت على مؤلفين مختلفي الثقافة، ومواضيع متنوعة,لتهتدي بعد ذلك إلى من تحب, وما تحب، فإن لم تجد هنا الصديق الأفضل وجدته هناك, وعندما تقع عليه تزداد حياتك به غنى ولذة. وأن تكثر الاتصال بأدباء عصرك نفسه؛ لأن بينك وبينهم مشاركة في العواطف، ووحدة في الغايات، وعلى أن هنا لك أدباء اختارتهم العصور الغابرة وخلدتهم،فلنضع ثقتنا فيهم؛ لأن ذوق العصور قلما يخطئ، وقلما خلدت العصور من لا يستحق الخلود. وأن تحسن اختيار غذائك العقلي؛ إذ لكل عقل غذاؤه الخاص به والملائم لهواه . فلنبحث فيما نطالعه عن أقرب الناس إلى نفوسنا وعقولنا. وأن تكون جاداً حين تطالع.. دون أن تتوهم أنك تقتل فراغاً, أو تنتظر صديقاً, أو موعداً مع السينما، إذن فالمطالع الحقيقي من يواصل الليالي بجد في مطالعة أثر يهواه. وأن تجد في المطالعة مساعداً لك على تكوين شخصيتك؛ لأن المطالعة حياة ثانية لا تقل خطراً عن قيمة الحياة نفسها. كن مطالعاً, على أية صورة أحببت، ولا تترك عقلك معطلاً من المطالعة؛ لأن المطالعة وحدها - سواء أكنت على مقاعد الدراسة أم خالصاً منها - تصلك بالعالم وتطوره وتقدمه،فإذا أهملتها وانقطعت عن الركب الحي ووقفت حيث أنت، جامداً بليداً. ولا إخالك تحب أن تكون في الحياة جامداً بليداً حديث قطين |
2010- 7- 31 | #38 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
كان القط الهزيل مرابطاً في زقاق، وقد طارد فأرة فانجحرت في شقٍّ، فوقف المسكين يتربص بها أن تخرج ويؤامر نفسه كيف يعالجها فيبتزها، وما عَقْلُ الحيوان إلا من حرفة عيشه لا من غيرها. وكان القط السمين قد خرج من دار أصحابه يريد أن يفرج عن نفسه بأن يكون ساعة أو بعض ساعة كالقططة بعضها مع بعض، لا كأطفال الناس مع أهليهم وذوي عنايتهم، وأبصر الهزيل من بعيد فأقبل يمشي نحوه،
ورآه الهزيل وجعل يتأمله وهو يتخلع تخلع الأسد في مشيته، وقد ملأ جلدته من كل أقطارها ونواحيها، وبسطته النعمة من أطرافه، وانقلبت في لحمة غلظاً، وفي عصبه شدة، وفي شعره بريقاً وهو يموج في بدنه من قوة وعافية ويكاد إهابه ينشق سمناً واكتنازاً. فانكسرت نفس الهزيل، ودخلته الحسرة، وتضعضع لمرأى هذه النعمة مرحة مختالة، وأقبل السمين حتى وقف عليه، وأدركته الرحمة له، إِذْ رآه نحيفاً متقبِّضاً، طاوي البطن بارز الأضلاع، كأنما همَّت عظامه أن تترك مسكنها من جلده؛ لتجد لها مأوى آخر. فقال له: ماذا بك؟ ومالي أراك متيبساً كالميت في قبره غير أنك لم تمت؟ ومالك أعطيت الحياة غير أنه لم تَحْيَ؟ أو ليس الهرُّ منا صورة مختزلة من الأسد؟ فمالك -ويحك- رجعت صورة مختزلة من الهر؟ أفلا يسقونك اللبن كما يسقونني؟ ويطعمونك الشحمة واللحمة، ويأتونك بالسمك، ويقطعون لك من الجبن أبيضَ وأصفرَ، ويفتّون لك الخبز في المرق، ويؤثرك الطفل ببعض طعامه، وتُدِلُّكَ الفتاة على صدرها، وتمسحك المرأة بيديها، ويتناولك الرجل كما يتناول ابنه؟ وما لجلدك هذا مغبّراً كأنك لا تلطعه بلعابك، ولا تتعهده بتنظيف. وكأنك لم ترقطّ فتى أو فتاةً يجري الدهان بريقاً في شعره أو شعرها، فتحاول أن تصنع بلعابك لشعرك صنيعهما. وأراك متزايل الأعضاء متفككاً حتى ضعفت وجَهِدْتَ، كأنه لا يركبك من حُبّ النوم على قدر من كسلك وراحتك، ولا يركبك من حب الكسل على قَدْرٍ من نعيمك ورفاهتك، وكأن جنبيك لم يعرفا طِنْفَسةً، ولا حَشِيَّة، ولا وسادة، ولا بساطاً، ولا طرازاً. وما أشبهك بأسد أهلكه ألا يجد إلا العشب الأخضر، والهشيم اليابس، فما له لحم يجئ من لحم، ولا دمٌ يكون من دمٍ، وانحطَّ فيه جسم الأسد، وسكنت فيه روح الحمار. قال الهزيل: وإن لك لحمةً وشحمة، ولبناً وسمكاً، وجبناً وفتاتاً؟ وإنك لتقضي يومك تلطع جلدك ماسحاً وغاسلاً؟ أو تتطرح على الوسائد والطنافس نائماً ومتمدداً؟ أما والله لقد جاءتك النعمة والبلادة معاً، وصَلُحَتْ لك الحياة وفسدت منك الغريزة، وأحكمت طبعاً ونقضت طباعاً، وربحت شبعاً وخسرت لذة. عطفوا عليك وأفقدوك أن تعطف على نفسك، وحملوك وأعجزوك أن تستقل، وقد صرت معهم كالدجاجة تُسَمَّنُ لتذبح، غير أنهم يذبحونك دلالاً وملالاً. إنك لتأكل من خِوان أصحابك، وتنظر إليهم يأكلون، وتطمع في مؤاكلتهم، فتشبع بالعين والبطن والرغبة ثم لا شيء غيرها، وكأنك مرتبط بحبالٍ من اللحم تأكل منها وتحتبس فيها. إن كان أول ما في الحياة أن تأكل، فإن أهون ما في الحياة أن تأكل، وما يقتلك شيء كما يقتلك استواء الحال ولا يحييك شيء كتفاوتها، والبطن لا يتجاوز البطن، ولذَّتُه لذّتُه وحدها، ولكن أين أنت عن إرثك من أسلافك، وعن العلل الباطنة التي تحركنا إلى لذات أعضائنا، ومتاع أرواحنا، وتهبنا من كل ذلك وجودنا الأكبر، وتجعلنا نعيش من قِبَلِ الجسم كله، لا من قبل المعدة وحدها؟. حديث قطين تتمه قال السمين: تالله لقد أكسبك الفقر حكمة وحياة، وأراني بإزائك معدوماً بزوال أسلافي منى، وأراك بإزائى موجود أسلافك منك، ناشدتك الله (( )) إلا ما وصفت لى هذه اللذات التي تعلو بالحياة عن مرتبة الوجود الأصغر من الشبع، وتستطيل بها إلى مرتبة الوجود الأكبر من الرضى ؟ فقال الهزيل: إنك ضخم ولكنك ابله، أما علمت-ويحك- أن المحنة في العيش هى فكرة وقوة، وأن الفكرة والقوة هما لذة ومنفعة ، وأن لهفة الحرمان هى التي تضع في الكسب لذة الكسب، وسعار الجوع هو الذي يجعل في الطعام من المادة طعاماً آخر من الروح، وأن ما عدل به عنك من الدنيا لا تعوضك منه الشحمة واللحمة، . فإن رغباتنا لابد لها أن تجوع وتغتذى كما لابد من مثل ذلك لبطوننا ، ليوجد كل منهما حياته في الحياة، والأمور المطمئنة كهذه التي أنت فيها هى للحياة أمراض مطمئنة، فإن لم تنقص من لذتها فهى لن تزيد في لذتها، ولكن مكابدة الحياة زيادة في الحياة نفسها . وسر السعادة أن تكون فيك القوى الداخلية التي تجعل الأحسن أحسن مما يكون، وتمنع الأسوأ أن يكون أسوأ مما هو، وكيف لك بهذه القوة وأنت وادع قار محصور من الدنيا بين الأيدى والأرجل ؟ إنك كالأسد في القفص، صغرت أجمته ولم تزل تصغر حتى رجعت قفصاً يحده ويحسبه، فصغر هو ولم يزل يصغر حتى أصبح حركة في جلد، أما أنا فأسد على مخالبي ووراء أنيابي، وغيضتي (( )) أبداً تتسع ولا تزال تتسع أبداً، وإن الحرية لتجعلني أتشمم من الهواء لذة مثل لذة الطعام، وأستروح من التراب لذة كلذة اللحم وما الشقاء إلا خلتان من خلال النفس: أما واحدة فأن يكون في شرهك ما يجعل الكثير قليلاً، وهذه ليست لمثلى ما دمت على حد الكفاف من العيش، وأما الثانية فأن يكون في طمعك ما يجعل القليل غير قليل، وهذه ليس لها مثلي ما دمت على ذلك الحد من الكفاف والسعادة والشقاء كالحق والباطل، كلها من قبل الذات، لا من قبل الأسباب والعلل، فمن جاراها سعد بها، ومن عكسها عن مجراها فيها يشقي . ولقد كنت الساعة أختل فأرة انجحرت في هذا الشق، فطعمت منها لذة وإن لم أطعم لحماً، وبالأمس رمانى طفل خبيث بحجر يريد عقري فأحدث لي وجعاً، ولكن الوجع أحدث لي الاحتراس، وسأغشي الآن هذه الدار التي بإزائنا، فأية، لذة في السلة قال السمين: وفي الدنيا هذه اللذات كلها وانا لاأدرى؟ هلم أتوحش معك، ليكون لي مثل نكرك ودهائك واحتيالك، فيكون لي مثل راحتك المكدودة، ولذتك المتعبة، وعمرك المحكوم عليه منك وحدك، وسأتصدى معك للرزق أطارده وأواثبه، وأغاديه وأراوحه ... فقطع عليه الهزيل وقال: ياصاحبي، إن عليك من لحم ونعمتك علامة أسرك، فلا يلقانا أول طفل إلا أهوى لك فأخذك أسيراً، وأهوى على بالضرب لانطلق حراً، فأنت على نفسك بلاء، وأنت بنفسك بلاء عليْ . وكانت الفأرة التي انجحرت قد رأت ما وقع بينهما، فسرها اشتغال الشر بالشر وطالت مراقبتها لها حتى ظنت الفرصة ممكنة، فوثبت وثبة من ينجو بحياته ودخلت في باب مفتوح، ولمحها الهزيل، كما تلمح العين برقاً أومض وانطفأ، فقال للسمين: اذهب راشداً، فحسبك الآن من المعرفة بنفسك وموضعها من الحياة، أن الوقوف معك ساعة هو ضياع رزق، وكذلك أمثالك في الدنيا هم بألفاظهم في الأعلى وبمعانيهم في الأسفل البراكين يعد البركان الثائر من أقوى الظواهر الطبيعية على سطح الأرض ،ومن أشدها خطرا على حياة وممتلكاته.ومن العجيب أن الإنسان على رغم الأحوال التي يقايسها من ثورات البراكين ،ما زال يقيم عند سفوحها ،يزرع الأرض ،وينشئ المدن ،وهو غافل عن الأخطار التي تهدد حياته في كل حين . مواد وخدمات ومجالات الألعاب إن البركان الثائر من الظواهر الطبيعية المروعة ،وإنك لتشعر بالأرض في منطقة البركان الثائر ،تهتز اهتزازا عنيفا،وتميد بك في شدة وعنف ،وترى فوهة البركان وكأن أبواب الجحيم فد تفتحت على مصا ريعها ،تندفع منها سحب الآخرة الحامية الداكنة الكثيفة صاعدة في الفضاء إلى علو شاهق،منتشرة في الهواء إلى مدى بعيد ،وقد انعكست عليها أضواء اللهيب المستعر في جوف الحمم المنصهرة الشديدة تنحدرمن الفوهة إلى السفوح والسهول مدوية كصوت الرعد ، والمنحدرات ،تحمل الخراب والدمار إلى كل ما يصادفها من حدائق يانعة ،وحقول سندسية جميلة . ،وقرى كان أهلها إلى وقت قريب ينعمون بالأمن والدعة والطمأنينة إن البركان ـوكأنه مارد اشتد غضبه ـيزداد في ثورته،ويقذف بكتل الأحجار الملتهبة عاليا في جف الفضاء وهي بدورها لا تلبث أن تهوي كالصواعق الإنسان على المناطق المجاورة ،فتضيف دمارا إلى الدمار وكوارث إلى الكوارث البركان مما يزيد المنظر روعة ورهبة . وفي خلال ذلك تسمع أصوانا وتشاهد إن سحب في ظلام البخار والرماد الكثيفة التي تنطلق من فوهة البراكين ،وتنتشر في الهواء تحجب ضوء الشمس نهارا ،ويصبح الإقليم حالك دامس بهيم ويزداد هلع القوم وذعرهم وقد يحمل الهواء الرماد البركاني الذي ينتشر في المنطقة إلى مسافات بعيدة جدا ،ولعل من أروع المناظر التي يمكن أن يشاهدها الإنسان منظر انسياب الحمم الملتهبة من سفوح البركان إلى مياه البحار والمحيطات المجاورة ، إذ تتحول مياه المحيط إلى مرجل يغلي ماؤه غليانا شديدا ،وتصعد منه سحب البخار الكثيفة . فنية لعب الأدوار ولعلك تتساءل:لماذا تثور البراكين؟ إن باطن الأرض التي نعيش عليها شديد الحرارة ،والحرارة الشديدة تصهر المواد المعدنية والصخور الكامنة في باطن الأرض،فتنبعث منها غازات وأبخرة لها ضغط شديد ،وكل هذه تبحث لها عن متنفس تخرج منه ،فإذا وجدت نقطة ضعيفة في القشرة الأرضية خرجت مندفعة في شدة وقوة على هيئة براكين ثائرة وبينما "بومبي " تعج بالحياة والحركة في عصر ذلك اليوم المشؤم ،وبينما الحوانيت والمتاجر قد ازدحمت بروادها ،وبينما الفتيات الجميلات يملأن الجرار ،ويتبادلن الحديث عند حافة نبع الماء تظلله عرائش الكروم الجميلة،إذا بزلزال هائل يهز المدينة هزا عنيفا ،ارتجفت من هوله الأفئدة ،وهلعت له القلوب ،وزاغت الأبصار ،واختلطت على السكان السبل. ولم يكن هذا الزلزال العنيف سوى صدى لثورة بركان "فيزوف"المجاور للمدينة المنكودة .لقد أخذ ذلك البركان ن الغادر يزأر ويبرق أضواء كالجحيم المستعر ،وانطلقت من فوهته سحب كثيفة هائلة من الرماد البركاني الملتهب ،أخذت تنتشر في الفضاء ،وتمتد في كل ناحية حتى وصلت إلى سما ء مدينة "بومبي " فأحالت النهار المشرق الضاحك ظلمة حالكة ،وفجأة أخذت ملايين الأطنان من ذلك الرماد تتساقط على المدينة في صورة مروعة ،حتى إن عددا كبيرا من السكان إجراءات تزيد من فاعلية لعب الأدوار التعساء أم يجدوا الفرصة للفرارمن هذا الجحيم الذي هبط عليهم من السماء في لمح البصر . وفي مساء ذلك اليوم اشتد الزلزال عنفا ،وازداد البركان انفجارا ،وتوالى سقوط الرماد والأحجار على "بومبي "وضواحيها .لقد لقي عدد كبير من أهل المدينة مصرعهم اختناقا أو احتراقا ،لقد بلغ سمك طبقات الرماد والأحجار البركانية التي انهالت على المدينة في ذلك اليوم المروع أكثر من ستة أمتار ،فدفنت معالم المدينة من مبان وطرق ومرافق ،كما دفن تحت هذا الوابل العظيم من الرماد البركاني عدد كبير من السكان والحيوان . لقد عثر فيما بعد على أجساد عدد كبير من النسوة وقد ألقين بأنفسهن فوق أطفالهن لحمايتهم من الاختناق ، ووجدت جثة لسيدة غطت وجهها بوشاح من القماش الرقيق واستلقت على سريرها تموت ميتة كريمة ،وعثر على فنية التمرينات الروحانية جثث كثيرة لأناس ماتوا وهم يؤدون أعمالهم ،أو اختنقوا داخل بيوتهم ،أو دفنوا تحت الأنقاض وهم يهرولون طالبين النجاة ،وكان هناك كلب مقيد في سلسلة ، وجد ميتا وقد برز لسانه . إن دفن مدينة "بومبي "بالرماد البركاني هو الذي حفظها لنا بصورتها الحقيقية .فقد لقيت المدينة مصرعها بسرعة وهي في أوج ثرائها وجمالها ،وظلت راقدة تحت الأكداس السميكة من الرماد مئات السنين معاني الكلمات : تميد :تتحرك / مصا ريعها: أبوابها /الداكنة:المظلمة / شاهق :مرتفع كثيرا / المستعر :المشتعل / الحمم:الصخور والمعادن المنصهرة الخارجة من باطن الأرض . بهيم :لا يخالط لونه الأسود لون آخر /هلع:خوف / انسياب الحمم: سيلانها مرجل :قدر / يرتاده :يتردد عليه / يزأر : الزئير صوت الأسد / أوج :قمة . الأفكار الرئيسة : 1 :خطورة البراكين على الإنسان والطبيعة 2:وصف فوهة البركان 3: تشبيه البركان الثائر 4: وصف الرماد البركاني وأثره على ما حوله . 5: بيان أسباب ثورة البراكين 6: وصف مافعل البركان في مدينة بومبي جنوب إيطاليا مع التمنيااات لكم بالنجاااح والتوفييييييييييييييييق يااارب لا اله الا الله محمد رسسول الله الله يحمييينا من كل شر ويجعلنا من اهل جنته يااارب |
2010- 7- 31 | #39 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
وهذه الروابط مباادئ الاحصاء الرابط الاول الماده والرابط الثااني مراجعه
http://www.mediafire.com/?dycam3mnzzm http://www.mediafire.com/?qljzilkjelq محتوى مقرر النحو التطبيقي -2 من 1 الى 14 وورد http://www.4shared.com/file/rpD1GuXd/_-2_1_14.html محتوى مقرر التلاوة و التجويد من 1 الى 14 وورد http://www.4shared.com/file/tALOg4t9/___1_14.html تقنية المعلومات من 1 الى 14 وورد http://www.4shared.com/file/NCkvsbFq/__1_14.html http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=693353 اسئله نحوووو المحاضره الاول بالتوضيح ................................... اسئله نحوووو الماحضره التانيه بالتوضيح والشرح http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=711053 ......................... هذي اسئلة المحاضره الثالثه نحوووو .. http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=719630 ....................... مراجعة المحاضره الرابعه نحوووو .. http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=725307 ........................... مراجعة المحاضره الخامسه نحووو .. http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=742983 .......................... مراجعة المحاضره السادسه ... http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=743131 ..................................... مراجع المحاضره السابعه .. http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=743503 ................................. مراجعة المحاضره الثامنه .. http://www.herosh.com/download/39355..._____.doc.html ............................. مراجعة المحاضره التاسعه .. http://www.herosh.com/download/39356..._____.doc.html ........................................ مراجعة المحاضره العاشره .. http://www.herosh.com/download/41248..._____.doc.html .............................. هذي المحاضرات الثلاث على رابط ثاني .. الثامنه << التاسعه << العاشره << ...................................... المحاضره 11 << ......................... المحاضره 12 << المحاضره 13 << ......................... وهذي كل المحاضرات في ملف واحد من 1 الى 14 مراجعة نحو 2 << هذي الروااااااااااااابط كلها منقووووووووووووووووووله بس والله ناسيه كنت اتمنى اذكر اسمااائهم الله يحمييهم واشكركم باسمي وباسم الجمييع ع المجهووود الكبير حبيت احطه هذي الروااابط هنااا عشان كلنا نستفيد منهاااا والله يوفقنا يااارب لا اله الا الله محمد رسول الله الله يحمييينا من كل شر ويجعلنا من اهل جنته يااااااااااارب |
2010- 7- 31 | #40 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لتسجيل عضويتك معنا في مواد الترم الثاني
ضحكة القمر
مشكووووورة وما قصرتي والله يوفقك و يرضى عليك دنيا و آآآآآآآآآآآخرة ياااارب |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لتسجيل, معنا, مواد, الثاني, الترم, عضويتك |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سجلت مواد السمستر الثاني بس محتار | ** عابر سبيل ** | قسم المحذوفات و المواضيع المكررة | 1 | 2010- 9- 19 04:21 PM |
ممكن أسجل مواد من المستوى الثاني ؟ | شجون الروابي | ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل | 1 | 2010- 9- 18 11:24 AM |
استفسار بخصوص مواد المستوى الثاني | نــوال | ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل | 6 | 2010- 9- 14 04:04 PM |
[ الدراسات الاسلامية ] : حديث ثالث الترم الاول ونحو ثاني الترم الثاني | HANA-AL-FAHAD | منتدى كلية الآداب بالدمام | 12 | 2010- 9- 12 07:10 AM |
للكليات الصحية و العمارة و التخطيط بالدمام ! | بـــو أحــمــد | ملتقى المواضيع العامة | 0 | 2007- 2- 15 04:14 PM |