تحاول الأمة الإسلامية حالياً تجاوز المحن الكثيرة ، والمصاعب التي اعترضت سبيلها رغماً عما أحيك حولها من مكائد ومؤامرات عديدة ، كما تحاول أن تتلمس مواطن القوة لتنطلق من جديد ، خاصة وأنها لا تزال متمسكة بدينها ، مكمن قوتها ، وسر بقائها والذي مكنها من الصمود أمام التحديات الماضية التي واجهتها ، وسيمكنها من الصمود ، ويعيينها على النهوض والمواجهة من جديد بإذن الله .
ولقد شهد القرن الرابع عشر الهجري / العشرين ميلادي ، محاولات ومؤامرات كثيرة وشرسة استهدفت القضاء على الإسلام ، والهيمنة على المسلمين ، ونهب خيرات العالم الإسلامي ، والعبث بمقدراته وقيمه
ومن تلك المؤامرات على سبيل المثال لا الحصر :
1- الأزمات الطائفية والسياسية التي تعرضت لها لبنان في تاريخه الحديث والمعاصر .
2- الحرب العراقية الإيرانية التي استنزفت موارد وإمكانات البلدين الهائلة ، ودونما طائل أو هدف .
3- الحرب الخليجية الثانية والتي جاءت نتيجة لاحتلال بلد مسلم لبلد مسلم آخر ، وذلك أمر لم يسبق إليه من قبل ، ولا زلنا نعيش ونعايش نتائجها المأسوية على المنطقة العربية بأسرها .
4- الهجمة التنصيرية على بلدان أفريقيا وآسيا وبخاصة المسلمة منها .
5- قضية جنوب السودان التي زرعها الاستعمار الإنجليزي والتي أكلت الأخضر واليابس في السودان ، واستنزفت موارده المادية والبشرية ، ووقفت عقبة في سبيل تطوره ونموه ، رغماً عن إمكانية الزراعية الهائلة .
6- قضايا الأقليات المسلمة المختلفة ، وكلها حلقات في التآمر على الإسلام والعالم الإسلامي.
ورغم هذه الحلقات المتتابعة من التآمر والكيد للإسلام والمسلمين ، فقد شهد الثلث الأخير من القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي صحوة إسلامية مباركة ، ورجوعاً إلى الله ، بعد أن أصاب العالم الإسلامي اليأس والقنوط ، وأصابته خيبة الأمل في تجارب الفكر الأوروبي الفاشلة ، من ديمقراطية ، واشتراكية ، وتقدمية ، وقومية ووطنية ، وما إلى ذلك من تلك الشعارات الخلابة ، والمبادئ الغربية الوصفية التي حاول الغرب زرعها مكان المبادئ والأسس الإسلامية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فأخذ بعضهم يعود إلى الله ، ولقد تمثلت هذه الصحوة في الدعوة لأن يعيش المسلمون إسلامهم في جوهرة وقيمه الخالدة ، وأن ينطلقوا منه لمعالجة شئون عصرهم ،
ونتيجة لذلك برزت مع نهاية القرن الرابع عشر الهجري / العشرين ميلادي ، مظاهر صحوة جديدة تهدف إلى الرجوع إلى الإسلام ،ومن مظاهرها تخرج شباباً ملتزماً ومتمسكاً بعقيدته الإسلامية رغم دراسته ، مناهج التعليم في المدارس ، والمعاهد والجامعات التي أنشأها دعاة التغريب ، وقد بدأ ذلك في أوساط المثقفين من الأطباء ، والمعلمين ، والمهندسين ومن طلاب الجامعات ، ثم بدأ الاهتمام بجامعات التراث الإسلامي ، فعلا شأن الجامعات الإسلامية ، وأقبل عليها الطلاب من جديد ، وبعد أن كانوا عازفين عنها في الماضي ، وبدأت تنافس ، بل تفوقت في أحيان على الجامعات العلمانية وأصبحت مناراً يرتاده الطلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي وأمثلة الجامعات كثيرة ، منها جامع الأزهرة ، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وجامعة أم القرى ،
وحتى وسائل الإعلام – التي كانت في يوم من الأيام حكراً لفكر العلمانيين والمستغربين - أصبحت في أحيان كثيرة منابر للدعوة الإسلامية ، ومناقشة مشاكل الإسلام ، وسبل النهوض به ، واتسعت دائرة الكتاب الإسلامي أكثر انتشاراً في الأسواق ، وأقبل أصحاب المطابع على طبعه وتوزيعه ، فازدادت العناية بالتراث الإسلامي ، وبنشره ، وقامت هيئات ومؤسسات من أجل ذلك التراث ، ولعل الزائر إلى أي من معارض الكتاب في أي بلد إسلامي – خاصة في البلاد العربية – يلحظ كثرة الكتب الإسلامية ، من كتب التراث ، والمؤلفات الحديثة .
ولعل كل ذلك يشير إلى بروز ظاهرة جديدة ، وهي الاعتزاز بالفكر الإسلامي ، وبدايات عودة الثقة بالنفس المسلمة من جديد ، إذ بدأ المفكرون المسلمون ينتقلون مثلاً من دور الدفاع عن دينهم وقيمهم ، وعن رد الشبهات إلى رد الشبهات إلى دور التحدي ، ومن مرحلة " النظرة الاعتذارية " والاستحياء إلى مرحلة عرض الفكر الإسلامي ، والمبادئ الإسلامية كما هي في ثقة واعتزاز ، وأصبح الكتاب والباحثون المسلمون يعرضون حقائق الإسلام كنظام شامل في حد ذاته ، لا حاجة له في المقارنة بأي نظام آخر ، خاصة عندما اتضحت لهم مثالب النظم الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وفشلها التام في حل مشاكلهم ومواجهة التحديات التي تواجههم .
وبدأ المسلمون يعون مشاكلهم المتمثلة في قضايا التخلف ، والجهل والمرض ، وبدأوا يعقدون المؤتمرات والندوات لمناقشتها ، وإيجاد الحلول لها ، وأخذت الرؤى تتضح أمامهم ، فعرفوا خصومهم : الاستعمار ، والصهيونية ، والرأسمالية والشيوعية ، وغيرها من النظريات الغربية الوضعية والعلمانية ، وبدأوا يدركون ويتنبهون لما يحاك ضدهم ، من مؤامرات ، ويعلمون جاهدين للوقوف أمامها .
وكل هذه – وغيرها – مظاهر للصحوة الإسلامية ، وللالتزام بالإسلام ، ومحاولة إعادته من جديد إلى شتى مناحي الحياة ليقوم بدوره كاملاً فيها ، حتى تتجه الحياة وجهة إسلامية من حياتها ،
وفيما يلي أبرز مظاهر تلك الصحوة المعاصرة بإيجاز :
1- منظمة المؤتمر الإسلامي :
أدرك بعض قادة الإسلامية أن ضعفها يكمن في فرقتها وتشتتها ، وأن قوة الأمة لن تكون الإ عن طريق وحدتها وتضامنها ، وعودتها إلى مبادئ دينها الحنيف ، خاصة وأنه قد جربت كل المذاهب والنظريات السياسية الأوروبية ، ولم تجد فيها نفعاً ولا حلاً لمشاكلها ، بل على العكس ، فقد زادت من مصاعبها ، وواجتها بمصاعب وتحديات جديدة ، ومن ثم فقد قامت دعوات وحركات شعبية قوية في العالم الإسلامي تنادي بضرورة تضامن المسلمين ، وبضرورة العودة إلى الإسلام من جديد ، ليكون منهاجاً ونظاماً يحكم كافة شئون المسلمين الحياتية ، وليكون أساساً لوحدة الأمة الإسلامية ، خاصة وأن المسلمين قد جربوا شتى أشكال الوحدة القائمة على غير أسس إسلامية ، مثل أشكال التكتلات الإقليمية ، والقومية والاقتصادية دونما نجاح ، فقد حاولت بعض الدول المسلمة مثل تركيا ، وإيران وباكستان تحقيق شئء من الوحدة بينها عندما انضمت إلى " الحلف المركزي " – وحاولت الدول العربية أن توحد صفوفها عندما انضمت إلى " الجامعة العربية " ، ثم حاولت دول كثيرة أخرى نفس الشيء عندما انضمت إلى " حركة عدم الانحياز " – أو إلى غيرها من المنظمات الرامية إلى الوحدة ، ولكن دون أن تحقق الأمة الإسلامية هدف الوحدة ، وكان عليها أن تتجه إلى سبيل آخر ، هو سبيل الاعتماد على الذات ، وأن تحاول إيجاد التضامن بجهود ذاتية داخلية ، الأمر الذي دعا بعض دولها وقادتها إلى الدعوة إلى إنشاء منظمات إسلامية هدفها تحقيق وحدة وتضامن المسلمين بالتدريج وبالسبل المتاحة لدول العالم الإسلامي ، فقامت منظمة المؤتمر الإسلامي .
وكان قيام هذه المنظمة تتويجاً لجهود رسمية وشعبية في العالم الإسلامي ، لعبت المملكة العربية السعودية ، والمخلصين من أبناء الأمة دوراً بارزاً في إنجاحها .
وبدأت هذه الجهود بعقد عدة مؤتمرات : مثل مؤتمر بيت المقدس الإسلامي في سنة 1350 هـ / 1931 م ، ومؤتمر كراتشي في سنة 1949 و 1951 م ، واجتماع مقديشو في عام 1964 م ، وكان هدفها كلها محاولة معالجة مشكلات العالم الإسلامي السياسية ، والثقافية ، والاجتماعية والاقتصادية ، وتعززت مثل هذه الدعوات وتطورت إلى الدعوة لإقامة " تجمع إسلامي دولي " كانت المملكة العربية السعودية من أول الداعين له في الستينات من القرن الميلادي الفائت .
وقد واجهت هذه الدعوة معارضة من بعض الدول العربية والإسلامية ، والدول الكبرى مثل الاتحاد السوفيتي آنذاك ، لأسباب أيديولوجية وسياسية مختلفة ، حيث كانت تتوزع أهواء قادة الدول الإسلامية والعربية ، فالستينات كانت فترة ازدهار الفكر الاشتراكي والثوري في المنطقة الإسلامية ، ورغم كل ذلك استمرت المحاولات والدعوات الرامية إلى إيجاد نوع من الوحدة بين المسلمين حتى وقوع نكبة يونيو 1967 م التي خسر فيها العرب معركتهم ضد دولة الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) ، حيث قويت فكرة التجمع الإسلامي بين قادة المسلمين – عرباً وغير عرب – ثم تبلورت الفكرة في دعوة الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية لاجتماع القمة الإسلامية بالرباط في عام 1389 هـ / 1969 م ، الذي جاء كرد فعل على الجريمة الصهيونية في إحراق المسجد الأقصى ، وفي ذلك المؤتمر تقرر إنشاء منظمة العالم الإسلامي – كأول تجمع إسلامي رسمي .
وقد تم إقرار ميثاق المنظمة في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقد في جدة عام 1393 هـ / 1972 م ، الذي اشتركت فيه ثلاثون دولة إسلامية ، وقد تزايد عدد أعضاء المنظمة حتى شارف على ما يربو على الخمسين دولة ، وتهتم المنظمة بالمسلمين في جميع أنحاء العالم ، سواء كانوا أغلبيات أو أقليات مسلمة ، وتقرر المنظمة في ميثاقها أن الإسلام هو العامل الأقوى في تقارب وتفاهم وتضامن الشعوب الإسلامية ، بل إن العقيدة الإسلامية عامل من العوامل المهمة لتحقيق التقدم والرفاهية بين أبناء البشر .
أهداف المنظمة :
تسعى منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحقيق الأهداف التالية :
1- تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء .
2- دعم التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والعلمية ، وفي المجالات الحيوية الأخرى ، والتشاور بين الأعضاء في المنظمات الدولية .
3- العمل على محو التفرقة العنصرية ، والقضاء على الاستعمار في جميع أشكاله .
4- اتخاذ التدابير اللازمة لدعم السلام والأمن الدوليين القائمين على العدل .
5- تنسيق العمل من أجل العمل على سلامة الأماكن المقدسة وتحريرها ، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني ، ومساعدته على استرجاع حقوقه ، وتحرير أرضيه .
6- دعم كفاح جميع الشعوب الإسلامية في سبيل المحافظة على كرامتها واستقلالها ، وحقوقها الوطنية.
7- إيجاد المناخ الصحيح لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول الأعضاء والدول الأخرى .
وقد تبنى الملك فيصل آل سعود _ يرحمه الله _ الدعوة إلى التضامن الإسلامي للوقوف أمام المخططات الاستعمارية ، ولم شعت المسلمين ، ومجابهة الغزو الفكري بجميع أشكاله ، وقام من أجل ذلك بعدة جولات في معظم البلاد الإسلامية ، كما أرسلت المملكة العربية السعودية عدة بعثات لأفريقيا من أجل مساعدة المسلمين هناك ، واستقبلت المئات من الطلاب في جامعاتها ، وكان نتيجة هذا المجهود :
1_ تبهت الدول الأفريقية للخطر الصهيوني بعد اتصالات الملك فيصل بها ، فقطعت معظمها علاقتها السياسية مع الكيان الصهيوني ، وانقلب العديد منها إلى تأييد الحق الإسلامي في فلسطين وغيرها.
2- أنشيء البنك الإسلامي للتنمية ليسد الفراغ في مساعد الدول الإسلامية النامية ، وليقدم المساعدات لها على أسس خالية من المعاملات الربوية.
3- أنشئت الأمانة العامة للدول الإسلامية بجدة بعد انعقاد عدة دورات لملوك ورؤساء الدول الإسلامية (منظمة الدول الإسلامية ) ، وعقدت عدة مؤتمرات قمة إسلامية ، أسفر الثالث منها على تأسيس مجمع الفقه الإسلامي في مكة
4- أنشىء المجلس الأعلى للمساجد ، وبدأ العمل في التنسيق بين مؤسسات الدعوة في العالم الإسلامي ، ورعاية المساجد ، إعداد الدعاة .
5- تبني القضايا الإسلامية ، ومد يد العون للأقليات المسلمة التي تعاني الظلم والاضطهاد ، وأنشئ معهد شئون الأقليات المسلمة التابع لجامعة الملك عبد العزيز بجدة ( ولكنه انتقل فيما بعد إلى لندن ) ، لخدمة الأقليات المسلمة ودراسة مشاكلها .
وأنشئت إذاعة نداء الإسلام في مكة المكرمة لخدمة قضايا الأقليات المسلمة أيضاً ، وأصبحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تجمعاً كبيراً لأبناء المسلمين ، ومكاناً لإعداد الدعاة .
6- وافقت منظمة العالم الإسلامي في مؤتمرات لاحقة على إقامة ما يلي :
-صندوق التضامن الإسلامي . -صندوق القدس . -اتحاد المصارف الإسلامية .
-الغرفة الإسلامية للتجارة ، والصناعة وتبادل السلع . -البنك الإسلامي للتنمية . -وكالة الأبناء الإسلامية الدولية
-منظمة إذاعات الدول الإسلامية . -المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والتكنولوجيا والتنمية في جدة .
-اللجنة الدولية للتراث الإسلامي . -المركز الإسلامي للتنمية التجارية في طنجة .
-المركز العلمي للتربية والتعليم الإسلامي في مكة المكرمة . -المركز الإسلامي للتدريب التقني والبحوث في داكا بالسنغال .
-اللجنة الإسلامية الدولية للقانون . -مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في استانبول .
كما وضعت المنظمة المبادئ العامة التي تحكم العلاقات بين الدول الأعضاء في الآتي : المساواة بين الأعضاء ، واحترام سيادة أراضي كل عضو ، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها ضد وحدة وسلامة كل عضو ، وحل الخلافات بالطرق السليمة .
كما اشتمل ميثاق المنظمة على هيئات المؤتمر الإسلامي ، وتتكون من : مؤتمر ملوك ورؤساء الحكومات ، وينعقد مرة كل ثلاث سنوات ، ومؤتمر وزراء الخارجية ، ويجتمع كل سنة أو عند الحاجة في أي بلد من البلدان الأعضاء ، وأخيراً الأمانة العامة للمؤتمر ، والمؤسسات التابعة لها ، ومقرها جدة بالمملكة العربية السعودية .
وللمنظمة – كما أسلفنا – عدة مؤسسات منتشرة بين جدة والرياض ، ودكا ، وكراتشي ، واستانبول وغيرها .
2- رابطة العالم الإسلامي :
وهي منظمة إسلامية عالمية ، وشعبية ، تمثل كافة الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم ، وقد انبثقت عن المؤتمر الإسلامي العام الأول الذي عقد بمكة المكرمة في 14 ذي الحجة عام 1382 هـ / مايو 1962م ، ومقرها مكة المكرمة ، والرابطة معترف بها دولياً باعتبارها عضواً في منظمة الأمم المتحدة ، ضمن المنظمات غير الحكومة ، كما أنها عضو في منظمة " اليونسكو " وفي صندوق الطفل العالمي بهيئة الأمم المتحدة .
وللرابطة " مجلس تأسيسي " هو الذي يرسم سياستها ، ويحدد أهدافها ، ويتكون المجلس من ست وخمسين عضواً من العلماء والمفكرين المسلمين ، ويجوز زيادة هذا العدد ، وذلك بترشيح من الأمين العام ، وموافقة المجلس التأسيسي ، والسلطة التنفيذية . وفي الرابطة " أمانتها العامة " ، ومقرها مكة المكرمة أيضاً ، والأمين العام – إلى جانب مسئولياته التنفيذية – هو المسئول عن التنظيم والتكوين الإداري والمالي للرابطة .. وهو كذلك حلقة الاتصال المباشر بين الرابطة ومختلف الجهات والهيئات العالمية ، وهو المسئول عن متابعة أعمال الرابطة ، ورفع التقارير عن تلك الأعمال إلى المجلس التأسيسي الذي يجتمع مرة واحدة في موسم الحج من كل عام ، وقد يجتمع أكثر من مرة في العام للحالات الاستثنائية .
وللرابطة عدة إدارات مثل : إدارة المؤتمرات والمجلس التأسيسي ، وإدارة الثقافة الإسلامية ، إدارة الصحافة والنشر ، إدارة الأقليات المسلمة ، وغيرها .
أهداف الرابطة :
1- تبليغ دعوة الإسلام وشرح مبادئه ودحض الشبهات عنه .
2- التصدي للتيارات ، والأفكار الهدامة.
3- الدفاع عن القضايا الإسلامية بما يحق مصالح المسلمين .
4- دعم الجمعيات الإسلامية التي تعمل على خدمة المسلمين ، ونشر الدين الإسلامي في كافة أنحاء العالم .
5- تقديم الخدمات للمسلمين في جميع دول العالم .
ولكي تتمكن الرابطة من تحقيق أهدافها تلك ، فإنها تستخدم العديد من الوسائل ، مثل :
1- العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية في البلاد الإسلامية .
2- تشجيع الدعاة المسلمين – مادياً ومعنوياً – للعمل على نشر الدين الإسلامي .
3- دعم المنظمات والمؤسسات الإسلامية التي لها صلة بالرابطة
4- العمل على تنقية وسائل الإعلام الإسلامي مما قد يلحق بها من تأثيرات وأفكار غريبة عن روح الإسلام .
5- نشر التعليم الإسلامي بالمساهمة في إنشاء المدارس والمعاهد الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي ،
6- دراسة مشاكل الأقليات المسلمة ، والتعرف على مطالبهم ، ومد يد المساعدة لهم .
7- الاستفادة من مناسك الحج – إلى أبعد مدى ممكن – في مجال التوعية الإسلامية ، وذلك عن طريق المحاضرات والندوات الإسلامية التي تقيمها الرابطة في موسم الحج .
8- العمل على نشر لغة القرآن الكريم بين الشعوب المسلمة حتى تكون لغة التفاهم بين الجميع .
9- تشجيع التأليف الإسلامي ، والاعتناء بالكتب التي تشرح حقائق الإسلام الناصعة ، وتشجيع المؤسسات الصحفية ، ودور النشر التي تخدم الدعوة الإسلامية .
أنشطة الرابطة :
للرابطة مكاتب فرعية في مختلف دول العالم ، وهي معترف بها رسمياً من قبل سلطات تلك الدول ، بل إن العديد منها يتمتع بالامتيازات والحصانات الدبلوماسية – وقد بلغ عدد مكاتب الرابطة في جميع أنحاء العالم 25 مكتباً حتى عام 1405 هـ .
وللرابطة نشاط مقدر في تقديم المساعدات المالية والعينية للاجئين المتضريين من الكوارث ، وقد أنشأت لهذا الغرض " هيئة الإغاثة الإسلامية " ومقرها مكة المكرمة ، ولها عدة مراكز في عدد من البلدان الأفريقية والآسيوية.
كما أن للرابطة دوراَ في نشر الفكر والوعي الديني ، أنشأت من أجله مطبعة خاصة ، تقوم بطباعة الكتب والنشرات في هذا المجال ،وقد اهتمت الرابطة بترجمة معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات ، وأنشأت لذلك إدارة الشؤن وأبحاث القرآن الكريم ، وترجمت معانيه .
وتصدر الرابطة مجلتين : عربية وإنجليزية ، بالإضاقة إلى جريدة أخبار العالم الإسلامي الأسبوعية ، وكتاب دعوة الحق الشهري ، وتقوم الرابطة بتشجيع عدد من الصحف الإسلامية في مختلف أنحاء العالم .
3- المؤسسات الثقافية والتعليمية الإسلامية :
أ- المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة ( إيسيسكو ):
أنشأتها منظمة المؤتمر الإسلامي تنفيذاً لتوجيهات قادة الدول الإسلامية ، وهي منظمة متخصصة تعمل في ميادين العلوم والثقافة ، ولها شخصيتها القانونية الاعتبارية المستقلة ، ولها أجهزتها الخاصة بها وهي :
1- المؤتمر العام – وهو هيئتها العليا – ويضم وزراء الثقافة والعلوم في دول منظمة المؤتمر الإسلامي .
2- الإدارة العامة ، وعلى رأسها مدير عام منتخب من المؤتمر العام ، ومن أهم أهدافها :
حماية الهوية الإسلامية وتقويتها وبخاصة في أوساط الأقليات المسلمة ، والدفاع عن الإسلام وعرضه بالطريقة الصحيحة ، والعمل على محو الأمية بين المسلمين ، وتطوير المدارس القرآنية ، وتوثيق روابط الأخوة بين الأعضاء والاهتمام بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بهدف تعلم الدين .
ب – المركز العالمي للتعليم الإسلامي :
أنشئ هذا المركز بموجب توصية صدرت عن المؤتمر العالمي الأول للتعليم الإسلامي الذي عقد في عام 1977 بمكة المكرمة .
ومن أهداف هذا المركز :
1- وضع الكتب والمناهج الدراسية على أسس من التعاليم الإسلامية بما يحقق غرس القيم السليمة في نفوس الناشئة .
2- ترسيخ القيم الإسلامية وتدعيمها بين الناس عن طريق مناهج التعليم ذات السمة الإسلامية .
3- تغيير المفاهيم العلمانية المعادية للدين وإحلال مفاهيم إسلامية في شتى فروع المعرفة .
4- العمل على تحقيق توصيات ما يعقد من مؤتمرات للتعليم الإسلامي .
جـ - الاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية :
هو مؤسسة عالمية للتربية والثقافة الإسلامية هدفها نشر الثقافة الإسلامية في داخل العالم الإسلامي وخارجه ، وقد أنشئ بموجب قرار مؤتمره التأسيسي الذي عقد في الرياض في الفترة مابين 22 – 26 ربيع الأول 1396 هـ الموافق 22 -26 مارس 1976 م ، ومدينة الرياض هي مقر أمانته العامة ، ولها مكاتب في كل من جدة ، القاهرة ، الخرطوم ، لندن ، نيويورك ، ويتكون الاتحاد من عدد المؤسسات التعليمية التي تعمل على نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية على المستوى المحلي والمستوى العالمي ، ويشترط فيها أن تكون مؤسسات خاصة من حيث الإدارة والتوجيه ، وأن يكون تلاميذها من المسلمين ، وأن تعلم اللغة العربية كمادة أساسية في منهجها ، وكذلك أن تجعل المبادئ الإسلامية أساس التربية والثقافة فيها ، وأن تهيئ للتلاميذ بيئة إسلامية من حيث العقيدة والخلق .
وتتمثل أهداف الاتحاد في :
1- نشر اللغة العربية ، ورفع مستوى تعليمها في أنحاء العالم باعتبارها لغة القرآن الكريم .
2-الحاجة إلى التعاون الاقتصادي :
يعاني العالم الإسلامي اليوم من الفقر ، ويعيش سكانه حالة محزنة من الحرمان والتخلف الاقتصادي ، رغماً عن الثروات والإمكانات الاقتصادية الهائلة التي يتمتع بها ، فأرضه واسعة تربو على أربعين مليون كيلومتر مربع ، وثرواته الزراعية ، والحيوانية ، والسمكية ، والمعدنية كبيرة ، وطاقته البشرية ضخمة ،وهو زاخر بالأيدي العاملة الكافية للتنمية الاقتصادية ، وفوق هذا كله هناك عقيدته الإسلامية التي توجهه التوجيه الصحيح إلى حسن الاستفادة من نعم الله تعالى – إن هو تمسك بها .. ومع هذا فالمسلمون يعيشون " في مستنقع الفقر الذي يجر وراء المرض ، والجهل والتخلف " ، والذي يهيئ السبيل للمؤسسات التنصيرية التي انتشرت في بلاد المسلمين لمحاولة هدم عقيدة الأمة ، وتنصير أبنائها .
وهناك تباشير خير يشهدها العالم العربي اليوم ، ولعلها تكون المثال الذي يحتذى ، أو النواة لوحدة اقتصادية أكبر ، تلك التباشير هي قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي تأسس عام 1401 هـ / 1981 م ، والذي يمشي بخطوات ثابتة على طريق التعاون والتكامل الاقتصادي ، ونرجوا ان يكون خطوة أولى تسير على هديها بقية دول العالم الإسلامي .
ونحن نشهد اليوم بدايات حادة لترميم البناء الاقتصادي لدول العالم الإسلامي ، المتمثل في جهود منظمة المؤتمر الإسلامي التي أعارت التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء أهمية كبيرة ، فمثلاً أنشئ في عام 1394 هـ / 1974 م " البنك الإسلامي للتنمية " و " صندوق التضامن الإسلامي " الذي تسهم فيه الدول الأعضاء ، كل حسب قدراتها الاقتصادية ، وقد قامت المملكة العربية بمجهود رائد في هذا المجال ، وتبرعت بما يساوي ثلث رأس مال البنك ، فأسهمت بمبلغ ألف مليون دولار ، ودعت الدول القادرة من أعضاء المؤتمر الإسلامي بتخصيص مبلغ لا يقل عن ثلاثة آلاف مليون دولار أمريكي لتمويل مشروعات التنمية في الدول الإسلامية .