ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > ساحة طلاب وطالبات الإنتظام > ملتقى طلاب الانتظام جامعة الإمام عبدالرحمن (الدمام) > ملتقى كليات العلوم والأداب - جامعة الإمام عبدالرحمن > منتدى كلية الآداب بالدمام
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 2010- 6- 7   #41
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

وقد أعادت لنا الكاتبة شريط ذكرياتنا في زمن الطفولة وما تحمله من مواقف سعيدة وطريفة لا زالت عالقة في أذهاننا. ثم لم تلبث أن حطت رحالها في حالة أخرى تُناقض الحال السابقة ألا وهي مرحلة النضج، والاصطدام بالحقيقة. ونستشعر هنا مبلغ الغصة التي تحدثنا عنها وتقلّبات الحياة والظروف، ونبدأ باسترجاع كل حقيقة مُرّة طافت بشريط ذكرياتنا وتركت على إثرها "غصّة" كما يقول المتنبي:

صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم في شأنه ما عنانا
وتولّوا بغصّــة كلّهــم منـ ـه وإن سرَّ بعضهم أحيانا

فبعد أن كان الإنسان في طفولته ينعم بنومة هادئة مغبوطة من قبل الأهل في قولهم لكلّ من ينام نوماً عميقاً "نام كالأطفال"، أصبح نومه معقّداً كتعقِّد الحياة من حوله، كأنّه "يغصّ" في نومه، و"الغصّة" كلمة مجازية لطيفة تعبّر عن المعنى بشكل دقيق أكثر من لو قالت مكانها "يبكي" أو "يتألّم"، لأنّ الغصّة تجعل النائم كمن يشرق كلما تذكر قبل أن يأخذه النوم شيئاً من آلامه وهمومه.
ثم تصف ختام قصص الأطفال فتقول "نهايات سعيدة وحياة رغيدة" بسجعة وجناس لطيف في العبارة يذكرنا بالقصص المثالية والأفلام البطولية التي يميل الناس إلى مشاهدتها لا سيما في الطفولة.
ونلاحظ أن ضمير الغيبة في "ويعيشون قصصهم" يعود للأطفال؛ وهذا يؤكد لنا أن هذه القصص تمثل المرآة العاكسة لحياة الأطفال، وهنا نلاحظ أن الكاتبة قصرت النهايات السعيدة والحياة الرغيدة للأطفال فقط والدليل على ذلك قولها "عندما يكبرون".
وللكاتبة وجهة نظر في تخصيصها السعادة للكبار دون الصغار - وإن رآها البعض تشاؤماً - فهي لا تنكر أن من الكبار من يتمتع بحياة سعيدة رغيدة وإنما تقصد الغلبة، أو ربما قصدت أن حتى هؤلاء السعداء ليست سعادتهم صافية بل كثيراً ما يشوبها الهم والكدر فلا تغدو سعادة بالإطلاق، ولأنّ طابع الحياة هو التعب والشقاء لأجل العيش، يقول تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد".
إلا أن الإغراق في وصف الحُزن وحكر الوصف على الفئات المهمومة والكئيبة وذات المعاناة والمكابدة قد يذكرنا بطابع شعراء الغربة النفسية أمثال ابن الرومي، وهو مذهب فنّي قد يميل إليه بعض الأدباء لعوامل نفسية أو اجتماعية أو بيئية أو وطنية أحياناً، والنظرة السوداء بلا شك ضرورية لأنها تبين مخاطر الأمور وتكشف المحذورات لكن إذا زاد عيارها في نتاج الأديب عِير بالتشاؤم ووُصم بالسوداوية.
وفي قولها "عندما يكبرون" تختلف الحياة هنا تماماً إيذاناً ببدء حياة أخرى مختلفة عن حياة الصغار، فتنقلب الحياة رأساً على عقب وتصبح حياة تملؤها المشاكل والهموم. وفي قولها "يسمعون" هنا اختلف الفعل المستخدم مع الكبار عن الفعل المستخدم مع الأطفال فلقد أصبح فعلاً مبنياً للمعلوم لأهمية الفاعل هنا فهو الذي يسمع تلك الهموم والفعل هنا دلالة على استمرارية سماعه للهموم سواء كانت همومه الخاصة به أو هموم الآخرين.
ثم ذكرت لنا الكاتبة أن النهايات لا تكون سعيدة دائماً بما أنها متعلقة بالكبار وهنا نجد المفارقة واضحة بين دلالة القصة بما فيها من أحداث عند الكبار عن دلالة القصة وأحداثها عند الأطفال فأحداث القصة عند الكبار تعبر عن قضاياهم الحياتية ونزاعاتهم الاجتماعية والنفسية، أما أحداث القصة عند الأطفال فهي أحداث سعيدة تتسم بالبراءة والعفوية.
"بعضهم صار يبكي لينام"، "بعضهم لا ينام"، "آخرون يمدون أيديهم كل ليلة إلى علبة المهدئات" بهذه العبارات الثلاث فصلت لنا الكاتبة الطرق التي يتبعها الكبار عندما يهمون للنوم وذلك بسبب ما يعانونه من هموم وأحزان. نعم هناك من يتبع تلك الطرق عند خلوده للنوم لكن ليس الكل، فالطرق الثلاث التي ذكرتها الكاتبة كلها طرق يمارسها المهمومون ولم تذكر لنا طريقة واحدة يمارسها من يطرح عن نفسه الدنيا وهمومها ويتناساها فينام هانئاً. وفي هذا إشارة إلى النظرة السوداوية التي غلبت على الكاتبة وقت الكتابة، فلم تعد ترى من الناس سوى من يعاني إحدى هذه الطرق لكي ينام.
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #42
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

"الألم ينبت على وسادته" وصفت الألم بشجرة تنمو على الوسادة فهي تكبر كل يوم وتثمر آلاماً جديدة يصعب اقتلاعها كلما نمت لأن جذورها تقوى، وهي كذلك نابتة من الوسادة فيستحيل على النائم أن يهنأ بنومه كلما خلد إلى فراشه هارباً من تعب النهار، والفعل المضارع "ينبت" يدل على استمرارية وجود الألم، كما أن النبتة توحي بأنّها حتى وإن اقتُلعت فستنبت مكانها نبتة جديدة، فالألم موجود. وقد وُفقت الكاتبة في اختيار الفعل ينبت فلقد استطاعت من خلاله توصيل الفكرة لنا بأشد الوضوح.
ثم أكدت معنى التجدد والاستمرارية صراحة في قولها "متجدداً"، أما في قولها "كل ليلة" فهي تشير إلى الزمن الذي تسترجع فيه المشاكل والهموم وهو الليل، واختيارها لوقت الليل دون النهار فيه لمحة نفسية دقيقة بأن الإنسان دائماً ما ينشغل نهاراً بأعماله وواجباته وزياراته. لكن ما إن يقبل الليل تبدأ الأفكار والوساوس في الوفود ويستحوذ القلق على التفكير حتى يتسرّب إلى قلب الإنسان وشعوره، وهنا تحدث الغصّة المؤلمة. وقد تغنى الشعراء كثيراً بالليل باعتباره زمناً لاسترجاع همومهم، كقول النابغة مخاطباً ابنته:
كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
"طواحين" تقصد بذلك أحداث الحياة فلقد شبهت لنا هذه الأحداث بطواحين تدور وتدور فهي أحداث متقلبة كل يوم في حال مختلف ونحن معها وإن تعثرنا في دورانها أحياناً أخرى فلابد من السير معها في سهولتها وفي صعوبتها في أفراحها وفي أتراحها، مما يذكّرنا بقول الشاعر:
فجائع الدهر أنواع منوعة وللزمان مسرات وأحزان
فلا بدّ من تقلب الأحوال وهو شرُّ لا بدّ منه.
"بدايات لا تشبه النهايات ونهايات تدير ظهرها للبدايات" تبين لنا مدى التناقض والاختلاف الواضح والكبير الذي تتميز به أحداث الحياة عند الكبار ومدى التناقض الذي يعايشونه.
والواضح في النص امتلاءه بكثير من المتناقضات التي أدت بالقارئ إلى عدة تأملات ووقفات نفسية ومعنوية مثل عبارة "يتعلم في الصغر ما يتناقض مع الكبر" و"بدايات لا تشبه النهايات".
كما أن في قولها "طواحين تدور وتدور ونحن معها نتابعها أحيانا، وتبعثرنا في دورانها أحيانا أخرى" نجد أنها برعت في الوصف فجعلت الأيام مثل الطواحين التي تدور بنا، لكن لفظة "تبعثرنا" لم تكن من قوة التعبير بمكان حيث توازي تأثير لفظة "طواحين"، وربما لو قالت "تسقطنا" لكان أفضل لأن في التبعثر سقوط لحظة ومن الممكن القيام منه في ذات اللحظة أما السقوط فيأخذ وقتاً أطول من مجرد التبعثر الذي يمكن أن يكون لثانية وقد لا يخلّف أذًى للإنسان.
وقولها "هندمة البشر القولية والشكلية" فيه كناية عن الكذب والغش والتدليس والمجاملة الكاذبة لدى بعض الأشخاص. فهي تشير إلى أن الصداقة في هذا الوقت للمصلحة، وما أكثر انتشار هذا النوع، فقد أحسّها الشافعي رحمه الله تعالى وعبّر عن أهمّية الصديق الصدوق، يقول:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفا
كما نلاحظ أن الكاتبة في معرض حديثها عن الصداقة والخيانة كررت كلمة "غافل" والتكرار هنا بيان لمقدار ووقع الصدمة والخيانة عندما تأتي عن غفلة وحسن نية.
واهتمت الكاتبة بالمعاني والأفكار وجاءت الصور البلاغية موحية جداً مثل "حب يطفو" حيث شبهت الحب بشيء حسي يطفو، وأيضاً "حقد ينسل" و"الأنا والهو يعتلجان" "صخب صوت العواء"، كما أحسنت في اختيار كلمة "يعتلجان" بدلاً من أن تقول "يتشاجران" مثلاً، وكذلك في اختيار نوع الصوت وهو صوت العواء دلالة على شدة الشجار. وألفاظها عموماً موحية بالحالة النفسية التي غالباً ما تنتاب الناس إثر صدمة عاطفية أو شجار أو خيانة.
وفي قولها "غريب أمر الإنسان يتعلم في الصغر ما ينتقض في الكبر" فيه أسلوب تعجب وهي تلخص فكرة المقالة. وهذه المقولة قائمة على التضاد والتناقض بين المرحلتين والتي اتّضحت لنا في المقالة مذ قرأنا عنوانها "قصة وغصة".
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #43
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

خاتمة المقالة:
"نلتاع.. ونستسلم ونعاود الكرّة بحثاً عن قصّة جديدة بنهاية سعيدة فتباغتنا الغصّة".
وُفّقت الكاتبة في لفظة "نلتاع" لأن الالتياع يحمل معنى الحُرقة والألم، والحرقة يبدأ حدوثها بلسعة سريعة دونما انتباه أو وعي، ثم ما يلبث الألم منها يتصاعد حتى تحدث الحُرقة، وكذلك شعور "الالتياع" الذي وصفته الكاتبة.
وهي خاتمة رائعة احتوت على اثنا عشر لفظاً ولكنها جاءت معبّرة وكانت هي ثمرة المقالة، فقد عبّرت عن حلم كل إنسان في البحث عن نهاية سعيدة وإذا به يُفاجأ بغصة.
وهي نهاية منطقية لنبرة الألم التي عمت النص رغم سوداويتها، ولو خالفت الكاتبة نمط المشاعر السابقة في النهاية لوصفت التجربة بالتكلف ومخالفتها للصدق الفني. بل إن المقالة من عنوانها وتسلسل أفكارها لم تشعرنا بضرورة إيجاد حل ختامي يقلب الحزن فرحاً أو يعالج نمطاً من الضغط النفسي، بل هو تعبير عاطفي يسمو بالشعور ويعبر عنه أصدق تعبير ولذلك جاءت الخاتمة معبّرة عن هذا المعنى تحمل دفقة شعورية عميقة متمّة لجوهر النص.
لغة المقالة:
أدبية معاصرة، تمثل اللغة الفصحى للعصر الحديث، الألفاظ واضحة عموما لكن توجد بعض الألفاظ التي تستصعب على القارئ البسيط مثل مصطلحات علم النفس "الأنا" و"الهو" وهما جزئينمن الأجزاء الثلاثة التي تكوّن الجانب اللا شعوري من النفس([1]).
وقد امتازت كاتبة المقالة بالدقة في اختيار ألفاظها حيث كانت الألفاظ سهلة معبرة عن الفكرة وأيضاً نلاحظ أن من ألفاظها ما هو حسي ومنها ما هو انفعالي لا تلبث أن تلحقها أخرى تكشف عن زيفها وتبين عن حقيقتها كما في قولها: "المغلف بورق الهدايا الملوَّن وضحكات من يقدمونها ليمرروا أدرانهم" أي يظهر وجهه الحسن ويبطن القبيح. فبرغم جمال الألفاظ المختارة إلا أنها أتت لتؤكد الزيف الذي يبطنه المعنى. وقد أكّد رسولنا المصطفى – صلى الله عليه وسلم – على هذا المعنى في قوله: "إياكم وخضراء الدمن"، فهو ينهانا عن الانخداع بالشكل الجميل في منبت السوء.
كما عكست ألفاظَها التناقض الصريح والواضح بين أحداث حياة الكبار وأحداث حياة الصغار فعند الحديث عن حياة الأطفال استخدمت ألفاظ مثل: تزوجت، وجد الطعام، العدالة، الأمان والاستقرار، سعيدة، رغيدة. أما في حديثها عند الكبار فنجد مثلاً: غصة خانقة، ألم، حسرة، طواحين، الحقد، الخيانة، الغفلة.
استخدمت الكاتبة جملاً إنشائية تحمل معنى الاستفهام والاندهاش مثل "لماذا؟ وكيف؟" و"تساؤلات فضولية أين؟ ومتى؟" وهي استفهامات تشد الانتباه وتدخلنا جو الدهشة وتجعلنا نبحث عن الإجابة خلف الكلمات، ثمّ تحسم أمر الإجابة في قولها "فلا نجد الإجابة" لأنّ التفكير يتّخذ شكل الحلقة المفرّغة في نظر الكاتبة لتعقّد العلاقات الإنسانية التي تصفها.
ويحوي النص طباقات عديدة، ويعرف عن الطباق أنه يبرز الحسن بالضد، مثل: (نهاية - بداية)، (الخير - الشر)، (الأنا - الهو)، (الصغر- الكبر).


([1])يرى فرويد في نظرية الشخصية theory of personality أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي: الهو، والأنا، والأنا الأعلى، وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة.
فـ"الهو" (the id) يمثل الماضي والموروثات من دوافع وغرائز تتصف بالفعالية والنشاط وتعمل بمبدأ اللذة. ولأنه غير منطقي وغير أخلاقي فهو غير ناضج وسيبقى الجانب المدلل من الشخصية يتمنى ويتصرف فحسب. و"الهو" لا شعوري وبعيد عن الوعي.
أما "الأنا" (the ego) فهو العالم الواقعي الشعوري لأنه يتوسط بين الغرائز والدوافع والبيئة المحيطة، ويتحكم بالشعور ويمارس الرقابة ويسير حسب مبدأ الواقع. و"الأنا" هو أساس الذكاء والعقلانية كونه يراقب ويضبط اندفاعات الهو العمياء، ووظيفته أن يقرر "متى وأين وكيف" يمكن لدافع ما أن يحقق غرضه.
و"الأنا الأعلى" (super ego) يمثل الرقيب اللا شعوري (الضمير) التي تتمثل في سلطة الوالدين والمجتمع والتقاليد الموجودة، وهو مستودع المثاليات والأخلاق والضمير والمعايير الاجتماعية وهو ما يمثل الجانب العدلي القضائي والاخلاقي في الشخصية.
وإذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقاً، أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها.
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #44
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

التعليق العام:
تدور المقالة حول فكرة واحدة تجلّت في النص، وهي يقظة الإنسان على حقيقة الحياة المؤلمة بعد الطفولة الهانئة الهادئة.
نوع المقالة: ذاتية، تتركز فيها مشاعر الكاتبة بشكل كبير مختلطة مع ما يدور في المجتمع من أحداث عايشتها وإن كانت لا تخصها ولكنها عايشتها بأسلوب أدبي مؤثر.
وقد يتساءل القارئ: لماذا بدأت الكاتبة في عنوان المقالة بكلمة "قصة" قبل كلمة "غصة" ولم تجعل عنوان مقالتها "غصة وقصة"؟ وهو انتقاء يتميز بالدقة ويرمز إلى أن بداية حياتنا وهي مرحلة الطفولة عادةً ما تكون هانئة سعيدة لا يشوبها هم ولا حزَن، أما عندما نكبر تتحول الأحداث إلى هموم نغص بها، ونحن كما نعلم أن مرحلة الطفولة تسبق مرحلة النضج والرشد فلذلك بدأت الكاتبة عنوان مقالتها بقصة قبل غصة.
نلاحظ أن عموم المقالة توحي بحالة نفسية كئيبة بائسة يائسة؛ فالكاتبة لم تتعرض لأنماط أخرى من البشر ذوي الشخصيات السوية والطبيعية والمحبوبة، وصورت الصداقة بأجشع صورها وهي صداقة المصلحة متغاضيةً عن الصداقات الخالصة فكأن جميع البشر يتصفون بالغدر والخيانة. وهذا عائد إلى طبيعة المقالة التي تعالج حالة من اليأس المخيمة على النفس البشرية بعد تعرضها لموقف سلبي يغير نظرتها للأشياء فتصبح الدنيا سوداء والأصدقاء أعداء والقصص كلها ذات نهايات كئيبة ويغدو النوم عذاباً لا يطاق وضحكات الناس كذب وإغراء ويصبح الصدق سذاجة وغفلة، فتهيج النفس وتصارع نفسها لماذا يحدث كل هذا؟ وكيف؟! وذلك راجع كله إلى إبداع الكاتبة في تصوير تلك الحالة بأدق الصور والألفاظ فكأن القارئ هو الذي يعاني ويعيش هذه الحالة ويغدو خيال الكاتب ماثلاً أمام القارئ يراه ويحسّه ويعيشه.







المقالة الثالثة: "فنجال مُرّ"


د. أمل الطعيمي
الإثنين 1423-08-22 هـ2002-10-28 م

جلست متراخية على مقعد أحد المقاهي، وبدأت تتصفح كتابا بيدها.. مرت لحظات قبل ان يصل اليها النادل ويسألها ماذا تريد ان تشرب.. في تلك اللحظات القصيرة نسيت كتابها المفتوح واخذت تقرأ في مجموعات الكتب المتنقلة حولها وفي
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #45
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

كتاب كبير ضخم يستوعب كل من في المقهى وخارجه.. اصواتهم.. حركاتهم .. سكناتهم.. نظراتهم.. كل هذا ينجح دائما في ابعادها عن كتابها الصغير بين يديها فتلك الوجوه تقدم لها ثقافة عامة للسوق..
تشربي ايه حضرتك؟
قهوة سادة لو سمحت.. وكالعادة لا يفوت المصري فرصة الإضحاك والتخفيف عن زبائنه فقال ضاحكا: سادة ليه بس؟ قوليلي مين شربها لك سادة وانا اجيب لك خبره..
نجح في اضحاكها فابتسمت قائلة.. شكرا.. وضع الفنجال امامها وهو يقول المرة الجايه تشربيها زيادة!
اقفلت كتابها وشربت القهوة اثناء قراءة الوجوه والاجساد احدهم يقرأ صحيفة وآخر لا يرفع رأسه عن ورق يسوده بكتاباته. مجموعة صديقات يتحدثن عن هاله سرحان وصديقاتها الممثلات واخرى جلست مع رجل ما تتحدث هامسة وعابسة.. هو يحتج فيرتفع صوته (افهميني) وتهمس مجددا بأسى يغالب الدموع.. في موقع آخر دخلت الى المصلى بعد انتهاء الصلاة المكان فارغ الا من بعض الفتيات يدرن على انفسهن سوادا يخلع وسوادا يرتدى واكياسا تدس فيها اشياء سوداء اخرى!! انتهت الحركة ولاحظت الفرق عباءة بدلا من اخرى.. اختيار بدلا من اجبار كالممثلات يتنقلن من دور الى آخر وكل دور يستلزم شكلا معينا ولغة معينة.
دلفت الى المقهى العائلي واختارت ركنا قصيا.. النساء يملأن المكان بعد ان كانت المقاهي سابقا للرجال فقط لقد حدثوها بالارائك والمناضد الحديدية ولكنها قهوة حتى وان سموها اسما جديدا للشهرة (كوفي شوب) في بعضها يقدمون الارجيلة وهناك صورة جديدة للانوثة معدلة عن صورة المعلمة في حارات مصر الشعبية.. ياه سرعان ما تبدلت الاحوال.. هذا الوجه تعرفه.. من ياترى آه زميلة في مقر العمل السابق كانت ترفض معزوفة وطنية, هاهي بمجلس مع صديقتها وموسيقى Lovestory تصدح في المكان. وام كلثوم تغني في الجانب الآخر حيرت قلبي معاك.. وانا بداري واخبي صدقت.. كم نداري ونخبي ليس حبا فقط بل كرها وانحرافا وذلا وكذبا لاتغير معالمه أكواب (الكابتشينو والتشيزكيك).. يس مام؟
تركش كوفي بليز.. نوشوقر
أوكي مام.
يعني وما دخله تشربي مرا ولا عسلا المهم ان تشربي فقط.
جافاها النوم لافراطها في (الكافيين) ولكن ساعات النوم القليلة تحثها على طلب المزيد منه نهضت وتوجهت الى دلة الصباح المرة سكبت لنفسها فنجالا وارتشفته بشعور معتق للمرارة..
تحليل مقالة "فنجال مُرّ"

إن أوّل ما يلفتنا في هذه المقالة عنوانها، وهو عنوان مركّب من كلمتين لكل منهما عمق خاص، فكلمة "فنجال" – وهي في اللغة: فنجان، بالنون– تدل على: الوعاء، الاحتواء، التجويف، والقعر وما قد تعلق به من عوالق. أما كلمة "مُرّ" فتحمل معنى المرارة، المقاساة وتجرّع الألم. وقد جمعت الكاتبة بينهما كعنوان يعكس لنا أبعاد هذه المقالة، وهو أول انسكاب نرتشفه لنتذّوق هذه المرارة سويا. وهي ترمز به إلى انجبارنا على تجرع مرارة الحياة، وتحديداً مرارة التناقض في المجتمع، وكأنها مرارة طبيعية نرتشفها يومياً كما نرتشف القهوة المُرة.
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #46
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

وفي العنوان تستوقفنا لفظة "فنجال" باللام المبدلة من النون، وهي إشارة إلى استخدامها بالإبدال اللهجي العامّي في حديثنا المعاصر، وهي بهذا الإبدال تشير إلى عدة أمور: فهي ترى أن الصحيفة لسان حال المجتمع، يعبّر فيها الكاتب عن مجتمعه بلغته ورؤاه واهتماماته وقضاياه. والكاتب الناجح هو الذي يستطيع أن يلامس قراءه بصدقه ومباشرته وواقعيته وملامسته عقول قراءه - عامّة - وقلوبهم. كما أنّنا نلمح في كلمة "فنجال" وفي الكلمات العامّية التالية في المقالة أن الكاتبة تميل إلى الوصف الدقيق للواقع كما هو بلغته، وهو يذكرنا بالجاحظ الذي كان يورد أحاديث العامة بلغتهم كي لا يفسد مصداقية ما ينقل وحسّه الواقعي. لذلك فضّلت أن تستخدم "فنجال" باللام؛ رمزاً إلى توجهها نحو الحديث بلغة الناس كما يمارسونها.
وقد كتبت المقالة في صيف عام 2002م مما يزيد احتمال كون الكاتبة قد كتبتها في مِصر أو أنها زارتها منذ فترة قريبة، فهي تصوّر لنا تصوير من سمع وشاهد وعايش هذه البيئة الموصوفة، لترسم حدود الشخصيات وتصور دواخلها وما تحمله من تناقضات وتصرفات غريبة ومعتقدات لا منطق لها أحياناً، وتكشف حقائق نراها يومياً دون أن نمعن النظر فيها أو نستشفّ كوامنها ودلالاتها العميقة.
ومما لاشك فيه أن هذة المقالة تصنف على أنها مقالة ذاتية، فالكاتبة عبرت عن بعض الظواهر الاجتماعية التي تطرقت لها بطابعها الشخصي ومنظورها الخاص، فهي لم تخضع لقواعد أو أسس خارجة عن نفسها أو أحاسيسها(1).
ويتجلى لنا في المقالة ميل الكاتبة إلى الأسلوب الوصفي، فهي تصف لنا واقعاً حياً نتعايش معه، وبعض الأمور التي نراها ماثلة أمام أعيننا، ولكن دون ترصد للأحداث بشكل مفصل، بل هي مجرد رموز أو رؤوس أقلام تعطي من خلالها رسائل وإشارات سريعة إلى شتى مظاهر التناقض الاجتماعية. تتضح من خلالها رغبتها في إمعان نظر القارئ ولفت انتباهه وإثارة التساؤلات من حوله لكي يصل إلى ذلك الشعور المرير الذي تعانيه هي. فالكاتبة تجيب على السؤال في هذه المقالة دون ذكره إمعانا في تثبيت الصورة الذهنية لدى القارئ.فمثلاً: ماذا يفعل الجالس في مقهى إذا كان خالي الذهن عن كل شاغل..؟ يتصفح كتابا أو يطالع صحيفة يومية، ثم يطغى عليه شعور الاسترخاء وجو المكان فيأخذ في تصفح وجوه وحركات وأجساد مرتادي المقهى كأنهم كتاب آخر.

تحليل المقالة:
بدأت الكاتبة مقالتها بأسلوب تقليدي، جمعت فيه بين الأقصوصة والمقالة، رغبةً منها في شد انتباه القارئ، ولعل أبرز دليل على ذلك هو الفعل الماضي "جَلستْ". فالجملة الفعلية دلت على أن هناك استمرار في الأحداث. فهي لم تبدأ بالجملة الاسمية لأنها تدل على الحدث فقط دون ارتباطه بزمن معين، بل لأن الجملة الاسمية أقرب ما تميل إلى الجمود(2)، فبالتالي لن يحدث تشويق لمعرفة ما سيحدث فيما بعد.
"جلستْ" بدأت باستخدام رائع للفعل المسند إليه بتاء التأنيث الساكنة على سبيل النكرة المطلقة لأنها تدل على العموم، دليل أنها كانت تفعل شيئاً قبل هذا وهو السير إلى أن تصل إلى المقهى أو كانت تقوم بعمل طويل ومتعب قد تكبدته لساعات طويلة. وهو اختيار جيد تبدأ فيه المقالة لجذب الانتباه وإدخال القارئ في جوّ من السرد القصصي المشوّق.
ثم ألحقت الفعل بكلمة "باسترخاء"، وهنا تجسيد لنوع الجلسة التي جلستها، ومما ثبت علمياً أن "الاسترخاء له فعاليته ونجاحه في إرخاء التوترات الانفعالية". أوحت إلينا الكاتبة بأنها مثقلة من داخلها بالهموم والأحزان، فقد طغى عليها شعور الاسترخاء وجو المكان فأخذت في تصفح وجوه وحركات وأجساد مرتادي المقهى كأنهم كتاب آخر. وهنا مقارنة بين الثقافة المكتوبة والثقافة المعروضة أو المُشاهدة، أي الثقافة الحياتية العامة، ثقافة معرفة الناس وأصنافهم وطبقاتهم وأجناسهم وأشكالهم وخباياهم وهواياتهم وما يمارسونه عادةً في الأماكن العامة.
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #47
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

فكلا القراءتين ثقافة ولكنها في الأولى ثقافة نظرية وفي الثانية عملية، وهي في الأولى تكسب علماً وفي الثانية تكسب مهارات معرفية للحياة العملية، كما أن ثقافة المشاهدة دائماً ما تكون أسهل من ثقافة القراءة، لأنها أقل إعمالاً للذهن؛ فالمشاهِد يشرك حواسّه كلها في متابعة ما أمامه ولا يحتاج إلى إعمال ذهنه ليكوّن صورة ما يقرأ كما يحدث أثناء قراءة كتاب.
وعندما قالت "بدأتْ" نوّهت هنا إلى أنها غيّرت أو سوف تغير الحركة الأولى لها. بدأت "تتصفح كتابا"، أشعرتنا أنها وحيدة، أو أنها أتت لوحدها لقراءة هذا الكتاب، ثم ما لبثت أن تركت كتابها، وإذا بها تنتقل وننتقل معها بوثبات سريعة إلى تصور وجوه مرتادي المقهى الذين أكسبوها ثقافة عامة عن السوق وعن طبقات المجتمع ومختلف الأعمار والأجناس. فقد شغلتها أشكال الناس فبقيت في مكانها تشرب قهوتها وهي تتأملهم، وكأن البشر كتاب مفتوح نتصفحه من خلال رؤيتنا لهم، لكل منهم أسلوبه وحياته ومبادئه التي نكتشفها من خلال تصويرنا لهم وانطباعنا عنهم، وهذا التصوير يعتمد على الملاحظة الدقيقة للشيء فلا يمكن أن نكوّن انطباعا ما إلا من خلال الملاحظة الدقيقة المتأمّلة. وشخصيتنا هنا لم تملك إلا أن تتأمل من حولها بكل استرخاء وهدوء، فكل تلك الكتب المتنقلة "تقدم لها ثقافة عامة للسوق"، وربما رمزت بالسوق إلى المجتمع، فهو مكان يضم شرائح متعددة من الناس يختلفون كل الاختلاف. وفي خضم هذا التأمل يقطع عليها النادل حبل أفكارها وينبهها إلى أنها في مقهى جاءت لتتناول شيئا فيوقف شريـط خيـالها للحظات.
وبحضور النادل ننتقل إلى فكرة أخرى مغايرة حين يبادر بالسؤال المعتاد: "تشربي إيه حضرتك؟ قهوة سادة..." فهذا الحوار المعتاد الذي دار بين النادل والجالسة في المقهى هو حوار قصير جداً وهي تعطينا من خلاله منظراً متكاملاً يصف واقع العاملين في المقاهي المصرية الذين يتّسمون بالرفاهية وخفة الظل وربما بعض الفضول، ويتفننون في إيجاد طرق لإدخال الضحكة إلى وجوه زبائنهم. وهنا ننتقل إلى فكرة أخرى مغايرة لكل ماسبق، لها عدة محاور تُثير النقاش والتساؤل، إن كان من الجانب الشكلي للحوار (لغته) أو حتى أثرهُ وبعده في نفس الكاتبة.
فلنبدأ بالجانب الشكلي أو لغة الحوار: ويتضح فيه طُغيان اللهجة العامية، وهو أسلوب لجأ إليه بعض الكتاب الكبار، ولعل أبرزهم توفيق الحكيم الذي يعتبر من المجددين في الأسلوب الفني في الأدب العربي الحديث، فقد أدخل على فن الحوار الذي استقر على يديه قوالب تعبيرية أخرى، مثل: اليوميات، والاعتراف، والرسائل. وكلها ألوان لم يعرفها الأدب العربي من قبل على هذا الوضع الفني الذي عرضه الحكيم. كما أن له رأياً في اللغة وأسلوب الكتابة؛ فهومن دعاة اللغة الثالثة، وهي لغة وسط بين الفصحى والعامية، ومن دعاة التخلي عن الزخرف اللفظي وغريب اللغة، وهو أيضاً من دعاة ارتباط الأدب بالمجتمع، وعدم الاهتمام بالشكل الخارجي للعمل، ليسهل على القارئ الاتصال بفكره وأدبه(3).
وإن العامية وتأثيرها على الأدب أُطروحة مهمة وجادة؛ لأن الأدب يجب ألا ينفصل عن المجتمع، وهذا المجتمع هو المؤثر الأول على النص الأدبي بلغته وقضاياه، وسنجد أن الأعمال العامية تحتل الآن مكانة كبيرة؛ ليس لأنها تخاطب العامة فحسب، ولكن لأنها انطلقت من مستوى ثقافي يعبر عن البيئة الاجتماعية والواقع والإنسان والقضايا الآنية باللغة المتداولة، وهي انعكاس للحالة وتعبير من خلال المنطوق.
ولعل ما يرجح ما ذكرنا أن محمد عبد المنعم خفاجي في كتابه "مذاهب الأدب" يثني على أحمد أمين قائلاً: "وينادي في كتابه "فن القول" بتلقيح العربية بالعامية بإحياء الألفاظ العامية وإدخالها في الأداء الأدبي". وإن التساهل لدى بعضهم في مناقشة هذه القضية الخطيرة يبقى محدوداً، فلا اعتراف باللهجات العامية لدى كثير من الباحثين(5).
أما لو أفردنا الحديث في هذا الجانب عن الكاتبة نفسها د.أمل الطعيمي، فمن خلال المقابلة التي أجرتها معها طالبات قسم اللغة العربية بجامعة الدمام، أجابت عن ذلك بشعورها بالصدق والواقعية عندما تعبر بالعامية؛ لأن هناك مواضع معينة يجب أن تكون الكلمة فيها عامية،لأن تأثيرها يكون أقوى وأعمق في نفس القارئ أكثر من لو أنها صيغت أو استبدلت بلفظة فصيحة (6).
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #48
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

أما د. منى الغامدي فهي ترى أنه لا بد من أن نرتقي بذوق القارئ في الفكرة المفيدة والرأي الهادف والعبارة الفصيحة، وهذا مثلث لا بد من توافر أعمدته الثلاث لدى الكتاب.
وإذا تطرقنا إلى أثر الحوار وبعده في نفس الكاتبة، يبدو لنا ملمح واضح في انتقائها للهجة المصرية، وهو حبها لذلك الشعب وانسجامها مع أفراده، فعلى الرغم من حُزنها واستيائها الذي تمثل لنا واضح المعالم في قولها "نجح في إضحاكها فابتسمت قائلة" فإنها تنقل لنا صورة لها قبل الضحك ولربما كانت تلك الصورة العبوس إلى حد ما لانهماكها في عمل معين وهو تصنيف الناس وفهمهم والانشغال بمشاهدتهم. ورسم البسمة على الثغر هي عادة عُرف الشعب المصري بها على مر السنين، فهو شعب الفكاهة والدعابة وهذا ما نشهده في واقهم ومعظم أعمالهم الفنية.

بعد ذلك تنقلنا الكاتبة إلى الغاية الأساسية من المقال حين تقول "أقفلتْ" فهي حركة سريعة خفيفة جديدة تدل على بدء شيء آخر، وأيضاً على سرعة الحركة، فهي منهمكة في تصفح أوجه من حولها ثم نقدها بشكل رمزي عبْر حالات قصيرة، فهي تقول - مصوّرة لنا وضع مرتادي المقهى- : "أحدهم يقرأ صحيفة، وآخر لا يرفع رأسه عن ورقٍ يسوّده بكتاباته. مجموعة صديقات يتحدّثن عن هالة سرحان وصديقاتها الممثّلات، وأخرى جلست مع رجلٍ ما تتحدث هامسة وعابسة.. هو يحتج فيرتفع صوته (افهميني) وتهمس مجدداً بأسى يغالب الدموع..".
"أحدهم يقرأ صحيفة" صورة نمطية لمرتادي المقاهي، ثم تنتقل إلى كاتب منغمس في الكتابة، وفي قولها "لا يرفع رأسه" إشارة لانغماسه، ثم تأتي إلى مجموعة من الصديقات وتنقل لنا جزءاً من حديثهن وهو حديث لا يكاد يخرج عن دائرة القنوات الفضائية العربية التي تستقطب جمهور الناس العام، وتصور لنا في هذا حدود تفكيرهن ومستوى سطحيته، فهو حديث يومي لا يكاد يخرج عن الشكليات الفارغة من المحتوى.

وإذا ما أمعنّا النظر في هذه المفارقة نجدها تتضمن إشارة إلى تباين على مستوى العمر كذلك فقد أومأت إلى ذلك بقولها:"أحدهم" و"آخر"، وقالت كذلك "مجموعة من الصديقات" أي أن الأعمار بين الفئتين متفاوتة والجنس أيضاً مختلف، ومن المحتمل أن تمثّل المجموعة الأولى في قولها "أحدهم يقرأ صحيفة" الرجال العاطلين أو المتقاعدين وهم السواد الأكبر من مرتادي المقاهي من الرجال، والمجموعة الثانية تمثّل فئة الكُتّاب، والكتابة في المقاهي الشعبية سِمة يعرف بها بعض الكتاب مثل نجيب محفوظ، والمجموعة الثالثة تمثّل النسوة اللاتي يتجمعن لتبادل ما استجدّ من أحاديث الساحة. ثم تنتقل إلى طاولة رابعة فيها رجل وامرأة يدور بينهما حواراً تصف فيه حال المرأة بقولها "هامسة وعابسة"، بجناس لطيف ووصف دقيق لحالة اجتماعية مشحونة بالعواطف كثيراً ما تتكرر لا سيّما في المقاهي المصرية المفتوحة، وفي أثناء حديثهما الهامس يرتفع صوت الرجل وهنا صوت يدخلك في ضجيج مؤقت لثانية أو جزء من الثانية إذا ما فرقت بينه وبين الحوار الهامس بين المرأة والرجل، ثم قالت "وتهمس مجددا بأسى يغالب الدموع". "وتهمس مجدداً" ترجعك إلى حالة الهدوء، وبقولها "بأسى" يشعرك أنها فاقدة للأمل حزينة حزنا شديدا ودليل هذا أن الدموع تغالبها، وهذا الوصف يجسّد تماماً مفهوم الصدق الواقعي في الكتابة والتصوير الحيّ للمواقف الحياتية كأنها ماثلة أمام أعيننا دون مبالغة أو تحوير.
كما يتجلى لنا من خلال ذلك أنها صنّفت مرتادي المقاهي إلى أربعة أصناف:
1- قارئ صحف.
2- كاتب أو مؤلف.
3- صديقات يتبادلن أحاديث يومية.
4- خلافات عاطفية بين اثنين.
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #49
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

وربما تتجلى لنا الصلة بين هذه الأصناف في أن كل منهم يريد الهروب إلى مكان يجد فيه الهدوء، أو الانفتاح، أو الابتعاد عن أعين الناس. فالكاتب يجد في المقهى مادة يستمد منها مداد قلمه، أو إلهاماً معيّناً، كما كاتبة هذه المقالة. كما أن الكاتب وقارئ الصحف يبحثان عن المكان المفتوح وبعض النقاهة. والصديقات والشخصان الذين يتبادلن أموراً خاصة يبحثون عن مكان طلق وبعيد، يتحدثون فيه كما يرغبون بعيداً عن أعين الرقباء.

وبِبراعةٍ في الصياغة، وروعةٍ في الصورة، انتقلت الكاتبة إلى ظاهرة أُخرى في موقع آخر هو "المصلّى"، ذلك اللفظ الذي يدلّنا على مكان التعبّد والسكينة، ولكن الدلالة هنا مختلفة تماما! فتصرفات الناس قد أدت إلى استخدام المكان لغير ما هو له. فشخصية المقالة بعد أن فرغت من أداء عبادتها نجدها تنقلنا بنظرها إلى مجموعة من الفتيات يبدلن سواد بسواد - وهي هنا تصوّر شريحة أخرى من شرائح المجتمع - ونلاحظ أن هذا التبديل شد انتباهها وشبهته بتبديل الممثلات لأدوارهن في التمثيل؛ فكأن الفتاة كانت في منظر ودور مغاير تماماً لهذا الدور الذي تقوم به هذه المرة. هنا طرحت الكاتبة قضية مهمة وهي استخدام المصلى مكاناً لاستبدال عباءاتهن بعباءات أُخرى، يخلعن ويرتدين، وهنا تورية لمعنى أرادته يُفهم من سياق الكلام.وقد يتساءل القارئ، لماذا حدّدت ما تصفه بالسَّواد؟ ونُجيب: ربما تكون إشارة إلى العباءة السوداء التي يتّسم بها المجتمع الخليجي والسعودي تحديداً، وربما ترمز إلى الفئة الدينية المتناقضة، فهي دينية في ظاهرها ومتقلّبة في باطنها، شكلها لا يعبّر بأي حال من الأحوال عن داخلها، وتعيش حالة من الانفصام بينهما، وتظهر بأكثر من شكل بحسب المكان الذي تذهب إليه، أي بحسب العادة لا العبادة. ويجدر بنا هنا أن نوضّح المقصود بهذه الفئة، فهي ليست ترمز إلى الجماعة المتديّنة، بل إلى الجماعة التي تظهر بمظهر التديّن ثم تبدّله بشكل آخر "كالممثلات" اللاتي يظهرن للناس بأكثر من دور. وهي صورة واضحة من صور التناقض المجتمعي سببه عادات اجتماعية تُمارس باعتقاد أنها من الإسلام وهي ليست منه في شيء.
ونلاحظ أنّها سمّت ما يرتدينه "أشياء" إمعاناً في احتقار هذه التصرفات التي قد تسيء إلى ديننا أحياناً باعتبارها تمثّله وهي في الحقيقة لا تمثّله إنما تعبّر عن المشكلات الاجتماعية التي تسيء فهم الدين.

ثم انتقال سريع من خلال الفعل "دلفت" والدالف في اللغة الماشي بالحمل الثقيل، وكأنها قد أثقلت بالهموم والضيق ممّا رأته وسمعته. دلفت ولكن إلى أين؟..إلى المقهى "العائلي"، ولفظة "العائلي" تحيلنا مباشرةً إلى مقاهي المملكة العربية السعودية، لأنّها الدولة الوحيدة تقريباً التي تفصل أماكن جلوس الرجال أو "الأفراد" عن أماكن "العائلات". فهنا مقارنة بين المقاهي في مصر (المقهى السابق) ومقاهي المملكة، ومن الممكن أن تكون المقالة ككل تتحدث عن المفارقة الكبيرة بين السعوديين أنفسهم – والإناث بشكل خاص – حال السفر والعودة. فهي أولاً وصفت تنوّع أصناف الناس في المقهى المصري، ثم تحدثت عن اللاتي يبدلن عباءاتهن في المصلى وعلّقت بقولها "اختيار بدلاً من إجبار" وقد تقصد أن الاختيار هو ما يرتدينه في السفر أما الإجبار فهو التزامهن بالعباءة السعودية داخل بلدهن، وهي عبارة قائمة على الإيجاز الذي يختصر التضاد بين المعنيين بتركيب قليل اللفظ عميق المعنى رائع الأسلوب.
وأخيراً وصفت المقهى العائلي بعد أن انتقلت شخصيتنا في المقالة إليه لتصف ما تجد به من مفارقات واختلافات عن المقهى الأول.
فهي أولاً اختارت لها "ركنا قصياً" كنايةً عن العزلة والابتعاد قدر الإمكان، وهي سمة واضحة جداً لمن يرتاد المقهى وتحديداً لدى النساء في المملكة العربية السعودية، فيُفضَّل دائماً للمرأة أن تعتزل قدر الإمكان حينما تجلس في مكان عام لأسباب غالباً اجتماعية درج عليها الناس.
وفي ذلك تشير الكاتبة إلى تبدل أحوال المجتمع ومجاراته لروح العصر، فبعد أن كانت المقاهي في السابق حكراً على الرجال فقط، أصبحت اليوم لا تقتصر على جنس دون آخر، فالنساء اليوم أصبحن من أكثر فئات المجتمع إقبالاً على
  رد مع اقتباس
قديم 2010- 6- 7   #50
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 33
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 98
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

المقاهي، وكأنهن وجدنَ بها ملاذاً للقاءات والنقاشات والأحاديث الجانبية وتناقل الحكايا والقصص، ونلاحظ أنها في هذه المرة عقدت مقارنتها على فئة نسوية فقط، فالصورة الجديدة لتلك النساء - في المقاهي- صورة أشبه ما تماثل صورة "المَعَلِّمة" المِصرية في حارات مصر الشعبية، فأوجه الشبه بين هاتين الصورتين، تتجلى في طريقة الجلسة، الحوارات، أساليب النقاش وإثارته فيما بينهن، بالإضافة إلى الصوت، الضحك بحيث يكون أشبه بالقهقهة، وربما طريقة الشرب والتناول، وما إلى ذلك...

ثم أشارت الكاتبة إلى أسلوب من أساليب التجديد، الذي أخذت تصطبغ به المقاهي ولكن من منظورٍ آخر مخالف لما سبق، فهذا الأسلوب يكمن في عنصر الصوت، وطريقة توظيفه... نعم إنها الأصوات الموسيقية تصدح في معظم المقاهي، ولكن سيتسائل البعض ما الجديد في ذلك؟ إنها الموسيقى الغربية، حيث رمزت لها الكاتبة بإحدى المعزوفات الأجنبية العالمية الشهيرة، لتختصر مراحل من التغيّر الذي ران على المجتمع، والانفتاح على العالم الذي جوبه بالكثير من المعارضات ثم تقبلَه المجتمع بإرادة أو بامتعاض. وحديثها هنا يبطن معانٍ كثيرة، أهمها الإشارة إلى انقسام المجتمع إلى فئة تعارض كل ما هو جديد فقط لأنها لم تعتد عليه، ثم لا تلبث أن تتقبله بعد أن شنّت عليه حمماً من الغضب والمعارضة. والفئة الأخرى التي نستنتجها هي التي تتقبل الجديد لأنها تريد الانفتاح الذي يقود إلى التعلم من الآخرين ومن ثم النهوض بالمجتمع، وهي الفئة المتّزنة. وبالطبع لا يخلو المجتمع من الفئة الثالثة المعاكسة تماماً للأولى ، وهي الفئة التي تندّد بالحرية والانفتاح من أجل الانفتاح لا لمبدأ تؤمن به سوى أنها تريد مجتمعاً يشبه المجتمعات الغربية، دون إدراك منها للعواقب الوخيمة التي ستعود من جراء ذلك.
ثم أعقبت مثالها بمثال آخر لأغنية عربية لمغنّية شهيرة تُسمع في الكثير من المقاهي لا سيما المصرية، حيث وظّفت المقطع المذكور من الأغنية العاطفية بطريقة ذكية ليكون مضمون رسالتها التي علّقت بها عليها حين قالت "كم نداري ونخبي ليس حبا فقط بل كرها وانحرافا وذلا وكذبا".
المداراة، الكذب، الذل.. هذه هي سِمات المجتمع الذي يكذب حتى على نفسه، ويتناقض إلى حد الانحراف، ويفسّر الأشياء بطريقة غير منطقية في كثير من الأحيان فقط ليثبت أنه على حقّ. هذه هي خبايا النفوس المستترة، وهذه حقيقتها. وهو وصف سوداوي لمجتمع يخبئ الشرور، لكن كما نعلم أنْ ليس في الحياة شخصيات شريرة كلّية أو خيّرة بالكامل كما في الأفلام الخيالية، بل الكل يحمل في جعبته الخير والشر، ولكن ربما طغى جانب على آخر، والكاتبة هنا أبرزت جوانب السلب في المجتمع لأنها تشخص وضعاً اجتماعياً غير سويّ وتصف حالة سلبية هي التناقض والنفاق وإبطان الشر في النفوس. وهو الأسلوب الذي ينسحب على معظم مقالات الكاتبة النقدية، ولكنه هنا أقل مباشرةً ولم يصرّح بالمغزى، وهو أكثر عمقاً في المعنى والمضمون.
"لا تغير معالمه أكواب الكابتشينو والتشيز كيك" حتى وإن تغيّر الشّكل، الناس هي هي بخباياها النفسية ورؤاها وفكرها لم تتغير.
ثم تأتي في المقطع التالي بحوار يومي متكرر بين نادل وزبونة للمقهى، لتثبت المفارقة الكبيرة التي سرعان ما تقبّلها الناس رغم أنها غير إيجابية وغير مرغوبة من الانفتاح والعولمة، فالذي حدث في مجتمعنا هو أنه حينما سمح لمقاهيه أن تُفتح سمح أيضاً لعاداته وأساليبه ونمط الأكل والشرب ومصطلحاتهما أيضاً بالوفود، فهناك من كان يعارض الفن لاعتبارات دينية وهو الآن لا يراعيه بل ولا يراعي لغته للاعتبار ذاته، ويتقبل بكل سهولة أن يبدل لغته وأسلوب مأكله ومشربه بالأساليب والاصطلاحات الوافدة. وتوظيف الألفاظ الأجنبية في المقالة قد عبّر غاية التعبير باختصار وواقعية شديدين عن مدى المفارقة في الأسلوب واللغة والحياة بعامة لدى المجتمع بعد أن استبدل "المقهى" بـ"الكوفي شوب".
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محاضرتا, المسئ, الغامدي, القصة, خلود, سيكو, علي, والمقالة, نزلتها

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 01:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه