|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
2012- 1- 31 | #41 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" 22 "
روي أن رجلاً سامه معيقيب وكان مسئول عن بيت المال في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكنس بيت المال يوما فوجد على الأرض درهما - شيء بسيط - فأخذه وأعطاه أحد أبناء عمر بن الخطاب لكي يفرحه فلما انصرف إلى بيته فإذا بعمر بن الخطاب قد بعث من يستدعيه فذهب فإذا الدرهم في يد عمر فقال له ويحك يا معيقيب أوجد علي في نفسك شيئاً - يعني هل تحمل علي كرها في قلبك - ؟ قال لماذا يا أمير المؤمين قال عمر رضي الله عنه أردت أن تخاصمني أمة محمد في هذا الدرهم يوم القيامة ! كيف تتعامل مع الله في عملك ؟ العمل والوظيفة هي ثلث من حياتنا , لهذا تستحق أن نجعل لها حلقة وهدفنا هو أن تحلل راتبك , فنحن إذا لم نحلل رواتبنا ونجعلها حلال فإن دعائنا لن يستجاب فقد ذكر النبي صلوات الله وسلامه عليه " رجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له ذلك " نريد بعد هذه الحلقة أن لا يوجد شيئاً يمنع من إجابة دعائنا هدفنا اليوم أن ننجوا من حديث النبي صلوات الله عليه الذي قال فيه " لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سحت - والسحت هو المال المحرم - " " كيف يكون الراتب حلالاً ؟ " هو أصلاً لماذا يكون في الراتب مال غير حلال والجواب هو أن الموظف يحظر متأخراً مثلاً نصف ساعة ويسجل أنه حظر مبكراً , هذه النصف ساعة ستحب مالاً محرماً من راتبه لأنه أخذها بغير وجه حق أو لأن يجعل زميلة في العمل يحظر بالنيابة عنه أو أن يكذب على مديرة أو يخرج قبل نهاية الجوام ولا يكمل عمله أو آخر يحظر في الوقت المناسب ويخرج في الوقت المناسب أيضاً ولكنه لا يبذل جهده الطبيعي في العمل وكمثال إنه يستطيع أن ينهي 10 معاملات ولكنه ينهي أقل من ذلك تكاسلاً فيتأخر المراجعون وهو يظن أنه حلل معاشه فقط لأنه لم يتأخر يجب علينا أن نداوم دوام فعلي واقعي وليس صوري شكلي . " الإجازة المرضية " من اراد أن يأخذ إجازة مرضية فيجب عليه مراعاة ثلاثة شروط 1- أن يكون مريض مرض حقيقي 2- أن يكون المرض يمنعه عن العمل 3- ألا يأخذ 5 أيام وهو لا يحتاج إلا 3 أيام حتى الطبيب إذا أعطى شخصاً إجازة مرضية وهو ليس بمريض فلا شك بأنه شارك في هذا الزور أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر فخاف الصحابة وقالوا بلى يارسول الله فقال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان عليه الصلاة والسلام متكئاً فجلس وقال ألا وقول الزور وشهادة الزور - وما زال يكررها - حتى قال الصحابه ليته سكت وأشفقوا عليه " " ما المشكلة أن يخصم عليك من راتبك ؟ " لماذا لا نتقبل الخصم ! , في اليوم الذي لا تعمل فيه يخصم البسيط بحق هذا اليوم أليس هذا عدل ؟ أشتري الجنة بصدر رحب والله الجنة أغلى من الراتب كله قال صلى الله عليه وسلم " ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة " " استخدام الوظيفة لأمور خاصة " لا يجوز لك أن تستخدم الموظفين والسائقين الذي هم تبع للدائرة الحكومية في مصالحك الخاصة ! أنا أعرف أنهم قد لا يعترضون عليك لأنك مديرهم وهم يريدون رضاك لكن هذا لا يبرر في استخدامهم بأشياء خارج إطار العمل استئجر له على حسابك الخاص أو أعطه مبلغ على العمل الذي كلفته به وبالطبع يجب أن يكون خارج وقت الدوام الرسمي ومن ذلك أيضاً الإستفادة من بعض ممتلكات كتصوير الأوراق أو استخدام بعض الأجهزة أستخداماً خارجياً يعني خارج العمل ولا تقل الأمر بسيطة هي ورقة فقط ورقة ! استمع لهذه القصة مر جابر بن زيد مع بعض أهله بحائط وكانت أعواد الحطيان في السابق من قصب فأنتزع قصبة وأخذ يطرد بها الكلاب عن نفسه فلما أتى إلى البيت وضعها وقال لأهله أحتفظوا بهذه القصبة لكي نرجعها فقال يا جابر إنها قصبة ! فقال جابر بن زيد لو كان كل من مر بهذا الحائط أخذ منه لم يبقى منه شيء ! فلما أصبح في الصباح ردها . " شبهات " كل الناس يعرف الحلال ويعرف الحرام بل حتى الحيوانات تعرف الآن القط إذا أعطيته الطعام أكله أمامك أما إذا سرقه من بين يديك فإنه يهرب لأنه يعرف أنها حرام والمشكلة هي في الشبهات يقول رسولنا صلوات الله عليه " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن أتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام " بعضهم يقول كل الناس يفعلون هذا كل الموظفين يفعلون هذا الاشياء التي أنتقدتها قبل قليل سبحان الله ومن منهمسينقذك إذا وقفت بين يدي الله إن هؤلاء الناس الذين نتحجج بهم سيهربون منا يوم القيامة إذا هم يخطئون هل هذا مبرر لي بأن ارتكب نفس الخطأ لا تهتم بكثرة المخطئين أهتم بأن يكون عملك صواباً وإلا فالكثرة ليست مقياس قال تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ) " وإذا كان المدير يسمح لي ؟ " شبهة آخرى يتعلق بها بعض الناس وهي أن يقول مسؤلي يسمح لي إذا كان مسؤلك هو مالك الشركة نفسها فهذا لا غبار عليه فهو المالك أما إذا كان مسؤلك لا يملك وسمح لك فإنه سيشترك مع الموظف في هذا الخطأ لأن المال والراتب الذي يصرف لك ليس ملكاً للمسؤل لكي يسامحك عن جزء منه ! إنه مسؤل فقط فيجب عليه أن يلتزم صلاحياته إلا إذا كان مسموح له . " عرض الشيخ مشاري مقطع جميل وخيالي مؤثر جدا " فلنتق الله في هؤلاء الصبية الصغار الذين نطعمهم في بيوتنا , إنهم لا يعرفون ماذا يأكلون وهم والله لا يستحقون أن يأكلون مالاً سحت محرماً فمن ابسط حقوقهم أن نأتيهم بطعام حلال ! كان من عادة النسائ فالسابق إذا خرج الرجل لعمله يقفون له في الباب ويقولون إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار فالحلال مع التعب ألذ من الحرام مع الراحة اللهم إنا نسألك علم نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً . |
2012- 1- 31 | #42 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" 23 "
ألا ترون أن الواحد منا إذا عزم على فعل معصية فإن الله لا يمنعه منها بل يتركه وحتى وهو يباشر فعلها يتركه الله ولا يقطع عليه لذته مع أنه غاضب عليه وفوق هذا كله يستر عليه ولا يطلع أحدا عليه سبحانه ما ألطفه وأرحمه وعندما ينتهي العبد فإنه سبحانه يدعوه إليه وإلى التوبة والرجوع وفوق هذا يبدل تلك السيئة حسنة سبحان الله أيوجد ألطف من هذا ؟ بل حتى أنه سبحانه يطيل الإمهال لسنين لعل العبد يتوب لعله يرجع وربنا سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويحدث هذا في كل يوم وحتى إذا رجع العبد إلى الله فرح الله فرحاً شيديد أكثر من فرح العبد سبحانه فكيف لا نستحي ممن يعاملنا بكل هذا اللطف والحنان ! " كيف تتعامل مع الله إذا استحيت منه ؟ " وكان النبي يوصينا أن نستحي من الله فكان يقول للرجل أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك وشعور الحياء يعتبر وقاية لنا من المعاصي فكيف نباشر المعصية وفي نفس الوقت يكون القلب مملوء بالحياة وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني " أيهما أفضل ترك المعصية خوفاً أم حياءاً ؟ " الله تعالى سيحب الذي ترك المعصية حياءاً أكثر من الذي ترك المعصية خوفاً وكلاهما على خير ولكن الحياء أفضل لأن الذي استحضر العقوبة فترك خوفا منها , أما الآخر فقلبه استحضر الله فترك ! وأيضاً بوجد سبب آخر وهو أن الخائف يراعي جانب نفسه وحمايتها أما المستحي فإنه كان يراعي جانب ربه وعظمته عندما ترك المعصية ! ولكن كما قلنا في كل خير وكلاهما على هدى وكلاهما مأجور. " كن من النادرين " الذين يشعرون بالحياء من الله هم أقل الناس والناس الذي يحسون بالحياء أنواع منهم من يحس به بسبب كثرة نعم الله عليه ومنهم بسبب كثرة أخطاءه ولكن أعجبهم هو من يحس بالحياء بسبب تقصيره في طاعة الله وأفضل الناس هو من يحس بالحياء لأجل جميع هذه الأسباب السابقة " كيف يستحي الصالحون من الله ؟ " حياء الصالحين هو حياء شديد يقول ابن أبي الهذيل " أدركنا أقواما وأن أحدهم يستحي من الله أن يتكشف في سواد الليل " والفضيل بن عياش وقف في يوم عرفة والناس يدعون قالوا وهو يبكي بكاءاً شديداً لم يستطع من شدة البكاء أن يدعو فلما قاربت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال واحياءاه منك وإن غفرت واسوءتااه منك وإن عفوت . وقف أبو بكر رضي الله عنه يوما فقال " يا معشر المسلمين استيحوا من الله فوالذي نفسي بيده إني لأغطي وجهي عند قضاء الحاجة استحياء من ربي " " الحياء من الله ليس عند السابقين فقط " الحياء ليس قصة من قصص السابقين فقط , بل حتى في هذا الزمن اذكر أن في مرة من المرات اخترت أن أخطب خطبة عن لقاء الله فجائني رجل بعد الخطبة وتحولت عينه إلى اللون الأحمر من كثرة الدموع وهو يسئلني بشدة ويقول هل ستظهر ذنوبي أمام الله يوم القيامة ؟ فقلت له إذا تبت منها ستتحول إلى حسنات فإعاد علي نفس السؤال بصيغة فيها حزم أكثر هل ستظهر ذنوبي أمام الله يوم القيامة أم لا ؟ فقلت له إذا تبت منها ستكون بميزان الحسنات لا بميزان السيئات فلما أعاد السؤال مرة ثالثة قلت له مالك ولماذا تسأل ؟ فقال والله أني مستحي من الله ! ربنا سبحانه يحب أن يجد هذا الشعور في قلب عبده ويحب أن يستمر إلى لقاءه يوم القيامة . " كلام من ذهب " شيء طبيعي أن يستحي العبد من سيده المتفضل عليه ولكن أن يستحي الخالق من المخلوق هذا شيء عجيب ما كنت أدري إلا عندما قرأت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين " " ما معنى أن الله حيي ؟ " معنى حيي أي كثير الحياء وهذه الصفة الإلهيه لا نعرف كيفيتها إلا أنها لا يشبهها حياء المخلوق بأي وجه من أوجه الشبه . " وليس فقط في الدنيا , بل حتى في الآخرة الله يستحي منا " يقول ابن القيم " من استحى من الله عند معصيته استحى الله من عقوبته يوم يلقاه ومن لم يستحي من الله عند المعصية لم يستحي الله من عقوبته يوم القيامة " يقول يحيى بن معاذ " سبحان من يذنب عبده ويستحي هو " أرجوك لاحظ معي هذا التعامل العجيب مع الله يرفع العبد يده فيستحي الله منه فلما علم العبد أن الله يستحي منه استحى هو من ربه فلما استحى العبد من الله استحى الله منه مرة أخرى يالله ! هل يوجد أحد تتعامل بهذا الرقي إلا الله إن إلهنا الودود الرحيم الرءوف الحليم الذي يستحي منا يستحق منا والله أن نستحي منه بل هذا والله أقل ما يجب علينا تجاهه انتهى . |
2012- 1- 31 | #43 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" 24 "
كيف تتعامل مع الله إذا تأخر رزقك ؟ اليوم أريد أن أغير مفهومك عن الرزق إلى أشياء جديدة كلياً وأنا لا أبالغ لكن في البداية يجب أن نعلم أن عدم الرزق هو رزق فتأخر رزق الدينا يأتيك برزق الحسنات والثواب . " الذكي هو الذي يعرف الرزق الحقيقي " كثير من الناس لو سألتهم ما هي الأرزاق التي أعطاكم الله إياها لأجابوا فوراً المال والأبناء وغيرها بينما الرزق الحقيقي غير ذلك تماماً فهو دائم لا ينقطع كالصلاة فهي رزق وأن تقوم قبل صلاة الفجر فتصلي ركعتين هذا رزق من الله وأن لا تفوتك صلاة هذا رزق ألا تلاحظ أن أحياناً تكون ساهي في الصلاة وفجأة تتنتبه وتخشع هذا الإنتباه هو رزق أيضاً هذا هو الرزق الحقيقي وإن رزق المال والسيارة الفارهة هو رزق عادي يعطيه الله لجميع الناس الصالح والفاجر أما الرزق الحقيقي فلا يعطيه الله إلى لأحبابه إذا قبل أن نحزن على تأخر الرزق يجب أن نعرف ما هو الرزق الذي نحزن على تأخره وماهو الرزق الذي تأخره يعتبر رزقاً آخر . " هل تعرف كيف تفرق بين الرزق والعقوبة ؟ " بعض الناس يظن أن المال إذا أتاه حتى ولو من طريق محرم يظن أنه نعمة ! الرزق الذي سيعذبك عند القبض وفي البرزخ ويوم القيامة هذا عقوبة ونقمة وليس رزق أحياناً في الدنيا يعاقب الله العبدعلى معصيتة بمعصية أخرى وهذه أشد من الإبتلاء بالمرض وغيره فالإبتلاء قد يكفر ما قبله أما المعصية فهي أشد قال تعالى : " وأملي لهم إن كيدي متين " " ماذا أفعل إذا تأخر الرزق الذي أريده ؟ " مهما بلغ حجم الرزق الذي أعطاك الله إياه يجب عليك أن تقبله فأنت الآن تقبل من المخلوق أي هدية ولا تقول له لماذا هديتك صغيره فالأولى أن تقبلها من الخالق يقول الله تعالى : " فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدرعليه رزقه فيقول ربي أهانن " " ماذا يجب أن يكون شعوري عندما يتأخر رزقي ؟ " يجب أن تكون راضياً , أن الله يحب أن يعطيك أكثر من أن يحرمك ولكن حكمته سبحانه تقتضي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رضي فله الرضى " والعبد إذا رضي عن الله سبحانه وتعالى وعمل أعمالاً صالحة قليلة دخل بها الجنة . " كلام رائع لابن القيم " قال ابن القيم ( إذا رضي العبد عن ربه بأنه أعطاه فقط القليل من الرزق فإن الله تعالى بالمقابل سيرضى عن العبد بالقليل من الإعمال الصالحة ) وهل يوجد شيء أحلى من أن تصبح وتمسي والله سبحانه وتعالى راضٍ عنك ! وفوق هذا كله فإن الرزق سيأتيك سيأتيك عاجلاً أم آجلا , هل رأيت أحداً لس له رزق ؟ " إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " وعرض الشيخ مشاري مقطع لأرنب فقد أمه فوهبه الله قطة تعتني به وترضعه مع أبنائها وقذف في قلبها حبه سبحانه وتعالى . واحذر من شيء خطير جدا قد يحدث في ثانية واحدة فيهلكك , ما هو ؟ احذر كل الحذر من أن تنظر لشخص لدية رزق وفير ويتسخدمه في معضية فتقول ياليتني مثله إياااك أن تفعل هذا , لأنه قد تسجل في صحيفتك مثل سيئات ذلك العاصي بسبب نيتك ! أليس كلنا يحفظ الحديث المشهور عن الرسول صلوات الله عليه عندما قال : " إنما الأعمال بالنيات " وقوله " عبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه عمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء " " قبل أن تتضايق على تأخر الرزق , اسأل نفسك ماذا ينقصني ؟ " جاء رجل إلى أحد الصالحين يشتكي له الدنيا فقال له الصالح هل لك زوجة ؟ قال أجل فقال له هل لك بيت ؟ قال أجل قال هل لك دابة ؟ قال أجل فقال له أنت غني ! فقال الرجل أنا عندي خادم فقال له أنت ملك ! الرزق وسيلة وليس غاية فأنت تأكل لتعيش ولست تعيش لتأكل فالأكل هو وسيلة للبقاء على هذه الحياءة ولكن الاهم هو الهدف كـ رضى الله وتربية الأبناء لينفعوا أسرتهم فلا تخدع نفسك بالإنشغال التام في جمع المال وأن تقول أفعل ذلك لأجلهم صدقني هم لا يحتاجون كل ذلك يحتاجون فقط القليل الأهم من ذلك هو عطفك وحنانك يحدثني أحد الأخوة أن أبناءه أسعد ما يكونون إذا سافروا معه وفي مرة من الرمات سأل ابنته ماهو أجمل مكان تريدين السفر إليه فقالت له بعفوية إن أحلى ما في السفر أننا نكون معك نقضي اليوم كله معك لاتذهب إلى العمل ولا إلى أصحابك بل تبقى معنا يقول الرجل هزتني كلمتها وعلمت تقصيري طوال الوقت في حق أسرتي , ختاماً أرجوك أعد التفكير في أولوياتك وعمرك لا تكن ممن ممن يعيش ليعمل كن ممن يعمل ليعيش انتهى . |
2012- 1- 31 | #44 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
" 25 "
في القرن السابع خرج التتار والمغول إلى بلاد الإسلام فعاثوا فيها من الدمار والقتل مالا يوصف حتى أن المؤرخ الشهير ابن الأثير الذي عاصر الحادثة بقي سنوات لا يستطيع أن يكتب وصفاً للذي فعله التتار لبلاد المسلمين هذا من شدة إستبشاعة للفاجعة التي وقعت إلا أن جماعة من أصدقائه حثوه على كتابتها فقرر في النهاية أن يكتب ما حدث فكت هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة الكبرى والمصيبة العظمى فلو قال قائلاً أن العالم منذ أن خلق آدم إلى وقتنا هذا لم يبتلوا بمثل هذه المصيبة لكان صادقاً , أنا لا أستطيع أن أصف لكم ماذا فعلوا لكن لكم أن تتخيلوا أن قائدهم أمر بحساب عدد القلتى من النساء والأطفال والرجال في مدينة واحدة فكانوا أكثر من سبع مائة ألف قتيل من المسلمين في مدينة واحدة ! هذه الحوادث على فظاعتها إلا إن فيها أشياء كثرة من العظة والعبرة للمسلمين وأي عبرة في الدنيا إما أن تأتي العبرة إلى وإما أن تأتي أنت إليها . " كيف تتعامل مع الله إذا أراك عبرة ؟ " أحياناً العبرة تكون حدثاً يهز الناس إعصار أو زلزال وهذا يجعل الناس يعتبرون بوضوح أما الحالة الثانية أن تأتي أنت إلى العبرة وهذا عندما تكون العبرة دقيقة وعندها لن يعرف الناس العبرة إلا بالتأمل الدقيق بالتركيز مثلاً أن يتفكر الإنسان كيف أنه لما تكاسل عن صلاة الفجر فكانت تفوته لأيام فوت الله عنه رحلة طائرة هذه عبرة يفهمها الذكي , عبرة أخرى أحياناً يتعبر الإنسان كيف أنه رزق مالاً قليلاً فلما شكره وأدى حق الله فيه بورك في ماله فأصبح كافياً له ولأهله هذا النوع يحتاج إلى من يتأمله ويتفكره فأنتبه للعلامات والإشارات التي يرسلها الله إليك يقول أحد الصالحين : " إني لأعرف أثر ذنبي في خلق دابتي وزوجتي " أحياناً لا تظهر العبرة فيك بل قد تكون هذه الإشارة والعبرة في شخص أمامك أصابه أمر كان من الممكن أن يصيبك أنت لكن الله نجاك وأختاره هو فتفكر بينك وبين نفسك لو كنت أنا من أصابني هذا الأمر ماذا سيحدث لي ثم أبدأ بتغيير نفسك مرة من المرات رأى الحسن البصري جنازة تحمل فقال لمن حوله " أرأيتم هذا الميت إن عاد إلى الحياة ماذا تظنون أن يفعل ؟ فقالوا يتوب ويستغفر فقال الحسن إلم يكون هو فكن أنت " يعني الأمنية الذي يتمناها الميت الآن أن تعيشها هل تنتظر لتكون مكانه ؟ يقول عبد الله بن مسعود " السعيد من وعظ بغيره " " الواجب المنزلي " أكثر الناس لا يتعبرون فلذا أريدك أنت أن تكون من النادرين تأمل في اليوم حتى ولو خمس دقائق فقط عقل الإنسان لا يمكن أي يبقى بدون تفكير وأنا أتحدى أن يبقى عشر ثواني بدون أن يفكر مستحيل إذا كنت تفكر طوال اليوم فأعط الله فقط خمس دقائق , وأنا أعرف بأن ستزيدها بعد ذلك لماذا كل هذا ؟ ببساطة لأن التفكير والتأمل يشرح الصدر بعض الشعوب في شرق آسيا يبقون ساعات يتأملون ويتفكرن يسمونه الإسترخاء بغض النظر عن أفعالهم وربنا سبحانه كثرا ما طلب منا ذلك يقول سبحانه : " فاعتبروا يا أولي الأبصار " " بم أتفكر؟ " كل شيء يمكن أن تتفكر في بشكل إيجابي يقول أبو سليمان الداراني : " إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت فيه نعمة من الله علي ورأيت فيه عبرة " خذوا هذه القاعدة في التفكر : كل شيء يحدث من حولك اسأل به نفسك سؤالين الأول لماذا حدث هذا الشيء ؟ والثاني ماذا يريد الله مني فيه ؟ التفكر عبادة جميلة والعجيب أن لا يتعب أحداً وخذ هذا الإقتراح أيضاً جرب أن تتفكر في الأشياء الجميلة التي تمتلكها في أربع دقائق بيتك زوجتك والداك أصدقائك ثم تأمل أن تمتلك كل هذه الأشياء التي لا يمتلكها الكثير من الناس فإذا أنتهت الاربع دقائق أجعل الخامسة شكر ستقوم من هذه الجلسة وقد زادت الأشياء الجميلة التي تملكها , لماذا ؟ لأن الله تعالى يقول : " لإن شكرتم لأزيدنكم " " هل التفكر أفضل أم العبادة الظاهرة ؟ " كثير من الناس يعتقد أن الصيام والصدقة هما أفضل ولكنه يفاجأ يوم القيامة بإن التفكر قد غلب كثير من الأعمال الظاهرة قال تعالى : " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " لاحظ إن قال أحسن وليس أكثر , وبينهما فرق يقول الحسن البصري " تفكر ساعة خير من قيام ليلة " بل ثبت عن بعض العلماء أنه قال : " تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة " هكذا كان يعيش الصالحون , سأل رجل أم الدرداء زوجة أبي الدرداء عندمامات عن عبادته ؟ فقالت كان نهاره أجمع في التفكر . يقول عمر بن عبد العزيز : " التفكر في نعم الله أفضل العبادة " أجمع الحسنين تفكر وعبادة , فالكرعة الواحدة فالصلاة مع التفكروالخشوع ستتفوق على كثر من الركعات يقول ابن عباس" ركعتان فيتفكر خير من قيام ليلة كاملة بلا قلب " بإختصار جرب التفكر ويمكنك أن تبدأ من الآن انتهى . |
2012- 1- 31 | #45 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
المشاعر التي بينك وبين الله كثيرة ، الرجاء ، والهيبة ، والحياء ، والثقة ، والتوكل ،
هذه كلها مشاعر على درجات ، ولكن أجمل شعور وأفضل شعور وأعلى شعور ، هو شعور المحبة ، أن تحب الله ، قد يقول قائل ولكن كل الناس يحبون الله ، صحيح ، ولكن هل كل الناس يحبونه بدرجة واحدة متساوية ؟؟ أبدًا .. قد يكون بين الإثنين كما بين السماء والأرض ، إذا أردت أن تُحس بلذة شعور حب الله عز وجل فإسئل نفسك سؤالًا ، لماذا أحب الله ؟؟ كيف تتعامل مع الله إذا أحببته : هل سألت نفسك مرةً لماذا أحب ؟؟ صدقني مامن أحدٍ احببته إلا وأنت قد أحببته لأحد أسبابٍ ثلاثه : 1 – إما أن تُحبه لجماله .. 2 – وإما ان تُحبه لحسن تعامله معك .. 3 – وإما أن تُحبه بسبب إن له فضلًا عليك .. فالإنسان أحيانًا يحب من أجل الجمال ، وأحيانًا تكون العلاقة لادخل لها بالجمال ، إنه صديقي فأحبه لحسن تعامله معي ، وأحيانًا فإنه لايكون صديقي ولاشيء ، ولكن لأن له فضلًا عليّ عندما ساعدني من قبل فإني أحبه ، فكل من تحبه في حياتك إما لأنه جميل ، أو لأن تعامله طيب ، أو لأن له فضلًا عليك ، أرأيتم هذه الأسباب الثلاثة ؟؟ الله سبحانه وتعالى قد جمعها كلها ، نعم ، ربُنا يُحب لفضله علينا ، ولحسن تعامله معنا ، ولجماله أيضًا .. ماذا تعرف عن جمال الله : إن ربنا الذي نعبده جميل ، بل أجمل شيء في هذا الكون هو الله ، وقد فطر الله قلوب الناس على محبة الجمال في كل شيء ، يحبون جمال الأخلاق ، يحبون جمال الوجوه ، يحبون جمال الطبيعة وجمال الألوان ، بل أي جمال موجود أمامهم فالناس مفطورة على حبه ، وإذا عرفت مقدار جمال الله فإنك ستُحب الله بلا شك ، وأنا أعرف بأنك تُحبه سبحانه ولكن سيزيد حبك له ، قال أحد العلماء : جماله سبحانه أمرٌ لايدركه أحدٌ سواه ، ولايعلمه غيره وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات ، يقولون ومن أعز أنواع المحبه أن تحب الله لجماله ، ولهذا سمّى الله نفسه الجميل ، وهو فعلًا جميل يُحب الجمال .. مثال رائع : قال ابن القيم كلامًا رائعًا عن جمال الله ، يقول " لو فرضت إن الخلق كلهم كانوا على أجمل واحد منهم صورة ، الآن من هو أجمل واحد صورة ؟؟ يوسف عليه السلام ؟؟ لو فرضنا أن الخلق كلهم كانوا على جمال يوسف من آدم عليه السلام إلى آخر إنسان يموت يوم القيامة كلهم على جمال يوسف ، يقول ثم جمعت جمالهم جميعًا ، ونسبته الى جمال الله تعالى لكان أقل من نسبة شمعة ضعيفة الى قرص الشمس " يالله .. ماهذا الجمال ؟؟!! ويكفي في جماله سبحانه إنه لو كشف عن الحِجاب ، عن حِجاب وجهه لأحرقت سُبُحات وجهه ما إنتهى إليه بصره من خلقه كما قال عليه الصلاة والسلام ، أصلًا لاتستطيع أن ترى هذا الجمال الآن .. موسى عليه السلام يريد رؤيه هذا الجمال : هذا موسى عليه السلام لما كلّم الله تعالى إشتاق الى أكثر من مُجرد الكلام ، وطلب من ربه أن يراه في الدنيا ، فقال " قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ " قال تعالى " لَنْ تَرَانِي " وأراد الله أن يُبين له ذلك فقال " وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا " لما كشف الله تعالى عن حِجابه ، وحجابه النور ، ما إستحمل الجبل رؤيه ذلك الجمال ، فإنهار ، قال تعالى " وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا " موسى لم يرى الله ، ولكنه رأى جبلاً رأى الله ، فإنهار هو أيضًا ، من ماذا ؟؟ من رؤيه جبل رأى الله ، يالله .. ماهذا الجمال ؟!! متى سنرى هذا الجمال ؟؟ ولأن الله جميل فإن أعظم نعمة وأجمل لذة يلتذّ بها أهل الجنه هي رؤية الله تعالى ، فإن الله تعالى يعطيهم يوم القيامة القدرة على رؤيته ، يرون الله تعالى ، يتلذذون بهذه الرؤية ، والله لم تمر عليهم في حياتهم أبدّا لحظة أجمل ولا أحلى ولا ألذ من هذه اللحظة التي رؤوا فيها ربهم لأول مرة ، يقول أحد العلماء " لو لم يكن لأهل المحبة ، إلا هذه الآيه " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ " قال لإكتفوا بها " فكيف لانُحب هذا الإله الجميل ؟؟ والله يكفي في جماله سبحانه إن كل جمال تراه في الدنيا أو موجود في الآخرة ، أي جمال فمن آثار صنعته ، فما الظن بما صدر عنه هذا الجمال ؟؟ نعم كل ماترى من جمال في الظاهر ، فإن الله هو الذي البسه هذا الجمال .. يتبع .. |
2012- 1- 31 | #46 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
لن تجد الجمال والجلال يجتمعان لِأحد :
وربنا تعالى قد جمع بين الجمال والجلال ، الجمال معروف ، أما الجلال فهو التعظيم ، ربنا سبحانه ، جمع بينهما ، أما الخلق فإن الله سبحانه لم يُعطي لأحد الجمال والجلال معًا ، على الدوام ، فإذا نظرت ستجد الله تعالى إن أعطى الجلال لأحدٍ سِواه ، سلبه شيئًا من الجمال ، وإن أعطى الجمال لأحدٍ سواه ، سلبه شيئًا من الجلال ، مثلًا تجد ملكًا أو أميرًا عنده جلال ، عنده تعظيم وعظمه ، لكن ليس عنده جمال ، وتجد أيضًا بعض الناس عنده شيئًا من الجمال لكن ليس عنده عظمة ولاجلال ، ب ل هو فقير مسكين ، ولو حصل أن أُعطيَ أحدٌ الجلال والجمال فلابد أن يُسلب دوام الحال ، نعم لايستمر له الجمال والجلال معًا ، بل إما أن يذهب جماله بالشيخوخة ، وإما أن يذهب ملكه بالموت ، إلا إن الوحيد الذي جمع بين حسن الجلال وحسن الجمال ، وإستدام له ذلك الحال على وجه الكمال فهو الله الكبير المُتعال ، نعم ما إستدام الجمال والجلال لأحد إلا لله ، وقد اخبر الله عباده في ذلك في سورة الرحمن فقال لهم " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ " ايوالله .. مايبقى إلا وجهك الجميل ، الجليل ، وجه الله الذي هو أجمل شيء في هذا الكون ، وأنت تعلم إنك مفطور على محبة الجمال في كل شيء ، فكيف لاتُحب أجمل شيء في هذا الوجود ؟؟ والله المفروض إننا الآن نُحب الله أكثر .. كل شيء يدعوك لحب الله : السبب الثاني الذي يجعلك تُحب الله أكثر هو حُسن تعامله معك ، فقد ذكرنا هذا في حلقة سابقة ، أما السبب الثالث الذي يجعلك تُحب الله هو نعمته وفضله عليك ، ولو لم نذكر إلا هذه الآيه لكفى قال تعالى " وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها " سبحانه الذي جمع كل هذه الأسباب من المحبه ، كيف لانُحبه ؟؟ فإذا احببته فإبشر ، فإن الله تعالى سيُحبك كما احببته ، قال تعالى " فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ " نعم إن الله تعالى يحب الذي يحبه ، بل كلما كانت محبة العبد لربه أقوى كانت محبة الله لهذا العبد أكمل وأتم ، فلا أحد أحب الى الله من الإنسان الذي يُحب الله ، فإذا وصلت الى مرحلة يُحبك الله ، فماذا تُريد أكثر من هذا ؟؟ لن يُعذّبك ، ولن يُعاقبك لأنه يُحبك ، فكيف لانُحبه سبحانه ، أقسم بالله الذي لا إله إلا هو لايُمكن لأحدٍ أن يتعرف على صفات الله وعلى أفعاله ثم لايُحبه ، مايستطيع لابد أن يُحبه ، وأنا متأكد إنه لايخلو قلب مؤمنٍ من حبه لله ، إلا إن قوة حبه لله تتفاوت من شخص الى آخر ، أما نهاية المحبة ، فلا توجد لمحبة العبد لربه نهاية ، كما إنه لاتوجد لجمال الله تعالى نهااية ، فإذا احببت الله تعالى فما بقي عليك إلا أن تأتي بالدليل ، أي دليل ؟؟ الدليل على إنك تُحب الله ، وماهو الدليل الذي يجب علي أن آتي به كي أثبت إني أحب الله ، الدليل المطلوب منك هو طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو الذي قال ذلك سبحانه ، قال " قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " فالذي يدّعي محبة الله ولايطيع النبي صلى الله عليه وسلم فهذا مستحيل أن يكون صادقًا .. حافظ على حب الله : إذا أحببت الله فحافظ على هذه المحبة ، لأن فقدها شديد على الإنسان ، بل أشد عذابًا على النفس أن تخلوا من محبة الله ، لأن محبة الله بالنسبة للإنسان كالروح للجسد ، بل هي أهم من الروح ، الجسد إذا فارقته الروح فإن أقصى شيء ممكن أن يحدث له ، أن يموت ، وينتهي ، ويتوقف الألم ، أما من فقد محبة الله ، فسيتعذب نفسيًا طوال حياة الدنيا ، مادامت محبة الله بعيدةً عنه سيتألم ، لماذا ؟؟ لأنه من المعلوم إن أشد عذابًا على المحبوب هو أن يُفارق حبيبه ، وغالبًا غالبًا ، المُحب إذا فقد محبوبه فهو يبحث عن حبيبٍ آخر مثل حبيبه الذي فقده لكي يُخفف عن نفسه ألم الفقد ، لكن ، ما الحيلة إذا كان المحبوب سبحانه لامثيل له ؟؟ ولانظير له .. كيف يأتي له بمثيل ؟؟ قال تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " فلن تجد له بديلا.. ولن تجد عنه تعويضا ، فإذا فقدت النفس محبة الله ، فإنها ستتعذب نفسيًا في الدنيا الى أن يحبها الله مرةً اخرى ، قال تعالى " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا " لهذا لاحظ .. لاحظ ، كيف إن الذي كان على الطاعة ثم إنتكس فإنه يحس في وحشة في صدره ، لن تذهب حتى يرجع الى الله تعالى مرة أخرى ، فيا سعادة من حافظ على محبة الله ، أسأل الله أن يجمعنا جميعًا على محبته .. وأن يجعلني وإياكم على منابر من نور .. ويجعلنا جميعًا ممن يتلذذ بلذة النظر الى وجهه الكريم .. نلتقي إن شاء الله .. تم بحمد الله .. إن أصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. |
2012- 1- 31 | #47 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
يُروى أن شابًا صالحًا ، كان يعيش في قرية من القُرى ، وكان ماشاء الله وسيمًا جميلًا ، لدرجة إن فتاة من فتيات القرية
تعلقت به لشدة جماله ، وفي يوم من الأيام وقعت عاصفة في القرية فإستغلت الفتاة العاصفة ، وطرقت عليه الباب بالليل ، وكذبت وإدعت إن أهلها لايفتحون لها الباب ، وإنها تُريد أن يُؤويها في هذا الليلة الى أن تهدأ العاصفة ، فإضطر أن يُدخلها ، ثم ذهب الشاب لقيام الليل كالمُعتاد ، فلما القت الفتاة مِعطفها ، فإذا هي مُتزينة ، ومُستعدّه وكأنها تقول له هيت لك ، والشاب الصالح بشر في النهاية ، فحدّثته نفسُه أن يفعل الفاحشه ، وخاصةً إنه لوحده الآن ، والفتاة هي الراغبة ، فأراد أن يؤدب نفسه ، فوضع إصبعه على شمعة المصباح وقال لنفسه ، يانفس هل تستطيعين على النار صبرا ، يانفس هل تستطيعين على النار صبرا .. فكبّر ، وصلى ركعتين ، ولما سلّم فإذا الفتاة لاتزال تنتظره ، فأخذ إصبعه الثاني وقرّبه من المصباح وقال : يانفس هل تستطيعين على النار صبرا ، يانفس هل تستطيعين على النار صبرا .. فصلى ركعتين أيضًا ، ولما سلّم من الصلاة ، فإذا نفس المشهد ، الفتاة المُتزينة ، التي تدعووه ، ونفسه تدعووه أيضًا إليها ، وهو شاب ولايوجد أحد يراه إلا الله ، فوضع الإصبع الثالث وقال نفس العِبارة ، وقال يانفس هل تستطيعين على النار صبرا .. قالوا فلم ينقضي الليل ، إلا وقد مررّ الشاب أصابعه العشرة جميعًا على النار ، فلما رأت الفتاة هذا الموقف خرجت وذهبت الى بيت أهلها تائبة خائفه من المشهد الملائكي الذي رأته ، المهم ، مرّت الأيام وجاء رجل إلى هذا الشاب وقال له ، لقد رأيتك ، ورأيتُ صلاحك ، وما أردتُ أن أزوجك إلا ابنتي ، فرضي الشاب ، وتم العقد ، ودخل عليها لكن ، أتدرون ماهي المُفاجأة ؟؟ لقد كانت العروس هي تلك الفتاة التي دخلت عليه في تلك الليلة ، سبحان الله ، لما تركها ليلةً واحدةً بالحرام خوفًا من الله ، أعطاه الله إياها طوال حياته بالحلال .. كيف تتعامل مع الله إذا كنت وحدك : أخي الكريم أختي الكريمة هل تعلم إنك إذا كنت لوحدك ولايوجد معك أحدٌ إلا الله فإن تركك للمعصية في تلك اللحظة سيكون أحب الى الله بكثير ، بكثير مما لو إنك تركت نفس المعصية وأنت أمام الناس ، نعم إن ربنا سبحانه ينظر إليك في الخلوة بنظرة تختلف تمامًا عن نظره إليك لو كنت بين الناس ، ومن ناحية أخرى ، إذا كنت تحصل في العبادة الواحدة على كميّة مُعيّنة من الحسنات ، فإن نفس العبادة لو فعلتها في الخلوة لوحدك فسوف تحصل على حسنات أكثر ، الخلوة بالله غالية ، عزيزة لمن أحسن إستثمارها .. هل تُحب أن تمسح ذنوبك وأنت جالس لوحدك ؟؟ من منّا لايُذنب ؟؟ كلنا أصحاب ذنوب وغالبًا يكون عند الإسان قلق من بعض السيئات والذنوب التي فعلها ، فكيف سيُقابل بها ربه ؟؟ وهل ستُعذبه هذه الذنوب في قبره أم لا ؟؟ طيب .. ما رأيكم أن نمسحهااا .؟؟ نعم نُريد أن نمسح الذنوب التي وقعت الى أن نخرج منها بلا ذنب ،.. كيف ؟؟ بسيطة .. في المُستقبل إذا عُرضت عليك معصية وأنت لوحدك وتستطيع أن تفعلها ، وليس معك أحدٌ إلا الله ، فحاول قدر المُستطاع أن تتركها ، وسيغفر الله لك ذنوبك الأخرى ، بل وسيزيدك فوق ذلك رصيدًا من عنده ، فيُعطيك أجرًا كبيرا .. ماهو الدليل على ذلك .. إنتبه معي ، لاحظ في سورة المُلك ذكر الله لنا جهنم ، ووصفها بأوصاف مُخيفة ، ثم ذكر في النهاية الحل والنجاة فقال ، " إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " فلا تُصيبهم تلك النار ، لاحظ ، " إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ " بالغيب .. عندما فتحت الإنترنت ، وظهرت أمامك صور مُغرية ، ولايوجد أحد معك ، فهل ستنظر أم لاااا ؟؟ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ ، فتاة تودُ أن تتكلم مع ذلك الشاب ، إنها لوحدها ، وأهلها لايعلمون عنها ، وليس معها إلا الله ، فهل سترفع الهاتف وتُكلمه أو لااا ؟؟ تأبى الفتاة العفيفة في الخلوة إلا أن تأتيها مخافة الله بالغيب ، فلا تفعل ذلك ، مع إنه لا يعلم بها أحد ، في تلك اللحظة تُمسح ذنوبها جميعًا " لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " كذلك أنت في العمل ، تستطيع الخروج الآن من العمل والغياب ، وتُسجل نفسك حاضرًا ، ولايشعر بك المُدير ولا أحد ، لكنك لاتفعل ذلك ، لأنك تعلم بأنك ولو كنت لوحدك فإن الله يرى ، إنها الخشية بالغيب ، ومن خشي الرحمن بالغيب فسينجو من النار .. إذا نجوت من النار فأين ستذهب ؟؟ كل واحد لو سألناه عن هذا الذي ترك المعصية وهو لوحده فنجا من النار ، أين سيذهب ؟؟ سيقول لك الى الجنة طبعًا ، لكن هل كنت تظن إنها جنة واحدة فقط ؟؟ لااا .. الذي يخاف من ربه في الخلوة لايحصل على جنة واحدة ، بل يحصل على جنتين إثنتين ، الناس عندهم جنة واحدة وهو يملك جنتين إثنتين ، قال تعالى " وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ " يقول أحد الصالحين " كم من معصيةٍ في الخفاء منعتني منها هذه الآية " وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ " إذًا الخلوة بالله غنيمة ، لكن ليس كل الناس يُحسن التصرف أثناء الخلوة ، ليس كل الناس يفوز بها .. يتبع .. |
2012- 1- 31 | #48 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
أنا لا أبالغ :
بيني وبينكم والله أنا لا أخفيكم أنني الآن اخشى أن أستمر في ذكر فضل حُسن العبادة في الخلوة ، فتظنون إني أبالغ ، وأنا والله لا أبالغ ، هذا والله كتاب الله ، وهذه سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا يوجد شيئ واحد من عندي ، أتدري إن الإنسان إذا إستمر على خشية الله في الخلوة عندما يكون لوحده إذا استمر على ذلك ، أتدري ماذا سيرى أمامه ؟؟ سيرى الله ، سيرى الله تعالى بجماله ، وجلاله ، وصفاته يوم القيامة ، كما إنه يشاهد القمر ليلة البدر هنا في الدنيا ، عندها سيشعر بلذّه في صدره ما احس بها منذ أن ولدته أمه .. من خشي الرحمن وهو لوحده فسيرى الرحمن يوم القيامة : أجمل وألذ وأحلى شعور يمكن أن يمر عليك في الحياة الدنيا ، وفي الحياة الآخرة ، هو شعور اللذّه في رؤية الله تعالى ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه ، وأسألك لذّه النظر الى وجهك الكريم ، أي شيئ أحلى من أن يكون الله الذي لا إله إلا هو مُتجليًا لك ، قد كشف لك عن الحِجاب ، وحِجابه النور سُبحانه ، فينظر العبد الى الله ، ينظر إلى ربه سبحانه نظره لم يسبق أن رأى مثيلًا لها ، كل هذا لأني خشيته في الخلوة ؟؟ طبعًا هل لاحظت معي كيف إن الجزاء من جنس العمل ، لاحظ .. لاحظ .. ترك العبد لذّه المعصية أثناء الخلوة ، فإسأله لماذا تركتها ؟؟ فيقول لأن الله ينظر إلي إذًا جزاؤك إن الله سيُعطيك لذّة النظر إليه يوم القيامة .. ماذا يفعل من وقع بالمعصية لما كان لوحده : طيب بعض الناس يقول أنا الآن أخطأت ، أنا الآن فعلت المعصية وأنا لوحدي في الخلوة وليس معي أحد إلا الله ، طيب ماذا أفعل الآن ؟؟ طبعًا عليك التوبة ، لكن يُمكنك أن تفعل شيئًا ذكيًا أيضًا ، شيئ آخر ، تدري ماهو ؟؟ أن تفعل العكس، نعم ، من حسن تعاملك مع الله إذا عصيته وأنت لوحدك ، أن تفعل العكس ، أن تُطيعه بالخلوة وأنت لوحدك ، حيث لايراك أحد، كما إنك عصيت بالخلوة عندما لم يكن يراك أحد ، قال تعالى " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ " مثل ماذا ؟؟ مثلًا تصدق في السر لأن صدقة السر تطفئ غضب الرب ، مثلًا إركع بعض الركعات بالليل حيث لايراك أحد ، إعمل عمل خير وإجعله مستمرًا طوال حياتك ، ولو كان بسيطًا ، وحتى لو كان إطعام حيوان مثلًا ، ولكن بالسر ، لايعلم بذلك أحد ، فقد كان الصالحون يستحبون أن يكون للرجل عمل صالح مُخبأ ، لايعلم به أهل بيته ، ولازوجته ولا أحد.. المُحب يرغب دائمًا أن يكون لوحده مع حبيبه : من حسن تعاملك مع الله إذا خلوت به أن تستشعر المحبه ، لأن المُحب دائمًا يريد أن يخلو بمحبوبه ، يكلمه ، ويشتكي إليه ، لهذا أفضل وقت لقيام الليل هو السّحر ، وهو الثلث الأخير من الليل ، لأنه وقت إلتقاء الأحبه ، حيث تهدأ العيون ، وتغير النجوم ، وتنام الجفون ، ولايبقى إلا الحي القيوم ، قلت لليل هل بجوفك ســـــر عامر بالحديث والأســــــرار .. قال لم ألقى في حياتي مثل حديث الأحباب في الأسحار.. فحاول أن تكلم ربك في الخلوة ، وتتعبده لوحدك حبًا ورجاءً وهيبةً ، فإن هذه اللحظات والله هي أحلى ما بالحياة ، يقول داوود الطائي " والله لولا العبادة التي في الليل لما أحببت البقاء في دنياكم هذه " ويقول أحدهم" والله إنه لتمر بي أوقات أقول إذا كان أهل الجنة يحسون بالذي أحس به أنا الآن ، إذًا هم بخير " إخواني أخواتي يسجد الإنسان في الليل سجدة طويلة يكلم فيها ربه ، يكلمه ، ويدعوه ، ولايشعر بطولها ، من أحلى الدمعات ، دمعة الخلوة ، لايعرف معنى الكلام الذي أقوله الآن إلا الذي ذاقه ، فهنيئًا لمن كان بينه وبين ربه حب وعبادة وركعات في الخلوة ، فإستغل هذه الخلوة قدر المُستطاع ، لأنك عمومًا إذا جلست لوحدك ، فأنت حر ، إما أن تفعل طاعة ، وإما أن تفعل معصية ، والإختيار لك ، إياك أن تكون أول الخاسرين إذا كنت في خلوتك مع الله ، إياك ، إياك أن تكون من هؤلاء إذا حصلت لهم خلوة بالله ، فإن أول شيئ يفعلونه له سبحانه ، هو إنهم يعصونه ، إنتبه لايكون الله عز وجل في قلبك هو أهون من ينظر إليك ، لأنه سبحانه عزيز ، أتدري بأنه يستحي منّا ؟؟ كما ورد في الحديث إنه يستحي منّا ، فمن باب أولى أن نستحي نحنُ منه ، اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك .. ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا.. تم بحمد الله .. إن أصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. |
2012- 1- 31 | #49 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
يقول الله تعالى " فاعتبروا يا أولي الأبصار " ربما يتساءل بعض المشاهدين ،
لماذا توجد مشاهد مرئية في البرنامج ، لماذا لايكون كبقية البرامج الدينية ، شخص جالس ويتحدث ، الجواب : لأن وضع الدليل البصري العملي على الكلام النظري يعني إن المعلومة وصلت الى القلب من طريقين إثنين ، طريق السمع وطريق البصر ، ولاشك إن وصول المعلومة من طريقين أقوى من وصولها من طريق واحد فقط .. ثانيًا : أنت الآن لديك بدائل كثيرة لكي تشاهدها ، فإذا لم يكن في البرنامج تميز فإنك ستقلب القناة لشيئ آخر ، فأحتاج أن أضع لك شيئ مفيدًا ، ومُشوقًا في نفس الوقت ، لهذا كنا نحرص أن تكون أغلب الحلقات تحتوي على مشاهد مرئية ، تدعم كل هذا ، وهل تظن إن هذه المشاهد من السهل الحصول عليها ؟؟ أبدًا إننا نُشكل فريقًا أحيانًا يصل إلى خمسة عشر شخصًا ، فقط لكي يتوصلوا إلى المشهد المناسب ، ونضطر الى شراء أفلام وثائقية كاملة لِنستخرج منها دقيقة واحدة فقط ، هذا علاوة على إن بعض اللقطات لها حقوق فنستأذن أصحابها ، وبعد هذا تتم مُعالجة اللقطة في حال لم تكن عالية الوضوح ، ويتم مونتاج الحلقة وتسجيل الصوت عليها ، بحيث تتوافق مع مضمون الحلقة ثم في النهاية تُعرض عليكم ، كل هذا فقط لكي نصل إليك اللقطة فتستفيد منها ، فلا تستهن بهذه الدقائق القليلة المُشاهده فإن وراءها جهد الله أعلم به ، اليوم قررنا أن تكون الحلقة مميزة ، نُريد أن نعرض عليكم مجموعة من المشاهد التي عرضناها في برنامجنا ونتمنى أن تحوز على رضاكم ، أرجوكم تابعوا هذه المشاهد المؤثرة معنا الآن .. مشااااهد جدًا مؤثرة .. http://www.4shared.com/video/vxFETaba/___2-28.html سبحان الله فعلاً كما قال تعالى " إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " أحيانًا الصورة الواحدة تُغني عن الف كلمة مثل مايقولون ، أسأل الله أن ينفعنا بما نرى ونسمع .. نلتقي في حلقة قادمة .. تم بحمد الله .. إن أصبت فمن الله .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. |
2012- 1- 31 | #50 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: كيف تتعامل مع الله ( :
الحلقة الأخيرة بعد كل هذه الحلقات من كيفية التعامل مع الله تعالى ، ونحن تعيش في أجمل تعامل مع أكرم إله ،
وكلما دخلنا بابًا من التعامل وجدناه أحلى من الذي قبله ، ووالله لا أخفيكم إنني وأنا أقوم بتحضير المادة العلمية ، تمر علي أشياء تجعلني أتعجب كيف غفلنا من قبل عن كل هذه الأسرار الرائعة في العلاقة مع الله تبارك وتعالى ؟؟ والله لقد كانت أيام جميلة ، بقي علينا قفط أن نعمل بما ذكرناه ، كما قال تعالى "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب " لدينا عادة في برامجنا نقوم بها وهي أننا نأخذ بعض المُقتطفات المؤثرة من بعض الحلقات بهذه الحلقة الأخيرة ، فأرجو أن تعيشوا معنا تلك الذكريات .. كيف تتعامل مع الله لقد عشتُ مع هذا السؤال أجمل أيام حياتي كلها ، وبدأت أفكر في إجابته وأبحث عنها لمدة طويلة ، كيف أتعامل مع الله ؟؟ وأنا والله فعلًا في بعض المواقف أحتاج أن أعرف كيف أتعامل مع الله ؟؟ بعض الناس لم يرى كل حنان أمه ، رأى جزءً بسيطًا منه ، لأنه الحمد لله بصحة وعافية وغنى ، ولكن لو كان حدث له شيئ لرأى الحنان كله ، لرأى كيف ستُضحي له ، الحمد لله إنك بصحة وعافية ولكن لو كنت مريضًا لرأيت ماذا ستفعل امك ، لو كنت لاقدّر الله مُعاقًا لرأيت ماذا ستفعل امك ، إنها ستُفني جسدها وحياتها لأجلك ، والغريب إنها ستكون فرحِة بذلك ، بل لن ترتاح هي حتى تكون أنت مُرتاح ، فإذا إبتسمتَ إبتسمت هي ، وإذا بكيتَ بكت هي أكثر منك ، وإذا كان ألمك يصل إلى الجسد فألمها يقطع الروح ، والم الروح أشد من ألم الجسد ، بل لايُقارن به .. استشعِر إن القرأن يُكلمك أنت ، نعم تخيل تخيل عند القرآءه إن هذا القرآن نزل لأجلك أنت وحدك ، ولم ينزل لأحد غيرك ، وكأن الله كان يُريد أن يُكلمك أنت بهذا الكلام فقط ، يُريدك انت ، صدقني إذا فعلت ذلك فلن يكون همك أن تنتهي من الجزء المُخصص لهذا اليوم في القرآءة ، لن يكون همك الآن أن تصل الى آخر السورة ، بل ستستمتُع بكل حرف يمر عليك من القرآن ، بل إذا لم تفهم كلمة أنا أعرف بأنك ستفتح التفسير بسرعة لكي تتعرف ماذا يُريد الله مني ، ماذا يقصد ربي بهذه الكلمة ، ماهي الأشياء التي يحبها ربي لكي أفعلها ، أخي الكريم اختي الكريمة لاتقرأ وأنت شارد الذهن ، همك فقط أن تتلفظ في الحروف والكلمات لاااا .. بل تأمل المعاني ، بماذا تُفكر بغير القرآن ؟؟ لن تجد شيء ألذ من معاني القرآن لتفكر فيها أصلًا ، قيل لِبعضهم إذا قرأتَ القرآن هل تُحدث نفسك بشيئ ؟؟ فقال : وهل هناك شيء أحب إليّ من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟؟ وعلى هذا فلا يكن همك أن تقرأ أكثر ، الأهم أن تقرأ أفضل .. إذا إتفقنا على ترك هذا الوهم ، فيُمكننا أن نبدأ حل مُشكلة غض البصر الآن ، الإنسان الذي يُريد أن يغض بصره هو أحد شخصين لا ثالث لهما ، إما أن يكون مُتزوجًا وإما أن يكون غير مُتزوج ، أما المُتزوج فالحل أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال " إذا رأى أحدكم إمرأةً فأعجبته ، فاليأتي أهله " يعني فاليُجامع زوجته بالحلال ، قال فإن ذلك يرد ما في نفسه ، وصدق عليه الصلاة والسلام ، سوف تنتهي المُشكلة مباشرةً ، طيب ومن لم يكن مُتزوجًا ؟؟ بسيطة ، يتزوج .. فإذا كان لايستطبع الزواج فيوجد أيضًا حل ، قال صلى الله عليه وسلم " يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فاليتزوج ، << الباءه أي القدرة الجسدية والمالية .. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء " << أي له حماية .. لاا لاالااا .. لااتظن إن الدموع تُنافي الصبر ،لا لاا ، البكاء لا بأس به ، إذا لم يكن صراخًا ونحو ذلك ، البكاء لا بأس به ، لقد بكى من هو خير مني ومنك ، بكى النبي صلى الله عليه وسلم على إبنه ابراهيم ، وضعووه بين يديه وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقبله وشمّه وإبنه ابراهيم يحتضر بين يديه ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ذرفت عينه صلى الله عليه وسلم ، دمع عليه ، ثم ذرفت عينه مرة اخرى ، وقال إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا مايُرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ، فالبكاء لا يُنافي الصبر ، الصبر هو ألا تجزع ، لاتتسخط على القدر بالقلب ، أو تتلفظ بما يوحي بالإعتراض على الله باللسان لاا .. هذا فضلًا عن الكبائر التي يفعلها البعض من لطم الخدود ، وشق الثياب والعياذ بالله ، بل المطلوب هو الصبر ، أعرف إن الموضوع ليس سهلًا ، لكن إصبر ، يقولون " الصبر مثل اسمه مرٌ مذاقتهُ.. ولكن عواقبه احلى من العسلِ " كيف أعرف هل أنا أعيش الآن مرحلة الإمهال أم لا ؟؟ الجواب بسيط ، إذا كان العبد مُصرًا على المعصية فهو الآن يعيش مرحلة الإمهال ، وأما إذا كان غير مُصر على المعصية بل تاب ، فهو الآن في حال النعمة والمِنّه ، طيب ماذا سيحدث لو إنتهت مرحلة الإمهال ؟؟ إذا إنتهت مرحلة الإمهال ، فستبدأ مرحلة الإنتقام ، وهي مرحلة صعبة جدًا ، تكون أحيانًا في الدنيا قبل الآخرة ، ولها أشكال عديدة ، قد تكون في الجسد ، قد تكون في المال ، قد تكون في الأهل أو الولد ، يختار الله منها ماشاء بعدلِه سبحانه ، يختار لكل عاصٍ مايُناسبه ، كما قال تعالى " إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ " طيب سؤال : من كان يعيش في حلم الله وإمهاله ، ماذا يفعل ؟؟ عليك الآن أن تُعلن حالة الطوارئ ، بسرعة ، قبل أن يحدث أي شيء .. لاتغضب إلاّ في حالة واحدة ، حاول أن تغضب فيها ، وهي عندما يُريدك الله أن تغضب ، طيب متى ؟؟ إذا كان غضبك لله ، عن عائشة رضي الله عنها قالت ما إنتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيئ قط ، إلا أن تُنتهك حُرمة الله فينتقم لله تعالى ..ولكن يجب أن يكون غضبك بحكمه ، فلا يصح أن تغضب وتُنفر عموم الناس ، خاصةً من لا وِلاية لك عليهم ، بل حتى من ولاك الله عليهم كأولادك لو أردت أن تغضب ففي الموقع الذي يصلح فيه الغضب ، يقول أحد العلماء كلامًا من ذهب يقول : " أؤمر بالمعروف بمعروف ، وإنهى عن المُنكر بلا مُنكر " فبعض الناس يُريد أن يُصلح فيأتي بكبائر من الذنوب بالألفاظ والأفعال لكي يُصلح صغيرةً من الصغائر ، مايصلح .. بعض الناس يعيش في وهم ، يقول أنا لايستجيب الله لي ، لأني صاحب ذنوب ، إياك أن تظن ذلك ، هذه خدعة كبيرة من الشيطان ، لاتجعلها تمر عليك هكذا ، يقول سفيان " لا تمنعن الذنوب أحدكم من الدعاء ، فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس ، إبليس لما طلب الخلود " قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " قال الله تعالى له " فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ " فإذا استجاب الله لإبليس فكيف لايستجيب لك أنت ؟!! يتبع .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, تتعامل, كيف |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ جميع التخصصات ] : تسجيل المواااد + الجدول | طالبة متوهقة | منتدى كلية الآداب بالدمام | 7693 | 2012- 2- 5 12:26 AM |
[ جميع التخصصات ] : مشاكل تسجيل مستوى رابع | بنت حاسب | منتدى كلية التربية بالجبيل | 377 | 2012- 1- 31 04:20 PM |
اهم التواريخ والاسماء لمادة فقه السيره | محمد ألشهري | المستوى الأول - كلية الأداب | 17 | 2011- 1- 8 01:37 PM |
إليكم ملزمة فقه السيرة و فيها التفاصيل التي يذكرها الدكتور في المحاضرة !! | أحمد باسمح | المستوى الأول - كلية الأداب | 68 | 2011- 1- 7 03:44 PM |