|
المستوى الأول - الدراسات الاسلامية وعلم اجتماع ملتقى طلاب وطالبات كلية الأداب تخصصات الدراسات الاسلامية وعلم اجتماع التعليم عن بعد جامعة الدمام |
|
أدوات الموضوع |
2012- 5- 23 | #71 |
متميزة التعليم عن بعد جامعة الدمام علم الاجتماع
|
رد: مراجعه فقه ~
كملو ماعليكم
انفتح الموزوع مره ثانيه |
2012- 5- 23 | #72 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مراجعه فقه ~
قصة حاطب و شهوده بدرا وتجسسه على المسلمين وغضب الصحابة منه واتهامه بالنفاق نستفيد من موقف رسول الله معه : أ- أن الرجل إذا نسب المسلم إلى النفاق والكفر متأولا وغضبا لله ورسوله ودينه فإنه لا يكفر بذلك ولا يأثم به. ب- أن الكبيرة العظيمة مما دون الشرك قد تُكفَّرُ بالحسنة الكبيرة الماحية . ت- جواز قتل الجاسوس . |
2012- 5- 23 | #73 | |
متميزة التعليم عن بعد جامعة الدمام علم الاجتماع
|
رد: ~
اقتباس:
انا بدرس من 1ال6 من هنا والباقي راح اقرا المحاضرات وبراجع من الاسئله ادا امداني عاد بخصوص الاسئله الي عندك ياليت تنزلينها |
|
2012- 5- 23 | #74 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مراجعه فقه ~
لم يقتل النبي صلى الله عليه السلام أبا سفيان لما قدم المدينة ليجدد العهد مع أنهم قد نقضوا العهد.ما يستفاد من ذلك :
أن رسول الكفار لا يقتل. - توقيع صلح الحديبية بين رسول الله وكفار قريش فيه إشارة إلى : جواز الصلح مع الكفار . |
2012- 5- 23 | #75 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مراجعه فقه ~
قال النبي صلى الله عليه وسلم لموفد خزاعة عمرو بن سالم: « نُصِرْتَ يَا عَمْرُو بْنَ سَالِمٍ ».ثم استنفر القبائل . مما يستفاد من هذا الموقف :
الدولة الإسلامية إذا دخل في عهدها أحد فحاربتهم دولة فعلى دولة الإسلام أن تدافع عنهم وتقاتل من حاربهم. - التقى العباس بأبي سفيان فحمله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمنه وأسلم أبو سفيان، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الأمان لقريش: صواب . |
2012- 5- 23 | #76 | |
متميزة التعليم عن بعد جامعة الدمام علم الاجتماع
|
رد: مراجعه فقه ~
اقتباس:
واسطه حبيبتي ماعليك امر ممكن ممكن تنسخين المحاضرات الي في المرفق وتنزلينها هنا لان طتلع عندي الحروف مشقلبه |
|
التعديل الأخير تم بواسطة ♧ ραяis ; 2012- 5- 23 الساعة 08:45 AM |
||
2012- 5- 23 | #77 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مراجعه فقه ~
كان عدد من خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار:
عشرة آلاف مقاتل. - أي العبارات التالية خاطئة : أ- نجح أبو سفيان في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وإصلاح الأمر . لم يستطع مخاطبته . ب- دخل الجيش الإسلامي بغتة على ديار أهل قريش . ت- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتجهيز واستنفر ما حوله من القبائل ولم يعلمهم بوجهته في أول الأمر ثم اخبرهم لما توجه تلقاء مكة. ث- خرج النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان من السنة الثامنة من الهجرة. |
2012- 5- 23 | #78 |
متميزة التعليم عن بعد جامعة الدمام علم الاجتماع
|
رد: مراجعه فقه ~
أمور انفردت بها غزوة مؤتة لم يحدث مثلها في غيرها : انفردت غزوة مؤتة بأمور وذلك على النحو التالي: 1- كونها سميت غزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج فيها، والمعروف في الاصطلاح أن المعارك التي لم يخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما تسمى سرايا. وتسميته معركة مؤتة غزوة صحيحة، لأن جيش تلك المعركة انطلق بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وإشرافه المباشر. 2- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر فيها ثلاثة أمراء بالترتيب، روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة. 3- أن خالد بن الوليد قد أخذ الراية بعد قتل الأمراء الثلاثة، ولم يكن أصلا مؤمرا من طرف رسول الله صلى الله عليه غزوة مؤتة بكل المقاييس العسكرية معجزة من المعجزات ، وكرامة من الكرامات ، لقد وضعت معركة مؤتة القاعدة العسكرية الإسلامية في مواجهة العدو |
التعديل الأخير تم بواسطة ♧ ραяis ; 2012- 5- 23 الساعة 08:55 AM |
|
2012- 5- 23 | #79 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مراجعه فقه ~
12
( المحاضره الثانيه عشر) فتح مكة أسباب فتح مكة : - تقديم كان فتح مكة أهم فتح للإسلام والمسلمين ، أكرم الله به نبيه صلى الله عليه وسلم خاصة والمسلمين عامة ، فقد جاء هذا الفتح المبارك بعد سنوات متواصلة من الدعوة والجهاد لتبليغ رسالة الإسلام ، فتوج مرحلة مهمة من مراحل الدعوة الإسلامية ، وكان أشبه ما يكون بنهاية المطاف لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الدار ، وبداية المطاف لمن بعده لإتمام مهمة نشر الدعوة في أرجاء الأرض كافة . لمّا صالح رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قريشاً عام الحُديبية (6ﻫ)، دخلت خزاعة في حلف النبي(صلى الله عليه وآله) وعهده، ودخلت كنانة في حلف قريش. كان من شروط صلح الحديبية ،أنه من أراد الدخول في حلف النبى صلى الله عليه وسلم دخل ؛ ومن أراد الدخول بحلف قريش دخل، فدخلت خزاعة في حلف النبي صلوات الله عليه وسلامه، ودخلت بكر في حلف قريش ، وكانت ديار خزاعة قريبة من مكة. بقي الوضع حوالي سبعة عشرة شهراً كما هو عليه ،الا أن بني بكر غدروا وهاجموا خزاعة ليلاً على ماء الوتير قرب مكة فقتلوا منهم الكثير .وأعانتهم قريش على ذلك بالسلاح والكراع متناسين العهد ..الذي بينهم وبين النبي!!!!. - خزاعة تطلب النجدة من رسول الله صلوات الله عليه وسلامه: أرسلت خزاعة عمرو بن سالم الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة طالباً النجدة ، فلما قدم خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يا رب إني ناشداً محمداّ حلف أبيه وأبينا الأتلدا فانصر رسول الله نصراً اعتدا وأدع عباد الله يأتوا مددا في فيلق كالبحر يجري مزبداً إن قريشاً أخلفوك الموعدا وزعموا أن لست أدعو أحدا فهم أذلّ وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا وقتلونا ركّعاً وسجّدا (نُصرت يا عمرو بن سالم). فقال رسول الله: «حسبك يا عمرو»، ثمّ قام فدخل دار ميمونة وقال: «اسكبوا لي ماء» فجعل يغتسل ويقول: «لا نُصرت إن لم أنصر بني كعب“). - مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة : ثمّ أجمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على المسير إلى مكّة، وقال: «اللّهمّ خذ العيون عن قريش حتّى نأتيها في بلادها»( كتب حاطب بن أبي بلتعة ـ وكان من أهل مكّة وقد شهد بدراً مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)ـ مع سارة مولاة أبي لهب إلى قريش: إنّ رسول الله خارج إليكم يوم كذا وكذا. وجعل لها جعلاً على أن توصله إليهم، فجعلته في رأسها، فخرجت وسارت على غير الطريق، فنزل الوحي على النبي(صلى الله عليه وسلم) فأخبره، فدعا عليّاً(رضى الله عنه)، وقال له: «إنّ بعض أصحابي كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بخبرنا، وقد كنت سألت الله عزّ وجلّ أن يعمي أخبارنا عليهم، والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق، فخذ سيفك والحقها وانتزع الكتاب منها وخلِّ سبيلها ثمّ استدعى الزبير بن العوام فأرسله معه، فأدركا المرأة، فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب فأنكرته، وحلفت أنّه لا شيء معها وبكت، فقال الزبير: ما أرى يا أبا الحسن معها كتاباً، فارجع بنا إلى رسول الله لنخبره ببراءة ساحتها. فقال له علي(رضى الله عنه): «يخبرني رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أنّ معها كتاباً ويأمرني بأخذه منها وتقول أنت أنّه لا كتاب معها»!! ثمّ أخرج(علي) سيفه وتقدّم إليها فقال: «أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنّك، ثمّ لأضربنّ عنقك»، فقالت له: فاعرض بوجهك عنّي، فاعرض بوجهه عنها، فكشفت قناعها، وأخرجت الكتاب من عقيصتها ـ أي ضفيرتها ـ، فأخذه وسار به إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) - خطبة النبي(صلى الله عليه وسلم) في مسجده: أمر النبي(صلى الله عليه وسلم) أن يُنادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس حتّى امتلأ بهم المسجد، ثمّ صعد المنبر والكتاب بيده وقال: «أيّها الناس، أنّي كنت سألت الله أن يخفي أخبارنا عن قريش، وأنّ رجلاً منكم كتب إلى أهل مكّة يخبرهم بخبرنا، فليقم صاحب الكتاب وإلّا فضحه الوحي»، فلم يقم أحد. فأعاد مقالته ثانية، فقام حاطب بن أبي بلتعة ـ وهو يرتعد كالسعفة في يوم الريح العاصف ـ فقال: أنا يا رسول الله صاحب الكتاب، وما أحدثت نفاقاً بعد إسلامي، ولا شكّاً بعد يقيني. فقال له رسول الله(صلى الله عليه وسلم): «فما الذي حملك على ذلك»؟ قال: إنّ لي أهلاً بمكّة، وليس لي بها عشيرة، فأشفقت أن تكون الدائرة لهم علينا، فيكون كتابي هذا كفّاً لهم عن أهلي، ويداً لي عندهم، ولم أفعل ذلك لشك منّي في الدين. فقال عمر بن الخطّاب: دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فوالله لقد نافق، فقال(صلى الله عليه وسلم: «إنّه من أهل بدر، ولعل الله اطلع عليهم فغفر لهم، أخرجوه من المسجد». فجعل الناس يدفعون في ظهره، وهو يلتفت إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ليرّق عليه، فأمر بردّه وقال: «قد عفوت عن جرمك فاستغفر ربّك، ولا تعد لمثل هذه ما حييت» - خروج النبي(صلى الله عليه وسلم) من المدينة: خرج رسول الله(صلى الله عليه وسلم في 2 شهر رمضان 8ﻫ من المدينة المنوّرة مع جيشه وقوّاته إلى فتح مكّة المكرّمة. وقيل: خرج في 10 شهر رمضان، واستخلف على المدينة أبا لبابة ابن عبد المنذر، وقيل: استخلف أبا ذر الغفاري، وقيل: عبد الله بن أُمّ مكتوم. - تعداد جيش النبي(صلى الله عليه وسلم) : بعث رسول الله(صلى الله عليه وسلم إلى من حوله من العرب، فمنهم من وفاه بالمدينة ومنهم من لحقه بالطريق، وخرج(صلى الله عليه وسلم) في عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار ومن انضمّ إليهم في الطريق من الأعراب، وجلّهم أسلم وغفّار ومُزينة وجهينة وأشجع وسليم... وكان المهاجرون سبعمائة، ومعهم ثلاثمائة فرس، والأنصار أربعة آلاف، ومعهم خمسمائة فرس، ومزينة ألف وثلاثة أنفار، وفيها مائة فرس، وأسلم أربعمائة ومعها ثلاثون فرساً، وجهينة ثمانمائة، وقيل ألف وأربعمائة، والباقي من سائر العرب؛ تميم وقيس وأسد وغيرهم - خوف قريش من نقض العهد : ثمّ أجمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم على المسير إلى مكّة، وقال: «اللّهمّ خذ العيون عن قريش حتّى نأتيها في بلادها» لقاء النبي(صلى الله عليه وسلم) بأبي سفيان في الطريق خافت قريش من فعلتها فبادرت بإرسال أبو سفيان إلى المدينة المنورة – قبل أن يصل الخبر مسامع المسلمين – ليؤكد تمسك قريش بالمعاهدة ،لكنه وصل بعدما سمع النبي بالخبر . حاول أبو سفيان إقناع النبي بذلك لكنه فشل،فذهب إلى كل من أبا بكر ،عمر بن الخطاب،ثم علي بن أبي طالب؛ فقال له : والله ما أعلم لك شيئاً يغني عنك شيئا، فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك، فقام أبو سفيان فقال: إني أجرت بين الناس،وركب بعيره وعاد إلى مكة . ولما وصلهم سألوه عما جرى ؛فأخبرهم بما حدث له وأنه أجار بين الناس؛ فقالوا له : هل أجاز محمد ذلك؟ فقال: لا ، فقالوا فما يغني عنا ما قلت؟!. لمّا نزل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مرَّ الظَّهران، وقد غُمّت الأخبار عن قريش فلا يأتيهم عن رسول الله(صلى الله عليه سلم خبر، خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء؛ يتجسّسون الأخبار. قال العباس: فوالله إنّي لأطوف فيالبن أراك؛ ألتمس ما خرجت له، إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل ورقاء، وسمعت أبا سفيان يقول: والله ما رأيت كالليلة قطّ نيراناً. فقلت: يا أبا حنظلة ـ يعني أبا سفيان ـ، فقال: أبو الفضل؟ فقلت: نعم، قال: لبّيك فداك أبي وأُمّي، ما وراك؟ فقلت: هذا رسول الله وراءك قد جاء بما لا قِبَل لكم به، بعشرة آلاف من المسلمين! قال: فما تأمرني؟ فقلت: تركب عجز هذه البغلة، فأستأمن لك رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، فوالله لئن ظفر بك ليضربنّ عنقك. فردفني، وركضت البغلة حتّى وصلت خيمة النبي. فقلت: يا رسول الله، إنّي قد أجرته، فقال(صلى الله عليه وسلم): «اذهب فقد آمناه حتّى تغدو به عليّ في الغداة لمّا نزل رسول الله(صلى الله عليه وآسلم) مرَّ الظَّهران، وقد غُمّت الأخبار عن قريش فلا يأتيهم عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) خبر، خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء؛ يتجسّسون الأخبار. قال العباس: فوالله إنّي لأطوف في الأراك؛ ألتمس ما خرجت له، إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء، وسمعت أبا سفيان يقول: والله ما رأيت كالليلة قطّ نيراناً. فقلت: يا أبا حنظلة ـ يعني أبا سفيان ـ، فقال: أبو الفضل؟ فقلت: نعم، قال: لبّيك فداك أبي وأُمّي، ما وراك؟ فقلت: هذا رسول الله وراءك قد جاء بما لا قِبَل لكم به، بعشرة آلاف من المسلمين! قال: فما تأمرني؟ فقلت: تركب عجز هذه البغلة، فأستأمن لك رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فوالله لئن ظفر بك ليضربنّ عنقك. فردفني، وركضت البغلة حتّى وصلت خيمة النبي. فقلت: يا رسول الله، إنّي قد أجرته، فقال(صلى الله عليه وآله): «اذهب فقد آمناه حتّى تغدو به عليّ في الغداة قال: فلمّا أصبح غدوت به على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ فقال: بأبي أنت وأُمّي ما أوصلك وأكرمك وأرحمك وأحلمك! والله لقد ظننت أن لو كان معه إله لأغنى يوم بدر ويوم أُحد. فقال: «ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أنّي رسول الله»؟ فقال: بأبي أنت وأُمّي، أمّا هذه فإنّ في النفس منها شيئاً!! قال العباس: فقلت له: ويحك! اشهد بشهادة الحقّ قبل أن يضرب عنقك. فتشهّد. فقال(صلى الله عليه وسلم) للعباس: «انصرف يا عباس فاحبسه عند مضيق الوادي حتّى تمرّ عليه جنود الله». قال: فحبسته عند خطم الجبل بمضيق الوادي، ومر عليه القبائل قبيلة قبيلة وهو يقول: من هؤلاء؟ وأقول: أسلم، وجهينة، وفلان، حتّى مرّ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في الكتيبة الخضراء من المهاجرين والأنصار في الحديد، لا يُرى منهم إلّا الحدق. فقال: من هؤلاء يا أبا الفضل؟ قلت: هذا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في المهاجرين والأنصار، فقال: يا أبا الفضل! لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً! فقلت: ويحك إنّها النبوّة، فقال: نعم إذاً! وجاء حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء رسولَ الله(صلى الله عليه وسلم)، وأسلما وبايعاه فلمّا بايعاه، بعثهما رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بين يديه إلى قريش يدعوانهم إلى الإسلام قال العباس: قلت: يا رسول الله، إنّ أبا سفيان رجل يحبّ الفخر فاجعل له شيئاً يكون في قومه، فقال: «من دخل دار أبي سفيان ـ وهي بأعلى مكّة ـ فهو آمن، ومن دخل دار حكيم ـ وهي بأسفل مكّة ـ فهو آمن، ومن أغلق بابه وكف يده، فهو آمن»(4). - رجوع أبي سفيان إلى مكّة : قال العباس لأبي سفيان: الحق الآن بقومك فحذّرهم. فخرج أبو سفيان سريعاً حتّى أتى مكّة، فصرخ في المسجد: يا معشر قريش، هذا محمّد قد جاءكم بما لا قِبَل لكم به، قالوا: فمه، قال: من دخل داري فهو آمن، قالوا: وما تغني عنّا دارك، قال: ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن. فقامت إليه زوجته هند بنت عتبة أُمّ معاوية، فأخذت بلحيته ونادت: يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق، هلاّ قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم؟ فقال لها: ويحك أسلمي وادخلي بيتك. وقال: لا تغرنّكم هذه من أنفسكم، فقد جاءكم ما لا قِبَل لكم به( - دخول النبي(صلى الله عليه وسلم) مكّة المكرّمة: أمر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) الزبير أن يدخل مكّة من أعلاها، فيغرز رايته بالحجون، وأمر خالد بن الوليد أن يدخل من أسفل مكّة، ونهى عن القتال إلّا لمن قاتلهم، ودخل هو(صلى الله عليه وسلم) من أعلى مكّة، وكانت الراية مع سعد بن عبادة. وقد غلظ سعد بن عبادة على القوم، وأظهر ما في نفسه من الحنق عليهم، فدخل وهو يقول: اليوم يوم الملحمة ** اليوم تُسبى الحرمة. فسمعها العباس فقال للنبي(صلى الله عليه وسلم): أما تسمع يا رسول الله ما يقول سعد؟ وإنّي لا آمن أن يكون له في قريش صولة. فقال النبي(صلى الله عليه وسلم لعلي: «أدرك سعداً فخذ الراية منه، وكن أنت الذي تدخل بها مكّة»، فأدركه علي فأخذها منه . ودخل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مكّة على ناقته القصواء واضعاً رأسه الشريف على الرحل؛ تواضعاً لله تعالى، ثمّ قال: «اللّهمّ أنّ العيش عيش الآخرة»، فقيل له: يا رسول الله، ألا تنزل دارك؟ فقال: «وهل أبقى عقيل لنا داراً»، ثمّ ضُربت له قبّة في الأبطح فنزل فيها، ومعه زوجتاه أُمّ سلمة وميمونة - دخول النبي(صلى الله عليه وآله) إلى المسجد الحرام: أقبل(صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة فاستلم الحجر الأسود، وطاف بالبيت على راحلته، وعلى الكعبة. وفي رواية حولها ثلاثمائة وستون صنماً، لكلّ حي من أحياء العرب صنم، فجعل كلّما يمرّ بصنمٍ منها يشير إليه بقضيب في يده، ويقول: )جَاء الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا((7). فما أشار لصنم من ناحية وجهه إلّا وقع لقفاه، ولا أشار لقفاه إلّا وقع لوجهه حتّى مرّ عليها كلّها، وكان أعظمها هُبل. وكان المقام لاصقاً بالكعبة، فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ أمر به فوضع في مكانه. ثمّ جلس ناحية من المسجد، وأرسل بلالاً إلى عثمان بن طلحة أن يأتي بمفتاح الكعبة، فجاء به ففتح رسول الله(صلى الله عليه وسلم) باب الكعبة، وصلّى فيها ركعتين وخرج، فأخذ بعضادتي الباب والمفتاح معه. فخطب الناس فقال: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كلّ مأثرة أو دم أو مال يُدعى فهو تحت قدمي هاتين، إلّا سدانة البيت وسقاية الحاجّ، فإنّهما مردودتان إلى أهليهما ثمّ قال: «يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خُلق من تراب »، ثمّ تلا: )يَا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ( ثمّ قال: «يا معشر قريش ويا أهل مكّة ما ترون أنّي فاعل بكم»؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: «اذهبوا فانتم الطلقاء». فأعتقهم وقد كان أمكنه الله من رقابهم عنوة، فبذلك سُمّوا الطلقاء. ثمّ دعا بعثمان بن طلحة فردّ إليه مفتاح الكعبة، وقال: خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلّا ظالم. وانتقلت سدانة الكعبة بعد عثمان إلى أخيه شيبة، ثمّ توارثها أولاده إلى اليوم. ودفع السقاية إلى العباس بن عبد المطّلب وكانت لأبيه عبد المطّلب، ثمّ قام بها بعد العباس ابنه عبد الله، وهي أحواض من جلد يوضع فيها الماء العذب لسقاية الحاجّ، ويُطرح فيها التمر والزبيب في بعض الأوقات وحانت صلاة الظهر، فأذّن بلال فوق ظهر الكعبة، وبثّ(صلى الله عليه وسلم) السرايا إلى الأصنام التي حول مكّة فكسرها، ونادى مناديه: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلّا كسره، وأتى الصفا يدعو الله تعالى ويذكره. فقال الأنصار فيما بينهم: أترون أنّ رسول الله إذ فتح الله أرضه وبلده يقيم بها، فلمّا فرغ من دعائه قال: «معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم»(9). - عفو النبي(صلى الله عليه وسلم) عن أهل مكّة: أمر(صلى الله عليه وسلم) بقتل جماعة ولو كانوا تحت أستار الكعبة، قيل: ستّة رجال وأربع نساء، وقيل أحد عشر رجلاً، فمن الرجال: عبد الله بن أبي سرح، كان قد أسلم فارتدّ مشركاً، ففرّ إلى عثمان، وكان أخاه من الرضاعة فغيّبه، ثمّ أتى به رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فاستأمن له، فصمت(صلى الله عليه وسلم) طويلاً، ثمّ قال: «نعم»، فلمّا انصرف به قال(صلى الله عليه وسلم): «لقد صمتّ ليقوم إليه بعضكم فيقتله»، فقال أنصاري: هلا أومأت إليّ؟ قال: «إنّ النبي لا يقتل بالإشارة». وعبد الله بن خطل، كان قد أسلم فبعثه رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مصدّقاً، وكان معه مولىً مسلم يخدمه، فأمر المولى أن يذبح له تيساً ويصنع له طعاماً، فاستيقظ ولم يصنع له شيئاً، فعدا عليه فقتله، وارتدّ مشركاً، وكان شاعراً يهجو رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، قتله سعيد بن حريث لمخزومي وأبو برزة الأسلمي، اشتركا في دمه. والحويرث بن نقيد كان يؤذيه بمكّة، قتله علي بن أبي). طالب. ومقيس بن صبابة، كان له أخ يُسمّى هشام، قتله رجل من الأنصار خطأً في غزوة ذي قرد وهو يظنّه من العدوّ، فأعطاه النبي(صلى الله عليه وسلم) ديّته، ثمّ عدا على قاتل أخيه فقتله، ورجع إلى قريش مرتدّاً، قتله نميلة بن عبد الله وهو رجل من قومه. وعكرمة بن أبي جهل، هرب إلى اليمن، وأسلمت امرأته أُمّ حكيم بنت عمّه الحارث بن هشام، فاستأمنت له رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فآمنه، فخرجت في طلبه حتّى أتت به رسول الله(صلى الله عليه سلم) فأسلم.. ووحشي قاتل حمزة(رضي الله عنه)، استؤمن له فآمنه، وقال: «لا تريني وجهك»، فمات بحمص، وكان لا يزال سكران. وكعب بن زهير بن أبي سلمى، كان يهجو رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، هرب فاستؤمن له فآمنه. وهبار بن الأسود، الذي روّع زينب بنت رسول الله(صلى الله عليه سلم )والحارث بن هشام أخو أبي جهل لأبويه، وزهير بن أُميّة، وصفوان بن أُميّة، وهؤلاء أسلموا فعفا عنهم. - ومن النساء: هند بنت عُتبة أسلمت وبايعت، وقينتان لعبد الله بن خطل ـ فرتنا وقريبة ـ كانتا تغنّيان بهجاء رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، الذي يصنعه لهما، فقُتلت قريبة وهربت فرتنا، فاستؤمن لها رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فآمنها، فعاشت إلى خلافة عثمان. وسارة مولاة عمرو بن هاشم بن عبد المطّلب قُتلت يومئذٍ، وقيل استؤمن لها رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فأوطأها رجل فرسه في خلافة عمر بالأبطح فقتلها(. - تاريخ الغزوة وموقف الطرفين: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه من المدينة المنورة تجاه مكة في رمضان / السنة الثامنة للهجرة. بلغ عدد جيش المسلمين عشرة آلاف مقاتل ،بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم . طريق الفتح بدئت بإسلام بعض قادة قريش مثل أبو سفيان الذي كان من ألدّ أعداء الإسلام. عندما أشرفوا على مكة، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم جنده أن يشعل كل منهم ناراً لوحده ،فأنارت بطاح مكة وكان القصد منها دب الرعب بقلوب قريش وهذا ما حصل. أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرض الجند على أبو سفيان بشكل جماعات ليعرف أن عددهم أكبر مما تتصوره قريش، وهذا ما جعل أبا سفيان يقول لقومه :لقد جاءكم محمد بما لا قبل لكم به. مخطط بانورامي لجيش المسلمين. - دروس وعبر : 1. النصر على الحق ووفاء العهد على اثر صلح الحديبية دخلت خزاعة التي كانت قريبة من مكة في حلف النبي صلى الله عليه وسلّم ؛ فظنت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلّم بعيداً عن أحلافه، فأعانوا بكراً حليفتهم على خزاعة حليفة النبي ،فأرسلت خزاعة عمرو بن سالم يستنجد النبي صلى الله عليه وسلّم فلما وصل اليه أنشده شعراً طالباً منه النجدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: نُصرت يا عمرو بن سالم. - موقفٌ مشرّف في حفاظ الزوجة على حق زوجها : خافت قريش مما فعلت ؛فأرسلت أبا سفيان الى المدينة ليؤكد عدم نقض قريش لعهدها ،فدخل على ابنته أم حبيبة رضي الله عنها( زوج النبي) صلى الله عليه وسلّم فطوت الفراش عنه ولم تسمح له بالجلوس عليه..!. فقال لها: يا بنية ، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ فقالت له: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنت رجل مشرك نجس!!! ولا أحب أن تجلس على فراش رسول - ترهيب وترغيب: 4. إرهاب العدو: استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من أسلوب لدب الرعب بقلوب أعدائه ؛ ويوم مكة ،وعندما وصل بجيشه العشرة آلاف منطقة مر الظهران أمرهم أن يشعل كل منهم نيراناً لوحده ؛فأضاءت الوادي ،وكان أبا سفيان ممن يتجسسون قدوم جيش المسلمين خارج مكة فوقع بين يدي العباس رضوان الله عليه فأخذه الى النبي حيث أسلم؛ وجعل له النبي تكريماً أن من دخل داره فهو آمن {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}. الآية: 10 من سورة يونس |
2012- 5- 23 | #80 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مراجعه فقه ~
محاضرات في فقه السيرة
إعداد الأستاذ الدكتور / أحمد عبد الله الطيار الأستاذ بكلية الآداب للبنات جامعة الدمام بالدمام سبب الغـزوة وزمان ذهب عدد من زعماء اليهود والذين طردوا من المدينة بسبب خيانتهم وحرضوا زعماء قريش لقتال المسلمين كما حرضوا قبائل عربية أخرى فتحركوا جميعا باتجاه المدينة للقضاء على المسلمين موقف المسلمين علم النبي بالأمر فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق ليحول دون دخول المشركين، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين . واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا فقام جميع المسلمين بحفر الخندق وشاركهم الرسول وضرب الصخور وحمل التراب ولم يتخاذل سوى المنافقين وصل المشركون وكان عددهم عشرة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان بن حرب سموا بالأحزاب لأنهم تحزبوا وتجمعوا ضد المسلمين ووصلت جموع الأحزاب إلى المدينة ، ليفاجؤوا بوجود خندقٍ يحول بينهم وبين اقتحامها ، فلم يكن أمامهم سوى ضرب الحصار على المسلمين ، والبحث عن فرجةٍ تمكنهم من الدخول، لكنّ المسلمين كانوا يقظين لمحاولاتهم ، فكانوا يرمونهم بالسهام لمنعهم من الاقتراب واستمرّت المناوشات بين الفريقين طيلة أيام الحصار ، تمكّن خلالها خمسةٌ من المشركين من اقتحام الخندق ، فقُتل منهم اثنان وفرّ الباقون ، واستُشهد بعض المسلمين ، كان منهم سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي أُصيب في ذراعه ، فدعا الله عزوجل أن يطيل في حياته حتى يقرّ عينه في بني قريظة ، فاستجاب الله دعاءه ومات بعد أن حكم فيهم بحكم الله وطال الحصار ، واشتدّ البلاء ، فرفع النبي – صلى الله عليه وسلم - يديه إلى السماء وقال :( اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) ، فاستجاب الله دعاء نبيّه ، وساق له الفرج من حيث لا يحتسب ، فأقبل نعيم بن مسعود الغطفاني معلناً إسلامه واستعداده لخدمة المسلمين ، وقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذّل عنّا إن استطعت ؛ فإن الحرب خدعة ) ، فذهب نعيم إلى بني قريظة واستطاع إقناعهم بضرورة أخذ رهائن من قريشِ وحلفائها تحسّباً لأي انسحابٍ مفاجئ منهم ، وبذلك يضمنون استمرار الحرب ، ثم ذهب إلى قريشٍ وغطفان وأظهر لهم إخلاصه ونصحه ، وأخبرهم بندم اليهود على ما كان منهم من نقض للعهد ، وإبلاغهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بالعزم على أخذ رهائن من قريشٍ ودفعها إليه إظهاراً لحسن نيّتهم ، وهكذا استطاع أن يزرع الشكوك بين الأطراف المتحالفة ، مما أدّى إلى تفرّق كلمتهم ، وضعف عزيمتهم وطال الحصار ، واشتدّ البلاء ، فرفع النبي – صلى الله عليه وسلم - يديه إلى السماء وقال :( اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) ، فاستجاب الله دعاء نبيّه ، وساق له الفرج من حيث لا يحتسب ، فأقبل نعيم بن مسعود الغطفاني معلناً إسلامه واستعداده لخدمة المسلمين ، وقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذّل عنّا إن استطعت ؛ فإن الحرب خدعة ) ، فذهب نعيم إلى بني قريظة واستطاع إقناعهم بضرورة أخذ رهائن من قريشِ وحلفائها تحسّباً لأي انسحابٍ مفاجئ منهم ، وبذلك يضمنون استمرار الحرب ، ثم ذهب إلى قريشٍ وغطفان وأظهر لهم إخلاصه ونصحه ، وأخبرهم بندم اليهود على ما كان منهم من نقض للعهد ، وإبلاغهم النبي – صلى الله عليه وسلم – بالعزم على أخذ رهائن من قريشٍ ودفعها إليه إظهاراً لحسن نيّتهم ، وهكذا استطاع أن يزرع الشكوك بين الأطراف المتحالفة ، مما أدّى إلى تفرّق كلمتهم ، وضعف عزيمتهم موقف يهود بني قريظة حرض زعيم بني النضير يهود بني قريظة على نقض العهد مع المسلمين فنقضوه واتفقوا على الأحزاب على القتال بجانبهم ضد المسلمين،فأوفدوا حيي بن أخطب للقيام بهذه المهمة، فجاء حيي إلى كعب بن أسد القرظي .وبعد حوار طويل بينهما أقنعه بنقض العهد مع المسلمين بحجة قوة الأحزاب ومقدرتهم على استئصال المسلمين ، وأغراه بأن يدخل معه حصنه عندما ينصرف الأحزاب ، بعد أداء مهمتهم . ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل ، فوجده صحيحا . وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله الله ترعاهم . ، لأنهم كانوا على يقين بأن عين استطاع عكرمة بن أبي جهل.. وعمرو بن عبد ود العامري _المعروف بفارس الجزيره أو فارس العرب _ فدعا أن يخرج له أحد من المسلمين يبارزه ولم يبرز له أحد إلا علي بن أبي طالب ( ) مع أنه كان صغير السن إلا إن شجاعته لاتخفى على أحد وحين برز علي بن أبي طالب قال الرسول صلى الله عليه وآله برز الإيمان كله لشرك كله ..وقتل علي عمرو ..واستطاع عدد من المشركين عبور خندق المدينة واقتتلوا مع المسلمين ، فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملة الهاربين عكرمة . صمود المسلمين في مواجهة الاحزاب كان الفصل شتاء والمسلمون يواجهون الأحزاب واليهود والمنافقين إلا أنهم صبروا وثبتوا و لما طال مقام قريش تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفت مؤنهم ، وأطفأت نيرانهم ، فرجعوا إلى مكة ورجعت غطفان إلى بواديها. وحين أشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا منهم فازدادوا إيمانا ، وازداد توكلهم على الله o استمر حصار المدينة قرابة شهر ولم يحصل قتال إلا أن عددا من فرسان المشركين استطاع اقتحام الخندق فتصدى لهم المسلمون o وقتل علي بن أبي طالب أشجع فرسانهم (عمرو بن عبود)وفر الباقون الفرج بعد الشدة الفرج بعد الشدة الجندي الأول: نعيم بن مسعود أسلم رجل من بني غطفان اسمه نعيم بن مسعود وغطفان قبيلة اشتركت مع الأحزاب وجاء إلى النبي وأخبره بأن لا أحد يعلم بإسلامه فأمره الرسول أن يقوم بعمل يوقع فيه بين الأحزاب واليهود. فقال رسول الله : "إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَخَذِّلْ عَنَّا مَا اسْتَطَعْتَ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ". ولم يأمره بشيء يعمله، ولكن يشاء الله أن يلهمه بفكرة لم ترد على ذهن أحد من المسلمين، ولا رسول الله نفسه، ونعيم بن مسعود شخصية معتبرة قيادية معروف عند اليهود وعند قريش، فذهب مباشرة إلى يهود بني قريظة وقال لهم، وهم يحسبونه مشركًا, ويعلمون أنه من قادة غطفان، فله معرفة بواقع الأمور وما يجري خلف الأبواب، قال لهم: قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم. قالوا: صدقت. قال: فإن قريشًا ليسوا مثلكم، البلد بلدكم, فيه أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم، ولا تقدرون أن تتحملوا منه إلى غيره، وإن قريشًا قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه, وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره, فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمدًا، فانتقم منكم. فقالوا: وما العمل يا نعيم؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا: لقد أشرت بالرأي ولم يأمره بشيء يعمله، ولكن يشاء الله أن يلهمه بفكرة لم ترد على ذهن أحد من المسلمين، ولا رسول الله نفسه، ونعيم بن مسعود شخصية معتبرة قيادية معروف عند اليهود وعند قريش، فذهب مباشرة إلى يهود بني قريظة وقال لهم، وهم يحسبونه مشركًا, ويعلمون أنه من قادة غطفان، فله معرفة بواقع الأمور وما يجري خلف الأبواب، قال لهم: قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم. قالوا: صدقت. قال: فإن قريشًا ليسوا مثلكم، البلد بلدكم, فيه أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم، ولا تقدرون أن تتحملوا منه إلى غيره، وإن قريشًا قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه, وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره, فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمدًا، فانتقم منكم. فقالوا: وما العمل يا نعيم؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا: لقد أشرت بالرأي ثم ذهب نعيم إلى قريش مباشرةً، وقال لهم: تعلمون ودي لكم ونصحي لكم. قالوا: نعم. فقال: إن يهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمدٍ وأصحابه, وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه, ثم يوالونه عليكم, فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم. ثم ذهب إلى غطفان وقال لهم نفس الكلام. قريش شعرت بالقلق وكذلك غطفان، أرسلوا رسالة سريعة إلى اليهود وبتدبير رب العالمين كانت يوم السبت، قالت قريش لليهود: إنا لسنا بأرض مقام, وقد هلك الكراع والخف, فانهضوا بنا حتى نناجز محمدا. فاعتلت اليهود بالسبت وقالوا: لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن. قالت قريش وغطفان: صدقكم والله نعيم, فبعثوا إلى اليهود, وقالوا: إنا والله لا نرسل إليكم أحدًا, فانهضوا معنا نناجز محمدًا. فقالت اليهود: صدقكم والله نعيم. فدبت الفرقة بين الفريقين، وتفتت الأحزاب، وهكذا، بحكمة الله وتدبيره، يسلم نعيم بن مسعود في هذا الوقت، ويلهمه الله بالفكرة التي ينجح بها في تفتيت الأحزاب، ورد كيدهم.. {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]. الجندي الثاني: الريح والريح جندي هائل من جنود الرحمن، وربنا I بعث ريحًا شديدة وقاسية البرودة على معسكر الكافرين لم تترك لهم خيمة إلا واقتلعتها، ولم تترك قِدرًا إلا قلبته، ولم تترك نارًا إلا أطفأتها، ووصلت شدة الريح وخطورتها إلى الدرجة التي دفعتهم لأخذ قرار العودة دون قتال وفك الحصار.. {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]. لماذا لم تأت الريح منذ اليوم الأول؟! لماذا انتظرت شهرًا كاملا؟! كان ذلك لكي يمتحن المؤمنين، ويتميز الصادق من الكاذب، والمؤمن الصادق من المنافق. ولماذا لم تهلكهم هذه الريح تمامًا مثلما أهلكت عادًا وثمود؟ لأن كثيرًا من هؤلاء الكفار سيسلمون بعد ذلك، ويتكون منهم جيش الإسلام. سبحان الله! الكون يجري وفق نواميس غاية في الدقة والإعجاز. الجندي الثالث: الملائكة يقول الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الأحزاب: 9]. وسنرى فيما بعد في حديث بني قريظة أن الملائكة شاركت في الحرب بل شارك جبريل بنفسه. هزيمة الأحزاب وتم نصر الله وأرسل رسول الله حذيفة بن اليمان إلى معسكر الكفار ليطمئن على سير الأحداث, وعلى فعل الرياح بهم وعلى أثر الفرقة التي أحدثها نعيم بن مسعود t، فعاد حذيفة بالخبر الجميل وبالنصر العظيم. لقد عزم الجميع على الرحيل. كل ذلك بدون قتال. قال I: {وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب:25]. وانتهت واحدة من أعظم معارك المسلمين مع أنه لم يحدث فيها قتال، وكان الله يريد أن يقول لنا، ليس المطلوب هو تحقيق النصر، ولكن المطلوب هو العمل من أجله، المطلوب هو قرار الجهاد، والثبات في أرض المعركة، المطلوب هو صفات الجيش المنصور، أما النصر فينزل بالطريقة التي يريدها رب العالمين، وفي الوقت الذي يريده الله . حكم وعبر في غزوة الخندق حكم وعبر في غزوة الخندق أقنع نعيم بني قريظة أن يأخذ رهائن من المشركين حتى لا يهربوا ويتركوهم وأقنع المشركين بأن اليهود قد ندموا على خيانة العهد وأنهم سيجمعون للمسلمين عددا من المشركين ليقتلونهم فأوقع الله بينهم ثم أرسل الله تعالى عليهم مطرا وريحا شديدة قلبت قدور المشركين وأطفأت نيرانهم وقلعت خيامهم فارتحلوا وعادوا إلى ديارهم فانهزموا سبب الغزوة نقض بنو قريظة عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك النقض في الوقت العصيب الذي أحاطت بالمسلمين جيوش الأحزاب في المدينة . فقد عرضوا المسلمين والإسلام للإبادة الجماعية والإنهاء من الوجود بغدرهم ذلك. رجع النبي بعد رحيل الأحزاب وزال الخطر المحدق بالمسلمين. وقد خلع النبي لبة الحرب فإذا بجبريل عليه السلام يأتيه وعلى ثناياه النقع قائلا له :أوضعت السلاح فغن الملائكة لم تضع السلاح ،عن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة وغني عائد إليهم فمزلزل بهم.فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ينادي في المسلمين(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر يصلين العصر غلا في بني قريظة) خروج المسلمين على بني قريظة خرج المسلمون بعد سماعهم النداء زرافات تلبية لنداء الجهاد واستجابة لداعي الله، وشفاء لصدور المؤمنين في تأديب هؤلاء الخونة المجرمين وقد أدرك المسلمون وقت صلاة العصر وهم في الطريق على بني قريظة فطائفة منهم صلوا في الطريق وإنما يدل على سرعة الخروج وليس المقصود تأخير الصلاة ومنهم لم يصلوا حتى وصلوا على بني قريظة والمقصود هنا هو تأخير الصلاة عن وقتها وأن وقتها هو وقت الوصول إلى ديار بني قريظة فكان اجتهادا منهم رضوان الله عليهم عرضوه على النبي فلم يعنف واحد منهم وصل المسلمون ديار بني قريظة وضربوا عليهم الحصار حيث امتد خمسا وعشرين ليلة ، وضيق عليهم المسلمون الخناق حتى عظم عليهم البلاء وأيقنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم حتى يناجزهم، فقال لهم سيدهم كعب بن أسد: أرى أن تسلموا فقد استبان لكم أنه نبي مرسل وأنه الذي بشر به كتابكم فتأمنوا على دمائكم ونسائكم وأموالكم فأبوا فقال لهم فلنقتل أبنائنا ونساءنا ونخرج إلى محمد مستميتين في القتال حتى يحكم الله بيننا وبينه فإن نهلك لم نترك وراءنا شيئا نخشى عليه، وإن نغلب فلن نعدم النساء والابناء فأبوا فقال: الليلية ليلة السبت، وعسى أن يكون محمد وأصحابه أمنونا فيها،فانزلوا لعلنا نصيب منهم غرة. فأبوا وتخوفوا أن يعدوا في السبت فيصيب ما أصاب من قبلهم ، فأعرض عنهم ورماهم بقلة الحزم . استشارتهم أبا لبابةرضي الله عنه بعث اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم أن أرسل إلينا أبالبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف ، وكانوا حلفاء الأوس نستشير ه فى امرنا ، فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش غليه النساء وبكى الصبيان فكانه رق لهم.فقالوا:يا أب لبابة أترى ان ننزل على حكم محمد ؟ قال نعم. وأشار بيده إلى حلقة ،يعني الذبح ن فاستشعر ابو لبابة أنه زل وندم ندما تصوره عبارته (فوالله ما زلت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله) فاستحيا أبو لبابه أن يقابل الرسول وقال: والله لا انظر في وجه رسول الله حتى أحدث توبة نصوحا يعلمها الله من نفسي وعاد على المدينة فربط نفسه بسارية من سواري المسجد وقال: لا أبرح مكاني حتى يتوب الله على ما صنعت فلما علم رسول الله قال أما لو جاءني لاستغفرت له، وإذ قال فعل هذا فلن أطلقه حتي يقضي الله فيه ما يشاء) وأقام على هذه الحال ست ليال أو أكثر كانت تاتيه امرأته في وقت كل صلاة فتحله حتى يوضأ ويصلي ثم يرتبط حتى نزلت توبته من السماء فتتابع الناس يبشرونه بتوبة الله عليه ،وأرادوا أن يحلوه فأبى ، وقال لا يحلني إلا رسول الله فلما خرج رسول الله إلى صلاة الصبح حله من رباطه ثم إن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم . فأسلم ليلتئذ ثعلبة و أسيد ابنا سعية ، و أسد بن عبيد ، و هم نفر من بني هدل من بني عم قريظة و النضير ، و خرج في تلك الليلة عمرو بن سعدى القرظي ، فانطلق ، فلم يعلم أين ذهب و كان قد أبى الدخول معهم في نقض العهد . و لما نزلوا على حكمه صلى الله عليه و سلم ، قالت الأوس : يا رسول الله ، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت و هم حلفاء إخوتنا الخزرج ، و هؤلاء موالينا ، فقال : ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا : بلا . قال : فذاك إلى سعد بن معاذ ، و كان سعد إذ ذاك قد أصابه جرح في أكحله ، و قد ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم خيمةً في المسجد ، ليعوده من قريب ، فبعث إليه صلى الله عليه و سلم فجيء به و قد وطؤوا له على حمار ، و إخوته من الأوس حوله محيطون به ، و هم يقولون : يا أبا عمرو أحسن في مواليك، فلما أكثروا عليه ، قال : لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم ! ! فرجع رجال من قومه إلى بني عبد الأشهل فنعوا إليهم بني قريظة ، فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : قوموا إلى سيدكم فقام إليه المسلمون ، فقالوا : يا سعد ، قد ولاك رسول الله صلى الله عليه و سلم الحكم في بني قريظة ، فقال : عليكم بذلك عهد الله و ميثاقه أن الحكم فيهم كما حكمت ؟ قالوا : نعم . قال : و على من هاهنا؟ و أشار إلى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالاً له ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نعم . فقال سعد : إني أحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم ، وتسبى ذراريهم ، فقا ل رسول الله صلى الله عليه و سلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة . فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل من أنبت منهم ، و من لم يكن أنبت ترك ، فضرب أعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة اليوم ، و كانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة ، و قيل : ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة ، و لم يقتل من النساء أحداً سوى امرأة واحدة و هي بنانة امرأة الحكم القرظي ، لأنها كانت طرحت على راس خلاد بن سويد رحى فقتلته لعنها الله . و قسم أموال بني قريظة على المسلمين للراجل سهم و للفارس ثلاثة أسهم ، و كان في المسلمين يومئذ ستة و ثلاثون فارساً . و لما فرغ منهم استجاب الله دعوة العبد الصالح سعد بن معاذ ، و ذلك أنه لما أصابه الجرح قال : اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها ، و إن كنت رفعت الحرب بيننا و بينهم فافجرها ، ولا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة . و كان صلى الله عليه و سلم قد حسم جرحه فانفجر عليه فمات منه رضي الله عنه ، و شيعه رسول الله صلى الله عليه و سلم و المسلمون ، وهو الذي اهتز له عرش الرحمن فرحاً بقدوم روحه رضي الله عنه و أرضاه . وقد استشهد يوم الخندق و يوم قريظة نحو العشرة رضي الله عنهم آمين . مصير بعض سبي بني قريظة : 1-أرسل رسول الله –صلى الله عليه وسلم –بعث سعد بن زيد الأنصاري بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا . 2-اشترى عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما جملة من السبايا ...الخ . واصطفى رسول الله –صلى الله عليه وسلم –لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو خنافة ، وأسلمت .وقد توفي عنها رسول الله-صلى الله عليه وسلم –وهي في ملك يمينه ،وكان ذلك باختيارها . حكم ودروس من غزوة بني قريظة ثالثًا: مشروعية الاجتهاد في الفروع وضرورة وقوع الخلاف فيها: وفي اختلاف الصحابة في فهمِ كلام رسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "ألا لا يُصلين أحدٌ العصرَ إلا في بني قريظة" على النحو الذي روينا، مع عدمِ تعنيف النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- أحدًا منهم أو معاتبته، دلالة مهمة على أصلٍ من الأصولِ الشرعية الكبرى، وهو تقرير مبدأ الخلاف في مسائل الفروع واعتبار كل المتخالفين معذورًا ومثابًا، سواء قلنا إنَّ المصيب واحد أو متعدد، كما أنَّ فيه تقريرًا لمبدأ الاجتهادِ في استنباطِ الأحكام الشرعية، وفيه ما يدلُّ على أنَّ استئصال الخلاف في مسائلِ الفروع التي تنبع من دلالاتٍ ظنية، أمرٌ لا يمكن أن يُتصوَّر أو يتم، فالله سبحانه وتعالى تعبَّد عباده بنوعالتكاليف أولهما: تطبيق أوامر معينة واضحة تتعلق بالعقيدة أو السلوك. ثانيهما: البحث وبذل الجهد ابتغاء فهم المبادئ والأحكام الفرعية من أدلتها العامة المختلفة، وليس المطلوب ممن أدركته الصلاة في بادية التبست عليه جهة القبلة فيها، أكثر من أن تتجلى عبوديته لله تعالى في أنْ يبذلَ كل ما لديه من وسعٍ لمعرفةِ جهة القبلة حسب فهمه وما يبدو له من أدلة، حتى إذا سكنت نفسه إلى جهةٍ ما، استقبلها فصلَّى إليها. ثم إنَّ هنالك حِكَمًا باهرةً لمجيء كثير من الأدلة والنصوص الشرعية الظنية الدلالة غير قطعية من أبرزها، أن تكون الاجتهادات المختلفة في مسألةٍ ما، كلها وثيقة الصلة بالأدلة المعتبرة شرعًا، حتى يكون للمسلمين متسع في الأخذ بأيها شاءوا حسبما تقتضيه ظروفهم ومصالحهم المعتبرة، وتلك من أجلى مظاهر رحمة الله بعباده، في كل عصرٍ وزمن. ثالثًا: وإذا تأمَّلت هذا، وعلمت أنَّ السعي في محاولةِ القضاء على الخلافِ في مسائل الفروع، معاندة للحكمة الربانية والتدبير الإلهي في تشريعه، عدا أنه ضرب من العبث الباطل، إذْ كيف تضمن انتزاع الخلاف في مسألةٍ ما دام دليلها ظنيًّا محتملاً، لو أمكن ذلك أن يتم في عصرنا، لكان أولى العصور به عصر رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، ولكان أولى الناس بأن لا يختلفوا هم الصحابة، فما بالهم اختلفوا مع ذلك كما قد رأيت؟! رابعًا: تأكد اليهود من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت من مجرى كلام كعب بن أسد مع إخوانه اليهود أنهم كانوا على يقينٍ من نبوةِ محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى اطلاعٍ تامٍّ على ما أثبتته التوراة من الحديثِ عنه وعن علاماته وبعثته، ولكنهم كانوا عبيدًا لعصبيتهم وتكبرهم، وذلك هو سبب الكفر عند كثيرٍ ممن يتظاهر بعدمِ الإيمان والفهم، وذلك هو الدليل البين على أنَّ الإسلامَ في عقيدته وعامة أحكامه إنما هو دين الفطرة البشرية الصافية، ينسجم في عقيدتِهِ مع العقلِ وينسجم في تشريعاته وأحكامه مع حاجاتِ الإنسان ومصالحه، فلن تجد من عاقلٍ سمع باسم الإسلام وألمَّ بحقيقتِهِ وجوهره ثم كفر به كفرًا عقليًّا صادقًا، إنما هو أحد شيئين، إما أنه لم يسمع بالإسلامِ على حقيقته وإنما قيل له عنه كلامٌ زائفٌ باطل، وإما أنه وقف على حقيقته واطلع على جوهره، فهو يأباه إباءً نفسيًّا لحقدٍ على المسلمين أو غرضٍ أو هوى يخشى فواته. خامسًا: حكم القيام إكرامًا للقادم: أمرَ النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- الأنصارَ حينما أقبل نحوهم سعد بن معاذ راكبًا دابته أن يقوموا إليه تكريمًا له، ودلَّ على هذا التعليل قوله: لسيدكم أو خيركم، وقد استدلَّ عامة العلماء بهذا وغيره على مشروعية إكرام الصالحين والعلماء بالقيام إليهم في المناسباتِ الداعية إلى ذلك عرفًا. يقول الإمام النووي في تعليقٍ على هذا الحديث: فيه إكرام أهل الفضل وتلقيهم بالقيام لهم إذا أقبلوا.. هكذا احتجَّ به جماهير العلماء لاستحباب القيام، قال القاضي: وليس هذا من القيام المنهي عنه، وإنما ذلك فيمَن يقومون إليه وهو جالس ويمثلون قيامًا طول جلوسه.. قلتُ: القيام للقادم من أهل الفضل مستحب، وقد جاء فيه أحاديث ولم يصح في النهي عنه شيء صريح. : ومن الأحاديث الثابتة الدالة أيضًا على ذلك ما جاء في حديث كعب بن مالك المتفق عليه، وهو يقصُّ خبر تخلفه عن غزوة تبوك، قال: فانطلقتُ أتأمم رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فتلقاني الناس فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة، ويقولون لي: لتهنك توبة الله عليك، حتى دخلتُ المسجد، فإذا رسول الله جالس حوله الناس، فقام إليَّ طلحة بن عبيد الله- رضي الله عنه- يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره- فكان كعب لا ينساها لطلحة. ومن ذلك أيضًا ما رواه الترمذي وأبو داود والبخاري في الأدبِ المفرد عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: "ما رأيتُ أحدًا من الناسِ كان أشبه بالنبي- صلى الله عليه وسلم- كلامًا ولا حديثًا ولا جلسةً من فاطمة، قالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآها أقبلت رحَّب بها ثم قام فقبَّلها، ثم أخذ بيدها فجاء بها حتى يُجلسها في مكانِهِ، وكانت إذا أتاها النبي- صلى الله عليه وسلم- رحَّبت به ثُمَّ قامت إليه فقبَّلته". واعلم أنَّ هذا كله لا يتنافى مع ما صحَّ عن رسولِ اللهِ- صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- أنه قال: "مَن أحبَّ أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار"؛ لأنَّ مشروعيةَ إكرام الفضلاء وتوقيرهم لا تستدعي السعي منهم إلى ذلك أو تعلق قلوبهم بمحبته؛ بل إنَّ من أبرز صفاتِ الصالحين والفضلاء أن يكونوا متواضعين لإخوانهم زُهادًا في طلبِ هذا الشيء، أرأيت إلى الفقير المحتاج؟ إنَّ الأدب الإسلامي يُوصيه ويُعلمه الترفع عن المسألةِ وإظهار الفاقة والحاجة للناس، ولكن هذا الأدب الإسلامي نفسه يُوصي الأغنياء بالبحثِ عن هؤلاء الفقراء المتعففين ويأمرهم وإعطائهم من فضولِ أموالهم. ^ هذي من وين طلعتي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مراجعه, فقه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ اللغة العربية ] : بنات ابيكم ضروري بخصوص التسجيل تعالوا | نور زمرد | منتدى كلية الآداب بالدمام | 2 | 2012- 1- 27 01:35 AM |
مع التحية الى الاخوة والاخوات مستوى ثالث | احمد السّيار | ارشيف المستوى 3 تربية خاصة | 6 | 2011- 5- 25 02:55 PM |
ارتفاع مستوى التضخم في السعودية إلى 4.8 % خلال أبريل 2011 | نجداوي حيل | ملتقى المواضيع العامة | 8 | 2011- 5- 23 12:05 PM |
جميع مناقشات الاقتصاد الكلي مع الاجوبة | ابوي نبض قلبي | إدارة أعمال 2 | 39 | 2011- 4- 25 04:03 PM |
[ قسم التاريخ ] : بنات ثالث تاريخ اقلطوآ فيذآ ^_^ !! | هويآن | منتدى كلية الآداب بالدمام | 948 | 2011- 2- 8 08:28 PM |