|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
2012- 10- 25 | #81 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
|
2012- 10- 25 | #82 |
مراقبة عامة سابقاً
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
بااااااااك
جبت عن ابن عثيمين خل ارتبه بس انتظرونا بعد الفاصل ,, |
2012- 10- 25 | #83 |
مراقبة عامة سابقاً
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
فمما يُذكر عن الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
في الإخلاص ذكر معالي الشيخ عبدالله التركي أنه لما كان مديراً لجامعة الإمام صدر نظام للجامعة بشأن تصنيف المدرسين وترفيعهم حسب الأبحاث والدراسات، فكان الشيخ ابن عثيمين لا يقدّم شيئاً، وحينما فوتح في ذلك قال: إن العالم لا ينبغي أن يستشرف للرتب والترقيات، وأن أهل العلم ينبغي لهم الاحتساب والعمل لوجه الله، وما يجيء تبعاً فلا بأس به. وذكر الشيخ وليد الحسين أنه قُدِّم للمترجَم مبلغ من المال مقابل محاضرات ألقاها في كلية التربية للبنات في عنيزة، فرفض وقال للمحاسب: هل تريدني أن أتقاضى راتباً إزاء واجباتي تجاه بناتي وأخواتي في الدين؟ وذكر الدكتور عبدالله الموسى أن المترجَم أخذه مرة إلى مختصر في بيته، وقال له: يا عبدالله! أنا وأنت هنا، ولا يرانا إلا الله، خذ هذا المال -يقول: وكان المبلغ كبيراً- وهو من مالي الخاص، واشتر به مصاحف، ووزعها على المحتاجين في السجون الأمريكية، وأنت مسؤول عن الشراء وعن التوزيع، وأسألك بالله ألا تبلغ بهذا أحداً. يقول الموسى: ولم أبلغ بهذا أحداً منذ وقته إلى الآن، أما وقت انتقل الشيخ إلى الرفيق الأعلى فلا أرى بأساً أن أذكر أنه كان من المنفقين في السراء والضراء، وكان لا يريد علم الناس بذلك . في الورع ذُكر عن الشيخ أنه كان قبل أن يخرج من الجامعة يفرّغ قلمه من الحبر، ويقول: هذا الحبر للجامعة وأمورها، ولا يحق لي استخدامه في أموري الخاصة خارجها. ومن صور ورعه ما اشتُهر عنه أنه كان إذا غاب عن التدريس أو الإمامة، يحسب نسبة الانقطاع ويخصمه من راتبه، ولا يقبل أخذه، مهما كان الغياب أو الانقطاع قصيراً! بل كان إذا تأخر عن الدوام في المعهد بضع دقائق أثبت ذلك في سجل الحضور، وكتب أمامه: بغير عذر! ويذكر الشيخ عبدالرحمن النهابي أنه وصل لجمعية تحفيظ القرآن بعنيزة مبلغ مئة ألف ريال من الزكاة، فأمر الشيخ بردّ المبلغ ومراجعة أصحابه، لأنه يفتي بعدم جواز صرف الزكاة لجمعيات التحفيظ. في الزهد قال الوزير السابق الدكتور محمد عبده يماني: "كنا نلاحظ عفة الرجل وترفعه عن الدنيا، فلم يكتب في طلب لجاه أو مال، فعندما عرض عليه الملك خالد رحمه الله أن يشتري له منزلا اعتذر، وفضّل أن يبقى في منزله قانعاً محتسباً، واستأذن أن يدفع المال لبناء المسجد إلى جانب مرفق خيري، كمكتبة في جوار المسجد بدلاً من أن يبني منزلا". ومنزل الشيخ القديم متواضع جداً مبني من الطين، زاره فيه الملوك، منهم الملك سعود، والملك خالد، والملك فهد، ولم ينتقل منه إلا بإلحاح شديد من أبنائه، وبيته الجديد كان (فيلا) من النوع السكني المعتاد، ومجلسه متواضع، وزاره فيه الملك عبدالله -عندما كان ولياً للعهد-، والأمير سلطان، وكبار المسؤولين، ومع زيارة الملوك والكبار له في بيته ما كان يطلب شيئاً خاصاً لنفسه، بل يطلب ما فيه منفعة لعموم الناس في دينهم ودنياهم، مع المناصحة الخاصة والطاعة بالمعروف. ومرة أهدى له أمير القصيم سيارة أمريكية جديدة، فشكره الشيخ، ثم ردّها إليه قائلا: إنه لا حاجة له بها، وإن سيارته القديمة -وهي من النوع الرخيص- تفي بأغراضه، وكان يمشي دائماً من بيته لمسجده لجميع الفروض ولا يركب سيارة، مع أن المسافة نحو ألف متر، ويجعل طريقه لمراجعة القرآن وللأوراد والأذكار وإلقاء السلام، وأحياناً يُقرأ عليه في الطريق. في تحري السنّة والالتزام بها حدثني شيخي المحدّث سعد الحميّد، قال: كنا مرة في أحد المجالس بالرياض، وكنت أنا الأول من جهة اليمين في المجلس، والشيخ في صدره، فلما أعطوه فنجان القهوة أصر أن آخذ أنا أولاً بحكم أني الأول من جهة اليمين، فأبيت أن آخذ قبل شيخنا؛ لأنه الأكبر علماً وقدراً وسنّاً، فاستدل بالأحاديث الواردة في فضل الأيمن، ومنها حديث أنه أعطى مَن على يمينه، فقلت له: لكن النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي أولاً مع أنه لم يكن هو الأول في المجلس، فقال: إنما بُدئ به لأنه الطالب للشراب. فقلت: هما حديثان أحدهما فيه أنه طلب الشراب، وليس في الآخر أنه طلب، وأنا أعني حديث أنس في الصحيح: أَتَانَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في دَارِنَا هذه فَاسْتَسْقَى فَحَلَبْنَا له شَاةً لنا ثُمَّ شُبْتُهُ من مَاءِ بِئْرِنَا هذه فَأَعْطَيْتُهُ وأبو بَكْرٍ عن يَسَارِهِ وَعُمَرُ تُجَاهَهُ وَأَعْرَابِيٌّ عن يَمِينِهِ فلما فَرَغَ قال عُمَرُ هذا أبو بَكْرٍ فَأَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ فَضْلَهُ ثُمَّ قال الْأَيْمَنُونَ الْأَيْمَنُونَ ألا فَيَمِّنُوا قال أَنَسٌ فَهِيَ سُنَّةٌ فَهِيَ سُنَّةٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. والحديث الآخر: حديث سَهْلِ بن سَعْدٍ رضي الله عنه قال أُتِيَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ هو أَحْدَثُ الْقَوْمِ وَالْأَشْيَاخُ عن يَسَارِهِ قال يا غُلَامُ أَتَأْذَنُ لي أَنْ أُعْطِيَ الْأَشْيَاخَ فقال ما كنت لِأُوثِرَ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا يا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ . فحديث أنس فيه أنه صلى الله عليه وسلم طلب السقيا (استسقى)، وأما حديث سهل فقد أتي صلى الله عليه وسلم بالشراب، ولم يُذكر فيه أنه طلبه. يقول شيخي الحميد: لم تنته القصة هنا، فلما رجع الشيخ لعنيزة اتصلت به كعادتي للاستفادة منه، فعرفني، وقال: انتظر! فإذا به أعد العدة، وأحضر فتح الباري وقرأ الموضع، وقال: اسمع ما يقول الحافظ. وكان الموضع يدعم وجهة نظره، والشاهد: حرصه رحمه الله على السنّة والفائدة. في تحري العدل ذكر الشيخ القاضي أحمد بن سليمان العريني أن الشيخ المترجَم لما درّسهم مادة العقيدة في كلية الشريعة بالقصيم: أجرى لهم امتحان أعمال السنة، وبعد أيام جاء بالأوراق مصححة، وسلّم الأوراق للطلاب الذين يزيدون على الثمانين، وقال لهم: اقرؤوها، ومن وجد أني ظلمته في شيء من الدرجات عند التصحيح فليراجعني. يقول: فأذكر أن أحد الزملاء راجعه في نصف درجة فأضافها له! في الدقة والأمانة تدل عليها القصة السابقة، ويقول الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل: سلمني الشيخ كيسا كبيرا فيه أموال جُمعت لصالح المسلمين خارج المملكة، ولما خرجت من بيته وأردت أن أركب السيارة؛ إذا بالشيخ يُقبل علينا قائلاً: في الكيس نصف ريال، انتبهوا إليه لئلا يقع! في عفة اللسان اشتهر أن الشيخ رحمه الله لم يكن يرضى بالغيبة في مجلسه لا تصريحاً ولا تلميحاً، يقول الشيخ أحمد العريني: في يوم من الأيام كنا في درسه في الجامع الكبير بعنيزة، فقام أحد الطلاب الخليجيين يسأل الشيخ، فذكر في سؤاله أن أناساً في جامعة كذا في دولة كذا يفعلون كذا. وقبل أن يكمل سؤاله قاطعه الشيخ وزجره، وقال له: لولا أنك غريب علينا ولا تعرف منهجنا لأخرجناك من الدرس، ولكن لا تعد لمثل هذا. في الحرص على نفع الناس إن الناظر إلى جدول المترجَم اليومي والأسبوعي يعجب من أنه يشغل وقته كله من الفجر إلى الليل في منفعة الناس، وإذا كان في بيته يستقبل الفتاوى على الهاتف، إذا كان في الطريق فهو في خير وعلم وذكر.. تقول زوجته: إن نومه المتصل كان ثلاث أو أربع ساعات، ومجموع نومه في اليوم لا يصل إلى ست ساعات، هذا جدوله العادي، فكيف في أيام المواسم؟ لقد كان ينشط في رمضان والحج أكثر من سائر العام، ولا يبالي بمشقة الصيام والحج في سبيل الدعوة إلى الله وإفادة الناس. ففي رمضان ذكر تلامذته أنه لا ينام إلا أربع ساعات فقط من كثرة اجتهاده في العبادة والخير والفتوى والتدريس. أما في الحج فهذه قصة حدثنيها شيخي د. سعد الحميّد، فقال لي: أكثر ما شدني في الشيخ صبره وحرصه على تعليم الناس وتربيتهم، لاحظته سنة 1404 في المركز رقم (1) من مراكز التوعية في الحج، منذ أن نزلنا من الحافلة وقبل أن ندخل الخيام توجه الشيخ إلى المصلى وأمسك بمكبر الصوت، وجلس للناس، وابتدأ الحديث، واجتمع عليه الناس، وأخذ في الفتوى والتذكير، ولم يزل هذا ديدنه أكثر الوقت، ونحن نرى أن له حقاً في الراحة، لكنه رحمه الله كانت راحته في نفع الناس، ولا شك أن المشاركين في مخيم التوعية ما أتوا إلا لهذا الغرض، لكن الشيخ فاقهم بصبره وجَلَده وتضحيته براحته، فكنا إذا تعبنا نرتاح في الخيام، وما يزال صوت الشيخ يجلجل في الآفاق، فنعجب من قوة صبره وتحمله الساعات الطويلة التي لا يستطيعها الشباب! وذكر الشيخ عبدالمحسن العباد أشياء من حرص الشيخ في توعية الحج، وذكر من حرصه أنه خصص أوقاتاً للإفتاء عبر الهاتف وهو في منزله بعنيزة، وإذا سافر جعل تسجيلاً على الهاتف يُرشد لرقم الهاتف في البلد الذي سافر له. وذكر الأستاذ عبدالكريم المقرن -المذيع المعروف- أنه في إحدى مرات تسجيل فتاوى نور على الدرب أحس الشيخ بالنعاس، وبدأ يدافعه، ثم أوقف التسجيل، وطلب أن يمد سلك اللاقط ليجيب عن الأسئلة وهو واقف، وبعدها بدأ يجيب ويفتي وهو يمشي في المجلس ذهاباً وإياباً ليطرد النوم، حتى أكمل تسجيل الحلقات. ويقول: اتصل بي في صيف 1419 ليخبرني أنه في المدينة المنورة، وزودني برقم الهاتف حتى نتمكن من الاتصال به عبر برنامج سؤال على الهاتف في وقته المحدد، كي لا تفوت الفائدة. وحقاًً.. لم يشعر الناس بعظم المهمة التي كان يسدها المترجَم هو وشيخه ابن باز في الإفتاء إلا بعد وفاتهما! في الحرص على دقائق أعمال الخير ذكر الأستاذ عبدالكريم المقرن أنه في إحدى مرات تسجيله لبرنامج نور على الدرب كان للشيخ محاضرة في فرع الجامعة ببريدة، فطلب الشيخ منه أن يذهب في سيارته بعد التسجيل للمحاضرة، فلما ركب في السيارة حاول الشيخ إنزال زجاج النافذة بجانبه، يقول: فأخبرت الشيخ أن الزجاج به خلل ولا ينزل، فقال الشيخ رحمه الله: لا بد من إنزاله يا عبدالكريم، لأنني أريد أن أسلم على من أقابله من الناس. فرأيت من حرص الشيخ وتحمسه، فحاولت إنزال شيء من زجاج السيارة الذي عن يمين الشيخ، ثم فتحت زجاج السيارة الخلفي، فكنا أثناء مرورنا عند الإشارة والسوق كان يرفع صوته بالسلام على الصغير والكبير والماشي والقاعد، ثم قال: يا عبدالكريم لا تحرمنا من الأجر! ويذكر المقرن أنه كان يرى الشيخ إذا تناول معه الغداء بعد التسجيل يلعق الصحفة، ويشرب ثلاثاً، ويحرص على كل ما فيه تطبيق للسنة. وحدثني الشيخ عمر الحفيان: أن الشيخ لما صار يزور مبنى إدارة مكتبة العبيكان لأجل طبع كتابه الشرح الممتع حان وقت الصلاة، فسأل عن المسجد، فقيل له: هنا مصلى يصلي فيه العاملون في الإدارة، وهم جماعة كبيرة، فسألهم: هل تُصلى فيه جميع الفروض؟ فقالوا: إلا الفجر، فقال: لا حاجة لي في الصلاة فيه، دلوني على أقرب مسجد، فصار يمشي للمسجد كعادته على قدميه. في مدى النفع والقَبول ذكر الشيخ الداعية أحمد بن عبدالعزيز الحمدان أنه رافق المترجَم سنة 1416 في سلامه المعتاد على الحجاج القادمين إلى مطار جُدة، ودخلوا صالة استقبال كانت تضم حجاجاً من بعض جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت تحت الحكم الشيوعي الروسي، وكان جميع الحجاج من المسنين فوق الستين، ثم بدأ الشيخ يتكلم عبر مكبر الصوت ويترجم لهم مرشد الحملة وهو الشاب الوحيد، فلما فرغ الشيخ من حديثه جاء المرشد ليسلم عليه، فأُخبر أنه الشيخ ابن عثيمين، فإذا بالشاب ينظر للشيخ باستغراب وقد اتسعت حدقتا عينيه، وقال: الشيخ محمد بن صالح العثيمين؟! فقالوا: نعم. فإذا به يحتضن الشيخ وعيناه تدمعان، ويكرر اسم الشيخ فرحاً، ثم أخذ مكبر الصوت، ونادى في أفراد الحملة بكلام -يقول الراوي:- لم نفهم منه سوى ترديده لاسم الشيخ، وكانت المفاجأة الكبرى عندما أخذ أفراد الحملة يبكون، وارتفعت أصواتهم وهم يرددون اسم الشيخ العثيمين، فقال الشاب: يا شيخ هؤلاء كلهم طلابك! هؤلاء كانوا يدرسون كتبك في الأقباء تحت الأرض لما كان تعليم الإسلام ممنوعاً عندنا، وهم في شوق للسلام عليك، فهل تأذن لهم؟ فأذن لهم الشيخ، فأقبلوا يقبّلون رأسه ويديه وهم يبكون ويرددون اسمه. قال الراوي: فكان من أشد المواقف تأثيراً، وما أعلم من بقي في ذلك المكان إلا وبكى تأثراً بما رأى وسمع. وقال الشيخ محمد بن عبدالجواد الصاوي -أحد مرافقي الشيخ وقارئ الأسئلة عليه في المسجد الحرام-: في إحدى المرات كان ذاهباً فيها إلى البيت من الحرم بعد إلقاء دروسه، وكنت كما هي العادة أذهب معه وأوصله إلى البيت: استوقف أحدَ المدخنين وهو يمسك دخينته، ونصحه بلطف وهدوء حتى رمى هذا المدخن الدخينة من يده لما رآه من هيبة هذا الرجل الذي نصحه، ورأى الناس خلفه بأعداد هائلة كلهم يريد سؤاله واستفتاءه، فسألني وأنا أسير خلف الشيخ: من هذا؟ فقلت له: الشيخ محمد بن عثيمين، فلم أكمل كلمتي إلا وصرخ من شدة دهشته للموقف، وقال: والله لا أشرب الدخان بعد هذه المرة أبداً! في التواضع يذكر الأستاذ محمد المشوح أنه لما استضاف المترجَم في برنامجه الإذاعي المعروف: "في موكب الدعوة" صدّر اللقاء بتقديم مختصر، يقول: أثنيت فيه على الشيخ رحمه الله بما هو أهل له من الأوصاف العلمية والمديح الصادق، فأوقفني وأوقف التسجيل، وطلب حذف تلك المقدمة، والاكتفاء بالاسم مجرداً من أي مديح أو إطراء وثناء. وفي لقاء آخر في الإذاعة بدأ المذيع في الثناء على الشيخ، قائلا: "فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، من أبناء عنيزة، ومن علماء المملكة، لكم تاريخه المعروف"، فما كان من الشيخ إلا أن قال بصوت ظهر في التسجيل: "أستغفر الله وأتوب إليه". وكان الشيخ رحمه الله يكره أن يُمدح، ولا يرضى أن تُضفى الألقاب على اسمه، وحدثني الشيخ عمر بن سليمان الحفيان أنه لما أراد طبع المجلد الأول من الشرح الممتع قام الشيخ وشطب بيده الألقاب من صفحة العنوان، وأبقى اسمه مجرداً، وقال: هكذا تطبعونه. وهناك مقطع متداول للشيخ يمنع فيه أحد الطلبة بإصرار من أن يكمل قراءة قصيدة فيها مدح له. وذكرت أم إبراهيم أنها وقفت في طريق الشيخ في الحرم أواخر حياته لتسأله عن فتوى، فوقف مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقف حوله جمع غفير من الرجال يسمعون فتواه، فقالت له: لا أستطيع الكلام وهؤلاء يحيطون بنا. فالتفت إليهم وأمرهم بالانصراف، تقول: ثم انضم إلي مجموعة من النساء، فاستمع الشيخ إلى استفتاءاتهن حتى فرغن. وحدثني الشيخ عمر الحفيان أنه خرج مع الشيخ مشياً إلى المسجد القريب من مكتبة العبيكان في الرياض، فمر في طريقه ببعض عمال النظافة، فاقترب منهم، وصافحهم مسلّماً عليهم بوجه بشوش، وسألهم عن أحوالهم، ويقول: لم يترك أحداً في طريقه إلا ويسلم عليه، وكان يسلم على الأطفال الذين يلعبون الكرة في الشارع، ويرشدهم بلطف للذهاب إلى المسجد! وذكر الأستاذ سامي العزيّر أن ابنه أحمد وعمره ثمان سنوات قام بسحب الشيخ من بين تلاميذه إلى خارج المسجد قائلاً له: تعال سلّم على بابا سامي! يقول: وكنت خارج المسجد، فرأيت الشيخ الجليل يخرج مع ابني أحمد بهيبته وهو يبتسم، فقبّلت رأسه، وشكرته، واعتذرت منه على تصرف الولد، ولكنه كان مسروراً جداً، ولم يبد أي تضايق! في عدم التكلُّف كان الشيخ رحمه الله مجانباً للتكلف في ملبسه ومظهره، وكان مشلحه (البشت) من الأنواع العادية الرخيصة، ويبتعد عن الأبَّهة والمظاهر، كما كان سهلاً ليناً في تعامله، ومن هنا توجد قصص كثيرة وطريفة عن عدم معرفة بعض الناس له، وعدم توقعهم أن يكون هذا الشيخ ذو المظهر العادي هو الشيخ ابن عثيمين! ومن أغرب هذه المواقف أن المترجَم كان عائداً من المسجد إلى بيته مشياً كالعادة، فإذا حشد من الناس وطوق من الجنود حول منزله يمنعون أي شخص من الاقتراب، فأراد الشيخ أن يخترق الجموع ليصل إلى منزله، فمنعه الجنود بحجة أن الملك فهد يقوم بزيارة الشيخ ابن عثيمين! فقال لهم: أنا ابن عثيمين! وأكّد لهم ذلك؛ حتى وافقوا على دخوله منزله، ليجد الملك ينتظره في المجلس! في رقة القلب ذكر الشيخ خالد الحمودي أنه قُبيل وفاة الشيخ كان في مجلس وتليت قصيدة فيها ذكر الموت، فبكى الشيخ بكاء شديداً، وهو يسأل الله قائلاً: اللهم أعنّا على الموت.. اللهم أعنا على الموت! في الصبر على الأقدار تقول زوجة الشيخ أنه لما علم بإصابته بمرض السرطان تلقى الخبر بالصبر والاحتساب، وتقول: حتى إنه رحمه الله حمل همّ تلقينا نحن للخبر، وقد ذكر لي أحد أبنائي بعد ذلك بأن الوالد رحمه الله طلب منهم عدم ذكر شيء لوالدتكم وأخواتكم، واتركوا ذلك لي، وقد قام رحمه الله بنقل الخبر لنا بالتدريج، نسأل الله تعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته. وتقول: أما صور صبره رحمه الله فقد تجلت أثناء مرضه، فقد كنت أعلم أنه يعاني آلاماً شديدة، وقد كان الألم يوقظه من نومه عدة مرات في الليل، ولكنه عندما يُسأل عن الألم كان يرد بوجود ألم، ولكنه يضيف: بأنني أقول ذلك من باب الإخبار، وليس من باب الشكوى، لأنه رحمه الله يعرف جزاء الصابرين. في العبادة ذكر الشيخ حمد العثمان الكويتي -أحد أصحاب المترجَم- أن الشيخ كان لا يترك قيام الليل حتى في السفر، ومرة سافر مع الشيخ للعمرة بالسيارة، وعند العودة استسلم الجميع للنوم لشدة التعب، يقول: واستيقظت من النوم في منتصف الليل، وإذا بالشيخ قائم يصلي، فقلت في نفسي: يا سبحان الله! أنا شاب أستسلم للنوم، وهذا شيخ كبير يستسلم للصلاة والعبادة؟ فتوضأت ثم شرعت في الصلاة اقتداء بالشيخ، فحاولتُ أن أصارع النعاس وأغالبه، فلم أتمكن من ذلك حتى صرعني النعاس، فخلدت إلى النوم، وتركت الشيخ يصلي! في الرحمة ذكر الشيخ أيمن أبانمي حادثة شهدها فيها عبرة وطرفة، قال: كان في أحد دروسه في سطح الحرم، فأتت هرة بين الصفوف، والشيخ كان يلقي الدرس، فأوقف الشيخ الدرس وقال: ماذا تريد هذه الهرة؟ لعلها تريد ماء، اسقوها ماء. فسقوها، ثم ذكر الشيخ فائدة عن حكم سؤر الهرة، ثم قال بعد ذلك: هذه فائدة بمناسبة حضور الهرة! فضحك الجميع. في إنكار المنكر يقول الدكتور سعود مختار: من مواقفه التي لا أنساها أنه دعي إلى إلقاء محاضرة في إحدى المؤسسات الرسمية، وكانت ثمة صور كبيرة في المنصة بشكل فيه تعظيم لا يليق، فأمر الشيخُ مسؤولَ المؤسسة أن ينزلها، فأبى، فأصر ورفض أن يبدأ محاضرته قبل إنزال الصور، ولما رفض هذا المسؤول أخذ الشيخُ طلابه الذين كانوا بالآلاف وانتقل بهم إلى مسجد قريب، حيث أقام المحاضرة! مما اضطر هذا المسؤول للحاق به والاعتذار. وذكر الشيخ ناصر القفاري أن المترجَم لما سمع بمظاهرة بعض النسوة في الرياض لأجل قيادة المرأة للسيارة وبعض المطالب التغريبية: اتصل الشيخ بأمير الرياض في منزله، فأخبروه أنه نائم، فطلب إيقاظه وأن يبلَّغ أن ابن عثيمين يريده في أمر ضروري، فلما كلمه أخبره الشيخ بما حصل، وأوصاه أن يتدخل بنفسه في وضع حد لذلك. ومن الجدير بالذكر أن منهج الشيخ في إنكار المنكرات العامة كان عبر مناصحة المسؤولين بالإسرار ما استطاع، بعد التأني والتثبت ورؤية الطريقة الأنسب، وكان يُنكر الأساليب غير المنضبطة مثل التشهير والتهييج العام. في دقة المواعيد والمحافظة على الأوقات يذكر الشيخ عبدالله الطيار وفقه الله موقفا عجيباً، يقول: إن الشيخ دعاه دعوةً خاصة للغداء أواخر سنة 1403 ودعا معه عميد كلية الشريعة ووكيلها فقط، وطلب منه الحضور الساعة الثانية ظهراً، وأكّد عليه بعدم التأخر. ويقول: إنه تأخر في الخروج مع العميد لبعض الأشغال في الكلية ووصلا بعد عشر دقائق (فقط!) من الموعد، يقول: فتفاجأنا بأن الشيخ راكب في سيارته! فنزلت وقلت له: أين تذهب يا شيخ؟ فقال: الأولاد عندكم تغدوا معهم! فقلت له: ما جئنا من أجل الغداء، جئنا لنجلس معك، ووالله إن ذهبت لن ندخل! فضحك الشيخ، وقال: لا بأس، بشرط ألا تتأخر مرة أخرى! فقلت: إن شاء الله، ولكن السبب كذا وكذا. فأعطانا الشيخ درساً عملياً في دقة المواعيد والاهتمام بها والحرص عليها. ومن أجلى صور محافظة الشيخ على وقته أن عدداً من المتون قرئت عليه في طريقه وممشاه الدائم من بيته لمسجده، وكذا صححت عليه مجموعة من المذكرات، وكانت الجموعُ تمشي معه وتستفتيه. وذكر الشيخ وليد الحسين أن الشيخ كان يجيب على الفتاوى وهو يأكل طعامه، يقول: وكان يغتنم الوقت في سفره، فكنت كثيراً ما أراجع معه مذكرات الدروس التي كتبتها عنه، وإذا كان السفر بالسيارة مسافات بعيدة تزيد على خمس ساعات يملأ الطريق فائدة ما بين قراءة للقرآن أو مراجعات أو قراءة في كتاب، أو يخلو بنفسه في مراجعته. ولما سئلت زوجة الشيخ: لماذا لم يكن الشيخ يحنِّي لحيته أجابت: لم يكن لديه الوقت! في سعيه في منفعة الناس لن أتكلم عن شفاعته ومساعدته للمحتاجين أو مساعيه الخيرية، ولا سعيه لنفع الناس في دينهم، فكل ذلك كثير مشتهر، ولكني أتناول سعيه في مساعدة الناس في أمورهم الدنيوية، يحكي الشيخ عبدالرحمن النهابي أن الشيخ كان يتحدث كثيراً مع من يزوره من المسؤولين في مختلف الموضوعات والمشاريع التي تهم عامة البلد وتنفعه، ومن ذلك لما عانى أهل عنيزة نقص المياه سعى لدى المسؤولين لإيجاد حل، ولما علم أن من الأسباب حاجة المدينة إلى مزيد من الآبار شجع الأهالي لزيادتها، وقال إنه سيتولى جمع المبلغ المتبقي لاستكمال التكلفة المتوقعة، وفعلاً استطاع جمع مليوني ريال قبيل مرضه، وحصل النفع والصدقة الجارية بإذن الله على بلده. ويذكر الأستاذ عبدالكريم المقرن أن الشيخ كانت تأتيه مهاتفات للسلام والاطمئنان عليه من بعض مناطق المملكة، فكان يسألهم أيام المواسم عن هطل الأمطار، وكان يسر بسماع خبر وفرتها، ويحمد الله ويشكره. في عنايته بأسرته وصلة أرحامه مع ازدحام وقت الشيخ بالأعمال الجليلة يذكر ابنه الأستاذ عبدالرحمن أن أباه خصص ليلة الجمعة كل أسبوع لزيارة عمته في عنيزة، وكان حريصاً ألا يفوّت فرصة زيارتها. وتقول زوجة الشيخ: كان للعائلة رحلة أسبوعية وهي يوم الجمعة بعد الصلاة، حيث نخرج إلى منطقة برية قريبة ونتناول طعام الغداء، وكان يستغل ذلك الوقت في مشاركة أبنائه في بعض المسابقات، كالجري، وحل الألغاز، وكان يصطحب معه بندقية صغيرة، ويتبارى مع أبنائه في الرماية، وغير ذلك. وتقول: إن سعادته في منزله كانت تتجلى في جلساته مع أبنائه كباراً وصغاراً، وبعد ذلك كنت تلحظ علامة السعادة والفرح عند استقباله لأحفاده، فكان رحمه الله يفتح عباءته (بشته)، ثم يدخلهم، ويبدأ بالسؤال عنهم، ثم يفتح (بشته)، ويكرر ذلك عدة مرات، بعدها يأخذهم إلى مكتبته، وكان يحتفظ بها بنوع معين من الحلوى كنا نحرص على ألا يجدوه إلا عنده رحمه الله، فيعطيهم منها، وكانوا يسمونها: "حلاوة أبوي"، كما كان رحمه الله برغم مشاغله يعودهم في منازلهم إذا سمع بمرض أحدهم، وكذلك يذهب لزيارتهم في المستشفى إن كانوا هناك، وكان لذلك أكبر الأثر في نفوس الأحفاد وآبائهم وأمهاتهم. وقالت: وكان رحمه الله ينظم وقته ويهتم بذلك كثيراً، فللتدريس والفتوى والدعوة وقت، وللعبادة أوقات، وللأسرة والأبناء وقت، وكذلك للالتزامات العائلية وصلة الرحم أيضاً وقت، وكان رحمه الله عندما لا يستطيع الوفاء بالالتزامات الأسرية حضورياً كان يحرص على المشاركة ولو هاتفياً، حتى لو تغيب رحمه الله عن المنزل سواءً في ارتباطاته العلمية والتدريسية داخل عنيزة أو إذا كان مسافراً: كان رحمه الله متابعاً لأبنائه، بالسؤال عنهم هاتفياً، وكذلك بتفقدهم عند عودته، ودوري لا يُذكر، فقد كان حسه معنا دائماً، وفي العموم كنت أُشعر الأبناء بأن والدهم مسؤولياته كبيرة وأعماله كثيرة، وأصبّرهم بذلك، وكان رحمه الله يعوضهم عن ذلك حال عودته. في حسن الخلق القصص في حسن خلق الشيخ كثيرة جداً، من ذلك ما يحكيه الأستاذ عبدالله بن إبراهيم السلوم: أن أحد فنيي الكهرباء الهنود من غير المسلمين كان عمل في منزل الشيخ مدة، يقول: ثم عمل عندي، وقال لي: أسلمت. فقلت له: كيف؟ فقال: أسلمت بسبب تعامل الشيخ اللطيف معي. ويقول السلوم: كان يتعامل مع الجميع بالحسنى. ومرة كان الشيخ عائداً من المسجد الحرام إلى مقر إقامته، فإذا ثلة من الشباب يلعبون الكرة وقد انشغلوا عن الصلاة، فوقف الشيخ ينصحهم ويذكرهم، ولم يعرفوه، فقام أحدهم ورفع صوته على الشيخ وجعل يسبّه، فأخذ الشيخ يلاطفه، وقال له: تفضل معي إلى السكن لنتحدث، وأقنع من بجانب الشيخ الشاب أن يسمع كلام الشيخ، فلما دخل مقره استضافه، ثم غاب عن المجلس لدقائق، فقال الحاضرون للشاب: هل تعرف من هو هذا الشيخ؟ فقال: لا! فقالوا: هذا الشيخ ابن عثيمين.. فتغير وجه الشاب، فما إن دخل الشيخ حتى قام إليه الشاب منكباً على رأسه يقبله وهو يبكي، وكان هذا الموقف سبباً في هداية هذا الشاب واستقامته. في الديانة والورع في الفتوى كان الشيخ رحمه الله لا يستنكف عن التراجع عن رأيه إن ترجح له خلافه، ولهذا تراجع عن عدد من المسائل، منها ما أخبرني الشيخ عمر الحفيان أنه راجع المترجَم في مسألة كون الحيض ينقطع في الحمل ليكون غذاء للجنين كما ذكر بعض الفقهاء، وأحضر له مراجع طبية، فرجع عن القول بذلك. وذكر الأستاذ عبدالكريم المقرن أنه في أثناء تسجيل برنامج سؤال على الهاتف مع المترجَم جاءه سؤال عن صحة حديث، فتوقف وقال: الله أعلم، وأرجو أن تحيلوا هذا السؤال بخصوص هذا الحديث إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز. كما ذكر أن الشيخ كان يقول في برنامج نور على الدرب: أرجو من الأخ السائل ألا يطرح السؤال بهذه الصيغة: ما حكم الشرع في المسألة الفلانية، بل يجب أن يصحح سؤاله ويقول: ما حكم الشرع في نظركم في المسألة الفلانية، أو: ما رأيكم في المسألة الفلانية؟ لأن العالم قد يُخطئ، فيُنسب القول إلى الشرع، والأمر خلاف ذلك . |
2012- 10- 25 | #84 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
|
2012- 10- 25 | #85 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
الله يفتح عليك يابوسي كات قولي امين
تسلمي اكثر من التكبير ^_^ |
2012- 10- 25 | #86 |
مراقبة عامة سابقاً
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
اللهــــــــم آميـــــــن لي ولك وللجميع اخي الصغير ,,
الله يثبتك يارب ,, فعلا ما يقـى شي عن المغرب خل ندعي ونذكر الله شوي ,, http://www.upload.jo1jo.com//uploads...21d576e570.gif مقدمـــــــــــــــاً |
2012- 10- 25 | #87 | |
صديق الملتقى
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
اقتباس:
والله فيه معلومات توني ادري عنها عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله |
|
2012- 10- 25 | #88 |
صديق الملتقى
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
عبد العزيز بن عبد الله بن باز (ذي الحجة 1330 هـ - 27 محرم 1420 هـ) قاضي وفقيه سعودي شغل منصب مفتي عام المملكة السعودية منذ عام 1413 هـ حتى وفاته.[1] كان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350 هـ. ولد في الرياض وفيها توفي. نسبه آل باز - أسرة عريقة في العلم إلى جانب التجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق ومن أعيان هذه الأسرة الشيخ عبد المحسن بن أحمد آل باز المتوفى سنة 1342هـ الذي تولى القضاء بالحوطة ثم الإرشاد في هجرة الأرطاوية. والشيخ مبارك بن عبد المحسن بن باز والشيخ حسين بن عثمان بن باز وقد تولوا القضاء في عدد من مناطق المملكة. أما أصلهم فمن المدينة المنورة وقد انتقل أحد أجدادهم منها إلى الدرعية ثم إنتقلو إلى حوطة بني تميم. [عدل]التعليم نشأ ابن باز عند والدته لأن والده توفي وهو صغير ونشأ عند والدته كانت اسرته تريده أن يعمل بالتجاره لجلب المال لهم ولكنه قد فضل الدراسة على ذلك. حفظ ابن باز القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم إلتحق بطلب العلم على العلماء في الرياض وكانت البيئة التعليمية في ذلك الوقت عامرة بالعلم الشرعي عن طريق التعليم في المساجد والكتاتيب. فبدأ الشيخ تعليمه بحفظ القرآن الكريم كما هي عادة السلف الصالح ولما نجح وبرز في العلوم الشرعية واللغة عين في القضاء عام 1350 هـ كنه لازم البحث والتدريس. لم يكن الشيخ يحفظ جميع أمهات الكتب السنية. إذ لما سألته مجلة المجلة تحفظون عن ظهر قلب عدداً من أمهات الكتب قال:«لا أحفظها. قرأنا الكثير ولكن لا أحفظ منها الشيء الكثير قرأنا البخاري ومسلم مرات، قرأنا سنن النسائي وسنن أبي داود وما أكملناهما. قرأنا سنن ابن ماجه لكن ما أكملناه. قرأنا جملة كبيرة من المسند (أي مسند أحمد) والدارمي، نسأل الله أن يتقبل وينفع بالأسباب.[2]» [عدل]الحالة الأسرية له زوجتان وله أربعة أبناء : عبدالله وعبد الرحمن وأحمد وخالد وله ست بنات. [عدل]العمل صدر أمر الملكي بتعيينه رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ثم مفتياً عاماً للملكة العربية السعودية ورئيساً لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء وكان نائبه في رئاسة هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الرزاق عفيفي وبعد وفاته أصبح المفتي العام الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ نائبًا له. عمل أيضاً كرئيس للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي أصدرت هذه الفتاوى وكان نائبه المفتي الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ أيضاً. وكان رئيساً وعضواً للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ورئيساً للمجلس الأعلى العالمي للفتاوى ورئيساً للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي. وكان عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في بريدة. وعضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. سبق له وأن ترأس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حيث كان يلقي المحاضرات ويلخص الندوات العلمية لطلاب ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق والانتقاد بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسبق له أيضاً أن كان عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. كما أنه كان أحد المشاركين الرئيسيين في إذاعة القرآن الكريم السعودية وخصوصاً في برنامج نور على الدرب. [عدل]العلم الشرعي [عدل]شيوخه تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ قاضي الرياض ومفتي نجد وقد لازم حلقاته عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس مجلس القضاء الأعلى وسعدون حمادي المطلق قاضي رجال المع. الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين ابن الإمام محمد بن عبد الوهاب والشيخ سعد بن حمد بن عتيق وسعد بن وقاص البخاري عام 1350 هـ - وهو المعروف لدى البخاريين في مكة وما جاورها بالسيد وقاص القارئ - وكان الشيخ سعد بن وقاص قد تلقى جزءاً من تعليمه الديني بالازهر الشريف في القاهرة. [عدل]تلاميذه وله طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها ونذكر بعضهم من الداخل منهم الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ عبد الله بن جبرين والشيخ عبد العزيز الراجحي والشيخ عبد العزيز السدحان والشيخ عبد الله بن قعود والشيخ سعد بن تركي الخثلان والشيخ عبد الله العتيبي. الشيخ عبد العزيز المشعل والشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي والشيخ صالح الأطرم والشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري الشيخ عبدالعزيز آل سليمان والشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم الحمدومعالي الشيخ عبدالمجيد العبود والشيخ الدكتور حمد الشتوي والشيخ علي اباالخيل [عدل]مؤلفاته مؤلفاته على النحو التالي: الكافي والمترجم الوافي الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين. الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته. بيان معنى كلمة لا إله إلا الله. التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة. تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل. ثلاثة رسائل: العقيدة الصحيحة وما يضادها. الدعوة إلى الله في محكمة العدالة. تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد. التبيان في فلسفة أهل الرومان رسالتان هامتان: وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها، الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة. الولاء والبراء في الميزان الرسائل والفتاوى النسائية: اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري. الفتاوى: ط مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية. فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين. فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة. فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند. فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة. فتاوى وتنبيهات ونصائح. الفوائد الجلية في المباحث الفرضية، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة أشرف على تجميعه وطبعه د. محمد بن سعد الشويعر. من ا - 12 طبعة دار الإفتاء. مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء. مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية. نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع. وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها. شرح ثلاثة الأصول. الرسائل الصغيرة الأذكار التي تقال بعد الفراغ من الصلاة. إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من لاينكر ذلك. التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ماله. التحذير من البدع. التحذير من القمار وشرب المسكر. التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج. تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة من الأدعية والأذكار. تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة للشيخ أحمد خادم الحرم النبوي. ثلاث رسائل في الصلاة: كيفية صلاة النبي ، وجوب أداء الصلاة في الجماعة، أين يضع المصلي يديه بعد الرفع من الركوع. الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح. الجواب المفيد في حكم التبشير. حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات أو وصف الرسول بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، والرد على الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك. حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار. حكم الصلاة على النبي والإشارة إليها بالحروف. حكم الغناء. حكم مقابلة المرأة للسائق والخادم. خطر مشاركة الرجل للمرأة في ميدان عمله. الدروس المهمة لعامة الأمة. الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة. رسالتان في الصلاة. رسالتان موجزتان عن أحكام الزكاة والصيام. رسالة عن حكم شرب الدخان. رسالة في إعفاء اللحى وحلق الإبط. رسالة في الجهاد. رسالة في حكم السحر ووالشعوذة. رسالة في مسائل الحجاب والسفور. رسالة في وجوب الصلاة جماعة. رسائل في الطهارة والصلاة. السفر إلى بلاد الكفرة. العقيدة الصحيحة وما يضادها. عوامل إصلاح المجتمع مع نصيحة خاصة جدا. الغزو الفكري ووسائله الإلكترونية الدقيقة. فتاوى في حكم الغناء والإسبال وحلق اللحى والتصوير وشرب الدخان والرقص والفتور الجنسي. فتاوى ورسائل في الأفراح. فضل الجهاد والمجاهدين. كيفية صلاة النبي . ماذا يجب عليكم شباب الإسلام. مجموعة رسائل في الصلاة. موقف اليهود من الإسلام. نصيحة المسلمين وفتاوى بشأن الجولات وخطرهم على الفرد والمجتمع. نصيحة وتنبيه على مسائل في النكاح مخالفة للشرع. هكذا حج الرسول . وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه. في ظل الشريعة الإسلامية. وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة والمهرطقه. دعوة للتوبة النصوحة. بيان لا إله إلا الله. العلم وأخلاق أهله. أهمية العلم في محاربة الأفكار المنحازة. أصول التقية في السنة النبوية. لا دين حق إلا دين الإسلام. التحذير من الإسراف في الكحوليات. يا مسلم احذر تسلم. بيان التوحيد. السحر والزندقة. الأجوبة المفيدة عن بعض رسائل المفيدة. رسالة في التبرك والتوسل. مسئولية طالب العلم تجاه معلمه. إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية. نصائح عامة. هذا ما طبع, ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام, تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع), التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة, تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان, إلى غير ذلك. [عدل]الإرث الثقافي [عدل]صفاته امتاز ابن باز باعتدال في بنيته مع المهابة وهو ليس بالطويل البائن ولا القصير جداً بل هو عوان بين ذلك مستدير الوجه حنطي اللون أقنى الأنف ومن دون ذلك فم متوسط الحجم ولحية قليلة على العارضين كثة تحت الذقن كانت سوداء يغلبها بعض البياض فلما كثر بياضها صبغها بالحناء وهو ذو بسمة رائعة تراها على أسارير وجهه إن ابتسم. [عدل]مظهره يعتبر ابن باز حسن الهيئة جميل المظهر ولا يتكلف في ذلك أبداً ويحرص على لباس البياض في ثيابه ويحب ارتداء الثياب الواسعة، وثيابه تصل إلى أنصاف ساقيه ويزين ثيابه بعباءة عودية اللون وهو سلفي في المظهر والشارة. [عدل]هيبته مما تميز به أيضاً الهيبة وقد ذكر غير واحد من كبار العلماء الفضلاء وطلبة العلم أن للشيخ هيبة فيها عزة العلماء مع عظيم مكانتهم وكبير منزلتهم وهذه الهيبة قذفها الله في قلوب الناس وهي تنم عن محبة وإجلال وتقدير له لا من خوف وهلع وجبن معه بل إن ابن باز قد فرض احترامه على الناس بجميل شمائله وكريم أخلاقه مما جعلهم يهابونه حياء منه ويقدرونه في أنفسهم أشد التقدير. ومما زاد هيبته أنه ابتعد عن ساقط القول ومرذول اللفظ وما يخدش الحياء أشد الابتعاد فلا تكاد تجد في مجلسه شيئاً من الضحك إلا نادراً ولماماً بل تجد مجالسه عامرة بذكر الله والتفكر والتأمل في الدار الآخرة. [عدل]قوة حافظته وحضور بديهته ومما تميز به ابن باز قوة الحافظة وسرعة البديهة واستحضار مسائل العلم بفهم واسع ووفرة في العلم وشدة في الذكاء وغزارة في المادة العلمية فهو صاحب ألمعية نادرة ونجابة ظاهرة. والشيخ ممن من الله عليه بحفظ الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم واستحضارهما ولا يكاد يفوته من متونهما شيء إلا اللهم أنه سئل مرة فقال السائل: هل تحفظ الصحيحين فأجاب قائلاً - نعم ولله الحمد والمنة - إلا أن صحيح مسلم يحتاج إلى نظر وتربيط. ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافظته وحضور بديهته أنه في كلماته ومحاضراته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال أهل العلم الشرعية يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها مبيناً الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول. [عدل]تواضعه التواضع هو انكسار القلب لله وخفض جناح الذل والرحمة للخلق ومنشأ التواضع من معرفة الإنسان قدر عظمة ربه ومعرفة قدر نفسه فابن باز قد عرف قدر نفسه وتواضع لربه أشد التواضع فهو يعامل الناس معاملة حسنة بلطف ورحمة ورفق ولين جانب لا يزهو على مخلوق ولا يتكبر على أحد ولا ينهر سائلاً ولا يبالي بمظاهر العظمة الكاذبة ولا يترفع عن مجالسة الفقراء والمساكين والمشي معهم ومخاطبتهم باللين ولا يأنف أبداً من الاستماع لنصيحة من هو دونه. [عدل]طالع أيضاً عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ صالح الفوزان محمد الأمين الشنقيطي عبد الله بن جبرين محمد بن عثيمين عبد الله بن حسن بن قعود محمد بن عبد الرحمن آل إسماعيل علي عبد الله الجمعة عبد الله القصير [عدل]مصادر ^ رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بن باز، تاريخ الولوج 27 أغسطس 2011 ^ أجرى الحوار مندوب مجلة المجلة، ونشر في عددها رقم (806) الصادر بتاريخ 23/2/1416هـ، وأعيد نشرها في عدد (1006) 23-29/5/1999، صفحة 28. [عدل]وصلات خارجية الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز جنازة الشيخ عبد العزيز بن باز (فيديو) في يوتيوب الشيخ محمد آل إسماعيل يروي لـ «الجزيرة» جانبا من علاقته بالشيخ عبد العزيز بن باز أيام مع سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز 1/2 سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز 2/2 |
2012- 10- 25 | #89 |
مراقبة عامة سابقاً
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
|
2012- 10- 25 | #90 |
مراقبة عامة سابقاً
|
رد: شخصيــــــــات رائعه مرت في حياتنـــــا وحياة آباءنا وأجدادنــــا ,,
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|