|
منتدى كلية الدراسات التطبيقية و خدمة المجتمع منتدى كلية الدراسات التطبيقية و خدمة المجتمع ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طلاب و طالبات كلية الدراسات التطبيقية و خدمة المجتمع و نقل آخر الأخبار و المستجدات . |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قضايا المجتمع ودور التربية الإسلامية فيها
مفهوم التربية الإسلامية ومهمتها في حل قضايا المجتمع : فالتربية في الإسلام، نظرياً وعملياً، لا تجد مرجعيتها إلا في الدين، ومفهوم العلوم ليس مقصوراً على علوم الدين، بل يشمل كل المعارف التي كشف الله عنها للبشر. وسريان روح الدين في كل شعاب الحياة والمعارف في المنظور الإسلامي هو المفهوم الصحيح للتربية. فالتربية في الإسلام منهح متكامل يعنى بالجسم والروح والعقل. ومن أجل تكامل النظرة الإسلامية إلى الحياة والوجود والمجتمع، جمعت التربية الإسلامية بين تأديب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم، فهي تعني بالتربية الخلقية والصحية والعقلية دون إعلاء لأي منها على حساب الآخر. ولذلك ينشأ المسلم سوياً قوى الصلة بالله، محققاً لرسالته في الحياة. أما غاية التربية فهي بناء الإنسان وصياغته بالصورة التي يتمكن من حمل رسالة الاستخلاف في الأرض بالعبادة والتعمير. فالتربية في الإسلام لها منافذ متعددة، منها الأسرة والمسجد والمجتمع إلى جانب المؤسسات التربوية النظامية من المدارس والجامعات. والنظر إلى واقع الحياة العصرية يبيّن لنا، للأسف، أن هذه المنافذ التربوية تتعرض الآن لرياح العولمة وتحدياتها. فالإعلام الملوث بالأفكار المسمومة تغشي البيت والمدرسة، بل باتت معاني الأسرة في خطر عظيم. ورسالة المسجد والدعوة تكالبت عليها الأعداء بدعاوي شتى ! وما ذلك إلا لأن التربية في الإسلام ليس نظاماً قائماً بذاته، وإنما هي نظام ذو علاقة وثيقة بالأوضاع السياسية والإقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الذي تخدمه التربية. ومهمة التربية في الإسلام عملية اجتماعية شاملة تضم كل شرائح المجتمع وطبقاته، إبتداء بالنشء في الأسرة مروراً بالعوام وأرباب المهن، وإنتهاء بالنخب والمثقفين. فقوام الأمة وأساسها هي التربية الخلقية التي يصفها القرآن ب( التزكية) ) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)( (الشمس). ولذلك فتطهير النفس وتزكيتها من رزائل الأعمال والخصال وتحليتها بالفضائل إنما هو شرط جوهري لإحداث التغيير الإجتماعي المنوط به نهضة الأمة ) إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (11) ( (الرعد). والتربية بهذا المعنى إنما هي غرس للمبادئ والقيم وأخلاق الفطرة السوية، من عدل ومساواة وصدق وإخلاص، في صميم قلب الإنسان، والنشء خاصة، لتُسقَى بماء التعارف والتواصل والتراحم بين الناس فتؤتي أكلها وثمارها سلاماً ووئاماً وتعاوناً في المجتمع الإنساني:) فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (159)( (آل عمران). ) وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(2)( (المائدة). والمشكلة الاجتماعية - كما هو معروف - مترامية الأبعاد ومتشابكة الأطراف لها أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل والزمنية والمكانية، ومشكلات المجتمع - على اختلاف أنواعها ودرجاتها - إنما هي ظواهر اجتماعية تنصب على الإنسان والمجتمع في آن واحد فهي تختلف عن الظواهر الطبيعية (الفيزيقية) من حيث الضبط والتفسير والتنبؤ وطبيعة متغيراتها وفروضها ونظرياتها والقوانين التي تحكمها، فالظاهرة الفيزيقية إنما تستند على متغيرات مادية يمكن التعامل معها بالحواس ويمكن التحكم فيها مباشرة وضبطها وقياسها بطريقة غاية في الدقة، أما متغيرات المشكلات الاجتماعية فهي ليست متغيرات مباشرة ملموسة - كما هي في العلوم الفيزيقية - وإنما يستدل عليها من آثار نتائجها المتشابكة والمترابطة والمتلازمة فيما بينها ومن ثم يصعب استقلالها تماماً أو التحكم فيها أو ضبطها، فعملية الضبط والتحكم والتنبؤ والتعميم فيها عملية نسبية. من هنا فإن التربية بصفة عامة (كما يقولون) بنت مجتمعها تعمل من خلاله تستمد موجهاتها منه، ويختلف البعد الاجتماعي للتربية من فلسفة إلى أخرى وفقاً لنظرتها إلى الفرد وعلاقته بالآخرين، ومن هنا تختلف نوعية العلاقات الاجتماعية من مجتمع إلى آخر ومن المنطقي أن ينعكس ذلك بدوره على التربية (فكراً وتطبيقاً). ولا يعني هذا أن نظرتنا للتربية تقتصر على التربية غير المدرسية وتهمل التربية الشكلية خلال مراحل التعليم النظامي العام والجامعي ولكن نعني بالتربية أيضاً جميع الجهود والأنشطة التعليمية. التي تتم داخل المؤسسات التعليمية والتي تهدف إلى تنمية الأطفال والشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتنمية أنفسهم ومجتمعهم في الحاضر والمستقبل. بهذا المفهوم الشامل للتربية فإنه من الطبيعي أن تلعب دوراً هاماً بالنسبة للمشكلات الاجتماعية والعكس صحيح فإن المشكلات الاجتماعية تؤثر أيضاً على العمل التربوي في هذه المؤسسات التربوية، ومن ثم تنشأ علاقات ذات أثر فعّال وذات دور ووظيفة من حيث درجة التأثير، فالتربية قد تؤثر بالنسبة للمشكلات وهي في هذا المقام تقوم بدور الفاعل أو المتغير المستقل والعكس صحيح فإن المشكلة الاجتماعية تؤثر أيضاً على التربية فتتغير وتتأثر فلسفتها وسياساتها ومناهجها، ومن ثم فإن التربية تقوم بدور المتغير التابعة. وخلاصة القول: إن العلاقة بين التربية الإسلامية ومشكلات المجتمع هي علاقة تأثير وتأثر أو مثير واستجابة أو فاعل ومفعول به، ومن هنا فهي علاقة تفاعل وتلازم وتتابع في حركة وإطار دائري دائم ومتصل ومستمر. والواقع أننا لا نستطيع أن ندعي أن التربية وحدها تستطيع أن تحل كل مشكلات المجتمع أو حتى مشكلة واحدة منها، ولكن نستطيع أن نقول انه إذا وجهت جهود مخلصة من خلال العمل التربوي والنشاطات والبرامج المدرسية وغير المدرسية فإنه سوف يكون للتربية دور إيجابي في حل مشكلات المجتمع، أما إذا اهملت التربية ولم تعط العناية الواجبة لها وتوضع لها فلسفة واضحة فإنها سوف تقف موقف المتفرج لا حول ولا قوة لها بل تتعدى هذا لتشكل قوى سالبة في بناء الإنسان وتعوق حركة التقدم والتطور في المجتمع. هذا ويمكن إيضاح تأثير التربية الإسلامية على مشكلات المجتمع من خلال: - النشاطات التعليمية داخل المدارس والنشاطات التثقيفية خارج المدارس حيث تستطيع التربية أن تبصر الأطفال والشباب والكبار على حد سواء بمشكلات المجتمع وأبعادها وأسبابها والحلول المقترحة لها، ودور كل فرد من أفراد المجتمع فيها، فعلى سبيل المثال: مشكلة مثل مشكلة المرور، والسلوك الاجتماعي لدى المواطنين فيها في حاجة إلى جهد تربوي كبير للوصول بالجمهور إلى عادات سلوكية سليمة من احترام لقانون المرور واحترام لرجل المرور واحترام حقوق الآخرين في قيادة السيارة وعدم إلقاء القاذورات من النوافذ... إلخ، فهي كلها عادات سلوكية تحتاج أولاً إلى تغيير في المفاهيم والأفكار عند الناس، كذلك تحتاج إلى تغيير في اتجاهاتهم نحو نظرتهم للمرور ولا تستطيع المدرسة أن تقوم بهذا العمل وحدها ذلك لأن عمل المدرسة يتوقف على مرحلة عمرية معينة بعدها يبدأ عمل الوسائط الأخرى التي تساعد المواطنين على تكوين عادات سلوكية جديدة. - تكوين رأي عام مستنير يساهم في حل المشكلات مع عدم إثارته أو تشكيكه عن طريق تقديم المتناقضات المختلفة، لذا لا بد أن نقدم القدوة الحسنة للجمهور من خلال البرامج والأنشطة المختلفة، التي تقدم للمجتمع والتي تساعده على فهم مشكلاته والمشاركة فيها. - العمل على تأكيد الشعور الوطني والانتماء الديني ثم القومي من خلال النشاطات والبرامج التعليمية والتربوية. - إيمان القائمين على العمل التربوي واقتناعهم به لأنهم هم الذين يقومون بدور المعلم والموجه الحقيقي لباقي أفراد المواطنين، فالمعلم والمذيع والصحفي وغيرهم من المشرفين على العمل التربوي لا يستطيعون أن يبذلوا الجهود المختلفة إلا من خلال توفير الظروف والعومل والمناخ المناسب الذي يؤدي إلى الإخلاص والجد في تنوير المواطنين بمشكلاتهم. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المجتمع, التربية, الإسلامية, فيها, ودور, قضايا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ رياض اطفال] : أساليب التربية الإسلامية | da7ey | منتدى كلية التربية بحفر الباطن | 1 | 2012- 9- 26 10:21 PM |
[ رياض اطفال] : التربية الإسلامية بالقصص | da7ey | منتدى كلية التربية بحفر الباطن | 1 | 2012- 9- 26 10:15 PM |
[ تربية خاصة ] : من اساليب التربية الإسلامية | da7ey | منتدى كلية التربية بحفر الباطن | 1 | 2012- 9- 26 10:13 PM |
[ سنهـ تحضيري ] : التحرير العربي , مبادئ التربية , الثقافة الإسلامية , مبادئ علم النفس | ӥоᶂṭӈ | منتدى كلية التربية بالجبيل | 2 | 2012- 9- 12 06:33 AM |