ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > ساحة طلاب وطالبات الإنتظام > ملتقى طلاب الانتظام جامعة الإمام عبدالرحمن (الدمام) > ملتقى كليات العلوم والأداب - جامعة الإمام عبدالرحمن > منتدى كلية الآداب بالدمام
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2012- 5- 11
القرار الأخير
أكـاديـمـي نــشـط
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: اللغة العربية
المستوى: المستوى السابع
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 2770
المشاركـات: 6
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 66642
تاريخ التسجيل: Thu Dec 2010
المشاركات: 192
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 60
مؤشر المستوى: 58
القرار الأخير will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
القرار الأخير غير متواجد حالياً
محاضرات أدب خليج واليمن - سنة 4 - د/ ليلى

سلآآآآآم بنإأإأت
كيفكمـ..؟

بنات سنة رابعة وخصوصي البنر

بلييييييز

اللي عندها المحاضرات من بعد الشهري يعني من المحاضرة ( 7 ) تنزلهم لنا ضروووووري بليييييييز

محتاجينهم
الله يقضي حاجتكم ساعدووووونا .....

موفقاااات
رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 11   #2
نفسيه
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 77282
تاريخ التسجيل: Fri May 2011
المشاركات: 161
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 56
نفسيه will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الادب باالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نفسيه غير متواجد حالياً
رد: محاضرات أدب خليج واليمن - سنة 4 - د/ ليلى

المحاضرة السابعة :
البناء الفني القصيدة والشعر الحر
في الاتجاه الواقعي.
البناء الفني القصيدة والشعر الحر
بدايات الشعر الحر:
ظهرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية محاولات تجديد في بنية القصيدة في الشعر العربي , مهدت لها ترجمة علي أحمد باكثير لمسرحية شكسبير ” روميو وجولييت ” , التي كانت ذات أثر كبير في اتجاه بدر شاكر إلى هذا الشكل الجديد لأنه ذكرها في مجال حديثه عن نشأة هذا اللون . ثم ظهرت قصيدة لنازك الملائكة بعنوان ” هل كان حبا ” من ديوانها ” أزهار ذابلة ” .التغيير السياسي والاقتصادي في المجتمعات العربية . ففي العراق عام 1950 – فترة ظهور الشعر الحر – حفلت الصحف بروح التذمر ثم التحول الفكري والوعي الجديد. على أن الحرية المنشودة لا تعني الانفلات من كل قيد , فلا بد من شكل فني , أو هيكل عام , فقصيدة الشعر الحر تعتمد التفعيلة بدلا من البحر , وعلى التنغيم الداخلي بدلا من القافية , وامتدادها طولا بدلا من البناء العربي المعروف في شكل القصيدة مما يوحي بتفاعل الفنون وتأثرها .فالقصيدة في هذا الشعر تأخذ شكلا معماريا في وحدتها وارتفاعها , من هنا تبدت العلاقة بين فن العمارة وفن الشعر,وشغل بحرا الرجز أولا والمتدارك ثانيا شعراء الشعر الحر , فنظموا على تفعيلاتهما ليسايرا وقع العصر في الثاني , واتساع الأول للزحافات , ونغمته تعبيرية بدائية لاءمت الرغبة المعاصرة في العزوف عن تعقد المدينة . إن مسألة الصلة بين فني العمارة والشعر توضح تحول القصيدة من كونها عقدا ينتظمه سلك يضم حبات لايشكل انفراطها مشكلة لأننا نستطيع إعادة تركيبها ونظمها كيفما اتفق , إلى قصيدة تتخذ بناء عمرانيا متماسكا إذا ما انتزعنا حجرا انهار البناء , وهذا ما نسميه الوحدة العضوية وفكرية الوحدة العضوية قديمة أشار إليها أرسطو في حديثه عن المسرحية , وتأثر بها النقاد بها . ورأى النقاد وجوب تطبيقها في العمل الأدبي , ومشاكلة بناء القصيدة على للبناء الروائي لايعني تقديم أقصوصة شعرية , بل استلهام البناء الروائي أو التصميم المعماري. ونقرأ في المذكرة الثامنة ” من مذكرات بحار“ للشاعر محمد الفايز لنقف على مسألة البناء الفني للقصيدة في شعر الخليج :
ما زلت أذكر كل شيء من مدينتنا القديمة
ثم يسترسل في ذكراه متتبعا المقل الحزينة والغدران التي جفت , وتصوير العيون المترقبة لسفينة تأتي من البصرة , فإن لاحت يعني أن الله استجاب للدعوات , وهنا تتردد صور تعبق بأريج الإيمان , فالصارية كهلال المئذنة والصلاة لله القادر على إحلال الصبر في النفوس , وعلى الرغم من قسوة الحياة فقد كان الإيمان كافيا :
نحن العطاء إذا تعذرت الحياة على العطاء
وفي السماء
الجنة الخضراء والمطر الذي يروي الحقول
لقد استخدم الشاعر الذكرى لتكون مدخلا لبناء روائي , ولكنه أحيانا يتخذ ما يعرف بالبناء الدرامي
البناء الدرامي :
اتبعه السياب في مطولاته ” المومس العمياء ” و“ الأسلحة والأطفال ” و “ حفار القبور ” وهو متأثر بالشاعر إليوت في مطولته ” الأرض الخراب ” أو الأرض اليباب .
ونجد في هذه المطولات الصراع والشخوص ولكنها لاتتطور , و المشاهد عوضا عن الأبيات , وعن طريق هذه المشاهد وهذا الصراع النفسي في أغلب الأحيان تنمو القصيدة الدرامية , ويتردد الحوار , كما تتردد الرموز والأساطير بين حين وحين .
وتربط هذه القصائد الدرامية الثلاث عند السياب بين المأساة الخاصة والمأساة العامة , فننتقل من مجرد حفار إلى موقف إنساني كامل من الموت والحياة.
يقول السياب :ضوء الأصيل يغيم كالحلم الكئيب على القبور
واه , كما ابتسم اليتامى أو كما بهتت شموع في غيهب الذكرى يهوم ظلهن على دموع
والمدرج النائي تهب عليه أسراب الطيور
كالعاصفات السود كالأشباح في بيت قديم
برزت لترعب ساكنيه من غرفة ظلماء فيه
يبدو الإطار الرهيب حين يغيم ضوء الأصيل على رؤوس القبور فيشبه الحلم الكئيب المتلاشي كالشموع الباهتة في مأتم حزين إذ تتراقص ظلالهن على الدموع والآهات , وهنا يبرز الحفار فنتصوره بكفيه الجامدتين وبعينيه الخاليتين من بريق الحياة وبفمه الذي يشبه فتحة في جدار متهدم , فالمشهد تعدى الوصف إلى الإيحاء.
والحفار يعيش بالموت , يحث خطى ملك الموت , يوغل في تصوراته , فيتمنى الموت للجميع ليشبع نهمه إلى المحرمات , وهذا ماولد صراعا عنيفا بين تمنيه الحرب والثورة عليها , وإذا ما التفت إلى نفسه وشعر بوحشيته , اعتذر , فهو لايصنعها , هو جائع يقتات من الموت , هو أمي , وصانع الحرب متحضر , إنه كالمرأة التي تعيش صراعا بين المبدأ والحاجة .
وليس من العبث أن يربط الشاعر بين الشخصيتين في قصيدته , إن حفار القبور مخيف ذهب أبعد من مسألة التناقض بين المبدأ والحاجة , حين استرد ما عطاه لها حين يواريها التراب :
ماتت كمن ماتوا وواراها كما وارى سواها
واسترجعت كفاه من يدها المحطمة الدفينة
ما كان أعطاها
وتظل أنوار المدينة وهي تلمع من بعيد
ويظل حفار القبور , ينأى عن القبر الجديد
متعثر الخطوات يحلم باللقاء وبالخمور
تتبدى ملامح الأسطورة في القصيدة من العودة إلى رحم الأرض من جديد, وقد أثارها الشاعر ضد مشعلي الحروب الذين رمز إليهم بالحفار .

المحاضرة : الثامنة
الشعر المعاصر في اليمن الرؤية والفن
د. عز الدين إسماعيل
رحلة الفن في الشعر اليمني
الشعر اليمني المعاصر جزء من الشعر العربي , وإن كانت له رحلته الخاصة في عالم المعنى , فقد ارتبط الشعر اليمني المعاصر بهموم الإنسان اليمني الخاصة واتسعت دائرة الهموم
لتستوعب هموم الآخرين أو تشارك فيها .
أما فيما يخص تطور الفن في اليمن فهو وإن اتفقت أبينته وأشكاله تتوافق مع كل الأبنية التي استخدمها الشعر العربي الحديث , كان له مسيرته الخاصة .
الخصائص الفنية للرؤية الفنية
(أ) الرؤية الكلاسيكية للواقع .
(ب) الرؤية الرومانتيكية .
(ج) الرؤية الواقعية الفنية للواقع.
الخصائص الفنية للرؤية الفنية
(أ) الرؤية الكلاسيكية للواقع :
ونعني بها طريقة تعامل الفنان مع الواقع وتصوره للأشياء , فالشاعر يتفاعل مع الواقع فنيا ومن خلال صراعه مع موضوعه يولد العمل الفني , وبولادة العمل الفني يكون الفنان قد انتصر.
ومن خلال عملية الصراع تتكشف زوايا كل من الذات والموضوع وتتحدد أبعادهما ومن حصيلة هذه الأبعاد تتكون الرؤية الفنية .
لقد عكس قدرا من الشعر اليمني عن رؤية الشاعر الكلاسيكية للواقع . ونورد مثالا على ذلك مقطوعة للشاعر ”عبد الرحمن بن محمد قاضي ” بعنوان ” إلى أصحاب السواعد السمر ” تقول المقطوعة: لقد عكس قدرا من الشعر اليمن رؤية الشاعر الكلاسيكية للواقع . ونورد مثالا على ذلك مقطوعة للشاعر ”عبد الرحمن بن محمد قاضي ” بعنوان ” إلى أصحاب السواعد السمر ” تقول المقطوعة :
أيها العاملون دمتم لشعبي ذخره في البناء والتعمير
بكمو سوف يرتقي قمة المجد ويجني ثمار عيش نضير
أنتمو- رغم ما به قد تقومون من الكدح والعناء المرير-
أنتمو- رغم ما تعانون من ويلات جهد مضن وعبء كبير-
فوق من يقع الحياة قريرا مطمئنا على الفراش الوثير
بوركت ثم بورطت من زنود , وجهود لكم غدت كالصخور
عيشكم منتجين عيش ذوي الإيسار من دونه , وعيش القصور
فماذا يرى الشاعر في هذه المقطوعة؟
يثمن الشاعر جهد العمال في البناء والتعمير , وأن الشعب سيبلغ قمة المجد عن طريق ما يقومون به من أعمال تسمو على مايقوم به أولئك الميسورين الفارغين.
إنها رؤية تقريرية لما هو كائن وهذه رؤية بسيطة سطحية لأن الشاعر لم يعرف هؤلاء المال , ولم يدخلهم في تجاربه الشخصية , بل كون لهم تصورا ذهنيا .
لذلك غابت هموم العمال , وتصور الشاعر لحياة أفضل .
ولكن ما الذي يخرج الشاعر من نطاق الرؤية الكلاسيكية الضيقة إلى إطار من الرؤية أوسع وأعمق؟
ليس الطريق الفلسفي , بل أن يعيش التجربة بكل أبعادها , وأن يتفاعل مع موضوعه تفاعلا حقيقيا .
وإذا انتقلنا إلى نموذج آخر للشاعر ” محمد سعيد جراءة ” عنوانها ” ليبيا في خطاب الرئيس جمال عبد الناصر ” يتحدث فيه الشاعر عن مؤتمر القمة الذي عقد سنة 1964 وعن قضية فلسطين , فماذا يقول؟
قادة العرب توافوا زمرا في سماء أشرقت بالشهب
دفنوا الأحقاد والأضغان في لحظة توجب موت الغضب
سمعوا صوت فلسطين التي جرحها الناغر لما يرأب
جرح إسرائيل هاتيك التي ولدت مسخا عديم النسب
غرز الغرب شبا خنجرها في حمى الله ومحراب النبي
ورعاها حاقدا أو واقعا تحت تأثير الطماع الأشعبي
كيف ننسى فلذة مبتورة من كيان الوطن المغتصب
نزح المليون من أبنائها ثاكل الأهل سليب النشب
ان كلام الشاعر لا يخرج عن توصيف لحال وفود القادة العرب إلى لقاء القمة تلبية لصوت فلسطين الجريح , ذلك الجرح النازف أبدا الذي ينبغي ألا يهمل , ثم ذكر مآسي الفلسطينيين.
لقد افتقرت الأبيات إلى رؤية فنية , فسجل الشاعر تسجيلا صحفيا أخبارا عامة , لا تلامس المشكلة الحقيقية .فالنص لا يجيب عن أي سؤال أو استفسار يدور في أذهاننا .لذلك فالنص كم هو الأول لا يخرج عن الرؤية الكلاسيكية السطحية.

المحاضرة : التاسعة

الخصائص الفنية للرؤية الفنية
(ب) الرؤية الرومانتيكية
يتفق منهج الروية الرومانتيكية للواقع مع منهج الرؤية الكلاسيكية في عدم دخول الفنان في علاقة جدلية مع موضوعه , أي عدم الالتحام به . والتفاعل معه , واستكشاف أبعاده المختلفة من خلال هذا التفاعل , ثم تملكه آخر الأمر , وتختلف عنه وذلك أن منهج الرؤية الرومانتيكية لايسجل الظاهر كما يعلن عن نفسه ومن أقرب الطرق , بل يضع له بديلا , وهذا البديل إما أن يكون تصورا مثاليا أو تصورا خياليا أو هما معا .تقوم الرؤية الرومانتيكية على رفض الواقع مسبقا , أي إنها تقوم على رفض الواقع , والشاعر فيها لا يعايش التجربة الجدلية مع موضوعه , لذلك تتجه الذات إلى نفسها , وتستنبت موضوعها , وتنتج شعرا يشكل رؤية رومانتيكية , تكون الذات فيا موضوعا , يشكل بديلا للموضوع الواقعي , وهذا هو جوهر الخلاف بين الرؤية الرومانتيكية والرؤية الكلاسيكية .وفي الشعر اليمني قدر كبير من الشعر الرومانتيكي , وتتمثل الرؤية الرومانتيكية فيه في ألوان متعددة ؛ تتمثل في قصائد وطنية , وتتمثل في قصائد الحب , وقصائد الغربة والضياع في المدينة , والوحدة والخيبة والانهزام .قيل إن فئة المناضلين الأحرار الأوائل كانوا مثاليين في رؤيتهم لواقع البلاد ومستقبلها , أي أنهم كانوا لا يصدرون عن إدراك عميق للأشياء , بل عن تصورات براقة جعلوها بديلا منه , لذلك وقفت بهم تلك المثالية عند حدود ضيقة من التصور .هذه النظرة المثالية الضيقة هي رؤية رومانتيكية للواقع , ولكنها في بحثها عن المثال قد تتطور في السلوك العملي إلى حركة إرهاص ثوري , تأخذ على عاتقها مهمة الإطاحة بالواقع الموضوعي من جذوره تمهيدا لحلول النموذج المثالي محله.إن القصائد الوطنية التي قالها الشعراء اليمنيون لهدم صورة الواقع السياسي للبلاد في فترة الخمسينات وأوائل الستينات , هي قصائد رومانتيكية مثالية ذات نزعة ثورية .إن الثورات حين تقوم , تكون قد عرفت البديل الذي تريد أن تحله مكان الواقع , ولكنه يظل بديلا مثاليا إلى أن تتحدد ملامحه الواقعية من خلال الممارسة العملية . فالقصائد التي قالها الشعراء في استقبال الثورة في شهورها الأولى كانت تتغنى بالثورة بوصفها تحقيقا للمثال الرومانتيكي الذي حلم به أكثر من عشرين عاما.قال الشاعر عبد الله البردوني فور قيام الثورة , وهي قصيدة ” ذات يوم ” لكي يتضح لنا المعنى الذي بسطناه . تقول القصيدة : أفقنا على فجر يوم صبي فيا ضحوات المنى أطرب أتدرين ياشمس ماذا جرى؟ سلبنا الدجى فجرنا المختبي وكان النعاس على مقلتيك يوسوس كالطائر الأزغب أتدرين أنا سبقنا الربيع نبشر بالموسم الطيب؟ وماذا؟ سؤالك على حاجبيك تزنبق في همسك المذهب وسرنا حشودا تطير الدروب بأفواج ميلادها الأنجب وشعبا يدوي هي المعجزات مهودي وسيف المثنى أبي غربت زمانا غروب النهار وعدت يقود الضحى موكبي أضأنا المدى قبل أن نستشف رؤى الفجر , أخيلة الكوكب فولى زمان كعرض البغي وأشرق عهد كقلب النبي طلعنا ندلي الضحى ذات يوم ونهتف ياشمس لا تغربي يتحدث الشاعر عن الثورة بوصفها طريقا إلى تحقيق الثورة المثالية التي طالما حلم بها الشاعر , وقد عبر ت القصيدة عن ذلك بصور مختلفة , ولكنها تتفق جميعا في أن واقعا جديدا مشرقا قد حل محل واقع قديم مظلم بغيض.وتتفجر كلمات الشاعر بالبهجة لتحقق ما حلم به وكان قبلا صورة مثالية رومانتيكية . وتتمثل الرؤية الرومانتيكية في جوانب مختلفة من تجربة الشاعر الحياتية , ولعل تجربة الحب في حياة الشاعر , تشكل جانبا له وزنه من مجموع تجارب حياته. لقد عبر الشاعر اليمني عن تجربة الحب بوصفها متخيلة, فصور المرأة مثالا , وصورها في الصورة النقيض المرأة المبتذلة , وفي كلتا الصورتين يكشف الشاعر عن رؤية رومانتيكية لم تتعامل مع الواقع , ولم تتفاعل معه لأنها لم تعرف هذا الواقع , ولكنها وضعت بديلا خياليا وتعاملت معه. نقف عند الأبيات الآتية للشاعر عبد الرحمن بن محمد القاضي , عندما عرف الحب:فالحب فردوس حسن من الرؤى المعسولة ورقة في شموخ وذلة في بطولة في ظله ورؤاه يلقى الخليل خليله فالحب رؤى علوية حلوة خيالية لا تجربة إنسانية حية بين رجل وامرأة , ومن خلال هذه الرؤى يتحقق اللقاء بين الرجل والمرأة, فالرؤية الخيالية تحل محل التجربة الواقعية الحية . وقد عبر الشاعر البردوني عن هذه الرؤية المتخيلة حين قال : حبنا شاعر على ربوة الخلد يحلم يجسم الشاعر معنى الحب , وفي هذا التجسيد تتبدى كل مقومات الرؤية الرومانتيكية لتجربة الحب . ولنقف الآن عند المقطوعة الآتية ” للبردوني ” وهي بعنوان ” نجوى“ : أناجيك ياأخت روحي كما يناجي الغريب خيال الحمى وأهفو إليك مع الأمنيات كما يرتمي الفكر نحو السما وأظما إليك فتروي المنى خيالي , ويزداد روحي ظما وأبكي ويبكي خيالي معي نشيدا يباكي الدجا الأبكما أيا قلب كم ذبت في حبها لحونا مضرجة بالدما وكم هزني طيفها في الدجى وكم هز قيتاري الملهما وكم ساجلتني خيالاتها كما ساجل المغرم المغرما فما عطفت قلبها رحمة ولا فكرت – آخ – أن ترحما يتحدث الشاعر إلى محبوبته التي لا يراها , لذا فهو يناجي طيفها في صورة مثالية لا تنتمي إلى الأرض بل إلى السماء ولا يتحدث إليها , ولقاء الطيف يعني التحليق بأجنحة الخيال التي بدت واهنة , أخفقت في تحقيق أمانيه كلها , لذلك عاد من رحلة الخيال خائبا معذب الروح .لقد خيل له أن الطيف قد زاره مرارا , فناجاه وبادله حبا بحب .يتحدث الشاعر عن رؤيته الخيالية لمحبوب وهمي , يتصوره ساميا بعيد المنال حتى في الخيال , هذا يعني أن الشاعر لا يحدثنا عن تجربة حب حقيقية , تفاعل معها أي ( موضوعه). ونماذج تجارب الحب المتخيلة المبتذلة نلقاها في كثير من الشعر اليمني بشكل يلفت النظر , ومردها إلى غلبة ظاهرة التدين على المجتمع اليمني .نماذج تمثل الاتجاه الرومانتيكي (أو ملامح الرؤية الرومانتيكية) ملاحظة : هذه النماذج تتشابه إلى درجة التطابق.يقول الشاعر لطفي جعفر أمان المسماة ” خلسة “ خلسة تحت ستار الليل حيران الظنون أتقي الأشباح في الحي وأخشاها عيون فانبرت بي في الدجى سيارة تطوي الحزون خفقت للريح تدوي عجلات من ظنون ومضت حتى إذا لاحت ذنوبي من قريب أخمدت أنفاسها واستغفرت قرب كثيب فسرت بي رعشة تاهت بإحساسي الرهيب الدجى والجسد العريان والبيت المريب وأتى كالطيف يخفي شخصه بين الظلال راجفا , محدودبا, دبت خطاه من كلال أشعل المصباح فارتاح , وحي , ثم قال من هنا؟ واجتاز أسوار الهوى عبر الضلال وترامت بعقود الفل في المهد الوثير بين عينيها نداء أحمر الهمس مثير وعلى مبسمها المشبوب ورد وسعير علمتني الحب روضا , وجحيما , وسرير وغفونا , وتمنينا زمانا لا نفيق أي دنيا غرقت بالكون في صمت عميق سعرت أنفاسنا الولهى بنيران الرحيق ودفنا في عناق كل مافيه حريق إن هذه القصيدة تحكي مغامرة غرامية مبتذلة في إطار قصة قصيرة . إن الابتذال يتبدى من خلال الحديث عن الجسد والعري والبيت المريب , والاستجابة لنداء الجسد . فالشاعر ” لطفي جعفر أمان ” من شعراء الجنوب قص مغامرة قد تكون حقيقية إذا ما عرفنا أن الاستعمار قد هيأ كثيرا من أماكن اللهو والخطيئة في عدن وما حولها , ولكن الشاعر لم يقدم في قصيدته تفصيلات حية للتجربة من زواياها وأبعادها المختلفة , بل قدم رؤيته في اتجاه واحد , فجعل تجربته في اتجاه واحد , ولذلك فإن صحت هذه التجربة , فإن الصورة التي وقفنا عليها ماتزال تعكس ملامح رؤية رومانتيكية إن التجارب التي ذكرناها توضح أن ذات الشاعر تخلق موضوعها من ذاتها , فتخلق لنفسها موضوع معاناة تستغرق فيه , لأن المعاناة الموضوعية الواقعية لم تتحقق .وهذه العملية تمثل مشخصا أساسيا من مشخصات الرؤية الرومانتيكية. ولبيان دور الذات في خلق موضوعها , نورد قصيدة الشاعر ” إبراهيم الحضراني ” الذي ينطلق من رؤية رومانتيكية : الله قد صاغك من طينة كسائر الناس ولا أكثر فحدثيني يامنى خاطري من خلق الحسن الذي يبهر مَن جعل الألحاظ فتاكة والثغر مَن صيره يسكر مَن خلق الفتنة غيري أنا أنا , أنا خالقك الأكبر فالمرأة خلقت مثل البشر من طين , أما حنها الباهر وتفصيلاته فهو من صنع الشاعر . ولكن من أي شيء صنع الشاعر تلك الصور المثالية : خلقت هذا الحسن من خافق يضنى وطرف في الدجى يسهر خلقْته من همسات المنى من كل ما أهوى وما أكبر من ومضات النور عند الدجى والليل من حولي إذ يعكر أواه من قلب يقاسي الضنى في كل يوم جرحه ينغر أشكوك , لا أدري , ألست الذي بكفه قد صُنع الخنجر؟ فهذه الصور أملاها على الشاعر سهر الليل , رسم فيها صورة خيالية للمرأة التي يريد , بمعنى أن الصورة ولدتها الذات , غدت موضوع تأمل للذات نفسها , ومصدر معاناة وعذاب لها , فالذات معذبة بذاتها , وليس من الموضوعالأصلي على حقيقته , وهي المرأة التي خلقت من طين .
ملخص: تمثلت الرؤية الرومانتيكية للواقع في الشعر العربي اليمني في تجربة الحب , منسجمة مع طبيعة الظروف الاجتماعية التي عاشوا في إطارها , وقد تأثروا بشعراء الرومانتيكية العربية .ولكن الشاعر وبتغير المجتمع اليمني سياسيا واجتماعيا أخذ يطرح عن نفسه رؤيته الكلاسيكية المحدودة ورؤيته الرومانتيكية المنعزلة عن الواقع المتعالية عليه , ويحاول أن يستغرق في التجربة الواقعية , ويقود حركة التغيير.

المحاضرة : العاشرة
(ج) الرؤية الواقعية الفنية للواقع
في البداية لابد أن نفرق بين الرؤى الثلاث :

الرؤية الواقعية الفنية : لا تلغي الواقع , وتبحث عن بديل مثالي له , بل تتصل بالواقع اتصالا مباشرا, وتبصر به بوصفه حركة مضطربة تموج بالجدل .
الرؤية الرومانتيكية :تلغي الواقع , وتبحث عن بديل له .
الرؤية الكلاسيكية : ترى الواقع من وجهه الظاهري , وتسجله كما هو ماثل للعيان .
الرؤية الواقعية الفنية للواقع: تبصر الرؤية الواقعية بالواقع الذي تصنعه عناصر وروافد كثيرة متخالفة ومتجانسة , فتتجاوز تسجيل ظاهرة , بل تغوص في أعماقه تستكنه حقيقته . وهي لاتصوغ حقيقته صياغة تسجيلية مباشرة بل تستغل كل وسائل الأداء الفني من الرمز التاريخي , ومن الأسطورة ذات المغزى والدلالة وغيرها من الوسائل .إنها رؤية ملتزمة , تتعمق الواقع , وتكشف أبعاده , ثم تقول كلمتها فيه بما تراه تحقيقا لصالح الجماعة وسعادة الإنسان.
وتكشف قصيدة للشاعر ” عبد العزيز المقالح ” ” مأرب يتكلم ” أبعاد بوادر تحول في الشعر اليمني إلى الرؤية الواقعية .
يقول : أهرام مصر بعد رحلة الصمت الحزين ثارت
تكلمت على شواطئ السنين حتى أبو الهول الصموت آثر أن يمزق الستار تدحرجت من فمه الأحجار ألقى بصمته للرمل والرياح أطلق للحنجرة السجينة الجناح وحوله تكلمت أحجار بعلبك وصوت ” أوراس ” العظيم يهز جدران النجوم يدق أبواب الفلك وتدمر الصامتة الرمال والأحجار تذبح صمتها
تطعمه للنار تنشب في جدرانه الأظفار ونينوى وكل صامت تكلما لم يبق غيري صامتا على طريق العصر واجما جذور صمتي اللعين أنبتت السجون والجماجما وهأنا ... بموجة النيران والدما غسلت وجهي الحزين مزقت وجه الصمت والعدم
أطلقتها من قبضة الألم أرسلتها حزينة النغم هل تسمعين : هذه الصخور صوت الذي يثور
صوت الذي يغادر القبور صوت الذي يعبر جسر الصمت والوجوم
يجرب التحليق والكلام يزرع في الخرائب الشاحبة الرسوم بعض زهور الحب والسلام
يحدثنا الشاعر عن التحول التاريخي في اليمن الذي وضعته الثورة على بدايته , فقد خرجت اليمن من صمتها التاريخي للحاق بواقع العصر وحركة تطوره في المنطقة العربية برمتها .
لقد كانت رؤية الشاعر لحركة التاريخ وحتميته هي ما أمكنه من فهم طبيعة ما حدث في الواقع اليمني المعاصر. فاليمن وأقطار أخري ضاعت في الزمن , ولكن هاهي ذي مصر التي رمز لها بأبي الهول , ولبنان ( بعلبك) وسوريا ( تدمر) والعراق ( نينوى) والجزائر (أوراس) قد ثارت , ووجدت بذلك طريقها إلى الخلاص , وآن الأوان لتحرك اليمن وتغسل وجهها بالدماء والنار . وهكذا تنفذ رؤية الشاعر في أعماق الواقع لكي تبصر بالحتمية التاريخية التي تحدد حركته ومساره.
نلاحظ في القصيد تلاحم الشاعر مع موضوعه ( الوطن) فيتكلم بلسان اليمن , فكأن صوته الذي مزق حجب الصمت , هو نفسه صوت اليمن التي خرجت من عزلتها , لتبدأ مسيرتها التاريخية.
وقد كشف الالتحام بين الشاعر وواقعه عن رؤية جدلية للواقع الذي شاء أن ينطلق .
ولكن هل وجد هذا الصوت استجابة , وحدث الانطلاق؟
يجيب الشاعر في قصيدته ” مقتطفات من خطاب نوح بعد الطوفان“ : قلت لكم من قبل أن يثور ماء البحر قبل أن تعربد الأمواج
وقبل أن يغيب وجه الأرض قلت لكم : الداء والعلاج لم تحفلوا لم تسمعوا كنتم هناك في الغيوم , في الأبراج
يتحدث الشاعر بلسان النبي نوح موظفا قصة الطوفان الذي أغرق الناس إلا قلة بعد أن يئس من إصلاحهم , وهو بذلك يسقط مهمة النبي في قومه على الشاعر , كما يسقط قصة الطوفان على بلاده , فكلاهما رفع صوته محذرا , ولكن القوم لم يستجيبوا.
ولكن الشاعر لم ييئس , بل راح يهيئ كل وسائل النجاة ويدعوهم إلى سفينته قبل أن يحل الطوفان: لكن صوتي ضاع في الرياح سفينتي تاهت بها الأمواج
فأبحرت خالية إلا من الأحزان والملاح
ويأتي الطوفان على كل شيء , فتخرب وتدمر كل ما هو مثمر وجميل , فيقف نوح – أو المقالح – المثقل بالأحزان للكارثة المدمرة التي كان من الممكن تجنبها , لهذا يلوم قومه الذين وقعوا في قبضة الإعصار: قلت لكم والمد لم يزل بعيدا والبحر لم يزل بعيدا
أن تفتحوا عيونكم على الخطر أن تجمعوا السادة والعبيدا
أن تصنعوا من شوقكم , من حبكم نشيدا لتصعدوا به إلى القمر
لقد أبصر الشاعر بالخطر المحدق النابع من الداخل , وقد نبه قومه إليهما , ولكنهم أشاحوا النظر عنه , ولم يروا خطرا , بل اتهموا الشاعر , وسخروا منه تماما كقوم نوح عليه السلام , لقد خانتهم الرؤية , ومات الضمير , فكانت الكارثة : لا سفن البحر ولا الفضاء تنقذكم من قبضة القضاء فقد طغى الطوفان وكان ياما كان
وهكذا تتجاوز رؤية الشاعر السطح الخارجي للواقع لكي تنفذ إلى العوامل المتحركة في باطنه , وإلى العوامل الخارجية التي يتحرك في إطارها , وقد وضعها الشاعر في إطار فني استثمر قصة الطوفان لها لكي تستوعب هذه الرؤية .
وهكذا نجد أن الشاعر قد رأى رؤية واقعية جدية , وعبر عنه تعبيرا فنيا , إنه موقف ملتزم تحدد عن طريق الفن .
والمقالح واحد من بين شعراء آخرين مثلوا الاتجاه الواقعي الفني , الذين يمثلون البراعم الواعدة بشعر يلحق بروح العصر معنى ومبنى , أو التزاما فنيا .


المحاضرة الحادية عشرة
الشكل والمعمار للقصيدة في الشعر اليمني الحديث
لعل أبرز محاولات التجديد التي استهدفت الشكل الموسيقي
للقصيدة , الشاعر والكاتب المسرحي اليمني ” علي أحمد باكثير“ الذي حاول تطويع الشعر العربي للشكل والأداء المسرحيين , ثم استفاضت على أيدي : السياب , و البياتي , ونازك الملائكة , في شكل القصيدة . ولم يكن اليمن بمعزل عن هذا التجديد في الشكل الموسيقي للقصيدة , فقد خرج الشعراء من الإطار العمودي للقصيدة , ومن الوحدة الموسيقية للبيت المفرد ومن القافية الرتيبة , إلى إطار السطر ثم الجملة الموسيقي , حيث تصبح للقافي في نهاية الجملة أو السطر جمالية خاصة , تختلف كل الاختلاف عنها في القالب القديم.
وأول من حاول الخروج على شكل البنية الموسيقية التقليدي للقصيدة العربية والانتقال إلى الشكل الجديد , هو الشاعر: أحمد الشامي . وقد استغرقت محاولته سنوات حتى تمكن من الخروج من عباءة القالب الموسيقي القديم . بدأ الشاعر سنة 1950 اتجاهه إلى الشكل المنوع المنضبط , ونعني به شكل القصيدة التي تُقسم إلى وحدات موسيقية , وتنوع القوافي داخل كل واحدة , وتظل كل وحدة مرتبطة في نهايتها الموسيقية مشتركة موحدة في نهايات كل الوحدات .
وهذ التنوع المحدود المنضبط استكشفه شعراء أبولو , واستخدموه في قصائدهم لقد مثلت محاولة الشاعر أحمد الشامي هذه التجربة في قصيدته ” ندم ” وفيها يقول : لا قد رجعت إلى الصواب وتلك غضبة ثائر
نزفت عواطفه فهاجت ثورة عمياء طائشة كبركان غضوب
يا ويحها لم ترع حرمة ذلك الحب الطهور
فطغت وآذنت قدس حرمته وعاش بالمشاعر والقلوب استخدم الشاعر تفعيلات البحر الكامل , فالجملة الأولى تتكون عشر تفعيلات ( متفاعلن) بينما نجد الجملة الثانية من تسع تفعيلات , ثم تعود الجملتان فتلتزمان في النهاية بالقافية والروي.
وفي مرحلة تالية , يخرج الشاعر من ذلك الالتزام , ويقتحم الشكل الجديد ؛ ففي سنة 1954 كتب الشاعر عددا من القصائد
التي تمثل هذه النقلة , منها قصيدته ” النور الشهيد ” وفيها يقول :
حطمت مصباحي والليل يرزح تحت وطأته الوجود
وخنقت صوتي في فمي وصهرت لحني في دمي
وكسرت قيثاري والكون يصغي للنشيد
ونحرت أحلامي الجميلة وارتميت على التراب ابكي بلا دمع
وأنوح بالصمت البليغ وأريق سؤر الروح فوق حطام آمال الشباب
وأذيب لحن الثكل فوق رفات أشلاء الرباب
نلاحظ تحرك الشاعر في هذا المقطع – خلا البيتين الأخرين – بكل مرونة من دون تقيد بقافية مشتركة أو حرف روي , ومن دون تقيد بالتوازن الكمي الموسيقي , أما السطران الأخيران فقد عاد فيهما الشاعر إلى القالب التقليدي .
ولكن التجديد ليس مخالفة شكلية لنظام الأبيات التقليدي, لذلك نقول إن هذه القصيدة لم تضع قدم الشاعر على أرض التجربة الجديدة في جوهرها لأن القالب الموسيقي الجديد إنما يعكس روحا قد تخلصت نهائيا من النفس الموسيقي القديم , وليس الأمر مجرد مخالفة شكلية لنظام الأبيات التقليدي .بدأ الشاعر سنة 1959 مرحلة جديدة في مغامرة الشاعر مع الشكل الجديد , نلحظ فيها بداية تحول حقيقي نحو النفس الموسيقي الجديد , ففي هذه السنة كتب الشاعر قصيدة بعنوان ” لعنة المعركة“ أعقبها في سنة 1960 بقصيدة بعنوان ” دنيا ”, والجزء الأول من قصيدته الطويلة ” من اليمن“ التي قسم الثاني في سنة 1965 , وفي هذه القصائد نقلة واضحة نحو امتلاك النفس الموسيقي للشكل الشعري الجديد , ولكن الشاعر لا يبلغ مرحلة النضج الكامل الذي يمتلك فيه النفس الموسيقي الجديد للقصيدة روحا أو شكلا .ولكن الشاعر أحمد الشامي لم يخلص وجهه للشكل الجديد , بل ظل يكتب القصيدة التقليدية , وهو يتفق مع شاعر يمني آخر هو ” محمد الشرفي ” .
معمار القصيدة : ونعني به منهج الشاعر في بناء القصيدة . فما هي العلاقة بين جماليات الشكل الموسيقي للقصيدة وجماليات معماريتها ؟ لابد من أن نذكر أن القصيدة التقليدية تحتفل بموسيقية البيت الواحد الذي يشكل وحدة مستقلة قائمة بذاتها , مما جعلها تشكل مجموعة من الوحدات المستقلة, التي لايربط بينها إلا رابط شكلي وهو القافية والروي , فمنهجها تراكمي . أما الشكل الجديد فيفرض منهجا آخر في بناء القصيدة حيث يصبح السطر الشعري جزءا من التكوين الكلي للقصيدة موسيقيا ومعنويا , والقصيدة الجديدة منهجها تطوري .
فما الفرق بين المنهجين؟
- المنهج التراكمي : إضافة وحدات متجانسة بعضها إلى بعض.
ويمتلك هذا المنهج خاصة تجعل من المستطاع في القصيدة التقليدية قراءة البيت المفرد مستقلا عن القصيدة , ويمكن لقارئها أن يقفز من بيت لآخر.
اما المنهج التطوري :فيقوم على الترابط العضوي بين الأجزاء المكونة للكل في خط صاعد , وخاصة التطور في المنهج البنائي لا تسمح بذلك . بل تفرض على القارئ الاستمرار في اتجاه , حتى يتكامل البناء المعنوي لكل فقرة من فقرات القصيدة ثم للقصيدة بوصفها كلا .
يشكل خروج اليمنيين من الإطار التقليدي للقصيدة بعد عصور مديدة من الإبداع في هذا الإطار , إلى الشكل الجديد للقصيدة وإلى تحقيق منهجها البنائي حدثا له خطره ووزنه لأنه يدل على أن هؤلاء الشعراء قد استطاعوا أن يدركوا المغزى الحضاري لاستخدام المنهج التطوري في بناء قصائدهم.وهنا لابد من الإشارة إلى أن القصائد التي كتبت في الإطار التقليدي , ولكنها من حيث منهجها البنائي لم تكن تراكمية صرفا, وهي القصائد ذات الطابع القصصي , من مثل قصيدة ” محمد سعيد جرادة ” ” وادي الخطايا“ , فالحدث فيها متتابع مما حقق لها نوعا من التسلسل والترابط بين جزئيات القصيدة.
لقد حقق البردوني في قصائده التي تحكي قصة نوعا من الترابط والتسلسل بين الأجزاء . قصيدة ( نهاية حسناء ريفية – فارس الأطياف – أصيل القرية).
ونورد نموذجا من شعر البردوني نستخلص من خلاله طبيعة المنهج التراكمي في معمار القصيدة لتكون مثالا لظاهرة عامة يشترك فيها مع غيره من الشعراء.
يقول البردوني في قصيدة ” أنا وأنت ”
يابن أمي أنا وأنت سواء وكلانا غباوة وفسولة
أنت مثلي مغفل , نتلقى كل أكذوبة بكل سهولة
ونسمي بخل الرجال اقتصادا والبراءات غفلة وطفولة
ونسمي شراسة الوحش طغيانا , ووحشية الأناس بطولة
ونقول: الجبان في الشر أنثى ووفير ا لشرور وافى الرجولة
ونرى أصل ”عامر“ تربة الأرض و“سعدا“ نرى النجوم أصوله
فننادي : هذا هجين وهذا فرقدي الجدود سامي الخؤولة
نزعم الانتقام حزما وعزما وشَروب النجيع حر الفحولة
يابن أمي شعورنا لم يزل طفلا , وها نحن في خريف الكهولة
كم شغلنا سوق النفاق فبعنا واشترينا بضاعة مرزولة
لا تلمني , ولم ألمك, لماذا؟ يحسن الجهل في البلاد الجهولة
يتجلى المنهج التراكمي من خلال:
- من خلال الأبيات التي يوشك كل منها أن يكون كيانا معنويا قائما بذاته , وهي تدور في فلك معنوي واحد , وليس لواحد منها تقدم أو تأخر بالضرورة , فمن حق أي بين أن يحل في أي مكان من القصيدة من دون أن يفقد قيمته .
أما المنهج التطوري في بناء القصيدة فإنه يعكس النظرة الواقعية للواقع , وهو أكثر ملاءمة للتعبير عن الرؤية الواقعية الفنية للواقع, في حين يتوافق المنهج التراكمي مع المواقف المثالية في جوهرها سواء أكانت الرؤية فيها كلاسيكية أو رومانتيكية.
بدأ اتجاه الشعر اليمني إلى الشكل الجديد منذ أوائل الخمسينات على يد الشاعر ” أحمد الشامي“ الذي اصطنع الشكل الجديد في قصائده إلا أنها لم تكن تطورية في بنائها وذلك لغلبة الرؤية الرومانتيكية عليها. يقول الشاعر في قصيدته ” أمل“: في هوة اليأس حيث الأفاعي السود تنفث بالسموم وهياكل الآمال ترسف في الهموم والخير يجأر موثقا
والشر يزأر محنقا أشعلت نبراسي
وجثوت أوقده بزيت عواصفي وأصد عنه مطبقات مخاوفي
والقلب يخفق حائرا والروح يصرخ ثائرا
وكما يطل البدر من خلف السحاب ويداعب الأفق المصفد بالضباب
طلعت تباشير الصباح فشفت تباريح الجراح
كيف تحرك الشاعر في هذا المقطع؟ نجد الشاعر في هذا المقطع قد انتقل من النقيض إلى النقيض , قفزا , وكأن هذا التحول قد تم فجأة ,كان الشاعر غارقا في هوة اليأس , وإذا به في النهاية يظهر وقد التأمت جراحه , فتهلل واستقبل تباشير الصباح , وهذا التغير في الحالة الشعورية ليس من طبيعة التجربة الإنسانية , فالانتقال من حال إلى حال نقيضة لا يتم إلا بمبررات نفسية قوية , ومن خلال رؤية للواقع بوصفه صراعا بين متناقضات, فاليأس والأمل ليسا متجاوران بل متصارعان , لذلك نقول إن الانتقال من حال اليأس إلى حال التفاؤل والأمل لايتم إلا بعد المرور بحركة تطور نفسي تدعمها مبررات من صلب الواقع نفسه.إن ما يمكن أن يقال عن هذا المقطع من القصيدة : إننا نفتقد فيه الحركة النفسية التي كانت كفيلة – لو أن الشاعر تحراها – بأن تجعل من هذا المقطع بناء معنويا .
فهذا المقطع من القصيدة يمثل القصيدة كلها وقد حققت الشكل الموسيقي الجديد للقصيدة من دون تحقيق المنهج التطوري في أسلوبها المعماري , ولعل غلبة الرؤية الرومانتيكية على الشاعر في هذه القصيدة هو ماحال دون تحقيق هذا المنهج .
إن ماحققه رواد التجربة من الشعراء المعاصرين في اليمن , يدل على أنهم على بداية الطريق الصحيح .يعد الشاعر ” عبد العزيز المقالح“ أكثر الشعراء المعاصرين في اليمن إدراكا لطبيعة القصيدة الجديدة من حيث الشكل والمبنى , فضلا عن رؤيته الواقعية الفنية الواضحة في معظم ما أنتج من شعر.نقدم مثالا على ذلك قصيدته عصر يهوذا يقول الشاعر في المقطع الأول مصورا لحدث تاريخي :
وكان يهوذا هناك يقبل رأس المسيح
ويشرب نخب الإله وفي كل رشفة كأس يصلي
يناجي .. يصيح يعيش الإله
يعيش الرسول وشعب الرسول الذبيح ويقرأ مستغرقا في خشوع
حكايات من صلبوا في الطريق وفي عينه يرقص الحزن
تبكي الدموع وفي صوته يتعالى حريق يمثل المقطع مشهدا من حدث تاريخي , يصور فيه يهوذا من أخلص حواريي المسيح , يأكل على مائدته في العشاء الأخير .ثم يسلمه في الصباح لطالبيه , ويقبض الثمن , مدفوعا إلى هذا بالحقد الذي ملأ قلبه, وعن هذا يحدثنا في المقطع الثاني:
وعند الصباح يموت النهار
ويرقد فوق الصليب الرسول
وخلف السجون يعاني , يموت الإله
وتغرق روما بأحزانها , بالذهول
وندمي المسامير والشوك وجه الحياة
ويبدو هناك يهوذا بقصر الزعيم
يغني , يدق الطبول
”يعيش الزعيم العظيم
يعيش الذي شد كل الجباه
إلى الشمس , شد عيون الحفاة“
وفي جنبه يرقص الحقد , يطفو المرح
وفي شفتيه طحالب تنمو
وفي صوته يتلوى الفرح
الشاعر هنا يبين تطور الحدث التاريخي الذي صوره في المقطع الأول , لقد كشف يهوذا – في هذا المشهد – النقاب عن وجهه المخادع , وصورته المزيفة , فإذا هو منافق وخائن لسيده, إنها الفاجعة وهذا ما كان .وفي المقطع الثالث , يسقط الحدث الذي بسطه على الواقع, فيقول مصورا ماهو كائن :
مشيت مشيت بأقدام قلبي لعلي أحس على الأرض صدقا
لعلي أعانق حقا مشيت مع الشمس غربا
رحلت مع الفجر شرقا وجدت يهوذا هنا يأكل الجائعين
ويسمع أقوالهم في شجاعة وكان هناك يداعبهم خائفين
ويأكل أحلامهم في براعة يهوذا هنا , وهناك الأمين
وصاحب كل الطقوس المباعة ونحن البضاعة
ونحن الجموع المضاعة نغير لون الوجوه
نغير أدوارنا كل يوم ليرضى الزعيم لكي لا نتوه
ويلقي بنا غاضبا في الجحيم
انتهت قصة يهوذا في التاريخ بكل ما تحمله من دلالة , ولكن يهوذا كان فردا , وصار في العصر الراهن السمة المميزة للناس. كذب ونفاق وتلون وخيانة هي السمات المميزة للجماهير الضائعة. لقد صار نموذج يهوذا بكل أبعاده هو النموذج السائد في هذا العصر حتى ليمكن أن يقال إنه عصر يهوذا, وهكذا أسقط الشاعر الواقعة التاريخية الفردية على الواقع الراهن كله , وهنا يرتفع صوت الشاعر إزاء حقيقة هذا العصر الأليمة كما ترامت له , فيقول:
كفرت بهذا الزمان بكل الزمان كفرت بصمت الكهوف
بلون الحروف بهذي القصيدة بكل قصيدة بكل عقيدة
بدين يهوذا بعصر يهوذا بما تكتبون بما تقرؤون
تعالوا لكي تصلبوني لكي تنقذوني فإني كفرت بعصري
بنفسي بإنسان عصري فلا ترحموني فلا ترحموني
كثف الشاعر رؤيته للواقع في هذا المقطع , فبدأ بإعلان كفره بهذا الزمان, ثم تصاعد بهذا الكفر حتى شمل الزمان كله وشمل الناس كلهم , حتى لقد كفر بنفسه , وهنا تبدأ مأساة العصر قمتها , حيث يصبح الصلب والإعدام يمثلان الخلاص الوحيد للإنسان.
وعلى هذا النحو تصبح أجزاء القصيدة المختلفة ممثلة لمراحل تطور الحدث ببعديه التاريخي والواقعي وتصاعده – من خلال الشعور الإنساني – نحو قمة المأساة .

المحاضرة الثانية عشرة

المعجم الشعري والتراكيب :
نحن نعلم أن الشعر تعامل خاص مع اللغة في مفرداتها وتراكيبها , فاللغة بمفرداتها وتراكيبها تأخذ في الشعر وضعا خاصا , وتؤدي وظيفة خاصة , بل إن كل شاعر أصيل يكون له تعامله الخاص مع اللغة ومن ثم يكون الحديث عن معجمه الشعري وعن ميزاته الأسلوبية الخاصة . كما أن المعجم الشعري والتراكيب اللغوية تتأثر إلى حد بعيد بنوعية التجربة التي يعبر عنها الشاعر , أو بنوعية رؤيته . بمعنى أن نوعية الرؤية تفرض نوعية خاصة في المعجم الشعري وفي التراكيب اللغوية المستخدمة في الشعر.فالرؤية الكلاسيكية تتعامل مع اللغة – مفردات وتراكيب – عن الرؤية الرومانتيكية , والرؤية الواقعية تتعامل مع اللغة بطريق تختلف عن الرؤيتين السابقتين . إن رحلة الشعر اليمني فنيا من الرؤية الكلاسيكية إلى الرؤية الرومانتيكية ثم الرؤية الواقعية كانت متعاصرة , وكذلك كانت رحلة في عالم المعجم الشعري والتراكيب اللغوية في الشعر. فكان هناك :
أولا : المعجم التقليدي والأبنية والتراكيب الخطابية العالية النبرة, ولكن هذا ليس عاما ؛ فالشعراء يتفاوتون في مدى استعانتهم في هذا المعجم بالمعجم الشعري التقليدي في الشعر العربي القديم . وكذلك الشأن في الأبنية والتراكيب.
فعلى حين يجتمع في شعر الزبيري والموشكي كثير من مفردات المعجم الشعري القديم والتراكيب المألوفة , نجد هذا المعجم يتضاءل في شعر البردوني إلى حد بعيد وإن ظلت هياكل الأبنية التقليدية قائمة .فالموشكي مثلا حين يقول :
ستقرع بعد اليوم من ندم سنا إذا ما فؤاد الشعب باح بما جنا
ولبى أباة الضيم أصوات هاتف بهم أسمعت أصواته الإنس والجنا
نلاحظ تعويل الشاعر على صور من الأبنية اللغوية الشعرية لها أصداء واضحة في محفوظنا من التراث الشعر العربي , وترتبط المفردات بأبنية القديمة ,والزبيري حين يقول:
تطل عليه الشمس عميا كليلة كأن مسا من السحر مغربا
فتراكيب البيت تستدعي صورا قديمة من مثل قول المتنبي : تمر بك الأبطال كلمى هزيمة .
فالشاعران يعولان على معجم الشعر القديم وأبنيته اللغوية وتراكيبه بما يبين طريقة تعامل الشاعر مع اللغة , وهو في تعويله على الموروث القديم , يتجنب مغامرة خلق اللغة الخاصةأما البردوني , فالغالب عليه استعانته بالأبنية والتركيب دون المعجم , إنه يقف في منتصف الطريق : رجل في الماضي ورجل في الحاضر , إنه شاعر محير وموقفه الشعري نفسه محير , وكان قادرا على تجاوز حيرته بالانطلاق نحو المنطلقات الجديدة . فهو حين يقول :
والتقوا يغسلون بالنار دنياهم ويحمون بالدم الأوحالا
وأضاءوا والليل يبتلع الشهب وأم الهلال تطوي الهلال
فتناغى ومض المآذن, ماذا ؟ أي فجر أشيم فيه بلالا!
والرؤى تسأل الرؤى ضج الصمت , واستفسر الخيال الخيالا
من أطلوا كصحو نيسان يكسون الربى الجرد خضرة واخضلالا
ومضى الثائرون يفدون شعبا يَتَحَدون باسمه الآجالا
كالقلاع الجهنميات ينقضون , يرمون بالجبال الجبالا
ويشبون ثورة رمت التاج وهبت تتوج الأجيالا ففي الأبيات ألفاظ قليلة تنتمي بصيغتها إلى الاستخدام الشعري القديم ” الجرد“ و“ الاخضلال“ و“ أشيم“ , ولكننا نجد تراكيب خاصة غير مألوفة ( يغسلون بالنار دنيانا – الليل يبتلع الشهب – تناغي ومض المآذن- ضجيج الصمت – القلاع الجهنميات ).فهاهنا قد أنشأ الشاعر علاقات جديدة بين المفردات في كل تركيب , فاكتسبت التراكيب خصوصية وجدة. ومع هذا فإننا لو رددنا البصر فيها مرة بعد مرة لأستدعت أمثالها في الشعر القديم , مما يجعلنا نقول : إن البردوني أقام بناء على أساس من خطة معمار قديم , ولكنه يستخدم عناصر خاصة في البناء.ولكنه يتخلص من هذا الطابع في قصائده التي تعكس رؤيته الرومانتيكية .
ثانيا : المعجم الرومانتيكي والتراكيب الهامسة الذي راج في الشعر العربي في حقبة الثلاثينات والأربعينات على أيدي الشعراء الرومانتيكيين وشعراء المهاجر , وقد تسرب هذا المعجم إلى كثير من الشعراء في اليمن ( أحمد الشامي – البردوني – الحضراني – علي محمد لقمان – لطفي جعفر أمان - ) وتبدى فيه خفوت في نبرة الشعر وهدوء النفس , وكأن الشعر غدا حديث الذات إلى ذاتها .يقول لقمان:
يابحر لا تعذل ولا تعتب ولا يروعك انتفاخ الشراع
هذا هو الشاعر في الموكب يحلو له ياصاحبي الاندفاع
ويقول جعفر أمان:
وغفونا , وتمنينا زمانا لا نفيق أي دنيا غرقت في الكون في صمت عميق
سعرت أنفاسنا الولهى بنيران الرحيق ودفنا في عناق كل ما فيه حريق
ويقول كذلك:أراك هنا تشعين وجها مديد الضياء مديدا يعانق كل الدنا ومنديلك القرمزي الشفيف يرف على نسمات السنا وينشر فوق دروب العبير
طيوبا منابتها أرضنا فأهفو إليك أفتح كل نوافذ قلبي
لعطر الضياء أمد اشتياقي
ويقول الحضراني:
أهيب بالمقلة أن ترعوي عن غيها والقلب أن يستفيق فقد كفى الأحشاء ما تنطوي عليه من جرح وحزن عميق جئت وفي قلبي جراح الوجود وفي جفوني قلق الراحل
أود لو زالت أمامي السدود أو تستقر النفس في الساحل
نلاحظ أن بعض الشعراء قد استخدموا الشكل الجديد , وظل معجم القصيدة وتراكيبها رومانتيكية , ويصادفنا مفردات ( الشاعر في الموكب – وتمنينا زمانا لا نفيق – أنفاسنا الولى – نيران الرحيق – تشعين – المنديل القرمزي الشفيف – يرف – نسمات السنا – دروب العبير – عطر الضياء – جراح الوجود – قلق الراحل ) , وهي من ألفاظ الرومانتيكيين , وهم على اتفاقهم في مناحي التجربة الشعرية وفي وسائل التعبير عنها ظل لكل واحد منهم نفسه الخاص المميز له. ولهذا المعجم وهذه التراكيب دور أساسي في إثارة المشاعر الرهيفة , وهذا راجع إلى العلاقات الجديدة التي ينشئها الشاعر بين المفردات , ومن ثم كانت ” نيران الرحيق – نسمات السنا – عطر الضياء , وهي تراكيب تولد صورا تتجاوز الواقع وتعلو عليه وتصبح بديلا عنه . ثالثا: معجم الرؤية الواقعية وتراكيبها:من البدهي ألا يصلح المعجم الكلاسيكي أو الرومانتيكي , وكذلك التراكيب , للتعبير عن الرؤية الواقعية . فالنظرة الواقعية تتعامل مع اللغة بوصفها الوجود نفسه , إنها ليست تصويرا للواقع بل هي الواقع نفسه بكل مافيه من جدل وحركة , والشعر إنما يعيد بناء الكون عن طريق اللغة . وبالنظر في معجم الرؤية الواقعية الفنية يتبين لنا أن الشاعر لا يستخدم الأبنية التقليدية الخاصة بالشعر القديم فيما يستخدم من مفردات , بل الغالب فيه استخدام الأبنية العامة المألوفة في الكتابة العصرية , وبهذا يقترب المعجم من الواقع ويصبح تمثيلا حقيقيا له .تخلص معجم الرؤية الواقعية من الصيغ أو الأبنية اللغوية ذات النبرة العالية , والإثارة الحسية الناعمة , وظل مخلصا للواقع فيما يتدوال من مفردات , وكذلك الأمر بالنسبة للتراكيب , تختلف عما سبقها , وغدت تتكلم بصوت مسموع .والقصيدة ليست تقريرا عن الواقع بل رؤية فنية للواقع , ومن هنا تحمل كل مفردة وظيفة فنية , نستطيع من خلالها أن نفسر ما يصادفنا من رموز أو إشارات رمزية أو أساطير , فمثل هذه العناصر حين ترد في السياق إنما ترد لتصب شحنتها التعبيرية في السياق ,وتشارك في البناء الكلي . وإذا نظرنا في الشعر اليمني وجدنا من الشعراء من يستخدمون معجما شعريا وتراكيب لغوية لا تدين بشيء للمعجم والأبنية التقليدية , ومن هؤلاء الشعراء ” عبده عثمان – الشرفي – المقالح – عبد السلام ناجي – أحمد الشجني – أحمد الماخذي ” ينطلق هؤلاء من رؤى واقعية , يختلفون في مدى تحقيق الوجه الفني لهذه الرؤى ؛ فبعضهم يسجل الواقع تسجيلا حرفيا , وهذا يجافي طبيعة الرؤية الواقعية الفنية للواقع (عبده عثمان ), لأن الرؤية الفنية تشترط التفاعل بين الشاعر والواقع شرط أساسي (عبد العزيز المقالح – الشرفي – عبد الله سلام).ونقدم قصيدتين للشاعر عبده عثمان ( الأصوات من الداخل )و(الباحثون عن وجوههم) لنبين الفرق بينهما في مدى نجاح الشاعر في توظيف المعجم والتراكيب توظيفا فنيا , وفي مدىتحويل هذا المعجم وهذه التراكيب إلى وحدات بنائية لا يمكن الاستغناء عنها في القصيدة . فالقصيدة الأولى طويلة , يستطرد فيها الشاعر , وكان بمقدور الشاعر أن يوظفه توظيفا فنيا ناجحا لتعميق الرؤية , ولكن حال دون تحقيق هذه الوظيفة أن المعجم والتراكيب جميعا كثيرا ما كانت تسجيلية صرفا للحقائق والوقائع المطروحة والمعروفة.ولنقرأ القصيدة للشاعر ” عبده عثمان“:
وجدت نفسي شاخصا وذاهلا أواه عند باب خيمة تمسك بي ثكالى
ويمسك اليتم واليتيمة كم طال عند أهلها النواح في حلك الليل تغنى للصباح
وكل من بها ياكم تكوموا من قلة الدفا قالت وأكدت تلك الليالي في الشتاء
كم جاعوا , كم وكم ماتوا, يموتون جوعا وظمأ على طريق الفجر في الصحرا
وعندما هبت الرياح من جديد بعنفها الجديد مطلقة قواها والسموم
تريد أن تأتي على بقية الخيام
لو نظرنا في التراكيب ( وجدت نفسي – طال عند أهلها النواح – وكل من بها – قلة الدفا – قالت وأكدت – تأتي على بقية الخيام )وهي تراكيب من الحياة اليومية , ولا تفجر أي دلالات شعورية خاصة , ومن ثم غلبة الطابع التسجيلي , وفقد الشعر فيها نبضه و حيوته وانفجاراته المثيرة , نتيجة لمحدودية الوظيفة التي أداها المعجم وما تكون منه من تراكيب , وانحصارها في مجرد نقل المعلومة , ثم اتسعت رقعة القصيدة على حساب التكثيف والتركيز اللذين يميزان معجم الشعر وتراكيبه . أما القصيدة الثانية , فإننا نرى الشاعر يتعمق الموقف ويغوص في أغواره , إنها عن لحظة الشعور بالإحباط والخذلان الداخلي والإنكسار بل الموت بلا ثمن:
ونسحب أوصالنا كالسكارى ونبحث عن موقع ليس فيه سوانا نذم الزمان ونهجو رياح الليالي
فنسقط من شرفات الخيال وتمضي تحدق في وأمضي أحدق فيك
ولستُ الغريب ولستَ الغريب لأصرخ: ما اسمك؟
لأصرخ: ما اسمك؟ وأردف: من أي أرض أتيت؟ فكأسك كأسي
ونشرب من قربة واحدة ونلبس نفس الثياب ونطرق في مأتم واحد
وتلف في نظرات العيون لنا أسئلة أنحمل في الناس صيحة ؟ ولكننا لا نصيح
كانك لست الطعين كأني لست الجريح أنصلب سرا؟
وأواه أواه أين الصليب؟ وأين أنا؟ أين هم؟ أين أنت؟ وهيهات أين مكان المسيح ؟
بداية نحس بالهزيمة والانكسار ( نسحب أوصالنا) , ثم تتوالى إلى جزئيات الصورة لكي تؤكد هذا الإحساس وتعمقه .إن الفرق بين القصيدتين على مستوى المعجم الشعري والتراكيب, وكل شيء يوظف توظيفا فنيا , وكل حرف يرتبط بالمعنى العام الذي تعبر عنه القصيدة , وتتكامل فيما بينها في رسم الصورة الكلية.وكلمة أخيرة : إن الرؤية الفنية للواقع في الشعر تقتضي نوعا خاصا من التعامل مع المعجم ومع الأبنية اللغوية والتراكيب حتى يتحقق شرط الفن في التعبير إلى جانب الموقف الملتزم


غـــازي عبد الرحمن القصيبـــي
يمثّل غازي القصيبي مرحلة من مراحل التحوّل في شعر الخليج ، فهو قد بدأ رومانسياً بديوانه ( أشعار من جزيرة اللؤلؤ ) ثم تطوّر فنّه, ولكن لم يتخلّ عن رومانسيته نهائياً ، فاستمرّ يراوح بينها وبين الرؤية الواقعيّة . وهذا التطوّر في حدّ ذاته يصوّر لنا جيل المعاناة في الخليج ، الجيل الذي عاش مرحلة التحوّل الحضاري بكلّ أبعادها ، فاغترب اغتراباً معنوياً حقيقياً ..
فالحدود بين منطقة الخليج مازالت شديدة المرونة .. مفهوم الغربة والاغتراب :
إنها الغربة التي يحسّها ، فتتكرّر كلمة الاغتراب مرة ومرة ومرّات في القصيدة .
الغربة :لو جئت عن بعد تطالعني ، تلوّح بالذّراع
ويبدو أن الغربة هنا حسّية معنويّة في وقت واحد ، بمعنى أن الرحلة إلى بلد آخر له تقاليده المختلفة جعلته يشعر بالوحدة والوحشة ، والقصائد غير مؤرّخة .. ولكن أكبر الظن أنها قيلت في الفترة الزمنية التي كان يدرس فيها بالقاهرة ومن هنا كانت الأبيات التالية :
أرضي هنـــاك مع الشواطئ والمزارع والسّهول
في موطن الأصداف والشّمس المضيئة والنخيل
من الواضح أن الأبيات تبرز الرمز الخالد للخليج ، الشاطئ ، وشراعه والنخلة إلى جواره ، وأشعة الشمس تحتضن الصورة كلها في طمأنينة ووداعة وصفاء .الحب عنده :
والحب عنده وعند الرومانسيين – رمز للأمل- الذي يبحث عنه ولا يراه .
العزم بالعودة .. يتمثّل في الأبيات التالية : الضوء لاح فديت ضوءك في السواحل يا "منامة"
فـــــــوق الخليج أراك زاهية الملامح كابتسامة
المــــــــــــرفـأ الغافي وهمسته يهنئ بالسّلامة
ونــــــــــداء مئذنة مضوأة ترفرف كالحمامة
إن هذه المرحلة توجز المضمون الرومانسي ففيها الغربة والروحية والحنين الجارف واللوعة تمتزج جميعها .
المدينة في شعره :
المدينة تسمو فيها العواطف بدلاً من الحياة المادية . وجنته الدنيوية التي يرسمها خياله : "واحة وارفة الظل" ..
تجربة الاغتراب ببعديها المكاني والزماني مازالت مستمرّة :
أين أمضـي ؟ يسؤالاً لم يــزل ظامئاً يقرع سمع الأبــــــــد
هذه الرحلة ما أغربــــــــها أترى ندري مداها في غـــد؟
يعجز العلم وتعيا الفلسفـــة في جواب نشتهي أن نعرفـه
على الرغم من رحلات الشاعر إلى أقصى الأرض والتطور الحضاري الذي شهدته الإنسانية ، إلا أنه في أعماقه مازال يرتبط بالبادية التي يستمدّ صوره منها .
وتتكرّر كلمة الصحراء مرّة ومرّات .. ولا تأتي الواحة في قصيده إلا في خياله ..
وهو شاعر مرتبط بالتراث ..
بلا موعد
رأيتك ضعت مع المشهد
بلا موعد
تلفت أبصرتني في الطريق
وطالعت في خطوي المجهد
ضلال الغريب وخوف الغريق
فأومض ثغرك عن بسمتين
وفي لمحتين
طواني الضباب فلم أهتد
إلى مقصدي
وهذه محاولة تجمع بين حرية الشاعر والتزامه بالتناسق في التوزيع الموسيقي ..
مازال الشاعر برغم حياته الطويلة في الغربة عاجزاً عن التكيّف في البيئة الأجنبيّة .
ومازال الشاعر يزاوج بين تيّارين .. الرومانتيكي الحالم ، والواقعي .. الذي يركّز على ( داعية الألم ) وكنت أمس بقـــربي نخلة نثرت على هجير حياتي الظل والرطـبَ
لم يجد الشاعر الذي خرج من البادية ومازالت تعيش في أعماقه غير النخلة وهي رمز العطاء في البادية .. ويستمرّ الشاعر الذي اغترب سنوات طويلة .. مرتبطة بجذور الصحراء .
رجعت إليك مهموماً لأني لم أجد في الناس
من يؤمن بالناس ..
رجعت إليك محروما ً ، لأن الكون أضلاع
بلا قلب ..
إن الرؤية الواقعية هنا تختلف عن البداية الرومانتيكيّة ومن هنا اختلفت الموسيقى التصويرية وهذا هو المذاق الجديـد التزامه بقضايا الوطن :
في قصيدته بعنوان ( الهنود الحمر ) يتناول قصة الهنود الحمر الذي اجتاحهم البيض نتيجة تخلّفهم الحضاري وأوهامهم التي عاشوا فيها ، ولم يبق منهم سوى نقوش تملأ المتاحف أو بقايا من سلالتهم ، ثم تأتيه رجفة وهو ينكأ جراحنا :.
قل يا أخي، هل يبصر السواح يوماً ما حضراتنا بقايا ؟ ملء المتاحف أو سبابا
مفهوم الموت والحياة :
القضية الثانية تتصل بفكرة انطفاء الحياة ، وقد خصّص ديواناً لرثاء شقيقه نبيل أسماه (في ذكرى نبيل )
أخي كنت والدنيـا كيـان يضمّــنا أخي أنت والدنيا كيان تصدّعـــا
أخي كنت والأحـلام ترقص بيننا أخي أنت والأحلام تجثم ركّعــا
أخي كنت والكاسات تطفح نشـوة أخي أنت والكاسات تقطر أدمعا
وهي أبيات فيها الإحساس بالزمن وما في دورانه من تحوّل في طبيعة الأشياء إلى التصدّع والانهيار تتميز أغاني الوداع التي نظمها الشاعر في رثاء بعض أهله, تتميز بأمرين :
الأول: الأسلوب الإنشائي والحركة في الصورة:( سلاما أيها الموت , أتيت رأيت وامتدت , يداك ومادت الدنيا , وأطبق بعدها الصمت).
الأمر الثاني : هو هزيمة الحياة أمام الموت (أيهزمنا الموت,
يهزم حتى المحبة الإخاء؟ علام إذن يانبيل الحياة؟
موقف غازي من الحضارة الغربيّة:
غازي لا يرفض الحضارة الغربيّة ، ولكنه يرفض أن نفقد خصائصنا الذّاتية "ينبغي أن نتأمل هذه الحضارة فنقتبس منها علومها ونلم بتراثها الفكري إلماماً لا يقتضي الاقتباس ثم ننظر إلى جوانبها اللا إنسانية فنرفضها . ولعلّ في مثل هذه النظرة المتوازنة ما يعنيننا على أن نبني من جديد في بلادنا حضارة كـحضارتنا القديمة التي كانت تقود العالم كلّه .
إبراهيم العريّض
"رائد الرومانسيّة الخليجيّة”
كان شعراء الخليج يسيرون في خطوات وئيدة متتبعين قافلة الشعر العربي منذ أكثر من ألف عام ، واقفين بالشعر الخليجي العربي في الثلاثينات والأربعينات عند حدود المناسبات .
وكان الإحساس قويّاً بأن هذه اللغة بدا عليها الإنهاك من كثرة الاستعمال ، وبضيق المجرى الذي يسير فيها الشعر العربي حتى ليقع الحافر على الحافر .
نشأة العريّض الأدبيّة :
استطاع أن يخترق حاجز المكان وحاجز الزمان ذلك هو إبراهيم العريّض , شاعر البحرين ..
الذي استطاع من بعد أن يمدّ جناحيه على الحياة الأدبية جيلاً كاملاً .
إصداراته :
الأساليب الشعريّة ..
أسلوبه :
أسلوب الشاعر المتعبّد الذي دعاه بالأسلوب الغنائي .. وأسلوب الشاعر البحاثة الذي دعاه بالأسلوب التحليلي .. والشاعر المتعبّد هو الشاعر الرومانسي .. بينما الأسلوب التحليلي هو أسلوب أصحاب الإتجاه الواقعي .
مراحله الشّعرية :
مرّ العريض بمرحلتين واضحتين وإن لم يكن بينهما فارق زمني طويل .
المرحلة الأولى / مرحلة "العرائس" ... وهو اسم ديوانه
المرحلة الثانية / مرحلة "شموع" وهي أيضاً ترجع إلى اسم ديوانه أسلوبه الحواري :
الأسلوب الحواري أحد الأساليب التي التفت إليها العريّض ، وكما أن عمر كان نقلة من الأساليب الجاهلية ، كذلك كان موقف علي محمود طه في مصر، وإبراهيم العريض في الخليج كلاهما نقلة من عصر الإحياء إلى عصر أدبي جديد .
نظرته للمرأة :
كانت المرأة رمزاً , أو تجريداً للفـنّ .

التعديل الأخير تم بواسطة نفسيه ; 2012- 5- 11 الساعة 08:31 PM
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 12   #3
القرار الأخير
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 66642
تاريخ التسجيل: Thu Dec 2010
المشاركات: 192
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 60
مؤشر المستوى: 58
القرار الأخير will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: اللغة العربية
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
القرار الأخير غير متواجد حالياً
رد: محاضرات أدب خليج واليمن - سنة 4 - د/ ليلى

يعطيك العافية ياقلبي
ماقصرتي والله
ربي يوفقك ويسهل عليك

بس بسألك هذي كل المحاضرات لو بعد فيه ...؟؟؟
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 12   #4
نفسيه
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 77282
تاريخ التسجيل: Fri May 2011
المشاركات: 161
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 56
نفسيه will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الادب باالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نفسيه غير متواجد حالياً
رد: محاضرات أدب خليج واليمن - سنة 4 - د/ ليلى

هذي من المحاضره السابعه الى اخر المنهج
و فيه قبلهم ست محاضرات بس مانزلتهم لانك طالبه من بعد الشهري

التعديل الأخير تم بواسطة نفسيه ; 2012- 5- 12 الساعة 07:46 PM
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 12   #5
القرار الأخير
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 66642
تاريخ التسجيل: Thu Dec 2010
المشاركات: 192
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 60
مؤشر المستوى: 58
القرار الأخير will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: اللغة العربية
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
القرار الأخير غير متواجد حالياً
رد: محاضرات أدب خليج واليمن - سنة 4 - د/ ليلى

ايوووه اختي كذا تمام
يعطيك العافية كثييييييير

طيب بالنسبة لمحاضرة ابراهيم العريض ماهي موجوده وهي بعد الشهري ....؟؟

ياليت اذا عندك تنزلينها

واكووون شاكرة لك
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 13   #6
نفسيه
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 77282
تاريخ التسجيل: Fri May 2011
المشاركات: 161
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 56
نفسيه will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الادب باالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
نفسيه غير متواجد حالياً
رد: محاضرات أدب خليج واليمن - سنة 4 - د/ ليلى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القرار الأخير مشاهدة المشاركة
ايوووه اختي كذا تمام
يعطيك العافية كثييييييير

طيب بالنسبة لمحاضرة ابراهيم العريض ماهي موجوده وهي بعد الشهري ....؟؟

ياليت اذا عندك تنزلينها

واكووون شاكرة لك
موجوده اختي اخر جزئيه بس الظاهر انتي ماانتبهتي ركزي شوي وبتشوفينها
  رد مع اقتباس
قديم 2012- 5- 13   #7
القرار الأخير
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 66642
تاريخ التسجيل: Thu Dec 2010
المشاركات: 192
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 60
مؤشر المستوى: 58
القرار الأخير will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب بالدمام
الدراسة: انتظام
التخصص: اللغة العربية
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
القرار الأخير غير متواجد حالياً
رد: محاضرات أدب خليج واليمن - سنة 4 - د/ ليلى

يعطيك العافية ياقلبي
تعبتك معاي
تمام كذا انتبهت لها
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آخر أخبار القبول في الجامعات و الكليات ! بـــو أحــمــد ملتقى المواضيع العامة 96 2013- 8- 28 01:08 AM
تعبْتَ أدًوٍر منْـﮩوٍ [ يحسً فينْيـًﮯ ] « ! ☺ حكاية روح ☺ مدونات الأعضاء 28 2012- 6- 4 05:14 PM
تنفيذا للأمر الملكي الكريم:الخدمة المدنية تدعو (28.390) مواطنة من المتقدمات على الوظائف التعليمية (من عنده ملف الاسماء ؟) البريئة2 ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل 18 2012- 3- 12 01:13 AM
آخر اخبار التسجيل و القبول في الجامعات و الكليات و غيرها للفصل الدراسي الثاني بـــو أحــمــد ملتقى المواضيع العامة 205 2007- 11- 1 11:16 PM
448 مقبولاً ومقبولة لوظائف محضري المختبر بجامعة الملك فيصل بـــو أحــمــد ملتقى المواضيع العامة 4 2006- 9- 15 10:07 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 01:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه