الجامعات العربية.. إلى متى خارج القوائم؟

[بـــو أحــمــد]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الجامعات العربية.. إلى متى خارج القوائم؟

ستحزن عندما تقرأ التصنيف الجديد للجامعات العالمية الذي أصدره البروفيسور الصيني نيان ساي لوى الذي استبعد الجامعات العربية خارج قائمة أفضل 500 جامعة حول العالم، كما أنك لن تجدها ضمن التصنيف الآخر الذي أشرف عليه 3703 من الاكاديميين المعتبرين حول العالم سوى مرة واحدة وفي آخر القائمة حيث حلت جامعة القاهرة في الرقم 401 رغم عراقتها ومكانتها في قلوب الجميع
أما معظم الجامعات العربية الاخرى فربما لا تأتي الا بعد الألف بينما ستجد لاسرائيل 6 جامعات ضمن أفضل 500 جامعة و واحدة ضمن أفضل 100 جامعة حول العالم هذا ما سيحبطك كثيرا على افتراض انك لست من أصحاب نظرية المؤامرة وانها أخرجت ظلما مع انها تستحق الصدارة لولا تواطؤ الباحث الصيني مع أعداء الأمة الاخرين.

المهم.. ذهب نصيب الأسد للولايات المتحدة فحازت -حسب التقارير- 17 جامعة من أفضل 20 بينما حصلت بريطانيا على 2 ضمن الأفضل ، والآن ما الذي يعنيه تأخر التعليم في الوطن العربي سوى أننا سنظل نلهث خلف العالم بينما تتسارع خطى الآخرين من حولنا وأننا لن نلحق بمن سبقنا ما لم نصلح وضع التعليم ونطور من انتاجيته في بلادنا، والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هنا هو ما المطلوب عمله للوصول الى تعليم قوي منتج ومبدع لتنافس جامعاتنا ومعاهدنا أرقى الجامعات والمعاهد حول العالم، هل ينقصنا التمويل؟ لا اعتقد، ففي الخليج مثلا تخصص ميزانيات عالية جدا للتعليم العالي لعلها ان تكون من أعلى المعدلات اذا حسبت نصيب الطلاب من مجموع ما تنفقه الدولة على التعليم العالي، لكن هل تنفق هذه الأموال على الأوجة الصحيحة وحسب الأولويات، و ما هو نصيب الابحاث الجادة من هذا التمويل...؟، هل تنقصنا المباني والتسهيلات؟ قطعا لا.. فمباني الجامعات في الخليج هي من أفضل وأكمل ما يمكنك ان تتصور، ما الذي ينقصنا اذًا؟ هذا هو السؤال المحرج الذي سنصل من اجابته الدقيقة والحكيمة الى حل لمعضلتنا التعليمية، أما ما اعتقده.. وأظن ان أكثر قراء هذا المقال سيوافقونني فيما أذهب اليه، أن المشكلة تكمن في أربعة عناصر يسهل بيانها وشرحها ويصعب الوصول اليها واصلاح حالها لكنه لا يستحيل..!

أولها تطوير المناهج الجامعية ومناهج الدراسات العليا فلا تزال نفس الكتب القديمة والمذكرات البالية تقرر سنة بعد سنة ويلغي المحاضرون أجزاء منها لتفقد تناسقها وقيمتها العلمية، فلا التطوير والتحديث وارد بالشكل الصحيح ولا استيراد مناهج حديثة ومعتمدة من جامعات موثوقة حول العالم معمول به، ولا ادري أيمنعهم الجهل أم المكابرة من نسخ أو استعارة مناهج الجامعات المتقدمة خصوصا في المجالات العلمية والتطبيقية، لتختصر بذلك المسافة بين آخر ما توصل اليه العلم وبين أساسياته ومبادئه، وحالنا هنا كحال من لا يعرف كيف يصنع لنفسه طعاماولا يقبل طعام الاخرين، أما الأبحاث فإن قسما كبيرا منها يشترى بالمال، فما عليك سوى ان تعطي احدى المكتبات المنتشرة حول الجامعات عنوان البحث وفكرة عن الموضوع الذي طلبه الدكتور ومبلغا من المال وستجد بحثك مغلفا ومجلدا في أحسن صورة..!

الأمر الآخر بالغ الأهمية في هذا السياق هو طرق التعليم البالية التي تعتمد الحفظ والتلقين والأساليب التقليدية التي غادرها التعليم المتقدم منذ عقود واستبدلها بالتعلم الذاتي والبحث والتجريب وفرق الدراسة وورش العمل واكتشاف المعرفة وما الى ذلك من النظريات الحديثة المعروفة لدى المتخصصين حول العالم.

أما الأمر الثالث فهو البحث العلمي الجاد والمنتج الذي يبدو مهملا على مستوى الوطن العربي وهذا استنتاج لا يحتاج الى دليل بل يكفي ان تنظر في مستوى التقدم العلمي المتواضع جدا على امتداد الوطن الكبير وعلى عدد الاختراعات والاكتشافات المسجلة بأسماء الباحثين العرب لتعرف حجم الهوة بيننا وبين الآخرين ، فلم لا تشجع البحوث الجادة والمثمرة ولم لا تطور أنظمة وبرامج التفرغ العلمي ولم لا توجه الميزانيات المعتبرة لهذا الغرض، ألا يشعرك بالغضب ما تدعيه بعض المصادر من أن دولة صغيرة مثل سيئة الذكر تنفق على البحوث العلمية أكثر مما ينفقه العرب مجتمعون..!

رابع المحبطات هو الروتين المتقادم الممل المعمول به في معظم الجامعات العربية وما يضفيه من ضغوط عملية ونفسية على الطلاب وعلى هيئات التعليم في وقت واحد، أليس من الأفضل لو منحت الثقة ورتبت المسؤولية وعمل الجميع في جو من التنافس الحر العادل، ألم يسهم الفساد الاداري والمحسوبيات في تثبيط الهمم وخفض الروح المعنوية لدى العاملين في قطاع التعليم الجامعي، فلا أنظمة القياس والتقويم فعالة ولا الحوافز المادية والمعنوية مطبقة حسب ما هو مرسوم ومخطط لها وهذا ما يؤدي الى نتائج سيئة كالتي نشتكي منها.

يتضح من كل ما سبق حجم الضرر في جسد التعليم ومدى الحاجة الى تطوير هو أقرب الى المفهوم الثوري لنظم التعليم الجامعي على مستوى الوطن العربي الكبير يصل بأحلامنا الى منتهاها ويهب الأمة قادة مبدعين في كل مجال ينقذون أمتهم من ربقة التبعية للآخر ويزيلون عنها أوهام العجز والتخلف، ولعل الأمل يكمن في التعليم المستقل الذي سينطلق بحرية ومسؤولية بتمويل ذاتي ومساعدات غير مشروطة من الحكومات ومن الداعمين من مختلف قوى وأفراد المجتمع ضمن فضفاضة من وزارات التعليم العالي ليحقق ما عجزت الجامعات الحكومية عن تحقيقه خلال أكثر من خمسين سنة.

بقلم ... سعيد شهاب العنزي

جريدة عكاظ
الأحد 22/10/2006م

تـحـيـاتــي
بــو احــمــد

[ربي زدني علما]

اذا على الاسلوب العلمي ......... فاساليب الاجداد والاساليب التراثيه في شحن المعلومات مازلت موجوده



المناهج التدريسيه التي لا تتغير ........ الحتوى الثابت لها أشعر حتى من يدرس الماده بالملل من القاءة للماده وبالتالي عدم قدرته على العطاء اكثر


وغير ذلك من الاسباب التي تراكمت وادت الى مثل هالنتيجه المتوقعه

أن لا تصنف و لا جامعه عربيه كافضل الجامعات العالميه


مشكور اخي على نقلك الموضوع

الله يعطيك العافيه

تحياتي

[ولاية]

بالفعل
الى متى ستضل خارج القوائم


لابد ان تتطور الاساليب فالزمن يتتطور

مشكووور بواحمد

اختك
ولاية