بلطجة المسئول الياباني !! يا عربستان

[dr.shakespeare]

وفرت الأحداث الحاصلة في إحدى دول عربستان الكثير للشرح مصطلح البلطجة
لكن بقي أن نعلم أن البلطجه والطنبلة ما هما إلا وجهان لعمله واحده تخدم فئة محددة أي أنهم يخدمون نفس مصالح المستنفعين منها لكن كلاً منهم وما سخرت له من إمكانيات توظيف مواهبهم المكنونة سواءً كانت موهوبةً بلطجيةً أم طنبلجية.
لا يختلف احد على خطر البلطجة وما تخلفه ما أضرار وأثار لكن يستوجب فهم ومعرفة أن للبلطجة نوعان يرتبطان مع بعضهما ارتباط وثيق فيستحيل إن تجد بلطجة شوارعيه بدون ممارسات بلطجية على مستوى رفيع .
خطر البلطجة لا يكمن في محيطها سواءً كانت بلطجة شوارعية أم مخملية عاجية، بل الخطر الحقيقي أن يتقبل المجتمع الفكر البلطجي بنوعية فتسقط بذلك جميع القيم الإنسانية والدنية والاجتماعية بل نعود بذلك للعصر الجاهلي أي ما قبل الإسلام وعلى نظام (أنا رب هذه الإبل وللبيت رب يحميه)، المجتمع الذي يتفشى به الفكر البلطجي يكون مجتمع متفكك مجتمع مادي يخلوا من جميع القيم والمبادئ كل فرد من أفراده يبحث عن مصلحته ولو على حساب الآخرين .
كثيراً ما نسمع من بعض وزراء إحدى دول عربستان مقارنتهم بالمسئول الياباني والوزراء اليابانيون في شتى المجلات على وجه العموم ومن قطاع التعليم تحديداً وكأن يابانهم يختلف عن ياباننا الذي نعلمه العجيب والمضحك إن المقارنات لا تخرج إلا عند استلام الحقيبة الوزارية أي قبل صدور الميزانيات وبعد ذلك تختفي اليابان من مخيلة ذلك المسئول وحتى من على خارطة أبجورة مكتبة !!!
والمحزن فعلاً أن المجتمع يقبع تحت رحمة مسئول نشيط إلى مسئول انشط جديد يلغي جميع ما تقدم واقر من سابقه ويهدر الدراسات البحوث في إثبات فشل المسئول السلف لكي يثبت لنا انه خير خلف والضحية حقيقةً ليس المجتمع بل ذلك القاسم المشترك بينهم ألا وهو المسئول الياباني البلطجي .
التعليم في اليابان ، النظافة في اليابان ، المجتمع الياباني ، وربي أصابتنا تخمة يابانية من كثر ما أزعجونا بيابانهم لدرجة أن احدهم خرج علينا في برنامجه الشهير لكي يحدثنا ويقول إذا أردت تعليم أطفالك الأكل بيمينهم فعلمهم من هنا وهو يشير الى مدارس صغار اليابان ؟
أنا لا اخذ دور المدافع عن المجتمعات العربستانية إطلاقا وأكاد أن أستشيط غيظاً لأنني انتمي لها لكن كيف لنا أن نطلب من هذه المجتمعات الحس ألانتمائي و الاجتماعي وهم لم ينشئوا بمجتمعات تحسسهم بأنهم أفراد ينتمون لتلك المجتمعات !!! ، كيف لأب ليطلب من أبنائه التكاتف والألفة وهو لم ينشئهم ولم يحسسهم بذلك على الإطلاق !!
تابعت البعض من حلقات خواطر الشقيري وأصبت بإنبعاط نفسي رهيب ليس لشيء لكن لأنه تفنن في نعت المجتمع بأبشع الأوصاف في ممارسات لا تمت لأفراده بصلة ، علمونا في الصغر أن تفاحةً فاسدة قد تفسد الباقي إذا لم نقتلعها لذلك يسهل علينا اصطيادها واقتلاعها ، لكن لو كان جميع التفاح فاسد وغير صالح إلا واحدة فماذا تقتلع ؟ فعلاً هذه هي اغلب مجتمعات دول عربستان اعتادت على بلادة الحس ليس لسوء أفرادها بل لكثرة تفاحها الفاسد .
عجبت كثيراً منه حينما خرج يظهر لنا سوء المرافق العامة ودورات المياه التي توجد على الطرق السريعة وينتقد سوء نظافتها وقذارتها ويقارنها بحمامات في العصر الأندلسي وما شابه ولو كلف نفسه تجاوز هذه المحطات بكيلوات قليلة لسمع أهازيج طربيه أصيلة على لفحة هواء شمالية أكثر من رائعة ولعلم أننا لا نستخدم هذه المرافق إلا في الشديد القوي يعني مجبراً أخاك لا بطل والله يسامح المضغوط والبخاري .
لو ذهب الشقيري ورفاقه إلى أي مدرسة حكومية في نفس الحي الذي يقبع فيه وصور دورات المياه أعزكم الله لكفى ، كيف تطلب من شباب نشأ وتربا وترعرع في صرح تعليمي يزلج برجلة الباب عند قضاء الحاجة ويسد بيده خروقاً وثقوباً خوفاً من عبث عابث يسترق النظر إلية .
لن أخوض في مقارنات أطلقا كما فعل لعدم وجود تكافؤ، حينما كنت مدخناً وأنا في مجمع إحدى دول عربستان المتقدمة عمرانياً اجبرني رقي وجمال ونظافة المكان على أن لا أشعل سيجاري إلا بجانب مطفئةً للسجائر وذلك لكي لا تسقط جزيئات من رماد سيجارتي على الأرض ، المجتمع السليم يفرض رادع نفسي وذاتي لأي تصرف شاذ خارج عن المألوف .
مشكلة اغلب دويلات عربستان أن النقد لا يوجه ولا يوظف في مكانه السليم ولذلك يصبح النقد لا فائدة منه ومجرد نقد للنقد مع انه من السهل جداً نقد ممارسات وتصرفات الأفراد في الكثير من تلك المجتمعات لأنه وبكل اختصار قلما نجد ما يستحق الإشادة .
بعد الخروج المهين لمنتخب إحدى دول عربستان خرجوا علينا ليحدثوننا عن بلطجة مسئول الإتحاد الياباني لكرة القدم والكل يدلي بدلوه بأنه أكثر العارفين وصديق اليابانيين طمعاً أن يجد له حيزاً في الحقيبة الجديدة .
صدقوني أسفت وقت كتابة هذه المقالة كثيراً ليس لحال هذه الدول بل لحال يابانهم ومسئوليها كم هيه صاغرة وكم هم صاغرون وحزنت لذلها وخنوعهم .
أكاد اجزم أن فكرة استنساخ مسئول ياباني لم تخطر ببال هاؤلاء المفتونين به لحد الهيام ، وإلا لواجهنا أبشع اليابانيين لأن كل مسئول ووزير عربستاني لهُ يابانه الخاص وله مسئوله الي يعجبة يعني الشعوب العربستانية سوف تقبع تحت رحمة كريزما الياباني الطخمه إلي بيفتن مسئولنا العربستاني وعاد شف على ما ينفتن حبيبنا بروح و بجينا غيره يقشه مع طخمته ويبلطج له مسئول ياباني جديد .
وأفراد هذه المجتمعات تسجل و تشهد أجمل لحظات الحب الوزاري عبر الأزمنة وفي كافة العصور.
كم هو مؤسف جداً حينما نعلم ان جميع ما يمتلكه الشعب الياباني من رقي وتقدم وحضارة ومن ريادة في الصناعة التكنولوجية في زمن قوامه وقدره 75 عاماً من العمل الدءوب المستمر، ولنا في بعض دول عربستان خير مثال في النهوض بالمجتمع ، فعدلوا عن استنساخ فكرة مسئول ياباني إلى استقطاب العقول واستنساخ الأنظمة الإدارية بما يتواكب مع بيئاتنا بجميع متطلباتها السليمة وتأهيل المسئولين الأكفاء لكيفية العمل بما يتوافق مع تلك الأنظمة.
لو عملت جميع دول عربستان على توفير تلك الأنظمة والمناخ المناسب للعمل عليها لوفرت عليها جهد البحث عن ياباني يسخر من فكر سابقة لكي يأتي من يخلفه ويعطينا دروس ومواعظ في أخطائه ويرحل عنا بعد كل هذا ،،، ولكفتنا جميع الأحداث العربستانية الحالية ولعلها تكون الأخيرة .