ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > الجغرافيا
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

الجغرافيا ملتقى طلاب وطالبات تخصص الجغرافيا التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل المستوى الثالث واعلى

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2014- 5- 9
الصورة الرمزية ابوسلطان3
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 4275
المشاركـات: 11
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 52
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
Ei28 جغرافياء النقل والتجاره

السلام عليكم يشباب الي عنده ملخص النوماس ينزله او اسئلة اختبار وشكرا
قديم 2014- 5- 9   #2
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية ابوسلطان3
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 52
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

لمحاضرة التمهيدية
عناصر المحاضرة
•النقل والتجارة وأهميتها.

•أهداف المقرر
•محتوى المقرر
•المراجع والمصادر التعليمية
•المراجع والمصادر المساعدة
•توزيع الدرجات

: جغرافية النقل وأهميتها

يعد النقل عنصراً هاماً فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية .
والنقل ليس ظاهرة حديثة وإنما بدأ في العصور قديمة مع بداية حياة الإنسان على سطح هذا الكوكب، وهو في أبسط تعريف له قطع المسافات، وتغيير مكان السلع والأشخاص والأفكار والأخبار من مكان إلى مكان آخر باستخدام طاقة معينة أو وسيلة من وسائل النقل المختلفة بهدف الحصول على منفعة ما.
وجغرافية النقل كفرع من فروع الجغرافية الاقتصادية تبحث في خصائص وبيئة النقل ، كما أنها تدرس وتحلل ظروف وسمات قطاع النقل وعلاقته بالتنمية فى مختلف صورها .



اهداف المقرر
• التعريف بالإطار العام لجغرافية النقل والتجارة .
• إبراز أهمية النقل فى استغلال الموارد وحركة السكان والتنمية مع ربط ذلك بالواقع المحلى والمقارنة بشبكات النقل والتجارة الدولية .
• التدريب على التحليل المكانى لشبكات النقل والحركة عليها.
محتوى المقرر
•يتضمن المحتوى العلمى مقدمة تشمل أهمية جغرافية النقل والتجارة من المنظور الجغرافى وبيان أنماطها واقتصادياتهما .
•دراسة العوامل الجغرافية التى تؤثر فى توزيع شبكات النقل .
•دراسة لبعض المفاهيم والنظريات الخاصة بالتحليل الكمى لشبكات النقل والحركة عليها .
•دراسة تطبيقية لشبكات النقل المختلفة فى المملكة العربية السعودية .
المراجع والمصادر التعليمية
•محمد خميس الزوكة (2004 م) جغرافية النقل والتجارة ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية .
سعيد عبده (1994 م ) أسس جغرافية النقل ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة.
محمد رياض (1974 م ) جغرافية النقل ، دار النهضة العربية .
المراجع والمصادر المساعدة
• زهير عبد الله مكى (1415 هـ) النقل والتجارة من منظور جغرافى ، مكتبة الملك فهد الوطنية .
• عبد على الخفاف ( 1421هـ) النقل والأتصالات والتجارة ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
• المواقع الالكترونية :
• مجلة الجغرافيا الاقتصادية
http://Jeg.oupjournals.org/
توزيع الدرجات


محاضرة الأولى
أسم المقرر:
جغرافية النقل
د.محمد عبده بدرالدين
المحاضرة الأولى

عناصر المحاضرة

مقدمة
•أهمية النقل


تعريف بجغرافية النقل

حيث تنظر الجغرافيا الاقتصادية إلى التجارة كموضوع من موضوعات النشاط الاقتصادي ، لذا تشكل التجارة جزاءاً هاماً فى مجال دراسات الجغرافيا الاقتصادية حيث تظهر العلاقات المتبادلة بين الأقاليم الاقتصادية سواء على مستوى الدول أو القارات وهو ما لا يتحقق بدون وسائل النقل وشبكاتها المختلفة .


أهمية النقل
يعتبر النقل عملية متممة للإنتاج حيث يوجد المنفعة المكانية للمنتجات فى الوقت المناسب بنقلها من أقاليم إنتاجها إلى الأقاليم التى تحتاج إليها ، لذا فالإنتاج أيا كانت طبيعته يعد عديم القيمة أو محدود فى قيمته إذا لم تتوفر له وسائل النقل ، وعلى ذلك لا تتكامل عملية إنتاج السلع والمنتجات المختلفة إلا بنقلها إلى أسواق التصريف بوسائل النقل ، فالبترول ومشتقاته فى المواني العربية المخصصة للتصدير تعد سلع فى مرحلة الإنتاج لحين نقلها بالفعل إلى أسواق التصريف الدولية. لذا يعد النقل عملية أساسية لاغنى عنها لتوفير السلع والمنتجات عن طريق التبادل والتجارة .

üإذا كانت البيئة قد أسهمت فى توزيع الموارد الطبيعية بالأقاليم المختلفة فإن مدى إمكانية شق طرق النقل وتكلفتها وكفاءتها تحدد مستوى استغلال هذه الموارد واقتصاديات عملية الإنتاج . حيث توجد أقاليم تستغل مواردها الطبيعية منذ زمن بعيد وبمستوى اقتصادى مجزى لجودة موقعها الجغرافى وبالتالى سهولة مد شبكات الطرق بها مما أنعشها سكانيا واقتصاديا، مثال ذلك أقاليم التعدين الرئيسية فى أوروبا .
ü وعلى العكس من ذلك هناك أقاليم تأخر استغلال مواردها لفترة زمنية طويلة حتى تم شق شبكة من الطرق الجيدة بها ، مثال ذلك سهول سيبريا فى روسيا الاتحادية.
ü ..................................


ويلعب عامل النقل دوراً مؤثراً فى تحديد أنماط إستخدام الأرض فى الأقاليم الزراعية و التى تشمل الأراضي المخصصة لزراعة حدائق الفاكهة ، إلى جانب النطاقات الصناعية وأراضى المنافع العامة والأراضي البور.
ويؤثر عامل النقل فى تحديد أسعار الأراضى ، وكثيراً ما كان لهذا العامل دور حاسم فى تحديد حجم الأسواق مهما بعدت المسافة بين مراكز الإنتاج وأسواق التصريف .






والنقل من العوامل الرئيسية التى تؤثر فى كل من التركز الصناعى وتحديد مكان المنشأة الصناعية واستمرارها فى الإنتاج .
وتتعدد وسائل النقل التى تستخدمها الصناعات المختلفة وذلك حسب خصائص الوسيلة الناقلة وطبيعة السلعة المنقولة وموقع المنشأة الصناعية ، وكلها عناصر تسهم فى التوطن الصناعى وتوضع فى
الاعتبار عند التخطيط للتنمية الصناعية . وكان لتطور وسائل النقل وانخفاض تكلفتها إلى حد كبير أكب الثر فى سهولة نقل المواد الخام مهما بعدت المسافة بين مصادرها وأسواق تصريفها .

وكان لسهولة النقل وانخفاض تكلفته إلى حد كبير أثر مباشر فى قيام نوع من الارتباط الصناعى بين بعض الدول حيث تنتج كل منها جزءاً من السلعة التى تجمع بعد ذلك لإنتاج السلعة تامة الصنع ، ويوجد مثل هذا الارتباط وخاصة فى مجال الصناعات الهندسية بين العديد من الدول كما هو الحال بالنسبة لليابان والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوروبى ومثل هذا الارتباط ماكان ليتم وينجح لولا سهولة النقل و إنخفاض تكلفته إلى حد معقول .

ومعنى هذا أن تطور وسائل النقل التى تخدم الصناعة سواء بنقل المواد الخام إلى المصانع أو بنقل المنتجات الصناعية إلى الأسواق إدى إلى تزايد فعاليتها وانخفاض تكلفة عنصر النقل ، وهذا أسهم فى تزايد الترابط والتبادل الصناعيين وأتساع السوق مما أكسب الصناعة الحديثة الناجحة أهم خصائصها والمقصود بذلك الإنتاج الكبير ( .(Mass Production

للنقل دور بارز فى توزيع السكان على سطح الأرض على المستويين الأقليمى والعالمى طوال مراحل التاريخ ، فقد كان لتوافر عامل
النقل وخاصة النقل النهرى والبحرى دوراً لايمكن اغفالة فى ظهور الحضارات القديمة وخاصة فى مصر والصين وشبه القارة الهندية وأراضى الرافدين والساحل الفنيقى وسواحل الأناضول .
وقد أسهم تقدم وسائل النقل إضافة إلى عوامل أخرى أهمها التجارة ، إلى جانب عامل العقائد الدينية أحيانا فى نشاط حركة التبادل

التجارى وتزايد المعرفة وتطور العلوم مما يعنى أن تقدم وسائل النقل قديما ساعد على اتصال الحضارات القديمة الأمر الذى ساهم فى تطور الفكر البشرى وازدهار العلوم وتبادل الثقافات بين شعوب الحضارات القديمة .
وقد كان لتطور الملاحة البحرية خلال القرن الخامس عشر دور مباشر فى نشاط حركة الكشوف الجغرافية التى أدت إلى اكتشاف أراض جديدة سواء فى الأمريكتين أو فى الاوقيانوسية وما تبع ذلك من إعادة توزيع سكان العالم حيث اندفعت موجات متتالية من سكان العالم القديم وخاصة من أوروبا إلى الأراضى الجدية لإغراض متباينة .

معنى ذلك أن تطور النقل البحرى أدى إلى تزايد حجم سكان العالم الجديد ، واختلاط العديد من الأجناس البشرية ببعضها البعض مما أثر فى العلاقات البشرية وحدد حجم استغلال مواردها المختلفة بمدى التقدم فى وسائل النقل ومد شبكاتها المختلفة ، لذا تزايدت معدلات استثمار الموارد الطبيعية وخاصة الزراعية والرعوية فى قارة أمريكا الشمالية ، كما تزايد حجم السكان بها عندما تم ربط ساحل المحيط الاطلسى بساحل المحيط الهادى بخط حديدى لأول مرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، وكذلك الحال بالنسبة للقارة الأسترالية .

وليس هناك شك فى أن تطور وسائل النقل كان له دور كبير ومباشر فى حركة الاستعمار فى العالم منذ القرن الخامس عشر بعد بدء حركة الكشوف الجغرافية ، وكان الاستعمار الحديث بحرى فى بدايته بمعنى بدأته الدول الأوروبية المالكة للأساطيل البحرية القوية مثل البرتغال واسبانيا فى المراحل الأولى ثم هولندا وفرنسا وبريطانيا و باقى الدول الاستعمارية ، وكانت معظم المستعمرات فى بادئ الأمر عبارة عن مراكز ساحلية أو شبه ساحلية ، ومع تطوير وسائل النقل فوق اليابس بدأ التوغل الأستعمارى داخل القارات سواء فى العالم الجديد أو العالم القديم ، لذا بدأت تظهر مراكز العمران الأوروبية على الساحل .

كذلك نجد ان لوسائل النقل وشبكاتها المختلفة دور مؤثر فى توزيع السكان على مستوى خريطة الدولة الواحدة حيث تحدد نطاقات توزيع السكان وخصائصها ، كما أن أي تخطيط لإعادة توزيع السكان على مستوى أقاليم الدولة الواحدة لابد ان يضع فى الاعتبار تطوير شبكة النقل وأتساع دائرتها ، فعند محاولة إعادة توزيع السكان على خريطة مصر للحد من التزايد السكانى فى الوادى والدلتا بالاتجاه صوب الأقاليم الصحراوية لابد من التوسع فى مشاريع استصلاح الأراضى الصحراوية واستثمار مواردها الطبيعية .

ومن الآثار المهمة للنقل أيضا ان شبكات النقل القوية القومية تعد من العوامل التى تحفظ وحدة الدولة وتعمل على ترابط أراضيها وسلامتها .
ولعل الاهتمام بشبكات الطرق يعد من الأهداف الإستراتيجية للعديد من دول العالم للمحافظة على وحدة أراضيها وسلامتها – خاصة تلك الكبيرة المساحة مثل المملكة العربية السعودية .
وهنا يجدر الإشارة إلى أن انفصال باكستان الشرقية (بنجلادش) عن باكستان الغربية كان مرده عدة عوامل منها عدم توافر وسائل النقل السهلة السريعة بين إقليمي الدولة .



النوماس
المحاضرة الثانية
عناصر المحاضرة

مقدمة
•العوامل الطبيعية المؤثرة فى النقل
العوامل الطبيعية المؤثرة فى النقل
تتعدد العوالم الجغرافية المؤثرة فى النقل وتتفاعل فيما بينها لتحدد وسائل النقل وخصائصها وتوجه مسارات شبكاتها المختلفة وتجسد طبيعتها ومواصفاتها ، ويمكن تقسيم العوامل الجغرافية المؤثرة فى النقل إلى مجموعتين :
1- العوامل الطبيعية
2- العوامل البشرية
العوامل الطبيعية
تشمل الموقع الجغرافى ، التركيب الجيولوجى ، مظاهر السطح ، المناخ ، الغطاء النباتى ، الحياة الحيوانية.
1- الموقع الجغرافى
يعد الموقع الجغرافى من أهم العاناصر البيئية المؤثرة فى شكل وخصائص وإمكانيات أى إقليم ، فموقع الدولة بل وموقع المحلات العمرانية والأحياء والمساكن ومراكز الخدمات كلها عناصر هامة فى الحياة البشرية ،
ويحظى بنفس الأهمية موقع مناطق الإنتاج بالنسبة لمقوماتها الأساسية أو لمصدر خاماتها وأسواقها من حيث القرب أو البعد ، وأيضا بالنسبة لطرق ووسائل النقل المختلفة التى يمكن أن تسلكها المنتجات فى طريقها من مناطق الإنتاج إلى أسواق التصريف .
وإذا كانت البيئة الطبيعية قد أسهمت فى توزيع الموارد فى أى إقليم فإن الموقع الجغرافى يحدد إمكانية الاتصال بباقى الأقاليم وبالتالى إمكانية استغلال هذه الموارد ، فهناك أقاليم تتميز بموقعها الجغرافى الجيد ، وبالتالى توافر طرق ووسائل النقل مما يمكن من استغلالها بتكاليف منخفضة .
وعلى العكس من ذلك نجد هناك أقاليم تأخر استغلال مواردها لموقعها الجغرافى -غير الجيد -البعيد أو الداخلية عن خطوط النقل مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل ، وبالتالى ارتفاع تكاليف الإنتاج التى تقلل من الإرباح وتزيد من سعر السلعة مما يقلل من إمكانية
منافستها للسلع المشابهة لها .
وتتباين دول العالم من حيث قيمة الموقع الجغرافى ، وبالتالى مستوى التمتع بطرق ووسائل النقل المختلفة التى يرجع معظمها إلى طبيعة الموقع الجغرافى ، فالموقع الجغرافى الجيد لبعض دول العالم سهل
من اتصالها بالعالم الخارجى مما أسهم فى تطورها حضاريا واقتصاديا ، ولعل أوضح الأمثلة على ذلك دول العالم الأول فى أوروبا وأمريكا و التى غالبا ما تكون إما دول جزرية أو دول تمتلك جبهات بحرية مما كان له دور مباشر فى سهولة اتصالها بالعالم الخارجى وبالتالى اتساع دائرة نشاطها التجارى مما انعكس على أوضاعها الاقتصادية والسكانية والحضارية بوجه عام ، بعكس تلك الدول المنعزلة أو تلك التى تقع على بحار مقفلة أو متجمدة مما صعب من عملية اتصالها بالعالم الخارجى ويحجم تأثيرها مثل معظم الدول الحبيسة فى قارة أفريقيا .
والموقع الجغرافى عنصر غير ثابت حيث تتغير أهميته من فترة لأخرى نتيجة لعدة عوامل أهمها تطور وسائل النقل المختلفة وخاصة الملاحة البحرية التى أعطت أهمية كبرى لموقع المحيط الاطلسى وجنوب القارة الإفريقية ، كذلك فان شق قناة السويس اكسب البحرين الأحمر والمتوسط أهمية كبيرة كما هو الحال بالنسبة لموانى السويس وبورسعيد و جيبوتى وعدن .
كما تغيرت أهمية السواحل الغربية للأمريكتين بعد شق قناة بنما .
2- التركيب الجيولوجى :
تنقسم الصخور التى يتكون منها سطح الأرض الأرض إلى ثلاثة أنواع رئيسية هى :
الصخور الرسوبية وهى أوسع الصخور انتشاراً حيث تغطى 70 % من جملة التكوينات السطحية وإن اختلف سمكها من إقليم إلى أخر وهى أما تتألف من مفتتات نارية أو متحولة بفعل عوامل التعرية التى رسبتها فى شكل طبقات متتالية تتماسك لتكون صخور رملية أو طينية أو حصوية ، وهى صخور مسامية ومحدودة الصلابة .
الصخور المتحولة : هى فى الأصل أما صخور نارية أو رسوبية تغيرت عن طبيعتها الأولى نتيجة للحرارة المرتفعة الناتجة عن خروج المواد المنصهرة من باطن الأرض أو نتيجة للضغط الشديد الناتج عن حركات القشرة الأرضية أو نتيجة كليهما معا .
ويحدد التركيب الجيولوجى لأى منطقة مدى إمكانية منطقة مد الخطوط الحديدة التى تحتاج تحتاج إلى سطوح صلبة قوية الاحتمال حتى يمكن مد القضبان الحديدية لمرور القاطرات بأقصى حمولة لها ، كما إن مدى صلابة صخور سطح الأرض
تحدد مقياس القضبان ، لذا يلاحظ أتساع قضبان الخطوط الحديدية فى الأقاليم التى تتسم صخورها بالصلابة فى حين يعمم المقياس الضيق فى الأقاليم التى تتسم بضعف بنيتها .
ورغم صعوبة شق الطرق المرصوفة فى الأقاليم ذات التكوينات الأرضية الصلبة وارتفاع تكاليف ذلك الإ أنها لا تحتاج إلى عمليات إصلاح وصيانة إلا على فترات زمنية متباعدة عكس الحال الوضع بالنسبة للأقاليم التى يسود سطحها الصخور الرسوبية حيث يسهل مد الطرق المرصوفة إلا أنها تحتاج إلى عمليات إصلاح وصيانة بصورة دورية.
كذلك تختلف وسائل رصف الطرق تبعا لطبيعة الصخور السائدة سواء كانت نارية او صلبة كما تتباين المواد المستخدمة فى رصف الطرق تبعا لعدة عوامل يأتي فى مقدمتها طبيعة صخور سطح الأرض مثل استخدام البازلت فى رصف الطرق فى الأقاليم التى تسودها الصخور النارية .
وللتركيب الجيولوجى تأثير كبير على النقل النهرى حيث ان وجود الجنادل والشلالات والمندفعات وغيرها ترجع فى أصل نشأتها الى عامل التركيب الجيولوجى ووجود مثل تلك المنعطفات يقلل من صلاحية الأنهار للملاحة سواء فى كل النهر او فى بعض أجزئه
ويعد التركيب الجيولوجى من العوالم المهمة التى توضع فى الاعتبار عند تحديد مواقع المطارات التى يختار لها النطاقات ذات التكوينات الأرضية الصلبة حتى تتحمل الممرات الأرضية - رغم تغطيتها بطبقة خاصة من الاسمنت المسلح – ثقل عمليات إقلاع
وهبوط الطائرات .
3- مظاهر السطح :
لمظاهر السطح تأثير كبير على النقل بكل انواعه فى جميع قارات العالم ، يتضح ذلك من مقارنة خريطتين للعالم أحداهما لمظاهر
السطح والأخرى لشبكات الطرق المختلفة ، حيث يلاحظ الأثر السلبى للمرتفعات المختلفة بصورة عامة والمتمثل فى تخلخل شبكات الطرق وانعدامها فى بعض الأقاليم نظراً لوعورة السطح وشدة انحداره وصعوبة الاتصال بالأقاليم المجاورة مما يرفع من تكاليف إنشاء الطرق هنا لعدم انتظام السطح وضرورة شق الممرات والإنفاق فى بعض الأحيان .
وعلى العكس من ذلك الأقاليم السهلية التى تتوافر فيها الظروف الملائمة للإنتاج الاقتصادي ولتجمع السكان بأعداد كبيرة فى
مراكز عمرانية متباينة الأشكال ، ولمد الطرق المختلفة التى تعمل على سهولة استثمار الموارد الطبيعية المتاحة وربط السكان وتسهيل انتقال كل من الأفراد والأفكار ، لذا يلاحظ الكثافة الكبيرة لشبكات النقل بالطرق وبالخطوط الحديدية فى سهول شرقى ووسط وغربي أمريكا الشمالية.
وكانت أشكال السطح فى كثير من الأحيان تصعب من عملية الاتصال والربط بين الدول المتجاورة مثل مرتفعات الحجاز فى المملكة نظراً لكونها تحجز بين النطاق الغربى المطل على البحر الأحمر والمعروف بسهل تهامه وهضبة نجد فى الشرق.
كذلك تحدد مظاهر السطح مسارات خطوط النقل المختلفة حيث تتجنب هذه المسارات النطاقات المرتفعة سواء من سلاسل جبلية او من هضاب ، لذا تحدد مظاهر السطح مسارات الطرق وانحناءتها وبالتالى تحدد أطوالها ، ولا يقتصر هذا التحديد على اليابس فقط بل يتعداه فى النقل الجوى حيث تتجنب خطوط النقل الجوى النطاقات الجبلية العالية منعا لخطر الاصطدام بها ومنعا لخطر السحب الكثيفة بالإضافة إلى خطورة انخفاض درجات الحرارة القريبة من القمم الجبلية .
وتتباين مجارى الأنهار فى خصائصها تبعا لإشكال السطح السائدة فى الإقليم ، فهناك الأنهار السهلية التى تجرى فى مناطق سهلية مستوية ، ولذا فإنها تتسم باتساع مجاريها وقلة انحدارها وخلوها من العقبات مما يجعلها صالحة للملاحة ، وتمثل شرايين هامة للحياة الاقتصادية مثل نهر المسيسيبى.
على عكس ذلك نجد الأنهار الجبلية التى تخترق نطاقات جبلية وعرة تتسم بضيق مجاريها وشدة انحدارها وتعدد الخوانق الطبيعية التى تعترض مجاريها مثل الجنادل والشلالات مثل نهر كلورادو فى أمريكا الشمالية .
تشكل الحواجز المرجانية والشعاب فى النطاقات الساحلية عقبة تحول دون سهولة الملاحة البحرية وتعوق إنشاء الموانئ الطبيعية ، كما تطيل مسارات بعض الخطوط الملاحية الملاحية البحرية حيث تضطر بعض السفن إلى الدوران حول تلك النطاقات التى تتواجد فيه الحواجز مثل الحاجز المرجاني الكبير الممتد أمام السواحل الاسترالية ،ولأشكال السطح دور فى تحديد موقع المطارات والموانئ حيث انه لضمان سلامة عمليات الإقلاع والهبوط تشيد المطارات عادة فى نطاقات سهلية مستوية تجنبا لأخطار الاصطدام بالقمم العالية . .
4- المناخ:
من العوامل الهامة المؤثرة فى طرق النقل وشبكاتها المختلفة من حيث الخصائص والتوزيع الجغرافى ، كما انه من أهم العوامل الطبيعية المؤثرة فى الإنتاج البشرى وأكثرها تحكماً فيه حيث ان قدرة الإنسان على التحكم فى هذا العامل محدودة للغاية ، وتكاد تقتصر جهوده فى هذا الصدد على التقليل من تأثير العناصر المناخية ومحاولة التكيف معها.
للمناخ تأثير مباشر فى تخلف الإنسان فى بعض اٌليم العالم ، ففى المناطق الشمالية منخفضة الحرارة طول العام ، وفى المناطق المدارية حيث تقترن الحرارة المرتفعة بالرطوبة العالية مما يعمل على تقليل قدرة الإنسان على العمل والإنتاج ، وبالتالى يعجز عن مد الطرق بالإضافة إلى إضعاف طاقته الذهنية وانتشار الأوبئة والأمراض التى تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء ، لذا تتسم هذه الأقاليم بضعف شبكات الطرق فى نطاقات منها .وانعدامها فى نطاقات أخرى
وقد ساهم عامل المناخ مع عوامل أخرى فى تحديد وسيلة النقل الشائعة فى بعض الأقاليم كاستخدام الكلاب فى جر الزحافات فى المناطق الجليدية والإنسان فى الحمل بإقليم الغابات المدارية .
ودرجة الحرارة من عناصر المناخ الهامة المؤثرة فى النقل ، فكثيراً ما يكون انخفاض درجة الحرارة خلال شهور الشتاء فى بعض أقاليم العالم سبباً فى التحول من وسيلة إلى أخرى أكثر تكلفة ، مثال ذلك ان الانخفاض الشديد فى درجة حرارة الأجزاء الشمالية من قارة أمريكا الشمالية يؤدى الى تجمد المياه فى نهر السنت
لورانس لمدة أربعة أشهر تقريبا ، الأمر الذى يترتب عليه الاعتماد على نقل الحديد عبر السكك الحديدية بدلا من السفن مما يؤدى إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج ،كما ان انخفاض درجة الحرارة خلال فصل الشتاء يؤدى على تجمد مياه بعض البحار وبالتالى إغلاق الموانى وتعطيل الملاحة البحرية لتلك الدول .
وتؤثر الحرارة فى النقل الجوى بشكل كبير حيث انه مع ارتفاعها كما فى الأقاليم المدارية تزداد المسافة التى تقطعها الطائرة على الممر الأرضى لكى تتم عمليتى الإقلاع والهبوط بأمان.لذا تتسم ممرات مطارات الأقاليم الحارة بأنها أطول من مثيلتها فى مطارات الأقاليم المعتدلة .
وكانت الرياح تمثل العنصر المناخى الأول من حيث التأثير فى النقل البحرى خلال العصور القديمة حيث كان المسئول عن تحديد مسارات الرحلات ، وخير مثال على ذلك دور الرياح الموسمية فى تنظيم حركة الملاحة بين أقاليم جنوبى قارة أسيا وشرقى قارة
إفريقيا . كما ان كريستوفر كولومبس غادر اسبانيا متوجها صوب الغرب لعبور المحيط الاطلسى استغل اتجاه الرياح التجارية الشمالية الشرقية التى دفعت سفنه فى الاتجاه المشار اليه حتى بلغ جزر كناريا التى كانت محطته الأخيرة قبل عبور المحيط الاطلسى والوصول إلى عالم الامريكيتن عام 1492م.
ورغم التوسع فى الأساليب الحديثة فى النقل البحرى ألا أن للرياح تأثير واضح على الملاحة البحرية ، فالأعاصير والأنواء والأمواج العالية القوية لازالت تشكل مخاطر كبيرة على السفن الملاحية سواء فى عرض البحر أو قرب السواحل مما يضطر معه إلى إغلاق الموانى البحرية خلال تلك الفترات.
كذلك يعد النقل الجوى أكثر أنواع النقل تأثراً بالرياح سواء كانت علوية حيث يوضع النوع الأول فى الاعتبار عند تحديد اتجاه الممرات الأرضية بالمطارات ، اما النوع الثانى وهى الرياح العلوية فئؤدى سرعتها حتى حد معين إلى زيادة سرعة الطائرة فى
حالة الطيران مع اتجاهها، وقد ينتج عن شدة الرياح تلك ضعف القدرة على السيطرة على الطائرة فى تلك الحالة ، وتتأثر سرعة الطائرة ويزيد معدل استهلاكها من الوقود فى حالة طيرانها فى اتجاه معاكس لاتجاه الرياح العلوية .
وتؤثر الرياح فى النقل على اليابس حيث ينتج عن شدة هبوبها تكون العواصف وخاصة الرملية والتى تؤدى الى تعطل حركة النقل على الطرق المرصوفة أو على خطوط السكك الحديدية.
كما تلعب الأمطار دورا ظاهراً فى التأثير على حركة النقل حيث تؤدى غزارة الأمطار على الطرق الترابية إلى تعطل النقل عليها وعدم صلاحيتها للنقل خلال فترة التساقط ، كما هو الحال فى بعض الطرق الموجودة فى ريف مصر .
5- الغطاء النباتى :
يقصد به النباتات الطبيعية المنتشرة على سطح الارض والتى تتدرج من الغابات الى الحشائش ثم النبات الصحراوية .
ويمثل هذا الغطاء مصدر من مصادر الثروة التى يمكن استغلالها بنجاح .
وقد ساهم هذا العامل فى تنوع الإنتاج حيث تنتشر حرفة الرعى سواء التجارى أو المعاشى وحرف قطع الأخشاب والجمع فى مناطق مختلفة من العالم الأمر الذى ترتب عليه نشاط حركة التبادل التجارى بين تلك الأقاليم معتمدة على توافر شبكة النقل المتعددة .
وقد يحول الغطاء النباتى أحيانا فى الربط بين الأقاليم أو يقف عقبة فى سبيل مد شبكات النقل المختلفة مثل غابات المانجروف التى تقف عقبة فى سبيل مد الطرق بسبب كثافتها وكثرة فروعها وارتفاع شجارها .
6- الحياة الحيوانية
تتلاءم الحياة الحيوانية وخاصة الفطرية منها مع ظروف البيئة التى تعيش فيها ، وهى تشبه النبات الطبيعى إلا أنها تختلف عنه فى قدرتها على الحركة ، لذا فهى اقل ارتباط بالبيئة الطبيعية . والحيوان البرى كالنبات يلجا إلى التلاؤم مع عناصر البيئة الطبيعية ، وخاصة خصائص المناخ وسمات سطح الأرض، ويتمثل ذلك فى تباين ألوان الحيوانات واختلاف سمك وخصائص جلود وفراء بعضها وقوة سيقان بعضها الأخر ، وخفة وزن بعضها الثالث حتى تكتسب القدرة على التسلق كما فى مناطق المرتفعات
وقد نجحت بعض فصائل الحيوان الطبيعى بحكم ثقل وزنها فى تمهيد بعض الطرق التى رسمتها لنفسها خلال تنقلاتها المختلفة ، لذا يعد الحيوان البرى فى مثل هذه الحالات هو المخطط والمهندس الاساسى الذى حدد مسارات الطرق مثل حيوان البيزون فى قارة أمريكا الشمالية ، كما قامت الأفيال والتياتل ووحيد القرن بنفس العمل فى إقليم السفانا بإفريقيا .
كما إن الإنسان قد اكتشف منذ القدم قوة بعض الحيوانات وقدرتها على مساعدته فى النقل والتنقل ولمسافات طويلة مما كسر حاجز المسافة، وهذا قد شكل فى حد ذاته ثورة فى عملية تحرك الإنسان.



المحاضرة الثالثة
موضوع المحاضرة
•العوامل البشرية المؤثرة فى النقل
: 1- توزيع السكان
هناك ارتباط وثيق الصلة بين حجم السكان والنشاط الاقتصادى ، حيث تتميز المناطق كثيفة السكان بوجود نشاط اقتصادى كثيف يعتمد بالدرجة الأولى على توافر عامل النقل ونشاط حركة التبادل التجارى والعكس صحيح بالنسبة للمناطق المخلخلة بالسكان ، لذا فالارتباط طردى بين كثافة السكان وكثافة شبكات النقل .
وتمثل شبكات النقل شرايين تنقل الحياة والحركة والازدهار البشرى والاقتصادى للاقاليم التى تمتد فيها ، والامثلة على ذلك كثيرة.
ويمكن ملاحظتها من خلال تتبع خريطتين للعالم أحداهما خاصة بتوزيع السكان وكثافتهم والأخرى خاصة بتوزيع شبكات النقل المختلفة ، ففى أسيا نلاحظ ارتفاع كثافة شبكات النقل بشكل كبير فى اليابان وشبه جزيرة كوريا والنطاقات الشرقية من الصين الشعبية واندونيسيا وحوض نهر الجانح ، وهى نفسها أكثف جهات القارة وأكثرها ازدحاما ، والعكس صحيح بالنسبة للاقاليم الشمالية (صحارى جليدية )والوسطى (مرتفعات) والجنوبية الغربية (صحارى حارة) ، حيث تتضاءل كثافة شبكات النقل بها حتى إن بعضها يكاد يخلو من الطرق لضآلة حجم السكان وانخفاض كثافتهم
وفى نفس الوقت ترتفع كثافة السكان فى استراليا بشكل كبير فى اقاليم سيدنى وملبورن وبيرث وفريمنتل وهى نفسها نطاقات أكثف شبكات النقل فى القارة الاسترالية شأنها فى ذلك شأن النطاقات الساحلية فى قارة أفريقيا خاصة فى الشمال والجنوب.
ويرجع الارتباط الوثيق بين كثافة السكان وشبكات الطرق إلى وجود نشاط اقتصادى كبير اوجد الحاجة إلى التبادل التجارى والحركة سواء للسلع والمنتجات أو للأفراد اعتمادا على شبكات الطرق ومن الطبيعى أن يتباين حجم حركة النقل وكثافة شبكات الطرق فى مثل هذه الأقاليم تبعا لعدة معايير: ياتى فى مقدمتها مدى
تنوع النشاط الاقتصادى وأنماطه ومستواه ، وهذا يفسر تباين كثافة شبكات النقل فى الأقاليم الصناعية والأقاليم التى يسودها نشاط اقتصادى محدود ، وبين الأقاليم الصناعية والأقاليم الزراعية وبين أقاليم الزراعة الكثيفة وأقاليم الزراعة الواسعة .... وهكذا .
وتزداد الحاجة فى المجتمعات الصناعية كثيفة السكان إلى شبكات كثيفة من الطرق المختلفة لتربط مناطق الإنتاج بكل من مصادر الخامات وأسواق تصريف الإنتاج الداخلية والخارجية على حد سواء ، لذا تفوق كثافة شبكات النقل هنا مثيلتها فى الأقاليم الزراعية ، وهذا يفسر الفرق فى كثافة شبكات النقل بين أقاليم البحيرات العظمى فى أمريكا الشمالية وجزيرة جاوه باندونيسيا .
2- النشاط الاقتصادى :
التفاعل عميق وطردي بين النشاط الاقتصادى والنقل ،ففى أحيان كثيرة يكون النشاط الاقتصادى مؤثرا فى النقل وسابقا له بمعنى أن يكون مد شبكات النقل وتوجيهها يمثل استجابة لضرورة الربط بين مناطق الإنتاج الاقتصادى بعضها ببعض من ناحية ، وربطها بأسواق التصريف المختلفة سواء كانت داخلية أو خارجية من ناحية أخرى.
وفى أحيان كثيرة يكون مد شبكات النقل سابقا للنشاط الاقتصادى مثال ذلك ضرورة إنشاء شبكة الطرق ذات الكفاءة العالية خلال المراحل الأولى لعمليات التعمير فى المناطق الاستصلاح الزراعى ، ومعنى ذلك إن عملية مد الطرق هنا تسبق عمليات الإنتاج إذا تستغل الطرق فى توصيل مستلزمات عمليات الاستصلاح والاستزراع من آلات ومعدات ، بالإضافة إلى تمكين العاملين فى هذه المناطق من الوصول لتلك المناطق ، خاصة وان تلك المناطق فى الغالب ما تكون صحراوية كما هو الحال فى مصر .ويتكرر نفس الحال فى مناطق الإنتاج المعدنى حيث يكون مد شبكات الطرق سابقة فى كثير من الأحيان سابقا لمراحل الإنتاج.
وقد حدث ذلك فى مناطق إنتاج البترول فى البلاد العربية حيث لم يبدأ الإنتاج إلا بعد تجهيز خطوط أنابيب لنقل البترول من مناطق الحقول إلى مراسى التصدير كما هو الحال فى موانئ رأس تنوره ورأس الخافجى والظلوف فى المملكة العربية السعودية .
وعموما تعد وسائل وتكاليف النقل من العوامل الرئيسية المؤثرة فى استغلال الموارد المعدنية حيث تحدد مدى صلاحية الخامات للاستغلال من الناحية الاقتصادية ، لذا يلاحظ تركز أقاليم التعدين فى النطاقات التى تتميز بسهولة اتصالها بكل من الأسواق المحلية والأسواق العالمية عن طريق وسائل النقل المختلفة .
وقد كان لعالم توافر النقل فى المملكة المتحدة التى ظلت تتصدر دول العالم المنتجة للفحم لمدة ثلاثة قرون ، وكان الفضل الأكبر يرجع إلى قرب مناجم الفحم بها من خط الساحل مما عمل على سهولة استخدام النقل البحرى الرخيص فى نقل الإنتاج إلى دول العالم المختلفة ، وهذا ساعد بدوره على تطور إنتاج البلاد من الفحم بصورة مطردة.
كذلك كان لتوفر النقل الرخيص فى شرقى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تستغل البحيرات العظمى فى النقل دور كبير فى ربط خامات الحديد الموجودة فى النطاقات المحيطة ببحيرة سوبيريور بحقول الفحم فى نطاق الأبلاش ، مما ساعد على ظهور منطقة صناعية عظمى عملت على التوسع فى إنتاج المعادن لتغطى حاجة الصناعات والإغراض المختلفة .
كما تلعب تكاليف النقل دوراً هاما فى استغلال المعادن ، اذ المعروف إن معظم الخامات يقل وزنها عند تركيزها وتجهيزها وتصنيعها ،
وهذا يتطلب ضرورة نقل كميات كبيرة من هذه الخامات إلى المناطق الصناعية ، ولا تعد هذه العملية مجزية من الناحية الاقتصادية إلا إذا كان للخامات القدرة على تحمل تكاليف النقل ، وكلما كانت الخامات فقيرة كلما ازدادت تكاليف نقلها نظرا لحاجة العمليات الصناعية إلى كميات كبيرة منها ، لذا لايمكن استغلال الخامات الفقيرة بنجاح إلا إذا تم تركيزها فى منطقة التعدين ، أو إذا تم تصنيعها بالقرب من مناطق الاستخراج. وهناك علاقة بين وسيلة نقل الخامات وتكاليف النقل ، فالنقل المائى ارخص وسائل النقل واقلها تكلفة للمسافات الطويلة ، فى حين تحتل السكك الحديدية المرتبة الأولى بالنسبة للمسافات المتوسطة.
التقدم التكنولوجى
عامل بشرى هام لايمكن إغفال تأثيره فى مجال النقل فقد نتج عن تقدم الإنسان التكنولوجى انتصاره على العديد من مظاهر الصعوبة الطبيعية حيث لم تعد المرتفعات وغيرها من مظاهر السطح تشكل عقبة تحول دون اتساع دائرة شبكات الطرق وتحسين خصائصها ورفع كفاءتها ، حيث تم حفر الأنفاق وشق الممرات لاختراق العقبات كما هى الحال بالنسبة للأنفاق التى تخترق جبال الألب فى جنوبى أوروبا وغيرها من دول العالم ، كذلك هناك الممرات والكبارى العلوية التى أسهمت فى اتصال طرق النقل العابرة للخوانق والأودية فى النطاقات مرتفعة
المنسوب فى العديد من دول العالم ،كذلك تحسين مواصفات الطرق السريعة ورفع كفاءتها مما زاد من عنصر الأمان لمستخدميها وأتساع شبكة الخطوط الحديدية ورفع كفاءة القاطرات الحديدية وخاصة بعد التوسع فى استخدام الكهرباء والمازوت كطاقة أساسية بدلا من الفحم ، وتقدم هذه السكك الحديدية واستخدام العجلات والقضبان المسننة ، هذا بالإضافة إلى تقدم هندسة القنوات المائية التى تربط بين المجارى المائية وتحسين مواصفاتها فى العديد من أقاليم العالم مما زاد من سعة شبكات النقل المائى الصناعى.
كذلك نجد أن وسيلة النقل تحت الأرض فى أقاليم العالم المختلفة والمعروفة بمترو الإنفاق والتى من أميز فوائدها تخفيف حجم حركة مركبات النقل العاملة على سطح الأرض وبالتالى التخفيف من الزحام المرورى بشوارع المدن والتقليل من تلوث الهواء 000 كلها أمثلة لانجازات فى مجال النقل ما كانت تتحقق لولا تقدم الإنسان التكنولوجى .
وحقق التقدم التكنولوجى للإنسان نجاحات متعددة فى مجال النقل الجوى نذكر منها على سبيل المثال ارتفاع مستوى تجهيزات المطارات مما زاد من امان عمليات الإقلاع والهبوط
هذا بالإضافة إلى التغلب على بعض الظواهر الطبيعية الصعبة ومنها الضباب وما يتبعه من انعدام الرؤيا ، وبعض الأعطال الفنية المفاجئة التى تحدث لبعض أجهزة الطائرات عن طريق عمليات الهبوط الاضطرارى التى تتم بمساعدة أجهزة وتجهيزات خاصة سواء فى الطائرة أو على ممرات الهبوط . وليس من شك فى ان تقدم هندسة بناء الطائرات وتصميم محركاتها قد ذاد من سعة الفراغات الممكن استخدامها فى النقل الجوى ، كما زاد من السرعة وقهر عنصر المسافة مما رفع من مستوى الجدوى الاقتصادية لاستخدام الطائرات فى النقل عنه خلال العقود الماضية
وقد حقق الإنسان انجازات متنوعة فى مجال النقل الجوى بفضل تقدمه التكنولوجى الكبير منها الاختيار الدقيق لمواقع الموانى البحرية وتزويدها بالأجهزة الآلية التى تخدم مجالى الملاحة البحرية وخدمة الأرصفة وخاصة ما يتعلق بشحن السفن وتفريغها ، بالإضافة إلى التطور المذهل الذى تحقق فى مجال هندسة بناء السفن البحرية بمختلف أنواعها بما فى ذلك الحاويات وناقلات البترول.
ومكن تقدم الإنسان التكنولوجى من شق القنوات البحرية التى قصرت أطوال الخطوط البحرية فى العالم ، وتحسين مواصفاتها
ورفع كفاءة تشغيلها بالدرجة التى تمكن السفن الكبيرة بما فى ذلك ناقلات البترول من عبورها فى أمان ، كما هى الحال بالنسبة لقناة السويس ، قناة بنما0000
4- الحدود السياسية
للحدود السياسية تأثيرات متعددة فى مجال النقل بعضها مباشر وبعضها الآخر غير مباشر ، ويتمثل التأثير المباشر للحدود فى انتهاء خطوط النقل عند نقاط او نطاقات انقطاع لشبكات الطرق بالنسبة للدول المجاورة ، ويرجع ذلك الى اعتبارات قومية ، وأما
لدور الدول الاستعمارية التى وضعت إستراتيجيتها عند مد بعض الطرق فى مستعمراتها القديمة على أساس استثمار الموارد الطبيعية والحيلولة دون تحقيق الوحدة الأرضية كما فى قارة أفريقيا التى تمزق الإنسان والأرض فيها بفعل الحدود السياسية وتقطع خطوط النقل المحدودة فيها عند مناطق الحدود التى خطها الاستعمار ومثال ذلك خطوط السكك الحديدية فى مصر والسودان فالبرعم من كون الدولتين كانتا خاضعتين لمستعمر واحد هو الاحتلال الانجليزي ألا انه عند مد خطوط السكك الحديدية فى كليهما تم تصميم المقاييس بصورة مختلفة حتى لا يحدث اتصال فى المستقبل
ويتمثل التأثير غير المباشر للحدود السياسية فى وجود العديد من الدول الحبيسة وشبه الحبيسة فى العالم والتى تلجأ إلى بعض الدول المجاورة أو القريبة منها للاستفادة من موانيها البحرية فى تجارتها الدولية ، لذلك كثيراً ما تقوم مواني الترانزيت بخدمة مثل هذه الدول التى لا سواحل لها ، ومن قبل ذلك ميناء تيست الايطالي بالنسبة لكل من النمسا واتحاد يوغسلافيا القديم ، و مواني مرسيليا وست فى فرنسا وجنوه فى ايطاليا بالنسبة لسويسرا.وميناء العقبة الأردني بالنسبة للعراق.
تغير الأوضاع السياسية
من العوامل التى لا تغفل عند دراسة العوامل البشرية المؤثرة فى النقل حيث يؤدى تغير الأوضاع السياسية لبعض الدول إلى تغيير مماثل فى أنماط ومحاور تجارتها الدولية مما ينعكس على اتجاهات خطوطها البحرية وحجم الحركة عليها بشكل خاص .
والامثلة على ذلك كثيرة منها تغيير الأوضاع السياسية فى دول مثل اليمن وأثيوبيا وكوبا التى اعتنقت المبدأ الاشتراكي فى سياستها خلال عقود الستينات والسبعينات من القرن الماضي مما زاد من حجم تجارتها مع الدول الشيوعية بصورة ملحوظة ، كما زادت كثافة خطوط النقل التى تربط فيما بينها ، كما زاد حجم الحركة
عليها فى الوقت الذى تقلصت فيه خطوط النقل التى تربط الدول الثلاث بالدول الرأسمالية فى العالم ، ويمكن التأكد من هذه الحقيقة من مراجعة الإحصائيات الدالة على حجم الحركة النقل والتجارة بين كوبا والولايات المتحدة الأمريكية قبل وبعد عام 1959عندما اندلعت الثورة الاشتراكية الكوبية .



المحاضرة الرابعة
عناصر المحاضرة


اقتصاديات النقل

النقل حرفة غير منتجة فى حد ذاتها ، ومع ذلك فهى أساسية لإتمام عملية الإنتاج ، كما إن للنقل قيمة إنتاجية تتمثل فى الفرق بين قيمة المنتجات قبل نقلها وبعده ، حيث يزيد النقل من قيمة المنتجات بتغير مكانها ، فالمنسوجات القطنية مثلا تزيد قيمتها بنقلها إلى الأسواق العالمية وخاصة الأوروبية ،حيث يشتد الطلب عليها ، كما تزيد قيمة القمح الاسترالي والكندي بنقله إلى أسواق الاستهلاك الرئيسية فى العالم وخاصة اليابان والبرازيل ومصر. وبالمثل تزيد قيمة البترول العربي بنقله من مناطق الإنتاج إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية واليابانية.

لذا يعد النقل مقياسا زمنيا للبعد المكانى بين مراكز إنتاج السلع وأقاليم استهلاكها لذلك يوجد المنفعة ممثلة فى العائد من الحركة
وينظر البعض إلى النقل على اعتبار انه عملية إنتاج تتم على طول خط حركة عكس الإنتاج الاقتصادى أيا كان نوعه ، حيث يتم فى نقطة محددة أو فى عدة نقاط متقاربة تتمثل فى مواقع المنشات الإنتاجية أيا كانت مزرعة أو مصنع أو منجم ، وعلى ذلك فان الإنتاج فى عملية النقل يتم عند اى نقطة من نقاط الخط .

فمرور وسيلة النقل على طول خط الحركة يعد عملية إنتاج لتزايد القيمة بتزايد المسافة التى تقطعها الوسيلة وبنقلها لحمولات إضافية لمسافات محددة بين عدد من النقاط تنحصر بين بداية الخط ونهايته.
وعلى ذلك يمكن القول إن الفريق الذى ينظر إلى النقل على انه عملية إنتاجية ينظر إلى الإنتاج على انه قيمة محددة وليس سلعة عينية .

وعند دراسة الجدوى الاقتصادية للنقل فى اى إقليم أو منطقة لابد من دراسة عناصر محددة هى:


1- وسيلة النقل
2- القوة الدافعة لوسيلة النقل
3- خصائص الحمولة المنقولة
أولا : وسيلة النقل
لتفهم خصائص وأهمية هذا العامل لابد من دراسة العناصر التالية :
النوع :
تتعدد أنواع وسائل النقل وان كانت تتفق جميعها فى أداء دور واحد وهو نقل البضائع والأشخاص والخدمات المختلفة ، ولكل منها

خصائصها التى تحدد أفضل أنواع السلع والخدمات التى تنقلها أو تقدمها. وتتضمن وسائل النقل الأنواع التالية :
1- الحمالون الذين ينقلون البضائع محدودة الحجم والوزن لمسافات قصيرة ، سواء داخل المدن وخاصة فى المطارات ، أو فى المناطق الجبلية الوعرة مرتفعة المنسوب ، والتى لايمكن مد طرق خلالها أو فى بعض الغابات المدارية المطيرة الكثيفة مما يجعل من المستحيل سير دواب الحمل التى يتعذر وجودها فى مثل هذه البيئة
2- دواب الحمل وخاصة البغال والحمير فى بعض المناطق الجبلية والجمال فى المناطق الصحراوية.

3- وسائل النقل الحديثة : سواء الخاصة بالنقل البرى أو النقل الجوى أو النقل المائى( السفن ذات الأحجام الكبيرة)
4- المواصلات السلكية واللاسلكية ويتوقف اختيار واستخدام وسيلة أو أكثر للنقل على خصائص الإقليم وطبيعته.
2- الكثافة :
تعطى كثافة وسائل النقل وتعددها مجالا للاختيار فيما بينها ، بالإضافة إلى دورها فى خفض تكاليف النقل ، وعلى ذلك فالأقاليم التى يتوفر فيها هذا العنصر تتسم وسائل النقل فيها بالكفاية والمرونة وانخفاض التكاليف لتوافر عامل المنافسة .

تعدد الخدمة :
كلما تعددت الخدمات التى تؤديها وسيلة النقل ، كلما تطلب ذلك توافر أعداد كبيرة من الوحدات الناقلة سواء كانت لنقل البضائع أو لنقل الركاب وفى الأخيرة تزيد ساعات التشغيل لتكرار عدد الطلعات الخاصة بوسيلة النقل سواء كانت سكك حديدية أو سيارات.
ويعد طول المسافة من العوامل الأساسية التى تحدد مدى تعدد خدمات وسيلة النقل والتى تتوافر فى المسافات القصيرة فى حين تقل كلما طالت المسافة .

المسافة :
يتوقف طول المسافة التى تقطعها وسيلة النقل على عوامل منها البيئة الطبيعية التى تحدد خصائصها وخاصة أشكال السطح والمناخ ، مسار الطريق آيا كان خلال نوعه وخصائصه وهل يصلح الطريق للتشغيل على مدار السنة أم يتوقف على خلال فترة معينة من العام كأن يتوقف النقل على الطرق المرصوفة بالأقاليم الصحراوية خلال فترات هبوب العواصف الترابية أو تجمد مياه البحار والأنهار فى المناطق الجليدية .


ومع ذلك تعمد الجهات المسئولة عن النقل إلى تخفيض أجور النقل للمسافات الطويلة ، لان تطبيق مبدأ الأجور المتساوية والتى تتدرج فئاتها مع طول المسافة يضعف النقل على المسافات الطويلة ، ويعيق نقل السلع والمنتجات رخيصة الثمن إلى مثل هذه المسافات .
العلاقة بين المسافة ووسيلة النقل :
تتباين وسائل النقل فى درجة مرونتها ونفقات تشغيلها على المسافات المختلفة ، مما أدت إلى اختلاف اقتصاديات هذه الوسائل وبالتالى جدواها الاقتصادية بالنسبة للمشاريع المختلفة.

-يعد النقل بالسيارات ارخص وسائل النقل بصورة عامة فى المسافات القصيرة التى لا تتجاوز 245 كم ،فى حين تتصدر النقل بالسكك الحديد باقى وسائل النقل من حيث الرخص فى المسافات المتوسطة التى تتراوح اطوالها بين 245 – 660 كم ، إما النقل المائى فهو ارخص النقل على المسافات الطويلة لعدة اسباب :
-انخفاض نفقات القوة المحركة ، حيث لوحظ إن قوة واحد حصان فى النقل المائى تكفى لسحب حمولة قدرها 200 ألف رطل بسرعة 3قدم/ ثانية فى حين لا تسحب نفس القوة أكثر من 30 ألف رطل على السكك الحديدية ، 3 ألف رطل بالسيارات.

- - القدرة الكبيرة لوحدات النقل المائى على الحمل فوزن وحدة النقل المائى وهى فارغة تعادل من 16- 20 % من حمولتها ( قدرتها على الحمل ) فى حين تصل هذه النسبة إلى 50 % بالنسبة للسكك الحديدية ، معنى ذلك إن قدرة الوحدات المائية على الحمل والنقل تفوق غيرها من الوسائل الأخرى وخاصة فى المسافات الطويلة .
الاتجاه :
يمثل اتجاه وسائل النقل عاملا هاما فى انخفاض الأجور ،فاتجاه وسائل النقل فى أقاليم معينة بحيث تربط بين مناطق الإنتاج و أسواق التصريف ، أو بين نطاقات بشرية ذات مصالح متبادلة

يعنى تشغيل الوسيلة فى الاتجاهين ، وهذا يؤدى بدورة إلى انخفاض نفقات التشغيل وبالتالى انخفاض تكاليف النقل .
المنافسة :
للمنافسة دور لايمكن اغفالة فى تحديد أجور النقل ففى حالة وجود أكثر من طريق ووسيلة تخفض كل وسيلة أجور النقل فى حدود معينة فى محاولة لجذب اكبر قدر من العملاء ، فى حين يؤدى اختفاء عامل المنافسة إلى عدم وجود تخفيض فى وسيلة النقل .
ثانيا : القوة الدافعة
يمكن تحديد القوة الدافعة لوسائل النقل المختلفة فيما يلى :
1- القوة الدافعة الطبيعية: ويتمثل هذا النمط فيما يلى :
أ- التيارات المائية : سواء فى مجار الانهار أو البحار والمحيطات ،والتى تساعد على تسيير القوارب والسفن المختلفة فى سهولة ويسر خاصة إذا كانت التيارات المائية متوسطة السرعة كما هو الحال بالنسبة للتيارات المائية فى نهر النيل فى مصر الأمر الذى سهل حركة الملاحة النهرية فى كلا الاتجاهين ، والعكس صحيح إذا كانت التيارات المائية شديدة السرعة مما ينتج عنه سرعة جريان المياه الأمر الذى يمثل عقبة فى طريق الملاحة .


وكان للتيارات البحرية دورها الكبير فى تحديد خط سير رحلات كريستوفر كولومبس خلال القرن الخامس عشر .
ب- الرياح :
استخدمت هذه القوه على نطاق واسع فى تسيير القوارب والسفن الشراعية ، وتحديد مساراتها خلال العصور القديمة والوسطى ، كما أنها لازالت تستخدم فى الملاحة البحرية والنهرية على حد سواء ، وتتميز القوة الدافعة الطبيعية بأنها عظيمة المدى غير محدودة القوة ، لذلك فتحكم الإنسان فيها محدود .

2- القوة الدافعة الحية :
يتمثل هذا النمط فى :
1- قوة الإنسان : مثل استخدام الحمالين فى المدن وفى المناطق الجبلية
2- قوة الحيوان : وتكلمنا عن استخدام الحيوان فى النقل والجر .
وتتسم القوة الدافعة الحية بأنها محدودة التأثير فى مجال النقل لأنها لا تحمل أو تدفع إلا كميات محدودة ولمسافات محدودة أيضا.
القوة الدافعة الآلية
أهم مصادر القوة الدافعة المستخدمة فى وسائل النقل وأكثرها انتشارا وأعظمها أثرا فى عالمنا المعاصر ، حيث تستخدمها السيارات والقاطرات والسفن والطائرات وتستغل فى توليد هذه القوة الأخشاب والفحم ومشتقات البترول والكهرباء والوقود الذرى.
وتتسم أنماط هذه القوة بتباين طاقتها ومداها ، إذا يتوقف استخدامها فى وسائل النقل المختلفة على هندسة تصميم الوسيلة والغرض من استعمالها وقدرتها على تحمل الضغوط الناتجة عن السرعة ومستوى توازنها على الطريق .
ثالثا: خصائص الحمولة المنقولة
1- النوع :
يحدد نوع الحمولة المنقولة أجور نقلها ، فنقل الخامات يختلف عن نقل المنتجات المصنعة ، لحاجة الأخيرة إلى عناية خاصة ، والجدير بالذكر إن الاثمان المرتفعة للمنتجات المصنعة تعطيها القدرة على تحمل أجور النقل العالية ، كما تعطيها مرونة فى اختيار وسيلة النقل مهما كانت أجورها مرتفعة ، عكس الحال بالنسبة للمنتجات رخيصة الثمن التى لايناسبها إلا وسيلة نقل رخيصة , كما هو الحال فى عملية نقل الطين المستغل فى صناعة الطوب.

طبيعة السلعة :
تسهم طبيعة السلعة فى تحديد أجور النقل ، فالمنتجات السائلة غالية الثمن والكيماويات والسلع المصنعة القابلة للكسر كلها منتجات غير عادية من حيث النقل حيث تحتاج إلى رعاية واحتياطات فى عمليات نقلها وتفريغها ، لذلك ترتفع أجور نقلها .
وتتباين وسائل المواصلات فى تحديد أجور النقل على أساس طبيعة السلعة فالسكك الحديدية تعتمد فى تحديد أجور النقل على طبيعة السلعة فكلما زادت قيمة السلعة زادت أجور نقلها .
الحجم :
هناك ارتباط قوى بين حجم الحمولة وأجور النقل ، فالمنتجات كبيرة الحجم التى تشغل حيزا كبيرا وبالتالى يصعب حملها وشحنها وتفريغها تفوق أجور نقلها أجور نقل البضائع صغيرة الحجم ، وتنطبق هذه الحقيقة على النقل الجوى الذى يضع فى الاعتبار حجم السلعة ووزنها عند تحديد تعريفة النقل .
وتنخفض أجور النقل فى باقى وسائل النقل وخاصة فى السكك الحديدية كلما زادت كمية الحمولة المنقولة وشغلت بالتالى الفراغات الموجودة فى وحدات النقل التى لا تختلف تكاليف تشغيلها وهى بكامل حمولتها عن تكاليف تشغيلها وهى بنصف حمولتها.

تبين من الدراسة إن للنقل تأثير مباشر فى تحديد جزء من تكلفة الإنتاج وحجم أسواق تصريف المنتجات المختلفة وبالتالى تحديد ما يعرف بالإيجار الاقتصادى ، ويقصد به الفرق بين العائد المالى لنطاقين أو أكثر من الأراضى الزراعية . وتتوقف قيمة هذا العائد على عدد من العوامل يأتي فى مقدمتها عامل النقل عن طريق تحديد مدى بعد الأراضى الزراعية عن أسواق تصريف المنتجات فكلما كانت الأراضى الزراعية قريبة من الأسواق كلما كان إيجارها الاقتصادى أعلى من الأراضى البعيدة والعكس صحيح.

نظرية فون تنن ( تكلفة النقل فى مجال الزراعة)
حاول فون تنن بنظريته إظهار اثر كل من العوامل الطبيعية والسوق فى توزيع أنماط استغلال الأرض وأنواع المحاصيل المزروعة التى تتحدد نتيجة لاختلاف القدرة على الإنتاج والتى تتوقف على تباين نفقات شحن المحاصيل إلى السوق.
فرضيات النظرية :
-وجود ولاية منعزلة ليس لها اتصال بالأقاليم المجاورة .
-يتوسط هذه الولاية مدينة يصل إليها نهر صغير .
-لا توجد اى وسيلة نقل سوى العربات التى تجرها الخيول، بالإضافة إلى نهر صغير يربط المدينة با لمنطة الزراعية المحيطة

- يفترض فون تنن إن الأراضى الزراعية المحيطة بالمدينة متجانسة فى خصائصها الطبيعية العامة وخاصة فيما يختص بالمناخ والتربة .
- - إن المدينة تمثل السوق الوحيد والرئيسى للمحاصيل والسلع بحكم العزلة .
- حلل فون تنن أسعار المحاصيل الزراعية فى أسواق المدينة التى تتحدد على أساس العرض والطلب ، كما وضع فى الاعتبار نفقات النقل .

افترض إن سعر بيع طن القمح على بعد اى مسافة من المدينة يعادل سعره فى المدينة ناقص تكاليف النقل ، وان زراعة القمح يجب إن تتوقف عند حد 80 كم من المدينة لارتفاع نفقات الإنتاج والنقل ، كما يرى ضرورة إن تتوقف زراعة الحبوب على بعد من 4- 50 كم من المدينة.
إما المحاصيل سريعة التلف صغيرة الحجم ، والتى تحتاج إلى عمليات زراعية متعددة والى إضافة مخصبات للأرض فلابد من زراعتها بالقرب من المدينة.

استنادا إلى هذه الأسس وزع فون تنن النطاقات الزراعية المحيطة بالمدينة على النحو التالى :
النطاق الأول : المحيط بالمدينة تزرع فيه المحاصيل سريعة التلف كالخضروات ومنتجات الألبان.
الثانى : يضم الغابات والتى كانت بمثابة مصدر رئيسي للأخشاب التى تستخدم كوقود وكمادة للبناء ، وموقع الغابة فى هذا المكان ضروري لخفض تكاليف نفقات نقل الأخشاب إلى الأسواق.
الثالث:يخصص لزراعة الحبوب والبرسيم والبطاطس.

الرابع : يخصص لزراعة اقل كثافة من الزراعة فى النطاق السابق حيث تزرع الحبوب على فترات تتخللها فترات أخرى تترك فيها الأرض بدون زراعة.
الخامس: تستغل الأرض فى زراعة الحبوب طبقا لدورة ثلاثية .
السادس: تشغله المراعى الطبيعية التى تربى فيه الماشية .
الجدير بالذكر إن وجود النهر قلل من تكاليف نقل المحاصيل إلى المدينة ، مما أسهم فى امتداد النطاقات الزراعية إلى جهات ابعد نسبيا من المدينة
نقد النظرية
النظرية تمثل أسلوبا علميا فى التفكير والتحليل ولكن يواجهها بعض الاعتراضات :
1- عدم صلاحيتها للتطبيق فى جميع أقاليم العالم وخلال كل العصور.فقد افترض واضعها ولاية منعزلة لا ترتبط بالعالم الخارجى باى وسيلة للنقل ، وان نمط استغلال الأرض لا يتأثر إلا بالسوق المحلية للمدينة فقط .
2- افتراضها لتجانس العناصر المناخية وخصائص التربة من الأمور غير المقبولة .

3- كيف يمكن لوحدة مناخية ذات تربة واحدة إن ينتج منها التنوع النباتى من غابات وحشائش .
4- وضع ضمن الأسس التى اعتمد عليها فى تحديد نمط استغلال الأرض فى الولاية البعد عن الأسواق وتأثير ذلك فى تكاليف النقل ، وبالتالى فى جملة تكاليف النقل النهائية ، رغم إن هناك حقيقة مؤداها إن تكاليف النقل لا ترتبط فقط بالمسافة بل ترتبط بخصائص الحمولة وقدرتها على تحمل النقل ونوع وسيلة النقل ومدى مرونة حركة النقل نفسها.
ولا ترجو السماحة من بخيل
فما فى النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأنى
وليس يزيد فى الرزق العناء


ملخص النوماس منقول
 
قديم 2014- 5- 9   #3
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية ابوسلطان3
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 52
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

لمحاضرة الخامسة

الأقاليم الصناعية الكبرى فى العالم


تتركز اكبر الأقاليم الصناعية في العالم وأهمها في النطاق المعروف بحزام القوة The Power Belt الممتد في العروض الوسطي بدءا من نهر المسيسبي في أمريكا الشمالية حتى نطاق مرتفعات الاورال في روسيا الاتحادية ليشمل الأجزاء الشرقية من أمريكا الشمالية والنطاقات الشمالية والغربية والوسطي والشرقية من قارة أوروبا.


وترجع تسمية هذا النطاق بحزام القوة إلي ضخامة إنتاجه الصناعي حيث تكون قيمته نحو 85 % من جملة قيمة الإنتاج العالمي من الحديد والصلب ، واستهلاكه لحوالي 90 % من جملة الطاقة المستهلكة في العالم سنويا من البترول والغاز الطبيعي والفحم والكهرباء.
وتتمثل أهم الأقاليم الصناعية بحزام القوة فيما يلي :
في قارة أمريكا الشمالية :
شواطئ بحيرة أير الأمريكية.
إقليم نيو انجلند في شمال شرقي الولايات المتحدة الأمريكية.
وادي الهدسن / موهوك.
إقليم بلتيمور / فلادليفيا.
إقليم شيكاغو / جاري علي الطرف الجنوبي لبحيرة ميتشجان.
إقليم حقول فحم بنسلفانيا.
إقليم برمنجهام في ولاية ألباما الأمريكية.
إقليم شبه جزيرة البحيرات العظمي الممتد في كندا بين بحيرات هورن واير وأنتاريو.

في قارة أوروبا :
الأقاليم الصناعية في المملكة المتحدة.
إقليم حقول الفحم الفرنسية البلجيكية.
أقاليم الرور / ويستفاليا وساكسوني بألمانيا.
أقاليم حقول الفحم في سيليزيا (بولندا وجمهورية التشيك).
إقليم سهل لمباريا في شمالي ايطاليا وخاصة حول كل من ميلان وتورين.
إقليم الأراضي الوسطي المنخفضة في السويد.
إقليم موسكو الصناعي.
إقليم الدونباس في اوكرانيا.
إقليم سان بطرسبورج المطل علي خليج فنلندا.
إقليم الاورال.
وتوجد أقاليم صناعية كبيرة في العالم تمتد خارج حزام القوة السابق تحديده وتماثل أقاليمه في ضخامة الإنتاج الصناعي والتقدم الفني الكبير ، تتمثل هذه الأقاليم في الجهات الغريبة من أمريكا الشمالية وخاصة في ولاية كاليفورنيا ، إلي جانب بعض جمهوريات وسط آسيا وخاصة كازاخستان ، وأوزبكستان ، واليابان ، الصينالشعبية ، الهند ، جنوب أفريقيا ، استراليا ، البرازيل ، المكسيك ،
وتتميز بعض هذه الأقاليم بتطورها الصناعي المطرد خلال السنوات الأخيرة بصفة خاصة كما هي الحال بالنسبة لنطاقات شمالي الصين وجنوب شرقي استراليا والصين الوطنية (تايوان) وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وتايلاند.
وفيما يلي بيان تفصيلي بالأقاليم الصناعية الكبيرة الممتدة خارج حزام القوة.
جزر اليابان وخاصة إقليم طوكيو الصناعي ، بالإضافة إلي الأقاليم الصناعية الممتدة حول مدن يوكوهاما ، اوزاكا ، كوبى ، والجزء الشمالي من جزيرة كيوشو.
وسط آسيا وخاصة أقاليم الكوزباس والتركستان ووادي آمور الادني.

اقلين الوادي الادني لليانجتسي (شنغهاي ، ووهان) في الصين الشعبية.
إقليم كلكتا / دامودار (كلكتا ، جامشيدبور ، هواره) في الهند.
إقليم الترنسفال (جوهانسبرج ، فيرينجنج) في جنوب أفريقيا.
جنوب شرقي استراليا وخاصة أقاليم سيدني ، نيوكاسل ، ويالا.
إقليم ساو باولو ، ريو دي جانيرو ، فلتا ريدوندا ، بيلو هوريزونتي) في البرازيل.
الهضبة الوسطي (مكسيكو سيتي ، بيوبلا ، جيودالاجرا) في المكسيك.
أقاليم سان فرنسيسكو ، لوس انجلوس ، فانكوفر في غربي قارة أمريكا الشمالية.

الأقاليم الصناعية في الدول الآسيوية والتي تضم كوريا الجنوبية ، تايوان ، سنغافورة ، ماليزيا ، تايلاند.
وتتسم بعض هذه الأقاليم بقدم نشاطها الصناعي الذي يرجع إلي القرن التاسع عشر كما هي الحال بالنسبة لأقاليم اليابان الصناعية بصفة خاصة ، ومعظم أقاليم هذه المجموعة حديثة العهد بالصناعة نسبيا حيث يرجع تطورها الصناعي الكبير إلي مابعد الحرب العالمية الثانية تقريبا أذا كان انقطاع الوارد من الأسواق العالمية بسبب ظروف الحرب حافزا قويا لتطور الصناعات المحلية ونموها في العديد من الدول وخاصة استراليا والبرازيل.


يلاحظ بعد العرض السابق لأهم الأقاليم الصناعية في العالم وأكبرها الحقائق الرئيسية التالية :
1- تتسم الأقاليم الصناعية بتركيزها الشديد في نطاقات محددة عكس الوضع بالنسبة لأقاليم التعدين الكبري التي تتميز بانتشارها الواسع في جهات متعددة من العالم.
2- تتركز الأقاليم الصناعية الكبيرة عند حقول الفحم أو بالقرب منها ، لحاجة هذه الأقاليم إلي كميات كبيرة من الفحم ، بالإضافة إلي ارتفاع تكاليف نقله كنتيجة لضخامة وخفة وزنه وارتفاع نسبة الفاقد منه بالتكسر عند نقله لمسافات طويلة.

3- ترتبط الأقاليم المتخصصة في الصناعات الثقيلة بحقول الفحم التي تحتاج إليها ، لذلك تمثل حقول الفحم عامل جذب رئيسي للصناعات الثقيلة منذ قيام الثورة الصناعية خلال النصف الثاني من القرن عشر.
4- تتوطن معظم الأقاليم الصناعية في النطاقات الساحلية أو حول المواني التي تربطها بكل من مصادر المواد الخام الخارجية والأسواق العالمية لتصريف المنتجات الصناعية.
5- توجد أقاليم صناعية خارج حزام القوة تدين في نشأتها إلي الخبرة الصناعية الأوروبية التي انتقلت إليها عن طريق الهجرة ، أو عن طريق الاستعانة بالخبرات أو عن طريقهما معا كما هي الحال

بالنسبة للأقاليم الصناعية في المكسيك والبرازيل وجنوب أفريقيا وجنوب شرقي استراليا وماليزيا وتايلاند.
6- تتركز معظم الأقاليم الصناعية الكبري بالعالم في النصف الشمالي للكرة الأرضية في حين لا يوجد في نصف الكرة الجنوبي سوى أقاليم محدودة للغاية تتمثل في تلك الموجودة في جنوب أفريقيا وجنوب شرقي استراليا والبرازيل ، لذا لا يكون إنتاجها مجتمعة سوى 2.5% فقط من جملة إنتاج العالم من الحديد والصلب .


صناعة الحديد والصلب
أهم صناعات عالمنا المعاصر وأكثرها تأثيرا في الصناعات الاخري حيث يشكل الصلب المادة الأساسية للعديد من الصناعات التي يأتي في مقدمتها الآلات الهندسية ومعدات البناء والتشييد وبعض الالكترونيات ، ورغم منافسة الالومنيوم والنحاس بصفة خاصة للصلب في بعض الصناعات لذا يطلق علي صناعة الحديد والصلب اسم الصناعة الأساسية أو القاعدية وخاصة أن هناك عددا كبيرا من الصناعات ترتبط بها مثل صناعة الآلات والمركبات الهندسية كما ذكرنا بمختلف أشكالها. لذا تتوطن معظم
نطاقات هذه الصناعات في العالم بأقاليم إنتاج الحديد والصلب التي ترتبط بدورها بحقول الفحم ومصادر الحديد كما هي الحال بالنسبة لأقاليم بتسبورج في الولايات المتحدة ، الرور في ألمانيا ، والدونباس في اوكرانيا ، الاورال في روسيا الاتحادية ، ليل واللورين في فرنسا ، شمال كيوشو واوزاكا و كوبى في اليابان ، والنطاقات الصناعية في المملكة المتحدة.
ويتخذ بعض الباحثين صناعة الحديد والصلب من حيث حجم الكميات المنتجة والمستهلكة مقياس لتحديد مدي تقدم الصناعة في الدول المختلفة ، وان تضاؤل دور هذه الصناعات في مثل هذا القياس بعد اتساع دائرة
انتشار الصناعات الكيميائية المتطورة وخاصة البيتروكيماويات في العالم ، إلي جانب التوسع في استخدام بدائل متعددة للصلب في العديد من الأغراض وخاصة البلاستيك والالومنيوم وبعض المعادن الفلزية والمركبات اللاصطناعية.
وتتسم صناعة الحديد والصلب بعدة خصائص أهمها : عدم المرونة في الإنتاج حيث لا تتحمل منتجاتها أي تغيير في الأسعار أو التباين في الكميات المطلوبة بالأسواق لتعقد عملياتها وتعددها واعتمادها علي استهلاك الصناعات الاخري من الصلب ، ارتفاع أجور العامل ، وضخامة حجم رأس المال المستثمر وتعدد عمليات Pig Iron الذي يحول إلي صلب في مرحلة تالية حيث يتم

الإنتاج ما بين تعدين الحديد واستخلاصه من خاماته إلي جانب استخدام الفحم والحجر الجيري وهما أهم مستلزمات هذه الصناعة ، ثم نقل كل هذه الخامات إلي أفران الصهر تمهيدا لصهر الحديد واستخلاص المعدن وفصله عن الشوائب والتي ينتج عنها الحديد الزهر

تشكيله بعد ذلك في مصانع الدرفلة وعلي ذلك تحتاج صناعة الحديد والصلب إلي الخامات الرئيسية التالية :
معدن الحديد : يتم الحصول عليه من الخامات Ores ، والخردة Scrap التي يمكن تصنيفها إلي مجموعتين فرعيتين هما:
خردة السوق Market Scrap : وهي عبارة عن مخلفات وحطام المركبات والآلات الهندسية المتخلفة القديمة والتي تكون عنصرا رئيسيا من العناصر التي تحتاج إليها صناعة الحديد والصلب وتدخل دائرة التجارة الدولية . وتشكل الولايات المتحدة الأمريكية أهم مصادر الحديد الخردة الداخلةالتجارة العالمية حيث تساهم

بنحو 40 % من جملة الصادرات الدولية ، وتعد بعض الدول الصناعية كاليابان وايطاليا وألمانيا أهم الأسواق التي تتجه إليها صناعات الخردة العالمية حيث تكون ورادتها 33% ، 30% ، 9% من جملة الكمية الداخلة التجارة العالمية علي الترتيب.
خردة محلية Home Scrap : وهي عبارة عن مخلفات قطع وتشكيل الصلب في مصانع الدرفلة


الوقود اللازم لصهر الحديد : استخدم الفحم النباتي Charcoal كوقود لمصاهر الحديد منذ العصور الوسطى ، لذا تركزت هذه الصناعة (صهر الحديد) في أول الأمر بالقرب من النطاقات الغابية حيث كانت تستغل الأخشاب في إنتاج الفحم النباتي واستخدم الفحم الحجري Coalمنذ عام 1784 علي نطاق واسع فى تصنيع الحديد بدلا من الفحم النباتي وخاصة بعد نجاح الانجليزي هنري بيسيمير H. Bessemer في اكتشاف كيفية إنتاج الصلب من الحديد عام 1856، لذلك تركزت أقاليم هذه الصناعة بالقرب من حقول الفحم ،

وقد حتم ذلك ضخامة كميات الفحم التي تحتاج إليها عمليات الإنتاج وصعوبة ارتفاع تكاليف نقله لمسافات طويلة.
وحل فحم الكوك Cokeمحل الفحم الحجري بعد ذلك مما أدي إلي تناقص كميات الفحم التي تحتاج إليها عمليات صهر الحديد ، لذا ظهرت مناطق جديدة لإنتاج الحديد والصلب تبعد كثيرا عن حقول الفحم ، كما ظهرت مناطق صناعية تعتمد في صهر الحديد علي التيار الكهربائي الرخيص المولد من المساقط المائية والمستغل في تشغيل الأفران الكهربائية ، ومع ذلك تستورد مثل هذه المناطق كميات من فحم الكوك .


فلزات سبائك الصلب تحتاج صناعة الصلب إلي مجموعة من الفلزات يأتي في مقدمتها المنجنيز ، الكروم ، النيكل ، الموليبدينوم ، والتنجستن ، والفانديوم ، والكوبالت والتي تضاف إلي الحديد للحصول علي سبائك ذات خصائص متباينة حسب كل من نوع الفلز ونسبة خلطه بالحديد والاستخدام المطلوب.
الحجر الجيري : يستخدم في عملية صهر الحديد بإضافته إلي خام الحديد وفحم الكوك في أفران الصهر ، وللحجر الجيري دور كبير في تنقية معدن الحديد وتحويل الشوائب إلي خبث Slag يستغل في أغراض متعددة منها إنتاج الاسمنت .



وتتبع ثلاث أساليب أو طرق صناعية لإنتاج الصلب هي علي النحو التالي :
1- طريقة هنري بيسيمير H. Bessemer : أقدم وابسط الطرق المستخدمة في إنتاج الصلب حيث اكتشفها بيسمير عام 1856 ، وهي تعتمد علي حرق الشوائب الموجودة في الحديد الخام للتخلص منها وخاصة السيليكون والفسفور والكبريت عن طريق تمرير تيار شديد من الهواء علي الحديد المصهور فتتحد العناصر السابق الإشارة إليها مع الاوكسجين الموجود في الهواء ، ثم يتبع ذلك إضافة عنصر الكربون ، ولا تستغرق هذه العملية أكثر من 30 دقيقة .


2- طريقة سيمنز / مارتن Simens / Martin : اكتشفها ويليام سيمنز الانجليزي واخوان مارتن في فرنسا عام 1861 ، وتعرف هذه الطريقة أحيانا باسم (طريقة الأفران المكشوفة) ، واسهم تطبيق هذه الطريقة في معالجة الحديد الزهر بفاعلية أكثر نتج عنها تزايد جودته وشدة صلابته بعد تخليصه من العديد من الشوائب ، إلي جانب معالجة كميات كبيرة من الحديد – تضمن حديد خردة نسبة 5%- مره واحدة مع التحكم في طريقة تحول الصلب وخصائصه مما أدي إلي إنتاج أنواع ممتازة من الصلب ، ألا انه من عيوب هذه الطريقة الحاجة إلي كميات كبيرة من الوقود وبطء عمليات التحويل التي تستغرق في العادة تحو 12 ساعة ومع ذلك فهي من أكثر طرق إنتاج الحديد في العالم وخاصة في المملكة المتحدة .

3- طريقة الأفران الكهربائية Electric Furnaces : من أكثر طرق تصنيع الصلب فاعلية حيث يمكنها استغلال الصلب الرديء وخردة الحديد التي لا تصلح لها الطريقة السابقة ، كما يمكنها استخدام التيار الكهربائي المولد من الغازات الناتجة عن أفران الصهر العالية في منشئات الحديد والصلب ، وهي عموما تستخدم في منشئات الحديد والصلب الموجودة بالنطاقات التي تتوافر فيها الطاقة الكهربائية الرخيصة كما في شمالي شرقي الولايات المتحدة الأمريكية والسويد وبعض جهات بريطانيا ، ومن مميزات هذه الطريقة إنتاج أنواع ممتازة من الصلب.

ولا ترجو السماحة من بخيل
فما فى النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأنى
وليس يزيد فى الرزق العناء
 
قديم 2014- 5- 9   #4
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية ابوسلطان3
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 52
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

المحاضرة السادسة
عناصر المحاضرة
صناعة الحديد والصلب
صناعة الحديد والصلب
أهم صناعات عالمنا المعاصر وأكثرها تأثيرا في الصناعات الاخري حيث يشكل الصلب المادة الأساسية للعديد من الصناعات التي يأتي في مقدمتها الآلات الهندسية ومعدات البناء والتشييد وبعض الالكترونيات ، ورغم منافسة الالومنيوم والنحاس بصفة خاصة للصلب في بعض الصناعات لذا يطلق علي صناعة الحديد والصلب اسم الصناعة الأساسية أو القاعدية وخاصة أن هناك عددا كبيرا من الصناعات ترتبط بها مثل صناعة الآلات والمركبات الهندسية كما ذكرنا بمختلف أشكالها. لذا تتوطن معظم
نطاقات هذه الصناعات في العالم بأقاليم إنتاج الحديد والصلب التي ترتبط بدورها بحقول الفحم ومصادر الحديد كما هي الحال بالنسبة لأقاليم بتسبورج في الولايات المتحدة ، الرور في ألمانيا ، والدونباس في اوكرانيا ، الاورال في روسيا الاتحادية ، ليل واللورين في فرنسا ، شمال كيوشو واوزاكا و كوبى في اليابان ، والنطاقات الصناعية في المملكة المتحدة.
ويتخذ بعض الباحثين صناعة الحديد والصلب من حيث حجم الكميات المنتجة والمستهلكة مقياس لتحديد مدي تقدم الصناعة في الدول المختلفة ، وان تضاؤل دور هذه الصناعات في مثل هذا القياس بعد اتساع دائرة
انتشار الصناعات الكيميائية المتطورة وخاصة البيتروكيماويات في العالم ، إلي جانب التوسع في استخدام بدائل متعددة للصلب في العديد من الأغراض وخاصة البلاستيك والالومنيوم وبعض المعادن الفلزية والمركبات اللاصطناعية.
وتتسم صناعة الحديد والصلب بعدة خصائص أهمها : عدم المرونة في الإنتاج حيث لا تتحمل منتجاتها أي تغيير في الأسعار أو التباين في الكميات المطلوبة بالأسواق لتعقد عملياتها وتعددها واعتمادها علي استهلاك الصناعات الاخري من الصلب ، ارتفاع أجور العامل ، وضخامة حجم رأس المال المستثمر وتعدد عمليات Pig Iron الذي يحول إلي صلب في مرحلة تالية حيث يتم
الإنتاج ما بين تعدين الحديد واستخلاصه من خاماته إلي جانب استخدام الفحم والحجر الجيري وهما أهم مستلزمات هذه الصناعة ، ثم نقل كل هذه الخامات إلي أفران الصهر تمهيدا لصهر الحديد واستخلاص المعدن وفصله عن الشوائب والتي ينتج عنها الحديد الزهر
تشكيله بعد ذلك في مصانع الدرفلة وعلي ذلك تحتاج صناعة الحديد والصلب إلي الخامات الرئيسية التالية :
معدن الحديد : يتم الحصول عليه من الخامات Ores ، والخردة Scrap التي يمكن تصنيفها إلي مجموعتين فرعيتين هما:
خردة السوق Market Scrap : وهي عبارة عن مخلفات وحطام المركبات والآلات الهندسية المتخلفة القديمة والتي تكون عنصرا رئيسيا من العناصر التي تحتاج إليها صناعة الحديد والصلب وتدخل دائرة التجارة الدولية . وتشكل الولايات المتحدة الأمريكية أهم مصادر الحديد الخردة الداخلةالتجارة العالمية حيث تساهم
بنحو 40 % من جملة الصادرات الدولية ، وتعد بعض الدول الصناعية كاليابان وايطاليا وألمانيا أهم الأسواق التي تتجه إليها صناعات الخردة العالمية حيث تكون ورادتها 33% ، 30% ، 9% من جملة الكمية الداخلة التجارة العالمية علي الترتيب.
خردة محلية Home Scrap : وهي عبارة عن مخلفات قطع وتشكيل الصلب في مصانع الدرفلة
الوقود اللازم لصهر الحديد : استخدم الفحم النباتي Charcoal كوقود لمصاهر الحديد منذ العصور الوسطى ، لذا تركزت هذه الصناعة (صهر الحديد) في أول الأمر بالقرب من النطاقات الغابية حيث كانت تستغل الأخشاب في إنتاج الفحم النباتي واستخدم الفحم الحجري Coalمنذ عام 1784 علي نطاق واسع فى تصنيع الحديد بدلا من الفحم النباتي وخاصة بعد نجاح الانجليزي هنري بيسيمير H. Bessemer في اكتشاف كيفية إنتاج الصلب من الحديد عام 1856، لذلك تركزت أقاليم هذه الصناعة بالقرب من حقول الفحم ،
وقد حتم ذلك ضخامة كميات الفحم التي تحتاج إليها عمليات الإنتاج وصعوبة ارتفاع تكاليف نقله لمسافات طويلة.
وحل فحم الكوك Cokeمحل الفحم الحجري بعد ذلك مما أدي إلي تناقص كميات الفحم التي تحتاج إليها عمليات صهر الحديد ، لذا ظهرت مناطق جديدة لإنتاج الحديد والصلب تبعد كثيرا عن حقول الفحم ، كما ظهرت مناطق صناعية تعتمد في صهر الحديد علي التيار الكهربائي الرخيص المولد من المساقط المائية والمستغل في تشغيل الأفران الكهربائية ، ومع ذلك تستورد مثل هذه المناطق كميات من فحم الكوك .
فلزات سبائك الصلب تحتاج صناعة الصلب إلي مجموعة من الفلزات يأتي في مقدمتها المنجنيز ، الكروم ، النيكل ، الموليبدينوم ، والتنجستن ، والفانديوم ، والكوبالت والتي تضاف إلي الحديد للحصول علي سبائك ذات خصائص متباينة حسب كل من نوع الفلز ونسبة خلطه بالحديد والاستخدام المطلوب.
الحجر الجيري : يستخدم في عملية صهر الحديد بإضافته إلي خام الحديد وفحم الكوك في أفران الصهر ، وللحجر الجيري دور كبير في تنقية معدن الحديد وتحويل الشوائب إلي خبث Slag يستغل في أغراض متعددة منها إنتاج الاسمنت .

وتتبع ثلاث أساليب أو طرق صناعية لإنتاج الصلب هي علي النحو التالي :
1- طريقة هنري بيسيمير H. Bessemer : أقدم وابسط الطرق المستخدمة في إنتاج الصلب حيث اكتشفها بيسمير عام 1856 ، وهي تعتمد علي حرق الشوائب الموجودة في الحديد الخام للتخلص منها وخاصة السيليكون والفسفور والكبريت عن طريق تمرير تيار شديد من الهواء علي الحديد المصهور فتتحد العناصر السابق الإشارة إليها مع الاوكسجين الموجود في الهواء ، ثم يتبع ذلك إضافة عنصر الكربون ، ولا تستغرق هذه العملية أكثر من 30 دقيقة .

2- طريقة سيمنز / مارتن Simens / Martin : اكتشفها ويليام سيمنز الانجليزي واخوان مارتن في فرنسا عام 1861 ، وتعرف هذه الطريقة أحيانا باسم (طريقة الأفران المكشوفة) ، واسهم تطبيق هذه الطريقة في معالجة الحديد الزهر بفاعلية أكثر نتج عنها تزايد جودته وشدة صلابته بعد تخليصه من العديد من الشوائب ، إلي جانب معالجة كميات كبيرة من الحديد – تضمن حديد خردة نسبة 5%- مره واحدة مع التحكم في طريقة تحول الصلب وخصائصه مما أدي إلي إنتاج أنواع ممتازة من الصلب ، ألا انه من عيوب هذه الطريقة الحاجة إلي كميات كبيرة من الوقود وبطء عمليات التحويل التي تستغرق في العادة تحو 12 ساعة ومع ذلك فهي من أكثر طرق إنتاج الحديد في العالم وخاصة في المملكة المتحدة .
3- طريقة الأفران الكهربائية Electric Furnaces : من أكثر طرق تصنيع الصلب فاعلية حيث يمكنها استغلال الصلب الرديء وخردة الحديد التي لا تصلح لها الطريقة السابقة ، كما يمكنها استخدام التيار الكهربائي المولد من الغازات الناتجة عن أفران الصهر العالية في منشئات الحديد والصلب ، وهي عموما تستخدم في منشئات الحديد والصلب الموجودة بالنطاقات التي تتوافر فيها الطاقة الكهربائية الرخيصة كما في شمالي شرقي الولايات المتحدة الأمريكية والسويد وبعض جهات بريطانيا ، ومن مميزات هذه الطريقة إنتاج أنواع ممتازة من الصلب.
الإنتاج العالمى من الصلب :
يتسم إنتاج العالم من الصلب بالتزايد البطىء بصورة عامة وان مال فى السنوات الأخيرة نحو الانخفاض نتيجة المنافسة القوية التى يلقاها من بدائل الصلب ، لذا بلغ إنتاج العالم 643 مليون طن مترى عام 1975 بعد إن كان 703 مليون طن عام 1974 ، وقد استمر فى الانخفاض حتى بلغ 616 مليون طن عام 1982، ولكنه بدا فى التزايد مرة أخرى ليصل إلى 900 مليون طن عام 1990.
الدول الرئيسية المنتجة للصلب :
تتعدد معايير قياس أهمية صناعة الحديد والصلب وتحديد دورها وثقلها فى دول العالم المختلفة ، ومن هذه المعيير حجم الإنتاج ، عدد العاملين ، حجم الاستثمارات ، الطاقة الإنتاجية ، القيمة المضافة .
تتصدر دول الكومنولث الروسى دول العالم المنتجة للصلب منذ عام 1971، بعد إن ازاحت الولايات المتحدة الأمريكية عن مركز الصدارة لاول مرة حين بلغ إنتاجها مجتمعة 120 مليون طن ، فى حين لم يتجاوز الإنتاج الامريكى 109 مليون طن .
وقد تطور الإنتاج حتى بلغ 162 مليون طن عام 1991 وهو مايوازى 21,7% من جملة الإنتاج العالمى .وتتركز صناعة الحديد والصلب فى هذه الدول فى المناطق التالية :
إقليم موسكو – إقليم الآورال – إقليم اوكرانيا – إقليم سان بطرسبرج –إقليم كوتزنتسك – إقليم كاراجندا
2- الولايات المتحدة الأمريكية
احتلت المركز الثانى بين دول العالم المنتجة للصلب خلال عقد السبعينات بعد إن كانت تتصدر دول العالم فى الإنتاج لسنوات عديدة
وقد بلغ إنتاجها 105 مليون طن وهو مايعادل 16% من الإنتاج العالمى عام 1970 ومع تراجع الإنتاج تقهقرت إلى المركز الثالث عام 1982 حين بلغ إنتاجها 67 مليون طن وهو مايمثل 11% من الإنتاج العالمى ، لذا احتلت المركز الثالث بعد دول الكومنولث الروسى واليابان .
وتتركز اكبر واهم مراكز الحديد والصلب فى الجزء الشمالى الشرقى من الولايات المتحدة الأمريكية ، والذى يشكل انتاجه نحو 80% من جملة الإنتاج الامريكى ، ويعتمد إنتاج هذا الجزء من البلاد على الثالوث الضخم المتوفر فيه والمتمثل فى حقول الفحم الجيد
بنسلفانيا ، وخامات الحديد المنتشرة فى تلال الحديد المحيطة بنطاق البحيرات العظمى ووسائل النقل السهلة الرخيصة فى الإقليم سواء النهرى عبر البحيرات العظمى أو النقل بالسكك الحديدية .
اليابان :
تاتى فى المركز الثانى بين دول العالم المنتجة للصلب من حيث ضخامة الإنتاج حيث بلغ إنتاجها 110 مليون طن عام 1991 وهو مايمثل نسبة قدرها 15% من جملة الإنتاج العالمى .
المانيا : من الدول الرئيسية المنتجة للصلب فقد بلغ إنتاجها 44 مليون طن عام 1991 بنسبة 6% من جملة الإنتاج العالمى .



المحاضرة السابعة
حرفة التعدين والعوامل المؤثرة فى الإنتاج
يقصد بحرفة التعدين كل الجهود البشرية الهادفة إلى استخراج الموارد المعدنية المختلفة من صخور القشرة الأرضية بغض النظر عن كل من طبيعة المعادن وطرق التعدين والتى تتراوح بين الفتحات المكشوفة والتعدين السطحى والتعدين الجوفى إلى غير ذلك من طرق استخراج المعادن من قشرة الأرض.
ويصف الباحثون التعدين بأنها حرفة سالبة أو سارقة Robber Industry حيث تسلب من القشرة الأرضية مواردها المعدنية ، لذا تختلف عن الزراعة فى إن الأخيرة تستغل السطح الخارجى
للقشرة الأرضية دون إن تستهلكه ، وان كانت العمليات الزراعية
المتكررة تسلب من الأرض خصوبتها إلا انه يمكن تلافى ذلك باستخدام المخصبات المختلفة وتنظيم زراعة المحاصيل فى دورة زراعية محددة المعالم.
ومن الخصائص التى تميز حرفة التعدين عن الحرف الإنتاجية الأخرى كثرة نفقاتها وتعدد مفرداتها ، إذ توجد معظم الموارد المعدنية تحت سطح الأرض بعيدا عن متناول يد الإنسان ، لذا يمر الإنتاج المعدنى بعدة مراحل تشمل مرحلة البحث والتنقيب وهى مرحلة عظيمة التكاليف ونتائجها غير مضمونة ومرحلة الاستعداد للإنتاج ومرحلة استخراج المعادن ومرحلة أعداد المعدن وتجهيزه
تمهيدا لنقلها إلى أسواق التصريف ، كما إن نفاد الخامات المعدنية القريبة من سطح الأرض والجيدة فى خصائصها يؤدى إلى تزايد تكاليف الإنتاج المعدنى باستمرار كنتيجة لتزايد العمق الذى تتم فيه عمليات استخراج المعادن ، وأيضا نتيجة لاستغلال خامات اقل جودة.
وتعد الدراسة الجغرافية للمعادن أكثر صعوبة من دراسة اى نشاط أخر ومرد ذلك عدة أسباب ياتى فى مقدمتها صعوبة تحديد أقاليم التعدين بدقة ، فالغابات مختلفة الأنواع والصحارى متعددة الخصائص تغطى مساحات واسعة يمكن رؤيتها بوضوح
وعلى العكس من ذلك حرفة التعدين فالمناجم لاتعدو إن تكون أكثر من فتحات أو ثقوب فى قشرة الأرض يهبط الإنسان خلالها إلى إلى النطاق الذى تستغل معادنه تحت سطح الأرض ، ولما كانت المناجم تتناثر غالبا فى أقاليم اقتصادية متنوعة قد تكون أقاليم زراعية أو رعوية أو غابيه فان الصور الجوية لمناطق التعدين تظهر الاستغلال الاقتصادى السائد مما يوجد صعوبة بالغة فى تحديد أقاليم التعدين فى العالم بدقة ووضوح.
وأكثر من ذلك فان التوزيع غير المتجانس للمعادن المختلفة يجعل من الصعوبة بمكان تحديد أقاليم التعدين النوعية بدقة .
فبينما يمكن تحديد أقاليم أنماط الزراعة المختلفة بدقة نجد انه من الصعوبة تقسيم النطاقات التى تنتشر فيها حرفة التعدين إلى أقاليم نوعية بوضوح رغم وجود مناطق تنتج معدن محدد كمناطق إنتاج البترول فى جنوب غرب أسيا والفحم والحديد فى أمريكا الشمالية وأوروبا .
ومع تقدم الإنسان الحضارى وتعدد مطالبة فقد تزايد الطلب على المعادن المختلفة فى الأسواق العالمية ، مما أدى إلى انتشار حرفة التعدين على نطاق واسع سواء فى العروض العليا الباردة أو فى العروض المعتدلة أو العروض المدارية الحارة .
ويمارس الإنسان حرفة التعدين فى المناطق كثيفة السكان وفى المناطق منخفضة الكثافة السكانية ، وفى الأقاليم المتقدمة حضاريا وفى الأقاليم المتخلفة عن ركب الحضارة ، فى المناطق الجبلية المضرسة والمناطق السهلية المستوية مهما تباينت الخصائص الطبيعية وخاصة المناخية فى البيئات الجغرافية .
لكل هذه الأسباب كان من الصعوبة تحديد النطاقات التى يمارس فيها الإنسان حرفة التعدين فى جهات العالم المختلفة بشكل دقيق وواضح ، ومع ذلك إذا تغاضينا عن النطاقات التعدينية الصغيرة واسعة الانتشار فى العالم على سطح الأرض يمكن تحديد الأقاليم التعدينية الرئيسية على النحو التالى :
الأقاليم التعدينية فى أوروبا :
الإقليم الأول : يمتد من غربى القارة عند ساحل المحيط الاطلنطى إلى أراضى بلاروسيا واوكرانيا وروسي الاتحادية ودول البلقان فى الجنوب الشرقى .
الإقليم الثانى : يتمثل فى نطاق مرتفعات الاورال التى تمتد من المحيط المتجمد الشمالى إلى المجرى الأوسط لنهر الاورال فى الجنوب لمسافة 3000 كم ويقع داخل حدود روسيا الاتحادية.
الأقاليم التعدينية فى أسيا وتشمل :
الإقليم الجنوبى الغربى : على جانبى الخليج العربى وينتج هذا الإقليم زيت البترول بصورة رئيسية .
الإقليم الشرقى : يمتد من اليابان والصين شمالا إلى ماليزيا واندونيسيا والهند جنوبا .
الإقليم الأوسط : يمتد فى وسط أسيا بين الجزء الجنوبى من نطاق الاورال غربا إلى بحيرة بيكال شرقا ويقع هذا الإقليم فى حدود روسيا الاتحادية وكازاخستان وأوزبكستان .
العوامل المؤثرة فى الإنتاج المعدنى:
1-الموقع الجغرافى :
يتوقف استغلال المعدن على مدى سهولة نقل الخامات من مناطق التعدين إلى الأقاليم الصناعية وأسواق التصريف ، لذلك ياتى الموقع فى مقدمة العوامل المؤثرة فى الإنتاج المعدنى ، فإذا كانت المعادن تتميز بموقع جغرافى ممتاز وتخدمها شبكة جيدة من طرق النقل والمواصلات إلى جانب قرب المعدن من مراكز تجمع السكان التى تمثل مصدر الايدى العاملة ساعد ذلك على استغلال المعدن على نطاق واسع وبتكاليف معقولة ، الأمر الذى يعطى الخام القدرة على المنافسة .
وعلى العكس من ذلك فان وجود الموارد المعدنية فى موقع جغرافى متطرف فى منطقة لا تخدمها شبكة من الطرق أو تقع بعيدة عن مراكز العمران وشبكات النقل ، يؤدى ذلك إلى تأخر استغلال مثل هذه المعادن ، كما إن استغلال مثل هذه الموارد يحتاج إلى نفقات باهظة الأمر الذى يؤدى إلى رفع تكاليف الاستخراج والذى يكون على حساب الربح وقد يؤثر على قدرة الخامات على منافسة غيرها من السلع التى تتمتع بموقع جيد.
وعموما يمكن القول بان التعدين يبدأ أولا فى المناطق ذات الموقع الجغرافى الجيد وعندما تنضب خامات مثل هذه الأقاليم أو تنخفض درجة تركيز المعدن بصورة تزيد من تكاليف الإنتاج يبدأ فى استغلال خامات الأقاليم الابعد منها بعد توفير طرق النقل وإقامة المستعمرات السكنية اللازمة للعمال وتوفير الخدمات الضرورية لهم .
2- عمق الخام المعدنى وسمك الطبقات :
تنخفض نفقات استخراج المعدن الموجودة فى الطبقات القريبة من سطح الأرض كثيرا عن نفقات استخراج معادن الطبقات البعيدة
عن سطح الأرض ، إذ انه كلما ازداد عمق الخامات كلما ارتفعت تكاليف التعدين لضرورة توفير الآلات اللازمة لتصريف المياه الجوفية وإقامة محطات للإنارة والتهوية وتوفير طرق وأساليب نقل العمال والخامات من مستوى التعدين فى باطن إلى سطح الأرض بالإضافة إلى ضرورة استخدام دعامات من الأخشاب لتقوية سقف المنجم والحيلولة دون الانهيار أثناء استخراج الخامات ومثل تلك النفقات تعمل على رفع تكاليف الإنتاج .
وإذا وجدت الخامات المعدنية على هيئة طبقات أفقية قريبة من السطح استخدمت طريقة التعدين السطحى أو الفتحات المكشوفة
وهى طرق قليلة التكاليف كما سبق إن ذكرنا ، حيث إن التعدين فى هذه الحالة لا يتطلب سوى إزالة الطبقات السطحية .
وإذا وجدت الخامات المعدنية على أبعاد كبيرة من سطح الأرض استخدمت طريقة التعدين الجوفى التى تتطلب نفقات باهظة ، واستخراج المعدن بهذه الطريقة يستلزم إقامة الأنفاق وتوفير آلات للتهوية مما يعمل على رفع تكاليف الإنتاج .
ولشكل الطبقات الأرضية الحاوية على الخامات المعدنية دور كبير فى تحديد مدى سهولة عمليات التعدين وحجم تكاليفها النهائية ،
فإذا كانت الخامات تمتد فى طبقات أفقية أو مائلة وخاصة فى بطون الأودية سهل ذلك من عمليات الاستخراج وبالتالى تقل التكاليف .
أما إذا وجدت الخامات فى طبقات غير منتظمة وهذه توجد فى المناطق التى تعرضت للحركات التكتونيه فان ذلك يزيد من صعوبة عملية التعدين ويرفع من التكاليف.
وإذا كانت طبقات المعدن سميكة شجع ذلك على الحفر لأعماق بعيدة عن سطح الأرض ، على اعتبار إن سمك الطبقات سيعوض ارتفاع تكلفة الإنتاج ، أما إذا كانت الطبقات غير سميكة فان ذلك يرفع تكاليف الإنتاج وتصبح عملية التعدين غير مجدية.
3- درجة تركيز المعدن: يعد من العوامل المهمة فى عملية الإنتاج المعدنى ، حيث إن درجة تركيز المعدن فى الصخور تحدد مدى قدرة الخامات على تحمل نفقات التعدين ، فوجود خامات جيدة النوع وبكميات كافية تساعد فى التغلب على المشاكل التى تعترض عمليات التعدين كالبعد عن شبكات المواصلات وارتفاع أجور العمال ، لذا فكلما ارتفعت درجة تركيز المعدن فى الخامات كلما زادت صلاحية الخامات للاستغلال والعكس صحيح .
وكلما كانت الخامات من نوع جيد كلما انخفضت تكاليف التعدين وزاد هامش الربح .

ويتباين غنى الخامات وفقرها من معدن إلى أخر ، إذا تعد خامات النيكل التى تبلغ درجة تركيزها 3% وخامات النحاس التى تبلغ تركيزها 1% خامات جيدة ، بينما تعد خامات الكبريت التى تقل تركيزها عن 40% والحديد التى تقل عن 20% خامات رديئة ، فى حين يختلف الوضع تماما فى معادن الطاقة الذرية ، فالراديوم مثلا يكفى وجود مانسبته جزء من مليون من خاماته فى الصخور لتتم عملية التعدين بنجاح.
لذا يمكن القول إن غنى الخامات أو فقرها يتوقف على عدة عوامل لعل أهمها سعر البيع وسهولة الاستخراج ووجود خامات أخرى منافسة .
4- أساليب التعدين
كان لأساليب التعدين دور كبير فى تطور استغلال الموارد المعدنية ، فعندما كان الإنسان يستخدم الأساليب البسيطة والآلات البدائية فى عمليات التعدين كان أنتاجه المعدنى محدود فى كميته ، كما كان نشاطه قاصر على استخراج العناصر المعدنية الموجودة فى الطبقات القريبة من السطح، ومع تقدم الإنسان الحضارى استطاع استخدام أساليب متطورة وآلات أكثر تعقيدا فى عمليات التعدين مما مكنة من زيادة الإنتاج واستغلال الخامات المختلفة مهما كان مستوى عمقها فى باطن الأرض بشرط إن تكون عمليات التعدين مجزية من الناحية الاقتصادية .
5-وسائل النقل
تعد وسائل وتكاليف النقل من العوامل المؤثرة فى استغلال الموارد المعدنية ، حيث تحدد مدى صلاحية الخامات للاستغلال من الناحية الاقتصادية ، لذا يلاحظ تركز أقاليم التعدين عادة فى النطاقات التى تتسم بسهولة اتصالها بكل من الأسواق المحلية والأسواق العالمية عن طريق وسائل النقل المختلفة ، وقد كان لعامل وسائل النقل اثر كبير فى ازدهار النشاط التعدينى فى المملكة المتحدة التى ظلت تتصدر دول العالم فى إنتاج الفحم طوال ثلاثة قرون وهذا راجع إلى قرب مناجم الفحم من موانئ التصدير .
6- المناخ يمكن تحديد العلاقة بين المناخ والنشاط التعدينى فى نقطتين ، تتعلق الأولى بالناحية التاريخية حيث إن انتشار نوع معين من المناخ ذو خصائص محددة ساعد على تكوين خامات معدنية معينة . فالمناطق التى تتميز بوجود الفحم الآن كانت قديما تتمتع بأحوال مناخية مختلفة ساعدت على نمو تلك الأشجار فى شكل غابات وبعد ذلك تعرضت هذه الغابات لعملية الغمر وطمرتها الرواسب المختلفة مما ساعد على تحويل هذه الغابات إلى فحم ، كما إن مناخ الجهات الصحراوية فى جنوبى بيرو وما يتسم به من جفاف شديد كان له دور فى تراكم نترات الصوديوم بكميات كبيرة .
والنقطة الثانية الخاصة بالعلاقة بين المناخ والنشاط التعدينى فى تأثير المناخ الواضح فى عمليات استخراج الخامات المعدنية ونقلها ، فمن البديهى إن تكون عمليات التعدين فى المناطق ذات المناخ المعتدل أكثر يسرا وأكثر ربحا منها فى المناطق التى تتسم بتطرف خصائص مناخها ، فالتعدين فى الأقاليم الباردة والحارة يتطلب ضرورة تكييف الهواء للعاملين، وتوفير مياه عذبة وطرق مواصلات وخدمات مختلفة وهى عمليات تحتاج إلى نفقات باهظة تؤدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.كما يؤدى انخفاض درجة الحرارة إلى مادون الصفر إلى توقف عمليات التعدين فى الأقاليم شديدة البرودة.
7- الايدى العاملة :
يذكر بعض الباحثين إن معظم أقاليم التعدين بالعالم توجد عادة فى نطاقات كثيفة السكان ، بحيث يمكن الحصول على العمالة بسهولة ،إلا أن الحقيقة تتلخص فى عدم وجود تطابق بين أقاليم التعدين والمناطق المزدحمة بالسكان ، حيث تتواجد مناطق كثيرة تتسم بضعف نشاط التعدين رغم امتلاكها كثافة عددية من السكان مثل جهات واسعة بالهند والصين ، كما توجد مناطق تتسم بضخامة إنتاجها رغم ضالة أعداد سكانها كما هو الحال بالنسبة لمناطق إنتاج البترول فى منطقة الخليج العربى .
وتختلف مناطق التعدين عن المناطق الصناعية فى أنها توجد فى مناطق غير مأهولة بالسكان كالمناطق الصحراوية والمناطق شديدة البرودة .
8- رأس المال :
لرأس المال أهمية كبيرة فى استغلال الموارد المعدنية فى أية منطقة فى العالم ، إذ تحتاج عمليات البحث والتنقيب عن الخامات المعدنية ( وهى عمليات غير مضمونة النتائج) إلى نفقات كثيرة تتطلبها الأبحاث والجهود المختلفة خلال هذه المرحلة وما يليها من مراحل الإنتاج المختلفة ، لذلك فان استغلال الموارد المعدنية
فى الدول المتخلفة والدول النامية وهى دول منتجة للمواد الأولية يعتمد اساسى على رأس المال الاجنبى المستورد بصورة كبيرة ، وهذا يشكل فى بعض الحالات خطورة كبيرة على الاستقلال الاقتصادى لهذه الدول الصغيرة .


ولا ترجو السماحة من بخيل
فما فى النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأنى
وليس يزيد فى الرزق العناء



المحاضرة الثامنة
العوامل المؤثرة فى قيام حرفة التعدين

6- الاحتياطى المعدنى:
أن دراسة الاحتياطى المعدنى شئ مهم، نظرا لان الموارد المعدنية غير متجددة، فالمنجم ينتهى عادة بعد فترة يتوقف طولها على حجم التكوينات المعدنية، ومعدل الاستهلاك الذى يتوقف بدورة على سهولة التعدين والطلب على الخدمة المعدنية، ومدى وجود بدائل يمكن أن تمتص جانبا من هذا الطلب.
والمقصود بالاحتياطي هو مدى قدرة الإنسان على استغلال الخامات المعدنية الموجودة فى قشرة الأرض بعمق عشرة أميال.
ويستلزم الأمر ضرورة التعرف على حجم الكميات التى توجد به المعادن فى القشرة الأرضية الممثلة فى العشرة أميال العليا من القشرة ، وعلى عدد السنوات التى يمكن أن تستمر هذه الكميات فى مواجهة الطلب عليها على ضوء الاستهلاك الحالى المتوقع.
ويقتصر نشاط الإنسان التعدينى عادة على طبقة رقيقة أعلى القشرة الأرضية فى ضوء إمكانياته الحالية ولا يمكن التحقق من إمكانيات الإنسان مستقبلا فى الوصول بنشاطه التعدينى إلى عمق عشرة أميال، رغم ارتفاع درجة الحرارة والضغط كلما تعمقنا.
أن حجم الاحتياطى يعتمد على إمكانات الإنسان وحاجاته التى تساعده على استغلال الموارد المعدنية فى القشرة الأرضية وتوزيعها فى هذه القشرة راسيا وأفقيا.
والاحتياطى يختلف من معدن إلى أخر، فبعض الاحتياطى مؤكد والبعض الآخر محتمل:
1- الاحتياطى المؤكد: ويقصد بالاحتياطي المؤكد كمية الخام المعدنى المحسوب بكل دقة بعد تحديد ومسح الأبعاد والمساحات التى ينتشر فيها الخام، وتحليل عينات أخذت على مسافات متقاربة
لتحديد نسبة المعدن فى الخام وتوزيعه، ولا يختلف هذا النوع من الاحتياطى فى الكمية المقدرة والنسبة التى يوجد بها المعدن فى الخام فى حدود20% .
2- الاحتياطى المحتمل: ويقصد بهذا الاحتياطى كميات من الخام المعدنى الموجودة فى إقليم معين التى قدرت بناء على المعلومات الجيولوجية المتعلقة بالتعدين وليس على قياسات دقيقة نظرا لعدم توافر الإمكانات أو الصعوبات الطبيعية، ولذلك يكون الاحتياطى المحتمل اقل دقة من الاحتياطى المؤكد، فهى تعطى صورة عن الحدود التى ينتشر فى داخلها التكوين المعدنى.
ثانيا العوامل البشرية:
1- التقدم العلمى والتكنولوجي:
أن التقدم العلمى وتطبيق نتائج العلوم له تأثيره فى إنتاج المعادن، فتقدم طرق التعدين أو التنقية أو النقل أو الصناعة كثيرا ما يؤدى إلى زيادة منفعة المعادن ، وهذا من شأنه زيادة الطلب عليها. فلم يكن التعدين ممكنا فى جنوب أفريقيا لولا تقدم طرق التعدين، والتقدم العلمى والتكنولوجي، ولما آمكن استغلال الحديد فى منطقو اللورين؛ نظرا لاحتوائه على نسبة عالية من الفسفور، ولما آمكن استخلاص الذهب والنحاس من خاماتهما رغم انخفاض نسبتهما فى الخام، ولما آمكن الوصول إلى أعماق كبيرة فى باطن الأرض، ومواجهة صعوبة التهوية والإنارة ونقل الخامات المعدنية إلى سطح الأرض.
وبفضل التقدم العلمى آمكن استخدام الأقمار الصناعية فى مسح الأرض عن طريق الاستشعار عن بعد، كما آمكن استخدام الوسائل الجيوفيزيائية فى الكشف عن الخامات المعدنية فى قيعان البحار والمحيطات. كما آمكن استخدام التفجير الذرى للكشف عن المعادن بدلا من التفجير التقليدى، وأمكن تقدير الاحتياطى بدقة اكبر بفضل الأجهزة الحديثة التى لم تكن متاحة من قبل.
2- أهمية المعدن :
أن أهمية المعدن تؤدى إلى استغلال خاماته مهما كانت فقيرة، كما يبدو من استغلال الذهب أثناء الحروب عندما ينقطع الاستيراد من الخارج، وتصبح الحاجة ماسة إلى الاستفادة من الخامات المحلية مهما كانت تكلفة إنتاجها أو كميتها أو نسبة المعدن فيها. كما تبرز أهمية المعدن عندما تتنوع استخداماته ويزداد الطلب علية، وبالتالى ترتفع قيمته وأهميته. كما تبدو أهمية البترول والغاز والفحم بين مصادر الطاقة رغم ظهور وتعدد مصادر الطاقة الأخرى فى السنوات الأخيرة.
3- الايدى العاملة :
يذكر بعض الباحثين أن معظم أقاليم التعدين بالعالم توجد عادة فى نطاقات كثيفة السكان ، بحيث يمكن الحصول على العمالة بسهولة ،إلا أن الحقيقة تتلخص فى عدم وجود تطابق بين أقاليم التعدين والمناطق المزدحمة بالسكان ، حيث تتواجد مناطق كثيرة تتسم بضعف نشاط التعدين رغم امتلاكها كثافة عددية من السكان مثل جهات واسعة بالهند والصين ، كما توجد مناطق تتسم بضخامة إنتاجها رغم ضالة أعداد سكانها كما هو الحال بالنسبة لمناطق إنتاج البترول فى منطقة الخليج العربى .
وتختلف مناطق التعدين عن المناطق الصناعية فى أنها توجد فى مناطق غير مأهولة بالسكان كالمناطق الصحراوية والمناطق شديدة البرودة .
4- رأس المال :
لرأس المال أهمية كبيرة فى استغلال الموارد المعدنية فى أية منطقة فى العالم ، إذ تحتاج عمليات البحث والتنقيب عن الخامات المعدنية ( وهى عمليات غير مضمونة النتائج) إلى نفقات كثيرة تتطلبها الأبحاث والجهود المختلفة خلال هذه المرحلة وما يليها من مراحل الإنتاج المختلفة ، لذلك فان استغلال الموارد المعدنية
فى الدول المتخلفة والدول النامية وهى دول منتجة للمواد الأولية يعتمد اساسى على رأس المال الاجنبى المستورد بصورة كبيرة ، وهذا يشكل فى بعض الحالات خطورة كبيرة على الاستقلال
الاقتصادى لهذه الدول الصغيرة .
5- وسائل النقل :
أن لوسائل النقل أثرا مهما فى الإنتاج المعدنى. ولذلك فإن تركز أقاليم التعدين عادة يكون فى المناطق التى تتميز بسهولة اتصالها بالأسواق الخارجية والدجلية بوسائل النقل المختلفة. ويبدو ذلك من نجاح التعدين فى شرق الولايات المتحدة
حيث تستغل البحيرات العظمى فى النقل، كما ساعد فى نجاح التعدين بالمملكة المتحدة . وكلما توافرت وسائل النقل قلت تكلفة الإنتاج، وخاصة عند نقل الخامات التى تحتوى على نسبة صغيرة من المعدن، ففى هذه الحالة يستدعى الأمر نقل كميات كبيرة من الخام فى سبيل الحصول على نسبة كبيرة من لمعدن. ولا يتحمل هذه التكلفة العالية لوسائل النقل إلا الخامات ذات القدرة على تحمل هذه التكاليف وذات الأهمية الاقتصادية، وإذا لم تكن كذلك فان من الأفضل أن يتم استخلاص المعدن فى منطقة التعدين تفاديا لنفقات النقل العالية.
6- منافسة المنتجات المعدنية :
قد تتوافر لدى بعض الدول مقومات تعدين معدن من المعادن، لكنها لا تقوم باستغلاله، وذلك لتوافر بعض المعادن الأخرى الأكثر أهمية بالنسبة لها، ولذلك فإنها تترك البعض وتتجه للبعض الآخر، كما يحدث بالنسبة للزئبق المتوفر لدى الولايات المتحدة، لكنها لا تتجه لتركيزها على المعادن ذات الأهمية الأكبر لاقتصادها مثل زيت البترول والفحم، ولان بإمكانها الحصول على الزئبق من مصادر أخرى.
7- التدخل الحكومى :
تسعى بعض الحكومات إلى إنتاج معادن لا يمكن إنتاجها فى ظل الاقتصاد الحر. فقد تحتاج الحروب والإعداد لها أحيانا إلى إنتاج معادن رغم ردائتها أو ارتفاع نفقات إنتاجها. وقد تلجأ الدولة للتعدين رغم عدم توافر المقومات للإنتاج عندما تكون مرتبطة باتفاقيات معينة مع بعض الدول أو ملتزمة بتقديم إعانات لبعض الدول التى تعتمد عليها، أو أن تسمح بالاستثمارات الأجنبية فى هذا المجال، أو أن تسهم فى تسويق لمنتجات محليا ودوليا، أو تقدم بعض الإعفاءات الضريبية للمنتجات، أو أن تضع قيودا على التصدير أو استيراد بعض المعادن.
8- أسلوب التعدين:
أن الطريق المتبع فى التعدين له اثر كبير، فهو الذى يحدد عمر المعدن وقيمته. فان إتباع طريقة التعدين السطحى أو الحفر المكشوفة من شأنه أن يؤدى إلى سرعة نفاذ المعدن؛ نظرا للإقبال الشديد على استغلاله، بخلاف طريقة الحفر العميقة. وعندما كان الإنسان يستخدم الأساليب البدائية مقتصرا على استخراج المعادن الموجودة فى الطبقات القريبة من سطح الأرض.
ومع التقدم العلمى استطاع الإنسان استخدام أساليب مطورة وآلات
أكثر تعقيدا فى عمليات التعدين واستغلال الخامات مهما كان عمقها، أو نسبة المعدن فى الخام، أو تعقيد تكويناتها
تصنيف معادن القشرة الارضيه
تتعدد الأسس التي يعتمد عليها في تصنيف معادن القشرة الارضيه التي اكتشف منها الإنسان حتي ألان أكثر من الفي عنصر معدني ، من هذه الأسس نذكر مايلي :
الخصائص الطبيعية
الخصائص الكيميائية
الاستخدامات المختلفة
وسنعتمد في تصنيف المعادن التي سندرسها على أساس استخدامات المعادن ، لأنه الأساس الأفضل لنا كجفرافين الاعتماد عليه عند تصنيف المعادن وتقسيمها حيث يسهم في إظهار مدي فائدتها وأهميتها في الوفاء باحتياجات الإنسان في الإغراض المختلفة ، وبالتالي يمكن بسهوله تقيم دورها في تطور الحضارة البشرية ، فمنها معادن البناء والتشيد ومنها الوقود التشيد ، ومنها الوقود المعدنى وزيوت التشحيم ،
ومنها المعادن المستغلة في إنتاج المخصبات والكيماويات والآلات والألياف الصناعية إلي جانب الأحجار الكريمة .
وبناء علي ما تقدم من يمكن تقسيم المعادن إلي مجموعتين رئيسيتين ، تضم كل مجموعه أقسام ثانوية علي النحو التالي :
أولا: المعادن الفلزية: وتضم:
الحديد
معادن سبائك الصلب التي تشمل المنجنيز ، والكروم ، النيكل ، الموليبدينوم ، التنجستين ، الفانديوم ، الكوبالت
الفلزات غير الحديديه ، وتتألف من النحاس ، الالومنيوم ، الرصاص ، القصدير ، الزنك ، الزئبق
الفلزات المشعة وتشمل اليورانيوم والراديوم وغيرها .
المعادن النفيسة وتضم الذهب والفضة والبلاتين
ثانيا : المعادن اللافلزيه وتشمل :
المصادر المعدنية للطاقة والتي تضم الفحم ، زيت البترول ، الغاز الطبيعي
معادن المخصبات ، وتشمل أساسا الفوسفات و البوتاس
معادن الخامات الكيميائية ، وتتألف من الكبريت والأملاح خاصة ملح الطعام وأملاح الصودا الطبيعية والانتيمون
الأحجار الكريمة ومنها الماس والياقوت والزمرد ، وهناك أحجار نصف كريمه مثل الزبرجد والعقيق والفيروز والاوبال
مواد البناء وأهمها الرمال والحصى والطم والجبس والجرانيت والحجر الجيري والحجر الرملي والرخام
وتوجد معادن هامه يمكن إدراكها تحت عنوان معادن متنوعة مثل الميكا والاسبستوس والجرافيت ، ومن الصعوبة بمكان إجراء دراسة تفصيلية لكل المعادن التي توصل إليها الإنسان واستطاع استخراجها من قشره الأرض واستخدامها في الإغراض المختلفة .



ملخص النوماس جزاه الله خيرا
 
قديم 2014- 5- 9   #5
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية ابوسلطان3
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 52
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

المحاضرة التاسعة
المحاضرة التاسعة
عناصر المحاضرة
الطاقة ومصادرها وتطور استخدامها
أولا :تعريف الطاقة ومفهومها
ثانيا :تطور استخدام مصادر الطاقة

أولا تعريف الطاقة ومفهومها

المعروف أن كل إنسان منا يعمل ، والعمل يعنى القيام بأي نشاط له هدف محدد0 وكلمه عمل (شغل) فى قاموس الفيزياء تعنى : حركة الجسم ضد قوى مقاومه لحركته 0فعندما يتحرك الجسم ضد قوى تقاوم هذه الحركة ، يقال أن الجسم يبذل جهدا ، والقدرة على بذل الجهد هى (الطاقه)0 وعلى هذا الأساس فان كلمة (عمل) اى شغل ، تحتوى على عنصرين :الأول منهما هو مقدار القوة التى تعمل على الجسم سواء بالشد أو الدفع لتحرك هذا الجسم فى مواجهة مقاومه ما،والعنصر الثانى هو المسافة .التى يحركها الجسم تحت تأثير هذه القوه .
وتقاس القوه بوحدات تسمى (داينDyne) ،وهذه ترجع إلى الكلمه الإغريقية للقوه وهى (ديناميس Dynamis ) ،والداين هو القوه التى لو أثرت على كتلة جرام واحد يتحرك حرا بدون مقاومة فإنها تسكبه سرعه تتزايد بمعدل سنتيمتر فى الثانية 0 والثانية والأرض تجذب كتله جرام واحد بقوه تساوى 980 داين ، اى 980سم / ثانية0
وعندما تدفع قوة قدرتها (داين واحد) جسما معينا لمسافة سنتيمتر واحد ،فان القوة التى بذلت تقدر (داين / سم) وتسمى هذه الوحدة (ارج Erg) ،وهذه الكلمة مشتقة من (ارجون Ergon) الإغريقية التى تعنى (شغل)0
وإذا كان الجسم قادر على بذل الجهد ،اى القيام بالعمل ،فيقال انه يحتوى على طاقه 0 فمثلا زنبرك الساعة الملفوف ،والصخرة المعلقة على ارتفاع، وعضلات الإنسان ،والبطارية المشحونة بالكهرباء والقنبلة الذرية ، كل هذه تحتوى على طاقة ، والطاقة هى القدرة على بذل الجهد ،اى العمل ، اى أن الطاقة تتحول إلى عمل نوهى بهذا تعنى السعة المتاحة لبذل الشغل اللازم للتغلب على مقاومة 0 وبصورة عامة فان الطاقة هى كل ما ينتج عنها قوة محركة Driving 0
وتوجد الطاقة فى أشكال مختلفة تبدو فى صورتين أساسيتين هما:
طاقة الجهد ،اى العمل ،وطاقة الحركة ،وطاقة الجهد هى الطاقة النابغة عن وضع الجسم فى مجال قوى معينة 0 فعلى سبيل المثال عندما نرفع جسما معينا ضد قوى الجاذبية فأننا نبذل جهدا يكتسبه الجسم كطاقة جهد تخزن فيه ، وإذا ترك الجسم ليسقط فانه يكتسب طاقه حركة ، وطاقة الحركة هى الطاقة الناجمة عن حركة الجسم أو سرعتة0
وتختلف أنواع الطاقة تبعا لمصدرها :فمنها الطاقة الكهربائية ،والطاقة الحرارية ، والطاقة الكيميائية ، والطاقة الصوتية ،والطاقة الإشعاعية ، والطاقة النووية 0 وهذه الأنواع المختلفة من الطاقة يمكن أن تتحول من بعضها إلى البعض الآخر 0 فعلى سبيل المثال تتحول الطاقة الكيميائية فى البطاريات إلى طاقة كهربائية ، وتتحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة حركة فى الموتور الكهربائى ، أو إلى طاقة صوتية فى الجرس الكهربائى ، أو إلى طاقة حرارية فى المدفأة الكهربائية ، كما تتحول طاقة الحركة إلى طاقة حركة فى الموتورات الميكانيكية.
والطاقة بهذا المفهوم تعنى القدرة المخزونة التى عند انطلاقها تصبح قادرة على أداء العمل ، اى الشغل ،سواء كان هذا العمل هو حفظ الذرات متماسكة مع بعضها ،أو تحريك الغيوم ،أو رفع اى شئ ،أو تحريك قارب شراعى ،أو إدارة محرك 0 ومقدار الطاقة ومحتواها هو مقدار الجهد أو العمل المخزون 0
وهناك فرق بين الوقود Fuel والطاقة Energy ،فالفحم يعد مصدرا للطاقة ، وفى نفس الوقت يعد وقودا فهو يعد وقودا عندما يحترق ، وعندما يولد طاقة بخارية أو كهربائية فهو مصدر طاقة ،بخلاف المساقط المائية التى تختزن طاقة كامنة تنتج من استغلال فرق منسوب المياه الذى يترتب عليه توليد الكهرباء ،وهى بهذا تعد مصدرا للطاقة ؛ ولذلك ينبغى التمييز بين الوقود ومصادر الطاقة 0
وكان عالم الطبيعة البريطانى جيمس جول (1818-1889) هو الذى وضع أساس القانون الأول للديناميكا الحرارية ،عندما قام بحساب العلاقة بين الحرارة والشغل الناتج عنها 0 وينص هذا القانون على أن كلا من المادة والطاقة لا تفنى ،وهذا ما يفسر لنا استمرار سعى الإنسان للتوصل إلى ما يناسبه من الطاقة بتحويلها من صورة لأخرى 0
وان الصورة الحرارية للطاقة الناتجة عن اشتعال وقود الفحم تحت غلاية المياه هى التى تتحول إلى صورة ديناميكية ،اى طاقة حركة فى الآلة البخارية ، بفعل تولد البخار حين غليان الماء داخل الغلاية ، وهكذا كان يسير قطار السكك الحديدية قديما بالبخار ، وبذلك فان الطاقة لم تستحدث من عدم وبالتالى فهى لا تفنى أو تنتهى 0
ثانيا : تطور استخدام مصادر الطاقة :
للطاقة دور كبير فى التقدم الحضارى ، والتوسع العمرانى ، وحركة النقل الواسعة ، وارتفاع مستوى المعيشة ، لارتباطها بكل جوانب النشاط البشرى ولذلك ازداد الطلب عليها واصبح مقياس تقدم الدول يقاس بمدى استخدامها لمصادر الطاقة،فالانسان فى حياته اليومية يحتاج إلى الطاقة ،فهو يستخدمها كل يوم فى إدارة الآله فى المصانع ، ويستطيع بها تحريك وسائل النقل بأنواعها المختلفة فى كل مكان ، كما يدير بها الكثير من أدواته المنزلية وجميع اغراضه0

وقد كان الإنسان قديما يستخدم عضلاته وقوته البدنية فى تحريك الأشياء ، وفى القيام بمختلف الأعمال ، ثم نجح بعد ذلك فى استئناس بعض الحيوانات واستخدمها فى القيام بالأعمال التى يصعب عليه القيام بها دون استعانة بالحيوان ،وما زال ذلك قائما حتى اليوم ، حيث استمر دور الإنسان والحيوان بدرجات مختلفة فى جميع المجتمعات ؛ برغم ما حدث من تقدم واستحداث لمصادر الطاقة المتعددة0
وقد تمكن الإنسان بعد ذلك من استغلال حركة الرياح فى تحريك السفن فى الأنهار والبحار ، وفى إدارة بعض الطواحين الهوائية لاستخدامها فى طحن الحبوب والعصير لاستخلاص الزيوت أو لرفع المياه فى شكل مراوح هوائيه0
كما تمكن من استغلال الفرق فى منسوب المياه فى إدارة بعض الآلات0 وقد كان لاستخدام القوى المائية أثرها فى تركيز الصناعة عند مجارى الأنهار ، وفى المناطق التى توجد فيها الشلالات والمساقط المائية
وهذه عادة تتميز بوعورة تضاريسها وببعدها عن السهول والمناطق الزراعية وعن مناطق تركيز السكان والأسواق 0 وهذا النوع من مصادر القوى مازال موجودا حتى اليوم فى بعض المناطق غير انه على نطاق ضيق وفى خارج الأقاليم الصناعية الكبرى التى اتجهت إلى مصادر الطاقة الأخرى ، وقد تطور استخدام هذه المساقط ليصبح فى بعضها مصدرا لطاقة الكهرباء المائية التى تعد من ارخص مصادر الطاقة ، كما تطورت لان تتسع مجالاتها إلى مناطق السدود الصناعية مثل السد العالى فى مصر ، ولم تعد مقصورة على مناطق الشلالات فقط0
وقد اتسع نطاق تفكير الإنسان بعد أن ازدادت متطلباته فاتجه نحو الأخشاب ليستخدمها وقودا وليصنع منها الفحم النباتى الذى كان لازما لصهر المعادن وخاصة صهر الحديد قبل استخدام الفحم ،وبذلك ارتبطت صناعة الحديد بقربها من مناطق الغابات التى يصنع الفحم النباتى من أخشابها ، وقد ظل استخدام الخشب كوقود حتى عام 1870 بحيث يشكل نحو ثلاثة أضعاف استهلاك الفحم ، مما أدى إلى إزالة مساحات كبيرة من الغابات ، بل إلى التصحر فى بعض المناطق إلى أن بدأ الفحم يحتل مكان الخشب فى كثير من الاستخدامات فى نهاية القرن التاسع عشر0
وقد عرف الإنسان الفحم منذ أن اكتشف النار ، فقد لاحظ أن بعض الأحجار السوداء الموجودة طبيعيا والتى كان يستخدمها فى بناء المواقد أنها كانت تشتعل ، فاتجه فكره نحوها ، وبدأ فى استخدامها بعد ذلك كوقود ، اى مصدر من مصادر الطاقة ، وكان ذلك ثورة هائلة فى الصناعة منذ القرن الثامن عشر ، وذلك بعد اكتشاف قوة البخار نتيجة استخدام الفحم ، وخاصة للنقص الكبير فى الأخشاب فى مناطق الصناعات القديمة ، ولما يتميز به الفحم من قوة كبيرة فى الاختراق ، وفى توليد النيران ، وبالتالى توليد البخار الذى أعطى أهمية كبيرة للفحم ، كما أعطى حرية فى الحركة للصناعات التى كانت ترتبط بمناطق الغابات 0
ومن أهم الصناعات التى ارتبطت فى الماضى بحقول الفحم صناعة الحديد والصلب ، وصناعة صهر المعادن ، والصناعات الثقيلة بصفة عامة ، والصناعات الكيميائية المرتبطة بتصنيع الغازات الناتجة عن عمليات تقطير الفحم 0 أما الصناعات التى تحتاج لكميات كبيرة من الفحم فان تأثيرها بمواقع الفحم محدود ، ولذلك كانت الدول المنتجة للفحم من الدول المنتجة للصناعات الثقيلة حيث تتركز هذه الصناعات قرب حقول الفحم


المحاضرة العاشرة
تابع استخدامات الطاقة
وقد اكتشف الإنسان بعد ذلك زيت البترول ، واستطاع بعد أن زادت معرفته وتقدمت حضارته أن يحصل علي كثير من المواد النافعة بتقطير البترول وتجزئته إلي كثير من المواد المتنوعة المتغيرة الخواص الذي استطاع الإنسان أن يستخدمها في أكثر من مجال ، وبذلك أصبح استخدام البترول اليوم من أهم مصادر إنتاج الطاقة ، وبصفة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد أصبح منافسا للفحم في الصناعات والمواصلات ، كما شجع علي إقامة أنماط صناعية جديدة ، والكثير منها علي حساب الفحم ، ولذلك فقد قلل من استخدام الفحم.
مما ساعد علي ذلك كون البترول سائلاً يسهل نقله لمسافات طويلة من مناطق استخراجه إلي مناطق استهلاكه كما أن للبترول قيمه حرارية اكبر من القيمة الحرارية للفحم ، والي جانب تميز البترول بمشتقاته العديدة التي تستخدم في كثير من الأغراض مما جعل له ميزة نسبية عن الفحم ، ولم تعد هناك ضرورة لارتباط الصناعات بأماكن حقول البترول كما يحدث في حالة استخدام الفحم ، وبذلك لا نجد عند حقول البترول مركزا صناعيا مثل الذي كان مرتبط بحقول الفحم .
أما الغاز الطبيعي الذي بدأت أهميته تزداد بدرجة كبيرة من استهلاك الطاقة في العالم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي يشغل استهلاك الغاز الطبيعي نحو ثلث استهلاكها من مصادر الطاقة المختلفة ، ومما ساعد علي التركيز علي الغاز الطبيعي كمصدر من مصادر الطاقة تطور الصناعات البتروكيماوية وتطور الطرق الفنية في تسييل الغاز واعتباره من مصادر الطاقة النظيفة غير الملوثة للبيئة .
والكهرباء لعبت دورا مهما في توزيع مراكز الصناعة وتغيير نظام استخدام الوقود والقوي المحركة اللازمة للصناعة وتتميز الكهرباء بأنها زادت من استخدام مصادر الطاقة الأخرى لان توليد الكهرباء الحرارية يعتمد علي استخدام الفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي كما يتم توليد الكهرباء اعتمادا علي القوى المائية كما تسمح الظروف الطبيعية بذلك ويرجع استخدام الكهرباء لعام 1876 عندما ظهر اختراع (توماس ايديسون) بإضاءة الكهرباء باستخدام ما اسماه التيار الكهربائي المتردد الذي يسهل نقله عبارة عن أسلاك الشبكات لمسافات بعيدة.
والكهرباء أصبحت عماد الصناعة في الوقت الحاضر إذ أنها سهلة الاستخدام وتكاليف نقلها ارخص من المواد الاخري ولا تحتاج إلي التخزين وكل هذا من شأنه أن يخفض من نفقات الإنتاج وقد ساعد استخدام الكهرباء علي قيام صناعات جديدة خاصة تلك التي تتطلب كميات كبيره من الطاقة الكهربائية ، مثل صناعة الالومنيوم التى ترتبط بالقوى الكهربائية ؛ لان عملية تحويل الألو مينا (أكسيد الالومنيوم ) تتركز قرب محطات توليد الكهرباء 0 وتكرير النحاس يرتبط بتوافر القوى الكهربائية الرخيصة ؛ولذلك ترتبط مصانع تكرير النحاس بمصادر القوى الكهربائية 0
كما يحتاج الزنك إلى كميات كبيرة من الوقود ، أو طاقة كهربائية ضخمة لعملية التحليل الكهربائي اللازمة لعملية الصهر والتكرير للمعدن ، ومثله تكرير القصدير 0 كما تحتاج الصناعات الكيميائية كصناعة الأسمدة الآزوتية إلى قوى كهربائية ضخمة 0 كما تتميز الكهرباء بأنها زادت من استخدام مصادر الطاقة الأخرى والقوى المحركة اللازمة للصناعة ،لان توليد الكهرباء الحرارية يحتاج إلى الفحم أو البترول أو الغاز الطبيعى وقد تعتمد على القوى المائية ؛ ولذلك توصف الكهرباء بأنها طاقة الطاقات 0
أما الطاقة النووية كمصدر للطاقة ،فقد أصبحت تحظى باهتمام كبير فى السنوات الأخيرة والمتوقع تزايد مساهماتها فى السنوات القادمة 0 ويتركز استعمالها فى الولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول الأوربية وفى الصين واليابان وبعض الدول النامية 0 واستعمال الطاقة النووية كمصدر للطاقة تعترضه بعض المشكلات لما يحمله من مخاطر أمنية وتلوث ، ورغم المخاطر التى قد تنجم عن استعمال الطاقة النووية اكبر من دول العالم ، حيث سيكون بإمكان العالم التمتع بمصدر كبير من مصادر الطاقة إذ أمكن التغلب على الصعاب والمشكلات التى تسببها ،لاستخدامها كبديل لمصادر الطاقة الأخرى 0
لكن اعتماد الطاقة النووية على اليورانيوم سوف يؤدى إلى زيادة الطلب على هذه المادة تمشيا مع زيادة استخدام الطاقة النووية 0 ويقدر الاحتياطى المؤكد لليورانيوم بما يكفى لنحو خمسين سنة بمعدل الاستهلاك الحالى فى العالم لليورانيوم 0
وإذا اخذ فى الاعتبار زيادة الاعتبار زيادة استخدام الطاقة النووية فإن الطلب سيزداد على اليورانيوم ، وبالتالى المدة المقدرة لاستهلاك الاحتياطى ستقل0 لكن المحتمل أن تتم اكتشاف المزيد من اليورانيوم فى مناطق جديدة حيث يجرى فى الوقت الحالى الكشف عنه أن برزت أهميته فى السنوات الأخيرة
والطاقة الشمسية تنال اهتماما كبير كمصدر للطاقة 0 وبدأت تستعمل فى كثير من البيوت للتدفئة والتسخين ،وفى تشغيل مضخات المياه فى بعض المناطق ،ورغم توافر مصدر الطاقة الشمسية إلا أنها ما زالت محددة وتحتاج إلى بعض الوقت حتى تنتشر ، ويتوقع لها النجاح فى الفترة القادمة كبديل لمصادر الطاقة الأخرى المعرضة للانتهاء 0
كما يجرى استخدام الطاقة المستمدة من المد والجزر فى إنتاج الطاقة الكهربائية كما هو الحال فى نيوإنجلند وفى فرنسا ،غير أن هذه الطاقة ما زالت محددة ؛ نظرا لقلة الأماكن التى تتوافر بها ولما تحتاجه من نفقات كبيرة تجعل استخدامها فى الوقت الحاضر غير اقتصادى مع توافر مصادر الطاقة الأخرى 0 كما تستخدم الطاقة الجيوثرمالية (حرارة الأرض الجوفية) كمصدر للطاقة ، وذلك لاستخدام الحرارة الكامنة فى باطن الأرض ، ورغم محدودية هذا المصدر من الطاقة فى الوقت الحاضر إلا أن اهميتها قد تزاد فى المستقبل كأحد البدائل لمصادر الطاقة الأخرى المعرضة للفناء 0
ومن العرض السابق لمصادر الطاقة تبدو لنا أهمية المصادر الحرارية للطاقة التى تضم الفحم والبترول والغاز الطبيعى التى تعد أهم مصادر الطاقة المستخدمة فى الوقت الحاضر وأكثرها شيوعا ، ولو أن كلا منها يختلف عن الآخر فى مدى المساهمة 0 كما أن هذه المساهمة تتغير من وقت لآخر حسب المتغيرات التى تطرأ على التقدم العلمى والتكنولوجى ومدى مرونة وأهمية كل من هذه المصادر فى مسايرة هذا التطور ، ثم الظروف السياسية التى تلقى بظلالها على التركيز على بعضها ومحاولة البحث عن مصادر بديلة تفاديا لما يحدث من أزمات سياسية من وقت لآخر 0 وتبدو أهمية كل مصدر من المصادر الأساسية للطاقة والأهمية النسبية لكل منها0
وقد ازدادت الحاجة إلى الطاقة فى هذه الأيام ، ويرجع السبب فى ذلك إلى تزايد السكان عل مستوى العالم ، ولكنه يرجع بصورة اكبر إلى استخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة فى كل مكان ، وهى أساليب تعتمد على استخدام المزيد من الطاقة فى كل المجالات 0 وقد ترتب على ذلك زيادة الطلب بصورة جادة على مختلف أنواع الوقود ؛ مما شكل ضغطا متزايدا على مصادر الطاقة الطبيعية حتى بدأت بعض هذه المصادر غير المتجددة مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي فى النضوب فى بعض المناطق ،فلا ينتظران تبقى هذه الأنواع من الوقود طويلا
، رغم ما يكتشف منها فى بعض ول لم تكن منتجة من قبل ،
حيث يقدر أن ينضب كل من البترول والغاز الطبيعي على مستوى العالم خلال نحو خمسين عاما قادمة فى ضوء الاستهلاك الحالى لهما 0
كما تختلف الأهمية النسبية لكل مصدر من مصادر الطاقة من نوع لآخر ، فهي تختلف من مكان لآخر ، ففى أمريكا الشمالية التى تعد الولايات المتحدة أهم دولها تعد اكبر مستهلك للبترول وللغاز ، بينما منطقة الشرق الأوسط التى تعد اكبر منتج (نحو 30% من البترول)
بينما تستهلك منه نحو 6% ، و أوروبا التي تنتج نحو 10% من البترول فهى تستهلك نحو 22% اى أكثر من ضعف إنتاجها ، كما تنتج اقل مما تستهلك من الغاز الطبيعى ومن الفحم ، وفى نفس الوقت تتصدر العالم فى إنتاج الطاقة النووية0
كما يلاحظ أن أوروبا والولايات المتحدة تضم ما يربو على ثلثى إنتاج استهلاك الطاقة النووية فى العالم .
وفى الولايات المتحدة نجد أن استهلاك الطاقة بها يتضاعف تقريبا كل عشرين عاما منذ بداية القرن ، فهى تستهلك الطاقة بقدر لا يتفق ومعدل زيادة سكانها الذين تزايدوا بنحو25%بين عامى 1960،1980 ، بينما تزايد استهلاك الطاقة فى نفس الفترة بنحو 80% ؛ ولذلك فإن السكان لا يعدون العامل الوحيد التسبب فى زيادة استهلاك الطاقة ، وإنما توجد عوامل أخرى عديدة تساعد على ذلك ففى الدول الصناعية المتقدمة تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة لبناء صناعاتها المختلفة 0
كما أن هناك علاقة بين استهلاك الطاقة وبين التقدم الاقتصادى وارتفاع مستوى المعيشة للدولة ، وهذا يعنى أن زيادة استهلاك الطاقة يتناسب طرديا مع التقدم التكنولوجى والاقتصادى للدولة وليس مع الزيادة السكانية فقط0
وتتمثل المصادر الأساسية للطاقة التى تزود البشر بالجزء الاساسى من احتياجاتهم فى الوقت الحاضر فيما يلى :
- الوقود الاحفورى ، وهو الذى يشكل عصب مصادر الطاقة الحالية ، ويضم الفحم والبترول والغاز الطبيعى 0
- الطاقة المائية الذى يعتمد عليها فى توليد الكهرباء من مساقط المياه والسدود .
- الطاقة النووية ويعتمد عليها فى محطات توليد الكهرباء باستخدام الحرارة الناتجة عن عملية الانشطار النووى 0وفيما يلى دراسة لمصادر الطاقة هذه ، وتطور إستخدامها ، والأهميه النسبية لكل منها ، ومدى قدرتها على الوفاء بالطلب المتزايد للسكان على هذه المصادر.
ولا ترجو السماحة من بخيل
فما فى النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأنى
وليس يزيد فى الرزق العناء


توقيع ابوسلطان تلخيص النوماس
 
قديم 2014- 5- 10   #6
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية ابوسلطان3
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 52
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

 
قديم 2014- 5- 10   #7
حسين مزلوه
أكـاديـمـي نــشـط
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 143194
تاريخ التسجيل: Thu May 2013
المشاركات: 167
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 2416
مؤشر المستوى: 50
حسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enoughحسين مزلوه will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتظام
التخصص: اداب
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
حسين مزلوه غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

يعطيك العافيه ابو سلطاااان مافيه اسئله الترم السابق
 
قديم 2014- 5- 10   #8
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية ابوسلطان3
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 52
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

ويعافيك

مافيه يسهلها ربك ان شاالله بس انشاالله الماده سهله
 
قديم 2014- 5- 11   #9
سيف الميزاني
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 129034
تاريخ التسجيل: Tue Dec 2012
المشاركات: 95
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 810
مؤشر المستوى: 49
سيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: جغرافيا
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
سيف الميزاني غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

ابو سلطان الله يعطيك العافية وفيه لبس في الموضوع الي منزله من المحاضرة الخامسة تابع لجغرافية الصناعه يجب ان تفرق بين جغرافية النقل والتجارة وجغرافية الصناعه
بعض زملاءنا ماعنده خليفه عن المنهج
 
قديم 2014- 5- 11   #10
سيف الميزاني
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 129034
تاريخ التسجيل: Tue Dec 2012
المشاركات: 95
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 810
مؤشر المستوى: 49
سيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enoughسيف الميزاني will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: جغرافيا
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
سيف الميزاني غير متواجد حالياً
رد: جغرافياء النقل والتجاره

من المحاضرة الاولى الى الرابعه جغرافية النقل والتجارة
اما من الخامسه فهي جغرافية الصناعه انتهو جزاكم الله خير
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 12:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه