|
منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات . |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
علوم قران 2 / منيره الدوسري .
السلاام عليم ..
حبيت اسسال اذا الاختبار موحد مع بنات د . محمود مبارك او لا ؟ وثاني شي ابي العروض حقت د . منيره الدوسري موب راضي يفتح معي البلاك بورد وانزل المحاضرات ي لييت وحده تنزلها هنا وتساعدننا .. وشكررررن مقدمااا |
2012- 5- 10 | #2 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
|
2012- 5- 10 | #3 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
د.منيره تقول الاسئله مو موحده مع محمود مبارك
والمحاضرات للحين مانزلتها |
2012- 5- 11 | #4 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
فديتتتتتتتتتتككك شوكررررررررررررررررررررررن
طيب وش المواضيع اللي ندرسهاا !! د. محمود مبارك ينقز فينا ناخذ محاضره من الاخير بعدين اللي بعدها من الوسط مدري كيف الوضع ! |
2012- 5- 12 | #5 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
اللي تبي محاضرات د.منيره الدوسري
من بعد الشهري المحاضره السادسة: قصص القرآن الكريم : تعريف القصة : لغة : القص : هو تتبع الأثر ماديا كان أو معنويا. فالمادي يقال : قصصت أثره , أي : تتبعته , قال تعالى : { فارتدا على آثارهما قصصا}, أي : رجعا يتتبعان أثرهما . ومنه القصاص, قال تعالى : { ولكم في القصاص حياة } لما فيه من تتبع أثر الجاني ومجازاته بمثل فعله . والمعنوي كتتبع أخبار الأمم الماضية , قال تعالى : { إن هذا لهو القصص الحق } , وقال سبحانه { لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب } أي: أخبارهم . والقصة : الخبر والأمر والحديث . قصص القرآن اصطلاحا : أخباره عن أحوال الأمم الماضية والنبوات السابقة , والحوادث والواقعة . أنواع القصص في القرآن الكريم : النوع الأول : قصص الأنبياء السابقين : كقصة آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, التي تضمنت أخبار دعوتهم لقومهم إلى الإسلام , والمعجزات التي أيدهم الله بها , وموقف أقوامهم منهم, والعقوبات الإلهية التي نزلت بهم . النوع الثاني : قصص يتعلق بحوادث غابرة وأشخاص لم تثبت نبوتهم : كقصة أهل الكهف , وذي القرنين , وأصحاب السبت , ومريم , وأصحاب الأخدود وغيرهم . النوع الثالث : قصص تتعلق بأحداث وقعت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم . كغزوة بدر وأحد في (سورة آل عمران), وحنين وتبوك في ( سورة التوبة ) والأحزاب في سورتها , والإسراء في سورتها . وغير ذلك . فوائد القصة في القرآن الكريم : 1- تثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم. قال تعالى : {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} . وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين يخبره الله بما جرى للأنبياء عليهم السلام من قبله مع أقوامهم يسلو قلبه ويتجدد عزمه . فيصبر كما صبر أولو العزم من الرسل . 2- إيضاح أسس الدعوة إلى الله تعالى واشتراك كل الأنبياء فيها : فإن الرسل كلهم عليهم السلام يدعون إلى عبادة الله وحده {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } فليس هناك دين غير الإسلام { إن الدين عند الله الإسلام } . 3- تأكيد صدق الأنبياء السابقين عليهم السلام : فالقرآن يصرح برسالتهم ونبوتهم وصدقهم , ويصرح بأسمائهم , ويشهد لهم بالصدق وتبليغ الدعوة , فليس لأحد أن يشك في نبوتهم , ولذا كان الإيمان بالرسل من أركان الإيمان لمجيئه عن طريق القرآن المتواتر . 4- إظهار صدق الرسول صلى الله عليه وسلم : فالرسول صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب , ولم يعرف عنه مجالسة لأحبار اليهود والنصارى , وورود هذه القصص من مثله عليه الصلاة والسلام دليل على رسالته وتلقيه الوحي . 5- التهديد والوعيد للكفار والعظة والاعتبار للمؤمنين بأن ما جرى لعصاه الأمم السابقة قد يجري لعصاة الأمم هذه الأمة. عتبة بن ربيعة (الكتاب) 6- والقصة ضرب من الضروب الأدب يصغي إليه السمع , وترسخ عبره في النفس , وتثبت معانيه , وتدرك مراميه { لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب } . مزايا القصة القرآنية : 1- ربانية المصدر : فالقصة تبعا للقرآن الكريم كله من الله تعالى لها من الخصائص ما للقرآن الكريم نفسه , وليس للرسول صلى الله عليه وسلم فها إلا البلاغ {وما ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحى يوحى } . 2- مطابقة الواقع والصدق وأنها حقيقة لا خيال . وبيان ذلك أن كل ما جاء في القرآن من قصص وأحداث وأخبار واقع وحقيقة كما أخبر الله تعالى , وليس نسج الخيال . وقد وصف الله تعالى قصص القرآن بذلك { إن هذا لهو القصص الحق } . 3- الاختيار للعظة والعبرة : يختار الله سبحانه وتعالى من القصة والحدث أجزاء تناسب أهداف الموضوع أو السورة ومقاصدها للعظة والاعتبار ، يستوي في ذلك قصر المقطع أو طوله . 4- الإعجاز : وهذا الإعجاز تبع لإعجاز القرآن الكريم كله, لكن إعجاز القصص يظهر في أن العرض البشري يكون متأثرا بشخصيه الراوي التي غالبا ما تكون متأثرة بأفكاره وآرائه وتصوراته القاصرة , ويحكي منها ما أدركته طاقته البشرية , وهي محدودة في علمها وقصورها عن الإحاطة بكل الأمور . أما قصص القرآن فمن الله الذي أحاط بالأحداث كلها , ويعلم ما تخفي الصدور , وشتان بين صورة واضحة كاملة صادقة , وصورة لا تخلو من نقص أو قصور أو خطأ في التصور . 5- التكرار : وإذا كان الله سبحانه وتعالى يعرض من القصة ما يلائم موضوع السورة , فإن هذا يقتضي تكرار عرض القصة في أكثر من سورة, سواء كان عرضا كاملا مختلفا عن العرض الأول أو عرضا جزئيا . فوائد تكرار القصة في القرآن الكريم : ولتكرار القصة في القرآن الكريم فوائد وحكم عديدة منها : 1-قوة الإعجاز : قال الزركشي : (( كرر ذكر القصة في مواضع إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله بأي نظم جاؤوا , وبأي عبارة عبروا )) . ولا شك أن القصة الواحدة حين تكون معجزة بوجه ثم معجزة بوجه آخر فإن هذا يعني قوة في الإعجاز , وزيادة في التحدي . 2- بيان بلاغة القرآن الكريم في أعلى مراتبها : يقول الباقلاني : (( إن إعادة ذكر القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدي معنى واحدا من الأمر الصعب الذي تظهر فيه الفصاحة , وتتبين فيه البلاغة )) . من خصائص البلاغة .. 3- أنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا لم يذكره في المرة الأولى . فقد يوجد في ألفاظها زيادة أو نقصان , وتقديم أو تأخير , ويذكر في كل منها مالم يذكر في الأخرى لتنويع الفوائد وتوزيعها . 4ـ الاهتمام بشأن القصة لتمكين عبرها في النفس ـ فإن التكرار من طرق التأكيد و إمارات الاهتمام . 5- اختلاف الغاية التي تساق من أجلها القصة , فتذكر بعض معانيها الوافية بالغرض في مقام , وتبرز معان أخرى في مقام آخر حسب أهداف السورة وأغراضها . ــــــــــــــــــــــــــ |
2012- 5- 12 | #6 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
المحاضره السابعه:العام والخاص:
العام لغه: أمر عمَمٌ: تام عام .. وعَمَّهم الأمر يعمهم عموماً: شملهم , يقال : عمهم بالعطية , والعامة : خلاف الخاصة . وفي الإصطلاح: هو اللفظ المستغرق لجميع مايصلح له بحسب وضع واحد من غير حصر فقولنا: (الرجال) يستغرق جميع ما يصلح له ولا يدخل فيه النكرة مثل ( رجل ) لأنه يصلح لكل واحد من الرجال لكنه لا يستغرقهم . ولا التثنية ولا الجمع, لأن لفظ (رجلان ) و(رجال) يصلحان لكل اثنين وثلاثة ولا يفيدان الاستغراق. وقولنا :“بحسب وضع واحد“ للاحتراز من اللفظ المشترك أو الذي له حقيقة ومجاز . فإذا قلت : رأيتُ كُلَّ العيون. فإن في لفظ العيون اشتراك حيث تشمل : • عيون الماء الجارية • العيون المبصرة ,, وغير ذلك . وأنت لا تريدين كل هذه المعاني وإنما تريدين أحدهما .فلا يقتضي العموم أن يشمل كل معاني اللفظ بل بحسب وضع أو معنى واحد من معانية المختلفة .وقولنا :“ من غير حصر ” يخرج أسماء الأعداد فهي تدل على كثرة معينة محدودة , فإن كانت الكثرة كثرة معينة بحيث لا يتناول ما بعدها فهو اسم العدد وإن لم تكن الكثرة كثرة معينة فهو العام . صيغ العموم: وللعموم صيغ كثيرة تدل عليه , ذكر منها القرافي مئتين وخمسين صيغه ومن هذه الصيغ : ¢ كل: وهي أقوى صيغ العموم وتدل عليه سواء كانت للتأسيس مثل (كُلٌّ نَفْسٍ ذَآئِقَة ُ المَوتِ) , أو للتأكيد مثل :( فَسَجَدَ المَلـٰئكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ), ومثلها جميع (مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً) ودياراً { وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرعَلَى الأَّرضِ مِنَ الكَـٰافِرِينَ دَيَّارَاً}. ¢ الأسماء الموصولة: مثل:{ وَالَّذِى قَالَ لِـﯜلِدَيهِ أُفٍّ لَكُمَآ} ¢ أسماء الشرط: مثل:{ وَمنْ قَتَلَ مُؤمِنَاً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبةٍ مُّؤْمِنَةٍ} ¢ أسماء الاستفهام : كقوله تعالى {مَّن ذَا الَّذى يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} ومن تفيد العموم إذا كانت شرطية أو استفهامية , أما إذا كانت موصولة مثل :{وَمِنهُم مَّن يَستَمِعُ إِلَيك} فإنها قد تكون للعموم وقد تكون للخصوص والقرائن هي التي تفيد العموم أو الخصوص. ¢ المعرف بال التي ليست للعهد وإنما للاستغراق سواء كان جمعاً مثل :{وَ المُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَثَةَ قُرُو͂ءٍ} ,أو مفرداً مثل :{ وَأَحَلَّ اللهُ البَيْع َ وَحَرَّمَ الرِّبَـﯜاْ} , أو اسم جنس وهو الذي لا واحد له من لفظه مثل الناس والحيوان والماء والتراب فالناس في قوله تعالى:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} تفيد العموم ,أو مثنى كقوله تعالى : {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ } أي : كل أختين لا يجوز الجمع بينهما . وعلامة( ال) المستغرقة للجنس أن يصح حلول (كل ) محلها وأن يصح الاستثناء من عمومها. ¢ كل ما أضيف الى معرفة , سواء كان مفرداً , أو مثنى ,أو جمعاً, أو اسم جنس مثل: { فَلْيَحْذَر الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمرِهِ} { خُذْ مِنْ أَمْـﯜلِهِم صَدَقَةً }. ¢ النكرة في السياق النفي أو النهي أو الشرط . مثلها في سياق النفي : قوله تعالى :{ فَلا رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ} ومثالها في النهي :{ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً }, ومثالها في الشرط:{ وَإنْ أَحَدٌ مِّنَ الُمشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأْجِرْهُ}. أما إذا كانت النكرة في سياق الإثبات قلا تفيد العموم ,فإذا قلت: ما رأيت رجلا فهو نفي يفيد العموم ,وإذا قلت : رأيت رجلا فهو إثبات لا يفيد العموم . اقسام العام: العام الذي لا يدخله التخصيص : وهو العام الذي لا يمكن تخصيصه , وهذا النوع قليل جداً اذ الأصل في العموم أن يقبل التخصيص . ومع أن البلقيني قال عن هذا النوع :“مثاله عزيز, إذ ما من عام إلا ويتخيل فيه التخصيص“ إلا أن الزركشي قال : ”وهو كثير في القرآن ” . وقد جمع السيوطي بينهما بأن مراد البلقيني أنه عزيز في الاحكام الفرعيه ومراد الزركشي أنه كثير في غير الأحكام. ومثال هذا النوع قوله تعالى :{ وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمُ} {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدأً} فالعموم هنا لا يمكن تخصيصه . ¢ العام الذي يدخله التخصيص: وهو الذي يمكن تخصيصه ولعل هذا النوع هو أشهر أنواع العموم والذي ينصرف إليه الذهن عند إطلاق العموم وهو ميدان الخلاف بين العلماء في تخصيصه أو بقائه على عمومه . وأمثلته في القرآن الكريم كثيرة منها: { وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِليهِ سَبِيلاً} فلفظ ( الناس) عام خصص بقوله : {مَنِ اسْتَطَاعَ إِليهِ سَبِيلاً}. ¢ العام المراد به الخصوص: وهو ما دل لفظه على العموم ودلت القرينة على الخصوص كقوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا كَمَآ ءَامَنَ النَّاسَ } والمراد بالناس عبدالله بن سلام في الآية دعوة لليهود إلى أن يؤمنوا كما آمن عبدالله بن سلام رضي الله عنه وقد كان يهوديا ثم ان الناس لم يؤمنوا كلهم , فدلت القرينه على وجوب حمله على فئة منهم . ومن أمثلته قوله تعالى : { أَم يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَـٰهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ} والمراد بالناس هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . الفرق بين العام المراد به الخصوص والعام الذي يدخله التخصيص: ¢ أن العام المراد به الخصوص لا يراد شموله لجميع الأفراد ويدرك ذلك من أول وهلة , وأما العام الذي يدخله التخصيص فأُرِيدَ به العموم في أول الأمر وشموله لجميع أفراده فلفظ (الناس) في قوله تعالى : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} يدرك السامع لأول وهلة خصوصها وأنه لا يمكن أن يراد بها العموم لامتناع ذلك , أما لفظه ( الناس) في قوله تعالى : { وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ البَيْتِ }يدرك السامع أن المراد بها جميع الناس ولا يحوله عن هذا العموم الا قوله: { مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيْلاً } ¢ الأول مجاز قطعا , لنقل اللفظ عن موضعه الأصلي وهو العموم واستعماله في بعض أفراده , بخلاف الثاني فاستعمل اللفظ بمعناه الحقيقي. ¢ أن قرينه الأول عقلية لا تنفك عنه , وقرينه الثاني لفظيه وقد تنفك عنه . ¢ أن الأول يصح أن يراد به واحد اتفاقاً مثل: { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } يعني إبراهيم عليه السلام أما الثاني ففي تخصيص عمومه بحيث لا يراد به إلا واحد بعد العموم خلاف . الخاص : الخاص لغة : يقال: خَصَّه بالشيء يَخُصُّه خَصّاً .. أفرده به دون غيره , ويقال: اختص فلان بالأمر وتخصص له إذا انفرد. وفي الاصطلاح : الخاص هو اللفظ الذي لا يستغرق الصالح له من غير حصر. أما التخصيص فهو :قصر العام على بعض أفراده . والمراد من قولنا : ”قصر العام ” قصر حكمه , وإن بقي لفظه على عمومه, فيكون العموم باللفظ لا بالحكم وبذلك يخرج العام الذي يراد به الخصوص فإن ذلك قصر إرادة لفظ العام لا قصر حكمه . مثال التخصيص: قال تعالى :{ وَالمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلـٰثَةَ قُرُو͂ءٍ } فلفظ المطلقات عام يشمل كل مطلقة , لكن حكمه مخصوص بقوله تعالى : { وَأُوْلَـٰتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } حكم تخصيص العموم : قال الشوكاني رحمه الله تعالى :(اتفق أهل العلم سلفاً وخلفاً على أن التخصيص للعمومات جائز , ولم يخالف في ذلك أحد ممن يعتد به وهو معلوم من هذه الشريعة المطهرة , لا يخفى على من له أدنى تمسك بها) وهو جائز مطلقاً سواء كان أمراً مثل :{وَالذِّينَ يَبْتَغُونَ الكِتَـٰبَ مِّمّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُم فَكَاتِبُوهُمً إِن عَلِمْتُمْ فِيهِم خَيراً } أو نهياً مثل: { وَلاَ تَقْرَبُهُنًّ حَتَّى يَطْهُرنَ } أو خبراً مثل : { فَسَجَدَ المَلَـٰئِكَةُ كَلُهُم أَجمَعُونَ إِلا إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّـٰجِدِينَ} اقسام المخصص: المخصص ينقسم إلى قسمين : ¢ المخصص المتصل ¢ القسم المنفصل أولا : المخصص المتصل: ¢ الإستثناء: كقوله تعالى :{ كُلُّ شَيءٍ هَالِكُ إِلَّا وَجْهَهُ } ¢ الصفة : ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى :{ وَمَن لَّم يَستَطِعْ مِنْكُم طَوْلاً أَن يَنْكِحَ المُحْصَنَـٰتِ المُؤمِنَـٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَت أَيمَـٰنُكُمْ مِّن فَتَيَـٰتِكُمُ المُؤْمِنَـٰت } فلفظ (فتياتكم) عام يشمل المؤمنات والكافرات ، لكنه خصص بوصف (المؤمنات) ¢ الشرط: ومن أمثلته قوله تعالى :{وَلَكُم نِصفُ مَا تَرَكَ أَزْﯜجُكُم إٍن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ } فلفظ ”أزواجكم ” عام يشمل ذات الولد وغيرها وخصص بالشرط { إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ} فالزوجة التي يرث الزوج نصف مالها هي غير ذات الولد . ¢ الغاية : والمراد بها : نهاية الشيء المقتضية لثبوت الحكم قبلها , وانتفائه بعدها ولها لفظان : (حتى ) و ( إلى ). ومثال الأول : {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} ومثال الثاني : {وَأَيْدِيَكُمْ إِلى المَرَافِقِ } ¢ بدل البعض من الكل : قال تعالى :{وَلِلِهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }فلفظ {النَّاسِ} يفيد العموم وخص بالبدل {مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } بدل بعض من كل , هذه أنواع المخصص المتصل . ثانياً: القسم المنفصل: وهو أن يكون المخصص في موضع آخر غير متصل باللفظ العام اتصالاً لفظيا. وهو أنواع منها: ¢ التخصيص بآية : قال تعالى :{وَالمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلـٰثَةَ قُرُو͂ءٍ } عام يشمل كل مطلقة إلا أنه خص الحوامل في قوله تعالى : {وَأُوْلَـٰتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } كما خص الآيسات من الحيض : { وَٱلَّـٰئِ يَئِسْنَ مِنَ المَحِيضِ منِ نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَـٰثَةَ ُ أَشْهُرْ } وخص غير المدخول بها قال تعالى : {وَإِذَا نَكَحْتُمُ المُؤْمِنَـٰتِ ثُمَّ طَلَّقتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُم عَلَيْهِنَّ مِنَ عِدَّةٍ } . ¢ التخصيص بالسنة قولا كان أو فعلاً: فقوله تعالى بعد أن عدد المحرمات من النساء : {وأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَآءَ ذَلِكُمْ } مخصوص بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :(لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ) حيث خص أربع نساء وهن عمة الزوجة وخالتها, وابنة أخيها , وابنة أختها . ¢ التخصيص بالإجماع : مذهب جمهور العلماء أن الاجماع من مخصصات العموم المنفصلة , وهناك من يرى أن المخصص هو دليل الإجماع وليس الإجماع نفسه ومن الأمثله قوله تعالى :{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلـﯜةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاْسْعَوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ } وهو عام يشمل الحر والعبد والذكر والأنثى وأجمعوا على أنه لا جمعة على عبد ولا امرأة . ¢ التخصيص بالقياس : وذلك في قوله تعالى : {وَالزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاْجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍ } فهو عام يشمل كل زان , حرا كان او عبدا وكل زانية حرة او أمة , لكن الأمة خصصت بآية أخرى هي قوله تعالى :{فَعَلَيهِنَّ نِصفُ مَا عَلَى المُحْصَنَـٰتِ مِنَ العَذَابِ } ولم يرد من العبد نص فقاسه العلماء على الأمة بجامع الرق في كلِّ , فيكون حكمه نصف ما على الأحرار من الرجال. حكم تخصيص السنة بالقرآن: إذا كان القرآن الكريم يخصص بالسنة ,فهل تخصص السنة بالقرآن ؟ الجواب: اختلف العلماء في ذلك وجمهور أهل العلم على جوازه , وعد السيوطي أمثلة ذلك من العزيز يعني القليل أو النادر , ثم ذكر أمثلة ذلك :كقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ) فإنه مخصوص بقوله تعالى :( حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ ) وكقوله عليه الصلاة والسلام : (لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ) عام يشمل الأغنياء والأقوياء, وهو مخصوص بقوله تعالى :{وَالعَـٰمِلِين َ عَلَيْهَا} حيث يحل لهم الأخذ من الزكاة حتى ولو كانوا أغنياء وأقوياء. عموم الخطاب وخصوصه: تحته مسائل : الأولى : الخطاب الخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم هل يشمل الأمة أم لا؟ كقوله تعالى : {يَأَّيُهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلاَ تُطِعِ الكَـٰفِرِينَ وَ المُنَـٰفِقِينَ } الجواب : للعلماء في ذلك قولان : الأول : أنه يشمل الأمه لأن أمر القدوة أمر لأتباعه معه عرفاً إلا ما دل الدليل على أنه من خواصه , كقول تعالى : {وَاْمْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِن أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ } فلو كان الخطاب الخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم لا يشمل الأمة لما احتاج الى التخصيص بقوله :{خَالِصَةً لَّكَ}. الثاني : قول الأصوليين أنه لا يشمل الأمة , وذلك لخصوص اللفظ وان شملهم فبدليل آخر , لا بمجرد النص المذكور . المسألة الثانية : الخطاب العام بلفظ { يَأَيُّهَا النَّاسُ} و {يَأَيُّهَا الذِّينَ ءَامَنُو͂ا} هل يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ الجواب : للعلماء في ذلك أقوال : الأول : أنه يشمل الرسول صلى الله عليه لعموم الصيغه وعليه الأكثرون . الثاني : أنه لا يشمله , لما له من الخصائص دون الأمه . الثالث : فيه تفصيل : ان كان الخطاب موجها لأمته مثل {كُنتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }الآيه , فلا يدخل . قال بعضهم بلا خلاف وان كان الخطاب بلفظ يشمل الرسول صلى الله عليه وسلم نحو {يَأَيُّهَا النَّاسُ} و {يَأَيُّهَا الذِّينَ ءَامَنُو͂ا} و { يَـٰعِبَادِ} فإنه يشمله . الرابع : ان سبق الخطاب بلفظ ”قل ” لم يشمله , كقوله :{قُل يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيكُمْ جَمِيعاً} وإلا شمله. المسألة الثالثة : الخطاب العام بلفظ {يَأَيُّهَا النَّاسُ} هل يشمل الكفار أم لا ؟ وذلك نحو قوله تعالى : {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ} الجواب : للعلماء في ذلك قولان : الأول : أنه يشملهم لعموم الصيغه وهم من الناس . وهو قول الجمهور . الثاني : أنه لا يشملهم لعدم تكليفهم بالفروع . المسألة الرابعة : الخطاب العام بلفظ {يَأَيُّهَا الذِّينَ ءَامَنُو͂ا} هل يشمل الكفار أم لا ؟ الجواب : للعلماء في ذلك قولان : الأول : أنه لا يشمل الكفار , لأنهم غير مخاطبين بالفروع . الثاني :أنه يشملهم لعموم التكليف بهذه الأمور واختصاص المؤمنين بالخطاب للتشريف . وقد ثبت تحريم الربا في حق أهل الذمه . قال الزركشي : وفيه نظر ,والخلاف يرجع إلى أن الكفار هل هم مخاطبون بالفروع أم لا ؟ المسألة الخامسة : صيغه الجمع المذكر التي تفيد العموم هل تشمل النساء أم لا ؟ الجواب : في ذلك تفصيل : ¢ ان كان الجمع يتناول الذكور والإناث لغة ووصفا مثل ” الناس“ فهذا يشمل الإناث بالاتفاق. ¢ ان كان الجمع بلفظ لا يتبين فيه التذكير والتأنيث مثل أدوات الشرط كقوله :{فَمَن يَعْمَل مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ } فإنه يشمل النساء باتفاق. ¢ اذا كان الجمع خاص بالذكور مثل لفظ ” الرجال“ فلا يشمل النساء باتفاق. ¢ اذا كان الجمع خاص بالإناث مثل ” النساء“ و ”بنات“ فلا يشمل الرجال باتفاق. ¢ اذا كان الجمع بلفظ ظهرت فيه علامة التذكير مثل : (المؤمنون) (الصابرون) (المسلمون) أو ضمير الجمع المذكر مثل :{وَكُلُوا وَ أشربوا وَلاَ تُسْرِفُوا } ففيه خلاف: فقيل : يشمل النساء وهو مذهب أكثر الحنفية والحنابلة وبعض المالكيه والشافعية واستدلوا بأنه متى اجتمع المذكر والمؤنث غلب التذكير, ولذلك لو قال لمن بحضرته من الرجال والنساء : قوموا واقعدوا تناول جميعهم ولو قال: قوموا وقمن واقعدوا واقعدن لعد تطويلاً ولًكْنَةً . وبيّنه قوله تعالى :{قُلْنَا اهبِطُوا مِنْهَا جَمِيعَاً } وكان ذلك خطابا لآدم وحواء وإبليس فلو كانت النساء لا يدخلن لقيل لآدم وإبليس : اهبطا , ولحواء: اهبطي , وأكثر خطاب الله تعالى في القرآن بلفظ التذكير مثل : { وَأَقِيمُواْ الصًّلَـﯜةَ وَ ءَاتُواْ الزَّكَـﯜةَ} و { اعْبِدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} وغير ذلك والنساء يدخلن في جملته بالإجماع. وقيل : لا يشمل النساء , وهو مذهب أكثر الشافعيه وأكثر الفقهاء و المتكلمين واستدلوا بأنه ذكر المسلمات بلفظ متميز , فما يذكر بلفظ المسلمين لا يدخلن فيه إلا بدليل . |
2012- 5- 12 | #7 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
المحاضرة الثامنه: المطلق والمقيد:
المطلق في اللغه: هو المنفك من كل قيد حسياً كان أو معنوياً , تقول : أطلقت الدابة إذا فككت قيدها وسرحتها , وهذا إطلاق حسي , ويقال : طلق الرجل زوجته إذا فك قيدها من الارتباط به , وهذا إطلاق معنوي . المطلق في الاصطلاح: ذكر العلماء تعريفات كثيرة منها: تعريف الآمدي : المطلق هو ” النكرة في سياق الإثبات ” قال القرافي : كل شي يقول الاصوليون : أنه مطلق , يقول النحاة : أنه نكرة .. وكل شي يقول النحاة أنه نكره , يقول الاصوليون : أنه مطلق .. فكل نكرة في سياق الاثبات مطلق عند الأصوليين . ومن المعلوم ان النكرة عند النحاة : هي كل اسم شائع في جنسه , لا يختص به واحد دون آخر , مثل رجل , كتاب , فرس . وبهذا يتبين أنه لا فرق بين المطلق و النكرة غير المستغرقة في سياق الاثبات بل هما بمعنى واحد في عرف النحاة والاصوليين . ومثال المطلق الرقبة في قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يُظَـٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِم ْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } المقيد لغة: هو ما قابل المطلق في اللغة , فالقيد هو الربط حسيّاً كان أو معنويا تقول : قيدت الدابة إذا ربطتها بحبل ونحوه , وهذا قيد حسي , ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (قيِّدوا العلم بالكتاب ) . المقيد اصطلاحا: ذكر العلماء له تعريفات كثيرة وهو مايقابل المطلق على اختلاف التعريفات : فقيل : هو مادل على الماهية بقيد . ومثال المقيد الرقبة في قوله تعالى :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًّا إِلاَّ خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ } فاشترط في الرقبة أن تكون مؤمنة , وهذا قيد لها , ولو لم تشترط لكانت الرقبة مطلقة . صور حمل المطلق على المقيد: اذا ورد الخطاب مطلقا لا مقيد له , وجب حمله على اطلاقه وإذا ورد الخطاب مقيدا لا مطلق له , وجب حمله على تقييده . وإذا ورد الخطاب مطلقا في موضع ومقيدا في آخر فله أربع صور : الصوره الاولى : ان يتحدد السبب والحكم : فقد ورد تحريم (الدم) مطلقا في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلحْمُ الخِنزِيرٍ وَ مَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ} وورد تحريمه مقيدا بكونه مسفوحا في قوله تعالى : {قُل لَّآ أَجِدُ فيِ مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أًوْ دَماً مَسْفُوحَا أَو لَحْمَ خِنْزِيرٍ}. والحكم في الآيتين واحد وهو (التحريم) والسبب واحد وهو حصول الأذى والضرر ، فاتحد الحكم والسبب , فيحمل المطلق على المقيد باتفاق, فالمحرم هو الدم المسفوح ، لكن الجامد مثل الكبد والطحال فليس محرماً . الصورة الثانية : أن يختلف السبب والحكم : فإذا اختلف السبب والحكم , فلا يحمل المطلق على المقيد باتفاق , فقوله تعالى : {وَالسّاَرِقُ وَ السَّارِقَةُ فَٱقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} مطلق في الأيدي من غير تقييد لأي اليدين ,أو إلى أي حد يكون القطع أما غسل الأيدي في قوله تعالى :{يَـٰأَيُّهَا الذِينَ ءامَنُو͂ا إِذَا قُمْتُمْ إِلى الصَّلَـﯜةِ فَاغْسِلُوا وُجُهَكُم وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ} فمقيد إلى المرافق, ولا يصح هنا حمل المطلق على المقيد لاختلاف السبب (سرقة في المطلق ) و (وضوء في المقيد) ولاختلاف الحكم (قطع في المطلق) و (غسل في المقيد ) فلا يحمل المطلق على المقيد باتفاق. الصورة الثالثة : أن يتحد السبب ويختلف الحكم: فغسل الأيدي في الوضوء مقيد إلى المرافق في قوله تعالى :{يَـٰأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُو͂ اْ إِذَا قُمْتُم إِلَى الصَّلـَﯜةِ فَاْغسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ } ومسح الأيدي في التيمم مطلق في قوله تعالى :{فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُهِكُمْ وَأَيِدِيَكُم مِّنْهُ } ولو نظرنا في الآيتين لوجدنا سبب الوضوء والتيمم واحد,وهو ( الحدث ) ولكن الحكم مختلف , ففي الآيه الأولى الحكم ( الغسل ) وفي الثانية ( المسح) . وفي هذه الصورة لا يحمل المطلق على المقيد . الصورة الرابعة : أن يختلف السبب ويتحد الحكم : واذا كان العلماء في الصور الثلاث السابقة اتفقوا أو كادوا على حكم كل صورة , فإنهم في هذه الصورة قد اختلفوا . ولهذه الصوره حالتان :
فالرقبة (مطلقة ) في كفارة الظهار في قوله تعالى :{ وَالذِينَ يُظَـٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِم ثُمَّ يَعُودُون لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا }. ومطلقة في كفارة اليمين في قوله تعالى :{لَا يُؤَاخِذُكُم اللهُ بِاللَّغْوِ فِي͂ أَيْمَـٰنِكُم وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَـٰنَ فَكَفَّـٰرَتُهُ إٍطعَامُ عَشَرَةِ مَسَـٰكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطعِمُونَ أَهْليِكُم أَو كِسوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ } ومقيدة بالإيمان في كفارة القتل الخطأ في قوله تعالى :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًّا إِلاَّ خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ } واذا نظرنا الى اسباب الكفارة في الآيات الثلاث وجدناها مختلفة , فالسبب في الآية الأولى ( الظهار) وفي الثانية ( الحنث باليمين ) وفي الثالثة ( قتل المؤمن خطأ ). واذا نظرنا الى الحكم وجدناه واحدا وهو عتق الرقبة لكنه في الظهار واليمين مطلق وفي القتل مقيد فهل يحمل المطلق في هذه الصورة على المقيد فنوجب في كفارة الظهار واليمين أن تكون الرقبة مؤمنه أيضا هذا ما وقع الخلاف فيه بين العلماء . الثانيه : أن يكون القيد متعدداً: فالصوم ( مطلق ) في كفارة اليمين في قوله تعالى : {فَمَن لَّم يَجِد فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍ } وفي قضاء رمضان {فَمَن كَانَ مِنْكُمْ مَّرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيَّامٍ أُخَرَ}. ومقيد بالتتابع في كفارة القتل في قوله تعالى :{ فَمَن لَم يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَينٍ مُتَتَابعينِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ }وكذلك في كفارة الظهار في قوله تعالى : {فَمَن لَم يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَينِ مُتَتَابعينِ مِن قَبلٍ أن يَتَمَآسَّا }. ومقيد بالتفريق في صوم المتمتع بالحج في قوله تعالى :{فَمَن لَم يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجٍّ وَسَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُمْ } واتفق العلماء على أنه لا يحمل المطلق على المقيد لاختلاف القيد وعدم وجود مرجح لأحد القيود . وحمله على أحدهما دون الآخر بلا دليل:تَحَكُّمٌ فليس أحدهما بأولى من الآخر . |
2012- 5- 12 | #8 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
المحاضره التاسعه: المنطوق والمفهوم:
المنطوق: هو مادل عليه اللفظ في محل النطق أو دلالة اللفظ على حكم نطق به مطابقة أو تضامنا أو التزاما . وينقسم المنطوق إلى قسمين : الأول : منطوق صريح الثاني: منطوق غير صريح الأول : منطوق صريح:ويراد به دلالة اللفظ على الحكم مطابقة أو تضمنا وقيل هو ماوضع له اللفظ وهو ثلاثة أنواع: أولاً: النص وهو ما أفاد بنفسه معنى صريح لا يحتمل غيره وقيل : (مالايحتمل التأويل ) وقيل : ماأفاد معنى لا يحتمل غيره , ومثاله قوله تعالى : (فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُم تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) فإن قوله ( عشرة) دفع توهم دخول الثلاثة في السبعة , وقوله : (كامله) تأكيد لهذا المعنى ودفع لأي احتمال آخر غير العشرة . ثانياً:الظاهر وهو ماأفاد بنفسه معنى صريحا واحتمل غيره احتمالا مرجوحا. ومثاله قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهَرْن ) فإنه يقال لانقطاع الدم : طهر, وللاغتسال منه : طهر ,والثاني أظهر , وهو الراجح . ثالثا: المؤوَّل وهو ماحمل لفظه على المعنى المرجوح لدليل. ومثاله قوله تعالى: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) فالظاهر من كلمة جناح هو جناح الريش ويستحيل حمله على الظاهر لاستحاله أن يكون للانسان أجنحة فيحمل على الخضوع وحسن الخلق وبهذا صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل وهو هنا الاستحالة. الثاني: منطوق غير صريح: ويراد به دلالة اللفظ على الحكم التزاما , وهو نوعان : الأول: دلالة الاقتضاء . الثاني:دلالة الإشارة . الأول : دلالة الاقتضاء وهو ما توقفت دلالة اللفظ فيه على إضمار. ومثاله قوله تعالى: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُم مَّرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيَّامٍ أُخَر) فإن دلالة اللفظ على المعنى تلزم إضمار كلمة (فأفطر) والمعنى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر , لأن قضاء الصوم إنما يجب اذا افطر وليس لمجرد السفر أو المرض . وهذا النوع من باب إيجاز القصر في علوم البلاغة .وسمي دلالة اقتضاء لاقتضاء الكلام لفظا زائدا على المنطوق . الثاني: دلالة الإشارة وهو : مادل لفظه على مالم يقصد به قصدا أوليا بل من لازمه. ومثاله قوله تعالى :{ أُحِلَّ لَكُم لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم .....} الآيه, فإنه يلزم من جواز الأكل والشرب والجماع حتى الفجر بحيث لايتسع الوقت للغسل من الجنابه أن يصبح الصائم على جنابة , فتكون دلالة اللفظ أشارت إلى جواز إصباح الصائم على جنابة , وهو معنى لم يقصد باللفظ قصدا أوليا بل من لوازمه . المفهوم: هو مادل عليه اللفظ لا في محل النطق . ينقسم إلى قسمين: مفهوم موافقة. مفهوم مخالفة . أولا: مفهوم الموافقة: هو ماوافق حكمه حكم المنطوق . وهو نوعان : النوع الأول : فحوى الخطاب وهو ماكان المفهوم فيه أولى بالحكم من المنطوق كقوله تعالى :{فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍ } فإن تحريم التأفيف منطوق ,والمفهموم تحريم الضرب وهو أولى بالحكم , فالضرب أشد حرمه من التأفيف مع أن تحريم التأفيف منطوق وتحريم الضرب مفهوم, وهو تنبيه بالأدنى على الأعلى . النوع الثاني :لحن الخطاب . وهو ماكان المفهوم فيه مساويا لحكم المنطوق كقوله تعالى:{ إِنَّ الذِّينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَـٰمَى ظُلْمَاً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارَاً وَسَيُصْلَونَ سَعِيرَاً }فالمنطوق تحريم أكل مال اليتيم ظلما , والمفهموم تحريم إحراقه أو أي إستهلاك له بغير حق , لأن ذلك مساوٍ للأكل في الإتلاف . ثانيا: مفهوم المخالفة: وهو ما خالف حكمه حكم المنطوق . وعلى هذا فمفهوم المخالفه أنواع منها: - مفهوم الصفه . - مفهوم غاية - مفهوم حصر . - مفهوم شرط • مفهوم الصفه : والمراد بها الصفه المعنويه , وذلك بأن يكون في المنطوق صفه لا توجد في المفهوم فيختلف الحكم , سواء كانت هذه الصفه : نعتا : كقوله تعالى :( إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَاءٍ فَتَبَيَّنُوا ) فالمنطوق أن شهاده الفاسق لا تقبل , والمفهوم أن شهاده العدل تقبل , فيجب قبول خبر الواحد الثقه . حالاً : كقوله تعالى {يَـٰأَيُّها الذِّينَ ءَامَنُوا لَاتَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِثْلُ مَا قَتَل مِنَ النِّعَم } فالمنطوق أن الجزاء يجب على من كان متعمدا, والمفهموم أن غير المتعمد لا يجب عليه شي . ظرفاً : زمنيا كقوله تعالى ( الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَـٰتٌ) ومفهومه أن الحج في غير هذه الأشهر لا يصح. أوظرفا مكانيا كقوله سبحانه :{فَاذْكُرُوا اللهَ عِندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ } ومفهومه أن ذكر الله عند غير المشعر الحرام لا يدخل في هذه الآية. عدداً : كقوله تعالى :{ فَاْجْلِدُهُم ثَمَـٰنِينَ جَلْدَةً } فالمنطوق ثمانين جلدة والمفهوم أن لا يجلدوا أقل من الثمانين ولا أكثر منها . • مفهوم شرط: وذلك بأن يكون في المنطوق شرط , لا يوجد في المفهوم فيختلف الحكم كقوله تعالى: ( وَإِن كُنَّ أُوْلَـٰتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعنَ حَمْلَهُونَّ ) والمفهموم أن غير الحامل لا تجب لها النفقة لعدم وجود الشرط وهو الحمل • مفهوم غاية : وهو ان يكون الحكم في المنطوق مقيدا بغاية والمفهوم ان الحكم يزول بعدها كقوله تعالى: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجْرِ) فالمنطوق اباحه الأكل والشرب حتى طلوع الفجر والمفهموم تحريم الأكل والشرب بعد طلوع الفجر . • مفهوم حصر : وهو أن يكون الحكم محصورا في صورة المنطوق . والمفهوم أن لا يتحقق الحكم في غير هذه الصورة كقوله تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فالمنطوق أن العبادة لله والاستعانه بالله , والمفهوم أن لا يعبد غير الله ولا يستعان بغيره . حكم الاحتجاج بالمفهوم : أما مفهوم الموافقه فاحتج به الجمهور ولم يخالف في الاحتجاج به إلا الظاهرية ولا يلتفت إلى خلافهم وأما مفهوم المخالفة فاحتج به الجمهور وخالفهم في ذلك الحنفية والظاهرية شروط الاحتجاج بمفهوم المخالفه : وقد اشترط العلماء للاحتجاج بمفهوم المخالفة شروطا منها: أولاً: أن لا يدل على المسكوت عنه دليل خاص يعارض مفهوم المخالفة ومثاله قوله تعالى: ( فَلَيْسَ عَلَيْكُم جُنَاحُ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَـﯜةِ إِنْ خِفْتُمْ ) فمفهوم المخالفة ( مفهوم الشرط ) يدل على عدم جواز القصر حالة الأمن، ولكن ورد دليل خاص يجوز صلاة القصر في الخوف والأمن على السواء ، وهو قوله " صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ " رواه مسلم ، فيقدم النص على مفهوم المخالفة، لأن المنطوق مقدم على المفهوم.. ثانياً : ألا يكون القيد خرج مخرج الغالب . وذلك كالقيد بالحجور في قوله تعالى : ( وَرَبَـٰئِبُكُمُ الّـٰتِي فِي حُجُورِكُم ) فالربيبة وهي بنت الزوجة تحرم على زوج الأم , ومفهوم المخالفة أنها إذا لم تكن في حجر الزوج لا تحرم عليه , والصحيح أنها تحرم سواء كانت في حجره أو لم تكن , وانما ذكر القيد لأن الغالب أن بنت الزوجه تعيش عند أمها مع الزوج الجديد , ولا أثر لذلك في الحكم . ثالثاً: أن لايكون القيد المذكور لبيان فائدة أخرى غير تقييد الحكم . كالترغيب أو الإمتنان أو التنفير أو التفخيم أو لبيان الواقع فإن كان القيد لفائدة أخرى غير تقييد الحكم لم يكن له أثر في تقييد الحكم . فقوله تعالى :{يَـٰأَيُّها الذِّينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَو͂اْ أَضْعَـٰفَاً مُّضَـٰعَفَةً } لا يدل على أن الربا لا يحرم إلا إذا كان أضعافا مضاعفة , فهو يحرم ولو كان قليلاً , وإنِّمَا وصف بالأضعاف المضاعفة للتنفير مما كانوا عليه في الجاهلية من الظلم . |
2012- 5- 12 | #9 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
المحاضره العاشره
المجمل والمبين تعريف المجمل: المجمل ما لم تتضح دلالته ، ولا يفهم المراد منه على التمام . اختلف في وقوع المجمل في القرآن: فالجمهور على أنه واقع، خلافا لداوود الظاهري، والواقع يَرُد قول داوود؛ فالآيات والنصوص المـُجملة جاء بيانها، وقد يتأخر بيانها، يأتي النص المجمل ويتأخر البيان إلى وقت الحاجة، أما تأخير البيان عن وقت الحاجة فهذا لا يجوز عند أهل العلم، ولا يُظن أنما يتأخر البيان إلى وقت الحاجة. أسباب الإجمال .
2 ـ ومنها الحذف نحو {وترغبون أن تنكحوهن } في قوله تعالى {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتوهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن ..} الآية ثمة حذف يحتمل اثنين وهما : في ، و عن . فيكون المعنى بذلك : وترغبون في أن تنكحوهن ، أو وترغبون عن أن تنكحوهن . وعلى هذا فالمعنى يختلف بسبب الاستعمالين . 3ـ ومنها اختلاف مرجع الضمير نحو {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }يحتمل عود ضمير الفاعل في (يرفعه) إلى ما عاد عليه ضمير إليه وهو الله. ويحتمل عوده إلى العمل والمعنى : أن العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب. ويحتمل عوده إلى الكلم الطيب : أي أن الكلم الطيب وهو التوحيد يرفع العمل الصالح لأنه لا يصح العمل إلا مع الإيمان. 4 ـ ومنها احتمال العطف والاستئناف نحو قوله تعالى { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب } قالوا في (والراسخون) تحتمل العطف والاستئناف ، وهما معنيان متغايران يترتب عليهما تغاير في معنى الآية . كون عاطفة:{ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ }، وحينئذٍِ يكون { وَالرَّاسِخُونَ } عالمين بتأويل المتشابه. وإذا قلنا أنها استئنافية والوقف على لفظ الجلالة قلنا: أنه علم متشابه خاص بالله تعالى ولا يعلمه أحد، وأما وظيفة الراسخين هي قول {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}. هذا محتمل للعطف، والاستئناف؛ فوقع بسببه الإجمال 5ـ غرابة اللفظ (كالهلوع) فقد فسره السياق القرآني في قوله تعالى{إن الإنسان خلق هلوعا ً ، إذا مسَّه الشر جزوعاً ، وإذا مسّه الخير منوعاً } . 6 ـ ومنها التقديم والتأخير نحو قوله {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } أي ولولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما . {يسألونك كأنك حفي عنها} أي يسألونك عنها كأنك حفي . أنواع تبيين المجمل : تبيين المجمل إما أن يرد متصلاً ، نحو قوله { من الفجر} فإنه فسّر مجمل قوله تعالى {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} إذ لولا من (الفجر) لبقي الكلام الأول على تردده واحتماله . وإما أن يرد منفصلاً في آية أخرى كقوله {أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم . . الآية } فسره قوله {حرمت عليكم الميتة} وقوله {فتلقى آدم من ربه كلمات } فسره قوله {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا . . الآية} وقد يقع التبيين بالسنة مثل {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } وقوله {ولله على الناس حج البيت} وقد بينت السنة أفعال الصلاة والحج ومقادير نصب الزكوات في أنواعها . اختلف في آيات هل هي من قبيل المجمل أو لا؟ منها آية السرقة ، قيل إنها مجملة في اليد ؛ لأنها تطلق على العضو إلى الكوع ، وإلى المرفق ، وإلى المنكب. ومجملة في القطع ؛ لأنه يطلق على الإبانة ، وعلى الجرح ، ولا ظهور لواحد من ذلك . وإبانة الشارع من الكوع تبين أن المراد ذلك .وقيل لا إجمال فيها لأن القطع ظاهر في الإبانة . ومنها {حرمت عليكم أمهاتكم } قيل : مجملة لأن إسناد التحريم إلى العين لا يصح ؛ لأن إنما يتعلق بالفعل ، فلا بد من تقديره ، وهو محتمل لأمور لا حاجة إلى جميعها ولا مرجح لبعضها . وقيل : لا ، لوجود المرجِّح وهو العرف ، فإنه يقضي بأن المراد تحريم الاستمتاع بوطء أو نحوه ، ويجري ذلك في كل ما علق فيه التحريم والتحليل بالأعيان . ومنها الآيات التي فيها الأسماء الشرعية نحو {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } {فمن شهد منكم الشهر فليصمه } {ولله على الناس حج البيت} قيل : إنها مجملة لاحتمال الصلاة لكل دعاء ، والصوم لكل إمساك ،والحج لكل قصد ، والمراد بها لا تدل عليه اللغة فافتقر إلى البيان. وقيل :لا ، بل يحمل على كل ما ذكر إلا ما خص بدليل . قال ابن الحصار : من الناس من جعل المجمل والمحتمل بإزاء شيء واحد . والصواب : أن المجمل : اللفظ المبهم الذي لا يفهم المراد منه . والمحتمل : اللفظ الواقع بالوضع الأول على معنيين مفهومين فصاعدا سواء كان حقيقة في كلها أو بعضها. قال : والفرق بينهما أن المحتمل يدل على أمور معروفة واللفظ مشترك متردد بينهما . والمبهم لا يدل على أمر معروف . |
2012- 5- 12 | #10 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: علوم قران 2 / منيره الدوسري .
المحاضره الحادية عشر:
الامثال في القران: جرى الناس على اختلاف مشاربهم على ضرب المثل في أحاديثهم لما يرمز إليه من معان كثيرة وإشارات دقيقة ، حتى صارت الأمثال جارية على ألسنة الناس كالحكم ، وذلك أن المثل نتيجة تجربة أو تجارب كثيرة ، وخلاصة فكر عبر العصور ،وهو في عرفهم صادق في مدلوله . والقرآن يخاطب الناس بما يعرفون،وبالأساليب التي يدركون ، فجاءت الأمثال في القرآن الكريم لغايات وأهداف سامية ، وتكشف للناس العبر بسهولة ويسر ، ولتربط الحاضر بالماضي لأخذ العظة والعبرة . وأقبل العلماء والباحثون يدرسون الأمثال في القرآن ويتدبرونها ، ويظهرون للناس معانيها ومراميها . ومن أشهر المؤلفات في أمثال القرآن : ـ الأمثال القرآنية : علي بن محمد الماوردي . ـ الأمثال في القرآن الكريم : لابن قيم الجوزية وهو جزء من كتابة (إعلام الموقعين ) . ـ أمثال القرآن : للجنيد القواريري ـ أمثال القرآن : نفطويه . تعريف المثل : لغة : المَثل و المِثل والمَثِيل كالشبه والشبه والشبيه لفظاً ومعنى . والمُمثَّل المُصوَّر على أمثال غيره . والمثل : عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره. أما المثل في القرآن الكريم : فهو إبراز المعنى في صورة حسية موجزة تكسبه روعة وجمالاً ، ولها وقعها في النفس سواء كانت تشبيهاً أو قولاً مرسلاً . أنواع الأمثال في القرآن الكريم: الأمثال في القرآن ثلاثة أنواع : 1-الأمثال المصرحة : وهي التي يصرح فيها بلفظ المثل أو بما يدل عليه من تشبيه أو نظير أو غير ذلك . وهذا النوع كثير في القرآن الكريم . ومن أمثلة ما صرح فيه بلفظ (المثل )قوله تعالى في المنافقين:{مثلهم كمثل الذي أستوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمت لا يبصرون,صم بكم عمى فهم لا يرجعون } ومن أمثلة التشبيه بحرف الكاف قوله تعالى : {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب } 2- الأمثال الكامنة : وهي التي لم يصرح فيها بلفظ المثل ولكنها دلت على معان رائعة موجزة , ولها وقعا إذا نقلت إلى ما يشبهها . وآيات هذا النوع قريبة الصلة بمعاني أمثال معروفة سائرة فهي أمثال بمعانيها لا بألفاظها ومن هنا سميت ألفاظاً كامنة. ومن أمثلة ذلك ما رواه الماوردي أن مضارب ابن إبراهيم سأل الحسين أبن الفاضل : إنك تخرج أمثال العرب والعجم من القرآن . فهل تجد في كتاب الله (خير الأمور أوسطها ) ؟ قال نعم . في أربعة مواضع : أ- قوله تعالى : { لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك } . ب- قوله تعالى : { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } . قلت : فهل تجد في كتاب الله : (من جهل شيئا عاداه ) ؟ قال : نعم في موضوعين : أ- قوله تعالى : { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } . ب- قوله تعالى{ وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم } ....وذكر أمثلة أخرى . وهذه كلها آيات قرآنية لم يصرح فيها بلفظ المثل ولكنها موافقة لمعاني أمثال معروفة سائرة . 3- الأمثال المرسلة : وهي آيات من القرآن جرت مجرى المثل . { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله } . { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم } . { ما على الرسول إلا البلاغ } . وغير ذلك كثير . حكم استعمال الأمثال المرسلة : جرت عادة بعض الناس على ضرب المثل بالآيات القرآنية في بعض الأحوال , وقد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من منع كالرازي وغيره , فقد قال في تفسير قوله تعالى : {لكم دينكم ولي دين } : (( جرت عادة الناس بأن يتمثلوا بهذه الآية عند المتاركة , وذلك غير جائز ، لأنه تعالى ما أنزل القرآن ليتمثل به ، بل ليتدبر فيه ، ثم يعمل بموجبه , والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم )) . وقال الزركشي : (( يكره ضرب الأمثال بالقرآن . قال أبو عبيد : وكذلك الرجل يريد لقاء صاحبه أو يهم بحاجته فيأتيه من غير طلب فيقول كالمازح { جئت على قدر يا موسى } فهذا من الاستخفاف بالقرآن . وأجازه آخرون ، قال محمد الخضر حسين : (( ولا حرج فيما يظهر أن يتمثل الرجل بالقرآن في مقام الجد , كأن يأسف أسفاً شديداً لنزول كارثة قد تقطعت أسباب كشفها عن الناس فيقول { ليس لها من دون الله كاشفة } ، يحاور صاحب مذهب فاسد يحاول استهواءه إلى باطله فيقول { لكم دينكم ولى دين } والإثم الكبير في أن يقصد الرجل إلى التظاهر بالبراعة فيتمثل بالقرآن حتى في مقام الهزل والمزاح )) ، وهذا الرأي بهذا التفاصيل هو الراجح ، والله أعلم . خصائص و مزايا الأمثال القرآنية: للأمثال في القرآن الكريم خصائص كثيرة منها : 1- دقة التصريح مع إبراز العناصر المهمة من الصور التمثيلية كقوله تعالى في الكفار الذين لم يستجيبوا لنداء الرسول صلى الله عليه وسلم : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون }. 2- التصوير المتحرك الحي الناطق كقوله تعالى في أعمال الكفار : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد } . 3- صدق المماثلة بين الممثل والممثل له . كقوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون } . 4- كثيراً ما يحذف من المثل القرآني مقاطع اعتماداً على فهم المخاطب . وقد تحذف من الممثل له مقاطع أيضاً , ومثال ذلك قوله تعالى : { والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب } . ففي المثل أبرزت صورة السراب ثم الظامئ الذين ظنه ماءًَ ، ثم خيبته عند وصوله إليه ، وحذف ماعدا ذلك لإدراك المخاطب له . وفي الممثل له لم يذكر إلا عمل الذين كفروا وطوى ما عادا ذلك لإدراك المخاطب له . وهذا من بلاغه القرآن . فوائد الأمثال في القرآن الكريم وأغراضها: للأمثال في القرآن الكريم أغراض و مقاصد ولها فوائد كثيرة منها: 1-إظهار المعنى المعقول المجرد في صورة حية ملموسة متحركة:وكقوله تعالى:{ وحور عين ،كأمثال اللؤلؤ المكنون } 2 - قوة الإقناع والحجة : ففي قوله تعالى { ضرب الله مثلاًَ رجلاً فيه شركاء متشاكسون و ورجلاًُ سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد الله بل أكثرهم لا يعلمون } . فالحجة في هذا المثل تثبيت أن انفراد المالك الذي تجب طاعته أفضل و أكرم للملوك من تعدد المالكين ، فالأمران ليسا بمتساويين { هل يستويان مثلاً } 3- الترغيب : كقوله تعالى : { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم } . 4- الترهيب : كقوله تعالى : { وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنه مطمئنه يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون } 5- المدح : قال تعالى : { ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون } . 6- التنفير : كقوله تعالى {ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه } . وقد عد الشافعي رحمه الله تعالى معرفة الأمثال مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ جميع التخصصات ] : اسماء الطالبات المتوقع تخرجهن في كلية الآداب بالدمام 1433 | طموحي فوق | منتدى كلية الآداب بالدمام | 46 | 2012- 5- 10 11:45 PM |
[ الدراسات الاسلامية ] : محاضرات علوم قران للدكتوره منيره جاهزه بدون تحميل =) | عذوب الشوق | منتدى كلية الآداب بالدمام | 12 | 2012- 3- 23 12:40 PM |
[ الدراسات الاسلامية ] : علوم قران دكتوره منيره الدوسري كيف افتح ع البلاك بور | avril | منتدى كلية الآداب بالدمام | 0 | 2012- 3- 6 05:51 PM |
[ الدراسات الاسلامية ] : علوم قران دكتوره منيره الدوسري | نووووونه | منتدى كلية الآداب بالدمام | 2 | 2012- 2- 29 10:12 PM |
نبذة عن البرمجة اللغوية العصبية (nlp) | بدر نت | منتدى السعادة و النجاح و البرمجة اللغوية العصبية | 3 | 2011- 2- 15 04:19 AM |