التخصصات النظرية ... البحث عن حل ؟!

[بـــو أحــمــد]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

التخصصات النظرية.. البحث عن حل




بـقـلـم ... د. فـؤاد محمد السني

أثيرت في أكثر من موقع وعلى مستويات وأماكن مختلفة، مسألة التخصصات النظرية كونها غير مطلوبة في سوق العمل وتشكل حملا على التعليم الجامعي على حساب تخصصات لها حاجة ماسة في سوق العمل. فطرحت الحلول وكان أحدها إلغاء التخصصات النظرية.

قناعتي الشخصية أنه لا يوجد في كل الدنيا تخصص غير مفيد للمجتمع أو للفرد. وبالتالي فإن فكرة إغلاق تخصص ما، صعبة التقبل. ومن أجل الوصول الى حل لهذه المسألة، كان لزاما تناولها من عدة زوايا: أولها معرفة الأسباب التي أوصلتنا الى وضع يحتم التفكير بمثل هذا الحل الجذري. وثانيها الدراسة المعمقة للتبعات المتوقعة لأخذ مثل هذه الخطوة، وثالثها الحلول العملية والموضوعية من أجل انتفاء وجود هكذا بيئة ربما تحتم علينا مستقبلا أخذ حلول جذرية أخرى في وقت لاحق. وفي نفس الوقت تكون تلك الحلول قادرة على تقليص سلبيات الحاضر وفي نفس الوقت عدم التقديم لسلبيات جديدة يفرزها تطبيق الحلول المستحدثة.

إذا نظرنا إلى الأسباب التي أوصلت الأمر إلى التفكير في التخلص من بعض التخصصات، فإننا نرى أن أهمها هو عدم التقييم المستمر لفعالية التعليم الجامعي وأدائه في كل نواحيه. ومن ذلك التقييم كان ممكنا التعرف على بعض القصور هنا أو هناك، وعندها كان يمكن معالجة تلك المشاكل بسهولة وبصورة متواصلة. قلما مر علينا على امتدد سنوات طوال آليات منهجية لتقييم أداء تعليمنا الجامعي من كل أوجهه وبكل مكوناته. وعدم وجود هكذا تقييم يفقد القدرة على التطوير و التحديث بما يتناغم ويتفاعل مع المحيط الجديد. وبالتالي لا يتم التنبه إلى المشاكل إلا بعد أن تكون قد وصلت إلى مرحلة متقدمة يسهل عندها رؤية المشكلة بوضوح حتى من قبل الجمهور البعيدين عن أجواء المهنة. وفي تلك المرحلة يكون من الصعب التعامل مع تلك المشاكل بسبب ضخامتها وتشعبها وتجذرها. وتزداد صعوبة التعاطي معها بسبب قلة المرونة على مستوى الإدارة فيما يخص التغيير والتحديث و التطوير، والتي تحتم هامشا كافيا من الاستقلالية في هرم اتخاذ القرار بدءا من الأستاذ فالقسم فالكلية فالجامعة والوزارة.

في رأيي، إن التخلص من تخصص ما أو إغلاقه، يمثل خطوة كبيرة لها الكثير من التبعات. وربما خلقت هذه التبعات مشاكل أكبر. أول هذه التبعات هو تقلص الأعداد الكلية للطلاب و الطالبات التي يمكن قبولها في الأعوام القادمة في التعليم الجامعي. ولكي نتفادى هذه الإشكالية كان لابد أن تكون الجامعات على درجة كبيرة من التهيؤ لاستقبال الأعداد الكبيرة من الطلاب والطالبات التي تنضم سنويا إلى التخصصات الملغاة، في غيرها من التخصصات، تزامنا مع ازدياد أعداد خريجي الثانوية والذين سيتدفقون للانضمام للتعليم الجامعي. وثاني هذه التبعات، هو الكفاءات التي تم تأهيلها من قبل الوزارة وعلى مدى عشرات السنين و المنضمين لهذه التخصصات.

لابد أن يكون هناك خطة واضحة المعالم لكيفية دمجهم في النظام التعليمي الجامعي، لكي تتهيأ لهم البيئة المناسبة ليتواصل حضورهم في ساحات العلم و البحث. أما ثالث هذه التبعات فهو انعكاساتها على التعليم ما قبل الجامعي. فإلغاء أو تقليص الدراسة في مجموعة من التخصصات في المرحلة الجامعية يتطلب النظر إلى انعكاساتها هناك، بحيث تتم مواءمة مخرجات الثانوية، كما وكيفا، بما يتناسب مع البيئة الجديدة في التعليم ما بعد الثانوي. مما يمكن الخروج بسلة من الحلول التي تحسن من مستوى المواءمة بين مخرجات الثانوي و المتوفر للدراسة في الجامعة وأسواق العمل. فالمواءمة بين الثانوية والجامعة مازالت تحتاج إلى الكثير من العمل و الجهد من أن أجل أن نرتقي بمستواها، ولا أدل على ذلك حاجة الجامعة لابتكار اختبارات تساعدها على تقييم ينافس في مصداقيته بالنسبة للجامعات ما تساويه الثانوية للطلاب والمدرسة. وعند تبني حل الإغلاق، لابد أن المواءمة تلك ستكون أدنى بكثير مما هي عليه إذا لم تأخذ في الاعتبار تغييرات في الثانوية تتناسب وهذا التوجه.

وفي نظري، أن الحل الأمثل لا يتمثل في الإغلاق، لكن في إعادة هيكلة للأقسام المستهدفة وربما دمجها بما يتناسب معها من تخصصات وكذلك تركيز وجودها في الجامعات بحيث تتركز هذه الاختصاصات في جامعات دون غيرها. ومن ثم يصار الى خفض أعداد المقبولين فيها لفترة سنوات عدة فلربما عادت الحاجة كبيرة لبعضها. فهل نبدأ حينها من الصفر؟ ويمكن أن نتفادى تكرار وقوعنا في إشكاليات كهذه أو بحجمها، بأن تتبنى كل الجامعات التقييم المستمر والذاتي لادائها. وأن تعطى المرونة الكافية و المناسبة في التعاطي مع ما تواجهه لكي تكون استجابتها للمتغيرات سريعة بما لا يعطي وقتا يكفي لتعاظم ما تواجهه من مشاكل.

ولنتذكر أن هناك حاجة وأولوية للتعاطي مع ما يواجهه التعليم الجامعي من تحديات كثيرة، ومن بينها التحديات الجديدة التي ستفرزها خطوة إلغاء أو تقليص التخصصات. وهذا التعاطي لابد أن يأخذ في الاعتبار رؤية التعليم الجامعي المستقبلية، البعيدة والقريبة المدى، من أجل أن نتفادى إشكالية أن تصبح تلك الحلول الوقتية و الجزئية حلولا دائمة.

الــمــصــدر

[الموالي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الاكيد ان للتخصصات النظرية دور كبير بتقدمنا

فلماذا غير مرغوب فيها او ازالتها من الوجود؟^_^


مشكور اخوي على نقل الخبر




والى الملتقى
الموالي

[ولاية]

هذا الفكر الخطاء الذي يجعل الجميع يعتقد ان التخصصات النظرية ليس لها اهية او دور

ولكن كل علم مفيد هو ذوا اهمية ودور في الحياة

بوركت اخوي بواحمد على نقل هذا المقال

ونترقب منك المزيد

اختك
ولاية

[أبو الطيب المتنبي]

إذا كان سوق العمل لا يحتاج إلى التخصصات النظرية ( مع تحفظي على هذا الرأي ) ..

فهل نحن كبشر لا نحتاج إلى هذه التخصصات كعلوم ومعارف !! ؟؟

وما هو الأهم بالنسبة لكم ؟؟

بناء سوق العمل ؟؟
أم بناء الإنسان ذاته .. الذي يتحكم في بناء سوق العمل ...
؟؟



شكراً لنقل الموضوع الحساس جداً ..

كنت أبحث عن مثل هذا المقال ..
ومثل هذه التفنيدات ..


لأني كمتخصص في مجال نظري كثيراً ما تعرضت لتساؤلات من هذا النوع
وأشخاص مع الأسف يستنكرون وجود تخصصات ( أدبية )

مع أنهم يلجؤون إليها في أوقات تعتصرهم الحاجة لها ..

والحمد لله الآن وجدته ..


لكم أطيب تحياتي والسلام ،،

[بـــو أحــمــد]

الموالي - ولايـة - أبو الطيب المتنبي

شكراً جزيلاً لكم على طرح آرائكم حول الموضوع ..