منتدى كلية الآداب بالأحساءمنتدى كلية الآداب بالأحساء ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طلاب و طالبات كلية الآداب بالأحساء و نقل آخر الأخبار و المستجدات .
في هذا الموضوع تلخيص جميع محاضرات مقرر "العقيدة3" للدكتور محمد عبدالدايم ما أرجوه هو دعاؤكم لي جزاكم الله خيراً
ماكان فيه من صواب فهو توفيق من الله ، وماكان فيه من خطأ وزلل فمن نفسي ومن الشيطان
أسأل الله التوفيق للجميع :)
رد: محاضرات مقرر "العقيدة3" للدكتور محمد عبدالدايم ~
المحاضرة الأولى : الإيمان بالملائكة
من الكتاب
المحاضرة الثانية : تابع الإيمان بالملائكة + الإيمان بالرسل
الإيمان بالملائكة + الإيمان بالكتب "مذاكرتها من الكتاب"
الإيمان بالرسل : علينا أن نؤمن برسل الله إجمالاً وتفصيلاً وأن أسماءهم وأعدادهم لا يعلمهم إلا الله وأنهم بلغوا عن الله ودليلنا على أن هناك رسلاً لم يُذكروا في القرآن قوله تعالى : (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك)
أولو العزم من الرسل : هم خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم ، قال تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم )
خصائص البيت الإبراهيمي : 1/ أن الله تعالى جعل فيه النبوة والكتاب . 2/ أن الله تعالى جعلهم أئمة يهدون بأمره إلى يوم القيامة. 3/ أن الله تعالى اتخذ من البيت الإبراهيمي الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما السلام . 4/ أن الله تعالى جعل إبراهيم إماماً للناس . 5/ أن الله تعالى جعل إبراهيم سبباً في بناء البيت الذي تحج إليه البشرية وعنده أمنها . 6/ أن الله تعالى أمر عباده أن يصلًوا على أهل البيت.
عدم التفريق بين أحد من رسل الله: الله تعالى أمرنا أن نؤمن بكل الرسل دون استثناء فمن كفر ببعضهم وآمن ببعض كفر بهم جميعاً ،قال تعالى: (ويقولون نؤمن ببعض وكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً – أولئك هم الكافرون حقا ) .
المحاضرة الثالثة : تابع الإيمان بالرسل
الفرق بين النبي والرسول : 1/ أن الرسول أوحى الله إليه بخبر وأمره بالتبليغ ، بخلاف النبي أوحى الله إليه بخبر ولم يأمره بالتبليغ . 2/ الرسول أخص من النبي ، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول .
إثبات النبوة : اقتصر كثير من الناس في إثبات النبوة على المعجزة حتى التبس عليهم الأمر بين الكرامة والسحر ، لذلك ورغم صحة الاستدلال بالمعجزة إلا أنه لا يصح الاقتصار عليه ، وإثبات النبوة مؤيد من الله فالصادق فيها صادق والكاذب فيها كاذب مفضوح أمره وظاهر جهله وثابت كذبه.
بين النبوة والولاية : 1/ أوجب الله على الخلق متابعة الرسل ، قال تعالى : (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) 2/ من غلاة الصوفية من يعتقد أن الأولياء أفضل من الأنبياء أو يصلون إلى درجة النبوة وهذا خطأ في الاعتقاد. 3/ الحق أن الولاية ثابتة بدليل قوله تعالى : (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنزن – الذين آمنوا وكانوا يتقون) فالولاية مبنية على التقوى . 4/ النبوة أخص من الولاية والرسالة أخص من النبوة.
اصطفاء الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: رغم اصطفاء الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واجتبائه وانتقائه وتفضيله على العالمين إلا أنه لم يخرج صلى الله عليه وسلم عن العبودية ، فمهما بلغ العبد من ارتقاء لا يخرج من العبودية مهما علت درجته ، ومن توهم ذلك فهو أجهل الخلق ، قال تعالى : (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون ) وقد ذكر الله تعالى نبيه ووصفه بالعبودية فقال : (سبحان الذي أسرى بعبده) (فأوحى إلى عبده) .
أدلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم : أ/ قرائن الحال تدل على صدقه ، ومن هذه القرائن : 1/ موقف خديجة في مؤازرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه حين قالت (والله لايخزيك الله أبدا ... الخ) 2/ موقف النجاشي وإقراره بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قياساً على موسى . 3/ بشارة ورقة بن نوفل بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه هو النبي بعينه . 4/ تأييد هرقل وتصديقه لنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ب/ إنكار رسالته صلى الله عليه وسلم طعن في الله تعالى إذ لو لم يكن نبياً صادقاً لما نصره الله ؟
بعض خصائصه وفضائله صلى الله عليه وسلم : 1/ خاتم النبيين : بدليل قوله تعالى : (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) 2/ إمام الأتقياء : أي قدوة للناس جميعاُ قال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) 3/ سيد المرسلين : قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر) وليس هناك تعارض بين هذه الرواية وقوله صلى الله عليه وسلم : (لاتفضلوني على موسى) فالتفضيل لم يكن على أساس الحمية والعصبية ولكن هو من باب الإخبار عن الله ، والتفضيل جاء على العموم ولم يكن على الخصوص.
المحاضرة الرابعة: تابع الإيمان بالرسل + الإيمان باليوم الآخر
تابع خصائصه وفضاله صلى الله عليه وسلم : 4/ الخلة والمحبة : الخلة هي أعلى مراتب المحبة ، والنبي صلى الله عليه وسلم خليل الله بدليل قوله : (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلا) وهذا يبطل قول من قال أن الخلة لإبراهيم والمحبة لمحمد. 5/ عموم بعثته صلى الله عليه وسلم : أُرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإنس والجن وكافة الخلق ، ففي إثبات أنه مرسل للجن قال تعالى في حكاية ذلك قول الجن : (يا قومنا أجيبوا داعي الله) ، كما أنه أرسل للناس كافة وذلك ثابت بقوله تعالى : (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) 6/ الإسراء والمعراج : المعراج هو صعود النبي صلى الله عليه وسلم بآلة يعلمها الله وهي بمنزلة السلم لا يعلم كيفيتها إلا الله ، وقد أُسري برسول الله يقظة بروحه وجسده بدليل قوله تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده) وكلمة عبد تشمل الروح والجسد.
آراء حول وقوع الإسراء والمعراج: 1/ قيل أن الإسراء وقع لرسول الله مرتين ، مرة في اليقظة ومرة في المنام وهذا باطل. 2/ قيل أنه وقع مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة وكانت في اليقظة بالروح والجسد ، وهو الراجح . "حديث الإسراء قراءة"
الحكمة من كون الإسراء إلى بيت المقدس: إظهاراً لصدق دعوى النبي صلى الله عليه وسلم .
رؤية رسول الله لربه ليلة الإسراء: اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤية النبي لربه بعينه المجردة فأنكرت عائشة ذلك ، وقال الإمام القاضي عياض أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليست واجبة ولم يرد فيها نص قاطع ولكن احتمالها ممكن بدليل سؤال موسى ربه أن يراه (رب أرني أنظر إليك) . *إذن الصحيح الذي عليه جمهور العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بقلبه ولم يره بعين رأسه ، أما المرئي في قوله (ولقد رآه نزلة أخرى) فهو جبريل عليه السلام.
الإيمان باليوم الآخر : حقيقة الروح : الروح غير الجسد ، وهي جسم نوراني عُلوي خفيف متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد . بقاء الروح في الجسد مكفول بصلاحية الأعضاء وسلامة الجسد ، وقد أخبر الله بعدة أخبار في شأن الروح : أ-أنها تُتوفى ، قال تعالى (الله يتوفى الأنفس) ب-أن الملائكة تبسط أيديها لتناولها ، قال تعالى (والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم) ج-أنها موصوفة بالقبض ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الروح إذا قبض تبعه البصر).
هل الروح قديمة أم مخلوقة؟ 1/ قيل قديمة بدليل إضافتها إلى الله في قوله: (قل الروح من أمر ربي) وقوله (ونفخت فيه من روحي) 2/ الرأي الذي عليه رسل الله والصحابة والتابعون أن الروح محدثة مخلوقة فهي شيء قال تعالى : (الله خالق كل شيء) فالروح ليست هي الله وإنما هي تعبير عن الإنسان ، قال تعالى : (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) 3/ أمسك بعض العلماء عن الفصل في هذه المسألة.
الرد على الرأي الاول : أن الإنسان اسم جامع للروح والبدن ، والروح توصف بالإمساك والإرسال والقبض والوفاة وهذا شأن المخلوق أما إضافة الروح إلى أمر الله فالأمر هنا بمعنى المفعول ، أي: المخلوق ، وأما قوله من روحي فالإضافة نوعان : 1/ صفات لا تقوم بنفسها كالعلم والإرادة والسمع والكلام والبصر ، فهي من الله تتصل بالله . 2/ إضافة أعيان منفصلة عنه تشريفاً لها كإضافة الروح إلى الله وإضافة الخلق إلى الله وإضافة البيوت إلى الله .
المحاضرة الخامسة: تابع الإيمان باليوم الآخر
هل خلق الأرواح سابق لخلق الأجساد؟ الراجح الذي ثبت بالأدلة القوية أن خلق الأجساد سابق لخلق الأرواح والأحاديث والآثار تُثبت بطلان رأي من قال بأن خلق الأرواح سابق لخلق الأجساد.
هل النفس هي الروح؟ الجواب : أن الروح والنفس قد يتحد مدلولهما وقد يختلف ، فالنفس تطلق على أمور منها : 1-الروح إذا كانت متصلة بالبدن لا منفصلة عنه ، فإذا انفصلت عنه سميت روحاً. 2-تطلق النفس على الدم كقولنا : أصحاب النفس أي أصحاب الدم ، فإطلاق النفس على الدم وارد أيضاً . 3-تطلق النفس على العين أي على المحسود ، نقول فلان مصاب بنفس أي مصاب بعين . 4-تطلق النفس على الذات كقوله تعالى (ولاتقتلوا أنفسكم).
استعمالات الروح: 1-لاتطلق على الأبدان إلا إذا انفردت وفارقت الجسد. 2-تطلق على القرآن الكريم قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا) 3-تطلق على جبريل عليه السلام كقوله تعالى (نزل به الروح الأمين) 4-تطلق على قوة الإيمان بالله وقوة معرفته
مراتب النفس : ما عليه التحقيق هو أن النفس واحدة ولكنها تتفاوت في صفاتها فهي أمّارة أحياناً ولوّامة أحياناً أخرى ومطمئنة أحياناً أيضا حسب قوة الإيمان وضعفه ، إذن هي نفس واحدة وليست أنفس متعددة.
هل الروح تموت؟ الراجح أن الروح باقية لا تموت وأن الموت للأبدان وأن مفهوم الموت بالنسبة للروح خروجها من الجسد ويدل على ذلك جملة من الأحاديث التي تثبت نعيم الروح وعذابها بعد الموت .
عذاب القبر ونعيمه: ثبت بالأدلة القطعية حصول عذاب القبر فلا حجة لإنكاره ، قال تعالى (وحاق بآل فرعون سوء العذاب – النار يعرضون عليها غدواً وعشياً) وكذلك وردت أحاديث كثيرة تثبت عذاب القبر ونعيمه.
كيفية عذاب القبر ونعيمه: يجب ألا نتكلم في كيفية عذاب القبر ونعيمه فلا مجال لتصور العقل لتلك الكيفية التي لا يعلمها إلا الله
أنواع تعلق الروح بالبدن: 1-في بطن الأم 2-بعد الخروج إلى الدنيا 3-حال النوم 4-في البرزخ 5-يوم البعث
الدور الثلاثة: 1-دار الدنيا 2-دار البرزخ 3-دار القرار ولكل دار أحكام تخصها
سؤال القبر هل يكون للروح فقط أم للجسد فقط أم كلاهما معاً؟ الجواب: اتفق أهل السنة والجماعة على أن سؤال القبر يكون للروح والجسد معاً قُبر الإنسان أم لم يُقبر –سواء كان حريقاً او غريقاً أو مصلوباً أو مدفوناً-
هل عذاب القبر دائم أم منقطع؟ جوابه أنه نوعان: 1-عذاب دائم كقوله تعالى (النار يعرضون عليها غدواً وعشياً) 2-منقطع أي يأخذ مدة وينقطع وهو ما يُعاقب به المذنب على قدر جرمه
مستقر الأرواح بعد الموت: الأرواح متفاوتة بعد الموت كما يأتي : 1-أرواح تستقر في أعلى عليين وهي أرواح الأنبياء. 2-أرواح في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة وهي أرواح الشهداء 3-أرواح محبوسة على باب الجنة 4-أرواح محبوسة في القبر 5-أرواح في تنور الزناة 6-أرواح في نهر دم تسبح فيه وتلقم الحجارة وهناك حياة خاصة للشهداء
المحاضرة السادسة: تابع الإيمان باليوم الآخر
ما ينتفع به الميت من عمل الأحياء : *ماعليه اتفاق أهل السنة : أن الميت ينتفع بأمرين : 1-ماتسبب فيه الميت في حياته 2-دعاء المسلمين واستغفارهم والصدقة والحج *ما اختلف فيه العلماء : اختلفوا في الأعمال البدنية كالصوم والصلاة والذكر وقراءة القرآن هل يصل نفعها للميت أم لا كالآتي : أ-قال الأحناف وجمهور السلف : تصل للميت ب-قال مالك والشافعي : لا تصل ج-قال أهل البدع من المتكلمين : لا تصل ولا يصل شيء إطلاقاً كالدعاء وغيره
الأدلة على انتفاع الميت بغير ما تسبب به : 1-من القرآن : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) 2-من السنة : (استغفروا لأخيكم فإنه الآن يُسأل) وقوله إذا مرً على المقابر (نسأل الله لنا ولكم العافية) والصدقة أيضاً يصل نفعها للميت وكذلك الصوم وقد ثبت ذلك في السنة الصحيحة وكذلك الحج 3-من الإجماع: أجمع المسلمون على انتفاع الميت بالدعاء في صلاة الجنازة وكذلك أجمعوا على أن أداء الدين عن الميت يُسقطه عنه 4-من القياس: الثواب حق للعامل فإن وهبه لأخيه جاز له ذلك وقُبل منه كالواهب من ماله لأخيه ، وثواب الصوم والقراءة للميت يصلان للميت
مناقشة أدلة من قال بعدم الانتفاع: في ذلك جوابين : 1-أن الإنسان بحسن عشرته يدعو له الأصدقاء والأولاد ويترحمون عليه ، وذلك أثر سعيه 2-أن القرآن لم ينفِ انتفاع الرجل بسعي غيره ، فسعي غيره ملك لغيره ، له أن يبذله لأخيه متى شاء
-وأما قوله (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) فهو يقتضي أن فلاح الإنسان يكون بالعمل -وأما قوله (لها ماكسبت وعليها مااكتسبت) فمعناه أن العبد لا يؤاخذ بعمل غيره -وأما حديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث...الخ) فالاستدلال به ساقط لأن الذي ينقطع هو العمل وليس الانتفاع -والدليل على أن الصوم وغيره يصل نفعه للميت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحّى لمن لم يضحِّ من أمته
حكم أخذ الأجرة على قراءة القرآن على الميت: لا يجوز استئجار قوم يقرؤون القرآن على الميت لأن الثواب لا يصل للميت إلا إذا كان العمل لله
المحاضرة السابعة: تابع الإيمان باليوم الآخر
أشراط الساعة : 1/خروج الدجال 2/نزول عيسى ابن مريم -عليه السلام- من السماء 3/طلوع الشمس من مغربها 4/خروج دابة الأرض من موضعها
المحاضرة الثامنة: تابع الإيمان باليوم الآخر
البعث والجزاء : تضافرت الأدلة م الكتاب والسنة والعقل والفطرة على صحة المعاد والبعث ، وكذا الأنبياء متفقون جميعاً على الإيمان باليوم الآخر ومافيه ، ولم ينكر ذلك إلا معاند ، فالأنبياء من لدن آدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تناولوا الإيمان باليوم الآخر والبعث والمعاد والجزاء ، وهذا يبطل زعم الفلاسفة بأن اليوم الآخر والمعاد لم يفصح عنه إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن أمثلة ورود البعث في القرآن : قال تعالى على لسان ابليس : (رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم) قال تعالى على لسان نوح عليه السلام : (والله أنبتكم من الأرض نباتا * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا )
من حجج القرآن في إثبات المعاد : بين الله تعالى في القرآن حججاً تؤكد وقوع البعث (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) فهذا إثبات وحجة على وقوع البعث ، فالذي أنشأ العظام مرة أولى قادر على إعادتها مرة ثانية ، لذلك ربط بين هذه الآية وبين العلم (وهو بكل خلق عليم ) أي أنه يعلم تفاصيل الخلق الأول ، وأعجز الله وأفحم كل ملحد ينكر عودة العظام للحياة بعد فنائها بقوله (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون) فالذي خلق النقيض وهو النار الحارة من الأخضر الرطب قادر على خلق الإنسان مرة ثانية ، والذي خلق السماوات والأرض وهما أعظم من الناس في خلقهما قادر على خلق الإنسان بقوله كن ، فالله لا يحتاج في خلقه إلى آلة .
كيفية الإعادة : من المتفق عليه عند جمهور السلف والعقلاء أن الأجسام تنقلب من حال إلى حال ، تراب فنطفة فعلقة فمضغة فعظم فلحم يكسوه فخلق آخر سوي ، ثم يبلى كل شيء فيه إلا عجب الذنب منه يعاد مرة أخرى ، ويعاد الإنسان من المادة التي خلق منها في أصله ، ومعلوم عقلاً في إثبات ذلك أن الصغير من الناس يكبر شيئاً فشيئاً ويتحول من حال إلى حال ، وكذا الشجرة الصغيرة تكبر ، فالتي كبرت وتحولت هي ذات الشجرة ، والذي تحول في مراحل عمره هو نفس الإنسان لا يتغير .
جزاء الأعمال : سمى الله تعالى يوم القيامة بيوم الدين يعني يوم الجزاء ، فالكل يجازى بعمله في هذا اليوم .
العرض والحساب : ثابتان في الكتاب والسنة ، قال تعالى في العرض : (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) وقال في الحساب : (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً ) وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله من الحديث (وليس أحد يُناقش الحساب إلا عُذب)
الحوض : تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة الحوض ، ونستنبط صفة الحوض من هذه الأحاديث كالتالي : حوض عظيم، من نهر الكوثر، أشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب من المسك، غاية في الاتساع، عرضه وطوله سواء، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر .
الحوض قبل الميزان والصراط : وهذا هو الصحيح ، ولا يمنع من الحوض إلا من ارتد على عقبيه فعقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الميزان: قال تعالى : (ونضع الموازين القسط) فبعد الحساب توزن الأعمال فالحساب لتقرير الأعمال ، والميزان لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها ، والميزان كفتان حسيتان مشاهدتان ، والموزون هو العامل مع عمله وليس العمل فقط ، بدليل قول رسو الله صلى الله عليه وسلم عن ساقي ابن مسعود (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد ) ، والإيمان بالميزان من الأمور الغيبية التي يجب علينا أن نسلم بها .
الصراط : هو جسر على جهنم يرده كل الناس على حسب أعمالهم ، وقوله تعالى (وإن منكم إلا واردها) يدل على ذلك ، ومعنى الورود في الآية المرور على الصراط .
القنطرة (الصراط الثاني) : القنطرة بين الجنة والنار ، يقف عليها المؤمنون بعد عبور الصراط، وسمّاها الإمام القرطبي (الصراط الثاني ) ، وهي خاصة للمؤمنين، ولايسقط منها أحد في النار .
المحاضرة التاسعة: تابع الإيمان باليوم الآخر
هل الجنة والنار موجودتان الآن أولا ؟؟ 1-اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار موجودتان الآن . 2-أنكرت المعتزلة والقدرية وجود الجنة والنار الآن وقالتا سينشئهما الله يوم القيامة لأن خلقهما قبل الجزاء عبث ؛ وقد حرفوا بذلك النصوص وخالفوا الشريعة.
أدلة أهل السنة والجماعة على وجود الجنة والنار الآن ؟؟ 1-من القرآن:قال تعالى عن الجنة (أعدت للمتقين ) . وقال عن النار :(أعدت للكافرين) , وقال (عندها جنة المأوى). 2-من السنة : ماورد من حديث عبدالله بن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، يُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
شبهة المعتزلة في أن الجنة والنار لم تخلقا بعد : قالوا لو كانت الجنة والنار مخلوقتين الآن , لوجب فناؤهما يوم القيامة.لقوله تعالى :(كل شيء هالك إلا وجهه ) وقوله ( كل نفس ذائقة الموت). كما زعم المعتزلة: لأن الجنة بغرسها لو كانت موجودة الآن وجودها بلا معنى .
الرد على شبهة المعتزلة : 1/لو أرادوا بقولهم أنهما معدومتان لبطل ذلك لقوله تعالى :(أعدت للمتقين),(أعدت للكافرين). 2/لو أرادوا بقولهم أن خلق جميع مافي الجنة لم يكمل بعد, وأن الله لا يزال يحدث فيها شيئا بعد شيء فهذا حق. 3/أما استدلالهم بقوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه)فذلك سوء فهم منهم لأن الجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء..
القول بفناء الجنة والنار على رأيين : الرأي الأول:قال السلف لاتفنيان ولا تبيدان,وهو الصحيح. الرأي الثاني:قال الجهم بن صفوان تفنيان , وحكم عليه بالكفر ..يثبت بطلان القول بفناء الجنة والنار.
الأدلة على أبدية الجنة: من القرآن:حسم الله أبدية نعيم الجنة فقال :(غير مجذوذ) وأكد سبحانه خلود أهل الجنة بالتأبيد (لايذوقون منها الموت إلا الموتة الأولى) من السنة : ينادي منادي يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن تشبوا فلا تهرموا أبدا وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا.
القول في أبدية النار على ثمانية أقوال : (حفظ أربعة والباقي فهم ) 1-الخوارج والمعتزلة :قالوا بعدم خروج من دخلها أبد الآبدين. 2-ابن العربي:يعذب أهل النار ثم تتحول طبيعتهم إلى طبيعة نارية ثم يتلذذون لموافقة طبيعتهم لها. 3-اليهود: قولهم للرسول – صلى الله عليه وسلم – أن عذابهم محدود. 4-أنهم يخرجون منها وتبقى على حالها خالية من أي أحد. 5-الجهم بن صفوان : أن النار تفنى بنفسها لأنها حادثة والمحدث لا يبقى. 6-أبي الهذيل العلاف: تفنى حركة أهلها ويصيرون جمالاً. 7-أن الله يخرج منها من شاء كما ورد في القرآن والسنة ثم يفنيها. 8-القول الصحيح المقطوع به ؛قول أهم السنة :أن الله يخرج منها ما يشاء ويبقي فيها الكفار بقاء لا انتهاء فيه.
المحاضرة العاشرة: الإيمان بالقدر
كلام العلماء في مسألة تقدير كفر الكافر وإرادته / ما هو قول أهل السنة والمعتزلة والقدرية في مسألة المشيئة وكفر الكافر؟ قال أهل السنة : كل شيء بقضاء الله وقدره، قال تعالى : (وخلق كل شيء فقدره تقديراً) ، فالله أراد الكفر من الكافر وشاءه ولكنه لم يرضه ولم يحبه . وقالت المعتزلة والقدرية : أن الله شاء الإيمان من الكافر ولكن الكافر شاء الكفر ، وبذلك سقطوا في ما هو أشد وأخطر في الرأي ، حيث أثبتوا غلبة مشيئة الكافر على مشيئة الله تعالى وهذا باطل .
دليل قول أهل السنة : قال تعالى : (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) . وسبب التخبط الذي وقعت فيه المعتزلة والقدرية أنهم ساووا بين المشيئة والمحبة والرضا ،والأمر على خلافه ، فالله لا يحب الفساد ولا يرضى الكفر ، قال تعالى : (والله لا يحب الفساد) ، وقال (ولا يرضى لعباده الكفر).
إذا كان الكفر بقضاء الله فكيف نكرهه؟ 1/ أننا لسنا مأمورين بالرضى بكل مايقضيه الله ويقدره ، فمنه ما يُرضي الله وما لايُرضيه سبحانه ونمقت ما يمقته . 2/ هناك قضاء وهو كله خير ، وهناك مقضيّ وهو على قسمين : منه ما يرضي الله ، ومنه مالا يرضي الله . 3/ للقضاء وجهان : الأول : ما ينسب إلى الله ، وهو الذي يرضى به . الثاني : ما ينسب إلى العبد ، وهو على قسمين : منه مايرضي الله ، ومنه مالا يرضيه.
الإيمان بالقدر لا ينافي الأخذ بالأسباب : من الخطأ أن يتوهم البعض أن الأخذ بالأسباب يتعارض مع التوكل والأخذ بالأسباب ، وذلك فاسد وباطل ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل المتوكلين حتى قال أهل الكفر (مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ) .
المحاضرة الحادية عشرة: تابع الإيمان بالقدر
ماهي الأصول التي يتضمنها القدر؟ خمسة أصول : الأصل الأول : قِدم علمه تعالى بالمقدر من الأمور قبل كونها . الأصل الثاني : أن التقدير يتضمن مقادير المخلوقات ، وهي صفاتها المختصة بها ، قال تعالى (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) فالخلق يتضمن التقدير ، والقدر يتضمن العلم القديم . الأصل الثالث : أنه تعالى أخبر بالقدر إخباراً مفصلاً ، فأمكن لعباده العلم بالأمور قبل وجودها علماً مفصلاً ، فيقتضي أنه يعلم سبحانه وتعالى ، فكيف للعبد أن يعلم ولا يعلم سبحانه ! الأصل الرابع : أنه تعالى مختار لفعله يحدثه بإرادته ومشيئته . الأصل الخامس : أن الشيء المُقدَّر يحدث بتقدير الله ثم يُخلق .
بيني أقوال الناس في خلق أفعال العباد ؟ للناس كلام في خلق أفعال العباد ، منها ما يأتي : 1/ الجبرية : أتباع الجهم بن صفوان ، وزعموا أن التدبير في أفعال العباد كله لله ، فأفعاله اضطرارية كالمرتعش والعروق النابضة. 2/ المعتزلة : وقالوا بأن كل أفعال العباد الاختيارية لا صلة لها بخلق الله . 3/ السنة والجماعة (أهل الحق) : قالوا بأن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى ، وبها صاروا مطيعين أو عصاة .
للجبرية دليلين على زعمهم : 1/ قوله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فأثبت الله الرمي لنفسه ونفاه عن عبده صلى الله عليه وسلم. 2/ أن الجزاء غير مترتب على الأعمال بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (لن يدخل أحد الجنة بعمله ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) .
إثبات القدر وإحداث العبد لفعله : هناك قاعدة مفادها (إحداث العبد لفعله لا ينافي إثبات القدر) فقوله تعالى (فألهمها فجورها وتقواها) يدل على إثبات القدر ، وقوله تعالى (قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها) يثبت فعل العبد.
أفعال العباد نوعان : 1/ نوع يكون من غير اقتران قدرة العبد وإرادته ، كرعشة اليد . 2/ نوع يكون مقروناً بقدرته واختياره ، فيكون صفة له وفعلاً ، وهو الذي قال الله تعالى عنه (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)