[ مذاكرة جماعية ] : المشكلات الاجتماعية / الاثنين / 10-3-1437 هـ || من 3:45 إلى 5:45 , وفّقكم المولى

[نوت السبيعي]

[align=justify]

* تنبيه : تمنع الردود في مواضيع المذاكره الجماعية حتى اكتمالها بعد 14 محاضرة

( المحاضرةالأولى )

مفهوم المشكلة الاجتماعية :

- رغم اتفاق معظم علماء الاجتماع على أهمية دراسةالمشكلات الاجتماعية ، وبل وفى تحديدهم

الموضوعات هذه المشكلات ، إلا أنهم يختلفون حول تحديد مفهوم قاطع وواضح للمشكلات الاجتماعية .

ويرجع الاختلاف حول تحديد مفهوم المشكلة الاجتماعية إلى مجموعة من الأسباب وهى :

1- من الصعب وجود تعريف واحد يصلح لتفسير كل المشكلات الاجتماعية.

2- تتسم المشكلات الاجتماعية بالنسبية
3- ارتباط ميدان الدراسة في مجال المشكلات بواقع وظروف المجتمع الذى توجد فيه

ويمكن القول بصفة عامة أن أي تعريف للمشكلة الاجتماعية يتضمن بعدين أساسيين :
الأول : وجود ظرف موضوعي
وهو ما يمكن ملاحظته وقياسه عن طريق الملاحظين الاجتماعيين المحايدين
ويتمثل هذا الظرف الموضوعي في
وجود الفقر ، الجريمة ، التوتر العرقي


الثاني : التعريف الذاتي :
ينبغي أن يكون هناك تعريف ذاتي من خلال بعض أعضاء المجتمع بأن هذا الظرف الموضوعي يعد بمثابة مشكلة .
وهنا تلعب القيم دورها ، لأنه عندما يفهم بأن القيم مهددة لوجود هذا الظرف الموضوعي ، فإن هذا الظرف يصبح مشكلة اجتماعية .

- المشكلة الاجتماعية بالمعنى البسيط تتضمن كلمتين هما :

مشكلة : وهى تشير إلى سلوك أو موقف أو وضع غير مرغوب فيه ، ومتكرر الحدوث كما تشير

إلى وجود عوائق أمام الطرق المألوفه والمقبوله للوصول إلى الأهداف الاجتماعية

اجتماعية : وتشير إلى أن هذا السلوك أو الموقف يدركه عدد كبير من أفراد المجتمع ،
وهذه الكلمة تعبر عن التفاعل المباشر والعلاقات المتبادلة بين أفراد المجتمع

- ويعرف قاموس علم الاجتماع المشكلة الاجتماعية بأنها :

« موقف يؤثر في عدد كبير من الأفراد ،
بحيث يعتقدون أو يعتقد بعض الأفراد أن هذا الموقف هو مصدر الصعوبات والمساوىء»

- ويعرف بعض علماء الاجتماع المشكلة الاجتماعية بأنها :

« مواقف معينة تستوجب التصحيح ،
أو ظروفمعينة لها تأثيراتها في الناس بحيث يخشى المجتمع على تهديد كيانه أو نظمه منها»

- ويفرق علماء الاجتماع بين المشكلة بوجه عام والمشكلة بوجه خاص
المشكلة بوجه عام :
تلك المشكلة التي لا تتعلق بمجتمع معين ولا بدولة بعينها ،
ولكنها تخص كافة المجتمعات ،مثل مشكلة التفرقة العنصرية ،
أو مشكلة الإرهاب ، أوالسلوك الإجرامى
المشكلة بوجه خاص :
فهى تتعلق بمجتمع خاص في وقتمعين ، مثل مشكلة
المجاعة في بعض دول أفريقيا، أو مشكلة رفع مستوى
المعيشة في مصر

هناك فرق بين المشكلات الاجتماعية والمشكلات الشخصية والمشكلات الطبيعية :

ويقصد بالمشكلات الشخصية : تلك المعاناة من التقلبات والرفض الاجتماعى ، فقد يعانى الشخصمن التقلبات المالية
أو من مجموعة المتاعب الناجمه عن البيئة الاجتماعية الخاصةالتي يعيشها .

المشكلات الطبيعية : تتمثل في الزلازل ، البراكين ، الفياضانات ، الأعاصير ،
وموجات البرد الشديدة ، وموجات الحرارة العالية ..
وهذه المشاكل أسبابها الطبيعية التي تعلل وجودها بشكل مطلق .

أما المشكلات الاجتماعية : فهى دائما في حاجة إلى دراسة وتفسير وتحليل ،
لأنها تؤثر بشكل كبير في أعماق السلوك الإنسانى ،
بالإضافة إلى تنوعها في المجتمع الواحد.

- يعرف «هورتون ولسلي » المشكلة الاجتماعية بأنها
« حالة تؤثر على عدد له أهمية من الناس ، بطريقة تعتبر
غير مرغوبة ، ويكون هناك ثمة شعور بأنه يمكن عمل
شيء بصددها من خلال العمل الجماعى»

- ويتضمن هذا التعريف أربعة عناصر أساسية هي :
1- الحالة التي تؤثر على عدد كبير من الناس .
2- بطريقة غير مرغوبة .
3- الشعور بأنه يمكن عمل شيء بصددها .
4- من خلال العمل الجماعى .



- ويرى « لسيلي » أنه يمكن تعريف المشكلة الاجتماعية بأنها
« جزء من السلوك الاجتماعى الذى ينتج عنه تعاسة أو شقاء
خاص أو عام ، ويتطلب بالتالى إجراء جماعي لمواجهته» .



- ويعرف« روبرت دنتلر» المشكلة الاجتماعية بأنها
« حالة تنظر الجماعة إليها على أنها انحراف وخروج عن
الحدود الاجتماعية المرسومة ، أو أنها تدمير لها» .



- ويشير« هنرى فرتشليد» إلى أن المشكلة الاجتماعية عبارة عن
« موقف ينجم عن ظروف المجتمع أو البيئة الاجتماعية ، غير
موافق عليه ، ولا متسامح فيه اجتماعيا ، بل أحيانا يقاوم ،
ويتطلب معالجة إصلاحية ، ويتحتم تجميع الوسائل والإمكانات
الاجتماعية لمواجهته ، أو على الأقل التخفيف من حدته» .



- ويذهب« بوبلن» إلى تعريف المشكلة الاجتماعية بشكل أكثر
تحديدا بوصفها « نمط من السلوك يشكل تهديدا للجماعات
والمؤسسات الاجتماعية التي يتكون منها المجتمع»




- ويتضمن هذا التعريف ثلاثة عناصر أساسية تشكل مفهوم المشكلة الاجتماعية هي :
1- نمط من السلوك :
يواجه أفراد المجتمع العديد من المشكلات ليست جميعها
مشكلات اجتماعية ، فالزلازل ، والبراكين ، والأعاصير غالبا ما
تدمرالحياة والممتلكات ، وبرغم ذلك فهى ليست مشكلات اجتماعية
لأنهالا تدخل في نطاق الأفعال الناتجة عن التفاعل الاجتماعى بين
أفراد المجتمع . وبالتالي لايمكن الحد منها أو القضاء عليها بتغيير
سلوك أفراد المجتمع ،فالمشكلة لكى تكون مشكلة اجتماعية لابد أن
تتضمن نمطا من السلوك قابل للتدخل الإنسانى .




2- يشكل تهديدا :
كل مجتمع من المجتمعات لديه من القواعد التي تحرم بعض
الأفعال مثل القتل ،الاغتصاب ، السرقة . وهذه القواعد
هي ما يطلق عليها المعايير الاجتماعية . وبالتالي فإن المشكلة الاجتماعية تمثل
تهديدا للمجتمع أو إحدى جماعاته أو مؤسساته .
فالجريمة تعد مشكلة اجتماعية لأنها تتضمن نمطا من السلوك يمثل
تهديدا وانتهاكا لحقوق الأفراد والجماعات مما يؤدى إلى انهيار البناء
الاجتماعى .




3- المجتمع :
بمعنى أن المجتمع يعانى من المشكلة الاجتماعية حينما يعانى
أفراده من مشكلة ما ويكون أثرها خطيرا ، فإدمان المخدرات مثلا
يعد مشكلة اجتماعية ومكلفة نظرا لما يترتب عليها من غياب العمال
المدمنين عن العمل ، بالإضافة إلى حوادث المرور الناجمة عن تعاطي المخدرات

العناصر الأساسية التي يجب أن يتضمنها تعريف المشكلة الاجتماعية :

1-موقف أو حالة أو شكل متكرر من السلوك الاجتماعى .
2- هذا السلوك يحدث لأسباب اجتماعية أو غير اجتماعية .

3- يؤثر هذا السلوك في عدد كبير من أفراد المجتمع .

4- أن هذا السلوك يهدد قيمااجتماعية .

5- يقابل هذا السلوك بالرفض لأنه ضد المجتمع .

6- تدخل مجتمعى لتعديل هذا السلوك من خلال العمل المشترك .

انتهت ..

[/align]

[نوت السبيعي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][align=center]

( المحاضرة الثانية )

تحديد المشكلة الاجتماعية

هناك مجموعة من العناصر يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تحديد المشكلة الاجتماعية وهى :

1- مقاييس المشكلة الاجتماعية :

تظهر المشكلة الاجتماعية عادة عند وجود نوع من التعارض بين ماهو كائن أو موجود بالفعل ،

وبين ما يعتقد الناس أنه ينبغي أن يكون . وهذا الأمر نسبى ، حيث يختلف تقديره من مجتمع لآخر

ومن جماعة لأخرى داخل المجتمع الواحد ، طبقا لقواعد السلوك التي تحكم الأفراد في المجتمع .

مثال :

يمارس المجتمع السعودى نوعاً من السلوك الخاص فيما يتعلق بالمظهر الخارجي للفرد ،خاصة الملبس ، وأى خروج على

هذا السلوك العام الذى ارتضاه أفراد المجتمع

لأنفسهم لن يرتاح له الكثيرون ،

وكذلك اللباس الفاضح الذى تسمح به بعض المجتمعات ، بدعوى الحرية ، خاصة فيما يتعلق بالإناث, لا تسمح به مجتمعات الخليج بصفة عامة ،

وذلك بحكم انتمائها جميعا لعقيدة الإسلام التي تفرض الاحتشام ، كما أنها تتطلب الاعتدال في كل شيء

- ويرى «روبرت ميرتون» أن المقياس الذى يمكن الاعتماد عليه

لتحديد ما يعد مشكلة اجتماعية هو القيم الاجتماعية التي يتفق

حولها الناس حيث أن الناس لا يتنازلون عن قيمهم التي تبرز لهم

أسباب السلوك غير المرغوب فيه

- وعلى ضوء هذه المعايير يحكم المجتمع على المشكلة الاجتماعية

وعلى من يتسببون فيها ،وتكون استجابة المجتمع ككل هي الأساس في الحكم .

2- الأصول الاجتماعية للمشاكل الاجتماعية :

لابد أن يكون للمشكلات الاجتماعية جذور اجتماعية داخل البناء الاجتماعى

فالمشكلات الاجتماعية مثل الجريمة والفقر والعنف هي نتائج لمجموعة من الوقائع الاجتماعية .

وبالتالي يمكن القول بأن:

- المشكلة ليست إلا نتيجة الخلل الوظيفى الذى يصيب البناء الاجتماعى

وهنا لابد لعالم الاجتماع أن يركز على المصادر الاجتماعية للمشكلات الخطيرة داخل المجتمع

- لكن لا يعنى ذلك أن جميع المشكلات التي يعانى منها المجتمع

ذات أصول اجتماعية غالبا ، فهناك مشكلات ترتبط بالطبيعة

كالفيضانات أو الزلازل أو البراكين ، ولكن هذه الأزمات الطبيعية

ليست لها أصول اجتماعية ، لذا فإن علماء الاجتماع ينظرون إلى

تلك المشكلات باعتبارها سطحية ومؤقته

3- المشكلات الاجتماعية الظاهرة والكامنة :

- كثير من المشكلات الاجتماعية ظاهرة وواضحة للعيان ، ولا يختلف عليها أفراد المجتمع ،

فالجرائم بكل أنواعها جزء من المشكلات الاجتماعية التي توجد في المجتمعات بدرجات متفاوتة ،

والكل يستنكرها ، فمشكلة تعاطى المخدرات – على سبيل المثال- بين الشباب في كثير

من المجتمعات تعتبر من المشكلات الواضحة الظاهرة التي تحاول المجتمعات جاهدة القضاء عليها.

- هناك أنواعاً من المشكلات الاجتماعية كامنة وغير واضحة بالنسبة للكثيرين ، فعلى سبيل المثال ، هناك مشكلات اجتماعية

قد تنشأ بين الشباب نتيجة مشاهدتهم لبعض البرامج التليفزيونية ، حيث ثبت أن بعض الشباب يقلدون أبطال المسلسلات التليفزيونية

التي يشاهدونها في مجال الجريمة ، كسرقة السيارات بأسلوب معين، أو حوادث الطرق الناجمة عن السرعة المفرطة

- و يرى «روبرت ميرتون» في هذا الإطار أن اهتمام علماء

الاجتماع يجب ألا ينحصر في نطاق دراسة المشكلات الاجتماعية الظاهرة فقط

،ولكن يجب الاهتمام أيضاً بدراسة المشكلات الاجتماعية المستترة أو الكامنه أي تلك التي تتعارض

مع قيم الجماعة دون أن تلاحظ الجماعة هذا التعارض أثناء ممارستها للحياة في مجالاتها المتعددة .

- وهنا يجب أن يقوم عالم الاجتماع بدورمهم في أن يجعل من المشكلة الاجتماعية المستترة مشكلة ظاهرة داخل المجتمع .

4-الإدراك العام للمشكلة الاجتماعية من خلال الرأي العام :

يعتبر الرأي العام ضرورى كمصدر للمعرفة الاجتماعية ، ولابد

أن يتاثر بالمشكلة الاجتماعية عدد كبير من الأفراد ، أو أن يعانى

منها أفراد ذو أهمية في المجتمع .

هنا يبرز تساؤل هام وهو ما عدد الأفراد الذين تؤثر فيهم المشكلة ؟

- يرى بعض علماء الاجتماع أن عدد الأفرد المعنيين هو مقياس

حجم المشكلة الاجتماعية ، أي أن ما يراه عدد أصغر من الأفراد

على أنه حالة ضارة لا يمثل سوى مشكلة اجتماعية ثانوية أو بسيطة

فالحجم العددى هو الذى يحدد ما هو حسن وما هو سىء .

- وبوجه عام كلما زاد عدد الأفراد الذين يعانون من المشكلة

كلما اتسمت المشكلة بالطابع الاجتماعى ، فهناك فرق بين

أن يعانى 5% من مجموع القوى العاملة من البطالة ، وبين أن

يعانى 25% من مجموع هذه القوى العاملة من البطالة

5- نوعية الأشخاص التي تحدد المشكلة الاجتماعية :

يتعلق هذا المعيار بتحديد نوع الأشخاص الذين يحكمون على وجود المشكلة الاجتماعية

وأهمية دراستها , ودرجة خطورتها بالنسبة للمجتمع .ويرى علماء الاجتماع أن غالبية الناس داخل المجتمع هم الذين

يحددون ما يعد مشكلة اجتماعية . إلا أننا نحتاج إلى التدقيق الجيد لكى نعرف من منهم

الذى يحكم على ظروف معينه باعتبارها تمثل مشكلة اجتماعية وذلك لاختلاف الناس في تقييم السلوك .

- فعلى سبيل المثال ، تختلف نظرة الناس إلى السلوك الإنحرافى حسب أسلوب التنشئة الاجتماعية

نتيجة لاختلاف التوجيه الإجتماعى للتربية بالإضافة إلى اختلاف الموجهات الثقافية خاصة إذا كانت الثقافة معقدة

وغير متجانسة ،واختلاف المهنة والمستويات التعليمية ، كل ذلك يؤدى إلى الاختلاف في الحكم على السلوك الإنحرافى

تمت

[/align][/cell][/table1][/align]

[نوت السبيعي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]

( المحاضرة الثالثة )

خصائص المشكلات الاجتماعية


للمشكلات الاجتماعية مجموعة من الخصائص يمكن عرضها على النحو التالي :

1- تتسم المشكلات الاجتماعية بالنسبية ، حيث تختلف باختلاف المجتمعات بل وتختلف في المجتمع الواحد من مرحلة زمنية لأخرى
مثال :
تنظيم النسل تنظر كثير من الدول إلي زيادة النسل على أنه مشكلة ، وتسعي إلي ضبطه وتنظيمه، بينما تشجع بعض الدول الأخرى زيادة النسل فهي لا تري فيه أي مشكلة .
فالصين الشعبية مثلا تقف بقوة في مواجهة زيادة النسل ، حيث تمنـح رب الأسـرة عـن الطفل الأول فقط علاوة مالية ، وإذا رزق بطفل ثاني تخصم منه هذه العلاوة ، وإذا رزق بطفل ثالث يخصم مـن راتبه ، أمـا الطفـل الـرابع يعـرضه لعقـوبـات قـد تصـل إلى حد الفصل من العمل. وعلى الجانب الأخر نجد بعض دول الخليج تمنح علاوة مالية لرب الأسرة عن كل طفل .

2-تتميز المشكلات الاجتماعية بالترابط والتداخل ، حيث لا يمكن تحديد المشكلة الاجتماعية بمعزل عن باقي المشكلات الأخرى .
كما لا يمكن تناول مشكلة معينة دون النظر إلى المشكلات التي تؤثر فيها.
مثال :
حين نتعامل مع مشكلة الأمية ،ونبحث عن أسبابها ، نجد أنها ترتبط بمشكلات أخرى تتمثل في الدخل ومستوى الوعى والصحة والتنظيم والإدارة وغيرها

3- تتسم المشكلات الاجتماعية بأنها تدريجية ، فهي لا تظهر فجأة ، ولكنها تنمو وتتطور وتأخذ عدة مراحل مختلفة عبر الزمن ، حيث تؤثر كل مرحلة من مراحل تطورها على المرحلة التي تليها

4-تمتاز المشكلات الاجتماعية بأنها مدركة ومحسوسة ،فالمشكلة الاجتماعية لا تعـد مشكلة إلا إذا تأثر بها قطاع كبير من الأفراد في المجتمع وكلما زاد عـدد الأفـراد المـدركين للمشكـلة كلمـا ازدادت المشكلة الاجتماعية وضوحا في المجتمع .

5-تخضع المشكلة الاجتماعية في حجمها وتنوعها ومدى تأثيرها للظروف التي يخضع لها المجتمع ، فكلما زاد حجم الكثافة السكاني في مجتمع ما زاد تعقيده بنائيا مما يؤدى إلي زيادة المشكلات الاجتماعية وتعدد أنواعها
مثال :
مشكلة الازدحـام المـروري في المجتمع المصـري مقـارنة بالمجتمع السعودي ، حيث يعانى المجتمع المصـري مـن مشكـلة الازدحام المرورى بشكل كبير نتيجة زيادة عدد السكان ، في حين نجد أن المجتمع السعودي لا توجد لديه مشكلة الازدحام المـروري حتى وإن وجدت في بعض المدن الكبرى داخل المملكة مثل مدينة الرياض فهي لا تمثل شيئا بالنسبة للازدحام في مدينة القاهرة قياسا على حجم السكان

6- لا تتوقف المشكلة الاجتماعية عند حد الرفض الذهني ، وإنما تشكل نوعاً من التحفيز لتحريك السلوك المضاد واتخاذ المواقف لمواجهتها وإزالة آثارها .
مثال :
مشكلة الفقر ، حيث تتضافر جهود الدولة والأسرة ، والمؤسسات الخيرية لمواجهة تلك المشكلة

7- لا تؤثر المشكلات الاجتماعية في كل المجتمعات بدرجة متساوية ويتوقف ذلك على ما يسود المجتمع من قيم وعادات وتقاليد .
مثال :
رفض مجتمعـاتنا الإسلامية فكـرة الموت الرحيم ، بينمـا نجـد المجتمع الأوروبي قد سن قوانين تسمح به ، كذلك الإجهـاض توجد قوانين تتيح ذلك في المجتمع الأوروبي ، بينما يحرم في مجتمعاتنا الإسلامية ،إلا في الحالات الاستثنائية التي تتمثل في وجود خطورة من الحمل على حياة الأم

8- تتسم المشكلات الاجتماعية بعدم الثبات على وتيرة واحدة من حيث قدرتها على التأثير .
مثال :
منظور جيل الآباء يختلف عن جيل الأبناء من حيث المعايير التي يراها الآباء بأنها مشكلة في حين ينظر الأبناء إليها على أنها ليست مشكلة

9- تتسم المشكلة الاجتماعية بالحتمية في وجودها ، فهي دائمة ومستمرة مع استمرارية الحياة الاجتماعية ، ولذلك فهي تظهر في جميع المجتمعات الإنسانية سواء الكبيرة منها أو الصغيرة المتقدمة أو المتخلفة

10- لمشكلة الاجتماعية وظيفية ، ووظيفتها ليست واحدة للجميع فرغم تضرر قطاع كبير من المجتمع منها ، إلا أن هناك من يستفيد من وجودها ومثال ذلك تجار المخدرات وتجار السلاح وغيرها

11- المشكلات الاجتماعية لها أصل اجتماعي فهي من صنع المجتمع ككل ، وترتبط بالبناء الاجتماعي وما ينتج عنه من خلل وظيفي .

12- للمشكلة الاجتماعية أسباب متعددة وأبعاد مختلفة تؤثر في مظاهرها ودرجتها ومدى أولوياتها ، فهي ترتبط بالتاريخ والمكان والقانون والسياسة والاقتصاد إلي جانب ارتباطها بالبعد الاجتماعي والثقافي والتربوي .

13- تتسم المشكلة الاجتماعية بالعمومية والانتشار سواء داخل المجتمع الواحـد أو على مستوى العالم ككـل . وهـى بذلك تأخذ صفـة الظاهـرة الاجتماعية

14- لها صفة القوة والإلزام . فهي تفرض نفسها على المجتمع ، إلي جانب أنها تؤثر بقوة على قطاع عريض من المجتمع .

تمت
[/align][/cell][/table1][/align]

[نوت السبيعي]

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

( المحاضره الرابعه )

العوامل والأسباب التي تؤدى إلى ظهور المشكلات الاجتماعية

العناصر الأساسية :

أولا : صعوبة تحديد أسباب المشكلات الاجتماعية .

ثانيا : المسلمات العامة حول أسباب حدوث المشكلات الاجتماعية .

ثالثا : محاولات العلماء لتصنيف أسباب المشكلات الاجتماعية

أولا: صعوبة تحديد أسباب المشكلات الاجتماعية :

- يرى علماء الاجتماع أن هناك صعوبة في تحديد أسباب حدوث المشكلات الاجتماعية ، ويرجع ذلك إلى ما يلى :

1- إن مفهوم السبب في علم الاجتماع يتميز بالتعقيد ، وذلك نتيجة تعقيد الظاهرة الاجتماعية نفسها .

2- يصعب في أغلب الأحوال تحديد سبباً واحداً لمشكلة اجتماعية معينة .

3- إن المشكلة الاجتماعية قد تظهر بتأثير أسباب معينة إلا أنها قد تستمر لأسباب أخرى مختلفة .

مثال :

قد يرجع إدمان الفرد للمخدرات إلى طبيعة الشخص أولاً ، ثم تستمر بسبب الرفض الاجتماعي للمدمن والصعوبات التي

يقابلها في مواقف الحياة اليومية

4- قد يختلف تفسير أسباب المشكلات الاجتماعية باختلاف العلوم نفسها .

مثال :

يميل علماء النفس عند تناولهم للمشكلات إلى التركيز على الأسباب الشخصية ، بينما نجد علماء الاجتماع يركزون على

الأسباب المجتمعية

ثانيا: المسلمات العامة حول أسباب حدوث المشكلات الاجتماعية :

- يطـرح علماء الاجتماع مجمـوعة مـن المسلمات حـول أسبـاب حدوث المشكلات الاجتماعية وهى :

1- تعد المشكلات الاجتماعية بمثابة نتاج لتأثيرات غير مباشرة أو غير متوقعة لأنماط سلوكية شائعة .

مثال :

القيمة الاجتماعية المتمثلة في إنجاب عدد أكبر من الأطفال أدت إلى مشكلة انفجار السكان

2- يلعب البناء الاجتماعي دوراً هاماً في انحراف بعض الأفراد في المجتمع .

3- إن التنوع الطبقي الذى يتضمن البناء الاجتماعي لأى مجتمعيؤدى إلى تناول متباين للمشكلات الاجتماعية السائدة .

4- يصعب التوصل إلى اتفاق عام حول ماهية المشكلات الاجتماعية وأساليب مواجهتها ، حيث لا تؤثر المشكلات

الاجتماعية على كافة أفراد المجتمع بمستوى واحد

ثالثا : محاولات العلماء لتصنيف أسباب المشكلات الاجتماعية :

- يقسم بعض العلماء المشكلات الاجتماعية إلى أربع مجموعات رئيسية وهى :

- أسباب تتعلق بالفرد .

- أسباب تتعلق بالبيئة الطبيعية .

- أسباب تتعلق بالبيئة الاجتماعية .

- أسباب ترجع إلى عملية التحول الاجتماعي التي يمر بها المجتمع

- وقـد يـرجع بعض الباحثين أسبـاب المشكـلات الاجتماعية إلـى عدم إشباع الاحتياجات بين أفراد المجتمع وهى ( الاحتياجات

الاجتماعية ، والنفسية ، والاقتصادية ، والبيولوجية ، والتعليمية ،والترويحية ) .

- ويرجع عـدم إشباع تلك الاحتياجات إلى مجموعة من العوامل تتمثل في ( العوامل الذاتية ، أو العوامل الأسرية ، أو العوامل

الاجتماعية ، أو البيئية ، أو المجتمعية ) .

- وينقسم العلماء في تحديد أسباب المشكلات الاجتماعية إلى قسمين :

الأول : يرجع المشكلات الاجتماعية إلى عمليات التغير الاجتماعي والتفكك الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية .

الثاني : يرجعها إلى تدهور المعايير الاجتماعية والثقافات الفرعية

- ويميل العديد من العلماء تقسيم أسباب حدوث المشكلات الاجتماعية إلى أسباب رئيسية وأسباب ثانوية .

أولا : الأسباب الرئيسية :

1- التغير الاجتماعي : يمثل التغير الاجتماعي عاملاً مشتركاً يقف وراء ظهور كل المشكلات الاجتماعية في المجتمعات المعاصرة

- يشير مفهوم التغير الاجتماعي إلى الاختلافات والتغيـرات التي تحدث عبر الزمن لمجتمع ما، وتشمل هذه التغيرات العادات والقيم والقوانين والتنظيمـات الخاصـة بالنظـام الاجتماعي المـوجودة فـي المجتمع، كمـا قـد يشمـل التغيـر الاجتماعي التحـول فـي التركيب السكـاني للمجتمـع أو بنائـه الطبقـي، أو فـيأنمـاط العـلاقـات الاجتمـاعية.

و يؤدي التغير إلي حدوث المشكلات الاجتماعية من خلال

ثلاث طرق هي :

الأولى: عند ظهور سلوك جديد يؤدي إلى اضطراب البناء القائم ،

ويتحدى القيم الاجتماعية ، فتظهر المشكلات .

الثانية: عندما يحدث إعادة تجديد للتنظيم الاجتماعي حيث يبدو عدم

ملائمة الأدوار القديمة .

الثالثة: يؤدى التحضر والتطـور إلـى تعطـل وظـائف بعض القيـم

الاجتماعية التي تربط الأفراد بعضهم البعض بأشكال تقليدية

مما يؤدى إلى ظهور العديد من المشكلات الأخلاقية

2- الهوة الثقافية للثقافة جانبان هما :

الجانب المادي : ويتمثل في جميع الأدوات والأشياء المادية الملموسة التي صنعها الإنسان مثل ( أدوات اطعام ،

الآلات ، الملابس وغيرها....... )

الجانب اللامادي : ويتمثل في الأشياء غير المادية أو غير الملموسة مثل ( القيم ، والعادات ، والتقاليد ، والأعراف )

- وتحدث الهوة الثقافية عندما يتقدم الجانب المادي للثقافة بسرعة

تفوق الجانب اللامادي للثقافة ، فتبدأ المشكلات الاجتماعية في الظهور .

- وفى هذا الإطار تلعب التكنولوجيا دوراً هاماً في حدوث العديد

من المشكلات مثل : المشكلات الناجمة عن استخدام الحاسوب والإنترنت

3- التفكك الاجتماعي

يشير مفهوم التفكك بوجه عام إلى ما يصيب النسق الاجتماعي

مـن قصـور أو خـلل في أدائـه لـوظائفه الأسـاسية وهـى تحقيـق

الاستمـرارية والاستقـرار ، وينتـج عـن هـذا الخلل العديـد مـن

من المشكلات الاجتماعية .

ومن أهم عوامل التفكك: صراع المصالح والقيم ، صراع المكانات

والأدوار ، القصور في عملية التنشئة الاجتماعية

4- السلوك المنحرف

يشير السلوك المنحرف إلى الخروج أو الانحراف عن المعايير

الاجتماعية ، ويستخدم هذا المفهوم في اللغة اليومية للإشارة إلى

ما يعرف بالسلوك السيء بصفة عامة

وينشأ السلوك الانحرافي نتيجة حدوث التفكك وفشل بعض انساق

البناء الاجتماعي في تحقيق الضبط الاجتماعي بالصورة المطلوبة .

وهنا يظهر السلوك الانحرافي الذى يمثل أحد الأسباب الرئيسية في

ظهور المشكلات الاجتماعية في المجتمع

5- الحروب

تعتبر الحرب مشكلة اجتماعية كبيرة ، ينجم عنها العديد من المشكلات مثل الهجرة ، والتفكك، والفقر ، والبطالة ، وغيرها من المشكلات الأخرى

6- الوهن التنظيمي

يقصد « ميرتون» بالـوهن التنظيـمي فشـل الأفـراد في تحقيق التوقعات الاجتماعية للأدوار التي يحددها المجتمع لأفراده، فيحدث صـراع بيـن مـا يقـوم به الفـرد مـن سلـوك يومي وبيـن توقعـات المجتمع. وعادة ما يحدث الوهن التنظيمي بسبب التغير الاجتماعي المفاجئ فيحـدث عـدم توازن أو عـدم انسجام بين أجـزاء النظـام الاجتماعي العام في المجتمع

ثانيا : الأسباب الثانوية :

1- عدم مسايرة صعوبة تكيف الفرد في مواجهة متطلبات التغيرات الاجتماعية .

2- تأثرالنظـم الاجتماعية بالتغيرات السريعة في المجتمع الحديث .

3- التعارض القائم بين المتطلبات والتوقعات الاجتماعية للمجتمع مع قدرات شريحة عمرية معينة

4- عجز المؤسسات الاجتماعية عن تحقيق أهدافها .

5- الكوارث الطبيعية كالبراكين والزلازل والسيول وما تشكله من خطورة على حياة الإنسان

تمت
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

[نوت السبيعي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]

(المحاضرة الخامسة)

تصنيف المشكلات الاجتماعية

- هناك إسهامات عديدة من جانب العلماء لتصنيف المشكلات

الاجتماعية ، ويمكن عرض بعض هذه الإسهامات كما يلى :

- يرى « انكلز» أن المشكلات الاجتماعية متكررة الحدوث في أي

مجتمع يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية وهى :

المجموعة الأولى : هي المشكلات الناجمة عن التكيف مع البيئة الخارجية الطبيعية والإنسانية على السواء.

المجموعة الثانية : تتعلق بإشباع الاحتياجات الإنسانية الفردية لأعضاء المجتمع

المجموعة الثالثة : وهى المشكلات التي يتحتم على كـل مجتمع مـواجهتها والعمـل على حلهـا وتتمثل في مشكلات الوحـدات الأساسية للتنظيم الاجتماعي .

- ويصنف العادلي المشكلات الاجتماعية إلي أربع مجموعات هي:

1- مشكلات أساسية :
ترتبط بعدم كفاية الخدمات المتوفرة في المجتـمع لإشبـاع حاجـات الأفـراد مثـل : نقـص المـدارس،

أو المستشفيات عن الحاجة الفعلية للمجتمع .

2- مشكلات تنظيمية :
ترتبط بتركيز الخدمات على مناطق معينة دون أخـرى ، فتصبـح المشكـلة بسبـب عـدم العـدالة في التـوزيع للخدمات .

3- مشكلات مرضية :
مثل السلوك الإجرامي، كالسرقة والقتل ، والتسول ، والتشرد ، والأحداث ، والبغاء ، وغيرها من مشكلات تهدد المجتمع .

4- مشكلات مجتمعية :
وترتبط بسوء العلاقات بين الجماعات المختلفة في المجتمع ، وعدم اهتمام المواطنين بمشكلاتهم وتركها للظروف .

- ويفترض « دراك» بوجود خمس أنواع من المشكلات الاجتماعية هي :

- المشكلات التي تتضمن الاهتمام المتزايد الذى ينبثق من الخبرة

الجماهيرية ومثال ذلك مشكلة البطالة في المجتمعات النامية

والمتقدمة في ظل العولمة .

2- المشكلات التي تتضمن مجال اهتمام واسع النطاق وتنبثق من

خلال وسائل الاتصال الجمعي ومثال ذلك مشكلة انحراف الأحداث .

3- المشكلات التي تتضمن اهتمام جماعات اقتصادية خاصة يهددها

المجتمع الأكبر ، ومثال ذلك التنظيمات الصناعية التي ترى أن

التناقض مع نظام الحوافز يعتبر مشكلة من مشكلات هذا النوع

4- المشكـلات التـي تتضمـن اهتمـام جماعـات صغيـرة ذات أهداف إنسانية .

5- المشكلات التي تتضمن أنشطة جماعات الصفوة المختارة

والمديرين الذين تصل إليهم المعلومات عن طريق أوضاعهم

الاستراتيجية في البناء الاجتماعي ، ومن ثم يستطيعون صياغة

المشكلة الاجتماعية

- وهناك من يصنف المشكلات الاجتماعية إلي أربعة أنماط هي :

النمط الأول :

ويتمثـل في المشاكـل المألوفة لدى معظم الدارسين وهـى

مشاكل مارسها أفراد ليسوا على وفـاق مع المجتمـع مثل مشاكـل

الجريمة والانحراف ، والإدمان ، ونجد أن مثل هذه المشاكل لها

جذورها في البناء الاجتماعي ، ولها نتائج سلبية على الأفراد في

جميع جوانب الحياة .

النمط الثاني :

ويتمثل في المشكلات التيتتعلق بالأفراد الذين ينحرفون

عن توقعات المجتمعوهم الذين يعانون من الطريقة التي يعاملهم

بها المجتمع ، فعلى سبيل المثال ، نجد أن أفراد الأقلية يشعرون

بعـدم المساواة وليس لهـم كثيـر مـن الحقـوق وهـم وحدهـم الذين

يعانـون مـن المشكلات الاجتماعية ، فمشكلتهـم تتعلـق بالتنظيـم الاجتماعي والتدرج الطبقي .

النمط الثالث :

وينتج عـنسلـوك جماعـات منظمـة أو هيئات منظمـة مـن

المجتمع مثل المؤسسات الاجتماعية كالأسرة والمؤسسات التعليمية

والحكومية والقطاع الخاص ، ومن أمثلة ذلك التفكك الذي يصيب

النظام الأسرى وانحراف المؤسسات التعليمية عن القيام بواجباتها

النمط الرابع :

ويتمثل في المشكلات التي تحدث من خلال عملية

التغير المفاجئ والمستمر ، حيث يحدث هذا التغير صراعا

بين القيم الحالية والقيم المستحدثة في المجتمع .

- ويحدد « مايس» ثلاث درجات من المشكلات الاجتماعية هي :

الدرجة الأولى : و هي مشاكل تؤثر بصورة قوية في الظروف الاجتماعية المحيطة بها ،
ولها نتائج متعددة ومؤثرة في المجتمع مثل: مشاكل الحرب، الفقر، التمييز العنصري

الدرجة الثانية : وتتمثل في الظروف والنتائج الضارة التي تنتج بصفة أساسية عن المشاكل الاجتماعية المؤثرة،
والتي يتولد عنها بـدورها مشـاكل إضافية أخرى . مثل : سـوء التغـذية النـاتج عـن الفقـر

الدرجة الثالثة : وهي تلك الظروف الضارة والتي تعد بصورة مباشرة أو غير مباشرة نتاج للمشاكل
الاجتماعية الأساسية من الدرجة الأولى . مثل :البطالة الناجمة عن التفرقة العنصرية .

- ويرى البعض أن هناك عدة أنواع من المشكلات الاجتماعية وهى كالتالي :

1- مشكلات حياتية :

وهى التي تؤثر على أفراد المجتمع بشكل كبير مثـل مشكلات

( الإسكان ، والصحة ، والتعليم ، والغذاء ) ، ونجـد أن مثـل هذه

المشكلات إذا لم يتم مواجهتها تؤثر علي المجتمع ووظائفه ، كما

يترتب عليها مشكلات أخرى مثل ارتفاع معدلات الجريمة والأمية

مثال :

إذا لم تتم مواجهة مشكلة الأمية والصحة بطريقة مناسبة فإن

ذلك سوف يؤدى إلي انتشار الأمراض والأوبئة .

2- مشكلات اقتصادية :

وتتمثل في انخفاض متوسط دخل الفرد ، وانخفاض الإنتاجية ،

والقصور في قيام المؤسسـات الاقتصـادية بواجباتهـا الأساسية ،
والاعتمـاد علي الاستهلاك أكثـر مـن الإنتـاج ، والاعتمـاد على أساليب تقليدية في الإنتاج الزراعي والصناعي .

3- مشكلات اجتماعية :

وتتمثل هذه المشكلات في تفكك العلاقات الأسرية ، وعدم وجود

أماكن لقضاء أوقات الفراغ ، الإدمان ، والطلاق وغيرها

4- مشكلات مجتمعية :

وهى تلك المشكلات التي تتعلق ببناء المجتمع ، وسياسته ،

والأفراد المكونين للمجتمع ، كما تتصل بوظائف المجتمع

الإنتاجية والاجتماعية والاقتصادية . ونجد أن مثل هذه المشكلات

يكون لها انعكاس مباشر على أمن المجتمع واستقراره ، وتتمثل

هذه المشكلات في البطالة ، انحراف الأحداث ، الإرهاب

تمت .

[/align][/cell][/table1][/align]

[نوت السبيعي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]

( المحاضرة السادسة )

العناصر الأساسية

أولا : مدخل الباثولوجيا الاجتماعية

ثانيا : مدخل التفكك الاجتماعي

ثالثا : مدخل التخلف الثقافي ( الهوة الثقافية )

مداخل دراسة المشكلات الاجتماعية

- هناك عدة مداخل لدراسة المشكلات الاجتماعية يمكن عرضها

على النحو التالي :

أولا : مدخل الباثولوجيا الاجتماعية

تعنى كلمة باثولوجيا «علم الأمراض» ، وهو العلم الذى يهتم

بدراسة طبائع الأمراض والتغيرات التركيبية والوظيفية التي تقترن

بمختلف الأمراض .

أما الباثولوجيا الاجتماعية فهي تعنى علم الأمراض الاجتماعية ،

وقـد يطلـق عليها البعض اسـم « العـلة الاجتماعيـة» ، وهو مفهوم

يشيـر إلي الخـروج عمـا هو مألـوف في الوضع السوى والسائد في

التنظيم الاجتماعي .

وقد دخل مصطلح الباثولوجيا الاجتماعية إلي علم الاجتماع كجزء

من منظور سوسيولوجي أكبـر وهو المنظـور التطـوري الذى يستند

على « الداروينية في علم الأحياء» ، حيث شبه أنصار هذا المنظور

المجتمـع بالكائـن العضـوي وهو ما يعـرف لـدى ( هربرت سبنسر)

باسم « المماثلة العضوية» .

ويشيـر أنصـار مدخـل الباثولـوجيا الاجتماعية إلي أن المجتمع يتكون مـن مجمـوعة مـن الأفراد يرتبطـون بعلاقـات اجتماعيـة ،

وأن عدم قدرة الأفراد على التكييف في العلاقات الاجتماعية هو ما

يطلق عليه المرض الاجتماعي أو «الباثولوجيا الاجتماعية» .

ويذهـب أصحـاب مدخـل البـاثـولـوجيـا الاجتماعيـة إلـي أن

المرض فردى واجتماعي في آن واحد ، وأن المشكلة الاجتماعية

هـي محصـلة لبـاثـولـوجيـا فردية وظـروف اجتماعيـة مرضيـة

تضـافرت معـا فـي نسيـج واحـد قـوامـه سـوء التكيف سواء في

أداء الأدوار أو فـي تحقيـق العـلاقـات الاجتمـاعية التي ينعكـس

جميعها على البناء الاجتماعي ووظائفه الأساسية .

ويتفق أنصار هذا المدخل على أن علاج المشكلات الاجتماعية

يتمثل فيما يلى :

1- تغيير قيم الأفراد في المجتمع

2- الاهتمام بالتربية الاجتماعية

3- مدى قدرة المجتمع على تزويد أفراده بالمعايير الاجتماعية

الأخلاقية التي تمكن أفراده من الحكم على أي سلوك بأنه

سلوك مريض أو سوى .

ثانيا : مدخل التفكك الاجتماعي

يشير مفهوم التفكك الاجتماعي بوجه عام إلي ما يصيب

النسق الاجتماعي من قصور أو خلل في أدائه لوظائفه الأساسية

وهى تحقيق الاستمرارية والاستقرار .

ونجـد أن مفهـوم التفكـك الاجتمـاعي لا يعبـر عن معاييـر أو مستـويات مطلقـة ، ولكنه يشير إلي ظـروف واقعية يمكن التحقق منها واختبارها .

مثال

عندما نقول أن الجماعة أو التنظيم أو المجتمع المحلى أو المجتمع

عامة قد أصابه التفكك ، فإننا نقصد من ذلك أن بناء الأدوار لم يعد

يؤدى وظائفه بالدرجة المطلوبة .

ويحدد «ميرتون» عدة مصادر للتفكك الاجتماعي تتمثل فيما يلي :

1- صراع المصالح والقيم

يرتبط ظهـور التفكك الاجتمـاعي بحقيقـة بنائيـة أساسيـة وهـى

« إذا كان يوجد بين الجماعات والشرائح الاجتماعية بعض المصالح

والقيم المشتركة ، فإن هناك أيضاً قيم ومصالح متصارعة بينهم»

مثال : صراع المصالح الذى ينشأ بين العمال والإدارة في المصنع حيث يسعي كل منهما إلى تحقيق مصالحه بالدرجة الأولى

2 – صراع المكانة والتزامات الدور

من الأمور المسلم بها في أي مجتمع تباين مكانة الأفراد في المجتمع ، ونظرً لأن الفرد يشغل عديداً من المكانات الاجتماعية

المتباينة ،فإنه يجد نفسه مضطراً إلي الالتزام بالعديد من الأدوار

المتباينة في المنزل والعمل وفى النادي وفى المؤسسـة الدينيـة ،

ويظهر التفكك الاجتماعي عندمـا يفشـل الفـرد فـي أداء الـدور المطلـوب لكـل مكانة اجتماعية يشغلها ، وأيضـا عندمـا تسيطـر سمات أحد الأدوار الاجتماعية للفرد على سائر الأدوار الأخرى .

3- القصور في عملية التنشئة الاجتماعية

عملية التنشئة الاجتماعية هي إكساب أفراد المجتمع الاتجاهات والقيم الأساسية ، والمعرفة التي تتوافـق مع أداء الأفراد لأدوارهم

الاجتماعية المتوقعة . وبالتالي فإن أي قصور أو خلل في أداء التنشئة

الاجتماعية لوظيفتها يترتب عليه حدوث التفكك الاجتماعي الناتج عن

عدم الوضوح الكافي للتوقعات المتبادلة بين الأفراد في المجتمع .

4- قصور قنوات الاتصال الاجتماعي

يعـد التفكـك الاجتماعي نتاجـا لمـا يصيب قنـوات الاتصـال

والتواصل بين الأفراد في النسق الاجتماعي من قصور وخلل يؤثر

على أداء هذه القنوات لوظائفها بكفاءة . حيث يجب أن تقوم وسائل

الاتصال بدورها بكفاءة بين الأفراد في المجتمع ، طالما أن الأفراد

يعتمـدون على بعضهـم البعض في أداء مـا هـو متوقـع منهـم على

المستوى الفردي أو المستوى الاجتماعي .

ثالثا : مدخل التخلف الثقافي (الهوة الثقافية )

قدم العالم الأمريكي « وليم أوجبرن» مفهوم التخلف الثقافي أو الـهوة الثقـافيـة فـي كتـابه « التغيـر الاجتماعـي» الـذي نشـره عام 1922

وقـد عـرض « أوجبرن» في هـذا الكتـاب ، لنظـريته عـن

التخلف الثقافي ، والتي تدل على شعور الغرب بمدى خطورة

الآثار الناجمة عن التغير التكنولوجي في الحياة الاجتماعية .

وترتكز نظرية « أوجبرن» على فرضية أساسية مؤداها :

« أن عناصر الثقافة تتغير بنسب متفاوتة ، فالعناصر المادية

للثقافة - الأدوات والتكنولوجيا والوسائل المادية - تتغير بسرعة

أكبر من العناصر الغير مادية للثقافة - العادات والتقاليد والقيم-

فيشهد المجتمع نتيجة لذلك نوعاً من التخلف الثقافي»

ويذهب « أوجبرن» إلي أن استيعاب الثقافة لأى تكنولوجيا جديدة

يستغـرق وقتـا يختلـف مـن ثقافـة لأخـرى ، وقد يتم تكيف العناصر الغير مادية للتغيـرات المادية في فتـرة قصيـرة وقـد يستغـرق ذلك أعوام كثيرة

ويتضح من خلال نظرية « أوجبرن»، أن التخلف الثقافي أو الهوة الثقافية ، تشير إلى موقف يتغير فيه أحد عناصر الثقافة ، بشكل أسرع مما يتغير به العنصر الآخر . وفي أغلب الأحوال نجد أن الثقافة غير المادية تتخلف بالنسبة للثقافة المادية ، مما يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات داخل المجتمع .

تمت :*
[/align][/cell][/table1][/align]

[نوت السبيعي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]

المحاضرة السابعة

رابعا : مدخل السلوك الانحرافي

ينظر المدخل الانحرافي إلي المشكلة الاجتماعية على أنها

نتاج لقـدر مـن الانحـراف عن معاييـر المجتمع أكثـر من كونها

انهياراً عاماً .

- ويرجع المدخل الانحرافى مصادر المشكلة الاجتماعية إلي

وجـود أفراد أو جماعات تصـر على أن تسلك سلوكاً ينحرف

عـن المعايـير والقيم السـائدة ، وبالتـالي يستند سلـوكهـم على

معايير خاصة تتعارض مع التوقعات السائدة في المجتمع عن

السلوك السوى .

- ويقوم تفسير المدخل الانحرافى للمشكلات الاجتماعية على

المسلمات التالية :

1- يتوافق معظم أفراد المجتمع مع المعايير الاجتماعية معظم

الوقت ، ولكن بعض الأفراد قد ينتهكون بعض المعايير الهامة

في المجتمع .

2 - ينظر باقي أفراد المجتمع إلي هذا الانتهاك على أنه مشكلة

اجتماعية ، لأنه ينتهك قيـم الثقافـة السائـدة ، ويهـدد التـوقعـات الاجتماعية للسلوك السوى .

3- تركز جهود حل المشكلات الاجتماعية الناتجة عن الانحراف

إما على الحد من الانحراف ، أو على إعادة تعريف السلوك

المنحرف بحيث لا يصبح كذلك .

- ويرى أنصار هذا المدخل أن السلوك الانحرافى يتخذ شكلين هما

الشكـل الأول : ويتضمـن انتهـاكاً صـريحاً للمعـايير الاجتماعية

فالمجرمون والأحداث الجانحون ، أفراد منحرفون لانتهاكهم

المعايير الاجتماعية عن عمد .

الشكل الثاني : يتضمن الأفراد الذين يسلكون بطريقة غير مقبولة

اجتماعيا . حيث نجـد أن معظـم الدراسـات التي تناولت المشكلات

الاجتماعية تعتبر المرضى العقليين ، ومتعاطي المخدرات منحرفين

ليس فقط بسبب انتهاكهم معايير المجتمع ، ولكن لأن المرض العقلي

وإدمان المخدرات يعوق قدرة الأفراد على أداء أدوارهم الاجتماعية

بصورة كاملة أو سليمة .

خامسا : مدخل صراع القيم

يمكن تعريف القيم بأنها « أحكـام مكتسبـة مـن الظـروف الاجتماعيـة يتشـربها الفـرد ويحكم بها وتحـدد مجـالات تفكيره وسلـوكه كما تؤثـر في تعلمه » .

وتختلف القيم باختلاف المجتمعات والجماعات، وقد تكون إيجابية مثل: الصدق الأمانة ، تحمل المسئولية وغيرها، أو سلبية كالكذب، والغش، والنفاق وغيرها .

ويوجد في كل مجتمع مجموعة من القيم التي يشترك فيها أفراده ككـل ، كمـا أن هنـاك قـيماً تختـص بهـا جمـاعـات معينـه داخـل المجتمع الواحد ، ولا يشترط أن تكون عامة بين جميع الأفراد ، كمـا أنهـا تختلف مـن جماعـة لجماعة أخرى .

وتمتاز المجتمعات الحديثة بالتنوع و اللا تجانس مما يؤدي إلي وجود انساقاً متعددة من القيم في المجتمع الواحد والتي تختلف فيما بينها، وبالتالي يحدث ما يعرف بالصراع حول القيم في المجتمع والذي ينتج عنه وجود المشكلات الاجتماعية .

ويعنى صراع القيم « دفاع الجماعة عن مصالحها». فلكل جماعة قيـم خاصة بها وتسعى مـن أجـل إيجاد ظروف تتوافـق مع قيمها، ولا يعكس الصراع بين جماعتين نتيجة لصـراع القيـم حـالة من التفكـك الاجتمـاعي . على سبيـل المثال : صراع الشيـوخ ضـد الشباب أو الملاك ضد المستأجرين.

ويعتبر صراع القيم من أخطر الصراعات الموجودة بالمجتمع ، كما أنه ليس من السهــل أن يتوصـل فيه النـاس إلى حلـول بسيطـة وذلك لأن كـل مجمـوعة تعتقـد أنهـا علـى حـق فيمـا يتعلـق بقيمهـا التي تدافـع عنهـا ، وبالتالي فهي ليست على استعـداد للتنـازل عـن قيمهـا بسهـولة الأمـر الذي يؤدى إلي وجـود العديـد من المشكلات الاجتماعية في المجتمع .

ويحدث صراع القيم في المجتمع نتيجة لأمرين هما :

1- التباين والتفاوت بين أفراد المجتمع من حيث القوة والسلطة .

2- شعور أفراد المجتمع بالاضطهاد والظلم مما يؤدى إلي

ظهور الصراع بين الطبقات الاجتماعية في المجتمع .

سادسا : مدخل المشكلات الاجتماعية

يعتبر هذا المدخل من أهم المداخل التي تناولت دراسة المشكلات الاجتماعية . ويرى «هرمان» أن هناك العديد من الدراسات التي تبنت هذا المدخل والتي يمكن تقسيمها إلي مجموعتين هما :

المجموعة الأولي :

و تتضمن الدراسات التي تعالج مجموعة كبيرة من المشكلات

الاجتماعية دفعة واحدة مثل ( الجريمة ، الانتحار ) .

المجموعة الثانية :

وتشمل الدراسات التي تختص بدراسة نوع واحد من المشكلات دراسة مستفيضة مركزة كدراسة إدمان المخدرات مثلا بحيث تشمل كتاب كامل يحتوي دراسة مشكلة واحدة فقط

وتكشف نتائج الدراسات التي تبنت هذا المدخل عن أن هناك

علاقـة متبـادلة بيـن المشكـلات الاجتماعيـة في المجتمـع ، ويمكن عرض هذه النتائج فيما يلى :

1- كشفت الدراسات عن أن هناك عناصر وجوانب مشتركة

تساهم في وجود بعض المشكلات الاجتماعية المختلفة مثل

التفكك الأسرى ، الطلاق ، التمييز العنصري .

2- يؤدى التصنيع والتحضر إلي العديد من المشكلات الاجتماعية

المترابطة والتي لا يمكن دراستها بمعزل عن بعضها البعض .

3- يكمن أساس المشكلات الاجتماعية في التغير الاجتماعي الذى

يمثل العامل المشترك لجميع المشكلات .

تمت ( )

[/align]

[/cell][/table1][/align]

[نوت السبيعي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]

المحاضرة الثامنة

العناصر الأساسية

أولاً : المنظور الوظيفي

ثانياً : منظور الصراع

ثالثاً : منظور التفاعلية الرمزية

- رغـم تعـدد المـداخل النظـرية في علـم الاجتمـاع في دراسة

المشكلات الاجتماعية ، إلا أنه يمكـن تصنيـف هـذه المـداخل من

حيث مستوى الدراسة والتحليل إلي نمطين أساسيين :

النمط الأول : المدخل الواسع النطاق ( الماكرو )

ويهتم هذا المدخل بدراسة وتفسير المشكـلات الاجتماعيـة

في ضوء البناء الاجتماعي ، وذلك من خلال التركيز على الجماعات الكبيرة والنظم الاجتماعية ، وعلى المجتمع ككل ،ومن أبرز نماذج هذا المدخل المنظور الوظيفي ومنظور الصراع .

النمط الثاني : المدخل الضيق النطاق ( الميكرو )

يركز هذا المدخل في دراسته وتحليله للمشكلات الاجتماعية

علـى التفـاعلات والعـلاقات الشخصيـة للحيـاة اليـوميـة بيـن أفـراد المجتمـع ، وبالتـالي فـإن مجـال دراستـه هــو سلـوك الأفــراد ، والجمـاعـات الصغيـرة ومـن أبرز نمـاذج هـذا المـدخـل منظـور التفاعلية الرمزية .

أولاً : المنظور الوظيفي

يذهب أصحاب هذا المنظور إلي أن المجتمع - كبناء كلى -

يتكون من مجمـوعة مـن الأجـزاء المترابطـة ، وأن كل جـزء له

وظيفة أو دور يؤديه للمحافظة على استمرارية المجتمع . وجميع

هـذه الأجـزاء تتعـاون فيمـا بينهـا للوفـاء بالاحتياجـات الأساسيـة

للمجتمع .

مثال

تؤدي الأسـرة عـدة وظائف اجتماعية محـددة مثـل التنشئـة

الاجتمـاعية ، وإشبـاع حاجـات أفـراد الأسـرة المختلفـة . وتعتمـد

الأسرة على غيرها من أجـزاء المجتمع ، إذ تعتمد على المدرسة

في تعليم أبنائها . وتعتمد المدرسة على الأسرة أو الدولة لإمدادها

بالمعونـات . وتعتمـد الـدولة على الأسـرة والمدرسـة فـي تعليـم

المواطنين السلوك السليم ، واحترام القانون في المجتمع وهكذا .

ويرى أنصار المنظور الوظيفي أن هناك عدة أسباب تؤدى إلي

حدوث المشكلات الاجتماعية وهى :

1- نظراً لأن أجزاء المجتمع تتميز بالترابط فإن أي تغير في

جزء منها يستتبعه بالضرورة تغير في الأجزاء الأخرى .

وهذا التغير في حد ذاته لا يسبب مشكلات اجتماعية طالما

يحدث ببطء ، ولكن عندما يتعرض المجتمع لحالة من التغير

السريع والمفاجئ فإن المجتمع يفقـد توازنه ، لأن تنظيمـات

المجتمع لم يتح لها الوقت الكافي لتستجيب بصورة ملائمة ، وبالتالي

يصاب المجتمع بالاضطراب أو ما يسمى بالخلل الوظيفي .

2- قد تظهر المشكلات الاجتماعية عندما يفشل الأفراد في تمثل

قيم المجتمع المتفق عليها أي يخالفون ما يسمى بالإجماع القيمي

3- يرى الوظيفيون أن المشكلات الاجتماعية يمكن أن تنتج عن

الاحتياجات الوظيفية للمجتمع ، عندما تصاب هذه الاحتياجات

بما يسمى بالأداء الوظيفي الزائد عن الحد المطلوب .

مثال

قد يخرج النسق التعليمي في المجتمع أفراد في أحد المجالات

بما يزيد عن حاجة المجتمع ، وبالتالي فإن هؤلاء الخريجين الذين

لا يجدون وظيفة يصبحون مصدراً لمشكلة اجتماعية في المجتمع ،

وبالتالي فإن تعليـم عـدد من الأفـراد يزيـد عن حاجـة المجتمع يعـد

خلـلاً وظيفيـاً في أداء النسق التعليمي لدوره في المجتمع .

وبوجه عام فإن المنظور الوظيفي يرى أن ظهور المشكلات

الاجتماعية أمر حتمي في المجتمع ، وبالتالي فإن دور عالم

الاجتماع هو تحديد هذه المشكلات وتفسير سبب ظهورها ،

وتحديد النتائج المترتبة على وجودها .

تطبيق المنظور الوظيفي في تفسير بعض المشكلات الاجتماعية

1- التفسير الوظيفي لمشكلات التحضر

يرى أصحاب هذا المنظور أن التحضر السريع في الدول المتقدمة قد أدى إلي تفكك الحياة الأسرية والاقتصادية والتربوية والسيـاسية ، أي أن سـرعة التحضـر قـد أدت إلي تفكـك النظـم الاجتماعية التي تشكل في مجموعها البناء الاجتماعي .

مثال

عندما يترك الريفيون المناطق الريفية ، ويهـاجرون للإقامة في

المدن ، فإن القـرية تصبح غيـر منظمـة وغير قادرة على مواجهة

احتياجات السكان الذين لا يزالون يقيمون فيها . وفى نفس الوقت ،

نجـد أن المـدن لـم تكـن على استعــداد لاستقبـال المهاجريـن إليهـا

ومساعدتهم على التكيف ، بالإضافة إلي أن الأنماط الثقافية القديمة

التي كانت تعتبر وظيفية للمعيشة في الريف قد تم التخلي عنها لأنها أصبحت غير وظيفية مما أدى إلي ارتفاع معدلات الجريمة .

- ولعلاج مشكلات التحضر ، يرى أصحاب المنظور الوظيفي أنه

يجب التقليل من سرعة عملية التغير الاجتماعي ،وإعطاء الفرصة لسكـان المناطـق الحضـرية ، كي تتمكـن مـن التكيف مع الظروف الجديدة ، كما يجب التقليـل مـن سـرعة عملية التحضـر في الـدول النامية قبل انهيار المدن نتيجة كثرة الأعباء التي تتحملها ، ويمكن تحقيق ذلك إما عن طريق وضع بعض القيـود على عملية الهجـرة إلي المدن ، أو عن طريـق إعداد برامج ضخمة للتنمية تـؤدى إلي

توفر الفرص الاقتصادية الجديدة في المناطق الريفية .

2- التفسير الوظيفي للمشكلات البيئية

يري أنصار المنظور الوظيفي أن عمليات التصنيع ، والتوزيع

والاستهـلاك التي تؤدى إلي ارتفاع مستوى المعيشة ، تؤدى في نفـس الـوقـت إلـي ظهـور بعـض المشكـلات مثــل مشكـلة

التلـوث ، واستنزاف الموارد . ومن ثم فإن التغيـرات الاقتصاديـة

التي تساعـد على ظهـور المجتمـع الصناعـي الحـديث تـؤدى فـي

نفس الوقت إلي عدم التـوازن البيئي ، وبالتالي ظهـور المشكـلات

البيئية المختلفة التي نعانى منها في العصر الحديث .

- ويمكن علاج مشكلات البيئة من وجهة نظر كثير من الوظيفيين ، عن طريق :

أ- استخدام الأجهزة التي يمكنها التحكم في مشكلة التلوث وعلاجها

ب - المحافظة على الطاقة والموارد الخام

ج - استخدام التكنولوجيا الجديدة النظيفة التي لا تلوث البيئة

3 - التفسير الوظيفي للجريمة

تعد الجريمة أحد أنماط السلوك التي يشجبها أو ينتقدها بقوة

أعضـاء المجتمـع على اعتبـار أنهـا تعـد مـن بيـن الأضـرار أو

المعوقات الوظيفية . إلا أن بعـض الـوظيفييـن ينظـرون إلـي

الجريمة على اعتبار أنها شيء عادى نظراً لأنها توجد في جميع

المجتمعات .

- ونجد أن بعض الوظيفيين قد ذهبوا إلي أن الجريمة لها نتائج

إيجابية بالنسبة للمجتمع ، نظـراً لأن العقوبة التي توجـه إلي

هؤلاء الذين ينحرفون عن المعايير الاجتماعية توضح حدود

السلـوك المقبـول وتوجـه أعضاء المجتمع نحو الطريقة التي

يجب عليهم التصرف بها .

- وقد يرى بعض الوظيفيين أن الجريمة تؤكـد صناعـة الجريمـة

التي تتمثل في وجود عـدد ضخم من الهيئات والعاملين الذين

تعتمد أعمالهم على وجـود الجريمـة في المجتمع ، وفى حـالة

عدم وجود الجريمة ، فإنه سيقل عدد أفراد الشرطة ، وتختفى

المحاكم والسجون ، الأمـر الذى يشيـر إلى أن الجريمـة توفر

فرص العمل لبعض أعضاء المجتمع ، وهو ما قـد ينظر إليه

باعتباره وظيفة للجريمة في المجتمع رغم أن الجريمة تعتبر ضارة للمجتمع

() آنتهت

[/align][/cell][/table1][/align]

[نوت السبيعي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]

المحاضرة التاسعة

ثانياً : منظـور الصـراع :

تـرجع الجـذور الفكـرية لمنظـور الصـراع إلي آراء وأعمال

« كـارل مـاركس» في منتصـف القرن التـاسع عشـر التي أكدت

على الصراع الملازم للمصلحة بين العمال وأصحاب رأس المال .

وينظـر منظـور الصـراع إلي المجتمع علي اعتبـار أنه حـالة

مستمرة من الصراع بين الجماعات والطبقات ، ويتجه نحو التوتر

والتغير الاجتماعي .

ويري أصحاب نموذج الصراع أن عمليـة الصـراع في الحياة

الاجتماعية تعد نتيجة لاختلاف الأهداف . كما يمكن تحقيق النظام

الاجتماعي العام من خلال استخدام القهر أو القوة .

ولا يتصور منظـور الصـراع الانسـاق الاجتماعية على أنها

منتظمة حول مجموعة من القيم المتسقة ، بل يتصـورها على أنها

أنساق تتضمن مواقف صراعية ، ويتسم الموقف الصراعي - في

أغلب الأحوال - بعدم التوازن في القوى .

ونجد أن المؤيدين لمنظور الصراع يميلون إلي التركيز على

الصـراع الاجتماعي ، ورؤية التغيـر الاجتماعي علي اعتبار أنه

يـؤدي إلي تحقيـق الفوائد للمجتمع .

ويري أصحاب منظور الصراع أن الجماعات المختلفة داخل

المجتمع لها مصالح وقيم متصارعة . ويؤدي التنـافس بيـن هـذه الجماعات إلي استمرار عملية التغير الاجتماعي .

وقد اهتم « ماركس» بالتعرف

بالتعرف على الصراع بين الجماعات

التي ترتبط بعلاقات مختلفة مع وسائل الإنتاج

، أي مع الموارد ،

والتقنيـة ، والمصـانع ، وقـوة العمـل المستخدمـة في إنتـاج السلع

والخدمات .

وقد لاحظ «ماركس» أن ضبط وسائل الإنتاج يؤدي إلي

اضطهاد بعض الجماعات واستغلالها لبعض الجماعات الأخرى .

وقد قام «ماركس» بتحليل أصول النسق الرأسمالي تحليلاً

تفصيلياً ، ذلك النسق الذي ظهـر في أوروبا الغـربية ومجتمعـات

أمـريكا الشمـالية في القـرن التـاسع عشـر، وقـد تركـزت معظـم

تحليـلاتـه حـول الطبقـة الرأسمـالية ، أو البـرجوازية التي تمـلك

مصـادر الإنتـاج وتقـوم باستغـلال العمـال أو الطبقـة العـاملة أو

البروليتاريا التي تقدم العمل اللازم لإنتاج السلع والخدمات .

وتتمثل تصورات «ماركس» في أن الرأسماليين (البورجوازية )

يمـلكون الجانب الأكبـر مـن وسائـل الإنتـاج ويـزيدون مـن أرباحهـم

باستمـرار مـن فـائض القيمـة ، ويحصلـون على مكاسبهـم من خلال

استغلال طبقة العمال ( البـروليتـاريا ) ، التي تتعرض لبؤس شديد ،

ويؤدي ذلك إلي حدوث صراع دائم بينها وبين الطبقة الرأسمالية .

ويرى «ماركس» أن الرأسمالي يملك القوة نتيجة لمكانته في

النسق الاقتصادي ، فهو يبيع ويشتري جهد العمال بأرخص الأسعار

أمـا العامـل فليـس لـديه إلا عمـله لكي يعـرضـه فـي سـوق العمـل ،

ويحصـل فـي مقابـله على الأجـر ، وبـذلك يمـارس صـاحب العمـل

أنواعـاً من الاستغـلال ، تتمثـل في إطالـة يـوم العمـل ، وتقليل فترة

الراحة ، وإجبار العامل على العمل بأجر زهيد ، بل وفصل العمال

واستبدالهم بالآلات .

ويعتمد تحليل نموذج الصراع للمشكلات الاجتماعية علي

المسلمات التالية :

1- يتكون المجتمع من جماعات مختلفة ذات مصالح وقيم متباينة

وكل جمـاعة تـدافع عن مصـالحها ، وبالتـالي فإن نجـاح جماعة ما

يعني وجود مشكلة لجماعة أخري

2- إن أي جهــد أو فعــل لحــل المشكـلات الاجتمـاعيـة يتضمـن

محاولات من جانب الجماعات المقهورة لإحداث تغييرات لانتزاع

حقوقها من هؤلاء الذين يحتلون مراكز القوة .

3- إن قدراً معيناً من الصراع يمكن أن يكون مفيداً للمجتمع ،

لأنه يعد دافعاً للتغيرات الاجتماعية الضرورية .

تطبيق منظور الصراع في تفسير بعض المشكلات الاجتماعية

1- تفسير منظور الصراع لمشكلات التحضر

ينظر أصحاب منظور الصراع إلي مشكـلات التحضـر علي

اعتبار أنها نتيجـة للتنـافس بين جماعـات المصلحـة ، فمشكـلات

التحضـر ترجع إلي صراع المصالح واختـلاف القيـم . ونجد أن

كل جمـاعة من الجماعات المتصـارعة تستخـدم القـوة مـن أجـل

تحقيق مصالحها الشخصية واكتساب الفوائد الاقتصادية الخاصة

2- تفسير منظور الصراع للمشكلات البيئية

يري أصحاب منظور الصراع أن استغلال البيئة قد جاء نتيجة

للاستغـلال الاجتمـاعي . إذ أن الـدول الـرأسمالية بوجـه خاص مثل

الولايات المتحدة وكندا تتبنى نظما اقتصادية وسياسية تساعد الأفراد

الذيـن يمتلكـون الثـروة والقـوة على استغـلال غيـرهم مـن الأفــراد

الفقراء والضعفاء ، وقد ترتب على هذه النظم تدمير الثروة الطبيعية

بوجه عام لتحقيق مصالح الأقلية .

وعلي المستوي الدولي ، يري أنصار منظور الصراع أن الدول

الصنـاعية الغنيـة تستخـدم قـوتها مـن أجـل سلـب المـوارد الطبيعيـة

المـوجودة لـدى الـدول الفقيـرة ، ونظـرا لأن هـذه المـوارد لا يمكـن

استبـدالها أو إحـلال مصـادر أخـري محلها ، لذلك نجد الدول الغنية

تصبح أكثر ثروة ، وتصبح الدول الفقيرة أكثر فقراً

ويؤكد أصحاب منظور الصراع علي أن علاج المشكلات

البيئية يتحقق عن طريق عدم التعامل بقسـوة مع البيئة التي نعيش

فيها . وأن يتـم وقـف استغـلال وتدميـر البيئة الطبيعية ، وأن يتم

وضـع رفـاهية البشـر فـي المقـام الأول ووضع الثـروة وتحقيـق

الأرباح في المقام الثاني .

ويتضح مما سبق ما يلي :

- يذهب نموذج الصراع إلي أن المجتمعات تتسم غالباً بالصراع ،

ويعد هذا الصراع أساس التغير الاجتماعي في هذه المجتمعات .

- ترجع الجذور الفكرية لهذا المنظور إلي آراء «كارل ماركس» في

منتصف القرن التاسع عشر .

- يري « ماركس» أن المجتمع الرأسمالي يتضمن طبقتين هما

الطبقة البورجوازية أو الرأسمالية وطبقة البروليتاريا أو العمال ،

وهذه الطبقات في صراع مستمر مع بعضها البعض .

- في ضـوء نمـوذج الصـراع ، نجـد أن التـوتـرات بين الجماعات

المختلفـة ، والصـراع الطبقـي يعـد المصـدر الأسـاسـي للتغيـر الاجتماعي

[/align]

[/cell][/table1][/align]

[نوت السبيعي]

- أعتذر عن التأخيييير وعن عدم التنسيق اللي يفتح النففس خذتني الظروف , بالتوفيق جميعا يارب -

المحاضرة التاسعة

ثالثا : منظور التفاعلية الرمزية

يعد «جورج هربرت ميد» أول من قدم منظور التفاعلية

الرمزية إلي علم الاجتماع الأمريكي خلال عام 1920 . وقد لعب

«ميد» دورا هاما في نمو وتطوير التفاعلية الرمزية . ويرى أن

مقدرة الكائنات البشرية علي استخدام الرموز هي التي تميز الإنسان

عن الحيوان ، وتسمح بتكوين النظم الاجتماعية ، والمجتمعات ،

والثقافات .

يدور فكر التفاعلية الرمزية حول مفهومين أساسيين هما :

الرموز والمعاني في ضوء صورة معينة للمجتمع المتفاعل .

وتشير التفاعلية الرمزية إلي معنـى الرمـوز على اعتبار أنها

القدرة التي تمتلكها الكائنات الإنسانية للتعبير عن الأفكار باستخدام

الرموز في تعاملاتهم مع بعضهم البعض .

وتهتم التفاعلية الرمزية بالطريقة التي يختار بها المشاركون

في عملية التفاعل الاجتماعي لمعاني الرموز ، ويتفقون علي هذه

المعاني .

ويشير مفهوم الرموز إلي الأشياء التي ترمز إلي شيء آخر .

أو يكون لها معاني أعمق من الجانب السطحي للرمز .

ويتم تحديد معنى الرموز عن طريق الاتفاق بين أعضاء الجماعة

مثال

يتعلم الأطفال التمييز بين كل من رجل الشرطة ولاعب كرة القـدم عـن طـريـق نوعية المـلابس التي يرتدونها . وقد ينظر أحد

أفراد مجتمع آخر لهذه الملابس على اعتبار أنها مجرد ملابس فقط .

ونجد أن هؤلاء الذين تعلموا ما ترمز إليه هذه الملابس يمكنهم

تحديد العمل الذى يؤديه كل من يرتدى نوع معين من هذه الملابس

وبالتالي يمكنهم التفاعل بسهولة مع كل منهم




.

وتعد اللغة من أهم مجموعة الرموز اللازمة للتفاعل الاجتماعي

ونجد أن الكلمـات ليس لها معـاني حقيقية في حد ذاتـها .بدليل أننا

لا نفهم المعاني التي يقصـدها أحـد المتحـدثين بلغـة غيـر مألـوفة .

وتكتسب الكلمات المعاني التي يقول الناس أنهم يقصدونها من هذه

الكلمات . وتعد عملية الاتصال من خلال اللغة أحد أشكال التفاعلية الرمزية .

كما يهتم منظور التفاعلية الرمزية بالمعاني التي يعطيها الناس

لسلوكهم وسلوك الآخرين في المجتمع .

وينظر أنصار التفاعلية الرمزية إلي أفراد المجتمع على اعتبار

أنهـم مخلوقـات تحـاول بناء الحقيقـة ومعـرفة معاني الأشيـاء أو

الموضوعات أو الأحداث التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية

وتشير بعض الافتراضات الرئيسية للتفاعلية الرمزية إلي أن

الإنسان يقوم بصياغة وتشكيل الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه

من خلال عملية التفاعل الاجتماعي .

وعن طريق استخـدام الرمـوز مثل اللغـة وعن طريق عمليـات

التفاعل الرمزي يتم تكوين البناء الاجتماعي ، والحفاظ عليه ، وليس

من الممكن فهـم أنمـاط التنظيـم الاجتمـاعي بدون معـرفة العمليات الرمزية بين الأفراد .

وترى التفاعلية الرمزية أن المجتمـع نسـق متفـاعل ، ولا يمكن

أن يوجد شيء في المجتمع خارج إطار التفاعل ، أي أن المجتمع كيان متجدد باستمرار بين لحظة وأخري .

ونجد أن التفاعل بين الفرد والمجتمع هو الذى يحدد هوية كل من

الفرد والمجتمع في نفس الوقت ، بحيث يصبح الفرد والمجتمع كيان

واحد له شخصيته المميزة .

وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما ومؤثرا في ربط الفرد

بالجماعة ، وربط الجماعة بالمجتمع . إذ يولد الأطفال في الأسرة

وينتمى الطلاب للمؤسسات التعليمية ، ويعمل الرجال والنساء في

تنظيمـات مهنيـة مختلفة ، وينتمى الأفـراد إلي جماعات وهيئـات

متعددة الأنشطة داخل مجتمعاتهم . ومن ثم يكون الفـرد والمجتمع

وجهان لعملة واحدة .

وتنظر التفاعلية الرمزية إلي السلوك على اعتبار أنه الموضوع

الأساسي لعلم الاجتماع . لذلك يهتم أصحاب هذا المنظور بدراسة

التفـاعل بيـن الأشخـاص والجماعـات ، مـع التركيـز علي دراسـة

اتجاهات الأشخاص والمعاني التي يعطيها الناس لسلوكهم وسلوك

الآخرين . أي أن هذا المنظور يهتم بدراسة الاتجاه والمعنى ، لذلك

فهو يجعل الشخصية محور دراسته . كما يهتـم بدراسـة العمليـات

الاجتماعية .

تطبيق المنظور التفاعلي في تفسير بعض المشكلات الاجتماعية

1- تفسير المنظور التفاعلي لمشكلات التحضر

يهتم أنصار هذا المنظور بتأثير عملية التحضر على المشاعر

النفسية للأفـراد أو المـلايين مـن السكـان الذيـن يشعـرون بالـوحدة

والضياع في المجتمعات الحضرية المعقدة . كما يركز أصحاب هذا المنظور اهتمامهم نحـو دراسـة المشكلات النفسية الخطيرة الشائعة

بين الأفراد الذين يعيشون في المناطق المتخلفة مثل مشكلة المرض

العقلي وتعاطي المخدرات .

ويشير بعض العلماء إلي أن حياة المدينة تؤدي إلي نتائج

سلبية ينعكس أثرها علي كثير من الأفراد ، مما يجعـل أصحـاب

هذا المدخل يفضلون حياة البلدة والمدينة الصغيرة عن الحياة في

المدن الكبرى .

ومن أجل تحسين نوعية الحياة في المدينة ، يقترح هؤلاء

العلماء تقسيمها إلى وحـدات صغيـرة حتى يتمكـن الأفـراد مـن

المعيشة في مجتمعات محلية صغيـرة يشعـرون فيهـا بالانتمـاء

ويتمكنون فيها من تدعيم علاقات الجوار .

2- تفسير المنظور التفاعلي للمشكلات البيئية

يري أصحاب المنظـور التفاعلـي أن الأزمـة أو المشكلات

البيئية تنجم عن القيم والأيديولوجيات والاتجاهات التي يتم تعلمها .

ويري العديد من العلماء أن الاتجاه نحو الحضرية يؤدي إلي

تدمير النظم البيئية ، وبالتالي ظهور المشكلات البيئية .

ويشير غالبية العلماء إلي أن هناك بعض المظاهر المرضية

( الباثولوجية ) التي تصاحب الحضـرية وبدء عمليات التصنيع ،

مثل البطالة ، والطلاق ، والجريمة ، وجناح الأحداث .

وتشير كثير من الدراسات الاجتماعية إلي تدهـور البيئـة

الاجتماعية للمدن ، فلم تسلـم البيئة الحضـرية من المتاعب الناجمة

عن تزايد السكان وجهلهم بالنظم البيئية المعروفة ، بل إن اتجاههم

نحو سكني المـدن قد أخـل بنظم اجتماعية عديدة . وأدي إلي تفكـك

كثير من عناصرها التي كانت مترابطة .

ويعتبر تدهور البيئة سواء من الناحية الطبيعية أو الجمالية

من المظاهـر الواضحة في مـدن العالـم الحديثـة ، ومن الأسبـاب

التي أدت إلي تدهور واضطراب البيئة في المدن ، تلك التأثيرات

المجردة من اللمسات الإنسانية للحياة الخاصة في الأحياء الفقيرة

منها ، وتتضح هذه الصورة في المناطق الفقيرة .

ففي الأحياء الفقيرة – خاصة العشوائية – ترتفع معدلات

الجريمة بشكل واضح .

وتشيـر العديـد مـن الدراسـات إلي أن المـدن المزدحمـة

تتسـم بسـوء الحـالة الصحيـة ، والتلـوث البيئي . كما أشارت إلي

أن الكثافـة السكانيـة العاليـة في المـدن تعـد مـن العوامل المحفزة

للسلـوك الانحرافي ، كما تدفـع الضغـوط الحضـرية سكـان المـدن

إلي استخدام السلوك المتسم بالعنف .

ويري أصحاب المدخل التفاعلي أنه يمكن علاج المشكلات

البيئية عـن طريـق عـدم تعلـم الاتجاهـات التي تـؤدي إلي تدميـر

البيئة واستنزاف مواردها ، ولا يجب أن يتم نقل هذه الاتجاهات

عبر الأجيال المختلفة ، إذ أن عـدم تعلـم هذه الاتجاهات الضارة

يـؤدي إلي إحـلال اتجاهـات جديـدة أخـري محلهـا ، الأمر الذي

يساعد علي علاج المشكلات البيئية .

3- تفسير المنظور التفاعلي لمشكلة الجريمة

يدرس أصحاب المنظور التفاعلي الجريمة عن طريق

النظر إلي الطريقة التي تتطور بها قواعد السلوك من خلال

التفاعل بين أعضاء الجماعة .

وتعد الجريمة سلوك قد تم تعريفه عن طريق جمع من الناس

علي اعتبار أنه إما أن يؤدى إلي الضرر الواقعي ( مثل الاعتداء ،

والقتل ) أو يشير إلي أنه مصدر للإزعاج لأعضاء الجماعة ( مثل

التسكع ، والتشرد ، وتعاطي المخدرات )

كما يدرس التفاعليون العلاقـات بيـن المجـرميـن والضحايا ،

وبين رجـال الشـرطة والمشتبـه بهم . وقد كشفـت دراسـة عـن القتل

أن الضحايـا يسهمـون غالبـا في قيـام المجرميـن بقتلهـم عـن طريـق

قيامهـم ببـدء استخـدام القـوة أو تهديـد المجـرم بطـرق رمـزية مثـل

الاهانات . كما كشفت دراسة أخري عن أن رجال الشرطة يعتمدون

علي الرمـوز – مـن سلـوك واتصـال لفظـي – لتحديـد ما إذا كانـوا

سيقومون بالقبض علي المشتبه بهم ،أو تحذيرهم ، أو تركهم .