ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > التاريخ
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

التاريخ ملتقى طلاب وطالبات التاريخ المستوى الثالث واعلى

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 2011- 4- 19   #11
الباارونه
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
 
الصورة الرمزية الباارونه
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 53587
تاريخ التسجيل: Thu Jul 2010
المشاركات: 731
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 2655
مؤشر المستوى: 66
الباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant future
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: تاريخ
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الباارونه غير متواجد حالياً
رد: ملخصات حاضر العالم الاسلامي..


المحاضرة العاشرة
اتجاه مقاومة الاستعمار الغربي في القرن
الثالث عشر الهجري ( التاسع عشر الميلادي )
الصحوات الإسلامية :

لمصطلح " الصحوات الإسلامية " عدة معاني : فهو يطلق مثلاً على الحركات الإسلامية التي ظهرت في بعض بلدان العالم الإسلامي ، خاصة في القرن الثالث عشر الهجري ( التاسع عشر الميلادي ) ، التي قامت بهدف محاربة ما ساد تلك البلاد من سلوك وممارسات تتنافى مع جوهر الدين الإسلامي الحنيف ، وذلك عن طريق إعادة الدين إلى مكانته الأولى التي عاشها زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وزمن خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم جميعاً ، أي الرجوع إلى دين السلف الأول الخالي من البدع والضلالات .

ولقد كانت إحدى تلك الحركات دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية في نجد ، وكذلك الدعوة السنوسية التي اتخذت من برقة بليبيا منطلقاً لها ، والثورة المهدية في السودان ، ويشمل مصطلح " الصحوات الإسلامية " إلى جانب هذه الحركات الثلاث ، فكرة " الجامعة الإسلامية" التي تزعم الدعوة إليها جمال الدين الأفغاني ، وساعده في نشرها صديقه وتلميذه المصلح الإسلامي محمد عبده ، وحمل لواءها من بعد ذلك الشيخ رشيد رضا ، صاحب مجلة " المنار" الإسلامية ، وأنصاره ممن ساروا على دربه السلفي .


واتسع مدلول مصطلح " الصحوات الإسلامية " ليشمل الحركات التحررية التي شهدتها بعض بلدان العالم الإسلامي ، الرامية للتخلص من السيطرة الاستعمارية المعادية للإسلام وأهله ، كما أصبح هذا المدلول يطلق على بعض المشروعات الوحدوية الإسلامية والعربية التي تعمل على جمع شمل المسلمين ، وتعزيز تضامنهم ، مثل منظمة المؤتمر الإسلامي ، ورابطة العالم الإسلامي ، وما تفرع عنهما من مؤسسات ثقافية ، واقتصادية ، وإعلامية .


وهناك من يرد بدايات هذه الصحوة إلى أوائل القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي – حيث كانت أفكار شيخ الإسلام ابن تيمية الذي عاش وعايش دمار التتار في العالم الإسلامي ، فدعا الى الرجوع إلى إسلام السلف الصالح الخالي من البدع والشوائب ، وإلى فتح باب الاجتهاد ، وترك طريق الفلاسفة والمتكلمين لأنها لاتتفق مع الروح السلفية.
1- الحركة السلفية في نجد :

نشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي في نجد حيث انتشر المذهب الحنبلي بعد موت الإمام أحمد بن حنبل في عام 241 هـ في بلدة " العيينة " سنة 1115 هـ / 1703 م في أسرة علمية ميسورة الحال و" العيينة " قرية باليمامة غرب مدينة الرياض ، تتلمذ على أبيه ، وحفظ القرآن الكريم عندما بلغ العاشرة من عمره ، وأحاط في حلقة أبيه بكتب السلف ، وبخاصة بمؤلفات ابن تيمية، وقد تأثربها ،وكان لشخصية ابن تيمية أثر واضح في تكوين شخصيته، ثم أثر الرحلات التي قام بها في طلب العلم ، فقد زار الحجاز حاجاً وشهد هناك مظاهر كثيرة للشرك من تعظيم للقبور ، واستغاثة بالموتى ، كما أنه تأثر بما شاهده في المسجد الحرام من حلقات طلاب العلم حول مشايخ يدرسون مختلف العلوم النافعة ، وبما لاحظه من وحدة إسلامية متجلية في مشاعر الحج ، وكانت هذه الانطباعات حافزاً له لمواصلة تعليمه ، ثم زار المدينة المنورة ورجع إلى بلده العيينة ، ولكنه سرعان ما رجع مرةً أخرى إلى الحجاز لتلقي العلم على علمائه ، وهناك أدرك حاجة الأمة بعامة ، وحالة نجد والحجاز بخاصة للإصلاح ، ثم عاد إلى نجد ، وارتحل مرة أخرى إلى البصرة طلباً للعلم ، فدرس فيها الفقه والحديث على عدد من علمائها ،


وفي البصرة رأى الشيخ محمد كثيراً من الأمور التي كانت مخالفة للحق ، فاستنكر كل ذلك في مجالسه ، مما أثار عليه بعض العامة ، فأخرج من البصرة، وتوجه إلى الأحساء ، ثم إلى حريملاء ، وفيه أي " حريملاء " وضع كتابه " التوحيد الذي هو حق المولى على العبيد " وأعلن دعوته ، فحاولوا قتله ، فهجر " حريملاء " إلى بلدة " العيينة " حيث ناصره أميرها عثمان بن حمد بن عبدالله بن معمر ، فجاهر بدعوته ، وازداد أتباعه ، وظهر أمره لمساندة السلطة له ، وفي العيينة بدأ تطبيق مبادئ دعوته ، فقام هو وأتباعه بقطع الأشجار التي يتوسل بها الجهال ، وهدم القبة المبنية على قبر في الجبلية كان الناس يظنون أنه قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنهم......


وبعد إخراج الشيخ محمد من العيينة ، ذهب إلى الدرعية ، وهناك كان إئتلافه مع أميرها محمد بن سعود ، وتعاهدهما على نشر الدعوة ، وتطبيق مبادئها ، فكان قيام الدولة السعودية الأولى على منهاج هذه الدعوة السلفية .
ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا تنادي بمذهب جديد ، وإنما تنادي بإحياء الدين ، والدفاع عن السنة ، والوقوف في وجه الخارجين عليها ، والشيخ يجتهد برأيه..

.. وقد أقام دعوته على المبادئ التالية :
1- العودة بالإسلام إلى صفائه الأول ، وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة في معالجة أمور الحياة .
2- الدعوة إلى التوحيد ، وتحرير الذات الإنسانية من الاستعباد للبشر ، فلا إله إلا الله وحده ، والخلاص من كل ما يتنافى مع التوحيد وكماله ، مثل التبرك بالأولياء ، والتمسح بالمشايخ ، والتقرب إلى الله بزيارة قبور الصالحين .
3- إنكار تأويل القرآن ، والاهتمام بظاهر النص .
4- فتح باب الجهاد ، وتحرير الفكر الإنساني من مذلة التقليد .

5- الدعوة الصادقة للإسلام بالجهاد في سبيل الله ، آمراً بالمعروف أو ائتماراً به ، ونهياً عن المنكر ، أو انتهاءً به ، ومن ثم فقد تعاهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن مسعود على الحرب ، وخاض معاركها .
ومن ثم فإن أهم ما تهدف إليه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إفراد الله سبحانه بالعبادة ، ومحاربة الشرك بجميع أنواعه ..

وقد كان لهذه الدعوة آثار واضحة في عدد من بلدان العالم الإسلامي ، وكان لأثرها أسباب ، منها :
1- أن الدعوة قامت وترعرعت وقويت في أواسط الجزيرة العربية – بعيدة عن التحديات الخطيرة التي واجهها العالم الإسلامي كله من خلال النفوذ الاستعماري الزاحف .
2- كما أن الدعوة انبعثت في الجزيرة العربية – مهد الإسلام – وأنها استهدفت كل المسلمين القادمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي قاصدين بيت الله الحرام .


وقد حرص الاستعمار – من ثم – على وأدها والقضاء عليها ، فأوغر صدر الدولة العثمانية عليها ، وأوهمها أن فيها خطراً عليها وعلى نفوذها ، فأوعزت الدولة بدورها إلى محمد علي باشا في مصر بإسقاطها ، فجرد عليها الجيوش ، واستطاع القضاء على دولتها في الدرعية ، ولكنه لم يستطع القضاء على الدعوة وفكرها ، فاستطاعت الدعوة أن توسع مداها ، وتاثر بها دعاة سلفيون آخرون في الهند ، والعراق ، والشام ، ومصر ، والمغرب ، فكان من تلاميذها الألوسي الكبير في بغداد ، وجمال الدين القاسمي في الشام ، وخير الدين التونسي في تونس ، وأحمد بن عرفان الشهيد ، وصديق حسن خان في الهند ، وعثمان دن فوديو في أفريقيا ، وغيرهم ، وانبعثت منها حركات ودعوات أخرى ، كالسنوسية في الشمال الأفريقي ، والحركة المهدية في السودان .

- الحركة السنوسية في ليبيا :

هي إحدى التيارات الإصلاحية الإسلامية التي نشطت في أنحاء متعددة من العالم الإسلامي منذ منتصف القرن الثالث عشر الهجري / الثامن عشر – التاسع عشر الميلادي ، بهدف القضاء على البدع ، والعودة بالإسلام إلى نقائه الأول ، مؤسسها هو محمد بن علي السنوسي المولود في إحدى قرى الجزائر في عام 1202 هـ / 1788 م، والمتوفى في ليبيا عام 1276 هـ / 1859 م ، والسنوسية ليست مذهباً دينياً ، أو حركة سياسية قومية نشأت أصلاً لتحقيق أغراض سياسية ، أو مطالب قومية .

تأثر السنوسي بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إبان وجوده بمكة ، وكانت غايته هي العودة بالعقيدة الإسلامية إلى جوهرها الأصيل ، وذلك عن طريق نشر الدعاة ، الذين كان يرى أن إنشاء " الزاوية " أمر ضروري لإعدادهم ، ولبث الدعوة ، لا سيما في البيئة الصحراوية ، خاصة وان السنوسية كانت قد اتخذت من الصحراء الليبية ميداناً لنشاطها .

وتتفق السنوسية في مبادءها مع كافة المبادئ التي نادى بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كالعودة بالإسلام إلى نقائه الأول ، والتركيز على الكتاب والسنة ، وفتح باب الإجتهاد ، وتنقية الدين مما علق به من ضلالات وبدع...


وقد استطاعت الدعوة السنوسية أن تنتشر في شمال أفريقيا ، وأجزاء من غربها ، وأن تنشر الإسلام بين القبائل الوثنية هناك عن طريق دعاتها وزواياها المنبثة في كل مكان – والسنوسية امتداداً للدعوة السلفية وإن اختلفت في وسائل نشر مبادئها ، وقد تحولت السنوسية كليةً إلى مقاومة عسكرية مسلحة عندما دخلت إيطاليا إلى إقليم طرابلس الغرب في عام 1329 هـ / 1911 م .


واستطاعت السنوسية أن تحقق عدة نجاحات منها : إصلاح المجتمع البدوي الليبي ، حيث أوجدت في الصحراء مجتمعاً متحداً ومتعاوناً ، كما أنها أوجدت سلطة دينية تولت الإشراف على الفرد والجماعة في تلك الأصقاع الصحراوية ، ونشرت العلم والمعرفة الدينية في الصحراء عن طريق زواياه المتعددة ...


3- الحركة المهدية في السودان
قامت هذه الحركة على يد مؤسسها محمد أحمد المهدي ( 1844 – 1885 م ) الذي ولد في جزيرة " لبب " جنوب مدينة دنقلة ، لأسرة قيل إنها من " الأشراف " وقد حفظ القرآن في صغره في " خلوة " القرية ، ثم تجول في أنحاء السودان طلباً للعلم ، وتعددت اتصالاته برجال الدين السودانيين ، واصحاب الطرق الصوفية ، وكان لترحاله هذا دخوله في إحدى الطرق الصوفية ثم خروجه منها ، أكبر الأثر في الدعاية له ، كرجل عابد زاهد ، يتأفف عن أكل الحرام ، وقد ساعدته هذه السمعة الطيبة على تكوين جماعة جديدة تأتمر بأمره ، وتنفذ إرشاداته ، كما أن تجواله ذاك مكنه من الاطلاع على أحوال المسلمين السيئة في شتى أنحاء السودان ،إضافة إلى ذلك فقد اطلع محمد أحمد المهدي في رحلاته تلك على أحوال البلاد السياسية السيئة ، الأمر الذي جعله يفكر في كيفية إصلاح أحوال أهل السودان الدينية والدنيوية ..


وقد اشتهر محمد أحمد بالزهد ، والورع والتقشف ، الأمر الذي دعاه إلى الانتقال ، والعيش في جزيرة نائية على النيل الأبيض – هي الجزيرة " أبا " بغرض الاختلاء والتعبد ، وربما لجمع الأتباع حوله استعداداً لبدء حركة تعمل على إصلاح أحوال المسلمين في السودان – الدينية والدنيوية –..


وكانت تعاليمه تتلخص فيما يلي :
1 – العودة بالإسلام إلى ما كان عليه في أيامه الأولى ، بالاعتماد على الكتاب والسنة .
2- التوحيد بين المذاهب السنية الأربعة ، والانفراد بمذهب اجتهادي خاص .
3- حصر الطريق الموصل إلى الله في أمور هي :
أ- صلاة الجماعة . جـ - امتثال أوامر الله ونواهيه .
ب – الجهاد في سبيل الله . د – الإكثار من كلمة التوحيد .
هـ - تلاوة القرآن . و – تلاوة الأوراد .



4- تحريم زيارة قبور الأولياء ، وتحريم الرقص والغناء ، ومنع البكاء ، وراء الميت ، وإبطال السحر ، وكتابة الحجب ، وشرب الدخان والخمر .
5- البساطة في الملبس ، والمأكل ، وحفلات الزواج .
6- القضاء على الفساد السياسي في السودان ، وبقية الأقطار الإسلامية ، والإحاطة بالنظام القائم – أي النظام العثماني ، وقد كان لهذا الموقف المعادي للدولة العثمانية أكبر الأثر في القضاء على الحركة المهدية .


وقد نجح المهدي في تحرير السودان من الحكم التركي – المصري – كحكم محمد علي وأبنائه للسودان ، واستولى على العاصمة الخرطوم في عام 1885 م ، وظلت الدولة المهدية قائمة على حكم السودان حتى قضت عليها حملة مصرية يقودها جنرال بريطاني هو " كتشنر " في عام 1899 م ، والذي استطاع بسط الحكم الثنائي في السودان في أعقاب هزيمته للحركة المهدية ، وذلك هو الحكم المسمى بالحكم الانجليزي – المصري للسودان ، والذي كان في واقع الأمر حكماً إنجليزياً محضاً للسودان ، لكون مصر ذاتها واقعة حينئذ تحت الاحتلال البريطاني منذ القضاء على ثورة عرابي في سنة 1882 م .

ثانياً : دور الأزهر والقرويين والزيتونة:

كان لهذه المؤسسات التعليمية الدينية دور في مجال الصحوات الإسلامية ، وهو دوراً كثيراً ما أغلفه وأهمله الكتاب والباحثون ، لذا سنلقي الضوء على الدور فيما يلي :

1- الجامع الأزهر :

من أقدم الجامعات الإسلامية التي عرفها العالم ، فقد ظل منذ إنشائه في عام 359 هـ بمدينة القاهرة ، سنداً وحامياً للدين الإسلامي ، ولتراثه الفكري كله ، حتى في أحلك الظروف وأصعبها عندما تعرضت مصر والأمة الإسلامية للغزوات التتارية ، والصليبية الاستعمارية التي هددت كيان الأمة الإسلامية ، كما أنه ظل منارة علم وهداية يستضاء به في كل مكان من العالم الإسلامي ...

والأزهر الآن مؤسسة تعليمية حديثة شملها التطور فأصبحت فيه كليات للطب ، والهندسة ، وبقية العلوم العصرية ، ولكنه ما زال الحصن الأمين للدين الإسلامي ، القائم على تراثه ، وتعاليمه ، والعامل على تطويرها ، وتحديثها ، ونشرها بين المسلمين .
2- جامع القرويين :

يقع في مدينة فاس بالمغرب الأقصى ، ويرجع إليه الفضل في استمرار الوجود الإسلامي في تلك الديار ، وفي حفظ اللغة العربية ، والتعاليم الإسلامية ونشرها في سائر أطراف أفريقيا الغربية ، وقد أنشئ عام 245 هـ / 859 م ، وظل يؤدي دوره كمصدر إشعاع إسلامي دون انقطاع ، ولم يتعرض إلى ما تعرض إليه الأزهر ، أو جامع الزيتونة ، وهو من أغنى المساجد الإسلامية من حيث فسحة أراضيه ، وكثرة عقاراته ..

وقد لمعت أسماء بعض من تلقوا العلم في القرويين – من أمثال – ابن العربي ، وابن بطوطة ، وان خلدون ، وغيرهم ممن أثروا تراث الأمة الإسلامي الثقافي ، وإليه كانت تلك السفارات من المشرق ، ومن الأندلس وتونس وغيرها ، كسفارة صلاح الدين الأيوبي إلى المغرب ، يحضرون مجالس علمائه ، وينهلون من فيض علمهم ، وقد كان لعلمائه مشاركتهم في أحداث بلادهم السياسية والعسكرية ، فمثلاً كانت استجابة المرابطين لنجدة الأندلس نتيجة – ضمن عوامل أخرى – لفتوى أصدرها علماء جامع القرويين ..
3- جامع الزيتونة :

أنشئ هذا الجامع في فترة مبكرة في عام 114 هـ / 732 م ، وكان له الفضل الأول في إنشاء جامع وجامعة القرويين بفاس ، حيث أمدها بالعلماء ، والمناهج والكتب – وكانت وكأنها فرع له.
ولم يلبث جامع الزيتونة أن تعثر في مسيرته في القرن الخامس الهجري على أثر تغلب عرب " بني هلال " ، وأصبح أثراً بعد عين ،الأمر الذي مكن جامع القرويين من الازدهار ، ورغماً عن نهضة جامعة الزيتونة من جديد ألا أنه عانى ثانية في القرن العاشر من تدخل الأسبان .


وجامع الزيتونة أحد المؤسسات التعليمية الإسلامية في الشمال الأفريقي ، وقد اقترن اسمه في مجال تعليم العلوم الدينية بجامع القيروان في تونس ، وجامع القرويين بفاس في المغرب الأقصى ، وبالجامع الأزهر في القاهرة .
والواقع أن بداية تأسيس مسجد الزيتونة كان في حوالي عام 80 هـ / 699 م على يد حسان بن النعمان والي أفريقية في عهد الدولة الأموية ، وقد أعاد بناءه من جديد عبيد الله الحبحاب عام 114 هـ / 732 م عندما كان والياً على المغرب ، وربما سمي " الزيتونة " ليكون منارة إسلامية يستضيئ بنوررها وعلمها المسلمون ، وكانت الدراسة فيه على نظام " الحلقات " المعروف ، حيث يتحلق الطلاب حول العلماء يتلقون عنهم المعارف الإسلامية ، مثل الفقه ، وعلوم القرآن واللغة إلخ ، وقد نظمت الدراسة فيه عام 1309 هـ / 1891 م ، فأصبح الحصول على شهادة اجتياز امتحان معين هي الشرط الأساس لأن يصبح العالم مدرساً فيه ، وأصبح الطالب المتخرج منه يمنح شهادة تسمى بشهادة " التطويع " .


ولجامع الزيتونة دور مماثل لدور الجامع الأزهر في مصر وذلك أن كليهما استطاع أن يقوم بدور فاعل في التصدي للفكر الشيعي ، وان يعيد لمذهب أهل السنة والجماعة مكانته الحاسمة الفاصلة في العالم الإسلامي سواء في المشرق أو المغرب ، ففي عهد الفاطميين حاولت هذه الدولة نشر مذهب الشيعة الإسماعيلي بين أهل المغرب ، ومحو المذهب السني ،واستمر الأمر كذلك حتى عهد حاكم تونس المعز بن باديس رابع ملوك الدولة الصنهاجية ، الذي نبذ المذهب الشيعي في عام 441 هـ / 1049 م ، وبايع الخليفة العباسي ، وأعاد تونس إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، وقد كان لجامع الزيتونة دور رائد في تأصيل هذا المذهب ، فقد تولى علماؤه مكافحة العقائد المخالفة له ، حتى عم مذهب الإمام مالك بن أنس الديار التونسية ، وهكذا فقد كان " الزيتونة " كما كان " الأزهر " وكما كان " القرويين " مساجد كالحصون حمت العقيدة ، ودافعت عنها ، وحفظتها في أوقات الأزمات والخطوب التي ألمت بالأمة الإسلامية.
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملخصات, الاسلامي, العالم, حاضر

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ اللغة الانجليزية ] : المقبولين لغة انجليزيه ... حياكم Second semester مسز شانيل منتدى كلية الآداب بالدمام 5290 2011- 9- 17 06:23 PM
حاضر العالم الاسلامي م-5 alsager اجتماع 3 6 2011- 3- 16 03:02 PM
حاضر العالم الاسلامي م-2 alsager اجتماع 3 3 2011- 3- 3 03:01 AM
تلخيص حاضر العالم الاسلامي من1-3 alsager اجتماع 3 7 2011- 3- 3 02:54 AM
[ جميع التخصصات ] : بنات الي سجلوا مادة الحاضر الإسلامي crn40579 تعـــــــــــالوا ميما2010 منتدى كلية الآداب بالدمام 12 2011- 2- 14 11:57 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 08:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه