ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل ملتقى التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل انتساب ( الانتساب المطور ) ,منتدى النقاش التسجيل,البلاك بورد,التحويل انتظام,تسجيل المقررات,الاختبارات والنتائج.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011- 1- 16
عضو منتسب
أكـاديـمـي نــشـط
بيانات الطالب:
الكلية: كلية التربية
الدراسة: انتساب
التخصص: تربية خاصه
المستوى: المستوى الثامن
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 2379
المشاركـات: 1
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39357
تاريخ التسجيل: Thu Oct 2009
المشاركات: 153
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 1090
مؤشر المستوى: 64
عضو منتسب has much to be proud ofعضو منتسب has much to be proud ofعضو منتسب has much to be proud ofعضو منتسب has much to be proud ofعضو منتسب has much to be proud ofعضو منتسب has much to be proud ofعضو منتسب has much to be proud ofعضو منتسب has much to be proud of
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
عضو منتسب غير متواجد حالياً
عاجل ابغى اخلافيات المهنه

السلام عليكم عاجل ابغى ملخص العنزي اخلاقيات المهنه المحاضرات 11و 12 و13 و14 وهل دكتوور حذف شي
رد مع اقتباس
قديم 2011- 1- 16   #2
جامعيةواجتماعيه
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية جامعيةواجتماعيه
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 41095
تاريخ التسجيل: Tue Nov 2009
المشاركات: 244
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 346
مؤشر المستوى: 63
جامعيةواجتماعيه is a jewel in the roughجامعيةواجتماعيه is a jewel in the roughجامعيةواجتماعيه is a jewel in the roughجامعيةواجتماعيه is a jewel in the rough
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
جامعيةواجتماعيه غير متواجد حالياً
رد: عاجل ابغى اخلافيات المهنه

اخوي المحاضره 14 محذوفه وتفضل المحاضرات الباقيه وللامانه منقول ودعواتك لينا
المحاضرة الحاديةعشرة
التعاونالمهني
خلق التعاونالمهني
تعريفالتعاون المهني:
التعاون لغة هوالمساعدة, من عاونه وأعانه إذا ساعده. والمعاون هو المساعد. والمعاونة هي: المساعدة.
والتعاون المهني في معناهالاصطلاحي يعني: المساعدة على أدائها.
أيالمساعدة في إيجاد المهنة بروح الفريق الواحد, وما يستلزمه ذلك من تسييد معانيالأخوة والاحترام وسياسة الصبر, ثم الارتقاء إلى مراتب التناصحوالتنافس.
أي أن على أصحاب المهنة أن يسعوافي واقعهم إلى تحقيق أمرين اثنين هما:
تسييدمعاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر بين أطراف المهنة من عاملين وأرباب عمل أورؤساء.
الارتقاء إلى درجات التناصح والتنافسباعتبارها ثمرة لتسييد معاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر.
شروط التعاونالمهني:
لابد لتحقيق معاني الأخوةوالاحترام والصبر والتناصح والتنافس من توافر الشروطالتالية:
1- استحضار معنى الأخوة مع زملاءالمهنة لقوله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}.
2- إنكار الذات والترفع عن الأنانية لكونها من الصفات الشيطانية كماقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبهلنفسه).
3- السماحة في المنهج كما قالالرسول صلى الله عليه وسلم : (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى, سمحاًإذا قضى سمحاً ).
4- الصبر على المكارهلقوله تعالى: [إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ] {الزُّمر:10}
5- بذل النصيحة لقوله صلىالله عليه وسلم : (الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابهولأئمة المسلمين وعامتهم).
6- المنافسةالشريفة لصالح المهنة ولما فيه خيرها كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (من قتلقتيلا فله سلبه).
التوجيهالفقهي لخلق التعاون المهني:
كماأسلفنا في الخصال السابقة (الطهارة المهنية والاستقامة) فإن الحد الأدنى من هذاالتعاون أيضاً ضروري وإلزامي بنص القانون أو العقد, والإخلال به يستوجب مسؤوليةقضائية, ويبقى ما فوقه مطلوبا من جهة الأخلاق, ويستوجب مسؤوليةأخلاقية.
وأيضاً ننبه هنا إلى ما أسلفناه منقبل من أن التعاون المطلوب في كل مهنة بحسب طبيعتها, فالتعاون المطلوب بين المدرسينيختلف عن المطلوب بين الطبيب والمريض, أو طاقم الطائرة... وهكذا.
كما أننا لا شأن لنا بالجوانب الأخرىالتي لا تتصل بالمهنة كالتعاون بين أفراد الأسرة أو الجيران ... ونحوذلك.
أدلة التعاونالمهني:
يدل لخلق التعاون المهني أدلة كثيرمن القرآن والسنة, نذكر فيما يلي بعضاً منها:
- من القرآن الكريم: قوله تعالى: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّوَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ] {المائدة:2} .
وقوله تعالى على لسان ذي القرنين: [قَالَمَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْوَبَيْنَهُمْ رَدْمًا] {الكهف:95} .
وقولهتعالى: [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] {الحجرات:10} .
وقوله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُواوَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {آل عمران:200} .
فهذه الآيات واضحة الدلالة في الحث علىالتعاون والأخوة والصبر التي هي من جملة خصال خلق التعاونالمهني.
مظاهر التعاون المهني عندالفقهاء:
هناك عقود ومهن كثيرة يتجلى فيهامظاهر التعاون المهني ذكرها الفقهاء في مصنفاتهم نكتفي بذكر بعضمنها:
الإقالة فيالعقود: وتعني نقض العقد وإبطالهبرضا الطرفين بناءً على طلبٍ من أحدهما بعد إبرام العقد ولزومه وترتب آثاره. أي أنأحد الطرفين يبدي ندمه وتراجعه عن الإقدام على العقد من بعد لزومه وترتب آثاره, فيستجيب له الآخر تقديراً لظروفه, ومراعاة لحق الأخوة التي يحث عليه الشرع, وقدأجمع الفقهاء على أن الإقالة مندوبة؛ لأنها من باب التعاون على البر, ويقول فيهاعليه الصلاة والسلام: (من أقال مسلماً عثرته أقال الله عثرته يوم القيامة). والإقالة قد تكون بين متعاقدين في عقد بيع أو إجارة أو مريض مع طبيب, أو مهندس أوشركة للمقاولات مع من يريد إنشاء مبانٍ أو محلات تجارية, ولا شك أن ذلك من بابالتعاون على البر, والاستجابة لدواعي الأخوة, وهما من خصال التعاونالمهني.
_________________________________________
المحاضرة الثانية عشرة
الأمانة المهنية
تعريف الأمانة المهنية:
الأمانة لغة
: عكس الخيانة, وتفيد الأمن والاطمئنان وعدم الخوف. وتطلق أيضاً على كل ما عهد به إلى الإنسان من حقوق أو واجبات أو حاجات للآخرين, فيطالب بالحفاظ عليها وإيصالها إلى ذويها سالمة. قال تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا] , وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ].
والأمانة المهنية تعني في
الاصطلاح الحفاظ على المهنة بحفظ عهدها وعدم الخيانة فيها. وتتمثل في أصول ثلاثة هي :
1. ما يخص حقيقة
المهنة: وذلك بالحفاظ على خصوصية العلاقة بين أطراف المهنة بحسب طبيعة المهنة, مما يعرف عند الناس بأنه نقض للعهد, وإفشاء لأسرارها .
2. ما
يخص التصرف في المهنة: وذلك من خلال الحفاظ على مصالح المهنة الحقيقية, لا مصالحه الشخصية على حساب المهنة. فلا يسرف في الإنفاق فيما يستلزم الإنفاق, ولا يستغل مهنته أو منصبه ليقدم مصالحه الشخصية على مصالح المهنة.
3. ما
يخص وسيلة المهنة: سواءٌ في الوصول إليها أو في أدائها, فيجب أن تكون مشروعة لأن الغاية لا تبرر الوسيلة, وللوسائل حكم المقاصد, فلا كذب ولا غش ولا نفاق ولا غيبة ولا نميمة.
شروط الأمانة المهنية
:
من خلال تعريف المهنة يمكن وضع أهم الشروط التي يجب توافرها لتحقيق
الأمانة المهنية, وتلخيصها في الآتي:
الشرط الأول
:
أن يحافظ جميع
الأطراف على أسرار المهنة مما يعد إفشاؤه نقضاً للعهد.
فمثلاً الطبيب يطالب بالحفاظ على نوعين من
الأسرار:
أ‌
- ما يتعلق بجهة عمله كالمستشفى فلا يفشي أسرارها.
ب‌
- ما يتعلق بالمريض ووضعه الصحي مما يعد سراً فلا يفشيه.
وعليه فلا يدخل في أسرار المهنة
:
أ
- ما لا علاقة له بالمهنة كأن يعترف المريض أمام الطبيب بأنه قد ارتكب جريمة أو جناية في حق آخرين, أو اعتدى عليهم.
ب ـ
ما لا يعد سراً بين الناس ولا يعد الكشف عنه نقضاً للعهد, كأن يذكر اسم المريض أو مهنته أو مكان إقامته.
ج
ـ ما يعد سراً ولكن إفشاؤه في تلك الحالة مطلوب لجهة محددة لتعلق مصالحهم بالكشف عنها, وذلك كما لو أقد طرف على خطبة من آخر, فأجروا فحوصات طبية, فتم إجراؤها فيجب هنا الكشف عن حقيقة الوضع للأطراف, ولا يجوز إخفاؤها.
والمستشفى تحتفظ
بنوعين من الأسرار:
أ
ـ ما يتعلق بالطبيب من حيث أجرته أو الجزاءات الإدارية الواقعة عليه مثلاً.
ب
ـ ما يتعلق بالمريض مما يعد كشفه نقضاً للعهد, ومضراً به.
والمريض يحتفظ أيضاً
بنوعين من الأسرار:
أ
ـ ما يتعلق بالمستشفى أو الجهة الطبية من معاملة خاصة كتخفيض الأجر مثلاً ومراعاة ظروفه الخاصة.
ب ـ
ما يتعلق بالطبيب كأن يكون قد عامله بصورة مخصوصة مثل السماح له بمراجعته خارج أوقات الدوام الرسمي, أو مراجعته في بيته ... أو غير ذلك مما يعد الكشف عنه مزعجاً للطبيب.
الشرط الثاني
:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة الرشد في
التصرف من غير إسراف أو استغلال.
فمثلاً الطبيب لا
يستغل ما وضع تحت تصرفه من الأجهزة في سبيل معالجة أصحابه وقرابته من غير إذن صاحب العمل, كما أنه لا يسرف في استعمال الأدوات الطبية التي وضعت تحت تصرفه.
والمستشفى لا تستغل الطبيب في طلبه خارج أوقات
دوامه في سبيل مصالحها, أو الكشف على مرضى غير مدرجين في قائمة عمله.
والمريض لا يستغل فرصة وجوده مع الطبيب في السؤال
عن أعراض مرضية يعاني منها بعض من يخصونه. وهكذا.
الشرط الثالث
:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة السبل المشروعة التي تحفظ شرف الوسيلة
لشرف المقصد , فلا مجال للكذب ولا للنفاق ولا
للغش ولا
الغيبة ولا النميمة.

التوجيه
الفقهي لخلق الأمانة المهنية:
ما ذكرناه
سابقاً في الطهارة المهنية وما بعدها يتكرر هنا ومن ثمَّ فلا داعي لإعادته مرة أخرى. بمعنى أن الحد الأدنى من الأمانة المهنية ضرورية وقد تم التنصيص عليه من خلال القوانين والعقود, فإذا نحن هنا سنتناول ما وراء ذلك.
كما أن الأمانة المهنية تختلف من مهنة إلى أخرى, وكذلك لا شأن لنا بما
وراء المهنة .
أدلة الأمانة
المهنية:
يدل لخلق الأمانة المهنية آيات
عديدة من كتاب الله وأحاديث نبوية كثيرة نذكر بعضها فيما يأتي:
فال تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ
إِلَى أَهْلِهَا], وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ]. فهذه الآيات تأمر بالحفاظ على الأمانات وأدائها على وجهها المطلوب, والأمانة المهنية جزء منها. وفي هذا أيضاً ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفات المنافقين: (وإذا أؤتمن خان).
قال تعالى: [وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ
إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ] وفي هذا ما يدل على أنه ما كان ينبغي لهن الإفضاء بالسر الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) وقال أيضاً : (مَنْ حَدَّثَ فِي مَجْلِسٍ بِحَدِيثٍ فَالْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ). أي أنه لا يجوز نقل كلام الآخرين, وإفشاءه, حتى وإن لم يطلبوا كتمانها صراحة, أو يقولوا هذه أمانة, بل يكفي أن يفهم منهم ذلك بمجرد الإشارة والإيماء كالالتفاتة التي تومئ إلى أن صاحبها يريد أن يخفي الخبر عن الآخرين, ولا يريد أن يسمعه غير من يتحدث إليه.
قال تعالى: [وَلَا
تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ... وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] وقال تعالى: [وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ] فهذه الآيات تنهى عن صفات خلقية ذميمة من مثل الكذب والغش والغيبة واللمز وهي كلها متعارضة مع خلق الأمانة التي يجب التحلي بها, ومنها الأمانة المهنية.
مظاهر الأمانة المهنية عند
الفقهاء:
ذكر الفقهاء كثيراً من الأحكام
الفقهية ذات العلاقة بخصال الأمانة الخلقية نشير هنا إلى بعض منها:
أ-استغلال المهنة بالغلول وقبول
الهدايا: والمقصود باستغلال المهنة, الانتفاع الشخصي منها بما يعد تهمة, أو مظنة تهمة.
والغلول يعني
أخذ شيء من مال الغنيمة أو غيره من الأموال المشتركة قبل أن يقسم. وسمي غلولاً لأن فاعله يخفيه في متاعه خيانة. وهو ناقض للأمانة. قال تعالى: [وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ] وقال صلى الله عليه وسلم: (من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخْيطاً فما فوقه, كان غلولاً يأتي به يوم القيامة).
وقال صلى الله عليه وسلم
: (هدايا العمال غلول). أي ما يقدم إلى موظفي الدولة أو من في حكمهم من الهدايا والأموال بسبب أعمالهم أو مهنهم محرمة, وخيانة للأمانة, واستغلال للمهنة أو الوظيفة في سبيل مصالحه الشخصية.
ب-الغش في
المهنة بالتصرية والنجش: الغش في المهنة يعني التدليس في أدائها بما يوهم السلامة, وادعاء كثرة راغبيها لإغراء الآخرين فيها, أو رفع الأجر عليهم.
والأصل الفقهي الذي يتأسس عليه
التدليس والخداع في المهنة هو التصرية.
والأصل الفقهي
الذي يتأسس عليه الادعاء بكثرة الطالبين للمهنة هو النجش.
أما التصرية فهي ترك اللبن في ضرع الدابة حتى يزداد فيتوهم الراغب في
الشراء أنها كثيرة اللبن, فيقدم على شرائها. ولا خلاف في تحريم هذا العمل لما فيه من الخداع والغش, والإخلال بالأمانة المهنية, وقد وردت الأحاديث في النهي عن الغش بصورة عامة, وعن التصرية بشكل خاص, فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصروا الإبل والغنم ...). ويلحق بهذا كل عمل من شأنه خداع الآخرين, وإغرائهم بشراء السلعة مع كونها على خلاف ذلك في حقيقتها, كأن يستخدم أصباغ أو ألوان خادعة تخفي حقيقة وضع السلعة, أو نكهات تخفي حقيقة الطعم الأصلي, أو أنواع من زيوت المحركات لإخفاء وضع محرك السيارة ساعة من الزمن حتى يتم بيعها, وهكذا.
وأما النجش فهو إبداء الرغبة في شراء سلعة لإغراء غيره, وإغلاء الثمن
عليه, من غير أن يكون لديه نية حقيقية في الشراء. وهو حرام أيضاً لما فيه من خداع وتغرير للآخرين, وقد وردت الأحاديث النبوية الشريفة في النهي عنه, منها قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تناجشوا). ويلحق بذلك ما يشبهه من حيث استثارة الناس, وإغرائهم بالشراء.
ج- السفه في
المهنة: ونعني به التبذير في إنفاق المال وإسرافه, وهو ضد الرشد الذي هو إصلاح المال وتنميته والمحافظة عليه. فمن صور السفه مثلاً أن يستهلك الممرض أضعاف المطلوب من الشاش والمراهم في معالجة جرح مريض مثلاً, أو يستهلك أضعاف ما يحتاج من الوقود للسيارة, أو الأسلاك لتمديدات كهربائية ونحو ذلك. وقد طالب الشرع بالحجر على السفيه, فقال تعالى: [وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا].
ولا شك أن النهي عن هذه التصرفات (الغلول والرشوة والتصرية والنجش
والإسراف) من شأنها أن تؤسس لخلق الأمانة المهنية.
__________________

المحاضرة الثانيةعشرة
الأمانةالمهنية
تعريفالأمانة المهنية:
الأمانة لغة:عكس الخيانة, وتفيدالأمن والاطمئنان وعدم الخوف. وتطلق أيضاً على كل ما عهد به إلى الإنسان من حقوق أوواجبات أو حاجات للآخرين, فيطالب بالحفاظ عليها وإيصالها إلى ذويها سالمة. قالتعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا] , وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَوَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ].
والأمانة المهنية تعني فيالاصطلاحالحفاظ على المهنة بحفظ عهدها وعدمالخيانة فيها. وتتمثلفي أصول ثلاثة هي :
1. ما يخص حقيقةالمهنة:وذلك بالحفاظ على خصوصية العلاقةبين أطراف المهنة بحسب طبيعة المهنة, مما يعرف عند الناس بأنه نقض للعهد, وإفشاءلأسرارها .
2. مايخص التصرف في المهنة:وذلك من خلال الحفاظعلى مصالح المهنة الحقيقية, لا مصالحه الشخصية على حساب المهنة. فلا يسرف فيالإنفاق فيما يستلزم الإنفاق, ولا يستغل مهنته أو منصبه ليقدم مصالحه الشخصية علىمصالح المهنة.
3. مايخص وسيلة المهنة:سواءٌ في الوصول إليها أوفي أدائها, فيجب أن تكون مشروعة لأن الغاية لا تبرر الوسيلة, وللوسائل حكم المقاصد, فلا كذب ولا غش ولا نفاق ولا غيبة ولا نميمة.
شروط الأمانة المهنية:
من خلال تعريف المهنة يمكن وضع أهم الشروط التي يجب توافرها لتحقيقالأمانة المهنية, وتلخيصها في الآتي:
الشرط الأول:
أن يحافظ جميعالأطراف على أسرار المهنة مما يعد إفشاؤه نقضاً للعهد.
فمثلاً الطبيب يطالب بالحفاظ على نوعين منالأسرار:
أ‌- ما يتعلق بجهة عمله كالمستشفى فلا يفشيأسرارها.
ب‌- ما يتعلق بالمريض ووضعه الصحي مما يعد سراً فلا يفشيه.
وعليه فلا يدخل في أسرار المهنة:
أ-ما لا علاقة له بالمهنة كأن يعترفالمريض أمام الطبيب بأنه قد ارتكب جريمة أو جناية في حق آخرين, أو اعتدى عليهم.
ب ـما لا يعد سراً بين الناس ولا يعد الكشف عنه نقضاً للعهد, كأن يذكر اسمالمريض أو مهنته أو مكان إقامته.
جـما يعد سراً ولكن إفشاؤه في تلك الحالة مطلوبلجهة محددة لتعلق مصالحهم بالكشف عنها, وذلك كما لو أقد طرف على خطبة من آخر, فأجروا فحوصات طبية, فتم إجراؤها فيجب هنا الكشف عن حقيقة الوضع للأطراف, ولا يجوزإخفاؤها.
والمستشفى تحتفظبنوعين من الأسرار:
أـما يتعلق بالطبيب من حيث أجرته أو الجزاءاتالإدارية الواقعة عليه مثلاً.
بـما يتعلق بالمريض مما يعد كشفه نقضاً للعهد, ومضراً به.
والمريض يحتفظ أيضاًبنوعين من الأسرار:
أـما يتعلق بالمستشفى أو الجهة الطبية من معاملةخاصة كتخفيض الأجر مثلاً ومراعاة ظروفه الخاصة.
ب ـما يتعلقبالطبيب كأن يكون قد عامله بصورة مخصوصة مثل السماح له بمراجعته خارج أوقات الدوامالرسمي, أو مراجعته في بيته ... أو غير ذلك مما يعد الكشف عنه مزعجاًللطبيب.
الشرط الثاني:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة الرشد فيالتصرف من غير إسراف أو استغلال.
فمثلاً الطبيب لايستغل ما وضع تحت تصرفه من الأجهزة في سبيل معالجة أصحابه وقرابته من غير إذن صاحبالعمل, كما أنه لا يسرف في استعمال الأدوات الطبية التي وضعت تحتتصرفه.
والمستشفى لا تستغل الطبيب في طلبه خارج أوقاتدوامه في سبيل مصالحها, أو الكشف على مرضى غير مدرجين في قائمةعمله.
والمريض لا يستغل فرصة وجوده مع الطبيب في السؤالعن أعراض مرضية يعاني منها بعض من يخصونه. وهكذا.
الشرط الثالث:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة السبل المشروعة التي تحفظ شرف الوسيلةلشرف المقصد , فلا مجال للكذب ولا للنفاق ولا
للغش ولاالغيبة ولا النميمة.

التوجيهالفقهي لخلق الأمانة المهنية:
ما ذكرناهسابقاً في الطهارة المهنية وما بعدها يتكرر هنا ومن ثمَّ فلا داعي لإعادته مرةأخرى. بمعنى أن الحد الأدنى من الأمانة المهنية ضرورية وقد تم التنصيص عليه من خلالالقوانين والعقود, فإذا نحن هنا سنتناول ما وراء ذلك.
كما أن الأمانة المهنية تختلف من مهنة إلى أخرى, وكذلك لا شأن لنا بماوراء المهنة .
أدلة الأمانةالمهنية:
يدل لخلق الأمانة المهنية آياتعديدة من كتاب الله وأحاديث نبوية كثيرة نذكر بعضها فيما يأتي:
فال تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِإِلَى أَهْلِهَا], وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوااللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ]. فهذهالآيات تأمر بالحفاظ على الأمانات وأدائها على وجهها المطلوب, والأمانة المهنية جزءمنها. وفي هذا أيضاً ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفات المنافقين: (وإذاأؤتمن خان).
قال تعالى: [وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّإِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُعَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِقَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ] وفي هذا مايدل على أنه ما كان ينبغي لهن الإفضاء بالسر الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلملبعض أزواجه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخنمن خانك) وقال أيضاً : (مَنْ حَدَّثَ فِي مَجْلِسٍ بِحَدِيثٍ فَالْتَفَتَ فَهِيَأَمَانَةٌ). أي أنه لا يجوز نقل كلام الآخرين, وإفشاءه, حتى وإن لم يطلبوا كتمانهاصراحة, أو يقولوا هذه أمانة, بل يكفي أن يفهم منهم ذلك بمجرد الإشارة والإيماءكالالتفاتة التي تومئ إلى أن صاحبها يريد أن يخفي الخبر عن الآخرين, ولا يريد أنيسمعه غير من يتحدث إليه.
قال تعالى: [وَلَاتَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ... وَلَا تَجَسَّسُواوَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] وقال تعالى: [وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍكَذِبٍ] فهذه الآيات تنهى عن صفات خلقية ذميمة من مثل الكذب والغش والغيبة واللمزوهي كلها متعارضة مع خلق الأمانة التي يجب التحلي بها, ومنها الأمانةالمهنية.
مظاهر الأمانة المهنية عندالفقهاء:
ذكر الفقهاء كثيراً من الأحكامالفقهية ذات العلاقة بخصال الأمانة الخلقية نشير هنا إلى بعض منها:
أ-استغلال المهنة بالغلول وقبولالهدايا:والمقصود باستغلال المهنة, الانتفاعالشخصي منها بما يعد تهمة, أو مظنة تهمة.
والغلول يعنيأخذ شيء من مال الغنيمة أو غيره من الأموال المشتركة قبل أن يقسم. وسمي غلولاً لأنفاعله يخفيه في متاعه خيانة. وهو ناقض للأمانة. قال تعالى: [وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّأَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ] وقال صلىالله عليه وسلم: (من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخْيطاً فما فوقه, كان غلولاًيأتي به يوم القيامة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (هدايا العمال غلول). أي ما يقدم إلى موظفي الدولة أو من في حكمهم من الهداياوالأموال بسبب أعمالهم أو مهنهم محرمة, وخيانة للأمانة, واستغلال للمهنة أو الوظيفةفي سبيل مصالحه الشخصية.
ب-الغش فيالمهنة بالتصرية والنجش:الغش في المهنة يعنيالتدليس في أدائها بما يوهم السلامة, وادعاء كثرة راغبيها لإغراء الآخرين فيها, أورفع الأجر عليهم.
والأصل الفقهي الذي يتأسس عليهالتدليس والخداع في المهنة هو التصرية.
والأصل الفقهيالذي يتأسس عليه الادعاء بكثرة الطالبين للمهنة هو النجش.
أما التصرية فهي ترك اللبن في ضرع الدابة حتى يزداد فيتوهم الراغب فيالشراء أنها كثيرة اللبن, فيقدم على شرائها. ولا خلاف في تحريم هذا العمل لما فيهمن الخداع والغش, والإخلال بالأمانة المهنية, وقد وردت الأحاديث في النهي عن الغشبصورة عامة, وعن التصرية بشكل خاص, فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصروا الإبلوالغنم ...). ويلحق بهذا كل عمل من شأنه خداع الآخرين, وإغرائهم بشراء السلعة معكونها على خلاف ذلك في حقيقتها, كأن يستخدم أصباغ أو ألوان خادعة تخفي حقيقة وضعالسلعة, أو نكهات تخفي حقيقة الطعم الأصلي, أو أنواع من زيوت المحركات لإخفاء وضعمحرك السيارة ساعة من الزمن حتى يتم بيعها, وهكذا.
وأما النجش فهو إبداء الرغبة في شراء سلعة لإغراء غيره, وإغلاء الثمنعليه, من غير أن يكون لديه نية حقيقية في الشراء. وهو حرام أيضاً لما فيه من خداعوتغرير للآخرين, وقد وردت الأحاديث النبوية الشريفة في النهي عنه, منها قوله صلىالله عليه وسلم: (ولا تناجشوا). ويلحق بذلك ما يشبهه من حيث استثارة الناس, وإغرائهم بالشراء.
ج- السفه فيالمهنة:ونعني به التبذير في إنفاق المال وإسرافه, وهو ضد الرشد الذي هو إصلاح المال وتنميته والمحافظة عليه. فمن صور السفه مثلاً أنيستهلك الممرض أضعاف المطلوب من الشاش والمراهم في معالجة جرح مريض مثلاً, أويستهلك أضعاف ما يحتاج من الوقود للسيارة, أو الأسلاك لتمديدات كهربائية ونحو ذلك. وقد طالب الشرع بالحجر على السفيه, فقال تعالى: [وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَأَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَاوَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا].
ولا شك أن النهي عن هذه التصرفات (الغلول والرشوة والتصرية والنجشوالإسراف) من شأنها أن تؤسس لخلق الأمانة المهنية.
__________________

المحاضرة الثالثةعشرة
المحبةالمهنية
تعريفالمحبة المهنية:
المحبة تعني الميل والودوالإيثار قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْوَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ] أي؛ إناختاروا وآثروا وقدموا الكفر على الإيمان.
وللحب أنواع متعددةمنها:
حب عقيدة وإيمان, وهو حب الله ورسوله كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجدحلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبهإلا لله, وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف فيالنار).
حب فطرة وطبعكحب الولد والمالكما قال تعالى: [زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَوَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيْلِالمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَاوَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآَبِ]
حب تقديروإعجابكحب الصالحين وحب أهل الفضل والعلمكقوله تعالى: [وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْيُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ] وكقوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّيأسْألُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِيحُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وأهْلِي، وَمِنَالماءِ البارِدِ).
حب مصلحة ومنفعةكقوله ابن مسعود رضي الله عنه: " جبلت القلوب على حب من أحسن إليهاوبغض من أساء إليها" وكقول الشاعر أبي الفتح البستي في قصيدته عنوانالحِكم:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالمااستعبد الإنسان إحسان
حب شماتة, وهو حب الشر للأعداء, أو حب الرذائل, ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم: [إِنَّالَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْعَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ]
وما يتعلق ببحثنا هو النوعالرابع, أي؛ الحب المبني على المصلحة والمنفعة.
والمحبة المهنية تعني الميل تجاه المهنة لتحقيقأصول المحبة الثلاثة:
1- التوادد بالدوام ومراعاة آداب الياقة في علاقاتالمهنة.
2- والتراحم بالإحسان إلى زملاء المهنةوالمنتفعين منها.
3-
والتعاطف من خلال الإيثارلمصلحة المهنة.
وهذه الأصول الثلاثة جمعهاالرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهممَثَلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فهذه الأصل الثلاثة هي جسور المحبة التي تجعلمن الجماعة كأنها شخص واحد, ومن الشخص الواحد ومهنته شيئاًواحداً.
فإذا تحقق هذا الاتحاد أمكن القول بأنخلق المهنة متحقق.
شروط المحبةالمهنية:
تحققخلق المحبة المهنية إذا توافرت الشروط التالية:
تقديم المهنة على سائر المصالحالحياتيةالأخرى ولا شك أن هذا من إتقانالعمل الذي يحبه الله, ومن الإخلاص له والتفاني فيه.
الانتصار للمهنةوالدفاع عنها وعن العاملين معهوذلكبالمفهوم الذي نبه إليه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (انْصُرْ أَخَاكَظَالِمًا ، أَوْ مَظْلُومًا. قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذَا نَصْرُهُمَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَمْنَعُهُ مِنَالظُّلْمِ).
إفشاء السلام لنشر المحبة بين الناس وخصوصاً زملاء المهنةالواحدة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنون حتى تحابوا أولا أدلكم علىشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).
طلاقة الوجه بشكلدائملقوله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك فيوجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة, ومن المعروف أن تلقىأخاك بوجه طلق).
الاعتناء بالنظافةالشخصية,واختيار الزي المناسب لطبيعةالمهنة الأمر الذي يجعله محبوباً لدى زملائه قال تعالى: [يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوازِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُلَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ].
إكرام ذوي الهيئاتلقوله صلى الله عليه وسلم: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلاالحدود).
إراحة العاملين في المواصلات والمواعيدوالإقامةقال صلى الله عليه وسلم: إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَأَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّايَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْفَأَعِينُوهُم).
الإحسان للآخرين بصورةدائمةلقوله تعالى: [هَلْ جَزَاءُالإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ] .
الإيثار وتقديم مصالحالآخرينلقوله تعالى: [وَيُؤْثِرُونَ عَلَىأَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ]
التوجيه الفقهي لخلق المحبةالمهنية:
المحبة خلق راقٍ ويمكن تلمسه فيالمهن الراجحة, والأصل أن الإنسان يختار من المهن ما يحبه ويركن إليه, غير أنكثيراً من الناس اليوم لم يعودوا يتجهون إلى ما يحبونه من المهن, بل إلى الأكثردخلاً, مما أثر سلباً على خلق المحبة المهنية.
وما ذكرناه سابقاً في الطهارة المهنية وما بعدها يتكرر هنا ومن ثمَّ فلاداعي لإعادته مرة أخرى. بمعنى أن الحد الأدنى من المحبة المهنية ضرورية وقد تمالتنصيص عليه من خلال القوانين والعقود, فإذاً نحن هنا سنتناول ما وراءذلك.
كما أن المحبة المهنية تختلف من مهنة إلىأخرى, وكذلك لا شأن لنا بما وراء المهنة .
الأدلة في الحث على المحبة المهنية:
يدل لخلق المحبة المهنية آيات عديدة من كتاب الله وأحاديث نبوية كثيرةنذكر بعضها فيما يأتي:
قوله تعالى: [وَالَّذِينَتَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَإِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَعَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِفَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] فقد امتدح الله الأنصار لاتصافهم بخلق المحبةوالإيثار, فعلى الرغم من أن الله قدم ذكر المهاجرين على ذكرهم, وأعطاهم من الفضلوالشرف أكثر مما أعطى الأنصار, فإنهم لم يتأثروا بذلك, ولم تستطع دوافع الغيرةوالأنانية التأثير على نفوسهم الطيبة الزكية, فسجل الله لهم تلك الصفة الخلقيةالراقية.
قوله تعالى: [إِنَّ اللهَ مَعَالَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ] فالآية تثني على المحسنين, والإحسان من خلق المحبة المهنية.
عن أنس بن مالكرضي الله عنه قال كنا يوما جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: (يطلععليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة). قال: فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته منماء وضوئه قد علق نعليه في يده بشماله فسلم فلما كان من الغد قال النبي صلى اللهعليه و سلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى فلما كان اليوم الثالث قالصلى الله عليه و سلم مثل مقالته فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى فلما قام النبيصلى الله عليه و سلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت أبي فأقسمت أنلا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك ثلاثا حتى تمضي الثلاثة الأيام فعلتقال نعم قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليلشيئا غير أنه إذا تعار أو قال انقلب على فراشه ذكر الله عز و جل وكبر حتى يقوملصلاة الفجر قال عبد الله بن عمرو غيره أني لم أسمعه إلا خيرا فلما مضت الثلاثالليالي كدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لك ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجلمن أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلمأرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما هوإلا ما رأيت فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي علىمسلم غشا ولا أحسد على خير أعطاه الله عز و جل إياه قال عبد الله قلت هي التي بلغتبك وهي التي لا نطيق). فهذا الرجل لم يقد مزيداً من العبادات بمعناها الخاص من مثلالصلاة والصيام ونحوها, بل سلامة الصدر من الغش والحسد ونحوه, وهذه من أخلاق المحبةالمهنية.
مظاهر المحبةالمهنية:
ذكر الفقهاء كثيراً من الأحكامالفقهية ذات العلاقة بخصال المحبة الخلقية نشير هنا إلى بعضمنها:
استئذان المرؤوس منالرئيس في المهنة:
اتفق الفقهاء على أنالاستئذان من الرئيس في المهنة مطلوب, ولا شك أن ذلك من خلق اللياقة المهنية, ومنشأنه أن يحقق وينمي المحبة بين الرئيس ومرؤوسيه, وأن عدم الاستئذان وتجاهل المسؤولنوع من الكبر, ويؤدي إلى التنافر والتباغض, ومن فقد وجدنا الإسلام يعلم المسلمينهذا الخلق الرفيع في أكثر من موضع, من ذلك قول الله تعالى في الحث على الاستئذانبصفة عامة: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَبُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌلَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ], وفي الحث على الاستئذان من الرئيس خاصة يقولالله تعالى: [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِوَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّىيَسْتَأْذِنُوهُ, إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَيُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ, فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْفَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌرَحِيمٌ] ودلالة الآية على أدب الاستئذان واضحة جلية, لا نظنها تحتاج توضيحاً أكثرأو تعليقاً.
إفشاء السلامورده:
أجمع الفقهاء على أن إلقاء السلاممندوب إليه شرعاً, وأما رده فواجب, لعموم قول الله سبحانه: [وَإِذَا حُيِّيتُمْبِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا] فقد طالبت الآية بالردوجوباً, وعلقت ذلك على حال إلقاء السلام, ولم توجب الإلقاء, كما أن الأحاديثالشريفة دلت على سنية إلقاء السلام, من مثل قوله عليه الصلاة والسلام: (أولا أدلكمعلى شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم). ولا شك أن إفشاء السلام عموماًمن عوامل زرع المحبة بين الناس, فكان مطلوباً شرعاً.
الإحسان إلى زميلالمهنة:
والإحسان يتحقق من خلال خلقالإيثار والرحمة, والأصل في ذلك قول الله تبارك وتعالى: [وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَىوَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِوَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّاللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا] , والجار ذي القربى من كان بينهوبينك قرابة نسبية, وقيل زوجية. والجار الجنب هو الذي لا تربطهما ببعضهما صلةقرابة, وقيل: الرفيق في السفر, أو الجار الكافر. وزميل المهنة لا يقل منزلة عنالجار الجنب بحال من الأحوال. يقول الغزالي رحمه الله: "جملة حق الجار أن يبدأهبالسلام, ولا يطيل معه الكلام, ولا يكثر عن حاله السؤال, ويعوده في المرض, ويعزيهفي المصيبة, ويقوم معه في العزاء, ويهنئه في الفرح, ويظهر الشركة في السرور معه, ويصفح عن زلاته, ولا يتطلع من السطح إلى عوراته, ولا يضايقه في وضع الجذع علىجداره, ولا في مصب الماء في ميزابه, ولا في مطرح التراب في فنائه, ولا يضيق طرقهإلى الدار, ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره, ويستر ما ينكشف له من عوراته, وينعشه من صرعته إذا نابته نائبة, ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته, ولا يسمععليه كلاما, ويغض بصره عن حرمته, ولا يديم النظر إلى خادمته, ويتلطف بولده فيكلمته, ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه, هذا إلى جملة الحقوق التي ذكرناهالعامة المسلمين".
وقد وردت نصوص كثيرة من الشرعفي بيان حق الجار نكتف بذكر بعض يسير منها:
قولهصلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) وقوله صلىالله عليه وسلم: والله لا يؤمن , والله لا يؤمن, والله لا يؤمن. قالوا من يا رسولالله؟ قال: (من لا يؤمن جاره بوائقه).
وبهذايتضح لنا بشكل جلي حق الجوار في الإسلام, ويلحق به زميل المهنة كما أسلفنا, فيعاملبمقتضى خلق الإيثار الذي هو من خصال المحبة المهنية.




------------------------------------------------بالتوفيق
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المهنه, ابغى, اخلافيات

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل مايهم مهارات التفكير + اسئلة مهارات التفكير نقلت للاستفاذة طريق قلبي ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل 59 2011- 1- 16 02:10 PM
عاجل عاجل عاجل أبو جووود المستوى الثاني - كلية الأداب 8 2011- 1- 15 02:36 PM
رد على قصيدة د. عادل المالكي Abu Reyooof المستوى الأول - كلية الأداب 29 2011- 1- 14 08:26 PM
ملخص شامل لجميع محاضرات النحو التطبيقي عن طريق اسئله وأجوبه ابوصالح المستوى الأول - كلية الأداب 20 2011- 1- 10 12:41 PM
جميع الامثله اللي بالنحو التطبيق1 بشكل يساعدك على حفظها فيصل العمار المستوى الثاني - كلية الأداب 38 2011- 1- 10 01:16 AM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 06:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه