|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
آيـــــــــة وتفسيرها ...
تفسير قوله تعالى
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } آل عمران96- 97 فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري www.albahre.com بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد : فقد قرأنا في هذه الليلة قوله تعالى : {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ{96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}آل عمران 97 { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ } صُدِّرت هذه الآية بكلمة { إِنَّ } وهي تفيد التوكيد ، فأكد سبحانه وتعالى أن أول البيوت التي جعلها الله سبحانه مُتعبَدا للخلق هو البيت الحرام ، لا كما زعمته اليهود من أن المسجد الأقصى هو أول بيت جعله الله متعبدا للناس ، والبيت الحرام بين بنائه وبين بناء المسجد الأقصى كما جاء بذلك الحديث في الصحيحين ( بينهما أربعون سنة ) وهو أبعد المساجد عن المسجد الحرام ، ولذا سمَّاه الله عز وجل بالأقصى ، لأنه بعيد عن المسجد الحرام . { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ } أي مُتعبدا ومزارا هو { لَلَّذِي بِبَكَّةَ } { ِبَكَّةَ } قيل هي اسم من أسماء مكة ، سميت { بِبَكَّةَ } لأنها تَبُك أعناق العظماء ، يعني تقطع أعناق العظماء ممن أراد إهانة البيت ، ولذا أبرهة لما أراد أن يهدم الكعبة جرى له ما جرى مما قصَّه الله عز وجل علينا في سورة الفيل . أو لأن الناس يتباكَّون فيها ، يعني يَبُك بعضهم بعضا يعني يزدحم بعضهم ببعض ، وهذا واقع ، فكلا المعنيين صحيح . هذا البيت { مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} يعني حالة كون هذا البيت ذا بركة ، من أين تؤخذ هذه البركة ؟ أتؤخذ من التمسح بحيطانه أو بجدرانه أو بأراضيه ؟ أو بأستار الكعبة ؟ لا ، بركة هذا البيت يجب أن تناط بما جاء في الشرع ، ومن بركة هذا البيت على الخلق أن الله عز وجل استجاب – كما قال بعض العلماء – استجاب لدعاء إبراهيم عليه السلام { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً }البقرة126 ، ولذا قال هنا { وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } ومن بركة هذا البيت أن من أتاه فإن ذنوبه تُغفر ، أتغفر الصغائر والكبائر كلتاهما أم الصغائر فحسب ؟ قولان لأهل العلم ، والصواب أن الذنوب الصغائر والكبائر يكفرها الحج ، كما جاء في الصحيحين ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) فهو يُكفِّر الصغائر والكبائر . هل العمرة تدخل في هذا الفضل ؟ أو ما هو أبعد من هذا من أتى ذلك البيت العظيم لا لحج ولا لعمرة وإنما أراد الصلاة فيه أو الاعتكاف فيه دون أن يكون قصده حجا أو عمرة أيحصل له هذا الفضل ؟ نرجو له ذلك ، ما دليلنا ؟ ما جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ( من أتى هذا البيت ) لم يقل من أتاه حاجا أو أتاه معتمرا أو من أتاه مصليا أو من أتاه معتكفا – لا – وإنما عمَّم ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) أخرجه مسلم في صحيحه ، هذا من بركة هذا البيت . ومن بركة هذا البيت أن الله عز وجل استجاب لدعوة إبراهيم عليه السلام فرزق أهله الثمرات { وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }البقرة126 ، ولذلك فإن ذلك الموطن ليس بموطن زرع ، وقد قالها إبراهيم عليه السلام { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ }إبراهيم37، فاستجاب الله عز وجل دعاءه ، وهذا حاصل في واقعنا الذي نعيشه الآن وواقع فيما مضى ، ولذا قال عز وجل { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا }القصص57، يؤتى بالثمرات إليه ، من أين ؟ من موطن معين ؟ لا ، من كل موطن ، نوع معين من الطعام والشراب ؟ لا ، من جميع الأنواع . ومن بركة هذا البيت أن من صلى فيه صلاة واحدة فكأنه صلى مائة ألف صلاة فيما سواه ، بينما المسجد النبوي من صلى فيه صلاة فكأنما صلى ألف صلاة ، بينما المسجد الأقصى فقد جاء عند البزار ( أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة ) فدل هذا على أن أفضل المساجد الثلاثة " المسجد الحرام ثم المسجد النبوي ثم المسجد الأقصى " هذا البيت مع أنه بركة هو هدى ، من أراد الهداية فعليه أن ينفذ أمر الله سبحانه وتعالى في الإتيان إلى هذا البيت والتقيد بما جاء به الشرع فيما أُمر به الإنسان حينما يأتي هذا البيت ، فتكون هناك هداية حاصلة له ، ولذلك هذا البيت به قوام الناس دنيا وأخرى ، كما قال تعالى {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ } يعني تقوم مصالحهم الدينية والدنيوية بهذا البيت المائدة97. { وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } ولكن هؤلاء العالمون يأتونه كلهم ؟ الجواب لا ، لا يأتيه إلا من وفقه الله عز وجل وهداه للإسلام ، ولذلك هو بركة وهدى لكن لمن وفقه الله عز وجل ، فهو من حيث الأصل { هُدًى لِّلْعَالَمِينَ } لكن المنتفع به إنما هم أهل التقوى وأهل الإيمان . من بنى هذا البيت ؟ جاء في كتب السير كالبداية وغيرها ، جاءت آثار من أن هذا البيت بنته الملائكة ثم أوضحت الملائكة هذا البيت لآدم فأبرز شيئا منه ، ثم بناه إبراهيم عليه السلام " وهذا لا دليل عليه ، وإنما الأدلة تدل على أن الذي بناه هو إبراهيم عليه السلام { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127، وكما جاء عند البخاري لما أتى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل بعدما كبر وترك إسماعيل مع أمه هاجر في ذلك المكان في مكة ، أتاه بعدما كبر فقال إن الله عز وجل أمرني أن أبني هنا بيتا ، فبناه إبراهيم وساعده إسماعيل ، وما جاء من آثار تبين خلاف ما ذكرنا فإنها آثار إسرائيلية ، وإنما الواضح عندنا أن الذي بناه هو إبراهيم عليه السلام . ثم قال عز وجل : { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ } على عظمة الله عز وجل وأنه هو المعبود وحده سبحانه وتعالى ، ما هذه الآيات البينات ؟ هي كثيرة ،وهي المشاعر الموجودة في ذلك المكان ، لكن لما كان هناك بينة واضحة جليلة للناس نص الله عز وجل عليها في هذه الآية ، ولذا قال : { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ } وهي أن إبراهيم عليه السلام قام على هذا الحجر فأبقى الله عز وجل أثر قدميه من تلك السنين الطوال إلى هذه السنوات ولم يتغير ولم يتبدل ، وقد ذكر أهل التاريخ من أن هذا المقام كان قريبا من الكعبة ، فكان يصعد عليه إبراهيم عليه السلام ، لأن إبراهيم عليه السلام كان طويلا ، فإن من كان قبلنا هم طوال ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله خلق آدم في السماء ستين ذراعا ، فما زال الخلق ينقص إلى قيام الساعة ) يعني خلق الناس يتناقص ويقل في الطول ، لكن إذا عادوا إلى الله عز وجل يوم القيامة ودخل أهل الجنة الجنة فإنهم يكونون على طول أبيهم آدم عليه السلام . الشاهد من هذا أن إبراهيم عليه السلام كان طويلا ، فلما طال البيت وطال البناء ولم يتمكن من الوصول إلى أعلاه أتى بهذا المقام الذي هو الحجر وقام عليه وأبرز الله عز وجل أثر قدميه عبرة وعظة وآية إلى وقتنا هذا ، وهذا المقام قيل إنه كان قريبا من الكعبة ولكن لما أتى عهد عمر بن الخطاب وكثر الناس وازدحم الناس حول الكعبة وشقَّ بقاء هذا المقام أزاحه رضي الله عنه إلى هذا المكان الذي نراه في مثل هذا اليوم ، وهذا ذكره المؤرخون رحمهم الله . وهذا المقام لا يترتب عليه فضل ، ولذا نرى بعضا من الناس يتمسح بهذا الغطاء النحاسي المحاط به ، وهذا من التبرك المذموم ، وهو وسيلة من وسائل الشرك ، ولا يجوز للمسلم أن يتبرك بشيء ولا أن يتمسح به ، يقول شيخ الإسلام رحمه الله " ليس هناك شيء على وجه الأرض يُمسح تعبدا لله إلا شيئان " الركان اليماني يمسح فقط وكذلك الحجر الأسود " وقال " وليس هناك شيء على وجه الأرض يُقبَّل على وجه التعبد إلا الحجر الأسود ، ولذلك لا يشرع أن يقبَّل الركن اليماني ، إذاً الركن العراقي والشمالي من باب أولى لا يقبلان ولا يمسحان ، ولذلك كما في المسند ( لما كان معاوية رضي الله عنه يطوف بالبيت وكان كلما مر على الركن الشمالي والعراقي واليماني والحجر الأسود مسحها ، فأنكر عليه ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال معاوية رضي الله عنه ليس هناك شيء من البيت مهجور ) هذه علة في محلها في الظاهر ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما ( أليس في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ؟ قال معاوية صدقت ) فرجع معاوية رضي الله عنه إلى الحق . فلينتبه لمثل هذا الأمر ، التمسح بالأبواب والجدران سواء المسجد الحرام أو المسجد النبوي كل هذا من التبرك المذموم الذي يوصل العبد إلى الشرك بالله عز وجل . { ومَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } يعني من دخل هذا البيت فإنه آمن ، وفيه استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام كما قال بعض العلماء ، من أن الدعوة التي دعا بها استجاب الله عز وجل له . لكن يمكن أن يقول قائل حصلت بعض الأحداث الدموية فيما مضى ، فأين الأمن ؟ الأمن أن هذه الآية { ومَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } هي خبر بمعنى الطلب ، يعني من دخل هذا البيت أمنوه ، كما قال عز وجل { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ }البقرة228 ، هذا خبر لكن يُقصد منه الأمر ، يعني أنتن أيتها النساء اللواتي طلقن عليكن أن تتربصن ثلاثة حِيض ، فهذا خبر بمعنى الأمر . { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } كلمة { النَّاسِ } عامة ، ولكن خصصها الله عز وجل في الآية ، وهذا يدل على أن من أساليب القرآن ومن أساليب السنة أن يُؤتى في النص العام كلمة تخصص هذا العام ، أين التخصيص ؟ { مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } إذاً الحج ليس واجبا على الكل ،وإنما على من استطاع إليه . والحج فريضة فعلى من لم يحج أن يبادر ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند ابن ماجة ( تعجلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ) وهذا أمر خطير أن يفرِّط بعض الناس في القيام بهذا الركن العظيم ، فمن كان مستطيعا فيلزمه أن يحج . والمستطيع نوعان ، مستطيع بنفسه ومستطيع بغيره ، فالمستطيع بنفسه هو الذي يستطيع أن يذهب إلى المسجد الحرام ويؤدي هذه الفريضة ولديه مال ينفق به على نفسه في هذه الرحلة ، هذا هو المستطيع بنفسه . والمستطيع بغيره هو من عجز عن الذهاب ، هو عاجز لا يتمكن أبدا ، يعني من به مرض مستمر أو به كبر سن لا يتمكن ، هذا مستطيع بغيره إذا كان لديه مال ، فإذا كان لديه مال فعليه أن يحج بماله ، ولذلك أتت تلك المرأة الخثعمية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين فقالت ( يا رسول الله إن فريضة الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال نعم ) أما من لا قدرة له ، لا من حيث الذهاب ولا من حيث المال ، فإن الحج يسقط عنه حتى يغنيه الله عز وجل . لو قال قائل : لو أن شخصا تبرع لشخص بالمال ليؤدي هذه الفريضة ، أيلزمه أن يأخذ هذا المال ؟ إنسان عنده القدرة على الذهاب ولكن ليس لديه مال فأتاه أبوه أو أخوه أو قريبه فقال خذ هذا المال فحج به ، أيلزمه أن يأخذه ، بمعنى أنه لو ترك هذا يأثم ؟ قولان لأهل العلم : قال بعض أهل العلم يلزمه ، والصواب أنه لا يلزمه ، لم ؟ لأن من أعطاك هذا المال ربما يمن عليك في المستقبل ، ومن ثم فإنه لا يلزمه شيء إلا إذا كان قادرا بماله ، أما من تُبرع له فلا يلزمه ذلك . ثم قال سبحانه وتعالى : { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين } { وَمَن كَفَرَ } بماذا ؟ أطلق ، وهي قاعدة في اللغة وفي التفسير أيضا [ أن المعمول إذا حُذف دل على العموم ] هل قال : ومن كفر بالله ؟ ومن كفر بفريضة الحج ؟ ومن كفر بالرسول ؟ لم يقل هذا ، فهذا عام ، فإذا حذف المعمول دل على العموم ، وأبين لكم مثال آخر ، لأن هذه القاعدة مهمة يستفيد منها من يقرأ كلام الله عز وجل أو يقرأ كلام الرسول عليه الصلاة والسلام . قال عز وجل { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ }البقرة196، أحصرتم بماذا ؟ هل ذكر المرض ؟ هل ذكر العدو ؟ هل أحصر بضياع نفقة ؟ لم يقل هذا ، فدل هذا على العموم وأن كل محصر إذا لم يستطع بعد أن دخل في النسك ، إذا لم يستطع أن يؤدي هذه الفريضة بسبب هذا الإحصار ، بأي نوع من أنواع الإحصار ، فإنه يخلع ثياب الإحرام وإن كان معه هدي ذبحه ثم يحلق رأسه أو يقصر ثم يتحلل ولا شيء عليه ، فيعود ولا يترتب عليه شيء . هل يلزمه القضاء أم لا ؟ قولان لأهل العلم ، والصواب أنه لا يلزمه القضاء لأن من أحصر مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية في السنة السادسة لما رجع واتفق معه الكفار على أن يعود في عام القضاء في السنة السابعة لم يأت معه كل من أتى معه في السنة السادسة ، فدل على أن القضاء ليس بلازم ، لكن إن كانت فريضة الحج ثابتة في ذمته من قبل فعليه أن يسارع بذلك . { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين } إذاً من كفر بالله أو من كفر بالرسول عليه الصلاة والسلام أو كفر بالقرآن أو من كفر بفريضة الحج فإن الله غني عن العالمين ، كما يقال " لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره مصعية العاصي " ولذلك قال سبحانه وتعالى { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }العنكبوت6 ، صلاتنا لنا ، صيامنا لنا ، زكاتنا لنا ، قراءتنا للقرآن لنا ، حجنا لنا ، فالله عز وجل غني عن عباده ، ولا يضره شيء ، ولذلك في صحيح مسلم في حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين } [COLOR="Indigo"]والعالمون هو كل ما سوى الله عز وجل ، فهو سبحانه وتعالى غني عن الملائكة ، غني عن الجن ، غني عن الإنس ، فكل هؤلاء محتاجون إليه سبحانه وتعالى . نسأل الله عز وجل أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا رشدنا وأن يعيذنا شر أنفسنا ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد . |
2011- 8- 17 | #2 |
صديق ملتقى المواضيع العامة
|
رد: آيـــــــــة وتفسيرها ...
جزاك الله خير
|
2011- 8- 17 | #3 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: آيـــــــــة وتفسيرها ...
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسنااااتك...
|
2011- 8- 17 | #4 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: آيـــــــــة وتفسيرها ...
جزاك الله خيروجعله في ميزان حسناااتك....
|
2011- 8- 17 | #5 |
مشرفة سابقة
|
رد: آيـــــــــة وتفسيرها ...
طرح مميز .. وشرح كافي و وافي
ورد على اليهوود .. بقولهم ان المسجد الاقصى هو اول متعبد : جزاك الله خير اخوي درع |
2011- 8- 17 | #6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: آيـــــــــة وتفسيرها ...
جزاكم الله خير
وأستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه ماشي مكة بإذن الله بعد الفطور ومالكم مني الا الدعاء أخواني أخواتي ولاتنسوني من دعائكم وإن شاء الله لنا عودهـ بعد رمضان |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
آيـــــــــة, وتفسيرها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|