ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > الدراسات الإسلامية
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

الدراسات الإسلامية طلاب وطالبات المستوى الثالث واعلى تخصص الدراسات الأسلامية التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011- 10- 24
الصورة الرمزية al_nadeer
al_nadeer
أكـاديـمـي نــشـط
بيانات الطالب:
الكلية: الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: دراسات اسلامية
المستوى: خريج جامعي
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 1315
المشاركـات: 4
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 66731
تاريخ التسجيل: Sat Dec 2010
المشاركات: 180
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 626
مؤشر المستوى: 56
al_nadeer has a spectacular aura aboutal_nadeer has a spectacular aura aboutal_nadeer has a spectacular aura aboutal_nadeer has a spectacular aura aboutal_nadeer has a spectacular aura aboutal_nadeer has a spectacular aura about
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
al_nadeer غير متواجد حالياً
القضايا المطروحة لمقرر الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

القضية الاولى

1.يعرف الخلق في الاصطلاح بأنه: حالٌ للنفس راسخةٌ تصدر عنها الأفعال من خيرٍ أو شرٍ من غير حاجةٍ إلى فِكرٍ و رَوِيَّةٍ.

اشرح التعريف مبيناً المراد من قولنا : حال للنفس , وراسخة, من غير حاجةٍ إلى فِكرٍ و رَوِيَّةٍ.

شرح التعريف وتوضيحه:
أما التعريف الأخير فواضح لا لبس فيه, إذ إن الصدق والسخاء والرحمة والعدل وحب الخير للناس كلها أخلاق حميدة, وفضائل مسلَّمة, يسعى عقلاء الناس للتحلي بها, وتربية أبنائهم عليها.
وأما التعريف الأول فهو الذي يكتنفه بعض الغموض, ويحتاج إلى توضيح, فنقول:يُقصد بـ (الحال) : الهيئة والصفة للنفس الإنسانية. و (راسخة) : أي ثابتة بعمق. وهو ما يعني أن الأفعال تتكرر من صاحبها على نسق واحد حتى تصبح عادة مستقرة لديه. ومن ثمَّ كان مَنْ ينفق المال مرة أو مرتين أو ثلاث مرات على المحتاجين لا يوصف بخلق السخاء والجود, بل لابد من تكرره منه بحيث يصبح عادة له.
() مادة خلق. باب القاف, فصل الخاء. لسان العرب, القاموس المحيط.
() إحياء علوم الدين للغزالي: 3/53؛ المعجم الوسيط مادة (خلق): 1/ 252.
() إحياء علوم الدين: 3/53.
و (من غير حاجةٍ إلى فِكرٍ و رَوِيَّةٍ) : أي من غير تكلف أو مجاهدة نفس , بل بسهولة ويسر وبطريقة تلقائية. يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "الخَلْق والخُلُق عبارتان مستعملتان معاً, يقال: فلانٌ حسنُ الخُلُق والخَلْق. أي: حسن الباطن والظاهر. فيراد بالخَلْق الصورة الظاهرة, ويراد بالخُلُق الصورة الباطنة. وذلك لأن الإنسان مركبٌ من جسدٍ مدرك بالبصر, ومن روحٍ ونفسٍ مدركٍ بالبصيرة. ولكل واحد منهما هيئةٌ وصورةٌ: إما قبيحةٌ, وإما جميلةٌ. فالنفس المدركة بالبصيرة أعظم قدراً من الجسد المدرك بالبصر, ولذلك عظم الله أمره بإضافته إليه, إذ قال تعالى: {إني خالقٌ بشراً من طين, فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} فنبه على أن الجسد منسوب إلى الطين, والروح إلى رب العالمين, والمراد بالروح والنفس في هذا المقام واحد"().
() إحياء علوم الدين: 3/53.


القضية الثانية
2.يبحث علم الأخلاق في الأحكام القيمية المتعلقة بالأعمال التي توصف بالخير أو الشر, أو توصف بالحسن أو القبح, وهو ما يميز الأخلاق عن الغرائز والدوافع.
ناقش ذلك مبيناً الفرق بين الاثنين.
- موضوع علم الأخلاق:
يبحث علم الأخلاق في الأحكام القيمية المتعلقة بالأعمال التي توصف بالخير أو الشر, أو توصف بالحسن أو القبح, وهذا ما يميز الأخلاق عن الغرائز والدوافع؛ لأن الغرائز والدوافع هي الحاجات التي فطر الله الإنسان عليها كحاجته للأكل والشرب والنكاح والنوم... وهي أشياء لا تستوجب لصاحبها مدحاً ولا ذماً, ولا ثواباً ولا عقاباً, فإن مُدح الإنسان أو ذُم على شيء من ذلك, كان المقصود ليس نفس الفعل, وإنما طريقة صاحبه في تلبية تلك الحاجة, أو إشباع تلك الرغبة. فمن يأكل لا يمدح ولا يذم على فعله ذاك, وإنما يمدح إن أكل مما يليه وبهدوءٍ, ومضغ الطعام جيداً, وبدأ باسم الله, وانتهى بحمد الله, فهذا يحمد على فعله هذا, بخلاف من أكل بشراهة, وأدخل اللقمة على اللقمة, وجالت يده في القصعة ... فإنه يذم على فعله ذاك.
- أقسام الخلق:
يمكن تقسيم الخلق إلى قسمين اثنين باعتبارين مختلفين:
أولهما باعتبار الفطرة والاكتساب: وبهذا الاعتبار ينقسم الخلق إلى:
- أخلاق فطرية: جُبِلَ الإنسانُ عليها أي هي هبة ومنحة من الله تعالى, وليس للإنسان أي دور في اكتسابها. مثال ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأشج عبد القيس المنذر بن عائذ وكان وافد عبد القيس وقائدهم ورئيسهم - وعبد القيس قبيلة- (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم, والأناة ) فقال: أشيءٌ جُبِلتُ عليه, أم شيءٌ حدث لي؟ فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (بل شيء جبلت عليه). فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله". () قال النووي: الحلم هو العقل. والأناة هي التثبت وترك العجلة. وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك له ما جاء في حديث الوفد أنهم لما وصلوا إلى المدينة بادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقام الأشج عند رحالهم فجمعها وعقل ناقته ولبس أحسن ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقربه النبي صلى الله عليه وسلم وأجلسه إلى جانبه ()
() أبو داود الأدب (5225)، أحمد (4/206). () تحفة الأحوذي:6/128.
- أخلاق مكتسبة: يسعى الإنسان في تحصيلها بالتدريب والممارسة العملية, ومن خلال مجاهدته لنفسه. ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيح: ( العلم بالتعلم, والحلم بالتحلم).
ثانيهما باعتبار القبول وعدمه شرعاً: وبهذا الاعتبار ينقسم الخلق إلى:
1 - خلق حسن: وهو الأدب والفضيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعا.
2 - خلق سيئ: وهو سوء الأدب والرذيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعا.
- ولقد جاءت دعوته r إلى فضائل الأخلاق، فقد أسامة بن شريك قال: (كنا جلوساً عند النبي r كأنما على رؤوسنا الطير، ما يتكلم منا متكلم، إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله تعالى؟ قال: (أحسنهم خلقاً) وحسن الخلق من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالا للمرء للفوز بمحبة رسول الله r والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول: ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً) () .
() الترمذي البر والصلة (2018).

القضية الثالثة

3.في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ... ) تمثيل للجليس الصالح بحامل المسك، وفيه الحث على مجالسة الصالحين.
ناقش ذلك من خلال بيان وجه الشبه بين الاثنين والفوائد التي نجنيها من مجالسة الصالحين.
وذلك بمشاهدة أرباب الفعال الجميلة ومصاحبتهم, وهم قرناء الخير وإخوان الصلاح, إذ الطبع يسرق من الطبع الشرَّ والخيرَ جميعاً. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ). رواه البخاري ومسلم. قال النووي: " في الحديث تمثيله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فُجْرُه وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة ".
وقال الشيخ ناصر السعدي رحمه الله: "اشتمل هذا الحديث على الحث على اختيار الأصحاب الصالحين، والتحذير من ضدهم, ومثل النبي صلى الله عليه وسلم بهذين المثالين، مبيناً أن الجليس الصالح: جميع أحوالك معه, أنت في مغنم وخير، كحامل المسك الذي تنتفع بما معه من المسك: إما بهبة، أو بعوض. وأقل ذلك: مدة جلوسك معه، وأنت قرير النفس برائحة المسك فالخير الذي يصيبه العبد من جليسه الصالح أبلغ وأفضل من المسك الأذفر، فإنه إما أن يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك، أو يهدي لك نصيحة، أو يحذرك من الإقامة على ما يضرك. فيحثك على طاعة الله, وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ويبصرك بعيوب نفسك، ويدعوك إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله. فإن الإنسان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجليسه، والطباع والأرواح جنود مجندة، يقود بعضها بعضاً إلى الخير، أو إلى ضده.
وأما مصاحبة الأشرار: فإنها بضد جميع ما ذكرنا، وهم مضرة من جميع الوجوه على من صَاحَبَهُمْ، وشر على من خالطهم. فكم هلك بسببهم أقوام. وكم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث يشعرون، ومن حيث لا يشعرون. ولهذا كان من أعظم نعم الله على العبد المؤمن: أن يوفقه لصحبة الأخيار. ومن عقوبته لعبده: أن يبتليه بصحبة الأشرار. صحبة الأخيار توصل العبد إلى أعلى عليين، وصحبة الأشرار توصله إلى أسفل سافلين. صحبة الأخيار توجب له العلوم النافعة، والأخلاق الفاضلة، والأعمال الصالحة. وصحبة الأشرار: تحرمه ذلك أجمع: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا , يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا , لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا }
إن أقل ما تستفيده من الجليس الصالح - وهي فائدة لا يستهان بها - أن تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي، رعاية للصحبة، ومنافسة في الخير، وترفعاً عن الشر، وأن يحفظك في حضرتك ومغيبك، وأن تنفعك محبته ودعاؤه في حال حياتك وبعد مماتك، وأن يدافع عنك بسبب اتصاله بك، ومحبته لك. وتلك أمور لا تباشر أنت مدافعتها، كما أنه قد يصلك بأشخاص وأعمال ينفعك اتصالك بهم. وفوائد الأصحاب الصالحين لا تعد ولا تحصى. وحسب المرء أن يعتبر بقرينه، وأن يكون على دين خليله.
وفي حديث آخر بين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثر البيئة الفاسدة والبيئة الصالحة على المرء, فقَالَ: ( كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ. فَقَالَ: لا. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ. فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ: مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ. وَقَالَتْ: مَلائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَط. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَه. ُ فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ )
قال النووي:"قال العلماء: في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب، والأخدان المساعدين له على ذلك ومقاطعتهم ما داموا على حالهم،وأن يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين ، ومن يقتدى بهم وينتفَع بصحبتهم" وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ)

القضية الرابعة

4.من وسائل اكتساب الصفات الخلقية الحميدة التدريب العملي ورياضة النفسومجاهدتها.
ناقش ذلك مستعينا بالشواهد والأدلة الشرعية.
وذلك من خلال مجاهدة النفس, وحملها على الأعمال التي يقتضيها الخُلق المطلوب. فمن أراد مثلاً أن يُحَصِّلَ لنفسه خُلُق الجود, فطريقه أن يتكلف تعاطي فعل الجواد, وهو بذل المال, فلا يزال يطالب نفسه, ويواظب عليه تكلفاً, مجاهداً نفسه فيه حتى يصير ذلك طبعاً له, ويتيسر عليه, فيصير به جواداً. وكذا من أراد أن يُحَصِّلَ لنفسه خُلُق التواضع وقد غلب عليه الكِبْر, فطريقه أن يواظب على أفعال المتواضعين مدة مديدة, وهو فيها مجاهد نفسه, ومتكلف إلى أن يصير ذلك خلقاً له وطبعاً, فيتيسر عليه.
وجميع الأخلاق المحمودة شرعاً تحصل بهذا الطريق, وغايته أن يصير الفعل الصادر منه لذيذاً. فالسخي: هو الذي يَسْتلِّذ بذلَ المال الذي يبذله, دون الذي يبذله عن كراهة. و المتواضع: هو الذي يَسْتلِّذ التواضع. وفي هذا المعنى جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعلت قرة عيني في الصلاة), ويجب أن يكون هذا الاستلذاذ للطاعة واستكراه المعصية على الدوام وفي جملة العمر, وكلما كان العمر أطول, كانت الفضيلة أرسخ وأكمل, ولذلك لما سئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: ( من طال عمره, وحسن عمله ), وهو ما كان يجعل الأنبياء والصالحين من العباد يكرهون الموت, فإن الدنيا مزرعة الآخرة, وكلما كانت العبادات أكثر بطول العمر, كان الثواب أجزل, والنفس أزكى وأطهر, والأخلاق أقوى وأرسخ.
فإذن يمكن اكتساب الأخلاق الجميلة بالرياضة, بتكلف الأفعال الصادرة عنها ابتداءً لتصير طبعاً انتهاءً, وهذا من أثر العلاقة بين القلب والجوارح. أي النفس والبدن. فإن كل صفة تظهر في القلب يفيض أثرها على الجوارح حتى لا تتحرك إلا على وفقها, وكل فعل يجري على الجوارح فإنه قد يرتفع منه أثر إلى القلب, والأمر فيه دور.ويعرف ذلك بمثال؛ وهو: أن من أراد أن يصير حاذقاً في الكتابة (خطاطاً) فلا طريق له إلا أن يتعاطى بجارحة اليد ما يتعاطاه الكاتب الحاذق, ويواظب عليه مدة طويلة, يحاكي الخط الحسن, فإن فعل الكاتب هو الخط الحسن, فيتشبه بالكاتب تكلفاً ثم لا يزال يواظب عليه, حتى يصير صفة راسخة في نفسه, فيصدر منه في الآخر الخط الحسن طبعاً, كما كان يصدر منه في الابتداء تكلفاً. وكذلك من أراد أن يصير فقيه النفس, فلا طريق له إلا أن يتعاطى أفعال الفقهاء, وهو التكرار للفقه, حتى تنعطف منه على قلبه صفة الفقه, فيصير فقيه النفس. وكذلك من أراد أن يصير سخياً عفيف النفس حليماً متواضعاً فيلزمه أن يتعاطى أفعال هؤلاء تكلفاً حتى يصير ذلك طبعاً له فلا علاج له إلا ذلك.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحقيقة فقال: ( مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ،وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ). أي أن من درب نفسه وحملها على ما يريد, وجد الاستجابة له بإذن الله. فالبداية من العبد, ثم يأتيه التوفيق من الله تعالى. فكما أن البدن في الابتداء لا يخلق كاملاً, وإنما يكمل ويقوى بالنشوء والتربية بالغذاء, فكذلك النفس تخلق ناقصة, قابلة للكمال. وإنما تكمل بالتربية وتهذيب الأخلاق, والتغذية بالعلم.

قديم 2011- 10- 24   #2
إيمان الصفار
أكـاديـمـي فـضـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 59546
تاريخ التسجيل: Mon Sep 2010
المشاركات: 504
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 781
مؤشر المستوى: 61
إيمان الصفار will become famous soon enoughإيمان الصفار will become famous soon enoughإيمان الصفار will become famous soon enoughإيمان الصفار will become famous soon enoughإيمان الصفار will become famous soon enoughإيمان الصفار will become famous soon enoughإيمان الصفار will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: دراسات اسلامية
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيمان الصفار غير متواجد حالياً
رد: القضايا المطروحة لمقرر الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

بارك الله فيك
 
قديم 2011- 10- 24   #3
عشق القصيد
:: مشرفة ::
منتدى تخصص الدراسات الاسلامية سابقآ
 
الصورة الرمزية عشق القصيد
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 58765
تاريخ التسجيل: Sun Sep 2010
المشاركات: 4,087
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 8181
مؤشر المستوى: 104
عشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond reputeعشق القصيد has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: الدرسات الاسلاميه
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
عشق القصيد غير متواجد حالياً
رد: القضايا المطروحة لمقرر الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

بالتوفيق
 
قديم 2011- 10- 26   #4
خمائل الورد
مشرفة كليةالاداب - الدراسات الاسلامية سابقآ
 
الصورة الرمزية خمائل الورد
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 72948
تاريخ التسجيل: Fri Feb 2011
المشاركات: 6,761
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 273729
مؤشر المستوى: 394
خمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond reputeخمائل الورد has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: الدراسات الاسلاميه
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
خمائل الورد غير متواجد حالياً
رد: القضايا المطروحة لمقرر الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

واااااااااو يسلمووو أخوي
 
قديم 2011- 10- 27   #5
إيلاف*
متميزه بكلية الاداب - الدراسات الاسلامية
 
الصورة الرمزية إيلاف*
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 44484
تاريخ التسجيل: Mon Jan 2010
المشاركات: 1,187
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 124
مؤشر المستوى: 70
إيلاف* will become famous soon enoughإيلاف* will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب بالأحساء
الدراسة: انتساب
التخصص: دراسات اسلاميه
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيلاف* غير متواجد حالياً
رد: القضايا المطروحة لمقرر الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

الله يرضى عليك
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لمقرر, الأخلاق, المهنة, المطروحة, الإسلامية, القضايا, وأداب

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحتوى في أسئلة اختيار من متعدد مادة الأخلاق الإسلامية لـ صبا زهران صبا زهران ارشيف المستوى 3 تربية خاصة 56 2011- 12- 24 09:36 AM
*:• الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة كامل وجاهز للطباعة •:* جسور الصمت اجتماع 3 14 2011- 11- 25 02:05 AM
السلام مين عنده اسئلة اختبار الاخلاق كامله دلع بنات11 الدراسات الإسلامية 11 2011- 9- 25 01:30 AM
مراجعه ( حاضر العالم الإسلامي ) قبل الإختبار + تجميع روابط تخص المقرر RoshoF اجتماع 4 125 2011- 6- 7 05:30 PM
ܔೋѽ....الاثنين.....الاخلاق الاسلاميه ܔೋѽ نجۅۅ♥ۅۅاڼـ, ارشيف المستوى 3 تربية خاصة 400 2011- 6- 6 06:01 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 12:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه