|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الندم في الحياة الروحية
فى حالات الفتور
يدركك الندم احيانا فى فترات فتورك روحيا . فى وقت لا تشعر فيه بلذة روحية ، و لا بانسكاب امام الله . فى الوقت الذى تقف فيه مترددا ، لست قادرا ان تصل الى حياة النعمة فى قوتها و فى نفس الوقت لست راضيا ان ترجع الى حياة الشر . فى هذا الوقت الذى ترى انك لست قادرا فيه ان تحيا طاهرا باستمرار. هذا الندم يكون شعورا طيبا اذا اشعرك بالحزن المقدس على الموقف الذى آلت اليه حياتك . اولاد الله هم الذين يندمون فى حالات الفتور . فبنو اسرائيل خرجوا من مصر ، بعد ان قتل الملاك ابكار المصريين ، و قبل ان يعبروا البحر الاحمر فى طريقهم الى كنعان ، و هم فى بهجة الموقف بحياة النصرة هجم عليهم فرعون ورجاله ونرى فاذا هم لا كسبوا مصر و لا كسبوا كنعان ، فندموا لانهم تركوا مصر ، و قد استخدم الله هذا الندم لنفعهم اذ سألوا موسى لماذا أخرجهم من ارض مصر ، فرفع موسى صلاة لاجلهم لينقذهم . فى ذات الندم احساس عتاب هادىء : لماذا تتركنى على حدود البحر الاحمر قبل ان أصل الى كنعان . معنى هذا ان الذى لا يندم هو انسان معرض للسقوط . لو فرض و كنت انا قانعا بما انا فيه ، يكفينى هذا القدر القليل من القداسة ، فمعنى هذا اننى راجع الى حياتى القديمة ، وعائد مرة اخرى الى ارض مصر و انا لا ادرى أو انا ادرى . كنت قبلا شريرا وأشعر بالشر و لكنى الان لا اشعر به ، لى صورة التقوى و انا انكر قوتها . لذلك كلما يجد عليك شىء عاتب الله كما يعاتب الابن اباه : انا لم انتظر معاملة اب هكذا ، معاملة على قدر الاعمال . مثل هذا الانسان يشق طريقه فى البحر الاحمر . هذا الندم يأتى كلما قلنا عندما لا نرضى بالرجوع لحياة الشر القديمة ، كما لا نقدر على الوصول الى حياة النعمة ، ولكن هناك نوع آخر من الندم سببه: عقبات النمو فى حياتك الحقيقية مع الله ، دائما تطلب المزيد الى ابعد حدوده ، و انت فى معتقدك تقول " ان الذى اعطانى من نعمته و انا فى حياة الشر ، ممكن ان يعطينى اكثر و انا فى هذه الحالة ، كما اعطى القديسين الانبا بولا و الانبا انطونيوس .....الذين وصلوا الى درجة عظيمة من النعمة استحالوا فيها الى صورة مصغرة من ابن الله عندما كان على الارض " و لكنك و انت فى جهادك ، تريد ان تصل الى نهاية الطريق ، يأتى وقت عليك تصطدم فيه بعقبة تمنع نموك ، فتندم على هذا الجهاد الجديد .... فى جهادك الايجابى ، و انت تنمو فى حياة النعمة ، ترى امامك مثلا عليا : ايوب فى صبره ، و يوسف فى عفته ، و ارسانيوس فى صمته ... فتحاول ان تصير مثل هؤلاء . و فى هذه المحاولة قد تصل و قد لا تصل . قد تقابل عقبات تعوق وصولك فى الزمن الذى حددته او اضعافه . فتندم على ما صرفته من وقت فى جهادك . و تقول : كثيرون غيرى سلكوا فى الطريق المعقول المتوسط فوصلوا ، اما انا فاردت اكثر و لم اصل . لذلك فأنت نادم هذا النوع من الندم بطال . فالشخص الذى يصدم فى امانيه الروحية ، اما انه اخطأ الطريق الى هذه الآمال ، و اما انه اخطأ الامانى ذاتها : الذى اخطأ الطريق : قرأت عن قديسين تفاضلوا فى القداسة فقلدتهم : ابتدأت بنصف ساعة صلاة ، ثم نموت اكثر ثم وقف النمو او تقهقر . كل ماكنت ترجوه من آمال روحية لم يتحقق. هذا معناه انك اخطأت الطريق . ان اكبر عدو لك ليس هو العالم او الشيطان و انما هو انت نفسك . هماك خية رابضة عند الباب . عندما تجد نفسك فى موقف الندم هذا ، لا يعنى ان امانيك خطأ و انما دخل العدو اليك بطريقة ملتوية فسلكت طريقا خاطئا. انك بدأت بالقوة فى الصلاة ، و لم تصل بل تأخرت ، لذلك فانت نادم على طريقك ، و تود لو كنت قد بدأت قليلا . يوم تصلى لانك تريد ان تصلى فهذا لا ينفع ، و لكن يوم ان تشعر ان صوت الله فى اعماقك يريدك ان تصلى فهذا هو النافع . الله بدأ فى بناءك ذهبا و فضة ، ووضعت انت عليه خشبا و قشا . الذى يتبع المسيح يجب ان ينكر ذاته ، أما أنت ففى الواقع أخطأت الطريق اذ تدخلت فيع بارادتك الشخصية التى اعتقدت انها تقدر ان تخدم الله ، و هذا خطأ. انك تناولت منذ مدة مع فلان . و مر الان وقت ، و لكن اين انت من فلان . هو الان صاحب مشروعات كبيرة (مدارس احد ، وافتقادات ، و اجتماعات شبان ) أما انت فمجرد عابد . احيانا تفكر كيف ان زميلك هذا ( اعلى منك ) ، و تظن انك قد سلكت الطريق الخاطىء و تندم . الواقع انك قد تكون فى الطريق الصحيح ، و انما الخطأ هو تفكيرك فى زميلك . لا تفكر فى غيرك ،و لا فى الطريق و لا فى الصعوبات . بطرس مشى على الماء ثم فكر فكاد يسقط . فكر فى السفينة و الماء و المسافة و الفكرة نفسها و الماء الهائج ، ولم يفكر فى هذا الذى ينتظره امامه ، عندما تدخلت كل تلك الامور فى تفكيره سقط ايمانه. ليس معنى هذا ان الماء قد تغير ، و انما بطرس هو الذى اخطأ . لعل بطرس ندم لانه نزل من السفينة و قال فى نفسه " لماذا اردت ان امشى على الماء ، لماذا اردت ان اكون غيورا اكثر من زملائى " و ندم . اذا ندمك ليس لانك بدأت خطأ ، و ندمك من اجله بطال . الذى أخطأ الامل احيانا تكون لك آامال عريضة يدفعك اليها الطموح كشاب و لاتصل اليها . لانه يجب أن تأخذ على قدر جعبتك . اطلب حسب كفايتك الروحية . ليكن نموك طبيعيا . تريد أن تكون فى الصلاة كداود ، و فى التبشير كبولس ، و فى التوحد كانبا انطونيوس . تسمع مثلا ان انبا انطونيوس كان يصلى 12 ساعة ، فتأتى بساعة و تضعها امامك ، و تبدأ فى الصلاة . و لكن اختباراتك ليست كاختبارات الانبا انطونيوس ، و ايمانك ليس كأيمانه ، و لا قوتك كقوته ، و لا جعبتك كجعبته ، و هكذا تبدأ فى الصلاة و تستمر ثم تقف ثم تشك و تقول : يظهر ان القداسة صعبة ، و ليس بامكانى ان اصير كالقديسين . تقول مثلا : لا مانع من ان اخدم و الله يعيننى . هل تعرف انت كم يحتمل كيانك ؟ تقول لنفسك ان الله يعطى قوة و تنسى انه اعطى لصاحب الوزنات الخمس خمس و ليس عشرا . كثيرون من الذين حاولوا ان يقفزوا بسرعة اكثر من امكانهم و تطرفوا و أرادوا الخدمة فى غير وقتها ووقتهم ن كثيرون من هؤلاء سقطو كالذين أرادوا ان ينقذوهم . عدم وصولك لا يعنى ان الله ليس صادقا فى مواعيده و مساعدته و انما انت الذى اخطأت. نوع الحياة ذاته انك تسلك طريقك نحو المسيح . و لكنك انت خلاف غيرك . ربما تكون طالبا و غيرك موظفا ز و لكنك تريد ان تصير مثله فى الحياة و العبادة ، بينما ظروفك غير ظروفه . فتندم لانك لم تصل ، او انك وصلت الى هذه الدرجة فقط ... فى بدء حياتك لم تكن معرفتك بالمسيح كما يجب . ثم دعاك شخص الى الكنيسة ، و جعلت هذا الشخص مثلا لك ، تريد ان تقلده فى كل شىء ، حاسبا ان سيره هو الطريق الوحيد للقداسة . و اذ لا تستطيع ان تصير مثله لان ظروفه غير ظروفك تندم ...و هذا خطأ . اشتهاء الحالات المتوسطة مراحل الحياة ثلاث : الخطية السافرة بلذتها ، و هى متروكة طبعا حياة القداسة فى قوتها ، و هى محبوبة بكل تأكيد ثم هناك " اللذة البريئة " و هى متروكة بين الشك و اليقين كمرحلة متوسطة . لا مانع منها . و لكن هناك من ينمو فى النعمة ، فيعظم نفسه فى كل شىء جائز ، حتى عن اللذات البريئة ، و لايرضى الا بحياة القدسية فى ملئها . مثل هذا الانسان تأتى عليه تجارب يرتبك فيها فيضرب . تجربه تجعله يرخى نظره قليلا عن المسيح ، و تبدأ ثغرراته تتفتح ، ونوره ينطفىء فى بعض النواحى . فيشتهى أن يرجع الى الحالة المتوسطة ، و يقول لنفسه ما المانع منها و ليس فيها خطية ، و انما يمنعه ضميره يندم لانه لم يرتض الحالة المتوسطة من البدء ، و يقول فى نفسه " لولا اننى وصلت الى هذه الدرجة من النعمة لكنت قد رجعت الى اللذات البريئة دون ان اندم " ......هذا الندم برىء من ناحية شعور العابد بأنه فى حالة يجب ان يتخلص منها ، و انه أقل مما يجب ، و ينبغى أن يتحسن . ولكن عيب هذا الندم أنه قد يرجعنى مرة اخرى الى مصر . أنا صحيح احب المن و السلوى ، و لكننى أريد بعضا من الكراث و الثوم . و ليس حراما أن آكل الكراث و الثوم ، و لكن العيب أن ارجع مرة اخرى الى هذه الارض . ولكن هذا النوع من الندم هو ندم القديسين ، و فى غالب الاحوال لا يسقطهم لان روحهم قوية و لا تطيق ابدا الحياة القديمة . انهم و ان اشتهوا الكرات و الثوم ، و لكنهم على اى الحالات لا يستطيعون ان يتركوا قداستهم . هذا ندم راق كالابرة المغناطيسية ، تتذبذب و لكنها ترجع لاصلها الشعور ببشاعة الخطية : الندم غالب جدا . تندم لانك اذ عرفت المسيح ، بدأت تشعر بمبلغ جرمك نحوه . كنت من قبل تفعل الخطية ، و تعرف انها خطية ، و ان الله يرفضها ، و أن عقابها النار . ولكنك الان تشعر شعورا آخر ، انك بالخطية تصلب الله مرة اخرى ، وتسيل الدم منه . فتقول ليتنى لم اعرف المسيح . لانى لو لم اعرفه حقيقة ، ما كنت اشمئز من الخطية هكذا و اشعر بمقدار الجرم الهائل عند ارتكابها . هذا النوع عظيم جدا من الندم ... الم الندم حياتنا القديمة ، عندما يخلصنا الله منها ، ليس معنى ذلك انه خلصنا نهائيا منها ، واننا فى مأمن من الخطية . الواقع انه عند الباب خطية رابضة بالتاكيد . وقد يحدث مع الاسف ان الانسان يرجع مرة اخرى كالخنزير الى حمأته .....هذا النوع من السقوط فظيع . عندما تضع طينا على طين لا تشعر بالقذارة . و لكن عندما تضع طينا على صفحة بيضاء تشعر بقذارتها تماما . و هذا القلب بذل الله دما كثيرا لكى ينقيه ، ثم يرجع و يتقذر !! تنظر الى هذا كأنه شى خطير جدا ، و هو كذلك . شعرت بهذا لانك لا تريد من حياتك مع المسيح جنة أو جزاء ، و انما تشعر انك مديون له لانه اشتراك بدمه ، و انك تصرفت فى مال غيرك لانك لست ملكا لنفسك " كل ما لى فهو لك " . و تقول فى مرارة " كيف اتصرف فى نفسى هكذا ؟ ! " و يكون شعورك بالخطأ – و قد فعلته بارادتك – عظيما جدا ، فتندم ندما كبيرا ، لانك لو لم تعرف المسيح ، ما كنت تعرف انك ملء للمسيح ، و ما كنت تشعر بمرارة الخطية و بشاعتها ... و لكن احترس أن تندم على هذا النوع من الحساسية لان مثل هذا الندم بطال ، اذ قد يرجعك الى حياتك القديمة . و لكن وجه الحسن فى الندم انه كما قال بطرس " اخرج يارب من سفينتى لانى رجل خأطىء " . انه لا يعنى انه يريد ان يخرج الرب و انما شاعر بعدم استحقاقه .... ليس ندمك لانك عرفت المسيح ، و انما لانك تشوهت امامه . الطفل الذى يضربه ابوه فيخفى وجهه ، يفعل ذلك لا لانه لا يريد رؤية لأبيه ، و انما لانه قد اخطأ اختكم /هيفاء |
2011- 4- 24 | #2 |
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: الندم في الحياة الروحية
ممكن توضيح بسيط أخت هيفاء
يعني كيف أولاد الله أو ابن الله .؟؟ تعالى الله عن هالكلمه بس ودي توضيح لأني مو قاره أكمل |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحياة, الروحية, النحل |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دعوة للمشاركة فى ورشة عمل (الاستخدامات الطبية والعلاجية لمنتجات النحل) | ابو عبدالسلام | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 1 | 2011- 4- 29 08:53 PM |
القاعة الكبرى بكلية الطب تحتضن ورشة العمل التي ينظمها كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل | ابو عبدالسلام | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 0 | 2011- 4- 24 07:49 PM |
ورشة عمل ينظمها كرسي بقشان لأبحاث النحل في رحاب كلية الطب | ابو عبدالسلام | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 0 | 2011- 4- 24 07:48 PM |
كلية الطب تحتضن ورشة عمل الاستخدامات الطبية والعلاجية لمنتجات النحل | ابو عبدالسلام | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 0 | 2011- 4- 24 07:47 PM |
ورشة عمل ينظمها كرسي بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود | ابو عبدالسلام | ملتقى الكليات الصحية بالاحساء | 0 | 2011- 4- 24 07:46 PM |