خمس تخصصات جامعية انصح بها للدكتور ياسر بكار

[رحيق الورد]

خلال استقرائي لاتجاهات المهن في المستقبل، أود أن أضع هنا مجموعة من النصائح التي أوجهها لطلاب المرحلة الثانوية لعلها تكون مفيدة في اختيار التخصص الجامعي الذي سيلتحقون به السنة القادمة. أود التأكيد هنا بشدة على أنه إذا نصحتُ بتخصص معين فهذا لا يعني أنه سيكون مناسباً للجميع. يجب أن نتذكر دائماً أنه لا يمكن أن نبدع في أي تخصص ما لم يلامس ميولنا وقدراتنا ونقاط القوة لدينا. فإذا وجدت أن تخصصاً من التخصصات التي سأذكرها تناسبك فلا تتردد في استكشافه والقراءة عنه، وإن لم يكن مناسباً لميولك وقدراتك فاصرف النظر عنه.

أولاً: التصميم:
من التخصصات الواعدة هي التخصصات التي ستقودك إلى العمل كمصمم على اختلاف أنواع التصميم كالتصميم الصناعي وتصميم الجرافيكس والفنون البصرية كالرسوم المتحركة وغيرها من تخصصات التصميم العديدة. أقول هذا بعد أن اطلعت على عدد من التقارير التي تشير إلى حاجة السوق المحلي والعالمي للمصممين المبدعين، كما تؤكد على أن التفوق في المنافسة بين المنتجات سيكون مبنياً بشكل كبير على التصميم وجودته، وما قصة نجاح شركة (أبل) عنا ببعيد. من الواضح انه لا يمكن لأي شخص أن يبدع في هذه التخصص ما لم يكن لديه ميول فنية وقدرة على التخيل والتصميم والرسم بأشكاله المختلفة كالرسم ثلاثي الأبعاد.
يسألني كثير من الطلاب في الدورات التي أجريها حول اختيار التخصص: هل يمكن أن تكون مهنة التصميم جانبية؟ أي كهواية أو عمل ثانوي؟ والإجابة الدائمة: لا.. لا فالتصميم مهنة قائمة بنفسها ولها دخل عالي وتحتاج إلى بذل الجهد والوقت والاهتمام حتى تصبح من المميزين الذين تُقدّم لهم العروض من كل مكان.

ثانياً: القانون:
يتجه مجتمعنا يوماً بعد يوم نحو المزيد من التنظيم وخلق القوانين التي تحكم حياة الناس وتكفل العدالة بينهم. لقد نمت الحياة القانونية في الدول الغربية بشكل كبير ومذهل ونحن نسير على هذه الخطى. من المعروف أن تخصص القانون من التخصصات الراقية والتي يصعب الالتحاق بها في الدول الغربية. سيكون للمحامين والقانونيين شأن كبير في الأيام القادمة ونرى بوادر ذلك واضحاً هنا منذ سنوات قليلة. للنجاح في هذا التخصص يجب أن تمتلك مهارات عالية في الاتصال والإقناع والتحليل المنطقي.

ثالثاً: الرياضيات:
قد يستغرب البعض من هذا الاختيار لكن تخصص الرياضيات له آفاق رائعة. يعد هذا التخصص الطالب للالتحاق بعدد من المهن الواعدة ومنها مهنة أخصائي الإكتواري (Actuary) وهو الشخص المسئول عن تقدير المخاطر المستقبلية في مجال التأمين والبنوك والمجالات الاستثمارية المختلفة. هذه المهنة تعتبر من المهن الراقية التي تتهافت الشركات على الخبير فيها. هذا بالإضافة إلى أن هذا التخصص يقود إلى العمل في مجالات المالية والتمويل والبنوك وغيرها. يتطلب الإبداع في هذه المهن قدرات عالية في الرياضيات والتحليل المنطقي.

رابعاً: التخصصات الخضراء:
تعيش أمّنا (الأرض) أسوأ أيامها، فقد غزت المدنية براءتها وهددت حياتها وحياة الكائنات الحية التي تعيش في كنفها. لقد تنبه العالم لهذا الخطر المحدق وبدأ يضع التشريعات والتوصيات للحفاظ على البيئة ومكوناتها وضمان توفير الماء والهواء النقي والتخلص من النفايات الناتجة. ولذا فقد بدأ الطلب يزيد على من يسهم في هذا من خريجي تخصصات علوم البيئة والهندسة البيئية والتخصصات العلمية الأخرى التي تتعلق بهذا المجال. هناك فرص وظيفية هائلة لمن يبني مستقبلاً مهنياً في هذا الاتجاه.

خامساً: علم النفس:
ليس من المستغرب على طبيب نفسي مثلي أن يتعصب لتخصص علم النفس. إنني أشهد كل سنة تفتح وعي الناس نحو القضايا النفسية وأثرها على حياتهم اليومية. لقد أصبح علم لنفس جزءاً أساسيا من العمل في الشركات في عالم الأعمال وجزءا أساسياً في حياتنا الشخصية وعلاقاتنا مع الآخرين. لذا اعتقد أن مكانة علم النفس ستتحسن في المستقبل القريب بشكل كبير. إن النصيحة التي لا أمل من تكراراها لكل من يسألني عن تخصص علم النفس هي: للنجاح في هذا التخصص لابد من وجود عاملين أساسيين، الأول: هو وجود الميول نحو البحث والقراءة وتميز في بناء العلاقات مع الآخرين وفهم أنماط التفاعل بينهم. والعامل الثاني هو القدرة على الحصول على فرصة لدراسة الماجستير والدكتوراه في إحدى الدول الغربية. إذا لم يتحقق هذان الشرطان فلا أعتقد أن هذا التخصص سيكون مفيداً لك بل ستنضم لعشرات العاطلين عن العمل من خريجي تخصص علم النفس.

هذه بعض الإشارات المهمة حول التخصصات الجامعية الواعدة وهناك بقية قادمة، إذا أردت أن تطلع على المزيد من المعلومات حول هذه التخصصات وغيرها فأرحب بك للانضمام إلى برنامج (اكتشاف) لمساعدة الطلاب على اختيار تخصصهم الجامعي... أسأل الله التوفيق للجميع.

منقووول