|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بلييز الله يخليكم يامستوى ثاني ابغى محضارات التذووق من 9 الى 14
مساء الخير
الله يخليكم ابي محضارات التذوق من 9 الى 14 ضروووووري |
2010- 12- 30 | #2 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: بلييز الله يخليكم يامستوى ثاني ابغى محضارات التذووق من 9 الى 14
|
2010- 12- 30 | #3 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: بلييز الله يخليكم يامستوى ثاني ابغى محضارات التذووق من 9 الى 14
ياحياتي انتي
الله يووووفقك ويسهل علييك ويزززقك النجاح ويحقق اللي في بالك |
2010- 12- 30 | #4 |
متميزة في ملتقى المواضيع العامة
|
رد: بلييز الله يخليكم يامستوى ثاني ابغى محضارات التذووق من 9 الى 14
تستاهلين الخير ..والشكر طبعا للاخت اريج الياسمين بيض الله وجهها ..
التذوق الادبي // للدكتور جزاء المصاروة ................................. المحاضرة التاسعة موشح ابن زهر المقدّمة,,جو النص.,نص الموشح.,اللغة.,البلاغة والأسلوب., المقدمه : تمثل الموشحات ولادة جديدة للشعر العربي في العصر الأندلسي، حيث كانت خروجاً عن عمود الشعر العربي، مع الحفاظ على أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكن بقالب جميل يناسب الغناء والطبيعة الخلابة التي اشتهرت بها الأندلس، كما وصفت حياة البذخ والترف ومجالس اللهو والطرب،والخروج عن المألوف. يقول لسان الدين بن الخطيب عن الموشّحات: “وهي من الفنون التي أغرب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وظهروا فيها كالشمس الطالعة والضياء المشرق“. ومن أشهر الوشّاحين في العصر الأندلسي : - لسان الدين بن الخطيب - وابن زمرك - الأعمى التطيلي - عبادة القزاز - ابن ماء السماء - ابن زهر الأشبيلي × وتنوعت أغراض الموشحات لتطال كافة أغراض الشعر العربي من مدح وهجاء ورثاء وغزل، لكن جمالياتها ظهرت في الغزل ووصف الطبيعة أكثر من أي غرض آخر. × وسميت الموشحات بهذا الاسم ؟؟ نسبة إلى وشاح المرأة لما فيها من تلونات موسيقية تشابه التلونات والزركشات في الوشاح. · والنص المختار ( موشحة ابن زهر) من النصوص الجميلة التي تشهد بتفوق الأندلس في هذا الفن، وتطرب الآذان بما فيها من جماليات سنأتي عليها في الشرائح المقبلة. ترجمة ابن زهر - أخذ علم الطب عن جده أبي العلاء وعن أبيه، وانفرد بالإمامة في الطب في زمانه مع الحظ الوافر من اللغة والأدب والشعر، والحظوة عند الملوك، وكان سمحاً جواداً. - كان يحفظ صحيح البخاري متناً وإسناداً ويحفظ شعر ذي الرمة وهو ثلث اللغة. - وقد شرّقت موشّحاته وغرّبت بسبب جودتها وجمالها وعذوبة موسيقاها. مناسبة النص : كان ابن زهر في مجلس أنس وطرب وكما هو معروف في هذه المجالس من وجود الغلمان المرد ”أي الغلمان الصغار”والفتيات الجميلات، أما وظيفة الغلمان فيقومون بصب أقداح الخمر وتوزيعها على الشاربين، ووظيفة الفتيات الرقص والغناء.انتشر في الأندلس ظاهرة الغزل بالغلمان وهذا ابن زهر يظهر براعته في وصف الغلام الذي هام في حبه كما يدعي في الموشحة. نص موشحة ابن الأزهر : أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمع ونديمٍ همْتُ في غُرّتِــــهِ وشربتُ الرّاحَ من راحتِهِ كلما استيقظَ من غفوته جذبَ الزِقَّ إليه واتكا وسقاني أربعاً في أربَعِ غصن بان مال من حيث استوى بات من يهواه من فرط الجوى خافق الأحشاء موهون القوى كلما فكّرَ في البينِ بكى ما له يبكي لما لم يقعِ ليس لي صبرٌ ولا لي جلدُ يا لقومي عذلوا واجتهدوا أنكروا شكواي مما أجدُ مثل حالي حقه أن يشتكى كمدَ اليأس وذلَّ الطمع ما لعيني عشيت بالنظرِ أنكرت بعدك ضوء القمرِ وإذا ما شئت فاسمع خبري شقيت عيناي من طول البكا وبكى بعضي على بعضي معي كبد حرى ودمـــع يَكِفُ يعرف الذنب ولا يعترف أيها المعرض عما أصف قد نمى حبك عندي وزكا لا تقل في الحب أني مدعي اللغة ومعاني الكلمات : ساقي الخمر. الساقي: النديم: الهُيام: شدة العشق. هِمتُ: مقدمة الرأس أو الجبهة. الغرّة: الراح: باطن يده. راحته: الزقّ: البان: الجوى: موهون القوى: البين: جلَدٌ: عذلوا: الكمد: عشيت بالنظر: دمع يكف: زكا: أجزاء الموششح : يختلف نظام الموشح عن نظام القصيدة العمودية، فالموشح يبدأ بمطلععبارة عن سطرين يشبهان بيت الشعر، كل واحد منهما يسمى غصناً، ثم يتبعه مجموعة من الأسطر الشعرية متتابعة وراء بعضها، وكل سطر منها يسمى سمطاً، ثم يتبع هذه الأسطر سطران إلى جانب بعضهما يسميان معاً قفلاً، ومجموعة الأسماط تسمى دوراً، والدور مع القفل الذي يليه يسمى بيتاً. وآخر قفل في الموشح يسمى خرجة، وكانوا يجعلون الخرجةباللغة العامية أو بلغة غير عربية إلا إذا كانت الموشحة في موضوع المدح، فيشترط في الخرجة أن تكون بلغة عربية فصيحة. رسم توضيحي لأجزاء الموشحة : شرح الأبيات : 1. البيت الأول يبدأ الوشاح في مطلع الموشح بنداء ساقي الخمر ليبثه شكواه، لكنّ الساقي في شغل من أمره، فهو لا يستمع إليه. ثم يبدأ أسماط الدور بالغزل في نديمه المحبوب الذي هام في جمال غرته، ثم يبين أنه يشرب الخمر من كف هذا النديم، الذي يساهره طوال الليل حتى يأخذ به النعاس فيغفو، وكلما استيقظ من الغفوة تناول زق الخمر وسقا الوشاح أربع كؤوس في أربعة أوقات أو ربما بأصابعه الأربعة. 2. وفي البيت الثاني يصف هذا الغلام بصفات أنثوية فهو رشيق القوام كغصن البان لا يقوى على عشقه أحد، فكل من يهواه تخور قواه وتضعف، وهو دائم التخوّف من الفراق، فيبكي له قبل أن يحدث. 3. وفي البيت الثالث يصف الوشاح حاله التي وصل إليها من الحزن والوجد والعشق الذي ينكره الناس ويلومونه عليه، فهم ينكرون هذا العشق ولا يشعرون به. 4. وفي البيت الرابع يصل الشاعر إلى منتهى الحزن حيث تضعف عيناه من شدة البكاء وما عادتا تبصران ضوء القمر على وضوحه، ولكنه وحيد لا يجد من يبكي معه فيبكي بعضه على بعضه. 5. وفي البيت الأخير يتوجه إلى محبوبه بعد أن فشل في إيصال شكواه إلى الساقي- ليبثه شكواه وحزنه، فكبده تلتهب حزناً وعشقاً ودموعه لا تنقطع، ثم ينهي موشحه بالإقرار بحبه لهذا الغلام وأنه يزداد يوماً بعد. البلاغة والأسلوب : أولاً: لقد كان الوشّاح بارعاً في استهلال الموشح حيث بدأ بالنداء بما فيه من دلالات التنبيه، ثم وجه النداء إلى مركز المجلس ومحوره وهو الساقي. ثانياً: استعمل الوشاح ألفاظاً غاية في الرقة والحزن تعبر عن موضوع الغزل وما يرافقه من لوعة مثل الكمد والجوى وغصن بان وفرط الجوى...إلخ. ثالثاً:اتكأ الشاعر على أسلوب المخالفة في الخطاب فمرة يتحدث بضمير المخاطب للساقي ومرة بضمير الغائب عن النديم ومرة يتوجه بالخطاب مباشرة إلى النديم، فكأنه أراد القول إن النديم غائب حاضر رابعاً:اتكأ الوشاح على المحسنات البديعية في إظهار المعنى، فهو يستعمل الجناس بين الراح(الخمر) والراحة(باطن الكف) والجناس بين الجوى والقوى، والجناس بين يعرف ويعترف، كما استعمل الطباق بين (مال) و(استوى) فلك أن تتخيل الجمال في“مال من حيث استوى“ فالشيء إذا استوى لا يميل، لكنه تعبير جميل يدلل على رشاقة الجسم وتثنيه من غير عوج أو علة أو عيب. وكذلك الطباق بين (استيقظ) و(غفوته) كما استعمل الترادف بين (صبر) و(جلد) وفي ذلك تأكيد لمعنى الصبر. خامساً: لجأ الوشاح إلى المفارقات لتعميق المعنى، فالمفارقة الأولى بين همه هو وانشغاله بموضوعه وبين عدم اكتراث الساقي بالموضوع، والمفارقة الثانية بين حاله من الحزن والعشق وحال قومه المنكرين العاذلين له. سادساً: جمال التصوير، فقد برع الوشاح في رسم صور جميلة للنديم وهو يغفو تارة ثم يصحو فيشرب ويُسقي، وصورة جميلة لبكائه على نفسه“وبكى بعضي على بعضي معي“ سابعاً: جمال اختتام الموشح وتناسق ذلك مع بدايته، حيث توجه في أول الموشح للساقي يشكوه همه فلما لم يستمع إليه عدل عنه في آخر الموشح وتوجه لمحبوبه، فمن يسمع شكوى الحبي غير حبيبه؟! تدريب : اقرأ النص التالي ثم أجب عما يليه: ما لعيني عشيت بالنظرِ أنكرت بعدك ضوء القمرِ وإذا ما شئت فاسمع خبري شقيت عيناي من طول البكا وبكى بعضي على بعضي معي أ. شبعت. ب. عميت. ج. ضعف بصرها. د. نزول الدمع. 2. يسمى السطر الأول في النص السابق: أ. بيتاً. ب. غصناً. ج. دوراً. د. سمطاً. 3. الكاف في (بعدك) في السطر الثاني تعود على: أ. النديم. ب. المحبوبة. ج. الساقي. د. ابن الشاعر. المحاضرة العاشرة المقامة الموصلية ( لبديع الزمان الهمذاني) عناصر المحاضرة المقدّمة.,,جو النص.,,نص المقامة.,,اللغة.,,البلاغة والأسلوب. مقدمة · شهد العصر العباسي ازدهاراً ملموساً في جميع المجالات، · فقد نضجت فيه الثقافة العربية بعد اختلاطها مع الثقافات الأخرى، وانصهارها جميعاً في بوتقة الثقافة الإسلامية الواحدة، · فكان الإبداع في كل المجالات تقريباً، ومن المجالات الأدبية التي أبدع فيها أدباؤه فن المقامات ورائده بديع الزمان الهمذاني الذي طوره عن القوالب القصصية. · والنص المختار ”المقامة الموصلية“ من المقامات الجميلة والممتعة التي تظهر براعة الهمذاني وترصد لنا بعض الظواهر الاجتماعية، فهي بمثابة وثيقة تاريخية واجتماعية مهمة للعصر العباسي. تعريف المقامة : ¤ المَقامات: فن قصصي في الأدب العربي أنشأه بديع الزمان الهمذاني في القرن الرابع الهجري. والمقامة لغةً تعني المجلس، ثم تطوّرت دلالتها لاحقًا فأصبحت تعني الحديث الذي يُلقى على الناس،إما بغرض النصح والإرشاد وإمّا بغرض الثقافة العامة أو التّسوّل.ثم اكتسبت أخيرًا دلالتها الاصطلاحية المعروفة. ¤ والمقامة الفنية أو البديعية، كما أجمع النقاد على تعريفها، أقرب ما تكون لقصة قصيرة مسجوعة بطلها نموذج إنساني مُكد ومتسوّل.وللمقامة راوٍ وبطل، وهي تقوم على حدث طريف، مغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة تحمل في داخلها لونًا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية، وضعت في إطار من الصنعة اللفظية والبلاغية. × وتسعى المقامات إلى حشد المفردات اللغوية الغريبة في ثناياها،,, ذلك لأن من أهدافها تعليم اللغة للناشئة بأسلوب قصصي ممتع، لأن الفصاحة في هذا العصر بدأ يخبو وهجها، ومال الناس إلى ما سهل من الألفاظ بدلالات جديدة، ولا ننسى أثر الأمم الأخرى التي دخلت في الإسلام على اللغة العربية وشيوع اللحن، فكان لا بد من إعادة نشر هذه الألفاظ الغريبة ولكن بأسلوب جميل فكانت المقامات. بديع الزمان الهمذاني : · هو أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. · أحد أئمة الكتاب، · أخذ الحريري أسلوب مقاماته، · وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. · كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه، · ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال، وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.صاحب الرسائل الرائقة، والمقامات الفائقة،كان متعصباً لأهل الحديث والسنة. § قال عنه الثعالبي:”بديع الزمان، لم نر نظيره في الذكاء وسرعة الخاطر، وشرف الطبع، وصفاء الذهن، وقوة النفس، ولم يُدرَك نظيره في ظرف النثر، وينظر في الأربعة والخمسة الأوراق من كتاب لم يعرفه ولا رآه نظرة واحدة خفيفة ثم يهذها عن ظهر قلبه ” · ظلت مقامات بديع الزمان الهمذاني الاثنتان والخمسون أنموذجًا يحتذيه كتّاب المقامات الذين جاءوا من بعده. · وأول هؤلاء وأشهرهم الحريري ثم تبعه عدد كبير من الكتّاب القدامى والمُحدثين فكتبوا في هذا الفن، ومن أبرزهم الزمخشري وجلال الدين السيوطي من المشارقة، والسرقسطي من الأندلسيين. وأما المحدثون فأهمهم اليازجي والمويلحي. المَقَامَةُ المُوْصِلِيةُ لَمَّا قَفِلْنَا مِنَ المُوصِلِ، وَهَمَمْنَا بِالْمَنْزَلِ، وَمُلِكَتْ عَلَيْنَا القَافِلةُ، وَأَخَذَ مِنَّا الرَّحْلُ والرَّاحِلةُ، جَرَتْ ِبي الحُشَاشَةُ إِلَى بَعْضِ قُرَاهَا، وَمَعِي الإسكندريّ أَبُو الفَتْحِ، فَقُلْتُ : أَيْنَ نَحْنُ مِنَ الحِيلَةِ ? فَقَالَ : يَكْفِي اللهُ، وَدُفِعْنَا إِلَى دَارٍ قَدْ مَاتَ صَاحِبُها، وَقَامَتْ نَوادِبُهَا، واحْتَفَلتْ بِقَوْمٍ قَدْ كَوَى الجَزعُ قلوبَهُمْ، وَشَقَّتِ الفَجِيعَةُ جُيُوبَهُمْ، ونِسَاءٍ قد نَشَرْنَ شعُورَهُنَّ،يَضْرِبْنَ صُدُورَهُنَّ، وَجَدَدْنَ عقُوُدَهُنَّ، يَلْطِمْنَ خدُودَهُنَّ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ : لَنَا فِي هَذا السَّوادِ نَخْلَةٌ، وَفِي هذا القَطِيعِ سَخْلَةٌ . وَدَخَلَ الدَّارَ لِيَنْظُرَ إِلى المَيِّتِ وَقَدُ شُدَّتْ عِصَابَتُهُ لِيُنْقَلَ،وَسُخِّنَ ماؤُهُ لِيُغْسَلَ،وهُيِّئَ تَابُوتُهُ لِيُحْمَلَ،وَخِيطَتْ أَثْوَابُهُ لِيُكَفَّنَ، وَحُفِرَتُ حُفْرَتُهُ لِيُدْفَنَ فَلَمَّا رَآهُ الإِسْكَنْدَرِيُّ أَخَذَ حَلْقَهُ،فَجَسَّ عِرْقَهُ،فَقَالَ: يَا قَوْمُ اتَّقُوا اللهَ لا تَدْفِنُوهُ فَهْوَ حَيٌّ،وإِنَّمَا عَرَتْهُ بَهْتَةٌ،وَعَلتهُ سَكتَةٌ، وَأَنَا أُسَلِّمُهُ مَفْتُوحَ العَيْنَيْنِ، بَعْدَ يَوْمَيْنِ،فَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ لَكَ ذَلِكْ ? فَقَالَ:إِنَّ الرَّجُلَ إِذا ماتَ بَرَدَ إبطه،وَهذَا الرَّجُلُ قَدْ لَمْستُهُ فعَلِمْتُ أَنَّهُ حَيٌّ، فَجَعَلوا أَيْدِيَهُمْ فِي إبطه، فَقَالوا: الأَمْرُ على مَا ذَكَرَ، فَافْعَلُوا كَمَا أَمَرَ، وَقَامَ الإِسْكَنْدَرِيُّ إِلى المَيِّتِ فَنَزَع ثِيابَهُ ثُمَّ شَدَّ لهُ العَمَائِمَ،وَعَلَّقَ عَليْهِ التَمائِمَ، وَأَلعَقَهُ الزَّيْتَ،وَأَخْلَى لَهُ البَيْتَ وَقَالَ:دَعُوهُ وَلا تُرَوِّعُوهُ،وَإِنْ سَمِعْتُمْ لَهُ أَنِيناً فَلاَ تُجِيبُوهُ،وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَقَدْ شَاعَ الخَبَرُ وانْتَشَرَ،بِأَنَّ المَيِّتَ قَدْ نُشِرَ،وَأَخَذَتْنَا المَبارُّ، مِنْ كُلِّ دَارٍ، وَانْثَالَتْ عَلَيْنا الهَدَايا مِنْ كُلِّ جَار،حَتَّى وَرِمَ كِيسُنَا فِضَّةً وَتِبْراً، وامْتَلأَ رَحْلُنَا أَقِطاً وَتَمْراً،وَجَهَدْنا أَنْ نَنْتَهِزَ فُرْصَة في الهَرَبِ فَلَمْ نَجِدْهَا،حَتَّى حَلَّ الأَجَلُ المَضْرُوبُ، واسْتُنْجِزَ الوَعْدُ المَكْذُوبُ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ:هَلْ سَمِعْتُمْ لِهَذَا العَلَيِلِ رِكْزاً، أَوْ رَأَيْتُمْ مِنْهُ رَمْزاً ? فَقَالوا:لا، فَقالَ:إِنْ لَمْ يَكُنْ صَوَّتَ مُذْ فَارَقْتُهُ، فَلَمْ يَحن بَعْدُ وَقْتُهُ، دَعُوهُ إِلَى غَدٍ فَإِنَّكُمْ إِذا سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، أَمِنْتُمْ مَوْتَهُ، ثُمَّ عَرِّفُونِي لأَحْتَالَ في عِلاجِهِ، وإِصْلاحِ ما فَسَدَ مِنْ مِزاجِهِ فَقَالوا : لا تُؤَخِّرْ ذَلِكَ عَنْ غَدٍ، قَالَ : لا، فَلَمَّا ابْتَسَمَ ثَغْرُ الصُّبْحِ وانْتَشَر جَناحُ الضَّوِّ، في أُفُقِ الجَوِّ، جاءَهُ الرِّجَالُ أَفْوَاجاً، والنِّساءُ أَزْوَاجاً، وَقَالوا : نُحِبُّ أَنْ تَشْفِيَ العَلِيلَ، وَتَدَعَ القَالَ والقِيلَ، فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُّ : قُومُوا بِنا إِلَيْهِ، ثُمَّ حَدَرَ التَّمَائِمَ عَنْ يَدِهِ، وَحَلَّ العَمائِمَ عنْ جَسَدِهِ، وَقَالَ : أَنِيمُوهُ على وَجْهِهِ، فَأُنِيمَ، ثُمَّ قَالَ : أَقِيمُوهُ على رِجْلَيْهِ، فَأُقِيمُ، ثُمَّ قَالَ : خَلُّوا عَنْ يَدَيْهِ، فَسَقَطَ رأَسْاً، وَطَنَّ الإِسْكَنْدَرِيُّ بِفِيهِ وَقَالَ : هُوَ مَيِّتٌ كَيْفَ أُحْيِيهِ ? فَأَخَذَهُ الخُفُّ، وَمَلَكَتُهُ الأَكُفُّ، وَصَارَ إِذَا رُفِعَتْ عَنْهُ يَدٌ وَقَعَتْ عَلَيْهِ أُخْرَى، ثُمَّ تَشَاغَلوا بِتَجْهيزِ المَيِّتِ، فانْسَللْنَا هَارِبينَ..... اللغة ومعاني الكلمات : رجعنا. قفلنا: هممننا بالمنزل: أُخذت منا غصبا. مُلكتْ: الرحل: ما يركب عليها من الدواب الراحلة: جرت: الحشاشة: نوادبها: جزع: الفجيعة: جيوبهم: جددن: السواد: جسّ: عرقه: عرته: بهته: تمائم: ألعقه: تُرَوِّعُوهُ: .نُشر: المَبارّ: انثالت: ورم: تبراً: أقطاً: الأجل المضروب: استنجز: رِكزاً: الأفكار الرئيسية: 1. رجوع الراوي وهو عيسى بن هشام والبطل أبو الفتح الإسكندري من الموصل إحدى مدن العراق خاويَيْ الأيدي بعد أن سرقت أمتعتهما، فواصلا السير إلى إحدى قراها. 2. استغلال الفرص بالحيلة والدهاء عندما وجدوا سيد البلدة قد مات لتوه فقلبوا الأمور بأن الرجل حي وساعدتهم سذاجة القوم على الاحتيال. 3. تقمص البطل والراوي شخصية طبيبين ووعدوا القوم بأن يسلموا السيد الميت حياً بعد يومين. 4.تقديم الهدايا الكبيرة والكثيرة من البلدة للطبيين المزيفين. 5. انكشاف أمرهما ومعاقبتهما بالأيدي والأرجل وهروبهما من القرية. البلاغة والأسلوب : 1. تمتاز المقامات بوجه عام بكثرة المحسنات البديعية، وهذا ما نلحظه في المقامة الموصلية، فانظر إلى السجع في : (لما قفلنا من الموصل، وهممنا بالمنزل) و(حَلَّ الأَجَلُ المَضْرُوبُ، واسْتُنْجِزَ الوَعْدُ المَكْذُوبُ) والجناس بين (الرحل والراحلة) و(نخلة وسخلة) و(بهتة وسكتة) والطباق مثل: رُفِعَتْ عَنْهُ يَدٌ وَقَعَتْ عَلَيْهِ أُخْرَى. ونزع وعلّقوإِصْلاحِوفَسَدَ. 2. كثرة التشبيهات والاستعارات والكنايات في المقامة مثل: - لنَا فِي هَذا السَّوادِ نَخْلَةٌ كناية عن الغنيمة - كَوَى الجَزعُ قلوبَهُمْ . استعارة مكنية، شبه الجزع بالنار. - وَشَقَّتِ الفَجِيعَةُ جُيُوبَهُمْ. مجاز عقلي ، أسند الفعل إلى الفجيعة. - ابْتَسَمَ ثَغْرُ الصُّبْحِ وانْتَشَر جَناحُ الضَّوِّ في أفق الجّو. في كلمة (ابتسم) استعارة تصريحية حيث استعار الابتسامة من الإنسان وأعطاها للصبح. في كلمة(الصبح) استعارة مكنية حيث شبه البح بالإنسان الذي له ثغر. وفي كلمة (جناح) استعارة مكنية حيث استعارالجناح من الطيور وأطلقه على الضّوّ.ِ 3. وجود الحوار بين الرجلين وأهل البلدة وهذا أعطى مزيدا من التشويق. 4. استخدام جمل قصيرة وهذه سمة عامة في المقامات، مما يجعلها سهلة الفهم. 5. الاستفادة من الموروث الديني والاجتماعي وربما الشعبي من تعليق التمائم وشق الصدر ونشر الشعر وتمزيق العقود كطقوس للحزن على الميت. 6.استخدم الفعل المبني للمجهول وهو جلي وواضح في المقامة مثل: شُدَّتْ، سُخِّنَ، وهُيِّئَ، خِيطَتْ، يُنْقَلَ، يُكَفَّنَ ؛ وربما كان ذلك لأن التركيز على موت الرجل والحالة التي كان عليها بغض النظر عمن فعل ذلك. 7. راوح الكاتب بين الجمل الخبرية والإنشائية وإن طغت الجمل الخبرية على الإنشائية وهذا يمنح الكاتب قدراً كبيراً من حرية الوصف في سرد أحداث القصة. 8. الدقة في الوصف، وهو كثير في المقامة منه على سبيل المثال لا الحصر(ونِسَاءٍ قد نَشَرْنَ شعُورَهُنَّ، يَضْرِبْنَ صُدُورَهُنَّ ، وَجَدَدْنَ عقُوُدَهُنَّ ، يَلْطِمْنَ خدُودَهُنَّ) × فهذه العبارات جميعها تشير إلى دقته في وصف حالة النساء فهو يصفها وصف المشاهد الحقيقي، مما ينقلك لمشاركته الرؤية لهذه الأحداث. 9. تمتاز المقامات بشكل عام بغرابة الألفاظ وهذا واضح في المقامة الموصلية، مثل: وَمُلِكَتْ، الحُشَاشَةُ، المَبارُّ، انْثَالَتْ، أقطا، ركزاً. أعزائي الطلبة: فكروا معي في قول الكاتب: جاءَهُ الرِّجَالُ أَفْوَاجاً، والنِّساءُ أَزْوَاجاً. لمَ جعل الرجال أفواجاً والنساء أزواجاً. تدريب ,,,
ب.الكدية ج. الكذب. د. النفاق.
1) في الجمل التي فوق الخط: أ.تورية. ب. طباق. ج. ترصيع. د. سجع. 2) كلمة (جددن) في النص السابق تعني: أ.قطعن ب. تم شراء عقود جديدة ج. عكس الهزل. د. نظمن العقود. 3) كلمة (احتفلت) في النص السابق تعني: أ. ابتهجت. ب. كان فيها احتفال. ج. امتلأت. د. انهدمت. المحاضرة الحادية عشرة قصيدة الوأواء الدمشقي المقدّمة., النص الشعري., اللغة.,البلاغة والأسلوب. مقدمة : تعرفنا في المحاضرة السابقة إلى نص نثري من العصر العباسي تمثل في المقامة الموصلية ونصنا الحالي سيكون شعراً غزلياً رقيقاً من العصر نفسه.
× ولا بد من التعرف إلى المصطلحات الدالة على الغزل من باب الفائدة ومنها: الغزل، والنسيب، والتشبيب. الغزل: هو مديح المرأة الذي يتصل بذكر صفاتها الخلقية ومحاسنها الجسمانية، لأن المرأة لا تمدح بما يمدح به الرجل. النسيب: أن ينسب الشاعر لامرأة بعينها أحبها، أو عرض لها. التشبيب: النسيب بالنساء، وشبب بالمرأة: قال فيها الغزل والنسيب. × ومن أنواع الغزل : - الغزل التقليدي. - الغزل العذري. - الغزل الصريح. الشاعر: الوأواء الدمشقي
1. نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي 2. كَأنهُ طَرْقُ نَمْلٍ فِي أنَامِلِـــهَا أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْبُ بالبَرَدِ 3. وَقَوْسُ حَاجِبِهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَنَبْلُ مُقْلَتِــــهَا تَرْمِي بِهِ كَبــــــِدِي 4. وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِي عَلَى كَفَلٍ مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَدِ 5. سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ لا تُغَرَّ بِنَا مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَاتَ بالكَمَدِ 6. فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَاتَ جَوًى من الغَرَامِ وَلَمْ يُبْدِ وَلَمْ يُعِدِ 7. فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِر الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ إِنَ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِوَالجَلَدِ 8. قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينَا لَوَاحِظُهَا مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيل الحُبِّ مِنْ قَوَدِ 9. قَدْ خَلَّفَتْنِي طَرِيحاً وَهي قَائِلَه تَأَمَّلُوا كَيْفَ فِعْلُ الظَبْيِ بالأَسَدِ 10. قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي وَمَضَى بِاللهِ صِفْهُ وَلاَ تَنْقُصْ وَلاَ تَزِدِ 11.فَقَالَ:خَلَّفْتِهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأٍ وَقُلْتِ: قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ 12.قالت:صدقت، الوفى في الحب شيمته يابرد ذاك الذي قالت على كبدي 13. وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْلَ لَهَا مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّتْ يَدّاً بِيَدِ 14.وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ 15.وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلَةً مِنْ غَيْرِ كَرْهٍ وَلاَ مَطْلٍ وَلاَ مَدَدِ 16.وَاللّهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ حُزْنِي عَلَيْهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَى وَلَدِ 17.هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفي حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَدِ معاني المفردات : جلدي: معاني الأبيات : صبري. أناملها: أطراف أصابعها. النُّبل: السهام وقيل السِّهامُ العربية وهي مؤنثة لا واحد له من لفظه فلا يقال نَبْلة وإِنما يقال سهم ونشَّابة. الكفَل: الكَفَل بالتحريك العجُز وقيل رِدْفُ العجُز وقيل القَطَن يكون للإِنسان والدابة. مرجرج: امرأَة رَجْراجَةُ مُرْتَجَّةُ الكَفَلِ يَتَرَجْرَجُ كفلها ولحمها وتَرَجْرَجَ الشيءُ إِذا جاء وذهب. الكمد: شدة الحزن. قود: القود: القِصاصُ وأَقَدْتُ القاتِلَ بالقتيل أَي قَتَلْتُه به. الرمَق: بقية الحياة. 1 2 1 و2. يصف الشاعر امرأة جميلة رآها وكانت جميلة جداً، وفي البيت الأول يصف نقشاً على معصم يدها، أضفى عليها جمالاً جعلني غير قادر على تمالك نفسي وأضعفني. فكأن هذا النقش طرق النمل في أصابعها، أو كأنه روضة مزركشة بكل أنواع الأزاهير. 3 3. يصف عين المحبوبة فحاجبها كأنه القوس ونظراتها سهام تنطلق منه لتصيب به كبدي. 4 4.خصرها نحيل رقيق كجسدي النحيل هذا الخصر فوق عجز مكتنز باللحم يترجرج ويضطرب كما تضطرب الأحزان في داخلي. 5 6 فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَاتَ جَوًى من الغَرَامِ وَلَمْ يُبْدِ وَلَمْ يُعِدِ 5و6. طلبتُ منها الوصال والعشق فقالت: لا يغرنك ما تراه من رقة، فكل من طلب وصالنا مات بالحزن، فالجميلات يتمنعن على العشاق. 7 7. يستدرك الشاعر لما سمع كلامها فيستغفر الله ثم يلتمس لنفسه العذر فالمحب قليل الصبر، وهو دائما مندفع ومتعجل. 8 8.فلما رأت ما وصلتُ إليه من حالة الحزن والضعف قالت متندرة إن قتيل الحب لا قصاص له ولا دية. 9 9. ثم يصف حالته التي وصل إليها فقد خلفتني مطروحاً لا أقوى على الحركة وهي تقول للناس:انظروا كيف يفعل الظبي على ضعفه بالأسد على قوته. 10 10. يتخيل الشاعر كأن الحبيبة بعد ذلك أرسلت طيف خيالها لترى ما حل بالشاعر وقالت لطيفها أن ينقل لها حالة الشاعر كما هي دون زيادة أو نقصان. 11 11.فنقل إليها أنها خلفتْهُ شديد التعلق بها مستسلماً استسلاماً تاماً، لدرجة أنه لو كان شديد العطش وقالت له المحبوبة لا تشرب لتوقف عن الشرب أو عن ورود الماء. 12 12. فقالت صدقت فإنه محب صادق وفيّ، فيسرّ الشاعر بهذه المقولة كأنها الماء البارد على كبده الحرّى. 13 14 13 و14. ثم تعود الحبيبة لتطمئن على شاعرها وتسأل عنه فيخبرونها بأنه قد مات أو أوشك لشدة تعلقه بها، فتظهر الندم وتضرب كفاً بكفً، وتبكي بكاء شديداً حتى تبلل خديها، وهي تعض على شفتيها من الندم. 15 16 وَاللّهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ حُزْنِي عَلَيْهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَى وَلَدِ 15و16. ثم تقول قولا صادقاً خالياً من المجاملة أو المماطلة أنه لم تحزن أخت لفقد أخيها أو أم لفقد ولدها كما حزنت هي على هذا الشاعر العاشق. 17 17. يختم الشاعر قصيدته بأن الناس حسدوه على موته عشقاً، فهو لم يسلم من الحسد حتى على الموت. أولاً: هذا نص غزلي رقيق جاءت ألفاظه ومعانيه مناسبة له، فالألفاظ غاية في الرقة تصور ما في الحب من لوعة وحرمان وفراق(الكمد، الجوى، طيف الخيال، الحب، الوفى...) والمعاني رقيقة تعبر عن الحزن الشديد (ترمي به كبدي، خصرها ناحل، فتكت فينا لواحظها). ثانياً: يعج النص بالتشبيهات والاستعارات التي تقرب الصورة من المتلقي، ولعلّ أشهر بيت في هذا المجال، قول الشاعر: وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ فالدموع لؤلؤٌ والعيون نرجسٌ والخدود وردٌ والشفاه عنابٌ والأسنان حبّ البرد، حتى قال العلماء في هذا البيت شبه الشاعر خمساً بخمس. وفي كل لفظ من هذه الألفاظ (لؤلؤ، نرجس، ورد، العناب، البرد) استعارة تصريحية حيث حذف المشبه وصرح بالمشبّه به. وإذا تركنا هذا البيت إلى غيره وجدنا في البيت الثاني تشبيهاً رائعاً، إذ شبه النقش في يدها بما فيه من الخطوط الدقيقة المتعرجة المزركشة بطرق النمل في الأرض كما شبهه بروضة حظيت بالمطر فأخرجت أزاهيرها وورودها من كل شكل ولون. وفي البيت الثالث يشبه حاجبها بالقوس ونظراتها بالسهام وهذان تشبيهان مكروران في الأدب العربي.فهما تشبيهان تقليديان. وفي البيت الرابع تشبيهان طريفان، فقد شبه الشاعر خصرها بنفسه في النحول، وشبه حركة عجزها واضطرابه باضطراب الأحزان في الصدر. وفي البيت التاسع تشبيه تقليدي أيضاً حيث شبه المحبوب بالظبي والشاعر بالأسد، لكن الصورة كاملة والمعنى العام جاء طريفاً. ثالثاً: في القصيدة بعض المحسنات البديعية التي أضفت جمالاً على النص وذلك كالجناس بين (نمل وأناملها) في البيت الثاني، والطباق بين(نالت ولم تنل، ويبدي ويعيد، والظبي والأسد-طباق معنى-وتنقص وتزيد). رابعاً: قام النص في معظمه على مفارقات جعلت المتلقي يستمتع بالجمال ويحس بإحساس الشاعر، فهناك مفارقة بين تلهفه للوصل وتمنعها عنه، والمفارقة في قتل الظبي وهو ضعيف للأسد وهو قويّ، والمفارقة في أن إنساناً شديد الظمأ والماء أمامه لكنه يمتنع بإرادته عن ورود الماء، والمفارقة في حسد الناس له على الموت فالمرء يحسد على شيء محبوب، بل إن القصيدة تقوم على المفارقة بين أولها وآخرها، فالحبيبة في أول القصيدة متمنّعة قاسية متجلدة وفي آخرها ضعيفة حزينة باكية. خامساً: قوله في البيت الثالث عشر: دقت يداً بيد كناية عن الندم، وكذلك قوله في البيت الرابع عشر:وعضت على العناب بالبرد، كناية عن الندم لأن الإنسان يعض على شفتيه عندما يند ويتحسّر. تدريب : نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي كَأنهُ طَرْقُ نَمْلٍ فِي أنَامِلِـــهَا أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْبُ بالبَرَدِ 1. الهاء في(كأنه) في البيت الثاني تعود على: أ. النقش. ب. المعصم. ج. الجلد. د. الشاعر. 2. في قول الشاعر(نالت، ولم تنل) في البيت الأول: أ. جناس. ب. تشبيه. ج. مجاز. د. طباق. 3. يبدو الشاعر في البيت الأول: أ. متجلداً صابراً. ب. ضعيفاً خائراً. ج.متكبراً متعالياً. د. مفتخراً بنفسه. المحاضرة الثانية عشرة ابن القيسراني يمدح نور الدين زنكي عناصر المحاضرة :
مقدمة : اخترت لكم من عصر الدول المتتابعة ( العصر الزنكي، ثم الأيوبي، ثم المملوكي) قصيدة ابن القيسراني وهي بنت العصر الزنكي والذي حكم فيه بطلان هما :عماد الدين زنكي وابنه نور الدين زنكي اللذان قادا الأمة إلى الصلاح والخير، وتجدر الاشارة إلى أن عماد الدين صنع منبرا لا مسمار فيه من شجر الأرز ليضعه في المسجد الأقصى بعد تحريره من الصلبين، ولكن المنية وافته وكذلك ابنه نور الدين الذي مات قبل أن يتمكن من نقل المنبر، فحُمل المنبر في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد تحريره بيت المقدس، وقصيدة ابن القيسراني في مدح نور الدين كانت شاحنة للهمم التي انهزمت أمام قوى المغول والتتار والصليبين مما فتّ في عضد الدولة الإسلامية. وقد كان حكام هذا العصر كما هو معروف ليسوا عربا وإن كانوا مسلمين، فلم تحظ اللغة والأدب بالاهتمام والدعم والتشجيع، كما إن الأمة كانت تعيش حالة من الذل والانهزام والخوف والقلق بسبب تلك الحروب المتتابعة، مما أضعف الأدب في هذه العصور، فاتجه الشعراء إلى تقليد سابقيهم ومعارضتهم، كما مال أدبهم إلى الإغراق في الصنعة اللفظية التي طغت على المعنى، لذا عد النقاد هذا العصر من أضعف العصور الأدبية، وإن كانت كثير من الموسوعات العلمية قد ظهرت في هذا العصر. الشاعر : ابن القيسراني
الممدوح : (نور الدين زنكي) :
مناسبة القصيدة : وقعت معركة أنّب في يونيه 1149م/صفر 544هـ وقد حقق الجيش النوري فيها انتصاراً كبيراً وتم قتل ريموند دى بواتيه، وعدد كبير من كبار قادة الصليبيين، وكان نور الدين قد رحل إلى حصن إنب في حلب فحاصره ، فاجتمعت الفرنج لقتاله مع البرنس ، واقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزم الفرنج وقتل البرنس وجماعة كثيرة من أصحابه ، وأسر خلق كثير . وكان قتل البرنس ريموند عظيماً عند الطائفتين وأكثر الشعراء من مدح نور الدين بهذا الظفر ، فكان ممن قال فيه ابن القيسراني الكاتب قصيدته المشهورة، التي هي محل دراستنا في هذه المحاضرة. نص القصيدة : 1.هذي العزائمُ لا ما تدّعي القُضُبُ وذي المكارمُ لا ما قالت الكتبُ 2.وهذه الهمم اللاتي متى خُطِبــتْ تعثّرتْ خلفها الأشعارُ والخطب 3.صافحتَ يا ابن عماد الدين ذورتها براحةٍ للمساعي دونها تعـــب 4.يا ساهدَ الطرفِ والأجفانُ هاجعةٌ وثابتَ القلبِ والأحشاءُ تضطرب 5.أغرتَ سيوفَك بالإفرنج راجفةً فؤادُ روميّةَ الكبرى لها يَجِبُ 6.والخيل من تحت قتلاها تخرُّ لها قوائمُ خانَهنَّ الركضُ والخبَبُ 7.والنقعُ فوق صِقال البيض منعقدٌ كما استقلَّ دخان تحته لهب 8.والنَّبْلُ كالوَبْلِ هطّالٌ وليس لـــه سوى القِسيّ وأيدٍ فوقها سحب 9.وللظُّبى ظَفَرٌ حلوٌ مذاقتـُـــــــــه كأنما الضَرْبُ فيما بينهم ضَرَبُ 10.أنباء ملحمة لو أنها ذُكـــــــرتْ فيما مضى نسيت أيامها العرب 11.من كان يغزو بلاد الشرك مكتسبا من الملوك فنور الدين محتسب 12.أفعاله كاسمه في كل حادثــــــة ووجهه نائب عن وصفه اللقب 13.في كل يوم لفكري من وقائعــه شغل فكل مديحي فيه مقتضب 14.من باتت الأُسْدُ أسرى في سلاسله هل يأسر الغُلْب إلا من له الغَلَب؟ 15. عمّت فتوحُك بالعدى معاقلهــــا كأنّ تسليمَ هذا عند ذا جــــــــرب اللغة : القضب: جمع قضيب وهو السيف أو العود الذي تؤخذ منه السهام. الراحة: باطن الكف الساهد: الساهر الطرف: العين. رومية: روما يجب: يضطرب. الخبَب: نوع من ركض الخيل النقع: غبار المعركة. صقال البيض: السيوف المصقولة. النبل: السهام. الوبل: المطر. هطال: شديد النزول. القسيّ: جمع قوس. الظُّبى: جمع ظُبَة وهي حد السيف. الظفر: النصر. الضرَب: العسل الملحمة: المعركة العظيمة أيام العرب: وقائعها ومعاركها المشهورة كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء مقتضب: مختصر. الغلْب: الأسد. والغلَب: النصر. شرح الأبيات : هذي العزائمُ لا ما تدّعي القُضُبُ وذي المكارمُ لا ما قالت الكتبُ 1.أن العزيمة الحقيقية هي عزيمة نور الدين وليست عزيمة السيوف والسهام، وهذا الفتح الذي تحقق على يدي الممدوح هو الفتح الحقيقي لا ما يدّعيه المنجمون في كتبهم. وهذه الهمم اللاتي متى خُطِبــتْ تعثّرتْ خلفها الأشعارُ والخطب 2.وهذه المعركة كشفت همة الممدوح العالية التي لا تستطيع الأشعار والخطب أن تفيها حقها. صافحتَ يا ابن عماد الدين ذورتها براحةٍ للمساعي دونها تعـــب 3. والمعنى أن ابن عماد الدين وصل إلى قمة النصر بكدّه وتعبه. يا ساهدَ الطرفِ والأجفانُ هاجعةٌ وثابتَ القلبِ والأحشاءُ تضطرب 4. وهنا يوازن الشاعر بين الممدوح وغيره في المعركة، فهو ساهر للتفكير والتخطيط وغيره نائم، وهو شجاع ثابت القلب لكن غيره خائف يرتجف. أغرتَ سيوفَك بالإفرنج راجفةً فؤادُ روميّةَ الكبرى لها يَجِبُ 5. لقد أعملت السيوف في الإفرنج حتى اهتزت روما وخافت من بأسك وشدتك. والخيل من تحت قتلاها تخرُّ لها قوائمُ خانَهنَّ الركضُ والخبَبُ 6. لم تعد خيول العدوّ قادرة على الركض فهي تحمل القتلى مثقلة بهم غير قادرة حتى على الفرار. والنقعُ فوق صِقال البيض منعقدٌ كما استقلَّ دخان تحته لهب 7.أن غبار المعركة كثيف جداً كالظلام حتى بدت السيوف اللامعة من خلال هذا الغبار كأنها شهب في الظلام. والنَّبْلُ كالوَبْلِ هطّالٌ وليس لـــه سوى القِسيّ وأيدٍ فوقها سحب 8. فالسهام تسقط على رؤوس الأعداء كالمطر الغزير والقسيّ وأيدي المحاربين كالسحب الماطرة لهذه السهام. وللظُّبى ظَفَرٌ حلوٌ مذاقتـُـــــــــه كأنما الضَرْبُ فيما بينهم ضَرَبُ 9 . يقول أن النصر جميل وحلو مذاقه فالضرْب بالسيوف كالعسل أنباء ملحمة لو أنها ذُكـــــــرتْ فيما مضى نسيت أيامها العرب 10.حرب البسوس وحرب داحس والغبراء. يقول إن هذه المعركة كانت عظيمة جداً، فلو كانت في أيام الجاهلية لنسي الناس كل المعارك وما ذكروا إلا هذه المعركة. من كان يغزو بلاد الشرك مكتسبا من الملوك فنور الدين محتسب أفعاله كاسمه في كل حادثــــــة ووجهه نائب عن وصفه اللقب 11 و12. إذا كان بعض الملوك يغزو المشركين طلباً لكسب مادي فنور الدين يغو لوجه الله ولقبه(نور الدين) مؤشر على ذلك فأفعاله للدين فقط. في كل يوم لفكري من وقائعــه شغل فكل مديحي فيه مقتضب 13. لقد أشغلتني حروبه ومعاركه فهي كثيرة جداً مهما مدحته يظل مديحي مختصراً لا يفيه حقه. من باتت الأُسْدُ أسرى في سلاسله هل يأسر الغُلْب إلا من له الغَلَب؟ 14. فهو الذي يأسر الأسود ومن يستطيع ذلك سوى الأقوياء المنتصرين. عمّت فتوحُك بالعدى معاقلهــــا كأنّ تسليمَ هذا عند ذا جــــرب 15.استوليت على كل معاقل الأعداء، وأصبح كل واحد يسلم الآخر كأن به جرب يردي الخلاص منه. البلاغة والأسلوب: 1. بدأت القصيدة بـ (هذي العزائم) ثم البيت الثاني( هذه الهمم) وهي أسماء إشارة للقريب وفيه دلالة التعظيم والتكريم للعزائم والهمم، إضافة إلى ما يحمله اسم الإشارة من دلالة التنبيه، فمن المعروف أن اسم الإشارة هو (ذي) وأن الهاء التي تسبقه هي للتنبيه. 2. قلنا إن أدب هذا العصر قد مال إلى الصنعة فأكثر الشعراء من المحسنات البديعية، ونظرة عجلى في هذه القصيدة تكشف لك عن هذه السمة ومن ذلك: أ.في البيت الأول جناس ناقص بين العزائم والمكارم وبينهما موازنة فكلاهما على وزن واحد. ب. في البيت الثاني جناس بين(خطبت) التي تعني طلبت للزواج و(الخطب) جمع خُطبة. ج.في البيت الثالث طباق بين(راحة) و(تعب) وفي كلمة راحة أيضاً تورية، والتورية هي أن يكون للكلمة معنيان أحدهما قريب يتبادر إلى الذهن وهو غير مراد، والآخر بعيد وهو ما يريده الشاعر، فكلمة (راحة) يتبادر للذهن أنها من الارتياح وذلك لوجود التعب معها، والحقيقة أن الشاعر يقصد باطن الكف. د.في البيت الرابع طباقان، الأول بين(ساهد وهاجعة) والثاني بين(ثابت وتضطرب) هـ.في البيت الثامن جناس بين(الوبل والنبل) و.في البيت التاسع جناس بين (الضرْب وضرَب). ز. في البيت الحادي عشر طباق بين (محتسب ومكتسب) ح.في البيت الرابع عشر جناس بين (الغلْب وغلَب). فلا يكاد يخلو بيت من محسن بديعي. 3. ظهر في القصيدة تشبيهات جميلة وطريفة من ذلك مثلاً:في البيت السابع شبه الشاعر صورة السيوف وهي تلمع وسط الغبار الكثيف بصورة الشهب وهي تلمع في الليل، وهذا ما يعرف عند البلاغيين بالتشبيه التمثيلي(تشبيه صورة بصورة) والواقع أن هذا التشبيه ليس مبتكراً عند الشاعر، بل بدا فيه متأثراً بقول بشار بن برد: كأنّ مثار النقِع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه برأيك أي الشاعرين أقدر. ومن التشبيهات عنده تشبيه النبل بالوبل، وثمة تشبيهات طريفة منها تشبيهه أفعال الممدوح باسمه، وتشبيهه (البيت 15) للأعداء وكل واحد منهم يسلم الآخر بصورة الإنسان الذي يريد أن يتخلص من شخص مريض بالجرب.وتشبيهه أكف المحاربين بالسحاب والسهام التي تنطلق منها بالمطر. 4. استطاع الشاعر أن يرسم لنا صوراً جميلة منها صورة الممدوح وهو ساهر للتفكير في شأن الأمة وغيره نائم وصورته في المعركة ثابت القلب وقلوب الناس تضطرب. ومن الصور الجميلة صورة الخيل في البيت السادس عاجزة عن الركض خارت قواها تحمل القتلى فوقها غير قادرة على الفرار. 5. بقي أن نقول أن ابن القيسراني بدا متأثراً كثيراً بالشاعر العباسي أبي تمام في قصيدته التي قالها في مدح المعتصم بالله عندما فتح عمّوريّة، ومطلعها: السيفُ أصدق أنباءً من الكتب في حده الحدّ بين الجد واللعب حتى بدا التشابه في بعض الصور فكلاهما صور السيوف أو الرماح وهي تلمع وسط المعركة بالشهب، يقول أبو تمام: والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً ** بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ واقرأ هذا البيت لأبي تمام واستخرج مشابهه من قصيدة ابن القيسراني: فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ ** نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ وقوله في وصف خراب حصون الفرنج: لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ فنستطيع القول إن القيسراني عارض أباتمام في هذه القصيدة. المحاضرة الثالثة عشرة ثورة محمود سامي البارودي
مقدمة : عم الشعر العربي نهج التصنع و التكلف منذ عصر أبي تمام، ثم أخذت اللغة العربية بالتراجع في عصور الدول المتتابعة إلا من الاهتمامات القليلة، وظل الشعر العربي في حالة سكون وجمود، حتى جاء العصر الحديث فقامت عدة مدارس لإحياء الترث واللغة العربية، منها مدرسة الديوان ، ومدرسة الإحياء وغيرها ، وبرزت عدة رموز شعرية أخذت على عاتقها هذه المهمة منهم العقاد والمازني و محمود سامي البارودي , فأخذوا بيد اللغة. فبعثوا الروح في القصيدة العربية , وأعادوا إليها رونقها وجمالها دون نسيان أحداث العصر, والتحولات السياسية و الاجتماعية و الثقافية و يمكننا القول: إن عصر البارودي شهد بداية الصحوة العربية. × ونصنا من العصر الحديث يحمل أنفاس الثورة لأن صاحبه الشاعر محمود سامي البارودي شهد الثورة على الظلم وخاصة ثورة أحمد عرابي والثورة على الأدب، وتبرز أهمية شعره أنه يمثل التحول في الأسلوب الشعري، حيث عادت للشعر قوته وأصبح مشابهاً لما في عصور الازدهار الأدبي، ولا سيما العصر العباسي. الشاعر: محمود سامي البارودي
جو النص : حثَّ محمود سامي البارودي الناس على طلب العدل في الأحكام، وذمّ المسؤولين المتسلطين الذين أضرّوا بمصر وشعبها. وهذه القصيدة كما ورد في ديوان البارودي أنها ضمّت سبعين بيتاً، افتتحت بها قافية اللام في الديوان المخطوط ، ولا ريب أن الشاعر نظمها في أواخر حكم الخديوي إسماعيل لما ساءت أحواله ، وارتبكت مالية مصر ، وأرهقتها الديون المتراكمة ، وتدّخل الأجانب في شؤونها ، وتبرّم الأهالي بهذا الحكم السفيه الفاسد ، وأجمع الناس على وجوب خلع ذلك الحاكم . نص القصيدة : 1.قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ 2.أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة ً عنْ غرة ِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ 3.كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمة ٍ وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ 4.فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ 5.قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَة ِ الْوَكَلِ 6.حلبتُ أشطرَ هذا الدهرِ تجربةً وَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَابٍ، وَمِنْ عَسَلِ 7.فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَة ً أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّة ِ الْعَمَلِ 8.لكننا غرضٌ للشرَّ في زمنٍ أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَة ِ الْخَمَلِ 9.قامتْ بهِ منْ رجالِ السوءِ طائفةٌ أدهى على النفسْ منْ بؤسٍ على ثكلِ 10.ذَلَّتْ بِهِمْ مِصْرُ بَعْدَ الْعِزِّ، واضْطَرَبَتْ قواعدُ الملكِ حتى ظلَّ في خللِ 11.أرضٌ تأثلَ فيها الظلمُ ، وانقذفتْ صواعقُ الغدرِ بينَ السهلِ وَ الجبلِ 12.لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ بَعْدَ الْمِراسِ، وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ 13.هيهاتَ يلقى الفتى أمناً يلذُّ بهِ مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ 14.فَمَا لَكُمْ لاَ تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ وَلاَ تَزُولُ غَوَاشِيكُمْ مِنَ الْكَسَلِ؟ 15.وَتِلْكَ مِصْرُ الَّتِي أَفْنَى الْجِلاَدُ بِهَا لَفِيفَ أَسْلافِكُمْ فِي الأَعْصُرِ الأُوَلِ 16.فأيَّ عارٍ جلبتمْ بالخمولِ على ما شادهُ السيفُ منْ فخرٍ على زُحَلِ 17.إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ 18.فبادروا الأمرَ قبلَ الفوتِ وانتزعوا شِكَالَة َ الرَّيْثِ، فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ 19.وَقلّدوا أمركمْ شهماً أخا ثقة ٍ يكونُ رداءً لكمْ في الحادثِ الجللِ 20.وَلاَ تَلَجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاَحَ لَكُمْ إنَّ اللجاجة َ مدعاة ٌ إلى الفشلِ 21.وَلاَ تخافوا نكالاً فيهٍ منشوكمْ فالحوتُ في اليمَّ لا يخشى منَ البللِ 22.عيشُ الفتى في فناءِ الذلَّ منقصة وَالموتُ في العز فخرُ السادة ِ النبلِ 23.أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَة مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ 24.غَرَّاءُ، تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ اللغة : قلدتُ: شرح الأبيات :جعلته كالقلادة جيدَ: العنق. البيض: السيوف. الكلل: الكِلَّة السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت. صهوات: صَهْوَةُ وهي من كلّ شيءٍ أَعْلاهُ ، وهي منَ الفَرَسِ موضِعُ اللِّبْدِ من ظَهْرِه وقيل مَقْعَدُ الفارِسِ. واحدتها الباز: الصقر. القلل: القُلَّة أَعلى الجبل وقُلَّة كل شيء أَعلاه الألوى: الشديد الخُصومة الجَدِلُ السَّلِيطُ. الوكل: الذي يَكِلُ أَمره إِلى غيره (العاجز). صابٍ: أعثر على المعنى الدقيق لها ولكن من معنى البيت يتضح أنها تشير إلى طعم غير مرغوب فيه. الثكل: فقدان الولد. تأثل: عظُمَ وتأصّلَ. الخَوَر: الضعف. فَلَل: تثلُّم حد السيف. غواشيكم: جمع غاشية، وهي كل ما يغشى الإنسان. الهمل: جمع هامل، وهو كل شيء بلا راعٍ الجلل: من الألفاظ المتضادة في اللغة فتعني الأمر الصغير والأمر العظيم والمقصود بها هنا الأمر العظيم النكال: الحالة الذليلة التي هم عليها. قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ* وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ البلاغة والأسلوب :أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة ً *عنْ غرة ِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ 1.و2..يبدو الشاعر في هذا البيت عاشقاً متغزلاً، لكنه لا يتغزل بامرأة، فهو يعشق المعالي، فقد صنع من شعره الغزلي قلادة جميلة في المجد، وهو يهيم ببيض الأغماد وهي السيوف لا ببيض النساء. كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمة ٍ* وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ 3. فقومه متخاذلون ما بين شخص يدعو إلى المكارم دون أن يعمل بها، وبين معتكف يبكي على الماضي. فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً * فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ 4. فالشاعر يدعو هؤلاء المتخاذلين إلى ترك التخاذل والعمل بجد وقتال الأعداء فالصقور تأبى إلا شواهق الجبال. قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ * وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَة ِ الْوَكَلِ 5. فلا يظفر بحاجته إلا القوي الشديد اللحوح أما المتواكل فيقعده عجزه عن لمعالي. حلبتُ أشطرَ هذا الدهرِ تجربةً * وَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَابٍ، وَمِنْ عَسَلِ فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَة ً * أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّة ِ الْعَمَلِ 6.و7. لم يبين الشاعر أنه رجل خبير مجرّب فقد خبر الحياة بحلوها ومرها، فما وجد أشهى من العمل بحرية ودون قيود أو تسلّط. لكننا غرضٌ للشرَّ في زمنٍ * أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَة ِ الْخَمَلِ 8. يبين حال الأمة التي أصبحت هدفاً للشر وللطامعين في حال غياب العلماء والقادة عن الساحة السياسية. قامتْ بهِ منْ رجالِ السوءِ طائفةٌ * أدهى على النفسْ منْ بؤسٍ على ثكلِ ذَلَّتْ بِهِمْ مِصْرُ بَعْدَ الْعِزِّ، واضْطَرَبَتْ * قواعدُ الملكِ حتى ظلَّ في خللِ 9و10 يشير الشاعر إلى الساسة السيئين الذين يتحكمون في البلاد وأنهم شر، وهم أشد من المصيبة على المرأة الثكلى. هؤلاء الذين أذلوا مصر بعد عزها وأضعفوا ملكها فسادتها الفوضى. أرضٌ تأثلَ فيها الظلمُ ، وانقذفتْ * صواعقُ الغدرِ بينَ السهلِ وَ الجبلِ 11. فأرض مصر تعاظم الظلم فيها وأصبح متأصلاً وكثر فيها غدر الغادرين حتى ملأ السهل والجبل. ولم أدر ما حل بالأبطال من ضعف بعد قوتهم وبأسهم، فهل سيوفهم أصابها الفلل فما عادت تقطع؟! لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ* بَعْدَ الْمِراسِ، وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ هيهاتَ يلقى الفتى أمناً يلذُّ بهِ * مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ فَمَا لَكُمْ لاَ تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ * وَلاَ تَزُولُ غَوَاشِيكُمْ مِنَ الْكَسَلِ؟ وَتِلْكَ مِصْرُ الَّتِي أَفْنَى الْجِلاَدُ بِهَا * لَفِيفَ أَسْلافِكُمْ فِي الأَعْصُرِ الأُوَلِ فأيَّ عارٍ جلبتمْ بالخمولِ على * ما شادهُ السيفُ منْ فخرٍ على زُحَلِ 12و13و14و15و16 . يستنهض الشاعر همم الناس ويؤنبهم فلا يمكن أن يأمن المرء ما لم يجرب الخوف، فحتى متى تبقون تحت هذا الظلم ولا تعافه أنفسكم؟ ومتى يزول عنكم هذا الكسل والخمول؟ فهذه مصر التي حارب من أجلها أجدادكم، فقد ضيّعتم كل ما بناه الأجداد وكل ما حققوه من فخر وعز وصل إلى النجوم. إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ * فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ 17. يخرج بعد الأبيات السابقة بحكمة: فكل من لا عقل له فهو من الهمل الذين لا موجه ولا مرشد لهم. فبادروا الأمرَ قبلَ الفوتِ وانتزعوا * شِكَالَة َ الرَّيْثِ، فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ 18. عليكم أن تسارعوا قبل فوات الأوان، وأن تتخلصوا من داء التريُّث لأن الدنيا مع العجل وليست مع المتريث. وَقلّدوا أمركمْ شهماً أخا ثقة * يكونُ رداءً لكمْ في الحادثِ الجللِ وَلاَ تَلَجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاَحَ لَكُم * إنَّ اللجاجة َ مدعاة ٌ إلى الفشلِ وَلاَ تخافوا نكالاً فيهٍ منشوكمْ * فالحوتُ في اليمَّ لا يخشى منَ البللِ 19و20 و21. الحالة الذليلة التي هم عليها. ثم يقدم النصائح لقومه، فعليهم أن يختاروا لأمرهم رجلاً ثقة يكون لهم معيناً ودرعاً في كل أمر عظيم، ثم عليهم أن يتركوا الفوضى والتنازع فهذا مدعاة إلى الفشل، وعليهم أن يكونوا أقوياء شجعان فهذا طبعهم، الذي طُبعوا عليه، وعليهم ألا يخافوا من العدو في المعارك لأنهم هم أهل المعارك. عيشُ الفتى في فناءِ الذلَّ منقصة * وَالموتُ في العز فخرُ السادة ِ النبلِ 22. ثم يخلص بحكمة مفادها أن حياة الذل ليست كاملة فهي حياة منقوصة وخير منها الموت بعزة فهو فخر للسادة والنبلاء. أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَة * مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ غَرَّاءُ، تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ * وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ 23و24. يخلص الشاعر بمدح قصيدته فهي قصيدة غراء تعشقها الأسماع وتعلق بها فرحة بمعانيها وقد أسهرت عيني في نظمها حتى جاءت مميزة مختلفة عن كل شعر سبقها 1.قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ 2.أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة ً عنْ غرة ِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ 3.كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمة ٍ وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ 4.فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ 5.قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَة ِ الْوَكَلِ 6.حلبتُ أشطرَ هذا الدهرِ تجربةً وَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَابٍ، وَمِنْ عَسَلِ 7.فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَة ً أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّة ِ الْعَمَلِ 8.لكننا غرضٌ للشرَّ في زمنٍ أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَة ِ الْخَمَلِ 9.قامتْ بهِ منْ رجالِ السوءِ طائفةٌ أدهى على النفسْ منْ بؤسٍ على ثكلِ 10.ذَلَّتْ بِهِمْ مِصْرُ بَعْدَ الْعِزِّ، واضْطَرَبَتْ قواعدُ الملكِ حتى ظلَّ في خللِ 11.أرضٌ تأثلَ فيها الظلمُ ، وانقذفتْ صواعقُ الغدرِ بينَ السهلِ وَ الجبلِ 12.لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ بَعْدَ الْمِراسِ، وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ 13.هيهاتَ يلقى الفتى أمناً يلذُّ بهِ مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ 14.فَمَا لَكُمْ لاَ تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ وَلاَ تَزُولُ غَوَاشِيكُمْ مِنَ الْكَسَلِ؟ 15.وَتِلْكَ مِصْرُ الَّتِي أَفْنَى الْجِلاَدُ بِهَا لَفِيفَ أَسْلافِكُمْ فِي الأَعْصُرِ الأُوَلِ 16.فأيَّ عارٍ جلبتمْ بالخمولِ على ما شادهُ السيفُ منْ فخرٍ على زُحَلِ 17.إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ 18.فبادروا الأمرَ قبلَ الفوتِ وانتزعوا شِكَالَة َ الرَّيْثِ، فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ 19.وَقلّدوا أمركمْ شهماً أخا ثقة ٍ يكونُ رداءً لكمْ في الحادثِ الجللِ 20.وَلاَ تَلَجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاَحَ لَكُمْ إنَّ اللجاجة َ مدعاة ٌ إلى الفشلِ 21.وَلاَ تخافوا نكالاً فيهٍ منشوكمْ فالحوتُ في اليمَّ لا يخشى منَ البللِ 22.عيشُ الفتى في فناءِ الذلَّ منقصة وَالموتُ في العز فخرُ السادة ِ النبلِ 23.أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَة مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ 24.غَرَّاءُ، تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ أولاً: تعد هذه القصيدة قصيدة ثورية مجلجلة، لذا جاءت ألفاظها قوية ثائرة لتناسب المضمون ومن ذلك(البيض في الأغماد، صهوات المجد، عالي القلل، الفاتك الألوى...إلخ) ثانياً: تبدو القصيدة صادرة عن رجل حكيم مجرب؛ لذا تشيع الحكمة في القصيدة كلها ومنها في النص الذي اخترناه لكم:فالباز لا يأوي إلا عالي القلل، وقد يظفر الفاتك الألوى بحاجته...البيت، وهيهات يلقى الفتى أمناً...البيت، وإن اللجاجة مدعاة إلى الفشل، وعيش الفتى في الذل منقصة...البيت) ثالثاً: ظهرت المحسنات البديعية جلية في النص لكنها غير متكلفة وتبدو جاءت عفو الخاطر، ومن ذلك: الطباق بين (الجد والهزل) و(الفاتك الألوى والهيابة الوكل) و(ذلت والعز) و(السهل والجبل) وغيرها كثير. رابعا: في القصيدة تشبيهات واستعارات كثيرة، ففي البيت الأول يشبه المعالي بالمرأة الجميلة، وفي الثاني يشبه السيوف بالنساء، وفي السادس شبه الدهر بالشاة الحلوب وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية. خامسا : تعج القصيدة بالكنايات، فبيض الأغماد كناية عن السيوف وبيض الكلل كناية عن النساء وبين السهل والجبل كناية عن سعة الانتشار. سادسا : أفاد الشاعر من ثقافته الشعرية فبدا متأثراً بالشاعر الجاهلي عنترة، حيث يقول البارودي: عيشُ الفتى في فناءِ الذلَّ منقصة وَ الموتُ في العز فخرُ السادة ِ النبلِ ويقول عنترة: لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ سابعا: برز تكرار المعاني عنده بشكل واضح فكثير من أبياته تحوم حول نبذ الذل والسعي نحو المعالي، وهذا يناسب موضوع القصيدة الذي يسعى من خلاله إلى استنهاض الهمم وشحذها. المحاضرة الرابعة عشرة (زهور) أمل دنقل
المقدمه : الشعر الحر شعر يجري وفق القواعد العروضية للقصيدة العربية ، ويلتزم بها ، ولا يخرج عنها إلا من حيث الشكل ، والتحرر من القافية الواحدة في أغلب الأحيان . فالوزن العروضي موجود والتفعيلة ثابتة مع اختلاف في الشكل الخارجي ليس غير. ويتناول الشعر الحر التعبير عن معاناة الشاعر الحقيقية للواقع الذي تعيشه الإنسانية. وهناك عوامل ساعدت على نشأته، وهيأت له، تعود في جوهرها إلى دوافع اجتماعية وأخرى نفسية بالدرجة الأولى، إلى جانب بعض العوامل الأخرى المنبثقة عن سابقتها . يؤكد الدكتور محمد النويهي بأن الدافع الحقيقي إلى استخدام هذا اللون من الشعرهو ” الرغبة في استخدام التجربة مع الحالة النفسية والعاطفية للشاعر ، وذلك لكي يتآلف الإيقاع والنغم مع المشاعر الذاتية في وحدة موسيقية عضوية واحدة ” . الشعر الحر : ومن أهم مميزاته: 1.الوحدة العضوية، بمعنى أن أسطر القصيدة يكمل بعضها بعضاً، وتشكل كلها تركيباً متكاملاً يصعب معه إبدال سطر بآخر أو وضع مقطع مكان مقطع. 2.تحررها من القيود الشكلية التي تحد من قدرات الشاعر وانطلاقه في التعبير عن خوالج نفسه بحرية وعفوية تامتين. 3. الوحدة الموضوعية، فالقصيدة كلها فكرة واحدة. 4. استخدام الرمز والأسطورة. 5. عدم الالتزام بعمود الشعر العربي كالبحر العروضي والقافية. القصيدة : اخترت لكم قصيدة ” الزهور“ للشاعر أمل دنقل كأنموذج للشعر الحر في العصرالحديث، فلم بعد الشعراء يقلدون العصرين الجاهلي والعباسي بل انطلقوا ليكون لهم قصب السبق في ابتداع الشعر الحر. والقصيدة جميلة وإن كانت حزينة، فهي تحمل في طياتها صوراً جديدة، فقد أصبح للورد معنى آخر، ربما يجعلنا نعيد النظر في أخذنا باقة ورد لمريض. الشاعر : أمل دنقل · ولد أمل دنقل في صعيد مصر، وقد كان والده عالماً من علماء الأزهرالشريف مما أثر في شخصية أمل دنقل الثقافية، فانعكس ذلك في قصائده بشكل واضح. · سمي أمل دنقل بهذا الاسم لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة العالمية فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه. · وكان هو من ورث عنه أمل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العامودي وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً وأكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره. · أمل دنقل مخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات إستوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، · عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث ". · أصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "اوراق الغرفة 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات، وهذه القصيدة التي بين أيدينا إحدى قصائده وهو على سرير الشفاء أو قل الموت. · توفي أمل دنقل عام 1983لتنتهي معاناته مع كل شيء. صدرت له ست مجموعات شعرية هي: 1.البكاء بين يدي زرقاء اليمامة. 2.تعليق على ما حدث. 3.مقتل القمر. 4.العهد الآتي. 5.أقوال جديدة عن حرب البسوس. 6.أوراق الغرفة 8. نص القصيدة : وسلالٌ منَ الورِد, ألمحُها بينَ إغماءة وإفاقه وعلى كلِّ باقةٍ اسمُ حامِلِها في بِطاقه *** تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً - لحظةَ القَطْف, لحظةَ القَصْف, لحظة إعدامها في الخميلهْ! تَتَحدثُ لي.. أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين, حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ تَتَحدثُ لي.. كيف جاءتْ إليّ.. (وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ) كي تَتَمني ليَ العُمرَ! وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!! *** كلُّ باقهْ.. بينَ إغماءة وإفاقهْ تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ... اسمَ قاتِلها في بطاقهْ! تحليل النص : أولاً: قال الشاعر هذه القصيدة وهو يرقد على سرير الشفاء بل الموت، بين الأمل في الحياة والألم من مرض هد قواه، يمثل له الموت المرتقب، ما بين الموت والحياة وبين الألم والأمل ولدت (زهور) أمل دنقل. وظل أمل دنقل يكتب الشعر في مرقده بالغرفه رقم 8 بالمستشفى على علب الثقاب وهوامش الجرائد، ولم يهمل الشعر لحظة حتى آخر أيامه، حتى إنه يتم ديوانا كاملا باسم "أوراق الغرفة 8" نشرته زوجته بعد أربعين يوماً من وفاته بمساعده وزاره الثقافة. ووصولاً إلى المحطة الأخيرة الأكثر خطورة في (غرفة رقم8) بمعهد الأورام وهنا تبدو مفارقة أخرى في رحلة المفارقات الشعريّة عند أمل دنقل, مفارقة كما يقول النقاد تبدو قليلة في تاريخ الإبداع والمبدعين وهي الكتابة على عتبة الموت القادم حتماً، حيث الشخص الموشك على الانطفاء النهائي, ينهي مسار تحديّاته للحياة والزمن ويستكين إلى قَدره. ثانياً: المعنى العام للنص الشعري هو الإحساس بهذه الورود التي يقدمها الزوار في المستشفيات لمرضاهم، وهو معنى جديد وطريف لا يحس به إلا شاعر مرهف جعل من هذه الورود إنساناً ذا حس ومشاعر، يموت ليقدّر الآخرين ويعطيهم إحساساً بالحياة. ثالثاً: نتوقف في هذا النص عند ملامح نقدية وجمالية وتحليلية نتوصل إليها عند قراءة النص قراءات متكررة، وهذا شأن الشعر الجميل لا تستطيع أن تستكنه جمالياته إلا بمعاودة قراءته. 1. جاء المقطع الأول ممهّداً للموضوع وبدأ بحرف الواو على الرغم أنه لم يسبق بشيء، وهذه إشارة إلى معاناة مستمرة وقديمة، لم تبدأ في المستشفى ولم يكن أولها (سلال الورد)، فما تلك السلال إلا جزء من الألم الذي يعانيه الشاعر. ثم يأتي بعد الواو بكلمة(سلال) وهي نكرة من جهة وتدل على الكثرة من جهة أخرى، وفي ذلك إشارتان، أولاهما طول مكثه على سرير الموت حتى تراكمت سلال ورد الزائرين عنده، وثانيتهما: أنه في حالة مرضية لا تسمح له بالتعرف على أصحابها فهم نكرة مثل كلمة (سلال). وفي كلمة (ألمحها) دلالة واضحة على ضعف الشاعر ووهنه، فهو لا يكاد يبصر وإنما يلمح لمحاً. وفي قوله: (ما بين إغمائة وإفاقه) تمثيل للهاجس الذي يعيشه الشاعر بين الحياة والموت. 2. وفي المقطع الثاني ينتقل إلى حوارية مع تلك الورود، فيبدؤه بقوله:(تتحدث لي الزهرات) والحديث يحمل دلالة الودّ أكثر من الكلام فلم يقل(تكلمني) فهي تحدثه، وهو أحوج ما يكون إلى الحديث للشعور بوجوده والإحساس بالحياة، ثم إنه يضفي على الورد عنصر الحياة ذلك العنصر الذي يفتقده هو، وهذه إشارة أخرى إلى سيطرة هاجس الموت والحياة على الشاعر. ثم يستمرُّ في نقل حديث الزهرات واندهاشها من الموت بلا سبب، وهي تتلقى أقسى حكم قضائي(الإعدام) دون أن تقترف أدنى ذنب. أليس في ذلك إشارة إلى إحساس الشاعر القوي بالموت؟ بلى. وبعد ذلك ينقل الشاعر لنا هذا السقوط المفاجئ للحياة فالوردات تهوي من عروشها بعدما كانت كالملوك في عروشهم، لتفاجأ بنفسها أسيرة ميتةً جثةً هامدة تعرض للبيع وراء زجاج الدكاكين، هذا ما يحدث للشاعر، فقد هوى من علياء شبابه وقوته فهو لم يتجاوز الأربعين سنة حتى وجد نفسه جثة هامدة في المستشفى. ثم يعلن في ختام هذا المقطع عن ذلك الهاجس وتلك المرحلة الوسطى بين الحياة والموت وتلك الثنائية التي يقوم عليها النص كله: تَتَحدثُ لي.. كيف جاءتْ إليّ.. (وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ) كي تَتَمني ليَ العُمرَ! وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!! فهي تتمنى لي الحياة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. فتلك مفارقة عجيبة. 3. أما في المقطع الأخير فيكشف الشاعر عن الرابط الوثيق بينه وبين الورود، فهي مثله تماماً تجود بأنفاسها الأخيرة، وكلاهما وإن دهش لحظة القطف ولحظة القصف إلا أنه يبدو راضياً: وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ... اسمَ قاتِلها في بطاقهْ! فكلمة(راضية) جاءت معترضة بين الفعل(حملت) والمفعول (اسم) فهي كلمة أرادها الشاعر بقوة لذا أبرزها بتقديمها على المفعول ليبين رضاه عما وصل إليه. ثم انظر إلى دلالة الكلمات(بالكاد) وتكرار كلمة (ثانية): تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ فهي تشير إلى لحظة الموت والإنتهاء فهو بالكاد يتنفس ويشعر بالموت في كل ثانية، ثم جاءت النقاط الثلاثة(...) فضاء نصياً يعبر عن بطء الزمن ويصور تلك الحالة النفسية التي يشعر بها الشاعر. ملامح عامة في النص : 1.تقوم القصيدة على المفارقة بين الحياة والموت، لذا قامت على الثنائية الضدية: الموت الحياة إغماءة إفاقة عرشها في البساتين عرضها في زجاج الدكاكين تتمنى لي العمر تجود بأنفاسها الأخيرة 2.انتهت الأسطر الشعرية في معظمها بالهاء الساكنة، وهذا مناسب لحالة السكون التي يعيشها الشاعر بل هي مناسبة لحالة الانتهاء وتوقف الحياة، فقد اختار العرب صوت الهاء للسكت وانتهاء الكلام. 3.ربما كان للحياة السياسية والثورية المتمردة التي عاشها الشاعر أثر في النص إذ نلمح بعض الألفاظ السياسية والثورية مثل: القصف، الملكية، عروشها، الإعدام، سقطت، قاتل. 4. كشف الشاعر عن مقته لأولئك الذين يقطفون الورود لتهاديها في البيت الأخير بصراحة تامة عندما قال: وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ... اسمَ قاتِلها في بطاقهْ! حيث استبدل كلمة (حاملها) الواردة في المقطع الأول ووضع عوضاً منها كلمة(قاتلها) ليدلّ على بشاعة تلك العمليّة. 5.عمد الشاعر إلى الفعل المضارع لنقل حواريته مع الزهرات(تتحدث، تتنفس، تتمنى...) والفعل المضارع يدل على الاستمرار ، ففي ذلك شعور باستمرار حالة المعاناة والألم. 6. يجعل الشاعر من نفسه محور القصيدة، وهو بالفعل محورها، فالقصيدة تعبّر عن تجربة ذاتية حزينة، لذلك نلمح فيها (الأنا) بشكل واضح، وذلك من خلال ياء المتكلم في النص: تتحدث لي....وقد وردت ثلاث مرات. جاءت إليّ. تتمنى لي تتنفّس مثلي |
2010- 12- 30 | #5 |
متميزة في ملتقى المواضيع العامة
|
رد: بلييز الله يخليكم يامستوى ثاني ابغى محضارات التذووق من 9 الى 14
اختي اخت البطه عذرا كان رابط بس كيف صار كذا الظاهر سوالف فصل النت ..
ربي يوفقك ويسعد ايامك |
2010- 12- 30 | #6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: بلييز الله يخليكم يامستوى ثاني ابغى محضارات التذووق من 9 الى 14
فديييتك والله
جززاك الله خيييييييير الله يوووفقك ان شاء الله سوري تعبتك معاي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محضارات, الله, التذووق, الى, ابغى, ثاني, يامستوى, يخليكم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|