|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ماهي الحياة ؟ ماهو ااااالموت؟ -- هل ااالموت حق ؟
[align=center]السيد مرتضى القزويني
بحث في ظاهرة الموت قال الله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور) الملك/ 3. الحديث عن الموت يتضجر منه كثير من الناس لأنهم يكرهون الموت فيكرهون الحديث عنه، ولكن الموت حتم على جميع الأحياء ولا مهرب لنا عنه سواء كرهناه أم لا وفيه يتبين مصيرنا النهائي المجهول لدينا الآن. والحديث عن الموت يترك فينا أثراً بعيداً، فهو يقلل من غرورنا بهذه الحياة الفانية وزخارفها وبالتالي يكون رادعاً لنا عن ارتكاب الجرائم والآثام (وكفى بالموت واعظاً). (((((ـ ما هو الموت؟!))))) الجواب: عن هذا السؤال صعب جداً، فإن حقيقة الموت غامضة لدينا نحن الأحياء. وربما يكون السبب أننا لا نعرف الحياة أولاً لنعرف الموت بعد ذلك. فهنا سؤال آخر يفرض نفسه بالطبع وهو: ((((( ما هي الحياة؟!)))))وليس في مقدوري الإجابة على هذا السؤال أيضاً بالدقة العلمية أو العقلية، ولا أظن أن أحداً من الأطباء وعلماء الأحياء أو الفلاسفة أيضاً يعرفون الجواب الشافي عن هذين السؤالين! ولعل الجواب القريب إلى الأذهان هو أن الحياة (أقصد حياة الإنسان) هو امتزاج خاص بين الجسد والنفس أو نوع تعلق بينهما. ومن الناس مَن يعبر عن النفس بالروح. كما أن الفصل بين هذين الجزأين هو الموت! وليس هذا التعريف حداً علمياً بحيث لا يرد عليه أي اعتراض. ومن مظاهر الحياة والموت ما يستفاد من القرآن والسنة أن الحياة الدنيا هي المحجوبة بالغفلة والغطاء، والحياة الآخرة هي المجردة التي انكشف عنها الغطاء والحجاب. قال تعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد). وقال تعالى أيضاً: (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون). وقيل إن الآيات القرآنية التي وردت بشأن الحياة الآخرة أي الموت وما بعده تقرب من ألف وأربعمائة آية وهي ضعف الآيات التي وردت بشأن معرفة الله تعالى وتوحيده فهي سبعمائة آية تقريباً، وذلك يدل على أهمية الاعتقاد بالمعاد والحياة الآخرة. وأن الإكثار من ذكر الموت والآخرة يحقق أهم أهداف القرآن الكريم وهي الهداية والتعليم والتوجيه إلى الخير. ((((((ـ كيف نموت؟)))))) نحن الأحياء لا ندري كيف نموت ومتى نموت، لأن من حكمة الله عزوجل أن يجعل أخبار الآخرة مقطوعة عنا وبالأحرى إن التركيب المادي الذي يتكون منه الإنسان الحي العادي يمنعه من إدراك حقيقة الموت وما بعده، بل بعد أن يذوق الموت أو يحضره ملك الموت، فأول ما يعرض على المحتضر أن ينعقد لسانه فلا يستطيع أن يعبر عما يراه ويجده من لقاء الموت وملائكة الموت وغير ذلك، وذلك قبل أن تفارق النفس (الروح) البدن تماماً. وكل المعلومات التي وصلتنا عن الموت فإنما هي بطريق الوحي أعني القرآن والسنة، وربما جاءتنا بعض المعلومات البسيطة عن طريق الرؤيا الصادقة إن صح الاستناد إليها أو عن طريق تحضير الأرواح إذا صحت الدعوى بذلك. ـ حكمة الموت لجميع الأحياء: قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت). وقال أيضاً: (كلّ مَن عليها فان) الرحمن/ 25. لا يشك أحد في أن الموت محتوم علينا جميعاً مهما طال بنا العمر، ومهما حرصنا على استمرار الحياة ولا ينفع الحذر عن الأجل وكفى بالأجل حارساً (قل لن ينفعكم الفرار عن الموت أو القتل) الأحزاب/ 23، (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) والحكمة في ذلك أنه لولا الموت لضاقت الأرض بالأحياء ونفد الطعام والماء والهواء واختلّ النظام في العالم، ومن سنة الحياة أن الإنسان إذا طال به العمر أخذ بالنقص في كل أعضائه وحواسه وعقله، وفقد لذة الحياة وتحولت حياته إلى أرذل العمر وصار عالة على المجتمع، ومشكلةً كبيرة ليس لها حل أو علاج إلا الموت. مضافاً إلى أن النظرة الأصيلة إلى الحياة في كل الأديان وفي الإسلام هي أن الحياة ليست هي المقر الأخير للإنسان ـ كما أنها ليست المبدأ ولا المعاد، بل هي جسر يوصل بينهما ـ فلو درسنا كلاً من جزأي الإنسان لوجدنا أن جسده كما قال تعالى: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) وأن روحه كما ورد في الخبر: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) وبمقتضى التعبير القرآني المتكرر: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، (ثم ترجعون إلى الله)، (ثم أن إلى ربك الرجعى)، (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة) وبمقتضى الأحاديث الشريفة أيضاً أن الأرواح أو النفوس مخلوقة قبل الأبدان في عالم آخر. فالنتيجة أن الإنسان لم يوجد ليبقى في هذا العالم، بل ليمر منه إلى عالم أفضل وأكمل. الحكمة في مروره بهذا العالم هو الامتحان والاختبار كما ذكرنا قوله تعالى في البداية: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) الملك/ 3. وسبب آخر أن الإنسان الكامل لا يستوفي رغبته الكاملة ولا يحقق أقصى أمانيه وأهدافه إلا بلقاء الله عزوجل فتلك الذروة العليا التي يبلغها الإنسان المتميز عن الحيوان. ولقاء الله لا يتحقق إلا بالموت والانتقال من هذه الدار الحقيرة الفانية إلى تلك الدار الآخرة. ((((ـ بداية الموت)))) هناك نوعان من الأجل فيما نعلم: الأجل المحتوم، والأجل المعلق، ونوعان من الموت: طبيعي وفجائي، فالموت الطبيعي هو أن تنقضي مقوّمات البدن ببلوغ الشيخوخة والهدم فمن الطبيعي أن يعقبه الموت فمثلاً: السيارة تسع كمية من البنزين أو أي نوع من الوقود وتحتوى على ماكنة (محرك) وأجهزة وأدوات فإذا استهلكت الماكنة والأدوات ونفد الوقود تعطلت السيارة. والجسد الإنساني أو الحيواني يحتوي على أعضاء وأنسجة لها قابلية محدودة للبقاء والعمل، فإذا تلفت هذه الأنسجة ولم يعوض عنها أو تعرضت إلى أمراض وجراثيم أقوى من المقاومة المودعة في الدم أو الجسم أدى ذلك إلى الموت. ولم ينفعه العلاج الطبي. أما الموت الفجائي فله أسباب لا تحصى كحادث سيارة وطائرة أو زلزال أو قتل متعمد أو قتل خطأ أو غرق أو حرق أو هدم أو تسمم أو نوبة قلبية أو ما أشبه ذلك مما يؤدي إلى الوفاة. ففي حالة الشيخوخة أو المرض المؤدي إلى الموت، تسبق الموت حالة خاضعة جديرة بالبحث والدراسة هي حالة (الاحتضار). 1(( ـ الاحتضار)) الاحتضار أو النزع أو السكرات أسماء مختلفة لمعنى واحد وهي حالة ما قبل الموت. وربما تعتبر المنزل الأول من منازل الآخرة أشار القرآن الكريم إليها بقوله: (حتى إذا حضر أحدهم الموت قال رب ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت). وقوله: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) ويتحقق ذلك بمعاينة ملك الموت، قال تعالى: (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) أو أعوانه من الملائكة الذين قال تعالى عنهم: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) فالمستفاد من الأحاديث الشريفة ومن التجارب العملية والطبية أن الإنسان في هذه الحالة تنفتح له نافذة إلى العالم الجديد (الآخرة) فيرى أشياء لم يكن يراها في حياته المادية، بسبب الغطاء أو الحجاب المادي الذي هو الجسد المانع من رؤية الحقائق التي ينبغي أن يراها الروح أو النفس. ففي هذه الحالة (الاحتضار) يحصل بعض (الكشف) عما وراء الحجاب فيشاهد المحتضر جانباً من تلك المشاهد الغيبية قال أمير المؤمنين (ع): ((ولو عاينتم ما عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم ولكن محجوب عنكم ما عاينوا وقريباً ما يسقط الحجاب)) نهج البلاغة. ومن المناسب أن نتطرق إلى أن طائفة من الإنسان تحصل لهم هذه الحالة في حياتهم الطبيعية كالأنبياء مثلاً حين نزول الوحي عليهم حيث تعرض لهم غيبوبة الوحي فيكادون ينقطعون في تلك الحالة عن الحياة المادية، أو المكاشفات التي تحصل لهم فهم يرون ما لا يراه الناس حولهم، ففي كلام الإمام أمير المؤمنين (ع): (( .. ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزول الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟ قال هذا الشيطان قد يئس من عبادته إنك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي وأنك لوزير وأنك لعلى خير) نهج البلاغة. وطائفة أخرى ممن ليسوا بأنبياء ولكنهم بلغوا بعض مراتب الكمال الإنساني فحصلت لهم بعض المكاشفات من العالم الآخر. هذا كله في حالة اليقظة، أما في حالة النوم كالرؤيا الصادقة أو غير الصادقة فهي أيضاً حالة جديرة بالبحث. هذا ونسألكم الدعاء[/align] |
2007- 2- 18 | #2 | |
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: ماهي الحياة ؟ ماهو ااااالموت؟ -- هل ااالموت حق ؟
[align=center]
اقتباس:
بالتوفيق[/align] |
|
2007- 2- 18 | #3 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: ماهي الحياة ؟ ماهو ااااالموت؟ -- هل ااالموت حق ؟
[align=center]
شكر لك,, أخوي على الموضوع المفيد,, وجزاك الله الف خير,, دمت بكل بوود,,[/align] |
2007- 2- 18 | #4 |
أكـاديـمـي
|
رد: ماهي الحياة ؟ ماهو ااااالموت؟ -- هل ااالموت حق ؟
[align=center]تحية طيبة
الاخت / عطر الزهور شكرا لك على المرور والتعقيب تحياتي لك[/align] |
2007- 2- 19 | #5 |
من مؤسسي الملتقى
|
رد: ماهي الحياة ؟ ماهو ااااالموت؟ -- هل ااالموت حق ؟
" اكثروا من ذكرهادم اللذات"
ان ذكر الموت كثيرا يوقظ القلوب الميتة الف شكر اخي الفاضل وجزيت خيرا اختك ولاية |
2007- 2- 19 | #6 |
:: مــشرف سـابـق ::
|
رد: ماهي الحياة ؟ ماهو ااااالموت؟ -- هل ااالموت حق ؟
جزاك الله كل الخير على الموضوع
|
2007- 2- 19 | #7 |
أكـاديـمـي
|
رد: ماهي الحياة ؟ ماهو ااااالموت؟ -- هل ااالموت حق ؟
[align=center]تـــحــيـــة طـيـبــة
الاخت / جنون الحب , ولاية اشكركما على المرور والتعقيب وفقكما الله لما يحبه ويضاهـ[/align] |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماهي, ماهو, الحياة, ااالموت, ااااالموت؟ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماهي البرمجة اللغوية العصبية ..؟ | شعلة الإيمان | منتدى السعادة و النجاح و البرمجة اللغوية العصبية | 3 | 2011- 3- 5 10:53 AM |
ماهو داء ( الإكتئاب ). ؟؟؟؟؟ | جامعي | منتدى السعادة و النجاح و البرمجة اللغوية العصبية | 9 | 2011- 3- 5 10:40 AM |
ماهى البرمجة اللغوية العصبية ؟ | الموالي | منتدى السعادة و النجاح و البرمجة اللغوية العصبية | 13 | 2011- 3- 2 10:44 AM |
ماهو بعيب .. | الجليد الملتهب | ملتقى المواضيع العامة | 8 | 2007- 2- 13 10:22 PM |
ماهي علامات الحب ؟؟ | شعلة الإيمان | ملتقى المواضيع العامة | 14 | 2006- 10- 22 03:49 PM |