|
ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا انقضت اربع سنوات من عمري.. بين اروقتك ومدرجاتك وجدرانك وسبوراتك.. ياقسم الرياضيات.. ارتسمت لحظات الفرح والألم و البهجة والحزن بين طياتك فكيف لي أن اغادرك من دون أن ادون نتائج تجربتي في معاملك.... لا... بل سأسطرها هنا لأقرأها كلما ضاقت بي الدنيا.... البداية.. غالباً ما تنطبع أحداث أول أيام الدراسة في الذاكرة خصوصاً عندما يكون ذلك اليوم بداية انتقال من مرحلة إلى أخرى.. هكذا كان أول أيام الكلية بالنسبة لي, فلم تبدأ الدراسة بعد ولكني كنت بانتظار ظهور النتائج لِأعلم في أي الأقسام تم قبولي.. صرت أخذ صالة الكلية جيئة وذهاباً لأبدد ساعات الإنتظار التي غدت دهوراً.. فقد كنت أطمح لدراسة الرياضيات والحصول على شهادة الدكتوراه في هذا التخصص... مع أن والدي يريد لي دراسة الطب لذلك فهو غير مقتنع بدراستي في الكلية بتاتاً.. بينما والدتي فدائماً ما تحيطني بدعواتها الصادقة والتي تجعل لحياتي معنىً آخر.. انقضى صباح ذلك اليوم وأثناء الظهيرة تم تعليق أسماء المقبولات لكل قسم, فتوجهت اشق طريقي بين الجموع بحثاً عن اسمي في قائمة قسم الرياضيات وماهي إلا لحظات حتى ارتسمت على وجهي ابتسامة فرح ولمعت في عيني علائم البهجة والسرور.. عُدت إلى المنزل وقلبي يخفق فرحاً لأزف بشراي إلى والدتي والتي لم تكن أقل مني بهجة وسروراً, بينما والدي لم يُبدي أي انفعال حينما أخبرته بذلك فهو متأثر بالمجتمع الذي طالما ردد على مسامعه عدم جدوى الدراسة في مثل هذه التخصصات و أن المستقبل أبوابه مشرعة أمام التخصصات الطبية فحسب.. بادرني قائلاً: مالفائدة من قضاء أربع سنوات في الدراسة ثم بعدها تجلسين في المنزل يا ألاء..؟ أما ترين العديد من الخريجات في مثل تخصصك لم يجدن لهن وظائف وإن وجدنها فهي في مناطق نائية وبعيدة..؟؟!! - هذا صحيح يا أبي إن كنا نتعلم من أجل الحصول على وظيفة فقط.. ولكن العلم له أبعاد أخرى اعمق واسمى من ذلك, إنه يرتقي بالعقل البشري ويدفعه إلى البحث والتقصي عن المعرفة ليُشبع بها نهم تساؤلاته عن كل ما يجهله إن كان في مجال تخصصه أو في الحياة من حوله, إنه السلاح الذي نواجه به تحديات المستقبل الغامض.. إنه أبعد من أن استطيع وصفه بكلمات... ولكنه لن يكون أبداً مجرد جسر عبور يوصلنا إلى وظيفة نتوقف عندها... - كما تشائين واتمنى أن لا يأتي ذلك اليوم الذي تندمين فيه على قرارك يابنتي.. شعرت بابتسامة انطبعت على شفتي فأتبعتها بقبلة على رأس والدي وغادرت منصرفة إلى غرفتي حيث أختي ولاء عادت لتوها من المدرسة, استلقت كل واحدة منا على فراشها وبدأنا نقص على بعضنا أحداث اليوم الأول وكأننا في عالم ألف ليلة وليلة حتى استسلمنا لغفوة الظهيرة.. في اليوم التالي توجهت للكلية وتحديداً مبنى علوم 3 الدور الثاني حيث يُعلق الجدول على لوحة الإعلانات وكان بالنسبة لي مهمة صعبة أن أفك شفرات الجدول السرية فهناك حروف وأرقام متناثرة وكأنها شيفرة دافنشي.. وتخيلت نفسي بطلة رواية بوليسية من روايات أجاثا كرستي.. توصلت إلى أن بعضها يشير للمجموعة وبعضها الآخر للمبنى والقاعة... و الآن عليّ أن اكتب جدولي ولكن قبل ذلك لابد من معرفة المجموعة التي انتمي اليها.. فطرقت باب غرفة رئيسة القسم المجاورة للوحة الإعلانات حيث السكرتيرة جالسة أمام مكتبها وبيدها مجموعة أوراق.. سألتها: كيف لي أن احدد المجموعة التي أنا من ضمنها لأتمكن من كتابة جدولي؟ رفعت عينيها عن حزمة الورق التي بيدها ببرود شديد وسألتني: ما هو اسمك؟؟ فأجبتها: ألاء عبد الحميد.. قالت لي: بديهي جداً أنك من ضمن المجموعة الأولى ر1 شكرتها وانصرفت.. بدأت بكتابة جدولي و أثناء ذلك فوجئت بوجود مقرري اللغة العربية والثقافة الإسلامية.. فاستنكرت ذلك في قرارة نفسي وقلت لابد من أن هناك خطأ ما.. فما علاقة هذه المقررات بجدولي..؟ اعتمدت على عبقريتي ولم اكلف نفسي عناء السؤال فتركت المقررين ولم اكتبهما من ضمن الجدول.. كان هناك إعلان بأنه ستلقى محاضرات تمهيدية للطالبات المستجدات بقسم الرياضيات وذلك في القاعة 61 من مبنى علوم 3 , توجهت إلى ذات القاعة فوجدت فيها مجموعة من الطالبات بعضهن يشكل حلقات يتبادلن فيها الأحاديث والبعض الآخر كان منزوياً يجلس لوحده يراقب الداخلين والخارجين من القاعة وكأنهن في عالم غريب.. دخلت القاعة وكنت من ضمن الصنف الثاني من الطالبات وفي لحظات الإنتظار وقبل مجيء الدكتورة جلست على إحدى الطاولات وحدي.. وإذا بطالبتين تشد إحاهما على يد الأخرى وهي تقول: إلى أين يا منى ألن تحضري المحاضرة..؟! فأجابتها والغضب قد نفخ أوداجها : كلا.. لقد أوعدنا ذلك الشخص بقسم الحاسب وليس الرياضيات, اعتقدت أنه جدير بهذه المسؤلية ولكن تبدوا إمكانياته ضعيفة ومحدودة..!! - هوني عليك يا عزيزتي.. - اه .. ولكن ابنة تلك الدكتورة قالت إن اسمها مؤقت في قسم الرياضيات و إبتداءً من الأسبوع القادم ستباشر محاضراتها في قسم الحاسب.. - أنتِ قلتِ بنفسك أن أمها دكتورة... ثم لن يضرك شيء إن قلتِ لوالدك يبحث لك عن واسطة أقوى من تلك... قطع حديثهما دخول الدكتورة حيث القت علينا السلام.. ثم سألتنا عن أنطباعاتنا حول القسم و أخبرتنا بما سيُلقى علينا خلال هذا الأسبوع... عرفتنا بنفسها.. - أنا د.هدى وسأتولى تدريسكن مقرر التفاضل والتكامل... وبدأت تشرح لنا بعض المفاهيم الأساسية في الرياضيات وتُعود الطالبات على استخدام الرموز الإنجليزية بدلاً من العربية.. انقضى وقت المحاضرة وتفرق الطالبات خلال النصف ساعة المخصصة للراحة.. و ما إن بدأ موعد المحاضرة التالية حتى عاد الطالبات للقاعة من جديد ... وبعد دقائق دخلت علينا دكتورة والقت علينا التحية والسلام.. أخبرتنا بأنها د.أروى وأنها ستدرسنا مقرر الهندسة التحليلية.... ثم بدأت تُكمل شرح المفاهيم الرياضية التي بدأتها د.هدى ... فقد كانت أكثر صرامة وجدية ولم تكن تبتسم, على العكس تماماً من د.هدى والتي دائماً ما ترتسم البسمة على شفتيها وإن كنت لا اشعر بعمق ابتسامتها بل دائماً ما أجدها لا تكاد تتجاوز حدود شفتيها... هكذا انقضى ذلك اليوم وكان عليّ التوجه نحو الباصات لأتعرف على عالمها... وكان أمراً مرهقاً بعض الشيء حيث الحرارة الشديدة بالإضافة إلى المسافة الطويلة نوعاً ما... لي عودة إنشاء الله بعد أن أنهي الجزء القادم...:150: |
2009- 6- 20 | #2 |
إدارية سابقة
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
راااااائعه قصتك واروع ما فيها انها تحكي عن محبوب الا وهو الرياضيات
اتمنى ان تكملي ما تبقى في اسرع وقت |
2009- 6- 20 | #3 |
مشرفة سابقة
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
اشكرك لأنك منحتنا فرصه ان نشاركك ذكرياتك مع قسمك ..
وبانتظار الجزء الثاني ^^ <===تقبلي مروري |
2009- 6- 22 | #4 |
أكـاديـمـي
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
|
2009- 6- 22 | #5 |
أكـاديـمـي
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
|
2009- 6- 22 | #6 |
أكـاديـمـي
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
الجزء الثاني: سلوك خاطئ وعلاقات متحفظة....
لم تكن رحلتي إلى بوابة الباصات بالأمر الممتع بل على العكس تماماً, فبعد معاناة المسافة الطويلة ودرجة الحرارة المرتفعة في فترة الظهيرة .. حوالي الساعة الثانية عشرة والربع.. ارتديت عبائتي وخرجت متوجهة نحو الباصات, فرأيتها وقد اصطفت على شكل طوابير وكأنها تنتظر ساعة الصفر لتبدأ انطلاقتها في سباق للثعابين الصفراء.. لا اعلم لأي ناحية اتوجه, تسمرت في مكاني للحظات.. وإذا برجل يتجه نحوي وكأنه أحس بحيرتي التي بدت واضحة فلم تستطع العباءة ولا غطاء الوجه أن يخفيانها... سألني: من أي منطقة أنتي...؟! فأجبته: من...... عندها قال لي: توجهي إلى الباص رقم 130 وأومأ بيده إليه. شكرته وتوجهت نحو الباص وصعدت إليه فإذا به اشد حرارة من الخارج.. لم يكن أمامي خياراً آخر .. جلست على أحد المقاعد واسندت رأسي على النافذة لأرحل بعدها بفكري إلى العالم البعيد.. حيث لا قيود ولا شقاء.. لا حزن ولا بكاء.. إلى عالمٍ كل مافيه جميل... إنه عالم أحلامي... انقضت أيام الأسبوع الأول بوتيرة متشابهة لنبدأ بعدها بأسبوع أكثر جدّية... وأول مالفت انتباهي فيه زيادة عدد الطالبات بشكل كبير في الكلية..ربما لأن اغلب الطالبات لم يداومن خلال الأسبوع الأول.. لعدم وجود محاضرات.. في الثامنة إلا خمس دقائق ازدحام كبير وكثافة سكانية على السلالم وفي الممرات.. كلاً يبحث عن وجهته..وصلت إلى القاعة وجلست انتظر قدوم الدكتورة.. إلى أن جاءت والقت علينا السلام.. إنها د.مها وستدرسنا مقرر أسس الرياضيات, بدأت بشرح أولى محاضرات المقرر, لم اشعر بالحماسة تجاه المحاضرة , ربما لأنها تحمل معلومات تلقيناها في الصف الأول ثانوي... انقضى وقت المحاضرة ببرود شديد لتحل بعدها فترة الراحة. توجهت للصالة لأتمشى قليلاً فحرارة الجو لا تساعد على الجلوس أو المشي في الخارج, لذلك لم يكن أمامي سوى الصالة الصاخبة بضوضاء تقرع طبول الأذن... سرعان ما انقضى وقت الراحة لتوشك المحاضرة التالية على البدء... ولكن قبل ذلك هناك أمراً ما لفت انتباهي بشدة ولم أكن اتصور حدوثه في صرح تعليمي يضم معلمات ومربيات أجيال المستقبل..!! حيث تقوم الطالبة من مكانها وتترك بقية طعامها وشرابها على الأرض دون أن ترفعه..!! لكم أن تتصوروا منظر الصالة وفيها الأطعمة المتناثرة في كل زاوية ومكان وعلب العصير والمشروبات الغازية منسكبة هنا وهناك مما يضطرنا لرفع تنوراتنا عن الأرض....!! إنه حقاً أمر يحز في النفس.. اذكر مرة عندما كنت في الخامسة أو السادسة من عمري في أحد الأيام بينما أنا جالسة مع جدتي وفي يدي رغيف خبز قد وقع من يدي بالخطأ وسقط على الأرض.. حينها قالت لي جدتي: حبيبتي ألاء ارفعي الخبز عن الأرض وقبليه وقولي استغفر الله. فعلت ذلك ثم سألتها: لماذا نفعل هكذا يا جدتي..؟! أجابتني: لأن الخبز نعمة من نعم الله عز وجل علينا ولابد أن نحترم نعم الله ونشكره عليها لئلا تزول .. فهناك يا بُنيتي العديد ممن لا يمتلكون مثل هذا الخبز ويبيتون وهم جياع. لم اكن اعي تماماً ما تقوله جدتي إذ لم يكن بمقدور عقلي أن يتصور وجود أناس لا يملكون الخبز.. هكذا استعادة ذاكرتي ذلك الموقف الذي حصل لي مع جدتي.. فمع أنها لا تعرف الرياضيات ولا الكيمياء أو الفيزياء ولم تدرس نظرية اينشتاين ولا فيثاغورس بل أنها لاتجيد القراءة والكتابة أصلاً..إلا أنها قادرة على تربية أجيال افضل من أولئك الذين يظنون أنهم متعلمين وهم لا يعرفون ادنى وابسط السلوك والآداب العامة... اظنها مصيبة أن تتربى الأجيال القادمة على أيدي معلمين أمثال هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة رغيف الخبز.. خلال الأسابيع الأولى كانت علاقات الطالبات مع بعضهن البعض اقرب إلى السطحية إلا ما ندر منها.. فيستطيع الرائي أن يرى التحفظات والعلاقات التي يشوبها بعض الحذر, فمجتمع الكلية أوسع من مجتمع المدرسة بكثير فتدخل فيه طالبات من مناطق مختلفة بسلوكيات وعادات ولهجات مختلفة.. ومع ذلك فإن أكثر التحفظات والذي بدا لي واضحاً ذلك الذي يرتبط بالإختلاف بين المذاهب الإسلامية واعني بها السنة والشيعة...فهناك من يحذر من الطرف الآخر ويعتبره منطقة محظورة فلا يحاول التحدث إليهم أو الإختلاط بهم ناهيك عن نظرات السخرية والإستهزاء......!!! اذهلني ذلك حقيقةً فلم اكن افكر يوماً في الإنتمائات المذهبية للطالبات اللواتي اتحدث إليهن واجلس معهن...إذ أنه ليس عليّ محاسبة العباد على عقائدهم وإنما للعبادِ ربٌ يحاسبهم.... عموماً.. تعرفت على مجموعة من الطالبات خلال المدة المنصرمة ممن سيشاركوننا رحلتنا القادمة عبر السطور وهنّ: سلمى: من نفس المنطقة التي اسكنها وتمتاز بمحاولتها للتعرف على شريحة كبيرة من الطالبات فبدت لي فضولية بعض الشيء.. بيان: هادئة ولديها معارف كُثر من الطالبات كما أن لها أخت تسبقها بعام في نفس التخصص مما أكسبها بعض الخبرة.. حوراء: مثقفة ولديها نهم للمعرفة وحب للقراءة.. دائماً ما تجلس في جانب من القاعة لتحتضن أحد الكتب بين يديها وتستغرق فيه حتى تسكن عالمه... قد يظن الرائي لها انطوائيتها وعزلتها وما إن يتحدث إليها يشعر برحابتها وعمقها... إنها فعلاً متميزة.. عقيلة: ذكية ومرحة بالإضافة إلى أنها اجتماعية بالدرجة الأولى.. دائماً ما تعطي قاعة الدرس قبل بدء المحاضرة جواً جميلاً بأحاديثها البسيطة وقلبها الطيب.. لي عودة إن شاء الله تعالى.....مع جزء جديد.... أما الآن فاستودعكم الله..:bye: |
التعديل الأخير تم بواسطة صفاء اللجين ; 2009- 6- 22 الساعة 10:02 PM |
|
2009- 6- 22 | #7 |
أكـاديـمـي
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
مشكوووووووووووووووووووووووووور على الموضوع
|
2009- 6- 25 | #8 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
رووووعة موضوعك كملي لاتطولين |
2009- 6- 25 | #9 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
مشكووووووووووووورة ياليت لو تكملي اكثر واكثر
|
2009- 6- 25 | #10 |
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!
اعتقد انك مشروع كاتبه قادمة
اسلوبك جميل فقط انتبهي لبعض الاخطاء لغوية كانت او املائية << فما تكتبينه جميل بل جميل جدا بانتظار البقيه موفقه .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أروقة, الرياضيااات, الإثارة, بين, تكمن, جدة, قسم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|