|
التاريخ ملتقى طلاب وطالبات التاريخ المستوى الثالث واعلى |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
السلام عليكم
ايش رايكم نراجع مع بعض من المحتوى بسم الله نبدا ملخصات تاريخ الجزيرة العربية القديم المحاضرة الأولى مصادر دراسة تاريخ العرب القديم • تمهيد • المصادر الأثرية : وتشمل النقوش الكتابية ، والآثار المعمارية . • المصادر العربية المكتوبة : ( القرآن الكريم ، الحديث ،كتب التفسير والسيرة والتاريخ ) . • المصادر الغير عربية : وتشمل التوراة والتلمود والكتب العبرانية واليونانية واللاتينية والسريانية ، هذا بالإضافة إلى المصادر المسيحية . المقصود بتاريخ العرب قبل الإسلام : نقصد بتاريخ العرب قبل الإسلام دراسة تاريخهـم السياسي والحضاري في شبة الجزيرة العربية منذ أقـدم العصور حتى ظهور الإسلام . وهي فترة اصطلح مؤرخو العرب على تسميتها بعصر الجاهلية أو العصر الجاهلي استنادا على كلمة الجاهلية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بمعنى الحقبة من الزمن السابقة على الإسلام. لفظ الجاهلية : فهي ليست مشتقة من الجهل أو الجهالة نقيض العلم والمعرفة كما قد يتوارد إلى الذهن، ولكنها مشتقة من الجهل الأخلاقي أي السفه والغضب والحمية والعصبية والمفاخرة وكلها صفات تناقض صفات الحلم من قوله تعالى " إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية”. معنى الجاهلية: ونعني بالجهل في هذه الحالة الصفات الذميمة التي كانت تغلب على طباع العرب قبل أن تتهذب بما دعا إليه الإسلام من مبادئ أخلاقية سامية وفضائل. والجاهلية جاهليتان: جاهلية أولى ورد ذكرها في القرآن الكريم وهي التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام والجاهلية القريبة من الإسلام التي ولد فيها محمد عليه الصلاة والسلام. اولاً : المصادر الأثرية : 1- النقوش الكتابية : تعتبر النقوش الكتابية الأثرية من أهم مصادر التاريخ بوجه عام وللتاريخ العربي القديم بوجه خاص ، لأن أكثر ما وصل إلينا عن العصر الجاهلي في المصادر العربية المدونة لا يعدو أن يكون روايات يغلب عليها الطابع الأسطوري . 2- الآثار المعمارية : تعتبر الآثار الباقية ، كالعمائر ( الثابتة ) والعملات والتحف الخشبية والأدوات المنزلية ( المنقولة ) من أهم المصادر التي يعتمد عليها المؤرخ في كتابته التاريخية ، لأن الوثائق المكتوبة لا تكفي وحدها لهذا الغرض ، إما لندرتها أو لنقصان ما جاء فيها ، أو لاختلاط الحقائق التاريخية فيها بالقصص والأساطير ، فالآثار العربية القديمة تعتبر سجلاً تاريخياً حياً لأعمال الملوك والأمراء في المراحل المختلفة الباقية من التاريخ الجاهلي ، وشاهداً مادياً لحضارة العرب قديماً ثانياً : المصادر العربية المكتوبة : 1- القرآن الكريم : أ - يعتبر القرآن الكريم أساس التشريع الإسلامي ، والمصدر الأول لتاريخ العرب في عصر الجاهلية ، وأصدق المصادر العربية المدونة على الإطلاق ، لأنه تنزيل من الله تعالى لا سبيل إلى الشك في صحة نصه ، ففيه ذكر لبعض مظاهر حياة العرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية . ب – ذكر بعض أخبار الشعوب البائدة (عاد وثمود) وفيه أخبار عن أصحاب الفيل ، وسيل العرم وأصحاب الأخدود ، فهذه الأخبار أوردها الله تعالى في كتابه العزيز عبرة وعظه للعرب المعارضين للإسلام ، وقد أثبتت الحقائق التاريخية الثابتة والكشوف الأثرية صحة ما جاء في القرآن الكريم من أخبار العرب البائدة ودقتها. 2- الحديث وكتب التفسير: الحديث هو المصدر الثاني للشريعة الإسلامية ، لأنه يتضمن أحكاماً وقوانين للمجتمع الإسلامي المتطور ، فيعتبر أصدق المصادر التاريخية بعد القرآن الكريم لتدوين تاريخ الجاهلية القريب من الإسلام ، على الرغم من أن الحديث لم يدون بالفعل إلا في أواخر القرن الثاني الهجري في خلافة عمر بن عبد العزيز. فالحديث يمثل أقدم الروايات الشفوية التي وصلت إلينا عن طريق التدوين وأدقها لاعتماده على الإسناد ، بالإضافة إلى تعرض الأحاديث لكل ما كان قائماً من نظم الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ولما كان كثير من الأحاديث موضوعة ، فلابد للباحث في الأحاديث من الاعتماد على المجموعات الصحاح كجامع الصحيح للبخاري وشروحه ، وصحيح مسلم ، وسنن الترمذي. 3. كتب السيرة والمغازي:- دفع اهتمام المسلمين بأقوال الرسول وأفعاله للاهتداء بها والاعتماد عليها في التشريع الإسـلامي ، وفي النظم الإدارية المــؤرخين الأول إلى الكتابة في سيرة الرسول ومغازي الصحابة. وقد تعرضت كتب السيرة والمغازي لأخبار الجــاهلية القريبة من الإسلام أو المتصلة بحياة النبي ولذلك فهي من المصادر الهامة لتاريخ العرب قبل الإسلام. فكتاب ســيرة ابن هشام أول كتاب عربي وصل إلينا لسيرة النبي وللعرب قبل الإسلام . كتاب السيرة و المغازى : ومعظم كتاب السيرة و المغازي من أهل الحجاز ومن المدينة بالذات ، باعتبارهم دار هجرة الرسول ودار السنة التي عاش فيها الصحابة ، وسمعوا أحاديث الرسول ، ورووها بدورهم إلى التابعين. 4- كتب التاريخ والجغرافيا: انصرف مؤرخو العرب الذين دونوا التاريخ الجاهلي إلى رواية أنساب القبائل ووصولها بعدنان أو قحطان أو إسماعيل أو أبناء نوح ، وتقسيم العرب إلى طبقات سوف نتحدث عنها بالتفصيل فى المحاضرات القادمة . 5- أنواع الكتابات التاريخية العربية : الكتابات التاريخية العربية نوعان: الأول : يتناول أخبار العرب في الجاهلية الأولى ، وهي مجموعة من القصص الشعبي والأساطير المتأثرة بالتوراة . الثاني : فيتناول أخبار العرب في الجاهلية القريبة من الإسلام أو المتصلة بحياة الرسول ، كأيام العرب ، وهي الأخبار التي تروي ما كان يحدث من حروب ووقائع بين القبائل العربية 6- الشعر الجاهلي : يعتبر الشعر العربي في الجاهلية من المصادر الهامة لتاريخ العرب وحضارتهم في ذلك العصر ، إذ يصور لنا كثيراً من أحوال العرب الاجتماعية والدينية كما يصور لنا طباعهم وأخلاقهم اشهر شعراء العصر الجاهلي : - امرئ القيس - طرفة بن العبد - عمرو بن كلثوم - عنترة بن شداد ثالثاً: المصادر غير العربية : أ- التوراة : كتاب اليهود المقدس ، أقدم المصادر غير العربية لتاريخ العرب قبل الإسلام ، فقد ورد ذكر العرب في مواضع متعددة من أسفار التوراة لتفسير الصلات بين العبرانيين والعرب كسفر حزقيال ، وسفر المزامير ، وسفر عاموس ، وسفر دانيال. ب- التلمود : ورد ذكر العرب في التلمود الذي يكمل أحكام التوراة, وهو لذلك من مصادر تاريخ العرب القديم. ج – الكتب العبرانية : من أشهر الكتاب العبرانيين المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافييوس الذي ألف كتاباً في تاريخ حرب اليـهود مـنذ استيلاء انطيوخوس إيبيفانيوس على القدس سنة 170 ق.م. إلى استيلاء الإمبراطور طيطس عليها70 م ، وهذا الكتاب يتضمن أخباراً هامة عن العرب ، وخاصة عن الأنباط الذين كانوا يقطنون منطقة جنوبي فلسطين د- المصادر المسيحية : و تشتمل المصادر التاريخية المسيحية على كثير من أخبار العرب وعلاقتهم باليونان والفرس ، وتمتاز هذه المصادر بدقتها من الناحية التاريخية . الكتب المسيحية : وأشهر من ساهم في هذا المجال شمعون الأرشامي مؤلف رسائل الشهداء الحميريين ، وهي رسائل تصور ما تعرض له نصارى نجران من تعذيب على يد ذي نواس ملك حمير . هذا بالإضافة إلى مؤرخي العصر البيزنطي الذين كتبوا عن العرب قبل الإسلام . |
2011- 6- 1 | #2 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
المحاضرة الثانية العرب وطبقاتهم • طبقات العرب • (العرب البائدة ، العرب العاربة ، العرب المستعربة أو المتعربة ) • عاد • ثمود • طس و جديس • أميم وعبيل • جرهم معنى لفظة ( عرب ) اختلف علماء اللغة في تفسير معنى لفظة ( عرب ) و مصدر اشتقاقها ، و على الرغم من كثرة التفسيرات اللغوية ، فإن هناك عدد من العلماء ما يزال يرى أن أصل هذه الكلمة غامض في حين أن بعض الباحثين يعتقد أن كلمة عرب مشتقة من أصل سامي قديم بمعنى الغرب. لفظة ( عرب ) · الوثائق الآشورية والبابلية : ذكرت بكثرة في تلك الوثائق منذ القرن الثامن قبل الميلاد فى صيغ متعددة منها (عريبى ،يوربى ،عربى) يفسرون ذلك بأن سكان الرافدين إنما سموهم بهذا الاسم لأن العرب كانوا يقيمون في البادية الواقعة إلى الغرب من بلادهم و هي بادية العراق المسماة عندهم بأرض عريبي . · النصوص الفارسية : ظهرت لفظة ( عربانية ) للمرة الأولى في النصوص الفارسية المكتوبة بالأكامينية بمعنى البادية الفاصلة بين العراق و الشام بما فيها شبه جزيرة سيناء . · الأسفار القديمة من التوراة : ظهرت بمعنى البدو في حين كان السكان الحضر يسمعون باسمها قبائلهم أو بأسماء المواضع التي ينزلون فيها . · عند اليونان : ذكروا لفظة عرب في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد . ثم ذكرها هيرودوت في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد و قد قصد بها شبه جزيرة العرب كلها بما في ذلك صحراء مصر الشرقية بين النيل و البحر الأحمر. · المصادر العربية الأثرية : لم يرد هذا اللفظ في المصادر العربية الأثرية إلا متأخراً فقد جاء في النقوش السبأية المتأخرة التي لا يرجع تاريخها إلى أبعد من القرن الأول قبل الميلاد و لكنها وردت في هذه النقوش بمعنى الأعراب في حين كان أهل المدن يعرفون بمدنهم أو بقبائلهم . كذلك ورد اللفظ في نقش شاهد النمارة المكتوب بالآرامية النبطية في 330 ق.م. بمعنى الأعراب الذين يسكنون البادية . · القرآن الكريم : هو أول مصدر ورد فيه لفظ العرب للتعبير بوضوح عن هذا المعنى مما يدل على وجود كيان قومي خاص يشير إليه هذا اللفظ قبل نزول القرآن الكريم بوقت لا يمكننا تحديده فليس من المنطقي أن يخاطب القرآن الكريم قوماً بهذا المعنى إلا إذا كان لهم سابق علم به . طبقات العرب : 1- العرب البائدة : وهى الشعوب العربية القديمة التي كانت تعيش في جزيرة العرب ثم بادت و اندثرت أخبارهم بعاملين : الأول :الرمل الزاحف الذي طغى على العمران القديم في أواسط شبه الجزيرة و في الأحقاف الثاني :وهياج البراكين و ما ترتب عليها من تدمير المدن . 2- العرب العاربة : فهم الراسخون في العروبة و المبتدعون لها بما كانوا أول أجيالها و ينتسبون إلى قحطان أو يقطن الذي ورد اسمه في التوراة و هو قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشند بن سام بن نوح و كان موطنهم اليمن . 3- العرب المستعربة أو المتعربة : فينسبون إلى عدنان بن أدد من ولد نابت بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن قيدر بن إسماعيل بن إبراهيم ، فهم بنو إسماعيل ابن إبراهيم أو المعديون من ولد معد بن عدنان و قد سموا بالعرب المستعربة لأن إبراهيم عندما نزل مكة كان يتكلم العبرانية فلما صاهر اليمنية تعلم العربية . والقرآن الكريم لم يفرق بين عرب قحطانية و عرب عدنانية و كل ما جاء فيه في هذا الشأن يشير إلى أن العرب يرتفعون إلى جد واحد و هو إسماعيل بن إبراهيم و أن إبراهيم عليه السلام هو أبو العرب . كذلك لم يرد في الشعر الجاهلي ذكر لتقسيم العرب إلى قحطانية وعدنانية و كل ما ورد فيه لا يعدو أبياتاً في التفاخر بقحطان أو بعدنان. عـاد : هم قوم هود عليه السلام و يعتبرهم الأخباريون أقدم العرب البائدة و يضربون المثل بعاد في القدم فإذا شاهدوا آثار قديمة لا يعرفون تاريخها أطلقوا عليها ( عادية ) وقد ورد ذكر عاد في أشعار العرب في الجاهلية كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى : " و إنه أهلك عاد الأولى و ثمود فما أبقى " و في قوله تعالى : " ألم ترَ كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ”. و نستدل من قوله تعالى : " و إنه أهلك عاد الأولى " أن هناك عاداً ثانية و قد أخبر الله عن ملكهم و نطق بشدة بطشهم و اهتمامهم بالبنيان الضخم . و لقد ورد في القرآن الكريم أخبار عن عاد و نبيهم هود و كيف عصوه و استكبروا في الأرض فعاقبهم الله تعالى أشد العقاب إذ أرسل عليهم ريحاً صرصراً و صواعق دمرت مساكنهم و قضت عليهم و أصبحوا عبرةً لمن يعتبر . ثمـود : هم قوم النبي صالح الذي دعاهم إلى عبادة الله فخالفوه و قد ورد اسم ثمود مع اسم عاد أو مع اسم نوح في عدة سور من القرآن الكريم لأن المراد بذكرهم ترهيب المشركين و إرهابهم بما أصاب هذه الشعوب من قصاص الله لتكذيبهم الأنبياء و الرسل . و نستدل مما ورد في القرآن الكريم أن ثمود هلكوا على اثر تفجر بركان صحبته رجفة عنيفة أو زلزال . قال تعالى : " فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ”. وقال تعالى : " و أما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون " و قال تعالى : " إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر " ثمود في الشعر الجاهلي : ورد ذكر ثمود في أشعار الجاهليين على سبيل التمثيل بمصيرهم التعس مما يدل على معرفة عرب الجاهلية بأخبارهم و لم يحدد القرآن الكريم موضع منازل ثمود و لكنه أشار إلى أنهم نحتوا بيوتهم في الصخر بالوادي " وثمود الذين جابوا الصخر بالواد " و قد فسرت الآية بأن قوم ثمود نقروا بيوتهم في صخور الجبال في وادي القرى . منازل ثمود : و يذكر المسعودي أن منازلهم كانت تقع بين الشام و الحجاز إلى ساحل البحر الحبشي و أن ديارهم بفج الناقة و بيوتهم كانت ماتزال في عصره أبنية منحوتة في الجبال و رسومهم باقية و آثارهم بادية في طريق الحاج لمن ورد من الشام بالقرب من وادي القرى . ويؤكد ابن خلدون أن ديارهم بالحجر و قد مر النبي صلى الله عليه و سلم على خرائب ديارهم في غزوة تبوك و نهى عن دخولها . تصم و جديس : يقترن اسم تصم بجديس في المصادر العربية اقتران عاد بثمود و تصم و جديس قبيلتان عربيتان من قبائل العرب البائدة يرتفع نسبها إلى لوذا ابن إرم و لم يرد لهاتين القبيلتين في القرآن الكريم و لا نعرف من أخبارهم إلا ما ورد في تاريخ العرب القديم . منازل تصم و جديس : و كانت منازلهم في اليمامة و البحرين و كانت اليمامة من أخصب بلاد العرب و أعمرها و أكثرها خيراً و عمراناً فيها (صنوف الشجر و الأعناب و هي حدائق ملتفة و قصور مصطفة ) و يذكر الأحباريون أن ملك طسم ملك غشوم يقال له عملوق ( لا ينهاه شيء عن هواه مع إصراره و إقدامه على جديس و تعديه عليهم و قهره إياهم ) فقامت امرأة من جديس اسمها الشموس بتحريض قومها ضده جرهم : من بني يقطن بن عابر بن شالخ و كانت ديارهم باليمن ثم نزلت جرهم الحجاز لقحط أصاب اليمن و أقاموا في مكة حتى قدمها إسماعيل عليه السلام و صاهرهم . و آلت إليهم ولاية البيت حتى غلبتهم عليه خزاعة و كنانة فنزلوا بين مكة و يثرب ثم هلكوا بوباء تفشى بينهم . |
2011- 6- 1 | #3 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
المحاضرة الثالثة جغرافية بلاد العرب ; طبيعة بلاد العرب . ; التقسيم اليوناني والروماني لبلاد العرب. ; التقسيم العربي ( أقسام جزيرة العرب ) . ; المناخ ( الرياح _ الأمطار ) . ; عرب الجنوب ( بلاد اليمن ) . ; أسم اليمن _ ثروة اليمن الاقتصادية _ القصور _ أهم مدن اليمن . أ- طبيعة بلاد العرب - عُــرفت بــــلاد العــرب عند مؤرخي اليونان والرومان باسم .Arabia - بينما عُرفت عند مؤرخي العرب وجغرافيهم باسم جزيرة العرب ، وهى تسمية مجازية لأن بلاد العرب ليست جزيرة وإنما شبه جزيرة . تختلف بلاد العرب من حيث طبيعتها باختلاف أجزائها فالقسم الأكبر منها يتخللها واحات وأغوار تتجمع فيها مياه الأمطار أو تتسرب في الأرض ، والوديان تقع في أطراف شبه الجزيرة العربية ، وهذا الاختلاف أدى الى وجود نوعين من السكان . النوع الأول : البدو ، ويعرفون أيضاً باسم الأعراب ويسكنون البادية . النوع الثاني : الحضر ويسكنون المدن ، ويشتغلون بالزراعة أو التجارة أو الصناعة . أ- تقسيم اليونان والرومان لبلاد العرب : قسم اليونان والرومان بلاد العرب ثلاثة أقسام طبيعية تتفق مع الناحية السياسية التي كانت عليها بلاد العرب في القرن الأول الميلادي هي : 1- بلاد العرب الصخرية، وتقع في الشمال من بلاد العرب جنوب غربي بادية الشام حيث مملكة الأنباط . 2– بلاد العرب السعيدةوهى بلاد اليمن أو الأرض الخضراء 3- بــلاد العرب الصحراوية : وهى القسم الأعظم من هذه الأقسام الثلاثة لكثرة صحراواتها في الوسط والشمال والجنوب وتنقسم إلى ثلاثة أقسام . - الحرات أو الحرار وهى أرض ذات حجارة سوداء كأنها أحرقت بالنار ، وهى تكونت بفعل البراكين وهى كثيرة في الغرب وتمتد متناثرة حتى المدينة . - الدهناء أو صحراء الجنوب : وهى تمتد من صحراء النفوذ شمالاً إلى حضرموت في الجنوب ومن اليمن غرباً إلى عُمان شرقاً . - صحراء النفوذ : كانت تسمى قديماً بادية السماوة ، وتقع في شمال الجزيرة العربية ، وتمتاز بكثبانها الرملية الناعمة التي يصعب السير فيها ، ب - تقسيم العرب لبلادهم ( أقسام جزيرة العرب) 1- تهامة : وهى تشمل المنطقة الساحلية الضيقة الموازية لامتداد البحر الأحمر من اليمن حتى العقبة شمالاً ، وقد سميت بذلك الاسم من التهم ، وهو شدة الحر وركود الريح . 2 – نجد : هي الهضبة الوسطي في شبه جزيرة العرب ، وتقع بين بادية السماوة في الشمال والدهناء في الجنوب وأطراف العراق شرقاً والحجاز غرباً ، وهى أوسع أقاليم جزيرة العرب ، وتتخللها أودية كثيرة لذلك فهي أغصب أراضى الجزيرة العربية . 3 - الحجاز : سمى بهذا الاسم لأنه يحجز بين تهامة ونجد وهو جبل يقبل من اليمن جنوباً حتى يتصل بالشام . 4- العروض : وهى تشمل اليمامة والبحرين وما والاها وقد سميت عروضاً لأنها تعترض بين اليمن ونجد والعراق . 5- اليمن : منطقة واسعة تمتد حدودها قديماً من تهامة إلى العروض وسنعود إلى ذكر بلاد اليمن عندما نتعرض لتاريخها ج – المناخ : يسود الجفاف شبه الجزيرة العربية بوجه عام ، والمطر يندر سقوطه ، ولذلك فأن أكثر أراضى شبه جزيرة العربية صحراوية ، ومع ذلك فهناك أودية كثيرة تسيل فيها المياه في موسم الأمطار ، وهى أودية شديدة الانحدار تصب في بحر القلزم أو في بحر العرب وإذا سقط المطر في البادية فأنه يتسبب في أنبات عشب وشيك ينمو سريعاً ثم يذوي سريعاً ولذلك فأن الحياة في البادية تعتمد على الترحال حيث المياه. • الرياح : يذكر المسعودي أن الرياح أربعة أنواع إحداها تهب من جهة الشرق ، وهى القبول ، والثانية تهب من المغرب ، وهى الدبور ، والثالثة من التيمن وهى الجنوب والرابعة من التيسر ، وهى الشمال . • الأمطار :أعتمد العرب على الأمطار في الرعي وفى الزراعة ولذالك السبب أهتم العرب بتمييز أنواع السحب الممطرة وبرعوا في التنبؤ بسقوط المطر. - في فصل الصيف تسقط الأمطار على جبال اليمن بغزارة - في فصل الشتاء تسقط الأمطار على شمال ووسط شبه الجزيرة العربية . عرب الجنوب 1- بلاد اليمن : ; مدلول أسم اليمن - أختلف الإخباريون في تفسير مدلوله ، فيرجعه البعض بأن يقطن بن عابر نزل أرض اليمن فقال العرب تيمن بنو يقطن - ويرى بن عباس أن اليمن سميت يمناً لأنها تقع على يمين الكعبة بخلاف الشام الذي سمى شاماً لوقوعه على شمال الكعبة أ- مدلول اسم اليمن : - والواقع أن بلاد اليمن لم تعرف بهذا الاسم ، ولا بهذا المعنى أو ذاك ، فقد جاء أسم اليمن في النصوص السبئية القديمة وعرفت بيمنات ويمنت ، ومن البديهي أن اسم اليمن أشتق من يمنات . وهى تعنى الخير الوفير . - كما عرفت عند اليونان ببلاد العرب السعيدة ، وذلك لكثرة خيراتها و محصولاتها الزراعية ب - ثروة اليمن الاقتصادية في العصر الجاهلي : ; التجارة والزراعة . ; المعادن والأحجار الكريمة ( العقيق) . ; صناعة الجلود والمنسوجات . ج - القصور والمسالح و المحافـد : كانت بلاد اليمن في الجاهلية أكثر بلاد العرب تحضراً وكانت كثيرة الحصون والمسالح والقصور ، وكانت القصور تعرف بالمحافد . ومحافد اليمن كثيرة ومتنوعة ، منها غمدان ، و صرواح وسلحين بمأرب وغيرها ......، ويعرف صاحب المحفد والقصر بذي . أهم مدن اليمن القديمة : ; مدينة مأرب ( سبأ ) ; مدينة صنعاء . ; مدينة نجران . ; صرواح . |
التعديل الأخير تم بواسطة تاريخي ; 2011- 6- 1 الساعة 08:28 PM |
|
2011- 6- 1 | #4 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
المحاضرة الرابعة الدولة المعينية (1300 – 630ق.م ) تعتبر الدولة المعينية من أقدم الدول العربية التي قامت في اليمن إذ دامت من سنة 1300تقريبا قبل الميلاد إلى سنة 630 ق.م ، ولم يرد لهذه الدولة ذكر في المصادر العربية القديمة . وقد ورد ذكر دولة معين في المصادر اليونانية الرومانية ، فقد تحدث عنها استرابون وديودور الصقلي وذكر استرابون أن عاصمتها مدينة قرناو . الموقع : ظهرت الدولة المعينية في منطقة الجوف أي في المنطقة السهلية الممتدة بين نجران وحضرموت . أصل السكان : لم يكن المعينيون وافدين من الشمال كما يعتقد بعض الباحثين وإنما كانوا من أهل البلاد الجنوبية . حضارة وتاريخ دولة معين ظلت حضارة المعينيين غير معروفة لدى العلماء حتى تمكن العالم الأثرى جوزيف هاليفي من الكشف عن أثار معين عاصمة المعينيين ، وقد نشر جوزيف هاليفي تقريراً عن هذا الكشف في الجريدة الأسيوية في سنة 1874 تضمن عدداً كبيراً من النقوش التي نسخها من أثار دولة معيين ومعظمها له صلة بالقرابيين والعطايا . العالم مولروقام مولر بدراسة هذه النقوش دراسة علمية ومنها استطعنا أن نعرف الكثير عن هذه الدولة وعن ملوكها . وقد حصر مولر عدد الملوك الذين قرأ أسمائهم في هذه النقوش فوجده 26 اسماً يتوزعون على خمس أسرات العالم فلبي فقد ذكر أسماء 22 ملكاً معينيا ، نظمهم في خمس أسرات . الألقاب الملكية : تعرفنا من خلال النقوش على الألقاب الملكية عند المعينيين فمنها لقب يطوع أي المخلص ، ولقب صدوق أي العادل ولقب ريام أي المضيء وكان الملوك يلقبون بلقب مزود أي المقدس . نظام الحكم وأهم ملوكها نظام الحكم : نستدل من النقوش المعينية التي عثر عليها في الجوف اليمنى على أن حكومة معين كانت حكومة ملكية ، كما نستدل منها أيضاً على أن لقب ملك كان من الجائز أن يتلقب به اثنان في آن واحد من أبناء أو أشقاء الملك . المدن المعينية : كانت لها مجالس تدير شؤونها في السلم والحرب تعرف باسم مسود على النحو الذي كانت عليه دار الندوة في مكة في العصر الجاهلي . أهم ملوك دولة معين اليفع وقه الذي عثر على أسمه في الخربة السوداء ، وهي مدينة نشان في الكتابات المعينية ، وقد ذكر معه اسم ابنه وقه ايل صدق الذي خلفه في حكم اليمن . أبوكرب يثع وقد عثر على أسمه في نقش عثر عليه في مدين العلا باليمن . نشاط السكان ونظام الضرائب . التجارة : أشتغل المعينيون بالتجارة ، وسيطروا علي الطرق التجارية بين الشمال والجنوب ، ولم يلبث نفوذهم السياسي أن أدرك شمال الحجاز ، فدخلت معان وديدن ، في نطاق دولتهم استناداً إلى الكتابات المعينية التي أسفر عنها البحث الأثري في تلك المنطقة . تأمين التجارة : كان على المعنيين لتأمين طرق التجارة الاستيلاء على الواحات التي تمر بها الطرق التجارية فكانت تقيم في كل واحة من الواحات المهمة التي تقع على طول الطريق التجاري ، جالية من عرب الجنوب ، وكان على رأسها مقيم من أهل الجنوب مهمته الأشراف عليها ومراقبتهم حتى لا يفعلوا شيئاً من شأنه أن يضر بمصالح سيده المعيني الذي على رأس المملكة المعينية . طرق التجارة : من المعروف أن الطريق التجاري البرى الموصل بين اليمن والشام ومصر والذي كان يمر غرب تيماء ( في الشمال الغربي من بــلاد العرب ) ، كان يسيطر عليه المعينيون بواسطة حاميات عسكرية و جاليات جنوبية من الأوساط التجارية . تدوين الحسابات التجارية : استلزم اشتغال المعينيين بالتجارة معرفتهم بتدوين الحسابات التجارية والكتابة ،فاقتبسوا الأبجدية الفينيقية لسهولة استعمالها ، ودونوا بها لغتهم . وبسبب الكتابة ظل المعينيين حتى بعد سقوط دولتهم يحتفظون بكيانهم الاجتماعي ، وتقاليدهم التجارية كما تشير النقوش الكتابية التي عثر عليها نظام الضرائب : ورد في النقوش المعينية أن الضرائب كانت تنقسم إلى ثلاثة أنواع:- 1. ضرائب تعود جبايتها لخزانة الملك . 2. ضرائب تؤول إلى المعابد وتنقسم إلى :- نوع يقال له أكرب تقدمه القبائل إلى تقرباً للآلهة ، ونوع إجباري يفرض على الأفراد يقال له عشر. 3.ضرائب إلى المشايخ والحكام . سياسة معين الخارجية : أدى توسع المعينيين في الشمال إلى احتكاكهم بأشور وفينيقية ومصر ، وكان حكام أشور بحكم أقامتهم بعيداً عن طريق التجارة الرئيسي يتفاوضون مع المقيمين المعنيين في هذه الواحات لا على أنهم يمثلون الملك المعينى وإنما على أساس أنهم الملوك الجنوبيين . وتشير النقوش إلى الصلات التي كانت تربط مصر واليونان بالدولة المعينية . |
التعديل الأخير تم بواسطة تاريخي ; 2011- 6- 1 الساعة 08:37 PM |
|
2011- 6- 1 | #5 |
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
هلا تاريخي ياليت تنزل المحاضرتين 13\14
مش عندي |
2011- 6- 1 | #6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
|
2011- 6- 1 | #7 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
المحاضرة السادسة الدولة الحميرية (115ق.م – 525 م) - الحميريون في المصادر العربية . - موطن الحميريين . - الدولة الحميرية الأولى (ملوك سبأ و ذي ريدانا) . - الدولة الحميرية الثانية (ملوك سبأ وذي ريدانا وحضرموت ويمنت) . تمهيد : أتفق المؤرخون على أن عصر ”ملوك سبأ وذي ريدان ” والعصر التالي له المعروف بعصر ( ملوك سبأ وذي ريدان وحضر موت ويمنت ) هما العصران اللذان برز فيهما الحميريون على مسرح الأحداث في بلاد العرب الجنوبية ولذلك اصطلحوا على تسمية هذين العصرين بعصري الدولتين الحميرية الأولى والثانية . الحميريون في المصادر العربية : شغل الحميريون في الكتب العربية صفحات مما شغلت العرب الجنوبية مجتمعة وقد نسبوهم ٳلى ( زيد ) الذي لقبوه حمير ثم جعلوه ٳبنا لسبأ فهو ( حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ) وأنه توج بالذهب وقد ورث أباه في عرشه . أصل تسمية حمير : يرجع بعض الإخباريين تسمية حمير بهذا الاسم لأنه كان يلبس حلة حمراء. موطن الحميريين : وأما موطن الحميريين ، فقد كان الي الشرق من القسم الجنوبي الغربي من شبة الجزيرة العربـية حيث يكون جزءا من أرض قتيبان فيقع الي الجنوب من أرض ( رشاي) و( حبان ) والي الغرب من حضرموت والي الشرق من ( ذياب ) وتكون ارض (يافـع) الموطن القديم للحميريين قبل هجرتهم الى مواطنهم الجديدة حيث حلوا في أرضين ( دهـس ) و ( رعـيـن ) مكونين حكومة ( ذي ريدان ) ومتخذين من ( ظيفار) عاصمة لهم . ورغم أن هناك من يرى أن الحميريين فرع من السبئيين أو علي الأقل يمتون إليهم بصلة قوية ، فنجد اللغة الحميرية ما هي إلا مزيج من اللهجة السبئية واللهجة المعينية ، فكانت العلاقة بين سبا وحمير يسودها طابع العداء في اغلب الأحيان ، وكثيرا ما أشارت الكتابات السبئية إلي ذلك . أ - الدولة الحميرية الأولى : (ملوك سبأ و ذي ريدانا) (115ق .م -300م) مؤسس هذه الدولة :هو آل شرح يحضب الذي ينسب إلية الأخباريون بناء قصر غمدان أشهر قصور اليمن وفي عصر هذه الدولة كانت الحملة الرومانية المعروفة بحملة اليوس جالوس حاكم مصر الرومانية للاستيلاء على اليمن بغية السيطرة على طرق التجارة التي كان يحتكرها ملوك سبأ واستغلال ثروات اليمن وتطهير البحر الأحمر من القراصنة واعتمد اليوس جالوس في حملته على مساعدة الأنباط في عهد ملكهم عبادة الثاني الذي وعد الرومان بتقديم كافة المساعدات ،كما وضع وزيره صالح تحت تصرفهم ليكون دليلا لهم في بلاد العرب . خط سير حملة اليوس جالوس : ويذكر استرابون أن الحملة خرجت من ميناء لويكة ميناء الأنباط وسلكت الطريق البري عبر الحجاز ووصلت إلى نجران ونشق وبعد ستة أشهر تعرض الجند خلالها لأمراض وأوبئة فضلا عن متاعب لا حصر لها بسبب وعورة الطريق، ثم عادت الحملة بعد ذلك الى مصر عن طريق نجران بعد أن فقد قائد الحملة معظم رجاله من الجوع والمرض ، وهكذا أخفقت الحملة الرومانية وأصيب رجالها بكارثة ألقيت تبعتها على عاتق صالح النبطي الذي اتهم بالخيانة وسوء المشورة، كما اتهم بالسعي عمداً لإهلاك أجناد الرومان ولقد خيبت حملة اليوس جالوس آمال الرومان في بلاد العرب ويبدو أن فشل حملة اليوس جالوس كان السبب في قيام الرومان بتغيير خطتهم السياسية نحو بلاد العرب ،فعدلوا نهائيا عن فتح هذه البلاد عسكريا واقتصروا على محاولة السيطرة على التجارة البحرية وتدعيم مصالحهم التجارية في هذه البلاد عن طريق تحسين علاقتهم السياسية بالدول العربية والأمارات في الجنوب العربي وأن الرومان عقدوا حلفا مع ملك الحميريين الذي كان يملك مناطق واسعة من سواحل بلاد العرب الجنوبية على البحر الأحمر وعلى ساحل المحيط الهندي حتى حضر موت . كما كان يملك ساحل عزانيا في أفريقيا وفي هذا العصر الحميري الأول بدأ الضعف يدب في كيان دولة سبأ وذي ريدان، وتطلع البطالمة ومن بعدهم الرومان إلى احتكار الطريق التجاري والتخلص بذالك من اعتمادهم على تجار العرب في اليمن وحضرموت وقد أضر ذلك باقتصاديات اليمن أضرار بالغة أكثر مما أضر بها انكسار سد مأرب. وآخر ملوك دولة حمير الأولى هو الملك(ناشر النعم) . ب- الدولة الحميرية الثانية : (ملوك سبأ وذي ريدانا وحضر موت ويمنت)(300م-525م) مؤسس الدولة الحميرية الثانية : شمر يهرش المعروف عند الإخباريين بشمر يرعش بن ناشر النعم الذي تلقب بملك سبأ وذي ريدانا وحضر موت ويمنت.وشمر هذا عند الأخبار وذكروا أنه زحف بجيوشه ٳلي أرمينية وهزم الترك وهدم المدائن بدينو وسنجار ودخل مدينة السعد وهدمها فسميت شمركن عند الفرس وقيل في رواية أخرى أن شمر يهرش لما افتتح سمرقند هدمها ثم أمر ببنائها وأنه بسط نفوذه على الهند وأخضع فارس وخراسان والشام ومصر . ولاشك أن ما رواه العرب عن فتوحاته لا يعدو قصصا خرافية ، والثابت أنه انتصر على مناطق كثيرة من بلاد العرب الجنوبية وأنه تغلب على قبائل تهامة ولعل هذه الانتصارات القليلة التي أحرزها ملوك حمير في عصر ظهور الأحباش وتطلعهم إلى التوسع في بلاد العرب الجنوبية سببا دعا هؤلاء الإخباريين إلى المبالغة في تعظيم شمر يهرعش ونسبة هذه الأعمال الخارقة ٳليه . ففي هذه الكتابات لقب نجاشي الحبشة (بملك أكسوم وحمير وذو ريدان والحبشة وسبأ وصلح وتهامة والبجاء وكسو) . وهناك عوامل اقتصادية لها اعتبارها في غزو الأحباش لليمن وأعتقد أن غزو الأحباش الأول لليمن كان رد فعل لسيطرة الحميريين في القرن الأول الميلادي على ساحل أزانيا لتأديب الحميريين بسبب تجرئهم على مهاجمة التجارة الحبشية . فترة الاحتلال الأول لليمن في عصر الدولة الحميرية الثانية يعتقد فريق من العلماء أن الحبشة كانوا في الأصل جماعات عربية يمنية كانت تعيش على الساحل الجنوبي للجزيرة العربية شرقي حضرموت ، ثم هاجرت غربا وعبرت مضيق باب المندب واستوطنت المناطق المقابلة لليمن وقد تم عبور هؤلاء العرب الجنوبيين تدريجيا في زمن قديم وأخذوا ينثرون بذور الحضارة السامية في البلاد . ومنذ القرن الأول الميلادي نجح العرب الجنوبيين في تأسيس مملكة أكسوم . ولم يطل أمد الاحتلال الحبشي لليمن ففي عهد الملك الأكسومي عزانا الذي اعتنق المسحية قامت بعض الثورات في مناطق أفريقية من مملكته فانتهز اليمنيون فرصة انشغاله بإخماد الثورات وتمكن ملكي كرب يهمن من استرداد البلاد ، وطرد الأحباش منها . ومنذ القرن الأول الميلادي نجح العرب الجنوبيين في تأسيس مملكة أكسوم . ولم يطل أمد الاحتلال الحبشي لليمن ففي عهد الملك الأكسومي عزانا الذي اعتنق المسحية قامت بعض الثورات في مناطق أفريقية من مملكته فانتهز اليمنيون فرصة انشغاله بإخماد الثورات وتمكن ملكي كرب يهمن من استرداد البلاد ، وطرد الأحباش منها . الغزو الحبشي الثاني لليمن وسقوط الدولة الحميرية الثانية كان تحول ملوك أكسوم إلى المسيحية إيذانا بتقارب هذه المملكة مع بيزنطة حامية نصارى الشرق ، وكان الأحباش يطمعون في السيطرة على بلاد اليمن لضمان توزيع البضائع الحبشية دون أن تتعرض للاعتداءات التي كان يمارسها الحميريون ويبدو أن نفوذ الأحباش على اليمن ظل قويا ولعل النفوذ السياسي الذي كان يمارسه ملك الحبشة على اليمن دعا ذا نواس أن يربط بين انتشار المسحية في اليمن وبين ازدياد نفوذ الأحباش السياسي في البلاد . |
2011- 6- 1 | #8 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
المحاضرة السابعة اليمن في ظل الأحباش والفرس ; استيلاء الأحباش على اليمن 525م . ; أسباب غزو الأحباش لليمن . ; اليمن في العهد الحبشـي . ; تولية أبرهة على اليمن . ; حملة أبرهة على مكة . ; سياسة مسروق بن أبرهة الاستبدادية ونتائجها . ; اليمن في ظل الفرس . استيلاء الأحباش على اليمن 525م إن ظروف اليمن الداخلية كانت من أهم العوامل التي مهدت للفتح الأثيوبي لليمنذلك لأننا نقرأ في نقش (فلبي 228) عن حرب داخلية قامت قبيل الغزو الحبشي واشتركت فيها قبائل سبأ وحمير ورحبة وكندة ومضر وثعلبة ، ومن ثم فقد مهدت هذه الفتنة الطريق للأحباش بسبب الخصومات القبلية القديمة بين القبائل ، والتي أدت إلى ظهور الروح القبلية التي لا تعرف طريقا للتعاون القومي ، إلا إذا كان من أجل القبيلة وفي مصلحتها ، دونما أي اهتمام بما يجره ذلك على الكيان القومي للبلاد من نكبات ، قد تؤدي باستقلال البلاد وخضوعها للأجنبي . أسباب غزو الأحباش لليمن إن المؤرخين يقدمون عدة أسباب لغزو الحبشة لليمن منهـــــا : 1-الرغبة في السيطرة على اليمن لضمان توزيع البضائع الحبشية ، دون ان تتعرض لاعتداءات الحميريين 2- إن عداوة الحبش للعرب قديمة ، نشأت منذ ان كان عرب اليمن يخطفون الأحباش من سواحل الحبشة ويبيعونهم أرقاء في بلاد العرب ,حيث وجد الحبش في الحجاز. 3- إن بلاد العرب الجنوبية كان تقوم في ذلك الوقت بنفس الدور الذي تقوم به مصر الآن بعد حفر قناة السويس نظرا لمركزها الهام على البحرالأحمر والمحيط الهندي ، وحيث يوجد مضيق باب المندب وفي تلك الأيام كانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية حريصة على انتزاع هذه المكانة وإعطائها لمصر ، ومختلف الولايات الرومانية الشرقية الأخرى التي تستطيع الإفادة من مركزها الجغرافي ، وبخاصة فان المسيحية كانت قد استقرت في كثير من الولايات الرومانية والشرقية ، حتى اضطر "قسطنطيين" في عام 311 م إلى السماح لانتشار المسيحية في بلاده . اليمن في العهد الحبشـــي نجح الأحباش في الاستيلاء على اليمن وضمها إلى الحبشة ولكنهم على ما يبدو لم يحكموها حكما مباشرا، وإنما اختاروا واحدا من الأقيال اللذين عاونوهم على احتلالها ، وكان هذا القيل هو "السميفع أشوع" ، والذي عينه الأحباش الآن ملكا على حمير على أن يدفع لهم جزية سنوية . وما أن تمضي سنون ستة ، حتى تبدأ البقية الباقية من جنود الحبشة في اليمن الثورة (في عام 531م)على" السميفع أشوع" ثم محاصرته في احد القلاع وتعيين "أبرهام" وهو عبد نصراني كان مملوكا لتاجر يوناني في مدينة عدولي في مكانة ، وقد حاول النجاشي أن يقضي على هذه الثورة ، غير أن هزيمة قواته التي أرسلها مره بعد أخرى ، جعلته يتقبل الوضع على علاته ، وما ان تنتهي حياته في هذه الدنيا حتى يسرع "ابرهام" إلى عقد صلح مع خليفته ليدفع له بمقتضاه جزية سنوية ، في مقابل أن يعترف النجاشي الجديد به نائبا لملك اليمن. وهكذا أصبح "أبرهة" حاكما على اليمن . تولية أبرهة على اليمن تذكر المصادر العربية أن ارياط لما دخل اليمن وضبطها ، درت عليه الأموال ، فجعل يؤثر بها من يحب ، فأثار بذلك ثائرة الأحباش ,فانضموا إلى أبرهة ، وبايعوه ، وأنقسم معسكر الأحباش إلى فريقين : فريق يؤيد ارياط ، والفريق الآخر يؤيد أبرهة ، وتبارز كل من ارياط و أبرهة ، فشرمته ولذلك سمي الأشرم ,وضرب أبرهة ارياط بالسيف على مفرق رأسه ، فقتل وانحازت الحبشة إليه فملكهم وأقر النجاشي على سلطان اليمن . حملة أبرهة على مكة في عام الفيل (570م): أهم أعمال أبرهة : كان من أهم أعمال أبرهة نشر الدين المسيحي في اليمن ، وبناء كنيسة في صنعاء سماها القليس (من لفظةEKKLessia اليونانية ) وذكر ياقوت أن أبرهة استذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة ,وكان ينقل إليها ألآت البناء كالرخام والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس صاحبة سليمان -عليه السلام- وكان فيه بقايا من آثار ملكهم فاستعان بما أراد من بناء هذه الكنيسة ، ونصب فيها سلطانا من الذهب والفضة والزجاج والفسيفساء وألوانالأصباغ فلما انتهى من بنيانها كتب إلى النجاشي "إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبنى مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنتهى حتى اصرف إليها حج العرب ".وتحدث العرب بذلك ، فغضب رجل من النسأة من بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة ، وعزم على تدنيس القليس ، فخرج الفقيمي إلى القليس ودنس لبعض القاذورات ، ووصل خبر ذلك لأبرهة فغضب غضبا شديد وساءه أن يفعل ذلك رجل من أهل البيت الذي يحج أهل البيت الذي يحج إليه العرب بمكة ،وأقسم ليسيرن إلى الكعبة ويهدمها حجراً حجراً ، ثم انه أمر بإعداد جيش كبير، وتقدم جيشه فيل ضخم مغطى بالشعر الكثيف ، ومر أبرهة على الطائف في طريقه إلى مكة ، فبعثت معه رجلا ً يدله على الطريف وتقدم أبرهة حتى اقترب من مكة ، وأتى أنصاب الحرم فنزل بالموضع المعروف بحب المحصب ,وعندئذ آتاه عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد قريش فأٌدخل في حضرة أبرهة وكان عبد المطلب وسيما فعظمه أبرهة وهابه وأجله ، ثم قال له " سلني يا عبد المطلب فأبى أن يسأله إلا إبلا له فأمر بردها عليه ، وقال :ألا تسألني الرجوع ؟ فقال: أنا رب هذه الإبل ، وللبيت رب سيمنعه منك ثم أنصرف عبد المطلب إلى قومه وهو يقول : يا أهل مكة قد وافاكم ملـك مع الفيول على أنيابها الزرد هذا النجاشي قد سارت كتائبه مع الليوث عليها البيض تتقد يريد كعبتكم ، والله مانـعه كمنع تبع لما جاءها حــرد ثم أنه أمر قريش بأن تلحق ببطون الأودية ورؤوس الجبال من معرة الحبشة . وعندما عزم أبرهة على هدم الكعبة برك الفيل بالمغمس " فلم يحرك ، ونخس بالرماح ، فلم ينهض ، ثم بعث الله على الجيش طيرا ، ومع كل طير ثلاثة أحجار ، فألقتها عليهم ، فلم ينجى منهم شفره " وقد ذكر الله في كتابه قصة أبرهة و أصحابه . سياسة مسروق بن أبرهة الاستبدادية ونتائجها: ظل يكسوم بن أبرهة يحكم اليمن بعد وفاة أبيه نحوا من عشرين سنة أذل خلالها أهل اليمن ، فلما توفي خلفه أخوه مسروق الذي كان يتولى إمارة مخلاف شناتر في عهد أبيه.ولم يكن مسروق أرحم من أخيه يسكوم بل كان أكثر تعسفا منه في معاملة الحميريين فكان "شرا ًمن أخيه وأخبث سيرة". وقد كانت هذه المعاملة السيئة سببا في نفور أهل اليمن من حكم الأحباش ، ورغبتهم في التخلص من استبدادهم ، فلما طال البلاء على أهل اليمن من الأحباش ظهر زعيم وطني من حمير يقال له سيف بن ذي يزن. عقد سيف بن ذي يزن عزمه على تخليص قومه من بطش مسروق وتحرير بلاده من احتلال الأحباش ، فركب سفينة في البحر إلى القسطنطينية ، وقيل إلى أنطاكية ، وقدم على الإمبراطور البيزنطي (جستين الثاني ) ملتمسا منه العون على تحقيق أمنيته ولكن طلب قوبل بالرفض ، وأبى الإمبراطور أن ينجده ، وهو أمر طبيعي لما كان يربطه بحلفائه الأحباش من علاقات دينيه وسياسية واقتصاديا ، ثم إن مناصرة قيصر للعناصر الوطنية في اليمن لن تزيده شيئا على ما كان يلقاه من امتيازات في اليمن ، فرد سيف قائلا :"أنتم يهود والحبشة نصارى ، وليس في الديانة أن ننصر المخالف على الموافق " . ولما يئس ابن ذي يزن من استجابة البيزنطيين لمطالب أهل اليمن حول بطلبه إلى زعيم الكتلة الشرقية ويمثلها كسرى أنو شيروان على أمل أن يقوم هذا بنجدته تحقيقا لحلم فارسفي السيطرة على الطريق التجارة عبر البحر الأحمر ولكي يضمن استجابة كسرى له رأى أن يعرض الأمر على النعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي يرتبط برابطة الولاء والتبعية مع كسرى فارس ,حتى يقدمه بنفسه أمام كسرى فمضى إلى الحيرة ، وشكي إلى النعمان ما يلقاه العرب في اليمن من استبداد الأحباش فاستضافه ووعد بأن يقدمه إلى كسرى ثم خرج معه فأدخله عليه فلما دخل سيف ديوان كسرى وشاهد مابين يديه من مظاهر الأبهة والعظمة لم يبهره شيئا مما رآه ، بل تقدم في جرأة إلى كسرى وطلب منه أن يساعد قومه على طرد الأحباش وتحرير اليمن ، فاستهان كسرى لأمره ثم صرفه بعد أن أعطاه عشرة آلاف درهم وخلع عليه فغضب ابن ذي يزن من ذلك ونثر دراهم كسرى بعد خروجه من حضرته على الناس ولما علم كسرى بذلك أمر بإحضاره فقال له " عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس ، فقال : ما اصنع به ، ما جبال أرضي كلها إلا ذهب وفضة "وعندئذ طمع كسرى في بلاد اليمن لوفرة معادنها وكثرة ثروتها فبعث كسرى لمن كان فيه سجونه معه ، وكانوا ثمانمائة رجل ، استعمل عليهم رجلا يدعى وهرز بن الكامجار كان متقدما في السن ذا تجربة وخبره وأبحروا في ثمان سفن ،غرقت منها اثنتان ونجت ست ،أرست إلى ساحل عدن. ويذكر المسعودي أن وهرز أمر جيشه بحرق السفن ليعلموا انه الموت ، ولا وجه يأملون المفر إليه فيجهدون أنفسهم . نجحت حملة وهرز نجاحا تجاوز كل تقدير في الحسبان،وانهزم مسروق بن أبرهة وقتل في المعركة ، ودخل وهرز صنعاء وضبط اليمن وكتب إلى كسر بالفتح وكتب إليه كسرى يأمره بقتل كل اسود باليمن وبتمليك سيف عليها وان يعود بعد ذلك إلى فارس . اليمن في ظل الفرس : يبدو أن الفرس طمعوا في ملك اليمن لأهميته الاقتصادية ولعل سيف بن ذي يزن أحس بتدخلهم في شؤون البلاد فعمدوا إلى التخلص منهم ،وفطن الفرس إلى ما ينتويه ، وليس ببعيد أنهم هم الذين تآمروا على قتله حتى يخلو لهم الجو من بعده وتصبح اليمن أرضا تابعه للإمبراطورية الساسانية . وتتابع على اليمن ولاه من قبل الأكاسرة وكسب الفرس كثيرا من ضم اليمن إلى حوزتهم فقد أصبحوا يسيطرون سيطرة فعليه على الطريق البحري التجاري إلى الهند عبر البحر الأحمر ،كما سيطروا كذلك على الطريق البري أو طريق الحجاز.وبعد ذلك تمكن هرقل من استرداد سلطانه على الشام بفضل حملة بحريه واحده ، أما اليمن فقد دخلت في فلك دولة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة |
2011- 6- 1 | #9 |
أكـاديـمـي ذهـبـي
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
الله يعطيك العافيه تاريخي ماقصرت
شموخ مافيه رابعه عشر لانها مراجعه |
2011- 6- 1 | #10 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
المحاضرة الثامنة دولة الأنباط ; تهميد . ; موقع الأنباط . ; لغة الأنباط . ; التضاريس وتأثيرها في تاريخ الأنباط . ; العاصمة البتراء . ; كتابات المؤرخين عنها . ; أشهر ملوك الأنباط . ; حضارة الأنباط وأثارهم . تمهيد : كان للنشاط التجاري في بلاد اليمن والحجاز اثر كبير في قيام دويلات عربيه على تخوم الشام والعراق في العصر السابق على ظهور الإسلام فقد كانت بادية الشام وجنوبي فلسطين مركزا لهجرات متتابعة من جنوب الجزيرة العربية منذ أوائل التاريخ المسيحي مثل قبيلة بني تنوح وقبيلة بني سليح وال جفنه وكانت قرية بوريكة باللغة يطلق عليها في العصر الروماني اسم بوريكه السبئيين إلا أن استقرار قبائل عربية في بادية الشام يرجع في حقيقة الأمر إلى عصور سابقة للعصر الروماني ومن أقدم الشعوب العربية التي استقرت في جنوب فلسطين شعــب الأنباط موقع الانباط : مملكة لأنباط قامت في شمال الحجاز وتنسب إلى شعب من شعوب العرب يعرف عند اليونان باسم nabataeiأو النبط وقد سكنوا في بادية الشام وجنوبي سوريه في القرن السادس قبل الميلاد تقريبا ولم نعثر في مصادر العربية على أخبار عن الأنباط كما لم نعثر على إخبار عنهم في الوثائق الخاصة بحملات الأشوريين على الشام ومـصـر وإنما وفقنا على أخبارهم من كتابات الإغريق ومن نتائج والكشوف التي أسفرت عنها الأبحاث الأثرية في البتراء وحوران . لغة الانباط : اتخذ الأنباط اللغة الآرامية لغة للكتابة النبطية والخط النبطي على هذا النحو خط آرامي ولكنه متطورة من الخط الآرامي القديم وقد عرف لذلك بالخط النبطي تمييزاً له عن بقية الخطوط الآرامية ومن أقدم الرقم النبطية رقم المنارة في شرقي حوران ويرجع إلى سنه 238م ولقد أرخ به قبر امرئ ألقيس بن عمرو من ملوك الحيرة وعثر على كتابات نبطيه مؤرخه أيضا في جرش وماديا والخط النبطي قريب من الخط الكوفي القديم والأمر الذي دعا كثير من العلـماء إلى القول بأن هذا الخط مشتق من الخط النبطي. التضاريس وتأثيرها في تاريخ الأنباط : تتميز تضاريس الأنباط بأنها بلاد جبليه قفراء قليله المياه وتكثر فيها المرتفعات الصخرية الوعرة والشعب وقد انعكست هذه الطبيعة الوعرة على النبط فطبعتهم بطابعها ولذلك عرف الأنباط بشده الماس والعنف كما عرفوا بميلهم إلى الغزو وساعدتهم هذه البيئة الصخرية على مقاومة أعدائهم فصعب على هؤلاء قهرهم وإخضاعهم لهمولهذا السبب لم يتمكن الأشوريين أو الفرس أو الإغريق من قهر هذا الشعب ولقد سمي الإغريق بلادهم للسبب نفسه باسم بلاد العرب الصخرية كما سميت عاصمتهم بالبتراء Petraeaأي الصخرة وهي تقارب في معناها كلمه سالع العبرانية المذكورة في التوراة وتعني الشق في الصخر والتسمية العربية مترجمه من اليونانية ونلاحظ أن التسمية العبرانية أكثر دقه لان مدخل البتراء يتسم بوجود أخدود عميق بين جبلين يعرف اليوم باسم السيق ولعله لفظ نبطي متوارث حرفه الناس من كلمه الشق في السبئية القديمة . العاصمة البتراء : شهرتها :اشتهرت أطلالها في العصر الأموي بوجه خاص وكان ينزلها الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك أما اليوم فالبتراء تعرف باسم وادي موسى أو البتراء وهو الاسم اليوناني . موقعها :وتقع موقعاً استراتجياً هاماً على سطح هضبة قاحلة يصل ارتفاعها إلى ما يقرب من 3000قدم وتحيط بها الجبال من سائر الجهات بحيث يتعذر الدخول إليها إلا من الممر الضيق المعرف بالسيق . كتابات المؤرخين عنها : وقد أشار المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم إلى موضع البتراء كما وصف الاصطخري بعض أبنيتها المنحوتة في الصخور ولعله يقصد بهذه الأبنية الصخرية البناء المعروف باسم الخزنة وهو بناه منقور في الصخر شأنه شان بقيه منشآت البتراء . ويتميز الطابق العلوي منه بوجود إفريز مثلث الشكل يتوسطه جوسق مستدير ويعلو الإفريز جره كبيره أحدثت فيها كسور كثيرة نتيجة لتعرضها لرصاص البنادق إذ كان كثير من الناس يعتقدون أن بداخلها كنز من الذهب ولهذا عرف البناء كله بالخزانة والواقع أن الجرة المذكورة هي قطعه منحوتة من الصخر الأصم إما الطابق الأدنى فمتوج بإفريز ذي أشرطة بارزه تؤلف مثلثا على نحو نظام واجهات المعابد الإغريقية وتقوم الواجهة على أعمده ضخمه وتزدان بنقوش وكتابات نبطيه وكانت الخزنة فيما يظهر معبدا لكثره ما كانت تزدان به من تماثيل وقد استغل الأنباط الانقسام بين قواد الاسكندر ومدوا مملكتهم من غزه إلى أبله في مناطق صخريه وازدهرت البتراء في نهاية القرن الرابع ق.م.وظلت زهاء أربع مائه سنه تشغل مكاناً هاما على طريق القوافل الذي يمتد ما بين الشام ومـصـر. نشاط السكان الاقتصادي : وأصبحت البتراء في القرن الأول قبل الإسلام أهم مراكز التجارة القادمة من جزيرة العرب وساعد موقع البتراء على ازدياد أهميتها كمحطة تجاريه في ملتقى الطرق التجارية من العراق شرقاً إلى اليمن جنوبا وسوريا وفلسطين شمالا ومصر غرباً وقد أثرى الأنباط ثراء فاحشا بسبب اشتغالهم بالتجارة فلما عمل البطالمة على احتكار التجارة البحرية والسيطرة على البحر الأحمر عن طريق إنشاء محطات ومواني على سواحله وإقامة علاقات مع عرب الجنوب الذين يشتغلون بالتجارة في البحر الأحمر. وقد أدرك الأنباط مدى الخطر الذي يتهددهم كما أدركوا الأضرار الفادحة التي يمكن أن تصيب مصالحهم التجارية بسبب ذلك فاضطروا إلى التحرش بسفن البطالمة وقطع الطرق البحرية عليها والاستيلاء على حمولاتها الأمر الذي دفع بطليموس الثاني (285-246ق.م.) إلى إنشاء قوة بحريه لحراسه السفن التجارية البطلمية وتمكن بذلك من السيطرة على شمال البحر الأحمر وخليج العقبة ولكن النبط انتهزوا فرصه اشتغال بطليموس بالحرب مع سلوقيي سوريه فعادوا مهاجمة سفن البطالمة . أشهر ملوك الأنباط : الملك اريتاس الأول أو الحارث (169ق.م.-146ق.م.) أول ملوك النبط الذين ورد ذكرهم في كتب التاريخ وفي الفصل الخامس من أسفار المكابيين وقد كان معاصراً لأنطيوخوس الرابع السلوقي ملك سوريا وبطليموس فيلوماتر ملك مصر وقد حالف الحارث النبطي جيرانه المكابيين بني حشمناي ضد السلوقيين ففي سنه 168ق.م.قام يهوذا المكابي بالثورة على السلوقيين ونجح في احتلال بيت المقدس . الحارث الثاني 110ق.م و96ق.م. من اشهر ملوك الأنباط وكان يعرف باسم ايروتيموس وفي عهده طلب يوتاثان الذي تولى الأمر بعد مصرع أخيه يهوذا المكابي سنه 161ق.م من النبط أن ينصروه على أعدائه وقد سير لهذا الغرض أخاه يوحنا ليسأل النبطيين أولياءه أن يعيروهم عدتهم الوافرة مما يدل على أن علاقة الأنباط بالمكابيين كانت حسنه للغاية وأن الأنباط كانوا على درجه كبيره من القوه إلا أن جماعه من العرب الذين يسكنون ميدبا ويعرفون ببني يمري غدروا بيوحنا المكابي وقتلوه . ولكن سياسة حسن الجوار والتحالف القائمة بين الأنباط والمكابيين لم تلبث أن تبدلت إلى سياسة عداء فقد تبين للأنباط أنهم بسياستهم السابقة أضروا بمصالحهم الخاصة فلم تكن سياسة المكابيين مقتصرة على الطلب الاستقلال التام والخلاص من الحكم الأجنبي بل كانت تستهدف الاستيلاء على الأردن والتوغل في المناطق النبط نفسها وإنشاء حكومة قويه قد تزاحم حكومتهم في يوم من الأيام فرأى الأنباط أن من الخير لهم أن يدعوا هذا التأييد وأن يقاوموا إن احتاج الأمر إلى مقاومه وقد أدت المنافسة بين المكابيين والأنباط إلى اصطدامات مسلحه . وهرع الحارث الثاني لمساعده غزه في سنه 96ق.م عندما بلغه أن اسكندر جينوس المكابي (103-76)ق.م يحاصرها وتمكن عباده الأول النبطي من إلحاق الهزيمة باسكندر جينوس وجيشه المرتزقة في سنه 90ق.م في معركة وقعت على الضفة الشرقية من الأردن وقد مهد انتصاره لاستيلائه على منطقه حوران أما اسكندر فعاد منهزما إلى البيت المقدس واقترن وصوله إليها بقيام فتنه في كل مكان وزمان من دولته وتحرج موقف اسكندر ورأى أن يكسب ود العرب على الخصومة فتنازل لعباده النبطي عن مأرب وجلعاد ليأمن على ما تبقى من مملكته . الحارث الثالث النبطي (87-62)ق.م يعتبر اشتهر ملوك الأنباط على الإطلاق فاسمه يقترن بفتوحات كبرى وانتصارات هيأت المجال للأنباط أن يوسعوا نطاق أملاكهم على حساب السلوقيين واليهود في أن واحد ولذلك يعتبر الحارث الثالث المؤسس الحقيقي لسلطه الأنباط واستغل الحارث ضعف السلوقيين عند بداية ظهور رومه على أعتاب الشرق وعندما بدأ أنطيوخوس ديونيسوس هجومه على الأنباط اصطدم مع الحارث الثالث 86ق.م في معركة عنيفة حدثت عند قرية الواقعة على سواحل يافا وفيها انهزم السلوقيين هزيمة نكراء وسقط ملكهم سريعاً . استجاب الحارث بعد هذا الانتصار الكبير إلى دعوة سكان دمشق ليقيم نفسه حاكما عليها وعلى الأقاليم الملحقة بها بما فيها من سهول مثل سهل البقاع وذلك في سنه 85ق.وتخلص سكان دمشق بذلك من أسوأ مصير ينتظرهم فيما لو سقطت في يد الأمير الإيتوري الذي كان يطمع في عرش سوريه. ولم يتردد الحارث في التدخل في شؤون مملكه يهوذا مره ثانيه عندما دب الشقاق بين الأخوين ارسطوبولس الثاني وهركانوس الثاني أبنى اسكندر جينوس للظفر بعرش المملكة وانقسم الشعب شيعاً و أحزابا حزب مؤيد لهذا أو ذاك وحزب معارض له واستعان أرسطو بولس بجنود مرتزقة وجماعات من العرب لمحاربه أخيه فاضطر هذا إلى استنصار الأنباط ووسط لهذا الفرض احد أصدقاء الحارث يدعى انتيباتر الذي أسفر تدخله عن نجاح كبير في مهمته وعلى اثر ذلك لجأ هركانوس إلى البتراء وطلب من الحارث أن يساعده في إعادته على العرش ووعد في مقابل ذلك أن يرد إلى الحارث عدداً من المدن كان اسكندر جينوس قد اغتصبها من العرب ومن بينها ميديا ونبالو وليباس زاو ريبا وكان من الطبيعي أن يوافق الحارث لسببين أن يوسع أملاكه على حساب مملكه يهوذا وان يستغل الفرصة الانقسام الداخلي ليقضي نهائيا عليها ثم إنه هاجم جيش ارسطوبولس في سنه 66ق.م بجيش كثيف عدته 50 ألف مقاتل وانهزم ارسطوبولس وفر إلى بيت المقدس ولم يتركه الحارث يهرب فأرسل وراءه فرقه من الأنباط حاصرت عاصمة اليهود وكادت تفتتحها لولا تدخل الرومان وقتئذ هذا النزاع فقد حدث أن استولى القائد الروماني بومبى على دمشق وسوريه وأرسل حمله عسكريه بقياده القائد اسكاوروس لجمل الحارث على رفع الحصار عن بيت المقدس وقد استجاب الحارث لذلك رغبه في أقامه علاقة طيبه مع الرومان واغتنم الفرصة ارسطوبولس وهاجم الحارث في موضع يعرف باسم بابيرون وتمكن من إحراز النصر عليه ثم زحف ارسكاوروس بعد ذلك متجها إلى البتراء بقصد الاستيلاء عليها فأسكته الأنباط بهداياهم . وهكذا ضيق الأنباط على مملكه يهوذا المتداعية من الشرق والجنوب وأصبحك من الطبيعي بعد ما ناله الحارث من انتصارات على اليهود و السلوقيين أن يدس انفه في شؤون المكابيين في بيت المقدس ولم يلبث أن اشتبك معهم في معركة حدثت عند موضع يعرف باسم الحديثة على مقربه من اللد فيها تمزق جيش اليهود وانهزم هزيمة نكراء أرغمته على طلب الصلح بما يرتضيه الأنباط من شروط . وشهد الحارث الثالث استيلاء بومبى على دمشق في سنه 64ق.م فكانت فتره تبعيتها له فتره قصيرة وقد أحبه أهل دمشق ولقبوه بلقب محب الهللينيين ونستنتج من أسلوب البناء في البتراء أن الحارث كان مغرما بالفن الهللنستي الشائع في سوريا وقد تابعه خلفاؤه في هذا السبيل وعثر على عملات نبطيه نقش عليها اسم الحارث الثالث وهي عملات متأثرة بنظائرها التي ضربت بدمشق في أيام ديمتريوس الثالث عباده الثاني (62-47ق.م) تولى مملكه الأنباط بعد الحارث ابنه الملك عباده وفي عهده امتدا نفوذ الرومان على الشرق فاستولوا على أسيا الصغرى وسوريه ومصر وانتزع الرومان في الشام ماكان الحارث الثالث قد استولى عليه من قبل ويبدو أن سياسة الأنباط بعد الحارث الثالث كانت تهدف إلى المحافظة على استقلال مملكتهم وحمايتها من العواصف والأنواء التي أثارها الغزو الروماني لسوريه فارتبطوا منذ عهد عباده الثاني مع الرومان برابطه الحلف والولاء فاشتركوا في عهد مالك الاول (47-30ق.م)بفرقه من الفرسان في حمله يوليوس قيصر على الاسكندريه في سنه 47ق.م وفي عهد مالك الأول تمكن الرومان من إسقاط المكابيه اليهودية في بيت المقدس ووضعوا مكانها الاسره الهيروديه الموالية لهم . عبادة الثالث (30ق.م -9ق.م ) وفي عهده اشترك النبط في الحملة التي أرسلها أغسطس قيصر بقيادة اليوس جالوس لغزو بلاد اليمن , واشترك الأنباط في هذا الحملة في سنة 24 ق.م , وتولى صالح syllaeus وزير عبادة مهمة إرشاد الجيش الروماني إلى الطرق التي يسلكها في بلاد العرب , ولكن الحملة انتهت بكوارث تعرض لها الجيش الروماني , وأخفق الرومان في الاستيلاء على اليمن ويعزو استرابون هذا الفشل إلى خيانة سايلوس (صالح) دليل الحملة , الذي سار بالجيش في أكثر مناطق العرب وعورة وأشدها جفافا حتى أن عددا كبيرا من الرومان ماتوا عطشا . الحارث الرابع (9ق.م40م) وقد بلغت دوله الأنباط ذروه عظمتها في عهده وكان عهده عهد رخاء وسلام وقد تزوج هيرودس انتيباس ابن هيرودس الكبير ابنه الحارث الرابع ولكنه أراد أن يطلقها ليتزوج هيروديا زوجه أخيه فيلبس ولهذا قامت الحرب بين الحارث وانتيباس فانهزم هذا الأخير غير أن الرومان أرادوا الانتصار لاتيباس فشرعوا في الزحف إلى البتراء ولكن ذلك لم يسبب وفاه الإمبراطور طببايوس في سنه 37ق.م وقد قتل انتيساس يوحنا المعمدان في سجنه وقدم رأسه على طبق إلى ابنه هيروديا استجابة لرغبتها وقد ورد اسم الحارث في رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنشوس اذايقول "في دمشق والى الحارث الملك كان يحرس مدينه الدمشقيين يريد أن يمسكني فتدليت من طاقه في زنبيل من السور ونجوت من يديه"ونستدل من ذلك على أن الحارث الرابع استولى على دمشق فيما يقرب من سنه 37ق.م إبان الحرب التي قامت بينه وبين هيرودس انتيباس . "مالك الثاني "(40-71او 75م) خلف أباه الحارث الرابع ويبدو إن الأنباط قد فقدوا على أيام هذا الرجل مدينه دمشق وان كانت مجاوراتها من الناحية الشرقية والجنوبية الشرقية ظلت تحت السيادة النبطية هذا وقد وصلتنا من عهد مالك الثاني عملات فضيه وبرنزيه نقشت عليها صورته وصورة زوجته التي وصفت بأنها "شقيقة الملك "مما يشير إلى أن بعض الملكات كن زوجات شقيقات للملوك الحاكمين متبعين في ذلك عاده البطالمة والذين نقلوها بدورهم عن الفراعنة وتشير كتابه أثريه على تمثال للملك عباده بان إحدى زوجات الحارث كانت أخته كذلك ولعل ذلك كله بجانب ظهور التماثيل النصفية المزدوجة للزوجين منذ عهد عباده الثالث وحتى نهاية عهد الملكية يشير إلى أن المرأة النبطي هانما قد وصلت إلى المنزلة رفيعة إثناء عهد الملكية . وهناك ما يشير إلى أن النبط قد اشترك بفرقه من جيشه بلغ عددها خمسه آلاف من المشاة فضلاً عن ألف من الفرسان في هجوم الذي شنه (تيتوس)في عام 70م أورشليم والذي انتهى أخر الأمر بتدمير المدينة المقدسة وبانتهاء اليهود ككيان سياسي له وزن في فلسطين وجاء بعد مالك الثاني ولده "رب إيل"الثاني (سوتر)وقد حكم في الفترة (70-106م)أو (70-101م)ويبدو إن حكمه كان تحت وصاية أمه (شقيله )وان أخاه (أنيس)(انيشو)كان يساعده أمه في شؤون الحكم وحينما بلغ الصبي رشده تزوج من أخته (جميله)التي نقشت صورتها بجانب صورته على إحدى العملات واستغل بالحكم ويبدو انه هو الذي وصف بأنه الذي جلب الحياة والخلاص لشعبه . ويبدو إن الظروف السياسية بدأت تتغير عند وفاه "رب إبل الثاني "وذلك إن الامبراطوريه الرومانية التي كانت قد ابتلعت الدويلات الصغيرة في سوريا وفلسطين بدأت تعد العده لجولة فاصله مع (الفريتيين)ومن ثم فقد بدا القادة الرومان يرون ضرورة إخضاع كل الدول التي كانت تفصل يبنهم وبين أعدائهم وهكذا أمر (تراجان)(98-117م)نائبه في سوريه "كورنيليوس بالما"في عام 106م بان يزحف على البتراء وان يضم دوله إلى إمبراطوريه الرومانية وهكذا أصبحت تعرف فيما بعد باسم (المقاطعة العربية )وغدت "بصرى"عاصمة لها . بينما أخذت البتراء تتضاءل شيئا فشيئاً حتى أصبحت في القرن الثالث الميلادي مجرد مكان ضئيل الشأن وإن احتفظت بمكانها كمركز ديني مسيحي هام على إن نشاط الأنباط الاقتصادي رغم ضياع نفوذهم السياسي لم يتوقف وظلوا يمارسون التجارة وقياده القوافل بين مصر وبلاد العرب ومؤانئ البحر الأحمر وبخاصة تلك التي تواجه السواحل المصرية كما تدلنا على ذلك كتابات نبطيه من سيناء ومن داخل مصر ومنها تلك الكتابة التي ترجع إلى عام 266م وأخيرا فإن بعضاً من المستشرقين إنما يظن أن"عرب الحويطات"القاطنين في منطقه "حسمى"في شمال الحجاز إنما هم من بقايا النبط . حضارة الأنباط وآثارهم : حضارة الأنباط حضارة مركبه على حد قول الدكتور فيليب حتى فهي عربيه في لغتها ارميه في كتابتها سامية في ديانتها ويونانيه رومانيه في فنها وهندستها المعمارية ولكنها مع ذلك عربيه في جوهرها فالأنباط عند مؤرخي اليونان والرومان عرب ويؤكد هذه الحقيق هان اغلب الأسماء التي كانت شائعة عندهم تشبه الأسماء التي كان يستعملها عرب الجنوب وعرب الشمال في شبه الجزيرة العربية من هذه الأسماء حارثه ومالك و جذيمه وكليب ووائل ومغيره لاوقصي وعدي وعائذ وعمرو ويعمر ومعن ووهب الله وعلى وحبيب وسعيد وجميله وهاجر وشقيله وهاني وجدله وعبد الملك وسعد الله وحميد وحوشب. وممالا شك فيه أن لغة الأنباط لهجة عربيه شماليه فكثير من الكلمات الواردة في النقوش النبطية المكتشفة عربيه خالصة مثل قبر بل إننا نلاحظ في بعض النقوش أن عبارات بأكملها تكاد تكون عربيه . ومن حيث الديانة شارك الأنباط العرب في عبادة بعض الأصنام المعروفة في الحجاز في العصر الجاهلي مثل "ذي الشري"المعروف عندهم "بذو شري"وهو الإله الرئيسي عندهم وهو اله الشمس ، ومن إلهتهم اللات "آلت"إلهة القمر وهي أم الالهه وقد تحولت إلى أثينا ومنها أيضا مناه "منوتن"وهبل ""هبلو""وشيع القم" أي حامي القوم وهواله القوافل ومنها العزي ومعظمها إلهه ورد ذكرها في القران الكريم وبعض هذه الالهه انتقلت عبادتها إلى مكة على يدي عمرو بن لحي الخزاعي . وحضارة الأنباط تقوم اساساً على التجارة إذا أن البتراء كانت المركز التجاري والاقتصادي الرئيسي للطرق التجارية مابين غزه وبصري ومابين دمشق وأيله وقد امتد النشاط التجاري للأنباط إلى مناطق نائية فقد عثر على اثأر تجارتهم في سلوقيه والاسكندريه ورودس وديلوس ومؤانئ سوريه بل أن بعض الآثار الكتابية عثر عليها مبعثره عند مصب الفرات وكانت أهم السلع التي يقومون بالتجارة فيها العطور والطيوب اليمنية والمنسوجات الحريرية من دمشق والصين والحناء العسقلاني واللآلئ من الخليج العربي هذا بالإضافة إلى بعض المنتجات المحلية كزيت السمسم والذهب و الفضة ومن الناحية الصناعات كانت صناعه الأواني الفخارية أهم ما كانوا يشتغلون به من الصناعات وكان فخارهم من الرقة ودقه الصناعة بحيث كان لا يقل في الجودة عن الخزف الصيني وكانت الجفان الفخارية تزدان بنقوش دقيقه تدهن باللون الأسود وتعبر القطع الخزفية التي أسفر عنها الكشف الأثري سواء كانت هذه القطع خاصة بالكؤوس أو الصحون عن تفوق هذه الصناعة فهي من الرقة بحيث تشبه قشر البيض. وقد تبقت من عمائر الأنباط آثار كثيرة أهمها البناء المنقور في الصخور المعروف باسم الخزانة وقد اشرنا إيه من قبل ومنها اثأر المسرح الذي يفضي إلى سهل فسيح تتناثر فيه الكهوف الطبيعي هاو المحفورة في الصخر ولبعض هذه الكهوف واجهات منقوشة ومن أهم اثأر الأنباط أيضا بناء يعرف بالدير وهو بناء ضخم يبلغ عرضه 50متراًويصل ارتفاعه حتى قمة الجرة إلى 45متراًويزدان بواجهة من الطراز الهللنستي وبداخل الدير قاعه فسيحة زود جدارها الخلفي بجوفه أقيم فيها نصب حجري يمثل الإله ذا شري ويرجع تاريخ بناء الدير إلى القرن الثالث الميلاديكذلك تبقت آثار بناء يعرف بقصر البنت واقصر بنت فرعون وهو بناء مشيد غير منقور في الصخر لعله أقيم في العصر الروماني ومن اثأر البتراء اثأر ضريح يقال له ضريح الجرة يزدان بواجهة من أروع ما تبقى من الآثار ذات الطابع الهللنستي وأثار ضريح القصر وأثار ضريح سكستوس المشيد في سنه 140م. ومعظم آثار البتراء تدل على تأثر فن البناء النبطي بالفن الهللنستي أما النقوش الكتابية النبطية فقد عثر عليها في مناطق مختلفة ومعظم النقوش النبطية عثر عليها في مدينه الحجر وفي البتراء وفي منطقه حوران وفي سيناء الأمر الذي يدل على امتداد نفوذ الأنباط جنوبا في الجزيرة العربية حتى الحجر وغربا حتى سيناء وشمالا حتى حوران . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مراجعة, المحتوى, الجزيرة, القديم, االعربية, تاريخ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مناقشة تاريخ الجزيره العربية القديم | الحب الوفي | التاريخ | 43 | 2014- 12- 22 07:10 PM |
مراجعة تاريخ اوربا في العصور الوسطى | البرتقاله | التاريخ | 4 | 2011- 6- 4 10:29 PM |
تفاصيل صرف مكافات الطلاب ......... ادخلو | Aro0ojh | ملتقى المواضيع العامة | 12 | 2011- 3- 19 09:44 AM |
لعيونكم ملخص بسيط للتحرير العربي | ابوصالح | المستوى الأول - كلية الأداب | 6 | 2011- 1- 4 09:29 PM |