لاشك ان اكثر شي يبعد الانسان عن الدين هو تعلقه بالدنيا , فالبرغم من ان الموت حقيقة كبرى فإن اكثر الناس يعيشون في هذه الدنيا وكانهم مخلدون فيها , وكانما لايوجد اي حساب في الاخرة . وهولاء يغفلون عن كون هذه الدنيا فانية , ويقضون الايام التي وهبت لهم في اعمارهم في الاضرار بانفسهم , بل ويقضون حياتهم في الجدال بان نهايتهم لاتزال بعيدة .
ان هذا خطأ جسيم , فالحياة الدنيا أوجدها الله تعالى من اجل اختبار الانسان وابتلائه , وهي حياة فانية , والدنيا دار بلاء يشوبها النقص . وكل مافيها من جمال وحسن لا يطول به الزمن حتى يفسد و يبلى . وهذا الكتاب ينبه الى حقيقة الحياة الدنيا ويعرف بها , ويذكر بدار القرار , أي الدار الاخرة .