|
منتدى كلية الآداب بالدمام منتدى كلية الآداب بالدمام ; مساحة للتعاون و تبادل الخبرات بين طالبات كلية الآداب بالدمام و نقل آخر الأخبار و المستجدات . |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
مرحباا صبايا ..
هذي اول ثلاث محاضرات للدكتوره منال بسيوني ..النظريه البااقي راح انزلهم اذاا ارسلتهم لي ... بالتوفيق يااارب المقدمـة قحطت البادية في أيام هشام بن عبد الملك ، فقدمت عليه العرب ، فهابوا أن يكلموه ، وكان فيهم درواس بن حبيب ، وهو ابن ست عشرة سنة ، له ذؤابة ، وعليه شامتان ، فوقعت عين هشام بن عبد الملك عليه ، فقال لحاجبه : ما شاء أحدٌ أن يدخل عليَّ إلاَّ دخل حتى الصبيان ، فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقاً ، فقال : يا أمير المؤمنين إن للكلام نشرًا وطيًا ، وإنه لا يعرف ما في طيه إلاَّ بنشره ، فإن أذن لي أمير المؤمنين أن أنشره نشرته ، فأعجبه كلامه ، وقال له : انشره لله دَرُّك ، فقال : يا أمير المؤمنين إنه أصابتنا سنونٌ ثلاث : سنة أذابتِ الشحم ، وسنة أكلتِ اللحم ، وسنة دقَّت العظم ، وفي أيديكم فضول مال ، فإن كان لله ففرقوها على عباده ، وإن كانت لهم ، فعلام تحبسونها عنهم ؟ ، وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم ، فإنَّ الله يجزي المتصدقين ، فقال هشام : ما ترك الغلام لنا في واحدة من الثلاث عذرًا ، فأمر البوادي بمئة ألف دينار ، وله بمائة ألف درهم ، ثم قال : ألا حاجة ؟ قال : ما لي في خاصة نفسي دون عامة المسلمين ، فخرج من عنده وهو من أجل القوم ! هكذا كان للكلمات – التي هي اللبنة الأولى لفن الأدب – فعل السحر الذي يدفع المتلقي إلى نوع من الاستجابة العملية إزاءها ، ولقد تعددت استجابات المتلقين إزاء العمل الأدبي ، فمنهم من تقف استجابته عند حد الانفعال بالعمل ومشاركته للأديب في انفعالاته ، ومشاعره وأحاسيسه ، ومن المتلقين من ينزع إلى نوعٍ من الاستجابة الظاهرة ، ويسلك سلوكاً عملياً نحو أداء عملٍ ما كأن يعمل ، أو يبني ، أو يزرع ، أو يشن الحرب ، أو يرتكب جرماً ، أو يخفض أجنحة السلام بين الأفراد أو الشعوب . إلى غير ذلك من مظاهر تُرى وتشاهد . والتذوق الأدبي يرتبط ارتباطاً عضويًا باللغة ؛ لأنها مادة الأدب ، ولهذه اللغة وظيفة شعرية فنية ، تنعكس في لونٍ من التعبير الجميل تتوافر فيه ألوان من الصنعة وجماليات النظم، والتصوير الفني ، وهذه هي : لغـة الأدب التـي يستخدمهـا الأدبـاء والمبدعـون ؛ لنقـل انفعـالاتهم ، وتصـوير أحـاسيسهم ومشاعرهم ، والتعبير عن رؤاهم وأفكارهم بحيث يثيرون في المتلقي أحاسيس تدفعه للتأثر، ومشاركتهم إبداعهم . والتذوق الأدبي في أرقى معانيه يعني : « قدرة الفرد على إدراك نواحي الجمال والقبح في العمل الأدبي مما يجعله يقبل على قراءة عملٍ ما أو النفور منه وفقاً لحظ هذا النص من مقومات الجمال . » وانطلاقاً من أهمية هذا الموضوع الشائق والمهم لكل التخصصات والمستويات جاء تدريس هذا المقرر؛ لإكساب الدارس ملكة التذوق الأدبي الرفيع ، وليأخذ بيده ليكون قادرًا على تذوق النصوص وتحليلها . * * * أولاً - ( الأدب : مفهومه ووظائفه ) الأدب من الفنون الجميلة التي تهدف إلى إحداث الفائدة والمتعة على حدٍ سواء في نفس الملتقي والتأثير فيه .... فما معنى الأدب وما هي وظائفه وما هي فنونه ؟ أولاً : مفهوم الأدب : تطورت كلمة الأدب شأنها في ذلك شأن الكائن الحي بتطور الأمة , حيث انتقل معنى هذه الكلمة من المعنى المادي ، وهو الدعوة إلى الطعام إلى معنى معنوي وهو التهذيب والتحلي بمكارم الأخلاق , حتى استقرت الكلمة على مدلولها الحالي , وهو الكلام البليغ المؤثر في نفس السامع أو القارئ , يقول ابن منظور : »الأدب مصدر قولك أدب القوم يأدِبُهم -بالكسر- أدبًا إذا دعاهم إلى طعامه , والآدبُ الداعي إلى الطعام ، قال طرفة بن العبد : نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر والمأدُبة التي يصنع لها هذا الصنيع ، والمأدبة : هو الطعام الذي يصنعه الرجل , ويدعو إليه الناس » هذا هو المعنى الحسي للكلمة ، ثم تطورت الكلمة إلى معنى معنوي , تمثل في الدعوة إلى التحلي بمكارم الأخلاق , والاتصاف بالخلال الحميدة . وبذلك صار معنى الأدب الذي يتأدبُ به الأديبُ من الناس , سمي أدبًا لأنه يأدب الناس إلى المحامد , وينهاهم عن القبائح , ونجد أن مدلول الكلمة في عصر بني أميّة زاد إلى هذا المعنى التهذيبي معنى آخر ، وهو المعنى التعليمي , حيث أُطلق على طائفة من المعلمين اسم المؤدبين , وهم الذين يعلمون أبناء الخلفاء والأمراء أصول الثقافة العربية الرفيعة من شعر ، وحكم ، وخطب ، ونوادر , علاوة على تعليمهم الأنساب العربية , وأيام العرب في الجاهلية والإسلام , ثم ضيق العلماء مدلول كلمة الأدب حتى قصروها على علوم اللغة العربية , حيث عنوا به ثمانية علوم ، وهي : النحو واللغة والتصريف والعروض والقوافي وصنعة الشعر وأخبار العرب وأنسابهم . ولقد تطور هذا المفهوم حتى أصبح علمًا على هذا الفن , الذي هو : أو : ( التعبير الجميل عن تجربة صادقة مؤثرة في الآخرين ) والمراد بالتجربة هنا ما يجده الأديب في نفسه من عاطفة صادقة ؛ ينبض بها قلبه , أو فكرة ملحة يعتمل بها عقله , أو قضية من القضايا ينشغل بها وجدانه . * * * ثانيًا : وظائف الأدب : للأدب مجموعة من الوظائف التي يؤديها سواء للفرد والمجتمع ، وهي كالآتي : 1- الوظيفة النفسية : إنَّ الأديب حين يبدع عمله الأدبي فإنه يسعى إلى التنفيس عن عواطفه بفن القول ، أما المتلقي أو المتذوق للعمل الأدبي فإنه يقرأ الأعمال الأدبية لإشباع حاجاته النفسية , فتحقق له السكينة والإحساس بالراحة . لمشاركة المبدع أو المرسل في مشـاعره وإحسـاساته , فيفرح لفرحه , ويحزن لحزنه , يشاركه آماله وتطلعاته 2- الوظيفة الجمالية : إن طرب المتلقي واستمتاعه بأي عمل أدبي إنما هو استجابة لمؤثرات فنية تثير ملكاته الفكرية والشعورية , وتبعث خبرته الجمالية , فإذا هو ينفعل بالكلمة الجميلة , والعبارة العذبة , والشعور الصادق , والتوازن الصوتي الرشيق المعبر عن المعنى , فإبداع الأديب هو الذي يبعث الخبرة الجمالية والمتعة لدى المتلقي أو المتذوق من خلال حسن وصف المبدع للأشياء , إذن الأدب باعث لمكامن الجمال النفس . 3- الوظيفة الاجتماعية : يفترض أن يكون الأدب صورة صادقة لمجتمعه , وبذلك كان المتلقون حين يقرؤون أدباً لا يقرؤونه وحده ، إنما يقرؤون أنفسهم ومن حولهم ، وكأنهم يعيشون أحاسيسهم وأحاسيس مجتمعهم ؛ كما أن للأدب دورًا رئيسًا في بناء الإنسان وبناء المجتمع على حد سواء , فكم من كبوة تعرضت لها الأمة العربية والإسلامية وكان الأدب فيها باعثاً لها , وناهضًا للعزائم , ومشجعًا على تخطي العقبات والزلات ..وكم من المشاكل والقضايا الاجتماعية شارك الأدب في لفت النظر إليها ومناقشتها ..إذن الأدب ذاتي غيري في الوقت نفسه ؛ فهو ذاتي في صدوره عن صاحبه وفي تعبيره عن أحاسيسه ومشاعره , وهو غيري في تصويره لمشاعر الجماعة التي ينتمي إليها بما تحمله من قيم خلقية و اجتماعية وثقافية . 4- الوظيفة التاريخية : للأدب علاقة وثيقة بالتاريخ ، والأدب تاريخ , ولكنه تاريخ من نوع خاص , إنه تاريخ لحياة أمـة من الأمم , وقد تأخذ الصلـة بين الأدب والتـاريخ عـدة صـور وضحَّها ( أحمد هيكـل ) في الآتي : 1-كتابة التاريخ في قالب أدبي , بأن يعرض التاريخ بلغة أدبية جذابة شائقة مؤثرة وممتعة , فيعرض هذا التاريخ في شكل رواية تاريخية . 2- استخدام بعض مادة هذا التاريخ القديم في كتابة عمل أدبي جديد ؛ إما لاستنهاض الهمم , أو لنقد واقع مُزرٍ , ولعل أبرز مثال على ذلك : مسرحية السلطان الحائر, فقد التقط المؤلف موقفًا تاريخيًا للفقيه عز الدين بن عبد السلام , الذي عاش أيام المماليك , وأفتى بأن المملوك لا تصح ولايته على الأحرار , وأن الحق يجب أن يعلو , حيث لا شيء ولا أحد فوق هذا الحق أو القانون . 3- الجمع بين الصورتين السابقتين , بحيث أن المبدع يعرض التاريخ في شكل أدبي أولاً , ثم يعقبه بالإدلاء برأيه , ولعل أوضح مثال على ذلك : مسرحية كليوباترة لأمير الشعراء أحمد شوقي حيثُ عرض لسيرة هذه الملكة شعرًا ، وحاول أن يجد مبررًا لأفعالها التي بدت غير لائقة بها وبمكانتها الرفيعة ، وأنها إنما كانت حيلاً سياسية ، وتضحيات من أجل عرض مصر وكرامة الوطن . 4- استحضار بعض الشخصيات ، أو الأماكن ، أو الأحداث ، وتوظيفها توظيفًا أدبيًا بحيث يكون رمزًا ، أو تلميحًا ، أو تذكيرًا ، وأوضح مثال لذلك :(مأساة التاريخ) للشاعر عبدالرحمن العشماوي فقد تحدث فيها عن مقتل عمر بن الخطاب بطريقة شاعرية جميلة . وللأديب أن يتعامل مع المادة التاريخية تقديمًا أو تأخيرًا ، أو حذفًا لبعض جزئيـاتها إذا كانت لا تضيف لعملـه الأدبـي شيئـاً بشـرط: - أن تكـون له رؤى وأطروحـات يريد طرحها . - وأن يأتي بالموثوق منها ، ويبتعد عن الروايـات الضعيفـة التي تشـوه الحقائق ... كل هذا يتم بلغة أدبية راقية ، وبالتالي : يتحقق للأدب متعته وفنيته ، وللتاريخ قدسيته وحرمته . 5- الوظيفة التعليمية : 1- تخفيف أذهان الطلاب من أثقال الدراسة العقلية ، و صرامة التعاريف والقوانين ، والضوابط ، والحدود ، والرسوم ، والتقاسيم ، ونحو ذلك من مقومات الدراسة العلمية الجافة . 2- الإسهام في تنمية المهارات اللغوية لدى الدارسين ، من خلال الإلقاء الجيد المعبر الذي يتطلب مجموعة من المهارات كإخراج الصوت من مخرجه السليم ، و إعطائه حقه من التفخيم والترقيق ، وتنويع الصوت وتنغيمه تبعاً للحالة النفسية والموقف الذي يتطلبه ، فضلاً عن القراءة في وحدات فكرية مكتملة المعنى . ويمكِّن الطالب من مواجهة الجمهور ، فيكسبه الجرأة والشجاعة فضلاً عن أن هذه القراءة الجهورية تمكن المعلم من ملاحظة العيوب النطقية والصعوبات ، فيقوم بعلاجها .. 3- إكساب الطلاب ثروة لغوية تمكنهم من التعبير , كما يكسبهم مجموعه من الأساليب والتعبيرات التي يوظفونها في أحاديثهم أو في كتاباتهم . 4- تنمية التذوق الأدبي ، فهو يعين الطلاب على فهم النصوص الأدبية وتحليلها , كما يدربهم على النقد العلمي الموضوعي عن طريق التمييز بين الأساليب المختلفة . وهذه الملكة لا تحصل بمعرفة طائفة من القواعد والقوانين ، ولكنها تحصل بقراءة الجيد من المنظوم والمنثور، والتفطن إلى خواص الحسن والقبح في العمل الأدبي . 5- غرس القيم في نفوس الناشئة , من خلال تقديم النماذج والمثل العليا التي تدعو إلى التحلي بالفضائل والبعد عن الرذائل لما يتضمنه الأدب من حكم وأمثال وعبر . والأدب يحدث تأثيرًا في نفس القارئ أو السامع , ويتمثل في ثلاثة جوانب رئيسة هي : الجانب المعرفي أو العقلي . الجانب الوجداني أو النفسي . الجانب الأدائي أو السلوكي . أما عن الجانب المعرفي أو العقلي فإن الأدب يعد مادة ثرية لإكساب الطلاب خبرات وتجارب مختلفة , تجارب وخبرات أصحابها الذاتية أو الموضوعية , فتزيد رصيده المعرفي والثقافي و القيمي عن طريق إطلاعه على روائع الأعمال الأدبية . التعديل الأخير تم بواسطة شاكيرا ; 2012- 3- 9 الساعة 01:15 PM سبب آخر: . |
2012- 3- 9 | #2 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
أما عن الجانب الوجداني فلا غرو أن الأدب يؤثر في شعور وإحساسات القراء , فتجعل القارئ يرضى أو يسخط , يحب أو يكره , وكلما اتسم قول الأديب بالصدق الفني كلما استجاب له بالدرجة نفسها , ولعل من أصدق الشواهد على صدق عاطفة الحب ما قاله حسان بن ثابت رضي الله عنه مادحًا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ يقول :
وأحسن منك لم ترقط عيني وأجمـل منك لم تلـد النـسـاء خـلقت مــــبرأ من كـــل عيب كأنـك قد خلقت كما تشـاء حتى قالت العرب عن هذين البيتين أنه أصدق ما قالته العرب . أما عن الجانب السلوكي : • فأوضح مثال على ذلك حادثة أبي محجن الثقفي مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , حيث حبسه ؛ لأنه كان يتغني بشرب الخمر ؛ إذ يقول : إذا ما مت فادفني إلى أصل كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقـهـا ولا تــدفـنِّي بالــفـلاة فـــــإنــــني أخــــاف إذا مــا مـت ألا أذوقــــهــــا وكان سعد بن أبي وقاص قد حبسه أثناء حربه مع الفرس في يوم أغواث , فلما اشتد القتال صعد إلى سعد يستعفيه , ويسأله تسريحه للغزو مع المسلمين فزجره ورده , فنزل حتى أتى سلمى ( زوج سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ) فقال : يا سلمى هل لك إلى خير ؟ قالت : وما ذاك قال : تخلين عني وتعيرينني البلقاء , فلله على أن سلمني الله أن أرجع إليكِ حتى أضع رجلي في قيدي , فقالت : وما أنا وذاك ! فرجع يرسف في قيوده ، ويقول : كفى حزنًا أن تطعن الخيل بالقنا وأترك مشدودًا علـى وثـاقيا إذا قمت عناني الحديد وأغـلقت مصاريع دوني قد تصم المناديا وقد كـنت ذا مال كـثيرٍ وإخوة فقد تركوني واحدًا لا أخا ليـا ولله عـــــهدٌ لا أخــــيس بـعـهـــده لئن فرجت ألا أزور الحـــــوانــيــــا فقالت سلمى : إني استخرت الله ورضيت بعهدك ( بعد ما سمعت ما قاله من شعر ) وأطلقته , وقالت : أما الفرس فلا أعيرها , ورجعت إلى بيتها ,فاقتادها وأخرجها من باب القصر وركبها , ثم دب عليها حتى إذا كان بحيال الميمنة كبر , ثم حمل على الميسرة يلعب برمحه وسلاحه بين الصفين , وكان يقصف الأعداء بسيفه قصفًا منكرًا , وتعجب الناس منه وهم لا يعرفونه , وجعل سعد يقول وهو مشرف على الناس من فوق القصر : والله لولا محبس أبي محجن لقلت هذا أبو محجن ، وهذه البلقاء . • ومن ذلك أيضًا ما حدث مع الحطيئة , حيث كان هجاءً يهجو المسلمين , وينال من أعراضهم فنهاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فلم ينته , فأمر عمر بن الخطاب بحبسه , وأراد الحطيئة أن يكسب عطف أمير المؤمنين ، فأنشد قائلاً : مـــــاذا تقـول لأفـراخ بـــذي مـرخ زغـبِ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ ألقـيتَ كـاسبَهم في قعرٍ مظلـمةٍ فاغفرْ عـليك سلامُ اللهِ يا عـمـرُ وإذا بعمر بن الخطاب يسمع قوله : ( ما ذا تقول لأفراخ بذي مرخ ) فيبكي ويعفو عنه , حقًا إن من البيان لسحرًا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . * * * ثانياً - فنـون الأدب : الأدب هو الكلام البليغ المؤثر في نفس السامع أو القارئ، وعليه فالأدب شجرة وارفة الظلال يخرج منها فرعان كبيران هما: الشعر والنثر. أولاً: فن الشعـر: الشعر من أشهر الفنون الأدبية وأكثرها ذيوعًا وانتشارًا، ولعل السبب يعود إلى أن الشعر قد واكب البشرية منذ طفولتها في أغاني المهد وترقيص الأطفال . مفهوم الشعـر : الشعر لغة من شَعَرَ يشعر شعورًا . أما المعنى الاصطلاحي لمفهوم الشعر فهو: الكلام الموزون المقفى الذي يعبر عن عاطفة . والفرق بين الشعر والنثر يتجلى في أربعة جوانب هي: • الوزن والقافية والاتصال بالشعور . • الشعر عادة أمعن في الخلق والإبداع بما ينشئه الشاعر من الصورة الخيالية. • الذاتية في الشعر فهو ذاتي يعبر عن عواطف صاحبه ، فالغرض الأساسي من الشعر هو التعبير عن ذات الشاعر ، أما النثر فليس شرطا أن يعبر عن ذاته . • إن الشعر يخاطب العواطف مباشرة ، وذلك لما عند الشاعر من قوة إلهام لا تكتسب بتعلم . فنون الشعر: إن للشعر فنونًا أربعة هي: الشعر الغنائي، والشعر الملحمي أو الدرامي، والشعر المسرحي أو التمثيلي، والشعر التعليمي. (1) الشعر الغنائي : و هو ذلك الشعر الذي يعبر عن تجربة الشاعر الذاتية ، فهو فن نشأ مع الإنسان الأول عندما انفعل، وأراد أن يعبر عن انفعاله هذا في شكل فني قولي : من فخر، وهجاء ، وغزل ، ورثاء ، ومديح ، ولعل من صور المدح الرائع الذي يمس شغاف القلوب ما قاله محمود سامي البارودي مادحًا سيد الأمة في قصيدته كشف الغمة: محمدّ خاتم الرسل الذي خضعت له البرية من عُرب ومن عجمِ سميرُ وحي ومجنى حكمة وندى سماحة وقري عافٍ وري ظمِ قد أبلغ الوحيُ عنه قبل بعثته مسامع الرسل قولاً غير منكتمِ فداك دعوةُ إبراهيم خالقهُ وسر ما قاله عيسى من القدمِ وقد ارتبط فن الشعر منذ نشأته بفن الغناء ...ومن هنا جاءت تسميته بالغنائي . ولهذا الشعر مجموعة من الخصائص أو الملامح – قديمًا وحديثًا كما يلي: • قصر القصيدة : فالقصيدة الغنائية لا تعتمد على عنصر التتابع الزمني. • وحدة الانطباع : تدور القصيدة الغنائية عادة حول فكرة واحدة أو صورة واحدة، ويركز الشاعر عليها في تفاصيلها، أو ما يتصل بها بحيث يكون الانطباع النهائي موحدًا. • الاعتماد على التصوير : رغم غلبة الموسيقى على القصيدة الغنائية فإن وسيلتها التعبيرية الأولى هي الصورة التي يعتمد فيها على التشبيه والمجاز الاستعارة وغيرها . • الذاتية : فالشاعر لا يتحدث عن الآخرين بل عن تجربة ذاتية، فموضوعه هو مشاعره . 2- الشعر الملحمي : أو الشعر القصصي ، وينقسم إلى فنيين كبيرين هما : الملحمة ، والقصة الشعرية القصيرة . ( أ) فالملحمة : قصة بطولية تُحكى شعرًا ، وهو الذي قصيدة تحكي مغامرات أبطال تاريخيين ، والشعر فيها موضوعي وليس ذاتيا ، وإن كان الشاعر لا يمكن أن يتخلَّص من الذاتية على الدوام ؛ لأنه يحتفي عادة بأبطال شعبه ، أو قبيلته ، أو دينه .. ( ب ) القصة الشعرية : وهي أقصر من الملحمة ، ولا يشترط فيها حكاية معارك وبطولات . ولقد أنكر كثيرٌ من النقاد وجود هذا الشعر في أدبنا العربي القديم . ولكن الحق أنه إذا كان العرب لم يعرفوا الملحمة بنفس مقوماتها اليونانية ، فهذا لا يقلل من شأن الأدب العربي ، إن الأدب العربي يعرف الملاحم والقصص الشعرية القصيرة ، ولكن ليس بخصائص الأدب اليوناني ، إذ من الخطأ أن نضع مقاييس لأدب ما ونسعى إلى تطبيق هذه المقاييس على أدب آخر؛ لأن لكل أدب ذاتيته وسمته التي تفرقه عن غيره من الآداب الأخرى ، ونحن إذا أقررنا بهذه الحقيقة، فمن الممكن القول إن العرب قد عرفوا أدب الملاحم ، ولعل أبلغ مثال على ذلك حرب البسوس، ولقد دارت رحى هذه الحرب أربعين سنة، ومن أقوال جساس في هذه الحرب : تعدت تغلب ظلمًا علينا بلا جرم يعد ولا جناح فلما أن رأينا واستبنا عقاب البغي رافعة الجناح صرفت إليه نحسًا يوم سوء له كأسٌ من الموت المتاح ومن أشهر الملاحم الشعرية في العصر الحديث : ملحمة الإسلام لأحمد محرم . أما القصة الشعرية فقد وجدت في أدبنا العربي القديم ، ولعل أفضل نموذج لهذه القصة القديمة قصيدة ضيفٌ ولا قرِى ، تلك القصة التي استلهم فيها الحطيئة قصة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، حيث جاءه ضيفٌ وليس لديه طعام يقدمه لهذا الضيف ، فتقدم ابنه ليذبحه ، ليقدمه قرى لهذا الضيف، يقول الحطيئة: وطاوي ثلاثاً عاصب البطن مرمل ببيداء لم يعرف بها ساكنٌ رسما أخى جفوة فيه من الأنس وحشةٌ يرى البؤس فيها من شراسته نعمى وأفرد في شعب عجوزًا إزاءها ثلاثة أشباح تخالهم بَهما وفي المشهد الثاني رأى شبحًا مقبلاً يلفه الظلام ، ويراه الأب فينكره ، فإذا به طارق ليل، فيثقل عليه الخطب، ويركبه الهم ؛ لأنه لا يملك ما يضيف به الطارق حتى إن ابنه يرثى لحاله . رأى شبحًا وسط الظلام فراعه فلما بدا ضيفًا تصور واهتما فقال ابنه لما رآه بحيرة أيا أبت اذبحني ويسر له طعما ولا تعتذر بالعدم عل الذي طرا يظن لنا مالاً فيوسعنا ذما وفي المشهد الثالث يستجيب الله الدعاء ، فيرى قطيعًا من حمر الوحش ، يقدمه الفحل إلى الماء، فتريث الرجل حتى يشرب الفحل، فلما روى رمى إليه بسهم صائب. فبيننا هم عنت علي البعد عانة قد انتظمت من خلف مسحلها نظما ظماء تريد الماء فانساب نحوها على أنه منها إلى دمها أظما فأمهلها حتى تروت عطاشها فأرسل فيها من كنانته سهما ومن نماذج القصة الشعرية في أدبنا العربي قصيدة الأرملة المرضعة لمعروف الرصافي، فالقصيدة لوحة رائعة لأرملة فقيرة، تمزقت عليها الثياب، ولم يعد لها ما يحميها من البرد، بل من العري، ولم يعد في ثديها ما ترضع به وليدها. لقيتها ليتني ما كنت ألقاها تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها أثوابها رثةٌ والرجل حافيةٌ والدمع تذرفه في الخد عيناها بكت من الفقر فاحمرت مدامعها واصفر كالورس من جوع محياها 2- الشعر المسرحي: لا يعرف الباحثون على وجه التحديد متى ظهر هذا الشعر ، ويبدو أنه قد نشأ لحاجة إنسانية اجتماعية . وتُرد نشأته إلى مصر القديمة ، وعُرف عند اليونان بما يدعى (بالمأساة والملهاة) . ولم يُعرف هذا الفن في الأدب العربي قديماً ، ووجهة نظر النقاد أن العرب قد عاشوا في بيئة لا تساعد على تقوية الخيال ، فالبيئة الصحراوية يرى فيها الرائق أرضًا منبسطة لا تدع مجالاً للفكر والتأمل . أما في العصر الحديث فقد عرف الشعر المسرحي على يد أمير الشعراء أحمد شوقي ، وقد خلف سبع مسرحيات منها: مصرع كليوباترا، وقمبيز، وعلي بك الكبير، ومجنون ليلى. 4- الشعر التعليمي : وقد نشأ نشأة عربية خالصة في أواخر الدولة الأموية ، وهو علوم نُظمت شعرًا ، لذا فهو لا يصدر عن عاطفة ، ومن هنا اختلف العلماء في جواز تسميته شعرًا فهو نظمٌ وليس شعر ، ومنه : ألفية ابن مالك في النحو ، والشاطبية في علم القراءات . ومثلث قطرب ، وغيرها من المتون ، وفي العصر الحديث جاء أمير الشعراء أحمد شوقي فبلغ الغاية في هذا اللون الشعري ، حيث نظم شعرًا على لسان الحيوان، ومن ذلك قوله: يحكون أن أمة الأرانبِ قد أخذت من الثرى بجانبِ وابتهجت بالوطن الكريم وموئل العيال والحريم فاختاره الفيل له طريقًا ممزقًا أصحابنا تمزيقا والغرض من كل ألوان الشعر السابقة (الغنائي، والملحمي، والمسرحي) هي إمتاع النفس وإمتاع غيرها، لأنها تخاطب الخيال والعاطفة ؛ بخلاف الشعر التعليمي الذي يهدف إلى تحقيق غاية تعليمية . ثانياً: فن النثر : 1- النثرُ لغةً : من نثركَ الشيء بيدكَ ترمي بِه متفرقًا مثل نثرِ الجوز واللوزِ والسكر ، والنثرُ في الاصطلاح هو الكلام غير الموزون الذي يرتفع فيه أصحابه إلى لغة فيها فن ومهارة وبلاغة .. 2- فنون النثر: (1) الأمثال: المثل في اللغة معناه مناظرة شيء بشيء آخر، ، وفي الاصطلاح هو القول السائر بين الناس الذي يُشبه مضربُه بموردِه ، والأمثال نوعان: أمثال حكمية كقولهم : الجار قبل الدار ، والحرب خدعة، والأمثال المبنية على الحوادث، كقولهم: وافق شن طبقه ، والصيف ضيعت اللبن ، وسبق السيف العذل . على أهلها جنت براقش ، كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ؟ .. (2) الخطبة : الخطابة فن أدبي قديم، نشأ مع بداية الإنسان، فحينما توجد جماعة فلابد أن يوجد بينها اختلافات في الآراء، ولابد من وجود الجدال والمناقشة ، ومن ثم نشأت فناً يقوم على محاولة إقناع المستمعين من جهة، واستمالتهم لما يقال من جهة أخرى . فهو فن الوصول إلى قلوب الجماهير وإقناعهم عن طريق التأثير العاطفي بكلام بليغ وموجز . ولقد عرف أدبنا العربي هذا الفن واستخدمه في الدفاع عن القوم أو التحريض على القتال ونصرة الضعيف ، أي في مفاخراتهم ومنافراتهم ، في النصح والإرشاد ، وفي الحض على القتال ، أو الدعوة إلى الإسلام .. أنواع الخطبة : ولقد تنوعت الخطابة تنوعًا ملحوظًا بين خطابة سياسية، وخطابة المحافل، والخطابة الدينية ، ولا يخفى على أحد ما للخطابة من أثر مهم في تحفيز الهمم وشحذها . ( 3) الرسالة: فن نثري يقوم على مخاطبة غائب أو بعيد ، وهو تأليف نثري نتوجه به إلى شخص غائب ، لكي نعلمه أخبارنا، أو انطباعاتنا. ازدهرت في العصر الأُموي ازدهارًا واسعًا نتيجةً لاتساع الدولة الإسلامية وحاجة الخلفاء إلى مراسلة ولاتهم ونتيجةً لامتزاج الثقافة الإسلامية بالثقافات الأجنبية الأخرى وظهور ديوان الرسائل .وقد انقسمت الرسائل في تلك الفترة إلى رسائل عامة وخاصة 1- الرسائل الديوانية : وهي التي تمثل المكاتبات الرسمية التي تصدر عن الدولة، ومن نماذجها : رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل عظيم الروم بعث دحية الكلبي بها إلى هرقل قال فيها:« بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى.أما بعد: اسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين ، وإن تتول فإن إثم الأكارين (أي الفلاحين)عليك ". 2- الرسائل الإخوانية ، أو الرسائل التي يتبادلها الأصدقاء والخلان . وكان لكل منهما صفات ومميزات تميزت بها عن الأخرى, فتميزت الرسائل العامة ( الديوانية ) بالوضوح والإيجاز على عكس الرسائل الخاصة (الإخوانية ) التي امتازت بالإطناب وانتقاء الألفاظ وروعة التصوير وبراعة الخيال ، وأسلوبهما يتسم بالتلقائية والبعد عن التكلف . 4- المقامة : بفتح الميم، وهي في أصل اللغة اسم للمجلس والجماعة من الناس . وتعد من أهم فنون الأدب العربي التي عرفت في العصر العباسي على يد بديع الزمان الهمذاني هو أول من مهد هذا الطريق وعبده ، وخلفه الحريري . والغاية التي ارتبطت هي غاية التعليم ، وتلقين الناشئة صيغ التعبير، وهي صيغ حليت بألوان البديع ، وزينت بزخارف السجع ، فهذه أبرز سماتها . ولقد كانت المقامة حيلة فنية أدبية استخدمها الأدباء المحترفون لاستجداء الناس ، اعتمادًا على قدرتهم الأدبية والبلاغية التي كانوا يخلبون بها الناس، ولقد اتخذ بديع الزمان أبا الفتح الإسكندري بطلاً لهذه المقامات ، وراويةً هو عيسى بن هشام، ومن شواهد المقامات للهمذاني المقامة الساسانية، وهي تجري على هذا النمط " حدثنا عيسى بن هشام قال: أحلتني دمشق بعض أسفاري، فيننا أنا يومًا على باب داري إذ طلع على من بني ساسان كتيبةٌ قد لفوا رؤوسهم، وطلوا بالمغرة لبوسهم، وتأبط كل واحد منهم حجرًا يدق به صدره ، وفيهم زعيم لهم يقول وهم يراسلونه، ويدعو ويجاوبونه، فلما رآني قال: أريد منك رغيفًا يعلو خوانًا نظيفا أريد ملحًا جريشًا أريد بقلا قطيفا أريد جديًا رضيعًا أريد سخلاً خروفا |
2012- 3- 9 | #3 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
5- المقالة:
يشير النقاد إلى أن ميلاد هذا الفن كان قد بزغ في الغرب إبان القرن السادس عشر ، وفي القرن الثامن عشر أصبح المقال فنًا أدبيًا قائمًا بذاته .. وبالنسبة للمقالة في أدبنا العربي فقد كانت تعرف قديمًا باسم الرسالة، وليس المقصود الرسائل الديوانية أو الرسائل التي تتبادل بين الكتاب وإنما المقصود الرسالة التي كانت تدور حول موضوع يختاره الكاتب مثل رسائل الجاحظ ، وابن المقفع ، وابن الشهيد. أنواع المقالة : ولقد تنوعت المقالات بين مقالة أدبية، وسياسية، واجتماعية، وعلمية، ولقد تنوعت الأساليب في كل نوع طبقًا لطبيعة المقال من جهة ، ولطبيعة الموضوع المتناول من جهة أخرى ، ولعل في دراستنا للأدب العربي نعني أكثر بالمقالة الأدبية أكثر من غيرها، ومن نماذجها ذلك مقالة للأديب والكاتب أحمد حسن الزيات بعنوان ولدي رجاء . 6- القصة : عرف العرب الجاهليون فن القص ، وكانت القصة هي سميرهم في الليل، لكنها كانت عبارة عن وقائع وأحداث تناولت أخبار الأمم السابقة مثل أخبار العرب البائدة, وارم ذات العماد, وعام الفيل, ومأرب وسيل العرم, وغيرها. رواها القُصاصُ في أوقات سمرهم في الليل وحول مضارب خيامهم ، أما القصة بخصائصها الفنية الحديثة فلم تعرف إلا في القرن التاسع عشر. وقد قسم النقاد القصة حسب حجمها إلى ثلاثة أنواع ، هي: القصة القصيرة والقصة والرواية : - القصة القصيرة: وتعد القصة القصيرة أحدث هذه الأنواع ظهورًا وأكثرها انتشارًا ..ويرجع هذا إلى صغر حجمها الذي يساعد القارئ والكاتب، كما أنها لا تحتاج لزمن طويل تستغرقه في قراءتها كالرواية والقصة. أما عن ميلاد القصة القصيرة فقد كان القرن التاسع هو الميلاد الحقيقي لها بمعناها الفني المعاصر.... أما بالنسبة لميلاد هذا الفن في الأدب العربي فقد كان على يد محمد تيمور قبيل ثورة 1919م غضًا غير مكتمل النضج ثم ما لبث أن نما عقب هذه الثورة ونضج وتحددت سماته واتضحت قسماته. الرواية: ولقد نشأ فن الرواية لحاجات اجتماعية وتاريخية معقدة. وساهمت مجموعة من العوامل على بروز هذا الفن في أدبنا العربي. منها: 1. حركة الترجمة التي شهدتها البلدان العربية عامة ومصر خاصة. 2. بعث روائع الأدب العربي القديم، والاستفادة منه. 3. انتشار الطباعة، وتعدد الصحف والمجلات التي استهوت عددًا من شباب الروائيين في بداية القرن الماضي للكتابة فيها. 4. انتشار التعليم، مما أدى إلى انتشار القراءة للأعمال الأدبية (شعرًا ونثرًا). ماهي الرواية ؟ الرواية في أبسط تعريفاتها قصص نثري واقعي كامل بذاته ذو طول معين . ولقد مرت الرواية العربية بعدة أطوار هي: • الطور الأول: هو طور الإحياء للموروث الأدبي القديم، ولعل أبرز نموذج لها رواية محمد المويلحي حديث عيسى بن هشام، والتي استلهم فيها فن المقامة. • الطور الثاني: هو محاكاة الآداب الغربية ، وأوضح مثال على ذلك ترجمات مصطفى لطفي المنفلوطي للفضيلة أو بول وفرجيني. • الطور الثالث : طور الاستقلال والإبداع، حيث استوى فن الرواية على سوقه ، وبرز على الساحة الأدبية مجموعة من كبار الروائيين والقصاصين الذين أنتجوا لنا أدبًا يعبر عن أمتنا العربية وأحوالها، وما بين القصة القصيرة ( الأُقصوصة ) والرواية تقع القصة . 7- السير: السير نوع أدبي ذو طابع تاريخي، يسجل فيه الكاتب بوعي وفنية تاريخ حياة إنسان، ويعيد بعث صورة شخصية ملتزمًا في ذلك الصدق والحقيقة، بشرط أن تكتسي هذه الحقيقة ثوبًا أدبيًا يجعل العمل فنيًا متألقًا، من خلال متانة التركيب، وجمال التعبير ، وهذه التراجم والسير تنقسم إلى نوعين : - سير ذاتية أو خاصة ، وهي تدور حول كاتبها، يعبر بها المؤلف عما مر به من مواقف وأحداث . ومنها في أدبنا : تراجم سياسية مثل: أسامة بن منقذ، وتراجم حديثة مثل :أحمد أمين في حياتي. - سير موضوعية : وهو نوع لا يكتب فيه الكاتب أو الأديب عن نفسه ، وإنما يكتب عن غيره، ولذلك تسمى تراجم غيرية ، ولعل أول هذه التراجم ماقام به ابن إسحاق حين كتب السيرة النبوية، وكما فعل الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء حين ترجم، للصحابة، وللشعراء، والأدباء، والنحاة، وللمفسرين، وللرواة، والتابعين، ومنها ماقام به عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد في العصر الحديث إذ ترجم لما يربو من ثلاثين شخصية في مجالات متعددة، فكرية، وأدبية، ودينية. 8- المسرحية النثرية: وهي مجموعة الأفعال المترابطة التي يستدعي بعضها بعضا، وتفضي إلى نهاية ما، وتتجسد هذه الأفعال في شخوص يتحركون على المسرح ، ويطورون الحديث من خلال الحوار المتبادل، ، وتتطلب المسرحية عقدة أو مجموعة من العقد يأخذ بعضها برقاب بعض حتى تصل إلى ذروة التأزم، ثم الانفراج. ولعل البداية الحقيقية لظهور هذا الفن قد ظهر بمجيء الحملة الفرنسية على مصر، فقد حمل بونابرت معه عند قدومه إلى مصر رجال، وقد مثلوا بعض الروايات الفرنسية بمصر لتسلية الضباط. إذن هو نص أدبي قابل للتمثيل، والمسرحية أو هي قصة تمثل. |
2012- 3- 9 | #4 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
المتلقي وتذوق النص
المتلقي هو مستقبل العمل الأدبي وقارئه سواءً كان فردا واحدا أو جماعة تقرأ هذا العمل . القراءة الأدبية : قبل الإجابة عن سؤال : كيف يقرأ المتلقي العمل الأدبي ؟؟ نسأل : ما العناصر التي يتكون منها الأثر الأدبي ؟ لنأخذ على سبيل المثال الأبيات الآتية من قصيدة ابن زيدون : إنّي ذكرْتُكِ بالزّهـراء مشـتاقا والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَـا (1).......... وَللنّســــــــيمِ اعْتِلالٌ في أصـائِلـِهِ كـأنّهُ رَقّ لي ، فــــاعْـتَلّ إشْــــفَـاقَـــا (2) ........... والرّوضُ عن مائِه الفضّيّ مبتسمٌ كـما شقـَقتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقَـا (3) ..... يَوْمٌ كأيّامِ لَـذّاتٍ لَنا انصـرَمتْ بتْــــنَا لهـا حـينَ نـــامَ الدّهرُ سرّاقــَا........... . نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهـرٍ جــــــــالَ النّدَى فيهِ حتى مـالَ أعناقـــَا (4) كَــــأنّ أعْـــــيُنَهُ إذْ عـــــايَنَتْ أرَقي بَكَــــتْ لِما بي فــجـــالَ الدّمــعُ رَقَـــرَاقَـــا(5) وردٌ تـــألّــــــقَ في ضـــــــاحي مـنــــابـتِهِ فازْدادَ منهُ الضّحى في العينِ إشـــــراقـــَا (5) لا سكّنَ اللهُ قلباً عـقّ ذكرَكُـمُ فــــلم يطـــرْ بجــــناحِ الشّــــوقِ خـــفّـــاقَـــــا لوْشاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى وافـــــاكُـــمُ بفـتى ً أضــناهُ ما لاقَـى ( 6) فإن هذه الأبيات تشتمل على : 1) مجموعة من الأفكار : 1. مشاركة الطبيعة الشـاعرفي ذكرياته .................................................. ................................... 2. وصف الشاعر لطبيعة مدينة الزهراء الجميلة . .................................................. ................................ 3. معاناة الشاعر النفسية وأمنياته . 2) مجموعة من العواطف والانفعالات النفسية والإحساس والشعور أبرزها مشاعر الشوق والحزن الذي يغلب عليه الرجاء والأمل ، مختلطة بإحساس الهجر والحرمان . 3) مجوعة من الصور والأخيلة التي امدت الشاعر بلوحات متعددة بثها في تضاعيف أبياته . وجعلته يشخص مظاهر الطبيعة ويخلع عليها الحياة ، وينفث فيها الإحساس ، ويلبسها الشعور فيجعلها بشرا يتفاعلون مع ابن زيدون فيشاطرونه مشاعره وأحاسيسه ؛ فالأفق إنسان باسم طلق الوجه ، و النسيم إنسان عليل مريض ، رقٌ وأشفق على الشاعر . والماء وهو يجري متلألأ بين الرياض الخضراء فتاة جميلة قد شقت عن صدرها فبان جمالها وبياضها . والأزهار إنسان له عنق قد مال من ثقل ما يحمل ، حيث شبه الأزهار وقد أثقلها الندى فمالت أغصانها بحالة إنسان قد أثقله الحمل فمال عنقه . وقد ضمن ذلك ولم يصرح به . 3) مجموعة من الألفاظ الرقيقة العذبة التي اختيرت بعناية لترسم لنا تجربته الشعورية ، ثم صيغت بتراكيب معينة ، وفقًا لأسلوب معين ونظام معين , فكان لنا هذا الشعر .. وهكذا تبين لنا أن العمل الأدبي يتكون من أربع عناصر رئيسية ، وهي : العنصر الفكري ( المعنى ) , العنصر الوجداني ( العاطفي ) , العنصر الخيالي , العنصر الفني . أما العنصر الفكري , ويسمى أيضًا العقلي , فيشتمل على المعاني والأفكار والبراهيم والحجج , والأدلة والاستنتاجات والمقارنات وحركة الذهن أيًا كان نوعها سواء كان ذلك في الشعر أو في النثر . وأما العنصر الوجداني فهو عبارة عن العواطف البشرية والمشاعر والأحاسيس من فرح وحزن , وحب وبغض, وأمل ويأس , وحقد وشفقة , وحنين ونفور , وكآبة وانشراح , وعظمة وصغار , وفخر وانكسار , وغير ذلك مما تتكون منه النفس البشرية . وأما العنصر الخيالي فهو الذي يمد الأديب بالصور والمشاهد التي يضمنها أدبه . وأما العنصر الفني فيشمل : الألفاظ والتراكيب والأسلوب , وقد درج الدارسون على قسمة هذه العناصرقسمين كبيرين : أولهما المضمون ويدخل فيه الأفكار والعواطف والأخيلة , وثانيهما -الشكل , ويدخل فيه : الألفاظ والتراكيب والأسلوب . مراحل التذوق الأدبي عند المتلقي : يمر التذوق بثلاث مراحل ، أو : في عملية التذوق الأدبي ثلاثة أعمال لابد من القيام بها : أولها : عمل تمهيدي من شأنه أن يضع الدارس والقارئ في جو النص ؛ يمهد له فهمه والإحاطة بعناصره : وذلك بـ : ( قراءة النص , وفهم معاني مفرداته , ومعرفة نوعه , وصاحبه , وعصره , ومناسبته ) الثاني : دراسة النص من حيث : - مضمونه الفكري ( أي : دراسة الأفكار في موضوعها وترابطها وعمقها وصدقها وسموها وشمولها وإنسانيتها وجدتها ومدى الابتكار فيها ) - والوجداني ( العاطفي ): ( ويعني دراسة نوع العاطفة ، وسموها وصدقها، وروعتها وقوتها ) - والخيالي : ( ويعني بيان نوعه تفسيري أو تصويري أو خلاق ) الثالث : دراسته من حيث الشكل الفني ومميزاته البلاغية والأسلوبية ، ويتناول : - دراسة الألفاظ في فصاحتها وحسن اختيارها وتآلفها فيما بينها ومدى الإيحاء فيها . - دراسة التراكيب في بلاغتها وقوتها وإبداع صاحبها في تأليفها . - دراسة الأسلوب في نوعه وطبيعته وقوته ، ومدى إبداعه ودلالته على شخصية صاحبه ، وارتباطه بعصره وبيئته , والفن الأدبي الذي ينتمي إليه . مقومات التذوق الأدبي وهي : الخصائص الفنية و الجمالية المتمثلة في الألفاظ والصورة الفنية والعاطفة والموسيقى والخيال والأفكار والصياغة ........................ أولاًـ المقومات العامة ، وتشمل: أ – المقومات اللفظية : تعد الألفاظ اللبنات الأساسية في أي جملة, وهذه اللبنة يختلف معناها باختلاف السياق الذي ترد فيه . وقد عني نقادنا العرب القدماء بتذوق الأصوات والحروف الدالة على معنى الكلمة , ومناسبة الألفاظ للمعاني , وتحدثوا عن صفات الصوت من حيث القوة والضعف والاستعلاء ومشاكله الألفاظ لأصواتها, كذلك أولى البلاغيون البحث في الفصاحة وشروطها في اللفظ والتركيب مكانة متميزة . لذلك ينبغي النظر إلى هذه الجوانب في تذوق الألفاظ : وهي مناسبة الألفاظ لمعانيها ، وصفاتها من حيث الرقة والعذوبة أو الشدة والقوة والجزالة لما سيقت له من المعاني أيضًا . .... وهكذا ! ب – المقومات الأسلوبية : الأسلوب هو اختيار واع يسلطه المبدع على ما توفره اللغة من سعة وطاقات فنية غنية, فينتقي المبدع منها أكثر مواءمة لمقاصده وغاياته من جهة, وللعمل الإبداعي من جهة أخرى . ........................................... ويختلف الأسلوب باختلاف المبدعين وباختلاف الغرض أو الموضوع الذي يكتب فيه فالأسلوب العلمي يخاطب العقل مخاطبة موضوعية لذلك فألفاظه وضعية عارية من كل زخرف لا يضطر القارئ إلى تأويلها ولا يلحق بها الاحتمالات , أما الأسلوب الأدبي فهو يخاطب العقل والنفس معاً وألفاظه مؤثرة منتقاة موسيقية الوقع محملة مجازًا وإيحاء ويهدف إلى التأثير في المتلقي ودفعه إلى مشاركة المبدع في انفعالاته ومشاعره وأحاسيسه وللخيال المبدع الخلاق فيه نصيب وافر. جـ - المقومات الفكرية : هي المعاني الذهنية التي تنقل إلينا بواسطة اللغة , والفكرة هي العنصر العقلي في النص ومظهر فكر الأديب وثقافته, وهي ضرورية للأدب و إلا فهو أدب خامل ضعيف لأنه لا يضيف إلى حصيلة خبراتنا خبرة جديدة , ولا يمدنا بمعلومات وحقائق عن الكون والناس والحياة . وللفكرة الجيدة في رأي الدارسين مقومات منها: 1- جدة الأفكار : ولا يعني أن تكون غير مسبوقة وإنما نقصد جدة التناول والعرض , فالمبدع يحمل الأفكار من روحه, ويلونها بألوان شخصيته , فتبدو وكأنها مبتكرة. وتذوق النص الإبداعي يسعى إلى اكتشاف الطريقة الخاصة في التفكير لدى الأديب ويوضح القيم التي تضمنها نصه . 2 - ترابط الأفكار : من شروط الأدب الجيد ورود الأفكار في نسق فكري متسلسل, أي أن تمثل كل فكرة سابقة ولاحقة في آن واحد, سابقة الفكرة تمد لها ولاحقة الفكرة نتيجة لها, بحيث لو سقطت من النص فكرة أو حتى كلمة لتصدع بناء العمل الأدبي وفقد جماله . 3 - صحة الأفكار : ولا يعني هذا أن تكون المعاني مرادفة للصحة العقلية أو العلمية, بل أن تكون الأفكار صادقة صدقاً أدبياً أي صادقةً في الشعور والإحساس والرؤى والتخيل, أي مطابقة الأفكار الغرض الذي جاءت من أجله والمعاني النفسية المترتبة في ذهن مبدعها. 4 - عمق الأفكار : ولسنا نقصد هنا بالعمق الغموض والإبهام والألغاز, وإنما نقصد المعنى العميق الذي لا يدرك للوهلة الأولى وإنما يعطيك الأديب طرفاً منه تتعلق به لدى رغبتك في التأمل وكلما أغرقت في تأمله تكشفت فيه دلالات متعددة ومعانٍ كثيرة , وهي الوقت نفسه تكون ثرية أي قابلة للتأويل بحيث يستطيع كل متلقٍّ أن يضفي على النص من خبراته وثقافته ما يجعل النص الإبداعي نصوصاً متعددة تتعدد بتعداد المتلقين . 5- سمو الأفكار : وهي الأفكار التي تسهم في رفع قدر الإنسان وشأنه لأنها أجل قيمة وأكثر أثراً من الأفكار الداعية إلى التبذل والسفه أو الأفكار السلبية الواقفة موقف اللامبالاة. د - المقومات العاطفية : الأدب يقوم على قيمتين أساسيتين هما : قيمة شعورية , وقيمة تعبيرية , فالعواطف هي التي تدفع الأديب لإبداع عمله , والأدب لا يعد أدباً إذا خلي من العواطف التي تعبر عن نفسية مبدعها من جهة, وتهدف إلى إثارة عواطف المتلقي من جهة أخرى , وقد ذكر النقاد للعاطفة مجموعة من المقومات ، وهي : - قوة العاطفة : و يراد بها قدرة النص الأدبي على استثارة عواطف المتلقين بحيث توجد حالة من التوحد بين شعور المبدع وشعور المتلقي ، والعاطفة القوية غالبًا ما تمنح التعابير من قوتها فيبدو التعبير موحياً حاملاً شحنة من المعنى أوسع من نطاق حروفه . روعة العاطفة :وهي مانقف حيالها معجبين , فتعترينا الدهشة والإكبار أمام عظمتها, و العاطفة الرائعة عاطفة جليلة تتجاوز العادي والمألوف لتصبح ضرباً من التفوق . سمو العاطفة : وهي التي تدفع إلى نوع من السلوك المثالي كحب الوطن والمروءة والوفاء .. . ولا يعني هذا أن يتحول الأدب إلى عظات ووصايا أخلاقية ,ولكن العبرة في جمالية القول الذي قد يتضمن العواطف |
2012- 3- 9 | #5 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
المنحطة ولكن يشرح خطرها وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع معاً, فالأدب لا يمكن أن يتفلت من رسالته الإنسانية أبداً.
ه - المقومات الخيالية : الخيال : هو القدرة على رؤية مالها يُرى واستحضار ما ليس حاضرًا , أي هو تجسيد المعاني والأشياء و الأشخاص, و تمثيلها أمامنا حتى تثير مشاعر المتلقي وأحاسيسه ، وللخيال مصادر منها : ....1 – المعلومات وغزارتها . 2 – الوجدان ونصيبه من التأثر والحساسية وقوة الاستجابة 3 – الحرية التي تبعث في نفس المبدع النشاط والإقدام والابتعاد عن التوجس و الخوف , ولا بد من الإشارة هنا إلى أن قوة الخيال ترتبط بقوة العاطفة, فإذا كانت العاطفة قوية بعثت خيالاً قوياً خصباً وإلا فالخيال سيكون هزيلاً شاحباً. وللخيال ثلاثة أنواع , هي: 1- الخيال التفسيري : ويسمى هذا النوع باسم الخيال البياني ,ومعناه أن الشاعر يريد أن يفسر عاطفته إزاء أمر ما ,وأن ينقل إليك إحساسه كما أحس تماماً فيأتي لك بصور تستطيع أن تنقل إليك هذا الإحساس أو الشعور عن طريق التشبيه والمجاز والكناية . 2– الخيال التأليفي : يتناول من الواقع المحسوس مادته ,إنه يمزج بين أشياء متنوعة من هذه المادة المحسوسة وتخرج منها صوراً جديدة ليست في العالم الواقعي ,مثلما فعل امرؤ القيس حينما وصف فرسه . فالخيال التأليفي هو أن تصف مايثيره فيك منظر من المناظر . 3 – الخيال الإبداعي / الخلاق/ : هو الذي يبدع العوالم ويبدع الصور والمشاهد, ويحمل المتلقين إلى آفاق وهمية يطلعون منها على وقائع العيش ويجدون فيها ما يحلمون ببلوغه, وهنا يتحول المحسوس إلى مجرد, والمادي إلى معنوي ,ولسنا ننكر أنه يستفيد من تجارب الآخرين ولكنه يضيف إليها أشياء جديدة مبتكرة أو يولف بينها بطريقة تجعلها مبتكرة . 6-المقومات التصويرية : الصورة الفنية هي واحدة من الأدوات التي يستخدمها الأديب في بناء عمله,فبواسطة الصورة يعبر الشاعر عن أحاسيسه وأفكاره وخواطره تعبيرا ًفنياً ويصور رؤيته للوجود وللعلاقات الخفية بين عناصره ويتم ذلك عن طريق التشبيه والمجاز والكناية ... أما عن مقاييس نقدها فتتصل بـ : • مدى قدرتها على خدمة المعنى • واستقامتها مع السياق وصحة تركيبها • ودقتها التعبيرية وإثارتها للمشاعر. ثانيا – المقومات الشعرية : للشعر مقومات خاصة علاوة على المقومات سالفة الذكر ومن هذه المقومات ما يلي : 1 – المقومات البنائية : أ – مطلع القصيدة : اهتم النقاد اهتماماً كبيراً بمطلع القصائد, فطالبوا الشعراء أن يبذلوا جهداً في استهلال قصائدهم لأنها هي الأثر الأول الذي يواجه المتلقي فيجذب إليها ,أو يعزف عنها ومن شروط مطلع القصيدة أن يكون دالا ًعلى ما بنيت عليه مشعراً بغرض الناظم من غير تصريح ,بل بإشارة لطيفة تعذب حلاوتها في الذوق السليم . ب – حسن التخلص :وهو الانتقال من معنى إلى معنى أو من غرض إلى غرض بحسن وتلطف حتى لا يشعر المتلقي بغرابة أو بنبو. ج – حسن الخاتمة : والشعراء يعنون به عناية كبيرة إذ أنه آخر ما يبقى في الأسماع, وربما حفظ من دون سائر الكلام في غالب الأحوال, ويجب أن تكون الخاتمة مركزة لا تحتاج إلى شئ بعدها. 2 – المقومات الموسيقية : المقوم الموسيقي جاءنا مكتملاً منذ العصر الجاهلي ويقوم على : .................... أ – الإيقاع : ويقصد به وحدة النغمة التي تتكرر على نحو ما في الكلام أو في البيت أي توالي الحركات والسكنات على نحو منتظم في أبيات القصيدة ، والإيقاع في الشعر تمثله التفعيلة في البحر العربي... ب – الوزن : وهو مجموع التفعيلات التي يتكون منها البيت ، ثم القصيدة ، وقد سعى بعض الباحثين إلى الربط بين موضوع القصيدة ووزنها وقافيتها ؛ أي جعلوا لكل غرضٍ وزنًا يليق به . وثمة خلاف حول صحة هذا الربط ؛ لأن الشعر والمشاعر لا يمكن أن تضبط ضبطاً دقيقاً. ثالثاً : مقومات فن النثر لكل فن من الفنون النثرية مقوماته الخاصة به , ولكننا سنقتصر على فنين فقط من الفنون النثرية وهما: فن القصة القصيرة , وفن المقالة ، لأنهما صورة مصغرة لمعظم الفنون النثرية , حيث إن فن القصة القصيرة يتشابه في مقوماته مع بعض الفنون النثرية الأخرى مثل : القصة , والرواية , والمسرحية النثرية , أما عن فن (المقالة) فهي تتشابه مع فني الرسالة القديم , والخطبة. مقومات القصة القصيرة: تقوم القصة القصيرة على مجموعة من الأسس الفنية التي تعد قاسماً مشتركاً بين الأنواع الأدبية الثلاثة ( الرواية, القصة, القصة القصيرة ) وإنما يرجع الاختلاف إلى حجم هذه الفنون من جهة , وطريق البناء من جهة أخرى ، وهذه الأسس هي : (أ) الفكرة: الفكرة هي الأساس الذي يقوم علية البناء الفني للقصة , وهي المضمون أو المعنى والمقصود ، فالفكرة هي الأمر الذي من أجله خلق الكاتب شخصياته وأحداثه , فمن المؤكد أن المؤلف لم يقدم على هذا عبثاً, وإنما ليقرر فكرة ويدعمها ، أو ينفر من فكرة ما . وهو لا يكون دائماً إيجابياً في أثره . ويقع على القارئ عبء كبير في التقاط الفكرة الأساسية للقصة , حيث لا يستقل بها جزء من القصة دون جزء ولا عنصر دون عنصر , وإنما تتوزع بعناية فائقة تبدأ مع بداية القصة, ثم تصحبها ماثلة في كل مكوناتها حتى تسهم في إحداث الأثر الكلي المرجو منها , وعند ذلك يمكن القارئ أن يحدد موقفه من تلك الفكرة . وحين يبحث القارئ عن مصدر إعجابه بقصة قرأها سيجد أن فكرتها كان لها أثر في هذا الإعجاب ، لذلك ينبغي أن تكون على قدر كبير من الخبرة والتجارب والقدرة إلى النفاذ إلى الحقائق الأشياء بقدر المستطاع . ب) الشخصية: تعد الشخصية العمود الفقري للقصة ولابد أن تكون الشخصيات مقنعة فنياً بدورها داخل عالم القصة ، وهي في كل ما تقوم به من أفعال وأقوال يجب أن تكون ممكنة الحدوث أو التماثل مع واقع الحياة اليومية التي يحياها البشر بالفعل. أن الحدث والشخصيات يتفاعلان معاً لتكوين الفعل أو الحركة في العمل القصصي . لذلك يجب على الكاتب أن يعنى برسم أبعاد شخصياته . أبعاد الشخصيات : وهذه الأبعاد ثلاثة هي : الجانب الخارجي: ويشمل المظهر العام والسلوك الخارجي للشخصية. الجانب الداخلي : ويشمل الأحوال النفسية والفكرية والسلوك الناتج عنها. الجانب الاجتماعي:ويشمل المركز الذي تشغله الشخصية في المجتمع وظروفها الاجتماعية بوجه عام . (ج) الحبكة الفنية : أقسام الحبكة : ( أ )- الحكايـة ب- العقـدة والحل . أولاً: الحكايـة : هي عبارة عن مجموعة أحداث مرتبة ترتيباً سببياً تنتهي إلى نتيجة طبيعية لهذه الأحداث وهذه الأحداث المرتبة تدور حول موضوع عام هو التجربة الإنسانية . ما هو الفرق بين التجربة الإنسانية والتجربة الشعورية ؟؟؟ التجربة الإنسانية : موضوعية اجتماعية بطبيعتها. أما التجربة الشعورية : ذاتية في جوهرها. القصة صورة للحياة الإنسانية فإن قيمتها تقاس بكمية ودرجة الحياة التي تفرضها , ومرد ذلك كله إلى الإمتاع فمتى كانت القصة ممتعة كانت مقبولة وإلا ضاعت قيمتها وإن عالجت تجارب خطيرة وحوادث هامة فعلى القاص أن يختار عناصره جامعة بين خاصتين هما : الأولى : أن تكون من الحقائق القوية ذات الأثر البعيد في سير الحياة الإنسانية الثانية : أن تبعث عواطف عامة قوية يشترك فيها الأفراد جميعا التجربة القصصية لابد أن تتسم بالصدق , وهذا الصدق ليس بالضرورة أن يكون القاص قد عاناها بنفسه بل يكفي أن يخلصها ويؤمن بها . ثانياً: العقدة والحل: فالعقدة هي بؤرة الفكر أو المركز الذي تلتقي عنده الأحداث حين تبلغ قمة تعبيرها عن الفكرة, وذلك أن القصاص لا يعرض فكرته عرضاً منطقياً منبسطاً مثلما يفعل الباحث الاجتماعي , وإنما يخفيها أول الأمر ويأخذ في عرض لقطات جانبية لها تصورها الأحداث المتتابعة بحيث يعطى كل حدث منها جزءاً من الصورة الكلية التي لا تتضح معالمها الكاملة إلا بعدما تتجمع كل الأحداث حول بؤرتها. العقدة هي أعلى درجات التكيف الخاص بالمشاعر ثم تبدأ الأشياء تتضح في مرحلة التنوير (الحل) وهذه المرحلة تفتح طرائق مختلفة إلى نهاية القصة . (د) السرد: يقصد به الطريق التي يصف بها الكاتب جزءاً من الحدث أو جانباً من جوانب الزمان والمكان اللذين يدور فيها أو ملمحاً من الملامح الخارجية للشخصية أو قد يتوغل في الأعماق فيصف عالمها الداخلي ، وما يدور فيه من خواطر نفسية أو حديث خاص بالذات . أهم طرائق السرد: السرد الوصفي: وهي طريقة تقدم السرد القصصي من منظور المشاهد البعيد الذي يصف ما يرى من خلال ضمير الغائب (هـو)و التسلسل الذي يأتي من الخارج أو عن طريق حياد المؤلف المزعوم . مزايا السرد الوصفي: أ- إنها وسيلة صالحة لأن يتوارى السارد فيمرر ما يشاء من أفكار , وأيديولوجيات, وتعليمات وتوجيهات , وآراء دون أن يبدو تدخله صارخاً ولا مباشراً. ب- تجنب الكاتب من السقوط في فخ الأنا . ج- إن اصطناع هذه الطريق يحمي السارد من إثم الكذب الذي يجعله مجرد حاكٍ يحكي لا مؤلف يؤلف . د-إن مؤلف الطريقة تتيح للكاتب أن يعرف عن شخصياته وأحداث عمله كل شيء. طريقة السرد الذاتي : ويكون على لسان المتكلم ، وبذلك يجعل من نفسه وأحداث شخوص القصة شخصية واحدة . أهمية الحوار: • تطوير موضوع القصة. • التخفيف من رتابة السرد. • يساعد في رسم الشخصيات . • يساعد في تطوير موقف في القصة أو صراع عاطفي أو حالة نفسية • يضفي على القصة تلك اللمسة الحية التي تجعلها أكثر واقعية في نظر القارئ. |
2012- 3- 9 | #6 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
طبيعة التذوق الأدبي
- التذوق الأدبي هو قدرة في الطبيعة الإنسانية تجعل صاحبها مستمتعاً بالجمال في الأعمال الفنية وبالأدب خاصة . - وقد تزامن ظهور التذوق الأدبي بظهور فن الأدب ، ولقد رأينا كتب النقد العربي تنقل لنا بعض الآراء التذوقية عند سماعهم لقصائد كبار الشعراء الجاهليين . - ولعل أوضح مثال على تمتع الشاعر العربي بحس تذوقي ما روى أن امرأ القيس وعلقمة بن عبدة تنازعا في الشعر أيهما أشعر واحتكما إلى أم جندب زوج امرئ القيس ،ولعلها كانت شاعرة فقالت لينظم كل منكما قصيدة يصف فرسه فيها والتزما وزناً واحداً وقافية واحدة ،فصنع كل منهما بائية من وزن الطويل ،وأنشدا القصيدتين ،فقالت لزوجها :علقمة أشعر منك ، قال وكيف ؟ قالت لأنك قلت : فـللسوط ألهوب وللساق درةٌ وللزجر منه وقع أخرج مهذبِ فجهدت فرسك بصوتك في زجرك ومريته فأتعبته بساقك . وقال علقمة : فأدركهـن ثانياً من عنانه يمر كمر الرائح المتسحلب فأدرك فرسه ثانياً من عنانك ،ولم يضربه بسوط ولم يتعبه . أولاً : مفهوم التذوق الأدبي تعددت تعريفات التذوق الأدبي، وقد سعى الباحث لتصنيف هذه التعريفات في خمسة محاور هي كالتالي :- 1- تعريفات أكدت أن التذوق الأدبي ملكة أو حاسة فنية . فتحدد معاجم اللغة معنى التذوق بأنه : حسن الذوق للشعر فهامة له خبير بنقده . - ويعرفه د/ شوقي ضيف بأنه ملكة تنشأ من طول الإنكباب على قراءة الشعر وآثار الأدباء في القديم والحديث بحيث تصبح استجابة صاحبها لما يقرأ استجابة صحيحة .وأصحاب هذا الرأي يرون أنه كي تظهر هذه الملكة لابد من مصاحبة أعمال الأدباء حتى يصقل ذهن المتلقى . 2- تعريفات أكدت أن التذوق هو الفهم الدقيق لعناصر النص الأدبي . أي : العناصر الأساسية المكونة للعمل الأدبي ؛ من فكرة عميقة ، وموسيقى عذبة ، وعاطفة قوية ، وخيال مبتكر ، مع اعتبار أن الفهم يعين على التذوق فلا تذوق دون فهم ولا فهم دون تذوق ؛ فهو نوع من السلوك ينشأ من فهم المعاني العميقة في النص الأدبي والإحساس بجمال أسلوبه . 3- تعريفات أكدت أن التذوق هو خبرة تأملية جمالية . وقد ركزت على الأثر الذي يتركه العمل الأدبي في نفس المتلقي ، ويتمثل في الشعور بالمتعة الفنية في أثناء تفاعله مع العمل الأدبي ، ذلك التفاعل الذي يجعل المتلقى يتوحد مع التجربة الشعرية التي عاناها الأديب . 4- تعريفات أكدت أن التذوق هو استجابة وجدانية . أي أن التذوق الأدبي إنما هو انفعال يدفع الفرد إلى الإقبال على القراءة و الاستمتاع في شغف وتعاطف ، وإلى تقمص الشخصيات في الأثر الأدبي والمشاركة في الأحداث والحالات الوجدانية التي تصورها الأديب . 5- تعريفات أكدت أن التذوق هو تقدير العمل الأدبي . يرى فؤاد أبو حطب أن التذوق ما هو إلا نمط مركب من السلوك يتطلب في جوهره إصدار أحكام على قيمة العمل أو موضوع من الناحية الجمالية . بين الذوق والتذوق : - هناك مصطلحان متشابهان في مجال الدراسات الأدبية والنقدية هما الذوق والتذوق ، والحقيقة أن هناك علاقة وثيقة بين الذوق والتذوق الأدبي وليس بينهما خلاف كبير سوى أن التذوق الأدبي يرتبط بأحكام موضوعية وله ضوابطه ومعاييره ومستوياته التي تفوق الذوق في بعض جوانبه . إلا أن كلاً منهما يحتاجان إلى نوع من التربية ؛ فهما لا يأتيان عرضاً وإنما يحتاجان إلى معايشة النص الأدبي ، ويحتاجان كذلك إلى خبرة وثقافة ؛ لأن التذوق وإن كان ملكة فإنما ينمو بالتعهد والرعاية . خصائص التذوق الأدبي : أ- التذوق نشاط إيجابي : فهو يتطلب تفاعلاً واندماجاً من المتلقي مع العمل الأدبي . ب- التذوق استجابة لمقومات العمل الأدبي : أي ما يتضمنه العمل الأدبي من خصائص فنية وجمالية من: أفكار عميقة ، وخيال مبتكر ، وعاطفة صادقة ، وألفاظ موحية ، وأسلوب شائق ، وموسيقى جميلة . ج- الفهم يسبق التذوق : فلا بد من أن يفهم المتلقي أجزاء العمل الأدبي فهماً يقوم على الإحاطة بها جميعاً . د- التذوق خبرة تكاملية : فلا بد أن تتكامل تلك الخبرة وتتوفر فيها عدة أبعاد هي : 1- البعد العقلي : ويقصد به استخراج الأفكار والمعاني . 2- البعد الوجداني : ويقصد به تحديد القارئ لأحاسيس الكاتب . 3- البعد الجمالي : أي القدرة على تحديد الجمال في كل كلمة أو صورة أو أسلوب وبيان قدرتها على أداء المعنى. 4- البعد الاجتماعي : وهو تحديد المرحلة العمرية، وكذلك العادات والقيم الاجتماعية السائدة والتي قصدها الأديب . ثانيا ً: أهمية التذوق الأدبي - إن تربية التذوق ليس وسيلة تسلية للإنسان وإنما هو من أهم مقومات وجود الإنسان بحيث يستحيل أن يكون الإنسان إنساناً دون تذوقه لمفردات الكون من حوله . - وللأدب رسالة وغاية ،هي تهذيب الشعور والأخلاق وتنقية النفس من أدرانها وإشباع الحاجات الوجدانية وغرس القيم وتعديل السلوك ، فتذوق العمل الأدبي يساعد على ترقية الحياة عموماً . - أهمية التذوق بالنسبة للمتذوق : يقول الأستاذ أحمد الشايب إن صاحب الذوق السليم يقدر على : 1- تقدير الآثار الفنية والأدبية وإدراك ما في هذا العالم من جمال وانسجام . 2- الاستمتاع بهذا الجمال والشعور باللذة والسرور عند إدراكه واجتلائه . 3- محاكاة ذلك الجمال في الأعمال والأفكار . سادساً : مصادر تكوين الذوق الأدبي : ذكر بعض الباحثين بعض الأسس التي تسهم في تكوين التذوق الأدبي ، ومنهـا : 1-الإطلاع الواسع على الأدب الجيد من الشعر والنثر . 2-مزاولة محاكاتها والنسج على منوالها عن طريق تقليدها . 3-توفر الموهبة والاستعداد الفطري . ومن هذه المصادر أيضّا : 1-مخالطة الصفوة من رجال الأدب ، ومطالعة الروائع العالمية لعباقرة الفن . 2-العقل المتزن :العقل الذي يحكم ويوضح الحقائق ، ويقنع بحجج الناقد استحساناً أو رفضاً. 3-العاطفة :وهي الشعور الواقع على النفس مباشرة عن طريق الحواس . * * * |
2012- 3- 9 | #7 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
مشكوووووووووره الله يعطيك الف عافيه
|
2012- 3- 17 | #8 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
http://arabsh.com/files/0b30424e67/%...8%AF-pptx.html
هذا الرابط حق المحاضره الرابعه والخامسه .. اللي هي قصيده كعب بن زهير (( بنات سعاد )) .. دعواتكم حبيباتي .. موفقين جميعاا .. |
2012- 3- 17 | #9 |
صديقة منتدى كلية آلآدآب بآلدمام
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
يعطيك العافيةة ي قلبي م قصرررتي |
2012- 4- 1 | #10 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات تذوق ادبي د.منال بسيوني
شاكيرا شاكره لكي جهووووووووووووووووووووودك ربي يوووووووفقك وين ماكنتي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
محاضرات تذوق ادبي د/ وضحى القحطاني | الله حيني^ـ^ | منتدى كلية التربية بالدمام | 3 | 2012- 4- 30 07:48 PM |
[ سنهـ تحضيري ] : الوصيه تذوق ادبي | with nfsi | منتدى كلية التربية بالجبيل | 0 | 2012- 3- 3 10:08 PM |
[ سنهـ تحضيري ] : تذوق ادبي د / بثينه | with nfsi | منتدى كلية التربية بالجبيل | 5 | 2012- 3- 2 01:43 PM |
قصة لمسلم دخل الكنيسة وجعل كل من فيها يسلم بسؤال واحد ؟ | فراشة حائرة | ملتقى المواضيع العامة | 4 | 2011- 10- 1 12:49 AM |