مالنا نحمل الجوال أكثر مما نحمل القرآن !!

[درع الجزيرة]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال وكل عام وأنتم الى الله أقرب وكل عام وأنتم على الحق المبين وكل عام وأنتم في نصر وعز وتمكين .


قال جل وعلا { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ثم أوضح الله جل وعلا صفات وسمات ومزايا هذا القرآن فقال { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } البقرة185 ، وقال جل وعلا في آية أخرى عن هذا القرآن { هذا } والإشارة ترجع إلى كتاب الله عز وجل { هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }آل عمران138، هذا القرآن من تمسك بك نجا ومن اعتصم به اهتدى قال عليه الصلاة والسلام في خطبته في حجة الوداع كما ثبت في صحيح مسلم
قال ( تركت فيكم ما إن اعتصمت به فلن تضلوا بعدي كتاب الله ) زاد مالك رحمه الله في موطئه ( وسنتي )

فهذا القرآن عباد الله هو نجاتنا من الفتن ماظهر منها ومابطن فعلينا التمسك به والله لو تمسكت الأمة بهذا القرآن والله ما أهانها أحد والله لن نجد الذل قد ضرب بأطنابه عليها كما هو حالنا في الزمن أعرضنا عن كتاب الله جل وعلا فأعرض الله عنا
( ما نزل بلاء إلا بذنب ولن يرتفع إلا بتوبة )

فلا يشغلنا الجوال عن القرآن نعم هذا واقعنا الذي لامفر لنا منه أصبحنا لانستغني عن الجوال ولو لدقائق ويومنا كله للجوال الا من رحم الله .
الجوال مثله مثل باقي الوسائل هو وسيلة وليس غاية وهو سلاح ذو حدين كما هي حال باقي الوسائل فمالنا لانستخدمة في الخير ونشر الخير ونشر السنة الصحيحة ونحارب به البدع والإ ؟سيصبح علينا نقمه.

المخرج من هذا هو حمل القرآن أكثر من حمل الجوال.

واجبنا نحن المسلمين أن نلتفت إلى كتاب الله عز وجل وأن نرتبط به قلبا وقالبا كما كان السلف من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم

هذا القرآن أخرج جيلا مثاليا جيلا عظيماً جيل محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام

فيجب على حاملين القرآن العارفين بالدليل وعلى طلاب العلم المتمكنين أن يكون لهم دور في هذه الوسائل
وأن تستغل ولايقل أحد إن أحداً يكفي عن الآخر
كلا جميع المسلمين المتبعين لكتاب الله وسنة نبية صلى الله عليه وعلى آله وأصحابة أجمعين يجب أن يكون لهم دور في نشر العلم الصحيح
ومحاربة البدع فهناكـ جهود خيرة من البعض لاننكرها ونحتاج المزيد
لأن الرسائل الآن أصبحت تفد الى بيوتنا عن طريق الواتس آب وغيره تأتي للكبير والصغير والمرأة والرجل
وللأسف مع كثرة الجهل وقلة العلم أصبحنا ننقل كل مايرد بمجرد أن نجد إنشر تؤجر
ليس كل ماتنشرهـ تؤجر عليه قد تؤزر وأنت لاتعلم
فإن بقاء الأمر مثل ماهو عليه أفضل من أن ينتشر شر عظيم وحتى لايعظم هذا الشر

فلننتبه لمثل هذا الأمر فالكل يريد الأجر حتى ينتشر الخير

ولكن هناكـ بعض الطوائف الضاله تنشر بدعهم وسمومهم عبر هذه التقنيات وشبابنا وبناتنا ينشرون من حيث لايشعرون فلنكن مفاتيح للخير مغاليق للشر ويجب أن نتوقف عن نشر مثل هذه الرسائل المتشبعة بالبدع لأن البدع انتشرت في مجتمعنا
وذلكـ عن طريق وسائل التواصل تأتي إلينا رسائل تقول :
" أنت في أول الشهر لتقل ولا تنس هذا الدعاء كما زعموا لتقل " نويت أن أصوم هذا الشهر كله ، ابتغاء الأجر منكـ ، فأعني فيه على الصيام والقيام "
وآخر يقول :
" متى ما أدركت رمضان ، فاخلُ بنفسكـ واسجد لله سجدة شكر تحمد الله عز وجل فيها على إدراكـ هذا الشهر ":
وغيرها كثير
من أين أتتنا هذه البدع ؟

فلننتبه لمثل هذه الرسائل ولنرجع لحمل القرآن

لا نظن أن هذه النعم التي نعيشها في مجتمعنا أنها ستدوم مع عصيان الله عز وجل
عودة إلى الله
فما أدري ما الذي حل بنا في هذا المجتمع
ليست والله نظرة تشاؤمية
ولكن أكل ، شرب ، وظيفة ، ذهاب ، إياب ، سفر ، مجالسة ، مسامرة ، انترنت ، فيسبوكـ ، تويتر ، واتساب ، ثم ماذا ؟

نحمل الجوال أكثر مما نحمل القرآن !

أصبحنا لانقرأ القرآن الا في رمضان نسأل الله العفو والعافية

لنتعاهد أنفسنا بعد شهر رمضان بقراءة القرآن وحفظ حروفه وحدوده
العبرة ليست بالتلاوة فقط
وإنما العبرة بأن تتلو هذا الكتاب وأن تتدبر ما فيه وأن تتأمل ما فيه وأن تعمل به

يقول سمرة رضي الله عنه ( تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا )

كان بعض الصحابة يظل في حفظ السورة ثنتي عشرة سنة هم أعمق الناس فهما وأعمقهم حفظا ومع ذلكـ لا يتجاوزون كما قال أبو عبد الرحمن السلمي يقول ( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كـ عبدالله بن مسعود وعثمان بن عفان أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يحفظوها ويتعلموا ما فيها ويعملوا بها فجمعنا بين العلم والعمل معا )
ما الذي تغير ؟
الذي تغير القلب
العظم هو العظم _ اللحم هو اللحم _ الدم هو الدم
لكن تغير القلب
تغير بماذا ؟
تغير بكتاب الله عز وجل نعم يقول عليه الصلاة والسلام ( لو نزلت سورة واحدة على الناس لكفتهم )
ابن مسعود رضي الله عنه يقول
( اقرءوا هذه القرآن ، قفوا عند عجائبه ، حركوا به القلوب ، لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة )

وقال ابن عباس رضي الله عنهما ( لأن أقرأ سورة واحدة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله )

الحديث عن القرآن ذو شجون
حتى الكفار يتأثرون من هذا القرآن أحد زعماء الكفر يمسكـ بالمصحف ويقول في اجتماع له : لن تكون لنا الغلبة على المسلمين حتى نمزق هذا المصحف فقام أحد الجالسين فأخذه ومزقه قال : يا أحمق ما أردت تمزيق أوراق إنما أردت أن يمزق هذا القرآن من قلوب المسلمين ولذا قال بعضهم :
( كأس وأغنية يفعلان بأمة محمد أكثر ما يفعله ألف مدفع )

وقف الصحابة أمام حدود الروم فيقول هرقل : ويلكم ثم ويلكم ما هؤلاء الجنود الذي تقاتلونهم ؟ ألستم أكثر منهم عددا ؟ ألستم أعظم منهم قوة ؟ فقالوا : بلى ، فقال حدثوني لماذا ينتصرون عليكم ؟ فسكت القوم فقال أحدهم :
لأنهم يقومون الليل
ويتلون القرآن
أما نحن فنزني ونسرق ونفعل ونفعل ، فقال هرقل : أنت صدقتني

ختاماً وأعتذر على الإطاله
" لنكن خير خلف لخير سلف "
السلف أيامهم كلها معلقة برمضان
" يدعون الله نصف سنة أن يبلغهم رمضان ، ويدعون الله النصف الآخر أن يتقبله منهم "

إنها القلوب عرفت فوفَّت فصفت فعملت .

نسأل الله عز و جل أن يدخلنا ووالدينا ووالدي والدينا ووالديهم الفردوس الأعلى من الجنة وأن يهدي قلوبنا و يعيننا على الأعمال التي تقربنا إليها وأن يتقبل منا الصيام والقيام وقراءة القرآن وسائر الأعمال الصالحة وأن يتجاوز عنا سيئاتنا وأن يجعل أمثال هذه الكلمات نافعة لقلوبنا
وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

[أبو عبدالله13]

بارك الله فيك

فعلا هذا هو الحال نسأل الله العفو والغفران

وكل عام وانت بصحه وسلامه

وش هالغيبه وناخوك وحشتنا وغبت كثير عن المنتدى عسى المانع خير

ويشرفني أن أكون أول من يستفيد من موضوعك ويرد عليك

[درع الجزيرة]

وفيكـ باركـ الله أخوي ابا عبدالله

ونسأل الله أن يبدل حالنا الى أفضل حال بِمَنِّهِ وكرمه

الشرف لي أطال الله عمركـ على طاعته

وأما الغيبة خير إن شاء الله كأنها أيام الشهر كأنه إسبوع لم أتوقع أن تطول الغيبة وماتوحش غالي ياأباعبدالله وأنتم على البال كلنا إخوان وهكذا هي الحياة دائماً هناكـ شئ ناقص .

أسعدني وشرفني مروركـ أخٍ كريم زادكـ الله من علمه ونفعني الله وإياكـ وجميع المسلمين بما نقرأ وبما نكتب.