|
اجتماع 3 طلاب وطالبات المستوى الثالث التعليم عن بعد علم اجتماع جامعة الملك فيصل |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
مـــرحبا ,,,,
طبعا العنوان مبين ... الدكتور قال الادله المهمه واللي نركز عليها اللي بالاخضر والاحمر .. وانا راح اجمع لكم ... المهم ... ولاتنسون الدعاء لي ... بالتوفيق ولكم المثل ان شاء الله اختكم رورو الحلوة ... |
2011- 12- 13 | #2 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
المحاضره الاولي ... ناقص عندي اول شئ وبس اخلص بنزلها وااكتبها .. - الوسطية سمة هذه الأمة، وبها تُعْرف دون الأمم، بل هي ميزة ميزها الله تعالى بها على غيرها، ورد وصف الأمة بها في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(البقرة: من الآية143). تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}(البقرة؟،143)، -وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة».(البخاري، كتاب الجمعة، باب فرض الجمعة). -وقد أشار القرآن إلى وسطية الخيرية في آيتين من خمس آيات نصت على لفظة الوسطية، الأولى في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة143)، والثانية في قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} (القلم 28)، أوسطهم: أعدلهم وأرجحهم عقلا. -كما أن الوسطية تعني أعدل الأحوال، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة رهط، حين تقالُّوا عبادةَ النبي، فقال لهم: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (الترغيب والترهيب: 3/30، ومسند أحمد: 3/285) -وقد فهم الصحابة والسلف ذلك المعنى من الوسطية، فنقل عن الإمام علي -رضي الله عنه-قوله: «عليكم بالنمط الأوسط، فإليه ينزل العالي، وإليه يرتفع النازل ». وفي رواية: «يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي» (أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث) وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «إنّ من أحب الأمور إلى الله القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق في الولاية، وما رفق عبدٌ بعبد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة»(رواه ابن أبي شيبة وابن السري في الزهد) -وقد عنى النبي صلى الله عليه وسلم بالوسطية –أيضا-أنها البعد عن الشطط والانحراف واللغو، فقال صلى الله عليه مسلم: «وإياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» (أخرجه أحمد والنسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم) -وقوله صلى الله عليه وسلم: «يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا، إنما بعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسرين»(متفق عليه) -وفي قول اللَّه تعالى في محكم التنزيل: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا). أوضح الطبري هذا التشبيه بقوله: بأن جعلناكم أمة وسطاً. والوسط في كلام العرب: الخيار. ثم قال: وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين.(تفسير الطبري 2 /5). -وقال في الكشاف (ومثل ذلك الجعل العجيب جعلناكم "أمة وسطاً" أي خياراً. وقال الرازي الوسط: هو العدل في قول جماعة بدليل الآية والخبر والشعر والنقل والمعنى، أما الآية فهي ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ ) [ القلم: 28 ]، والخبر: ما رواه القفال عن الثوري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم:« أمة وسطاً () قال: عدلاً » وما رواه ابن السمعاني عن علي مرفوعاً: « خير الأمور أوسطها أو أوساطها » وفي رواية ابن عباس عند الديلمي مرفوعاً: « خير الأمور أوسطها » والشعر قول زهير: هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي العظائم - والنقل كما قال الجوهري في الصحاح: (أمة وسطاً) أي عدلاً، -وأكد القرطبي تفسير الوسط بأنه العدل. -والمعنى في هذا السياق القرآني ينصرف إلى أمور ثلاثة: أولها: الأمة الوسط. وثانيها: الدين الوسط. وثالثها: الرسالة الوسط. - فالأمة الوسط التي تدين بالدين الوسط هي ذات رسالة وسطية، تحمل مبادئ -والأمة الوسط شاهدة على الناس الشهادة التي تؤكد التكليفَ الإلهيَّ، (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). تعالى في كتابه العزيز: )كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). فالخيرية في هذا السياق هي الوسطية، واللَّه سبحانه وتعالى وصف أمة الإسلام بالصفتين معاً، كما وصفها بصفات أخرى في آيات كثيرة. -ولما جعل اللَّه هذه الأمة وسطاً، خصّها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج، كما قال تعالى: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ). لقد جعل اللَّه الإسلام ديناً وسطاً وأمر المسلمين بأن يكونوا خياراً عدولاً، فهم ولعلنا بهذا الربط بين (وسطية الإسلام)، وبين (خيرية الأمة الإسلامية)، نصل إلى -وجملة القول أن الوسطية هي تحقيق لمبدأ التوازن الذي تقوم عليه سنة اللَّه في خلقه. يقول تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) أي بمقدار وبميزان. فالوسطية هي المنهج الرباني، والنظام الكوني الإلهي، وسنة اللَّه في خلقه، وهي تنسجم مع الفطرة الإنسانية، ولذلك فالخير كلُّه في الوسطية التي جاء 1- توحيد مصادر المعرفة: وذلك بالجمع بين الوحي والعقل؛ فالوحي هو مصدر التشريع، والعقل له دور في فهم الوحي، كما أنه مصدر من مصادر المعرفة البشرية العامة في الحياة، كما أنه يجمع بين علوم الشريعة وعلوم الحياة. 2- التلازم بين الظاهر والباطن: فيجمع بين الاهتمام بأعمال الجوارح وأعمال القلوب، أو ما يعرف بفقه الظاهر وفقه الباطن. 3- الإتباع في الدين، والإبداع في أمور الدنيا. 4- صحة النقل وصراحة العقل: فيجمع بين منهجي مدرسة الرأي ومدرسة الأثر. 5- الجمع بين عمارة الحياة والسمو الروحي: فيتولد عنه الاتزان بين متطلبات الجسد والروح، وتكون الدنيا مزرعة الآخرة، ويجمع بينهما وَفْقَ منهج الله . 6- الاجتهاد الصادر من أهله وفي محله: فلا هو يغلقه كلية، ولا يفتح لكلِّ أحد. 7- الثبات في الأهداف والمرونة في الوسائل. 8- التوازن في التعامل مع التراث احترامًا بين التقديس والتبخيس. 9-التكامل في بناء الإنسان عقلا وروحًا وجسدًا ووجدانًا بصورة متوازنة. 10- قوة المضمون وجمال العرض والأسلوب: فكم من الجواهر الحِسَان ضاعت لسوء عرضها، وكم من الناس غشَّ الآخرين ببضاعته المزجاة؛ لأنه أحسن عرضها. 11- الجمع بين التهذيب والتأديب، بين البناء الداخلي والسلطان الخارجي. 12- تحرير المرأة من الوافد المستلب ومن التقليد الموروث: وذلك أن القضية اكتنفها طرفان: طرف يريد للمرأة الانسلاخ من القيم، وآخر يُكْرهها على عادات وتقاليد لا علاقة لها بالشرع، والوسط أن يعيش كل من المرأة والرجل .1ففي مجال الاعتقاد نجد الإسلام وسطا بين الخرافيين الذين يصدقون بكل شيء ويؤمنون بغير برهان وبين الماديين الذين ينكرون كل ما وراء الحس، كما أنه وسط بين الملاحدة الذين لا يؤمنون بإله قط وبين الذين يعددون الآلهة حتى عبدوا الأبقار وألَّهوا الأوثان والأحجار. . الوسطية في العقيدة الموافقة للفطرة باعتماد منهج القرآن والسنة والسلف الصالح في أمر العقيدة، والبعد عن اصطلاحات الجدليين، والاهتمام ببيان أثر العقيدة على النفوس، واعتماد طريقتي المعرفة النقلية والعقلية في العقيدة؛ لتقوية الصلة بالله سبحانه. 4. وفي مجال العبادات والشعائر 0. ومن المظاهر الفريدة في وسطية الإسلام أنه وازن بين الفردية والجماعية، بعكس التيارات الفلسفية والفكرية التي جاء بعضها ليطلق حرية الإنسان في كل شيء، والمذاهب الأخرى التي جاءت لتجعل خصوصيات الفرد مشاعا للمجتمع كله. 11. وسطية في التفاعل الحضاري: من خلال الفاعلية الإيجابية دون تقوقع أو استلاب، والاعتزاز بلا استعلاء، والتسامح بلا هوان، فالمسلمون أمة قائمة برأسها تتمتع بخصائصها الذاتية المتميزة، فهم كما وصفهم رسولهم الكريم: ”المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم“ |
2011- 12- 13 | #3 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
التمهيديه .... تعريف الثقافة: هي جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعًا بعينه أو فئة اجتماعية بعينها، وتشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات. هذا هو التعريف العالمي للثقافة والتعريفات الأخرى لا تبتعد عن إطاره مثل ما جاء في منظمة الإلسكو وهي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وكذلك ما جاء عن الإسسكووهي المنظمة الإسلامية للتربية •والثقافة هي التي تمنح الإنسان قدرته على التفكير في ذاته، وهي التي تجعل منه كائنا يتميز بالإنسانية، والقدرة على النقد والالتزام الأخلاقي، فعن طريقها نهتدي إلى القيم ونمارسها . •إن الثقافة تتمثل فيما يتعلق بالإنسان من حيث هو إنسان، فكل ما يتعلق بالإنسان من حيث إنسانيته فهو ثقافة، •ويمكننا من خلال التعريف السابق أن نضع الملاحظات التالية 1. أن قضايا الثقافة قضايا إنسانية بصفته الإنسانية لذلك قال العقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل القدرات والعادات ولم يقل الطب أو الكيمياء أو الهندسة لأنها أشياء مادية أما الأخلاق ..الخ فهي جانب إنساني روحي أي قضايا ذات بعد إنساني . . هذه العناصر متداخلة وليست عناصر مفصولة عن بعضها البعض بل هي بناء متكامل أي كلٌّ مركبٌ وهناك معتقدات تقوم علها قيم . 3. أن هذه الثقافة ليست معارف نظرية أي ليست فلسفة أو فكر مجرد في فكر إنسان أو فيلسوف أو كتاب بل الثقافة حياة جماعية وواقع فكري وسلوكي يتحرك به الناس؛ أي علم وعمل مترابطان . 4. أن الثقافة ليست تميزا فرديا بل هي جماعية، بمعنى أن الشخص يعيش الثقافة في ظل مجتمع أو أمة تعيش هذه الثقافة، ومن الصعب أن يعيش الإنسان بعيدا عن ثقافته، لذلك يعاني المغترب ونجده يبحث عن أقلية أو أسرة تتفق معه في الثقافة. 5. أن الثقافة بمجموعها تمثل تميزا للمجتمع أو الأمة عن المجتمعات والأمم الأخرى، أي أن الأمم تختلف وتتمايز عن بعضها في الثقافات وليس بالجوانب المادية ولا استعمال السيارات ولا الطب التشريحي ولكن بين المسلم والغربي والهندوسي التمايز بالثقافة والعقائد والنظم والأعراف. للثقافة ثلاثة عناصر أساسية هي التي تشكل ثقافة الأمم مهما اختلفت فأي ثقافة في العالم لابد أن تحوي هذه الثلاثة عناصر بدائية أو متحضرة كتابية أو ليست كتابية بمعنى أن الاختلاف ليس على وجود هذه العناصر إنما الاختلاف في نوعية هذه الثقافة من مجتمع إلى آخر والعناصر هي 1- تفسير الوجود . 2- القيم. 3- النظم هي تلك الإجابة التي يشعر الإنسان – أي إنسان – أنها مطلب لديه.. وهي عموماً إجابات الأسئلة الوجودية من أنا؟ كيف جئت؟ ما هدف وجودي؟ ما هو مصيري؟ ماذا بعد الحياة؟ كيف جاء هذا الكون وما علاقتي به؟ .هل هذا الكون له إله ؟وكم إله له ؟. إلخ هي المعايير التي يتعامل معها الإنسان في الحياة مثل العدل – الصدق- الوفاء – وهي تلك المثل التي تتميز بها الحياة الإنسانية عن الحياة الحيوانية.. أو هي القواعد التي يقيّم الناس عليها حياتهم ليرتفعوا بها عن الحياة الحيوانية . وهي على أنواع: - قيم فكرية (قيم الحق) : معايير تحكم حركة الإنسان الفكرية. - قيم الخير: القيم الأخلاقية : الصدق الوفاء البر الحياء. - قيم الجمال: قيم الذوق ورؤية الجماليات. القوانين أو التعاليم والأعراف والتقاليد أو الشعائر التي يمارسها الإنسان في حياته. سواء اللصيقة بالإنسان (العبادة، الأخلاق) أو ما دونها (النظم التعليمية، الإعلامية، الإدارية..) وتشمل كذلك التشريعات التاريخية التي توارثتها الأجيال وأصبحت قانوناً ملزماً سواء كانت مدروسة أو غير مدروسة مثل نظم العشائر والبدو وهي نظم لا يستطيع الإنسان أن ينفك عنها . من خلال هذه العناصر تتشكل شخصية الإنسان وتبنى ثقافته . هي الموضوعات أو المسائل أو المشكلات التي تثيرها بعض جوانب الثقافة أو عناصرها، إما ما يتعلق منها بالوجود أو بالقيم أو بالنظم، ونتناولها في صيغة قضايا تواجهنا في واقعنا المعاصر الذي نعيشه، ونحتاج تجاهها على موقف، نحدد به وجهتنا. حاجة الطالب إلى دراسة بعض القضايا الثقافية المعاصرة وتجلية حقيقتها وموقف الإسلام منها، باعتبارنا مسلمين ومعاصرين نحتاج على معرفة الموقف الإسلامي الصحيح من مثل هذه القضايا التي تمس حياتنا وتوجه أفكارنا ولها أثر على سلوكنا فرادى وجماعات. |
2011- 12- 13 | #4 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
المحاضره 2 إذا نظرنا في نصوص القرآن الكريم نجد دلالة واضحة على عالمية الإسلام، وذلك من عدة وجوه: •الوجه الأول : نصوص صريحة: منها: •النص الأول: (تبارك الذي نـزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً). •النص الثاني: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون). •النص الثالث: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً). النص الرابع: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). النص الخامس:(إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين). النص السادس: (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ). النص السابع: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). إن هذه الآيات تدل على عالمية الرسالة المحمدية بشكل لا لبس ولا شك فيه. الوجه الثاني : دعوة غير العرب . جاء في القرآن الكريم دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمشركين إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبين لهم بأن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)؛ بل تجاوزت رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى والبشرية بأكملها فلم تقتصر على عالم الإنس فقط بل تعدت ذلك إلى عالم الجن أيضاً. قوقال تعالى: (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين* قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنـزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق التعالى: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً)، مستقيم) الوجه الثالث : خطابات القرآن ونداءاته العامة إن القرآن الكريم كثيراً ما يوجه خطاباته إلى الناس غير مقيدة بشيء، وهذا دليل واضح على أن خطاباته وتوجيهاته تعم الناس كافة. ومن أمثلته: -قوله تعالى: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين). -وقوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون). وغيرها من الآيات كثير، فهو يخاطب الناس جميعاً بقوله يا أيها الناس ولم يقل يا أيها العرب. الوجه الرابع : التشريعات القرآنية عالمية: - يعتمد الإسلام في جميع أحكامه وتشريعاته، وما يخص الإنسان في معاشه ومعاده، على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها جميع البشر. - ولا يجد الباحث مهما أوتي من مقدرة علمية كبيرة فيما جاء به نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم أي طابع إقليمي، أو صبغة طائفية. وتلك آية واضحة على أن دعوته دعوة عالمية لا تتحيز إلى فئة معينة، ولا تنجرف إلى طائفة خاصة. المسلم أينما وجد زماناً ومكاناً قائلاً: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل). الوجه الخامس: الإسلام ينبذ أي مقومات للتفرقة بين الناس: إن أقوى دليل على أن الإسلام رسالة عالمية مكافحته للنـزاعات الإقليمية والطائفية، فالإسلام لا يفرق بين أبيض وأسود ولا بين جنس وآخر. والمقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم). النص الأول:ها هو صلى الله عليه وسلم يخبر قومه قائلاً: "والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة". - النص الثاني : ان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للناس كافة، ”يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة“ (الحاكم والهيثمي) - النص الثالث: اختص صلى الله عليه وسلم من بين الأنبياء بأنه بعث للناس كافة: ”أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر واسود“ (الزيلعي) - أرسل صلى الله عليه وسلم كتبا إلى عظماء زمانه يدعوهم فيها للإسلام، (فبعث سفراءه وفي أيدي كل واحد منهم كتابا خاصا؛ إلى قيصر الروم، وكسرى فارس، وعظيم القبط، وملك الحبشة، ...الخ) رسالته إلى كسرى ملك فارس: "بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله ، إلى كسرى عظيم فارس: سلام على من اتبع الهدى ... وأدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين، اسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس”. - وهذا أيضاً ما كتبه إلى قيصر ملك الروم يقول فيه: ”بسم الله الرحمن الرحيم .. إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى . أما بعد فإني أدعوك بالإسلام اسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين". 2\ وحدة النوع الإنساني: -يمتاز الإسلام بنظرته إلى وحدة النوع الإنساني، فالناس يشكلون وحدة إنسانية لا تمايز بين شعوبها وأفرادها في الأصل أو الطبيعة أو المصير، والناس جميعا ينحدرون من أصل واحد: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} (النساء/1)، -هذه النفس الواحدة - عند التدقيق والتحليل - تعود إلى ذكر أو أنثى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى}(الحجرات/13)، ثم إن هذا الأصل الواحد يعود بعد ذلك إلى أب واحد، ينتسب إلى التراب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى»(أحمد). 3\وحدة الطبيعة الإنسانية: -هذه الطبيعة أو الفطرة الواحدة موجودة في الناس جميعا، وهي التي أكد عليها قول الله تعالى: {فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}. تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}. 4\مهمة الأمة الإسلامية ووظيفتها: -الأمة الإسلامية أمة عالمية يجمعها أمر واحد ودين واحد، وتكاليفها واحدة، وهي تحمل أمانة الشهادة على الناس يوم القيامة، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} -ولكن هذه الوحدة البشرية التي جاء بها الإسلام لم تمح خصوصيات الشعوب، بل اعتبر الله تعالى التمايز بين الناس لونا وعرقا ولسانا آية من آياته عز وجل، كما ورد في الآية الكريمة: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ}(الروم/22). 5\عالمية الخطاب القرآني للفكر الإنساني: - إن الخطاب القرآني قد خاطب العقل الإنساني بالإطلاقق، ودعاه إلى التأمل والتدبر والنظر في آيات كثيرة، قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (آل عمران/190)، - 8\عالمية النظام الاجتماعي: أقام الإسلام نظاما اجتماعيا رائدا، أساسه التكافل، وعماده نسيج اجتماعي متلاحم، فالمؤمنون (إخوة)، أُخوة تعلو على رابطة النسب، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} -( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) ( الاسراء/70 ) - وقال تعالى: ”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله“ (المائدة 2). -كما بنى الإسلام علاقة المجتمع الإسلامي بغيره على أساس السلم، قال تعالى: ”يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين“ (البقرة 208). .1رابطة وحدة الأصل: ”هو الذي أنشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون“ (الأنعام 98). وقوله تعالى: ”يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم“ (الحجرات 13). 2. رابطة الأسرة والقرابة: إن ارتباط الإنسان بأفراد أسرته أبا أو أما أو زوجة أو أولادا أو أقاربا وأرحاما هو ارتباط فطري، يقرها الإسلام، ويأمر بها: ”وبالوالدين إحسانا وبذي القربى“ (النساء 36)، ”وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله“ (الأنفال 75)، ”ووصينا الانسان بوالديه حسنا“ (العنكبوت 8). عليا لتواصل المؤمن وعلاقته بغيره، ”قل عن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم .... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين“ (التوبة 24). 3. رابطة الدين: إن غاية الإسلام من رابطة الدين تحرير البشرية كلها من عبودية الأهواء، والارتفاع بها عن أوضار الحقد وشوائب العصبيات، لتصوغ علاقاتهم الإنسانية صياغة فريدة، قوامها الدين الحنيف، ولحمتها التناصح والتآزر، وجوهرها الإخلاص وسلامة النفس. ”إنما المؤمنون إخوة“ (الحجرات 10)، ”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا“ (آل عمران 103). عليا لتواصل المؤمن وعلاقته بغيره، ”قل عن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم .... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين“ (التوبة 24). 3. رابطة الدين: إن غاية الإسلام من رابطة الدين تحرير البشرية كلها من عبودية الأهواء، والارتفاع بها عن أوضار الحقد وشوائب العصبيات، لتصوغ علاقاتهم الإنسانية صياغة فريدة، قوامها الدين الحنيف، ولحمتها التناصح والتآزر، وجوهرها الإخلاص وسلامة النفس. ”إنما المؤمنون إخوة“ (الحجرات 10)، ”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا“ (آل عمران 103). كانت عهود النبي صلى الله عليه وسلم عهودا عادلة، وحرم الإسلام نقض العهد بعد إبرامه، ”الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون“ (البقرة 27). المواطنة. قال صلى الله عليه وسلم: ”من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة“ (البخاري)، ”ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه او كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة“ (أبو داود). |
2011- 12- 13 | #5 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
المحاضره 3 - ما معنى هذه الكلمة؟ لو أرجعنا هـذه الكلمة إلى أصلها لوجدناها مأخوذة من كلمة شرق ثم أضيف إليها ثلاثة حروف هي الألف والسين والتاء ، ومعناها طلب الشرق، وليس طلب الشرق سوى طلب علوم الشرق وآدابه ولغاته وأديانه - إن كلمة "الاستشراق" كلمة مولدة وعصرية، ومأخوذة من الفعل (استشرق)، ومن كلمة (شرق)، وقد عرّف صاحب (معجم متن اللغة) كلمتي الاستشراق والمستشرقين بقوله: الاستشراق طلب علوم الشرق ولغاتهم ، ويسمى من يقوم بذلك "مستشرق" ، وجمعه مستشرقون، وما ينجزونه يسمى "استشراقا". -" (Orientalism)، كما يعرف المستشرق بـ"أوريانتاليست" (Orientalist)، وكلمة الاستشراق وكلمة المستشرق في اللغة الإنجليزية مأخوذة من كلمة " أوريانت" (Orient) التي هي بمعنى الشرق، فحقيقة مصطلح كلمة الاستشراق أنها ترجمة لكلمة "أوريانتليزم" (Orientalism) التي أدرجت في "قاموس الأكاديمية الفرنسية" في القرن التاسع عشر، وبالتحديد في عام (1838)، - أي أن هذا المصطلح خرج قبل القرن التاسع عشر، -تعلم علوم الشرق . -ويرى المستشرق ( ميكائيل أنجلو جويدي ) أن المستشرق الجدير بهذا اللقب هو الذي لا يقتصر على معرفة بعض اللغات التي تتحدث بها الأمم الشرقية وإدراك عاداتها فحسب ، بل يجمع إلى ذلك الوقوف على القوى الروحية والفكرية والأدبية التي أثرت في الثقافة الإنسانية. - لا يمكن تحديد اسم أول غربي اعتنى بالدراسات الشرقية ، ولا في أي وقت ، - ولكن المتوقع أن رجال الكنيسة في أوروبا هم أول من قصد البلاد الشرقية ، - ولاسيما الأندلس إبان ازدهارها لدراسة العلوم الإسلامية وترجمة القرآن الكريم والعلوم الأخرى وبخاصة الفلسفة والطب والرياضيات. - ومن أوائل هؤلاء الراهب الفرنسي (جربرت ) الذي انتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد عودته من الأندلس ، -وبطرس المحترم (1092 ـ 1156م)، وجيراردي كريمون (1114ـ 1187م) -تلك كانت البداية ، إلا أن المؤرخين يكادون يجمعون على أن الاستشراق انتشر في أوروبا بصفة نشيطة بعد فترة عهد الإصلاح الديني على يد ( مارتن لوثر ) عام 1543م لقد مرَّ الاستشراق بثلاث مراحل ، وهي على النحو الآتي : المرحلة الأولى : مرحلة استكشاف كنه الإسلام وأسباب انتشاره ، وحقيقة الفاتحين المسلمين وسر قوتهم العسكرية ، وتعد هذه المرحلة مرحلة موضوعية تبحث عن الحقيقة . المرحلة الثانية : وهي مرحلة مشوبة بالعدوان ،وتبحث عن العيوب والنقائص في العلوم الإسلامية وبُنية المجتمع ، وتوجّه الصليبيين ضد مصالح المسلمين ، وتعمل على إثارة الشّبه حول قضايا الإسلام لإضعاف القناعة به . المرحلة الثالثة : وهي مرحلة العدوان السافر ، وقد ظهرت بعد فشل الحملات الصليبية التي كان آخرها الحملة الثامنة بقيادة لويس التاسع الذي لفت أنظار الغرب بعد أسره في المنصورة بمصر إلى الغزو الفكري حين قال : ( لا سبيل إلى النصر والتغلب على المسلمين عن طريق القوة الحربية ، لأن تديّنهم بالإسلام يدفعهم للمقاومة والجهاد وبذل النفس في سبيل الله لحماية دار الإسلام وصون الحرمات والأعراض ، وأنه لابد من سبيل آخر وهو تحويل الفكر الإسلامي وترويض المسلمين عن طريق الغزو الفكري فكانت منعطفاً في تاريخ الاستشراق حوّلته إلى حرب العقيدة والفكر عن طريق التأليف والمؤتمرات والمجلات ووسائل النشر . الهدف الأول ـ هدف علمي ( هدف موضوعي ): أقبل نفر قليل من المستشرقين على كتب التراث الإسلامي بهدف الإطلاع على حضارات الأمم وثقافاتها ولغاتها ودراستها دراسة موضوعية وجادة رغبة في الوصول إلى الحقيقة العلمية، وقد كانوا أقل من غيرهم خطأً ، لأنهم فيما يظهر لم يتعمدوا التحريف والدّس، فجاءت بحوثهم أقرب إلى الصواب والموضوعية من غيرهم، بل إن منهم من اهتدى إلى الإسلام مثل (اللورد هيدلي دانين دنينيه) وتسمى ( بناصر الدين دنينيه) ، ومنهم من كان مُنصفاً في رأيه مثل (أرنست رينان) الذي أنكر ألوهية المسيح عليه السلام وأثنى على كتب السيرة النبوية، و( توماس كارلايل) الذي أعجب بشخصية الرسول، الهدف الثاني ـ هدف صليبي ، وتمثل فيما يأتي: 1 ـالانتصار للصليبية التي اتجهت حملاتها إلى البلاد الإسلامية ثم الاستمرار في القيام بدور الهجوم الفكري على عقيدة الأمة الإسلامية وفكرها بعد فشل هذه الحملات عسكرياً عن طريق تشويه مبادئ الإسلام وقِيَمه ومصادره وتاريخه . 2 ـالتهيئة للتبشير بالنصرانية بين المسلمين ليقوم الاستشراق بوظيفة تجهيزالمنصرين ، وإحاطتهم بواقع العالم الإسلامي ، وعيوب المجتمعات الإسلامية ، وأماكن تجمعات النصارى المقيمين في البلاد الإسلامية ، ومدى تأثيرهم ومساعدتهم لدوائر التنصير بالمعلومات . 3 ـ الحاجة إلى العلوم الإسلامية تجاوباً مع الضغط الفكري الذي تتعرض له الكنيسة عن طريق النقد للنظريات والآراء الفلسفية والتاريخية التي كانت تتبناها الكنيسة وتُضفي عليها صفة القداسة ، مما اضطرها إلى إعادة النظر في شروح الأناجيل لمحاولة تفهمها على أساس التطورات العلمية الجديدة ، الهدف الثالث ـ هدف دفاعي : حرص عليه رجال الكنيسة عن طريق الكتابة باللغات المحلية في أوروبا لتشويـه صورة الإسلام ووصفه بالوحشية والعداء للشعوب الأخرى ، والشدة في الأحكام حتى لا يغتر أبناء أوروبا بالحضارة الإسلامية ولاسيما في عهد ازدهار الحضارة العثمانية وامتداد فتوحاتها إلى قلب أوروبا 1 ـ التأليف : اتجه عدد كبير من المستشرقين إلى التأليف في موضوعات مختلفة عن الإسلام وعقيدته ورسوله صلى الله عليه وسلم وقرآنه والسنة النبوية ، وتعمّد غالب هؤلاء تشويه صورة الإسلام وإثارة الشبهات حوله ، ومن هؤلاء : ـ أ . ج . أربري : وهو مستشرق إنجليزي معروف بالتعصب ضد الإسلام ، ومن كتبه : (الإسلام اليوم) صدر عام 1943م . (التصوف) صدر عام 1950م (ترجمة القرآن) صدر عام 1950م . أ . ر. جب : وهو مستشرق إنجليزي معادٍ للإسلام ، تتّسم كتبه بالعمق والخطورة ومنها : (طريق الإسلام) بالاشتراك ، (الاتجاهات الحديثة في الإسلام) صدر عام 1947م ، (المذهب المحمدي) صدر عام 1947م . ـ أ . ج . فينسينك : عدوّ لدود للإسلام يدّعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ألَّف القرآن من خلاصة الكتب الدينية والفلسفية التي سبقته ، ومن كتبه ( عقيدة الإسلام ) صدر عام 1932م ـ الجمعيات والمجلات : أنشئ في أوروبا عدد من الجمعيات التي تخدم الاستشراق، وتسعى إلى تحقيق أهدافه ابتداءً من عام 1787م، حيث أنشئت جمعية المستشرقين في فرنسا، وأُلحق بها أخرى عام 1820م، وأصدرت (المجلة الآسيوية)، وفي لندن تألفت جمعية تحت رعاية الملك عام 1823م باسم (الجمعية الآسيوية الملكية)، وفي أمريكا عام 1842م نشأت (الجمعية الشرقية الأمريكية)، وصدرت عدة مجلات منها: (مجلة الدراسات الشرقية) وكانت تصدر في ولاية (أوهايو)، ومجلة (شئون الشرق الأوسط) وهي ذات طابع سياسي 3 ـ الدوائر المعرفية : ومن أشهرها (دائرة المعارف الإسلامية) التي كانت تصدر بعدة لغات، وقد استنفر المستشرقون كل قواهم وسخروا كل أقلامهم من أجل إصدار هذه الموسوعة التي تعتمد على الخلط والتحريف والعداوة السافرة لفكر الإسلام . أدّى الاستشراق إلى إضعاف عقيدة المسلمين ، - وتشويه صورة الإسلام لدى أبنائه ، - وإشعارهم بتناقض دينهم وقصوره في مواجهة الجديد والمتطور في واقع الحياة ، ومقارنة ذلك بالفكر الغربي الذي أظهره المستشرقون في صورة الفكر المتكامل والمتلائم مع الحياة العصرية، - مما أدّى إلى انهزام نفسية كثير من المسلمين أمام التيار الجارف من كتابات المستشرقين التي تدس الفكر المنحرف، وتثير الشبه حول الإسـلام. |
2011- 12- 13 | #6 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
المحاضره4 - في اللغة: كلمة التنصير مأخوذة من نصَّره أي أدخله في النصرانية، وجعله نصرانيا، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة ؛ فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه). وقيل : سميت بالنصرانية نسبة إلى مدينة الناصرة بفلسطين ، وقد موه المستشرقون لما سموا التنصير بالتبشير لإخفاء غايتهم منه ، وهي الدعوة إلى النصرانية ؛ إذ تسميته بالتبشير مأخوذة من البشارة ، وهي الخبر الذي يفيد السرور ، ويظهر أثره الحسن على بشرة الإنسان . ب - في الاصطلاح : هي الجهد المبذول بصفة فردية أو جماعية في دعوة الناس إلى النصرانية، ويطلق أيضا على ما تقوم به المنظمات الدينية من تعليم الدين النصراني ونشره -يعود تاريخ التنصير كدعوة إلى مبتدأ دعوة المسيح عليه السلام إلى توحيد الله تعالى وإلى إصلاح ما أفسده بنو إسرائيل في شريعة موسى عليه السلام ، قال تعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (المائدة:46). إلا أن النصارى مع تقادم العهد بالمسيح ، وابتعادهم عن تعاليمه انحرفوا عن التوحيد ، وبدلوا الشريعة التي أمروا باتباعها ، وأعادوا كتابة الأنجيل بما يتوافق مع أهوائهم ، ونسبوا ما ادعوه من تحريف في التوحيد وتبديل في الشريعة إلى الله تعالى زورا وبهتانا. قال تعالى: (فَوَيۡلٌ۬ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِأَيۡدِيہِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنً۬ا قَلِيلاً۬ۖ فَوَيۡلٌ۬ لَّهُم مِّمَّا ڪَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٌ۬ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ) (البقرة: ٧٩) -إلا أن دعوة المسلمين إلى النصرانية لم تعرف بالتأثير والنشاط المدعومين إلا بعد فشل الحملات الصليبية التي استمرت مائتي سنة من الحروب الدامية ، تمكن النصارى خلالها من الهيمنة على بيت المقدس، -ومن ثم استردها المسلمون من أيديهم في معركة حطين عام ( 583هـ 1188م ) بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي. -وما تبع هذه المعركة من هزائم شنيعة للنصارى، دفعهم إلى إيقاف هذه الحملات ، واتباع مسلك آخر في مواجهة المسلمين ، هو الغزو الفكري -ويُذكر أن القسيس (فرانس) من أوائل النصارى الذين وصلوا إلى العالم الإسلامي، فقد وصل إلى مصر عام (616هـ 1219م ) - كما أرسل القديس (فرانسيس) عددا من المنصرين إلى مراكش بالمغرب، - كما قدم (ريمون لول) الراهب الأسباني عام (693 ﻫ 1294م) إلى البابا خطة لتنصير المسلمين بعد أن أتقن اللغة العربية في مدارس الأندلس بكل مشقة ، وجال في بلاد الإسلام وناقش علماء المسلمين - وغيرهم من القساوسة الذين اتجهوا إلى بلدان العالم الإسلامي لتنصير أبناء المسلمين. - وبرز التنصير بعد ذلك نشاطا للكنائس حينما أرسلت عددا من إرسالياتها المتعددة إلى الهند وجزائر السند والشرق العربي لتنصير المسلمين - ففي عام 1209هـ 1795م بدأ نشاط جمعية التنصير المعمدانية في بنغلاديش، وفي عام ( 1258هـ 1843م أسست الجمعية التنصيرية (أخوات القديس يوسف) مدرسة للبنات بتونس ، -وفي عام 1285هـ 1868م أسست (جمعية الآباء البيض للسيدة العذراء) في شمال أفريقيا لتنصير المسلمين ، -وفي عام 1309هـ 1892م وصل القس (صموئيل زويمر) إلى البحرين ليتخذها مركزا للتنصير في منطقة الخليج العربي، -وهكذا تتابعت الإرساليات وتلاحقت، وشملت بقاعا واسعة في البلدان الإسلامية أولاً : الباعث الديني : يستند المنصِّرون في دعوتهم الناس إلى النصرانية على تفويض إلهي – بزعمهم- ورد في إنجيل (متى) بتنصير الناس ينسب إلى المسيح عليه السلام في قوله للحواريين: (اذهبوا وتَلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الأب والابن وروح القدس) - وواقع حال التنصير أنه تحول من دعوة لإنقاذ المسلم من الضلال إلى وسيلة إفساد تعمل إلى إخراج المسلم من دينه ليكون ملحداً - يقول (زويمر) في مؤتمر القدس عام 1935م : (مهمة التنصير التي نَدَبَتْكُم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية ، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً ، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله ) ثانياً : الحقد الصليبي: منذ انتشر الإسلام وظهر على الدين كله وأهل الكتاب يضمرون العداوة للإسلام وأهله ، وزاد الأمر كراهية بعد اتساع نفوذ الدولة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسيطرتها على الشام ومصر التي ينظر إليها الصليبيون على أنها تابعة لهم على أساس أنها كانت جزءا من ممالك الدولة الرومانية ، وامتدادها في عهد العثمانيين إلى شرق أوروبا وجنوبها وهو ما عبر عنه المنصر الألماني ( بيكر) في قوله : ( إن الإسلام لما انبسط في العصور الوسطى أقام سدا في وجه انتشار النصرانية ، ثم امتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها -وزاد حقد النصارى بعد ارتدادهم على أدبارهم مهزومين إثر الحروب الصليبية التي دامت قرنين، مما ولَّد في نفوسهم آلاماً صعب عليهم نسيانها ففرغوها في مخططات التنصير التي تسعى إلى تحويل المسلمين عن دينهم وَلَوْ إلى الإلحاد وتعمل على بسط النفوذ الغربي عن طريق تلاميذ التنصير والمُغْتَرِّين بحضارة الغرب، وهذا ما أبدته ألسنتهم ، كما قال تعالى:(قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٲهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِى صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأَيَـٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ) (آل عمران: 118) -يقول المنصر (جون تاكلي): يجب استخدام أمضى سلاح ضد الإسلام لنقضي عليه تماما -ويقول المنصر (روبرت ماكس): (لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة، ويقام قداس الأحد في المدينة) ثالثاً : الباعث السياسي: - ومن ثم صارت الحكومات الاستعمارية معينا للمنصرين في الدول الإسلامية التي خضعت لسيطرتهم عرافانا بجميلهم، كما وجد المنصرون في هذا العون ما يحقق هدفهم وهو إعادة مملكة المسيح، كما يظهر من قول المنصرين اليسوعيين لما مارسوا نشاطهم في ظل الحكومات الاستعمارية : (نحن ورثة الصليبين ، رجعنا تحت راية الصليب لنستأنف التسرب التنصيري ، ولنعيد ... مملكة المسيح ) - الأمر الآخر أن التنصير كان عاملاً مهماً في كسر كل دعوة إلى الوحدة الإسلامية التي يحن إليها المسلمون بعد سقوط الخلافة العثمانية. لقد أبرز (لورنس براون) هذا الموقف في صورة واضحة حين قال : (إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا نعمة أيضاً، أما إذا بقوا متفرقين ، فإنهم يظلون حينئـذ بـلا وزن ولا تأثير). أولاً : التنصير المباشر: يقوم به فرد أو مجموعة من المبشرين المتفرغين لهذه الوظيفة ممن توظفهم الكنيسة وعّاظاً لنشر النصرانية ، ويعتمد هذا النوع على الإقناع الفردي والوعظ العام في الكنائس أو الأماكن العامة لتعريف الناس بالمسيح وحياته وتعاليمه ثانياً : وسائل التنصير المساعدة : يُقْصَد بها التنصير عن طريق مجالي التعليم والعلاج والخدمة الاجتماعية والإعلام ، - أما وسيلة التعليم فتُعد من أنجح الوسائل لنشر النصرانية ، ويتم ذلك عن طريق إنشاء مدارس للمراحل الأولى ، والتي غالباً ما يدرس فيها المنهج النصراني والفكر العلماني ، ويتعلم فيها أبناء علية القوم الذين يتوقع لهم التأثير في واقع مجتمعاتهم مستقبلاً، كما امتد نشاط المبشرين إلى التعليم العالي فافتتحت كليات تنصيرية 1 ـإخراج المسلمين من دينهم وإدخالهم في النصرانية كما حدث في تنصير بعض المناطق الإسلامية في أفريقيا وشرق آسيا ، يوضح ذلك المنصر ( رايد ) حيث يقول : ( إنني أحاول أن أنقل المسلم من محمد إلى المسيح، وإن كان النصارى لم يحققوا في سبيل تحقيق هذا الهدف نجاحا كبيرا يتناسب مع الجهد المبذول إلا أنهم نجحوا في إحداث ردة بين المسلمين وإضعاف ولاء كثير منهم لدينهم ، وتلك كانت غاية أخرى للمنصرين. 2 ـإضعاف قوة المسلمين بإضعاف صلتهم بدينهم، فإن المنصرين أدركوا أن تمسك المسلمين بدينهم هو سر قوتهم. يقول المنصر (جاردنر): (إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوروبا)، كما أن إلاسلام العائق الأول أمام تقدم انتشار النصرانية في دول العالم. ـتفريق كلمة المسلمين والحيلولة دون وحدتهم وتخلصهم من سيطرة الغرب عليهم، يعبر عن هذا المنصر القس (سيمون) في قوله: (إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية ، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة الحركة ، من أجل ذلك يجب أن نحول بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية) 4- تغريب المسلمين في بلادهم عن طريق التعليم الذي اعتنى به التنصير لإيجاد أجيال تنتمي إلى الإسلام اسماً، وتحمل فكر الغرب حقيقة، وتمارس عاداته بعيدا عن تعاليم الإسلام وأحكامه، يقول (تاكلي): (يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني؛ لأن كثيرا من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب الغربية، وتعلموا اللغات الأجنبية) |
2011- 12- 13 | #7 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
المحاضره 5 -كان أول من نادى بالحروب الصليبية على المسلمين ( البابا أوربان الثاني ) الذي تولى كرسي البابوية سنة 1088م، ومهد لهذه الحروب، وحشد لها الجموع من رجال الدين والساسة والعامة ، وأجج نارها في أصقاع أوروبا ، -وقد امتدت ما يقرب من تسعة قرون منذ الحملة الصليبية الأولى على العالم الإسلامي التي قادها بطرس الراهب سنة ( 491هـ ـ 1097م ) - وتمكن من السيطرة على الأراضي المقدسة في بلاد الشام ، إلى الحملة الصليبية الثامنة بقيادة لويس التاسع سنة 652 ـ 1249م ، الذي أُسر في معركة المنصورة سنة 1250م ، ونبّه إلى عدم جدوى الصِّدام العسكري مع المسلمين في ذلك الحين ونادى بالغزو الفكري لعقيدتهم وأخلاقهم وفكرهم . - وقد استطاعت الحروب الصليبية التي استمرت زهاء قرنين في المشرق استنزاف جميع القوى البشرية والمادية في منطقة الشام ومصر ، وفرض سيادتها على أجزاء من البلاد الإسلامية منها بيت المقدس وما حوله من الأراضي المباركة -يقول (شتر) : (جهد الصليبيون طوال قرنين لاستعادة الأرض المقدسة من أيدي المسلمين المتعصبين، فكان عهد الحروب الصليبية من أجل ذلك وأروع العهود في العصور الوسطى كلها ، ولكن ذلك الجهد قد خاب وتراجعت الحملة الصليبية أمام سدود عتيدة من التعصب الإسلامي ) -وباءت الحملات الصليبية بالفشل، وارتدت على أعقابها خائبة، ولم تلبث الأمة أن تولت قيادتها الدولة العثمانية التي حفظت العالم الإسلامي من أخطار محاولة الغزو العسكري الغربي ؛ بل عملت على توسيع رقعة البلاد الإسلامية ونشر الإسلام في أوروبا ، حتى تمكنت من فتح القسطنطينية قلعة الدولة الرومانية الشرقية وقد سيطرت الـدول الأوروبيـة علـى العالـم الإسلامي ، على النحو الآتي 1 ـبريطانيا : استعمرت ماليزيا وشبه القارة الهندية وساحل الخليج العربي واليمن ومصر والسودان وجزءاً من الصومال وأريتريا وقبرص ونيجيريا ، وبعد الحرب العالمية الأولى أضافت إليها العراق والأردن وفلسطين . 2 ـفرنسا : استعمرت مالي وتشاد والسنغال وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وجيبوتي ، وبعد الحرب العالمية الأولى أضافت إليها سوريا ولبنان . 3 ـإيطاليا : استعمرت ليبيا وجزءاً من الصومال . 4 ـ روسيا : استعمرت تركستان والأراضي الإسلامية في الأورال وحوض نهر الفولجة وشبه جزيرة القرم وبلاد القوقاز إلى شمال إيران . 5 ـأسبانيا : استعمرت الرّيف المغربي والصحراء المغربية . 6 ـهولندا : استعمرت أندونيسيا وقد استخدمت الدول الاستعمارية كل ما لديها من وسائل القوة لمواجهة كل من يقاومها ، ويعيق سيطرتها على العالم الإسلامي ، وتحقيقها أهدافها الصليبية التي صرح بها عدد من قادة الدول الاستعمارية منهم (اللنبي القائد العسكري الانجليزي) الذي قال في خطبته لما دخل القدس: (الآن انتهت الحروب الصليبية )، وعندما دخل الجنرال (غورو القائد العسكري الفرنسي) دمشق طلب أن يدلوه على قبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله؛ فلما وقف على قبره ركله بقدمه قائلا: (ها قد عدنا يا صلاح الدين). 1ـ هدف صليبي (هدف للكنيسة): يحقق ما عجـزت عن تحقيقه الحملات الصليبية إبان القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين ، وهو السيطرة على البلاد الإسلامية وانتزاع بيت المقدس من المسلمين والذي كانت الدول الغربية في القرن التاسع عشر الميلادي تسعى إليه 2 ـ هدف سياسي (يتعلق بالدول والحكام أنفسهم): 3 ـ هدف اقتصادي: نتج عن الثورة الصناعية التي نشأت في أوروبا في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي. وفي القرن التاسع عشر الميلادي زاد الإنتاج زيادة هائلة فاحتاج أصحاب المصانع إلى المواد الخام والقوى العاملة كما احتاجوا إلى الأسواق لتصريف منتجاتهم ، ولم تتمكن الدول الأوروبية من سد تلك الحاجات كليا مما دفعها إلى الاستعمار للحصول على المواد الخام وفتح أسواق جديدة أمام منتجات صناعتها ، فكان العالم الإسلامي هدفاً . 4 ـ هدف عدائي: يعود إلى ما انطوت عليه قلوب النصارى من حسد وبغض للأمة الإسلامية التي ناصبوها العداء منذ نشأتها ، وعملوا على القضاء عليها بشتى الوسائل العسكرية والفكرية عن طريق الحملات الصليبية ثم الاستشراق والتنصير، ويعد الاستعمار حلقة أخرى في سلسلة حلقات العداء المتتالية، قال تعالى: وَدَّ ڪَثِيرٌ۬ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَـٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدً۬ا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِىَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ ڪُلِّ شَىۡءٍ۬ قَدِيرٌ۬) (البقرة:١٠٩). - لذا فإن الدول الاستعمارية سعت إلى مسح الإسلام من قلوب المسلمين والاستخفاف به وبعلمائه بوسائل مباشرة وغير مباشرة ، وتغريب الأمة وتعطيل أحكام الإسلام ومحاصرة التعليم الديني ومحاربة كل المظاهر المتصلة بالإسلام ، وإخماد كل الحركات الإصلاحية الداعية إلى الوحدة الإسلامية أو إلى العودة إلى الإسلام من جديد. 1 - تغريب العالم الإسلامي ؛ فقد كان الغرب يسعى في مستعمراته ، وفي مناطق نفوذه إلى نشر ثقافته بين المسلمين ، وحملهم عليها 2 - إحياء النعرات القومية ، كالطورانية في تركيا والفرعونية في مصر والبابلية في العراق والآشورية والفينيقية في الشام ، والبربرية في شمال أفريقيا والقومية العربية وتشجيعها لتكون بديلاً عن الفكر الإسلامي وإشغال الأمة بتمجيدها والافتخار بها ، مع تجهيل المسلمين بتاريخهم الإسلامي المجيد. 3 - زرع أسباب الفتنة والخلاف بين المسلمين مثل مشاكل الحدود بين البلاد الإسلامية 4 – حماية الإرساليات التنصيرية ودعمها للقيام بعملها وتحقيق أهدافها وتبرير إفسادها لعقائد المسلمين |
2011- 12- 13 | #8 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
المحاضره 6 ... ظهرت بدايات التأثر بمظاهر الحضارة الغربية في أواخر عهد الخلافة العثمانية عندما أرادت تطوير جيشها على وفق النظام الأوروبي، فقد أمر السلطان محمود الثاني عام 1826م العسكريين بلبس الزي العسكري الأوروبي - كما استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء المدارس الحربية والبحرية -واتخذ التغريب اتجاها آخر لنشر أفكاره وحمل الناس على تبني مفاهيمه عن طريق إنشاء مدارس الإرساليات التنصيريةبلبنان ومصر التي كانت مفتوحة لأبناء المسلمين للتعلم وفق منهج التعليم الغربي وكان نصارى الشام من أوائل من اتصل بالإرساليات التنصيرية، وسارع إلى تلقي الثقافة الفرنسية ، كما أظهروا إعجابهم بالغرب ، ودعوا إلى السير على طريقه وقد ظهر ذلك جليا في مقالاتهم التي كتبوها في الصحف التي أسسوها وعملوا فيها مثل صحيفة الجنان والمقتطف في بيروت ، وجريدة المقطم والأهرام التي رأسوا تحريرها في القاهرة -وعن طريق التشجيع على البعثات إلى أوروبا ؛ فقد قام محمد علي والي مصر بابتعاث عدد من خريجي الأزهر إلى أوروبا من أجل التخصص ، وتوسع في ذلك الخديوي إسماعيل بهدف جعل مصر قطعة من أوروبا -وقد أثر التيار التغريبي في فكر كثير من القادة والمفكرين، وتمكن من إعادة صياغة مفاهيمهم وفق الثقافة الغربية حتى ظن هؤلاء أن التقدم الذي حققه الغرب عائد إلى تصوراته ومفاهيمه وأسلوب حياته البعيدة عن الدين مما دفعهم إلى الدعوة إلى اللحاق بالحضارة الغربية والاندماج في ثقافة المجتمع الغربي. .1نقض عرى الإسلام وإبعاد المسلم عن دينه: لقد كان الهدف إضعاف شأن الإسلام في نفوس المسلمين، وإزاحته من قلوبهم وحياتهم، وقطع صلتهم بمصادره ولاسيما القرآن الكريم، يقول (الماريشال بيار ليوتي) قائد جيش الاحتلال الفرنسي في المغرب: (يجب أن نبعد سكان المغرب عن كل ما يطلق عليه لفظ الإسلام، ولا نترك القرآن يثبت في أذهانهم) -وكذلك تجهيل المسلمين باللغة العربية حتى تنقطع صلتهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية ومؤلفات السلف من علماء المسلمين -يقول الحاكم الفرنسي للجزائر في ذكرى مرور مائة على الاحتلال: (إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون هذا القرآن، ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربي من أفواههم) ويقول ( وليم جيفورد بالكراف): (متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا أن نري العربي حينئذ يتدرج في سبل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه) 2- تفتيت الوحدة الإسلامية: سعى الغرب إلى إيقاظ النعرة العنصرية وصرف المجتمعات الإسلامية عن الإسلام بصفته عاملا لوحدتهم، وكان المدعو (توماس إدوارد لورنس براون المسمى : بلورنس العرب) يقول: (أخذت طول الطريق أفكر ... وأتساءل: هل تتغلب القومية ذات يوم على النزعة الدينية؟ وهل يغلب الاعتقاد الوطني الاعتقاد الديني؟ وبمعنى أوضح، هل تحل المثل العليا السياسية مكان الوحي والإلهام، وتستبدل سوريا مثلها الأعلى الديني بمثلها الأعلى الوطني؟) وكما يصرح (لورنس العرب) في قوله: (أهدافنا الرئيسية تفتيت الوحدة الإسلامية ..). إقصاء أنظمة الحكم والإدارة والتعليم المستمدة من الإسلام، وإحلال الأنظمة الغربية مكانها: ولتحقيق هذا الهدف تم تسليم مواقع التأثير المتمثلة بالحكم والإدارة وسدة التعليم في البلاد الإسلامية للمنبهرين من المسلمين بالحضارة الغربية ، المتخلقين بأخلاق أوروبا ، لأنهم أقدر على إحداث تغيير يتفق مع الثقافة الغربية يقول (كرومر) المندوب البريطاني في مصر لأن تحكم إذ (أن المسلم غير المتخلق بأخلاق أوربية لا يصلح لحكم مصر، كما أكد أن المستقبل الوزاري سيكون للمصريين المتربين تربية أوروبية؛ ... أن المتفرنجين من المصريين ... أصلح الناس للتعاون مع الإدارة الانجليزية ) إعادة بناء فكر المسلمين على أساس تصورات الفكر الغربي ومقاييسه، ومحاكمة الفكر الإسلامي وفق هذه التصورات والمقاييس بهدف سيادة الحضارة الغربية. -وقد أثمرت هذه المحاولة بكثرة التناول للقضايا والمفاهيم، وتنوع الأساليب حتى أحدثت انقلابا فكريا في تصورات الطلائع المثقفة من المسلمين ومفاهيمها، -وتمكنت من عزلهم أو تحييدهم عن مواجهة هذه المحاولة؛ بل انجرف بعضهم مع التيار التغريبي فصاروا يهاجمون دينهم، ويسخرون منه -وكان هذا إيذانا بقيام مدرسة فكرية جديدة تنطلق مما جاءت به الحضارة الغربية من أفكار وفلسفات ونظريات في ميادين الحياة. 5. صبغ حياة المسلمين في جميع جوانبها ومرافقها بصبغة الحضارة الغربية ، وتغيير عاداتهم بما يتوافق مع عادات المجتمعات الغربية ، ولا بأس ببقاء الانتماء إلى الإسلام اسماً في حين يستسلم الواقع في كل مظاهره للفكر الغربي - مما أدى إلى إيجاد مجتمعات إسلامية تتعامل وفق العادات والتقاليد الغربية ، وكان من مظاهر ذلك : الاختلاط بين الجنسين وإلغاء الحجاب عن المرأة ، والتحلي بالآداب الغربية في التحية والطعام واللباس ونحو ذلك .1الوسائل المباشرة :تم تكريس التغريب بشكل مباشر بعد إخضاع غالب البلدان الإسلامية لسلطان الحكم العسكري والسياسي والثقافي الغربي ، والقضاء على هويتها الذاتية وتوجيهها الوجهة الغربية، الوسائل غير المباشرة : -أتقديم الخبرة والمشورة : اتخذ من تقديم الخبرة والمشورة غطاء للتدخل في السياسات والأوضاع الداخلية للعالم الإسلامي عن طريق السفراء والقناصل والخبراء الذين يعدون طلائع للتغريب في كثير من البلدان الإسلامية كما يظهر من عملهم، وتحديث مؤسسات الدولة على النمط الغربي .\ - تجهيل المسلمين بلغتهم و نشر اللغات الغربية بينهم : اللغة العربية الفصحى هي لغة القرآن والسنة النبوية والتراث الإسلامي ولغة الصلاة وشعائر الإسلام ، لها أثر كبير في توحيد المسلمين على اختلاف أجناسهم وبلدانهم لذلك كانت غرضا مباشرا للتغريب من أجل تجهيل المسلمين بتعاليم دينهم وصرفهم عنها - فقد تم محاصرة تعليم اللغة العربية الفصحى في حلقات المساجد ومدارس التعليم الدينيوتقليص تدريسها في المدارس المدنية والدعوة إلى الاستغناء عنها باللغة العامية التي تمثل مجموعة من لهجات تختلف من بلد إلى آخر - وكذلك عمد أصحاب التيار التغريبي إلى التوسع في تعليم اللغات الأوروبية لتكون نافذة لتسرب الثقافة الغربية إلى عقولهم وحياتهم. -يقول اللورد (لويد) المندوب البريطاني على مصر في خطبته التي ألقاها في كلية فكتوريا بالإسكندرية عام (1345هـ - 1926م): (ليس من وسيلة لتوطيد الرابطة بين البريطانيين والمصريين أفعل من كليةٍ تعلم الشبان من مختلف الأجناس المباديء البريطانية العليا ... فيصيروا قادرين أن يفهموا أساليبنا ويعطفوا عليها ... وينمو فيهم من الشعور الانجليزي ما يكون كافيا لجعلهم صلة للتفاهم بين الشرقي والغربي ) -ولخطورة هذه الوسيلة وقوة تأثيرها سارع الاحتلال إلى استثمار التعليم ورسم سياسته نحو تحقيق أهداف التغريب. ث- تحرير المرأة: أن المرأة نظرا لمكانتها وتأثيرها القوي في الحفاظ على ثقافة المجتمع الإسلامي ونقل مكوناتها إلى الناشئة وتربيتها على مباديء الإسلام وقيمه كانت هدفا لدعاة التغريب الذين دعوا إلى سلخ المرأة عن دينها ودعوها إلى محاكاة المرأة الغربية ومجاراتها في العادات والتقاليد باسم تحرير المرأة، وطالبوها بخلع حجابها ومخالطة الرجال الأجانب في ميادين التعليم والعمل، كما دعوا إلى إباحة زواجها بالكفار ومنع تعدد الزوجات وتقييد الطلاق وإيقاعه في المحاكم ، وكان النصراني المتعصب (فهمي مرقص) أول من طرح هذه المطالب، وذلك عام 1894م في كتاب له سماه (المرأة والشرق) - ومن المؤسف أن المرأة المسلمة التي كانت تنعم بكرامتها وحقوقها استخدمت باسم التحرير والتطور مصيدة لجمع المال، ومطية لتحصيل المتعة، ووسيلة للدعاية التجارية ؛ السيطرة على الصحافة والاعلام: التي كانت تعمل على تطوير الإسلام وإيجاد تفسير جديد له يخدم أهداف التغريبيين، ويقوي الصلة بهم، وهذا التطوير كان خطرا خفيا انقادت له مجتمعات المسلمين دون إدراك لوجه الخطر فيه ؛ -ولا غرابة في الاهتمام بالصحافة فهي كما يقرر (جب) أقوى أدوات التغريب، وأعظمها نفوذا في العالم الإسلامي، ولاسيما أن مديريها ينتمون في معظمهم إلى من يسميهم التقدميين؛ ذلك أن معظم الصحف واقعة تحت تأثير الآراء والأساليب الغربية ح- تطوير الفكر الإسلامي: مع بداية القرن العشرين تحول اهتمام المستشرقين في دراساتهم نحو تطوير الفكر الإسلامي، وهي دراسات موجهة هادفة، تساير تطور السياسة الاستعمارية في البلاد الإسلامية، واتجاهها إلى التغريب تعني المسلمين لكي يشاركوا في تطوير حياتهم مشاركة واعية ، ويرى أن ذلك ضروريا لترويج مفاهيم التحرر والعلمانية والعالمية في العالم الاسلامي. استطاعت حركة التغريب التغلغل في كل بلاد العالم الإسلامي، وترك بصماتها على كل مظاهر الحياة،والتأثير في فكر المجتمع الإسلامي وسلوك أفراده، وقد تفاوت حجم التأثر من بلد إلى آخر وكان من أبرز هذه الآثار ما يأتي : 1. زعزعة اعتقاد المسلم ودفعه إلى ترك الالتزام بأحكام الإسلام . 2. تكريس التبعية للغرب في كل توجهات المسلمين وممارساتهم . 3.منع تطبيق الشريعة الإسلامية . 4. إعاقة العمل نحو الوحدة الإسلامية . 5. إلغاء بعض عادات المجتمع الإسلامي وقيمه وإحلال بعض عادات الغرب وقيمه مكانها . |
2011- 12- 13 | #9 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
م..... 7
يزداد الاهتمام العالمي يوما بعد يوم على مستوى الدول والشعوب بموضوع العولمة ومظاهرها المختلفة ، - ويكاد هذا الموضوع أن يستحوذ على مساحة كبيرة من الرأي والفكر والحوار والنقاش في وسائل الإعلام والمؤتمرات والندوات الدولية والإقليمية ، -وهذا يعني أن العولمة من القضايا الساخنة والمثيرة التي تشغل بال كثير من العلماء والمفكرين في الوقت الحاضر، وتجعلهم يتطلعون إلى الإسهام في توضيح حقيقتها وتجلية غموضها وكشف خباياها والإجابة عن ما يثار حولها من تساؤلات واستفهامات ، والتعرف على آثارها المستقبلية. وإذا كانت العولمة قد برزت في مظهريها •أ- في اللغة: كلمة عولمة مصدر قياسي على وزن فوعلة مشتق من الفعل الرباعي عولم من العالم، مثل حوقل حوقلة، وهي كلمة تدل على التغير والتحول من حال إلى حال . •ب - في الاصطلاح: العولمة مصطلح جديد، له عدة مرادفات، هي الكوكبة والكونية الشاملة والحداثة . • هذا المصطلح لم يكن له وجود قبل منتصف عقد الثمانينات الميلادية من القرن الماضي؛ إذ أنه قبل هذا التاريخ لم يكن له حضور خاص؛ •بل إن قاموس (إكسفورد) للكلمات الإنجليزية الجديدة أشار إليه لأول مرة عام 1991م واصفا إياه بأنه من الكلمات الجديدة التي برزت خلال التسعينات ومع هذا التداول المتزايد لا بد من الاعتراف بأن العولمة من حيث الواقع تمثل ظاهرة سياسية واقتصادية وثقافية ؛ بل واجتماعية غير محددة المعالم ، وغير مجمع على صورتها ، ولا مجمع على هيمنتها ؛ - ولكن يراد لها أن تكون سمة هذا العصر ، ومصير الشعوب ، وهو ما يمكن استقراؤه من خلال إمعان النظر في تعريفات العولمة الآتية : ـ 1. هي : اتجاه الحركة الحضارية نحو سيادة نظام واحد ، تقوده في الغالب قوة واحدة . 2. هي : استقطاب النشاط السياسي والاقتصادي في العالم حول إرادة مركز واحد من مراكز القوة في العالم. 3. هي : تحويل العالم إلى قرية واحدة يتحكم فيها نظام رأسمالي واحد، بعد انتهاء الحرب الباردة بين القطبين أمريكا والاتحاد السوفييتي التي دامت أكثر من 45 سنة، حدد الرئيس الأمريكي بوش الأب في 6/3/1991م إطار هذا النظام في خطابه الذي ألقاه أمام قوات التحالف في الكويت بعد انتصارها في حرب الخليج الثانية قائلا : ( إننا نرى الآن ظهور نظام عالمي جديد .... ، عالم تصبح فيه الأمم المتحدة بعد تحررها من الطريق المسدود للحرب الباردة قادرة على تحقيق الرؤية التاريخية لمؤسسيها ، عالم تحترم فيه جميع الأمم الحرية وحقوق الإنسان ) - لعل الرئيس بوش كان يقصد من تحقيق الرؤية التاريخية قيام وحدة عالمية تتجاوز أسباب الصراع ، وتستبعد عوامل التناقض بين الشعوب . وهذا يقتضي التساؤل : علام تقوم هذه الوحدة ؟ - إن كثيرا من المفكرين والمحللين يرون أنها ستقوم على أساس سيادة النموذج الرأسمالي. 1- ظهور الثورة التقنية التي سميت بالثورة الصناعية الثالثة، وتمثلت في التقدم الصناعي الغربي الهائل، ولاسيما في مجال الاتصالات والمعلومات والفضاء والحاسب الآلي والإلكترونيات الدقيقة والهندسة الوراثية . 3- قيام شركات كبرى متعددة الجنسيات، 2- تحرير التجارة الخارجية بين الدول عن طريق رفع القيود عن النشاط الاقتصادي وإبرام الاتفاقيات الدولية التي سعت إلى فتح الأسواق العالمية أمام التجارة العالمية، وإزالة كل القيود والحواجز أمام التجارة الدولية . 4- تنامي القوة العسكرية الغربية ولاسيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991م ، وقد سبقه في عام 1989م تحول الدول الأوربية الشرقية من النظام الاشتراكي إلى النظام الاقتصادي الغربي ، واتباعها لسياسات الانفتاح على أسواق الدول الغربية وعلى الفكر الغربي . ولا ريب أن هذه الظروف أسهمت على إظهار الدول الغربية على أنها قوة عالمية واحدة ، تقود نظاما جديدا يسعى إلى نشر نمط الحياة الفكرية الغربية بكل مفاهيمها ونظمها وقيمها بين المجتمعات إن الثقافة ذات خصوصية إذ أن لكل أمة من الأمم مبادئ وقيما ومفاهيم تمثل شخصيتها الظاهرة، وتعبر عن نظرتها للحياة، وتنم عن تصورها للوجود، فتحرص على استمرارها والمحافظة عليها - وحينما نستعرض سلسلة الأحداث الكبيرة التي غيرت تاريخ العالم من اشتعال حروب وقيام دول وحركات فكرية ونهضات علمية نجدها جميعها تهدف إلى اقتلاع فكرة وإحلال فكرة أخرى مكانها. - وتمثل ظاهرة العولمة في الوقت الحاضر إحدى الحلقات الجديدة في هذه السلسلة الممتدة، والتي يمكن القول بأن العولمة الثقافية أحد وجوهها وأكثرها تميزا، وأعظمها خطرا، وهي تعني إلغاء ثقافات الشعوب المتراكمة والموروثة لتحل محلها ثقافة النظام الواحد عن طريق الوسائل الحديثة المستخدمة إن المرحلة القادمة من الجهود الغربية المبذولة في التحول العالمي ستتجه نحو الاهتمام بالعولمة الثقافية نظرا للعناية المتزايدة من الدول الغربية وبعض الدول الشرقية التي تسير في ركابها كاليابان بثقافة المعلومات والمعرفة العلمية نتيجة لما تحقق من تطور صناعي سريع ومذهل في العلم وتقنية وسائل الاتصال والإلكترونات - إن العولمة في اتجاهها الفكري ( تطمح إلى صياغة ثقافة كونية شاملة ، تغطي مختلف جوانب النشاط الإنساني، فهناك اتجاه صاعد يضغط في سبيل صياغة نسق ملزم من القواعد الأخلاقية الكونية). - وإن هذه الثقافة مهما استخدم في صياغتها من صبغة علمية ومعرفية فإنها كما يراها عبد الوهاب المسيريصيغت داخل التشكيل الحضاري والسياسي الغربي، فهي تحمل معالم هذا التشكيل، وتدور في إطار العلمانية الشاملة التي تدعو إلى إنكار القيم وتأكيد النسبية المعرفية والأخلاقية. .1التذويب الكلي أو الجزئي للهوية الثقافية: تسعى العولمة إلى التذويب الكلي أو الجزئي للهوية الثقافية ذات الخصوصية الشديدة لدى المجتمعات. وإذا كانت العولمة تستهدف هذا التذويب ، وتعمل على انهيار هذه الثقافات وذوبانها فإن هذا يعني أن الثقافة بما فيها ثقافتنا الإسلامية ستتعرض لمواجهة شديدة ، تنعكس سلبا على مجتمعنا المتمسك بجذوره الثقافية ، وستكون هذه الثقافة في محك الامتحان العمل على إبراز الثقافة الغربية استغلال المؤسسات الاقتصادية والوسائل الإعلامية والنشاط السياحي لترويج الفكر الغربي داخل المجتمعات بطريق غير مباشر قد يصعب حصر الأخطار التي تنشأ عن العولمة بصفة عامة ؛ بل قد يطول الحديث عن أخطارها الثقافية ، ولكن يمكن الاقتصار على أهمها ، وهي:- 1- تغييب المبادئ الدينية والخلقية تحت وطأة تأثير الفكر الغربي والنظريات المنحرفة عن الدين والقيم، 2- فرض التأقلم مع الحضارة الغربية والذوبان فيها : ذلك أن العولمة ليست محصورة في الاقتصاد وحرية التجارة الدولية التي تعد المحرك الرئيس لها، وليست مجرد وسائل تنقل العقائد والقيم والنظم بشكل سريع يمكن لكل أمة الاستفادة منها في ترسيخ عقائدها وقيمها ونظمها، وليست فكرة خاضعة لحرية الفرد أو حريات الشعوب بحيث يأخذ كل واحد ما يريده منها، ويدع ما لا يريد، وإنما هي تأقلم وذوبان مع معطيات الحضارة الغربية بخيرها وشرها. 3- إخضاع القيم والأخلاق لقانون فكرة العصرنة والنسبية : ذلك أن العولمة الغربية لا تؤمن بأي قيم ثابتة ، ولا تعترف بوجود كليات ملزمة ؛ بل تتجاوز العقائد والموروثات والقيم الأصيلة إلى ما تقتضيه السيولة الفكرية التي تقوم عليها فكرة العصرنة والنسبية من التطور وعدم الثبات وقبر كل قديم وثابت من الأخلاق والقيم مضت سنة الله تعالى في حصول التدافع بين الناس والصراع بين البشر، وتمثل ظاهرة العولمة أحد صوره الحديثة ، قال تعالى: (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) (البقرة: ٢٥١)، هذا التدافع يستلزم أن يتم بين طرفين مختلفين ؛ لكن لا يستلزم أن يرفض أحدهما ما عند الآخر كليا. -وعلى الخصوص لا يصح أن يقبل ما عنده كليا ؛ لأن القبول يتنافى مع معنى التدافع المقتضي للرفض ولو جزئيا . إن اتخاذ المسلمين موقفا من العولمة في ظل التدافع القائم بين الحضارات ، ولاسيما مع الدول الغربية التي تقود هذه العولمة ـ يحتاج إلى حكمة ووعي، فليس القبول المطلق للعولمة التي تفرضها هذه الدول على الشعوب الإسلامية صائبا،وليس رفض العولمة جملة صحيحا أيضا ؛ لأنه مناف للحكمة ، ويعرض الشعوب الإسلامية لضرر أكبر - يتعين على المسلمين رفض الانسياق مع العولمة فيما يتعارض مع دينهم وهوية أمتهم وإثبات خصوصيتها نظرا لأن العولمة تستهدف صهر الأمم والمجتمعات في بوتقة واحدة هي بوتقة الحضارة الغربية وعلى الخصوص الحضارة الأمريكية - إن استثمار المسلمين لما يمتلكونه من عقيدة صحيحة لهي من أقوى العناصر المؤثرة في قلوب المجتمعات والشعوب، ذلك أن الخواء الروحي المتفشي بين الناس وطغيان المادية المتسلطة وانتشار الأمراض الفتاكة الناشئة من فساد الأخلاق وغياب القيم، ورواج المخدرات بين الأفراد، وابتذال الجنس لهي من أهم الظواهر الفكرية والاجتماعية التي تعاني منها شعوب العالم، ويعالجها الإسلام مخلصا هذه الشعوب من شرورها، وواقعية الإسلام وعنايته بمصلحة الإنسان وبكل متطلبات تكوينه هي من أهم ما يساعد على سرعة انتشاره بالرغم من جاذبية المدنية الغربية المادية التي ابتليت مجتمعاتها بهذه الظواهر السيئة إن التأييد المطلق للعولمة الثقافية بحجة أن الانفتاح على الثقافات الأخرى أصبح من سمات العصر، وأن الرفض المطلق لن يغني فتيلا في إيقاف المد الغربي الثقافي الزاحف على العالم الإسلامي ـ نوع من الاستسلام الرخيص المتجاهل لطبيعة الدين الإسلامي والمتغافل عن تاريخ الأمة الإسلامية وثقافتها ، - إن الموقف السليم يقتضي رفض العولمة الثقافية الغربية التي لا تؤمن بغير قيمها ، وتريد تذويب ثقافتنا الإسلامية ، ورفض كل ما يخالف ديننا وقيمنا الشرعية ، ورفض كل ما يمسخ شخصيتنا أو يبدل هويتنا - ويقتضي ألا نكتفي بمجرد الرفض وحده ؛ بل لا بد أن نكون إيجابيين في الموقف بحيث نتبنى نهج المواجهة لعولمة المسخ الثقافي أو العدوان الثقافي ، وهذا يتطلب منا التشبث بهويتنا الثقافية الإسلامية ذات الخصائص المستمدة من عقيدتنا وديننا |
2011- 12- 13 | #10 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المعاصرة, المهله, الاشياء, الثقافية, قضايا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اسئلة مراجعة لمادة القضايا الثقافية المعاصرة من 1 وحتى 10 | ـألسآحر | E5 | 19 | 2012- 1- 1 08:34 PM |
اسئلة مراجعة لمادة القضايا الثقافية المعاصرة من 1 وحتى 10 | ـألسآحر | اجتماع 5 | 20 | 2011- 12- 15 10:59 PM |
تفضلووو حياااكم مناقشات على الاشياء المهمه بكل مادة | *دانه* | إدارة أعمال 1 | 17 | 2011- 12- 6 06:47 PM |
الواجب الثاني لمادة القضايا الثقافية المعاصرة | ـألسآحر | E5 | 5 | 2011- 11- 1 11:54 AM |
مـادة القــضــايا الثقافـيـة المعاصـرة (عام 1433-سمستر 1 ) | ـألسآحر | E5 | 5 | 2011- 10- 18 09:27 PM |