|
ارشيف التربية الخاصة ارشيف الفصول الجامعية الماضية لتخصص تربية خاصة التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التذوق الأدبي (محتوى فقط )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا حنزل محتوى التذوق الأدبي بس يمكن اطول لاني حاخذها من المنتديات الثانيه لأني ماسجلت هالماده تحيــاتي |
2010- 3- 13 | #2 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
د.شهير الدكروري
______ تمهيــد الساعات المكتبية من السبت الى الثلاثاء من التاسعة الى الحادية عشر التيلفون :035800000 التحويلة :1513 _____ مآدة التذوق الادبي نحن بأشد الحاجة اليه لانه ينطوي على جمله من المعارف والعلوم اذ من خلال التذوق الادبي يمكن الطالب او الباحث ان يستشرف ادبه قديمآ وحديثآ..سواء هذا الاستشراف يكون شعريا او نثريا ومن خلال هذا التذوق يمكن ان يدرك قيمة هذا الادب يحتوي هذا المقرر على جملة من النصوص القرآنية والسنة النبوية والنصوص الاجبية شعرية ام نثرية قديمة او جديدة وهذه النصوص مرتدية ثوب البكآر اي ان تذوقنا لها سيكون تذوق خاص سواء من جانب التحليل او من جانب حاسة التذوق الدافع الى التذوق الادبي تأتي جمله من الدوافع المتفاوتة لهذا التذوق الادبي على النحو التآلي ربما يحمل دافع واحد على حسب الذوق ولكن حرصنا ان يكون الدافع منوع متفاوت متباين ) 1- دافع انساني (حينما اقرأ نصا لابد ان انظر الى البعد الانساني سواء كان النص قديما او حديثا او لشاعر او لناثر او كان هذا التص لصحفي او كاتب ) 2-دافع اجتماعي محفز (حينما اتداخل في المقابلات الشعرية والمحاوارات والندوات والامسيات حينما اتذوق النص اتداخل مع القارئ او مع الكاتب او المبدع عموما ومن ثم هذا التداخل يكوّن دافع اجتماعي لابد ان نلتزم به وان نستشعر به ) 3-دافع ثقافي ملح (ان الوقت الحاضر يحتاج الى التثقيف والتثقيف بشكل عام لابد من الباحث ان يأخذ من كل بستان زهرة بمعنى يأخذ من الادب شيئآ ومن العلوم شيئآ ومن الفلسفة شي وهكذا ) 4-دافع ديني مفيد (اي النصوص لابد ان تحمل غاية غاية تهذيبية بمعنى انها تنطوي على بعد ديني فيمكن ان يكون هناك نص يعلمني الاعتدال والتواضع ) 5-دافع أدبي متذوق(هو الاحساس بجمالية النص الادبي حينما اسمع بيت من الشعر يعطي احساسا جمالا ادب ويدفع الى تذوق الشعر والاحساس بجماليات هذا الادب على اختلاف انماطة وفروعه ) أهداف المقرر/لهذا المقرر ثلاثة أهداف رئيسة على النحو التالي : 1-هدف علمي اذا يقوم الطالب بقراءة بل بإستقراء النص الادبي المدروس والإفادة من فكرتة ومضمونة ومعطياتة الفنية والادبية بمعنى الافادة العلمية المادية الملموسة المبآشرة 2- هدف تثقيفي : إذ ينهض الطالب أو الباحث من خلال استقرائة لهذه النصوص (جملة وتفصيلا)بتجميع قدر كبير من التصوص الادبية (الانسانية )المتعددة اضافة الى تحليلها وتذوقها تزيدة قدرة بل قوة تثقيفية تضاف الى ثقافتة الاصلية والاصيلة (أي ان الانسان حينما يقرأ نصا تزداد ثقافته ويضيف اليها ثقافة اخرى اصلية ..واصيلة من خلال خبرتة فتضاف ثقافة ثالثة الى ثقافتية السابقتين ) 3-مهآري إن هذا المقرر بطبيعتة (مضمونة )واصطلاحة (مسماة)ينطوي على إفادة مهارية حيث يتبارى في كشف وإبراز شخصيتة من خلال فهمة بل هضمة لطريقة التذوق والتدريب عليها وممارستها مرارا وتكرارا وهذا بالطبع يثرية بالاضافة الى افادتة العليمة والتثقيفية دربة وممارسة ومهارة في تذوق النص الادبي وتحليلة وبالجملة(نلخص) :تنمية الحس الجمالي لآدبنا العربي بجملتة توصيف المقرر كمأ اشرنا في المحتوى فإننا في سياق التوصيف نركز على التحليل المتذوق العام اذ نقوم بعد عملية الاختيار بدراسة تلك النصوص واحدا بعد الاخر من وجوه مختلفة وفقا لمعطيات كل نص بمعنى أننا سنقف في بدء هذا التحليل المتذوق عند استخلاص الافكار ثم نمر بإبراز الدوافع وتبيين الاهداف ونختتم هذا التحليل بالوقوف على قيم هذا النص أو ذاك الادبية (المعنوية او اللفظية )كدراسة المضمون الفكرة والصورة والوزن الشعري والعاطفة واللغة والاسلوب والرمز واللفظة حال إفرادها وتركيبها فضلآ عن معناها المباشر والعميق والمحسنات البديعية وغيرها من المقومات بل والمعطيات الفنية المؤثرة كل هذا في سياق جماليات التلقي او بالاحرى تجاوبا مع الحاسة الادبية المتذوقة لمحب الادب العربي ومتذوق جمالياتة . *طريقة التذوق الادبي 1- قراءة النص المدروس قراءة صحفية (اولا) 2-قراءة التص المدروس قراءة موضوعية محايدة(ثانيا) 3-تقديم مضمون النص المدروس وإبراز أفكارة (ثالثا) 4-إستقراء معطيات النص المدروس(رابعا): يتم هذا الاستقراء من خلال استخراج تلك المعطيات الفنية الادبية بجملة وأشكالها اللفظية والمعنوية والأفكآر والعاطفة والوزن والموسيقى الخارجية والداخلية والاسلوب والصورة والرمز والاصوات المعبرة 5-استخلاص نتائج ذلك التذوق واستنباط رواة 6-تقديم مقترحات وتوصيات . مصادر المقرر كثيــر ..من المصآدر .. *التصوص المتذوقة 1-نص قرآني مختار من سورة لقمان 2-نص نبوي منتقى من خطبة حجة الوداع 3-جواد امرئ القيس بين الواقع والخيال 4-الذات المجموع في شعر عمروا بن كلثوم معلقتة نموذجا 5-لامية كعب بن زهير الشعرية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم 6-همزية حسان بن ثابت الشعرية ووصف النبي والمسلمين والكفار 7-نص شعري من مدح الفرزدق التميمي 8-نص شعري من وصف جرير التميمي 9-عينية اب ذويب الهذلي الشعرية المتفجعة 10-بائية ابي تمام في فتح عمورية 11-تجليات المكان في شعر ذي الرمة 12-قصيدة البحتري في مدح استاذة ابي تمام 13-بائية ابن عثيمين في مدح الملك عبد العزيز طيب الله ثراه 14-قصيدة المساء لخليل مطران شاعر القطرين 15-نص نثري قصصي حديث زقاق المدق نموذجا ملآحظة : اللذي بين القوسين كلام من الشرح . لم يذكر نعتمد على مآذا في المذآكرة .. منقول من منتدى النقاش دعوآتكم |
2010- 3- 20 | #3 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
المحاضرة الأولى ..
منقوله من منتدى النقاش النص القرآني مقطع من سورة لقمان . أربع آيات: من آية 16-19 قال تعالى :)يا بني إنها إن تك مثقال حبة في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ~يا بني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور~ ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ~واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير( ثانيا.. ■ معاني الكلمات .. ◦ مثقال : واحد (مثاقيل) الذهب ، ومثقال الشيء: ميزانه من مثله . ◦خردل: الخردل : معروف ، الواحدة منه: خردله ◦عزم الأمور: عزم على كذا ، أراد فعله ، وعزم الأمور : هنا صريمة الأمور .. ◦تصعر : الصعر .. الميل في الخد ، وقد صعره خده.. تصعيرا .. وصاغره : اي أماله من الكبر ◦الخد : الشق الأيمن أو الأيسر من الوجه .. وتسمى المخدة بهذا الاسم لأنها توضع تحت الخد .. ◦مختال : منتش متبختر .. ◦اقصد : القصد إتيان الشيء ، والمراد به هنا : إعتدل .. ◦اغضض: ( غض ) رفه خفضه .. -وكذلك : غض من صوته :أي اخفضه .. ثالثا ■ المضمون .. جاء المضمون على النحو الآتي : 1-قدرة الله سبحانه وتعالي على إحصاء واستقصاء كل شي ، كبر أو صغر ( في صخرة صماء أو في السموات أو في الأرض) 2-لطف الله بعباده وعلمه بأحوالهم .. 3-إقامة الصلاة والحث على المعروف وتجنب المنكر ، والصبر على المصيبة . 4- الابتعاد عن تصعير الخد ، والمشي المتبختر المرح . 5- بغض الخالق ( سبحانه وتعالى ) للمختالين الفخورين ، وحبه للطائعين المتواضعين . 6- القصد في المشي وغض الصوت. 7-تجنب الصوت الصاخب الفاحش. خامسا ■ أهداف النص : 1-لفت الانتباه إلى قدرة الله وعظمته وقوته ، فضلا عن لطفه وسماحته. 2- التنبيه على إقامة الصلاة ، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ، كروافد دينية ، فاعلة في مسيرة الانسان . 3-الإلحاح على تحمل المصائب و الاصطهار عليها .. 4- دربة النفس على الاعتزاز والثقة ، دون الاغترار أو المذلة. 5- التزام السلوك " الإنساني " - المعتدل من خلال معاملة الإنسان وتعامله ، أو بالأحرى مشيه وصوته . سادسا ■ المعطيات اللغوية والجمالية في النص : 1- اللفظة القرآنية ( بين الأفراد و التركيب ): ﮧ أولا.. من ناحية الإفراد.. تبدو كل لفظة من جملة الألفاظ الواردة إنها تجمل موقفا لغويا، بمعنى أن انتقاءها – من جهة الإفراد – جاء مرتبطا بدلالة بعينها ، تنهض هذه الدلالة بتكملة جانب معنوي مراد . ﮧ ثانيا.. من جانب التركيب.. أما من جهة التركيب فيميل هذا النص القرآني في مجمله إلى الإنشاء ، حيث نلحظ ذلك المعطى الإنشائي ممتدا من بدء من بدء النص الى منتهاه ، تلمسه في النداء ، والشرك ، والأمر ، والنهي ، فضلا عن التأكيد والنفي المعرضين .. 2 .. الأسلوب يبدو الأسلوب في الآيات الأربع السابقة فصيحا ميسرا ، يتناسب مع مجموع البشر من جهة وتفاوت الأزمنة من جهة ثانية ، وتباعد المكنة من جهة ثالثة، وقد جاء هذا الأسلوب عبر المؤكدات الأربعة ، وكل مؤكد منها يختتم ايته ،ويأخذ بتلابيب الفاصلة القرآنية ، وينتهي بها صوتا موسيقيا ودلالة ، بما يعني أن كل مؤكد من هذه المؤكدات الأربعة يستوعب ((بعدا)) دلاليا لتأكيد قدرة الله وطلاقة معجزاته في كونه وعباده . والمؤكدات الأربعة على الترتيب .. هي 1-إن الله لطيفة خبير .. مؤكد لقدرة الله وعلمه ولطفه .. 2- إن ذلك من عزم الأمور .. مؤكد لمقومات الإنسان المتدين 3- إن الله لا يحب كل مختال فخور .. مؤكد لحب الله لعباده المتواضعين 4- إن انكر الأصوات لصوت الحمير .. مؤكد لإنكار الأصوات الصاخبة الفاحشة .. 3.. التأكيد .. يجيء التأكيد في هذا النص على نمطين .. النمط الأول .. ورود أداة التأكيد بصيغتها النصيح .. " أن " وبشكل مكرور .. - إنها إن تك مثقال حبة من خردل.. - إن الله لطيف خبير .. - إن ذلك من عزم الأمور .. - إن الله لا يحب كل مختال فخور .. - إن أنكر الأصوات لصوت الحمير .. ïتعليق.. يبدو من تكرار حرف التأكيد "إن" خمس مرات أن الله ( عز وجل ) يؤكد من جهة لوازم قدرته ولطفه وعلمه ، ومن جهة أخرى يثبت- بهذا التأكيد- بل يؤكد رضاه للطائعين المتواضعين ، وبغضه المختالين الفخورين الصاخبين بأصواتهم .. النمط الثاني التأكيد بلفظ الجلالة-الله- وصفاته .. يبرز لفظ الجلالة – الله – أكثر من ثلاث مرات / ثم جاءت لوازم هذا اللفظ الجليل ممثلة في " لطيف " ، " خبير " مرتين .. بمعنى إن هذا اللفظ الكريم بلازميه يؤكد طلاقة رب العالمين في القدرة والقوة والاحتواء والجبروت مع لطفه وحلمه .. 4.. النداء جاء النداء هذا عبر صيغتين منسوختين وموجهتين توجيها خاصا إلى اقرب الناس إلى "لقمان" نفسه يابني .. لقد ابرز النداء الأول .. الذي جاء على لسان لقمان تنبيها بل تأكيدا على قدرة الله سبحانه وتعالى على كل شي وطلاقته في الكون ( بأرضه وسمائه إنسانه وحيوانه) ، ولو كان الأمر مثقال ذرة . . وهذا يشير إلى وحدانية الله ( جل وعلا ) ومن ثم توحيده ، أو بالأخرى يبرز علاقة بربه .. الخالق .. -النداء الآخر .. جاء ذلك النداء على لسان سيدنا ..لقمان.. ايضا ولكنه وجه هذه المرة إلى إبنه في سياق لوازم تلك العبادة المطلوبة الموحدة: من إقامة الصلاة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والصبر على المصيبة، والبعد عن تصعير الخد ، وتجنب المشي في تبختر وخيلاء ، ثم القصد في المشي ، وكذلك الأمر بغض الصوت ، وهذا كله يشير في جانب خفي إلى مقومات العبادة لذلك الابن " المنصوح" بل المأمور وهي بالطبع مرهونة بالأمر مره ، وبالنهي مرة أخرى .. 5 .. الأمر جاء الأمر في الآيات الأربع الكريمات ست مرا وعبر توجهين : التوجيه الأول .. ( منوط ببعض العبادات الإسلامية وما يتبعها ).. -مثال ذلك .. 1- أقم الصلاة .. لإقامة الصلاة . . 2- و أمر بالمعروف .. للأمر بالمعروف . . 3- و إنه عن المنكر .. للنهي عن المنكر .. 4- واصبر على ما أصابك .. للصبر على المصائب . . ïالتعليق على التوجه الأول .. إن التوجهات الثلاثة .. الآمرة .. الأولى منوطة بعبادات مادية .. ملموسة ، أما التوجه الرابع والأخير فيعدو حالة من العبادة المعنوية ، لأن أمرها جاء عبر رافد معنوي ، ألا وهو الصبر ، وبوجه خاص الصبر على المصائب والنوائب . . الخلاصة في – الأمر ◦• إن التوجهين ( الأمرين ) معا يكملان مسيرة الإنسان في حياته بأدائه للعبادات المفروضة ، والتزامه السلوك المستقيم ، من خلال الأوامر المفروضة عليه من قبل ابيه والتي سطرتها الآيات الأربع الكريمات بتوجيه رباني خالص وهادف.. 6.. النهي -جاء النهي هنا في سياق السلوك الإنساني العام .. منه أ- لا تصعر خدك للناس .. ب- ولا تمش في الأرض مرحا .. ïتعليق .. جاء النهي الأول لازما لفعل .. مضعف ، العين ، تصعر .. وموجها للناس جميعا ، وذلك التضعيف .. ثم عموم الناس .. يمثل زيادة في المبنى ، وكما قال الصرفيون: زيادة في المعنى .. -النهي الثاني .. يلزم هذا النهي الفعل المضارع المجزوم المعتل .. يمش ، وهذا الاعتلال يشير في جانب خفي الى التبختر والمرح والاختيال الذي يلازم ذلك المعتل في سلوكه وتصرفاته .. يعضد تلك الروية السابقة مجيء مختتم الآية على صيغة مبالغة "فخور" مما يعمق الإحساس بلزوم النهي ووجوبه إزاء ذلك الإنساني المشين.. 7.. الصورة القرآنية تغدو صورة بل صور هذا النص .. القرآني .. لغوية اقرب إلى الواقع منها إلى الخيال ، بمعنى انها صورة واقعية ، وليست خيالية – بيانية لذا ينطبق عليها مصطلح " الصورة المقترحة " لأنها لم تتشكل بعد ، وإن تشكلت فتشكلها لا يزال في حينه ، لأن صيغ تلك الصورة ، بل تلك الصور جاءت مستشرقة بفعل الأمر ، على النحو الآتي : -الصورة الأولى .. أقم الصلاة". -الصورة الثانية.. وأمر بالمعروف". -الصورة الثالثة.. وانه عن المنكر". -الصورة الرابعة.. واصبر على ما اصابك". -الصورة الخامسة.. ولا تصعر خدك للناس". -الصورة السادسة.. ولا تمش في الأرض مرحا". -الصورة السابعة..و اقصد في مشيك". -الصورة الثامنة.. واغضض من صوتك". ïالتعليق .. إن هذه الصور القرآنية "الثماني" في جملتها لم تتحقق بعد، فهي صورة لغوية-واقعية-مقترحة- ، في سبيها إلى تحقيق ، لأنها جميعا مسبوقة بفعل الأمر " المكرور ..من جهة و المتنوع من جهة اخرى ، وفعل الأمر كما نعرفه في أثره أو تأثيره كالفعل المضارع –تماما إذ يقع جزء منه في الحال ، ويمتد بقيته أو الجزء الأكبر منه إلى الاستقبال ، وذلك يبين سر الإعجاز القرآني في تشكيل صورة الإنسان المثالية والفاعلة . تمت وبحمد الله .. .. بالنسبه للنقطة رابعا الدكتور ماذكرها بالمحاضره.. |
2010- 3- 20 | #4 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
في نقص اللي هو
المعرضين .. على اننا نلحظ – كما سبق ان اشرنا – اربع جمل اسميه خبريه مسبوقهبمؤكد ناصبوقد التزمت هذيه المؤكدات الاربعه الايات الاربع مما يعكس قدره الأ عجاز القراني التي تعادل بين الايات بمؤكدات متوازيه ولغه وخبرا" وانشاء" 2- الأسلوب: يبدو الأسلوب في الآيات الأربع السابقة فصيحا ميسرا ، يتناسب مع مجموع البشر من جهة وتفاوت الأزمنة من جهة ثانية ، وتباعد الأمكنة من جهة ثالثة، وقد جاء هذا الأسلوب عبر المؤكدات الأربعة ، وكل مؤكد منها يختتم ايته ،ويأخذ بتلابيب الفاصلة القرآنية ، وينتهي بها صوتا موسيقيا ودلالة ، بما يعني أن كل مؤكد من هذه المؤكدات الأربعة يستوعب ((بعدا)) دلاليا لتأكيد قدرة الله وطلاقة معجزاته في كونه وعباده . والمؤكدات الأربعة على الترتيب .. هي |
2010- 4- 7 | #5 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
ذي المحاضره الثانيه لعنونكم ...
النص النبوي خطبة النبي الوآعظة . *منبلآغة النبي في وعظ الناس . يقول النبي الكريم(أيها الناس :إن لكم معالمفانتهوا الى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا الى نهايتكم فإن العبد بين مخافتين :أجلقد مضى لايدري مالله صانع به واجل قد بقى لايدري مالله فاض فيه فليأخذ العبد مننفسة لنفسة ومن دنياه لآخرتة ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الممات فوالذينفس محمد بيده مابعد الموت من مستعتب ولابعد الدنيا من دآر الا الجنه أو النار .) *معاني الكلمات : 1-معالم :مفردها معلم وهوالاثر يستدل به على الطريق 2- المخافتان :المخافة او الخيفة من الخوف والفزع . 3-الشبيبة:يعني بها حداثة الشباب وهو خلاف الشيب. 4-الكبر:تقدم العمر . 5-مستغتب استغتب واغتب بمعنى وآحد وهو سرة بعدما سآءة. ويقال أيضآ:استغتب :بمعنى طلب ان يغتب . *مضمون النص : جعل هذاالنص النبوي مضمونا انسانيا عاما يتوزع على جمله من المضامين الجزئية الخاصة يمثلهذا المضمون العام في توجيه الناس وارشادهم ودفعهم الى الخير والتحفيز به ولهوتحذيرهم وترهيبهم من الشر وابعادهم عنه ومن هذه المضامين الجزئية الفرعية مايأتي : 1-التذكير بالاخرة والعمل لها ومن اجلها . 2-مخافتا الانسان بين الماضيوالمستقبل او بالاحرى بين المعلوم والغيبي 3-اتعاظ الانسان بنفسة ودنياهوشبيينة وحياتة 4-الدنيا عمل بلآ حساب والاخرة حساب بلآ عمل . أهدآف النص: 1-السعي الى اثبات الخير وادراجة والتحفيز له ومنأجله .وفي المقابل التنفير من الشر بكل أبعادة جملة وتفصيلآ. 2-أضاء الحيآة منقبل النبي للناس جميعا والحث على تخير الطريق المثلي للخير . 3-الدفع بالناسجميعا الى النجاة من ظلمات الدنيا وظلآمها . 4-الحث على طلب الاخرة والترغيب فيجنانها ونعيمها. 5-الاعلام بعمل الدنيا دون حسآب والتقرير بحساب الاخرة دونالعمل . *المعطيآت اللغوبة والجمالية في النص النبوي أولا:النداء يستهل النبي صلى الله علية وسلمخطبتة تلك بنداء عام ومفصل خصة بل خاطب به الناس جميعا وهذا بالطبع يتوافق والرسالةالنبوية التي تستشرف مناط العالمية دون المحلية او القبلية والحق أن هذا النداءالمتصدر يحمل الى جوانب عمومة موققا دلاليا فاعلا يتمثل في اي الذي يبدو مناديامبنيا على الضم في محل نصب ثم يمتد التمثيل بـ(هآ) كأداة أو حرف تنبية وينتهيالتمثيل النداني بلفظة (الناس)كبدل مرفوع إن هذا الموقف يشير دلاليا الى قرب الناسجميعا من النبي الكريم واليه كذلك أو بالاحرى أن هذا النداء في عمومة وتفصيلة فضلآعن تنبيهه وتوجيهه يتناسب تماما وتوجه رسالة الاسلام الى الناس كافة والبشرية جمعاء . ثآنيا القسم : ورد القسم في النص النبوي الشريف مرةواحدة وعبر صيغة بعينها هي (فوالذي نفس محمد بيدة)ومايمكن ان نشير اليه هنا هوطبيعة هذا القسم او بالاحرى نوهة حيث ورد كما هو واضح مرة واحدة .ولكن هذه المرة لمتأت عبر لفظة واحدة كلفظ الجلالة (الله)مثلآ وإنما جآءت عبر صيغة ممتدة استئنافيهمعجلة وتمر بصلة الموصول التي تبدأ بالفاء (فوالذي)ثم يختتم ذلك القسم بمالك ذلكالمصير ورافدة(بيدة)ولله المثل الاعلى (سبحانة وتعالى) تابعالقسم : إن هذا القسم المركب -حتى وإن حاء مرة واحدة-يحمل دلالة قويةمعادلة لجملة السوابق واللواحق من تأكيدات وعظية وتقريرات ارشادية كما يبدو فيالوقت نفسة مناسبا للسياق المنوط به والذي جاء حلآملا لوازم الترهيب من مصيرالانسان الاهي العاصي .اذا جاء ماتخير الدنيا بشهواتها واثرها على الاخرة بنعيمهاوجنانها . ثآلثآ:الامر ورد الامر عبر هذا النصالنبوي (الشريف)ثلآث مرات لما عن المرة الاولى والثانية فقد جاءنا بصيغة واحدةمكرورة (فانتهوا)=(من الفاء وفعل الامر الملحق بواو الجماعة )بدا ذلك الفعل فيالمرة الاولى منوطا بالاثار (المعالم)وغدا في المرة الثانية مرتبطا بالنهاية (الاخرة )فتكرار فعل الامر مع توحد لفظة يتناسب تناسبا كليا مع الوعظ والارشاد خاصةاذا جاء على لسان سيدنا محمد وفي سباق التذكير بالاولى والاخرة تابع الامر: أما مجئ الامر في المرة الثالثة فقج تفارق فيصيغتة اللفظية ونوعه (فليأخذ)إذ انطوى على لام الامر (الساكنة )وفعل المضارعة (يأخذ)والفعل هذا مع لام االامر يتناسبان في ورودهما على هذا النحو مع سياق الارشادلانة منوط بحال ذلك المرشد اللذي يتلقى الاوآمر او بالاحرى يستشرف الترهيب والترغيبفي آن واحد رآبعا:المحسن البديعي . أ-الطباق: ورد الطباق قرابة اربع مرات على النحو الاتي (دنياه ..آخرتة..الشبيبة ..الكبر ..الحياة ..الممآت..الجنه ..النار.. إن هذه الطبقاتالاربعة جاءت في سياق التخيير عبر خطآب النبي للعبد المسلم وإن استهلت هذه الطبقاتبجملة الامر فليأخذ العبد من نفسة لنفسة .أي انه بدأ من النفس ألى النفس ثم منالشبيبة الى الكبر ومن الحياة الى الموت أو الممآت وأخيرا من الممات الى الجنهاو النار أي انه النبي منطق هذا التخيير وحعلة متراتبا يمر بجملة من المراحلالمتنامية من البدء الى المنتهى أو من الاولى الى الاخرة . ب-المقابلة : جآءت المقابلة مرة وآحدة عبر هذا النص النبويوبصيغة مألوفة .هي (أجل قد مضى ..وأجل قد بقى )إن هذه المقابلة تقتسم عمر الانسانبين الماضي من جهة والحاضر بل والمستقبل من جهة اخرى .ومن هنا تكررت لفظة (أجل )لكنها أخذت درجة التقابل مع تكرارها لآنها في سياق المضمون المراد أخذت توجهين :أحدهما الى الماضي والاخر الى المستقبل .وهذان التوجهآن يعنيان المفارقة بلوالتقابل في تصرفات ذلك العبد الملتقى(المنصوح)وفقا لحياتة الانسانيةالمتطورةالمتقلبة من البدء حتى المنتهى . ج-التكرار: بدأ التكرار في ثنايا ذلك النص (النبوي)الشريقحآملا التنوع والامتداد نلحظة على النحو الاتيمعالم -معالمكم(و(نهاية ..نهايتكم )و(أجل ..أجل )و(يدري ...يدري)و(نفسة ..لنفسة)و(الممات ..الموت)يبدو من صيغ هذاالتكرار أنة جآء هنا بنمطية /اللفظى والمعنوي .وهذا التكرار المجمل المتنوع يعكسبالضرورة النغمات الصوتية للدوال او الكلمات المكرورة .والتي بدروها تعيد اسلوبالوعظ وطرائقة .وتكرر وسائل النصح ودوافعة بمعنى ان التكرار بلفظة المكرور ونغماتةالمتراتبة المتماثلة يغدو إلحاحا شديدا على المعنى المراد من هذا (التوجه)المرشد) للإنسان في عمومة والانسان المسلم بوجه خآص . د-النفي: جآء النفي عبر هذا النص (النبوي )الشريف اربع مراتمرتين :في سياق النصح بتقدير الاجل (اجل ..لايدري مالله صانع به (و)أجل ..لايدريمالله قاض فيه .كما جآء في المرتين الاخريين في سياق عمر الانسان وتماوجة بينالدنيا والاخرةومابعد الموت من مستعتب)و(لابعد الدنيا من دآر الاالجنة أو النار). إن النفيهنآ نفي إيجابي وفاعل هادف .لانه في البدء يدعو الىالترغيب لهذا العبد (المسلم)والترهيب له من جهة اخرى . أما في المنتهى فهو يعليمن هذا الترغيب .وينفر من هذا الترهيب وذلك خينما نرآه يعقب بجملة من المظآهرالمفارقة (الحياة ..الموت)..(الاولى ..والاخرة)..(الجنة..النار) وإن كانتالاخيرتان التزمتا اسلوب الاستثناء .الحصري .. الذي جآء ليؤكد دوافع التخييرالتي ساقها النبي من قبل تحفيزا لذلك العبد المسلم . *الخلآصة والاستنتاج: إن هذا النص يغدو ندآء عاما للناس جميعا .يتناسب هذا الندآء في عمومة مع عالمية الاسلام المنشودة التي ارتضاها النبي سبيلآلحيآتة .(فبما رحمة من الله لنت لهم ) وسطرها هنا بجملة من الوسائل اللغويةالمتعددة التي تحمل في طياتها معاني ودلالات ايجابية وفاعلة .تتناسب تماما ومضمون (الوعظ)او بالاحرى (الترغيب )في الخبر دون الشر ومن ثم الجنة دون النار .تأسيسا علىماجاء به القرآن الكريم (ومآأرسلناك الا رحمة للعالمين ) منقووول |
2010- 4- 7 | #6 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
المحاضرة الثَّالثةُ
الأدبُ وعمليَّةُ التَّذوُّقِ ( رؤيةٌ تاريخيَّةٌ أدبيَّةٌ بَيْنَ الماضي والحاضرِ) :أَوَّلاً : العصورُ التَّاريخيَّةُُ للأدبِ - يتوزَّع تاريخُ الأدب إلى العصور الآتية : - - العصر الجاهلي : ويشمل :( أ ) الجاهليَّةَ الأولى : لا ندري أَوَّلَ هذه المرحلة التَّاريخيَّةِ وتنتهي بأوائل القرن الخامس الميلاديِّ ، ولم يصلْ من أدبها ما يُوثَقُ في صحَّتهِ 0 ( ب ) الجاهليَّةُ الثَّانيةُ ، وهي جاهليةُ قُبَيْلَ الإسلامِ بنحو قرنيْنِ ، إلى ظهور الإسلام 0 - - عصرُ صدر الإسلام : - يبدأُ هذا العصرُ بظهورِ الإسلامِ ، وينتهي بقيام ( الخلافة ) الدولةِ الأمويَّةِ سنـ 41ــة هـ 0 - العصرُ الأُمويُّ : ويبدَأُ بقيامِ الخلافةِ ( الدَّولةِ ) الأُمويَّةِ ، وينتهي بقيام ( الخلافةِ ) الدَّولةِ العبَّاسيَّةِ 0سنـ 132 ــةَ 0 - العصرُ العبَّاسيُّ : وينقسم ذلك العصرُ إلى عصريْنِِ رئيسيْنِِ : أ – العصر العبَّاسيّ الأوَّل : ويبدأُ بقيام الدَّولةِ العبَّاسيَّةِ سنـ 132 ـةَ هـ 0إلى قيام الدَّولةِ البويهيَّةِ في العراقِ عامَ 334 هـ 0 ب – العصر العبَّاسي الثَّاني: ويبدأُ من قيامِ الدَّولةِ البويهيَّةِ 334هـ وينتهي بدخول التَّتار بغدادَ سنة 656 هـ 0 - العصرُ التُّركيُّ : يبدأُ هذا العصرُ من عام 656 هـ إلى عام 1220 هـ 0 وينطوي هذا العصرُ على عصريْنِ أو عهديْنِِ : ( أ ) عصر المماليك 0 ( ب ) العصر العثمانيّ 0 - العصر الحديث : يبدأُ من عام 1220 هـ إلى وقتنا الرَّاهن أو قبله بقليلٍ 0 - تاريخ الأدب في الأندلس : ينقسم تاريخ الأدب بالأندلسِ إلى ما يأتي : - عصر الولاة : يبدأُ هذا العصرُ بدخولِ المسلمين الأندلُسِ عام 98 هـ إلى قيامِ دولةِ الأمويِّينَ هناك 0 - - عصر ملوك بني أُمَيَّةَ وملوكِ الطوائفِ : يبدأُ هذا العصرُ عامَ 138 هـ ، وينتهي 484 هـ 0 - - عصر المُرابطينَ والمُوحِّدينَ : يبدأُ عام 484 هـ ، وينتهي عامَ 630 هـ 0 - - عصر دولة بني الأحمرِ : يبدأُ عامَ 630 هـ، وينتهي عام 897 هـ ، حيثُ طُرِدَ المسلمونَ من الأندلسِ 0 - مفهوم الأدب بين الُّلُغة والاصطلاحِ : - الأدب ( لغةً ) : الأدب : هو الظَّرفُ وحسن التَّناولِ ، وأدَّبَهَ : عَلَّمهُ فتأدَّبَ ، والأُدبةُ بضمِّ الهمزةِ، والمأْدُبَةُ بضمِّ الدَّالِ وفتحِها: طعامٌ صُنِعَ لدعوة 0 - الأدبُ ( اِصطلاحًا ) : حُدِّدَ معنى الأدبِ اِصطلاحًا فأَصبحَ يدلُّ على التَّعبيرِ بالَّلفظِ الجميلِ ، عن المعنى المثيِرِ للعواطفِ ، المُؤثِّرِ في القارئ أو السَّامع أو المتلقِّي 0 - تعليقٌ : لقد كان مفهومُ هذه الكلمةِِ ( أدب ) - من خلالِ الدَّوالِّ السَّابقة - يدلُّ على الدّعوةِ والتَّهذيبِ والتَّربيةِ والتَّعليم، لكنَّه اِتَّسع اصطلاحًا ؛ ليتشكلَ فيما تنتجه العقولُ من شعرٍ ونثرٍ 0 - أقسامُ الأدب : ينقسم الأدبُ إلى قسمين رئيسين : هما : ( أ ) الشِّعر 0 ( ب ) النَّثر 0 ـــــ أَوَّلاً الشِّعرُ : - س ما الشِّعر ؟ -ج الشِّعرُ فَنٌّ من الفنونِ الجميلةِ ، أساسُهُ الكلامُ الموزونُ المُقفَّى ، المنبعثُ عن عاطفةٍ ، المُعبِّرُ عن المشاعرِِ والأخيلةِ، المثيرُ لعواطف ( مشاعرِ ) القرَّاءِ أو السَّامعين أو المتلقِّينَ 0 س ماذا عنِ الشِّعرِ المنثورِ والشِّعر المرسَلِ ؟ ج هناك لونٌ من النَّثرِ يحمل اِسمَ ” الشِّعر المنثورِ ” وهو ليس بشعرٍ ، لأنَّهُ وإنْ اِنبعثَ عن العاطفةِ، وعبَّر عَنِ المشاعرِ ،وأَثار العواطفَ إلاَّ أنَّهُ خَالٍ من الوزنِ والقافية ،وهذا وحده يكفي لإخراجه من دائرة الشِّعر 0 - أَمَّا الشِّعرُ المُرسلُ : فهو الشِّعرُ الّذي يعتمدُ الوزنَ ويخلو من القافيةِ 0 ثانيًا : النَّثرُ : س ماذا يعنى بالنَّثرِ ؟ ج يعنى بالنَّثر ذلك الكلام المنمَّق الَّذي يطلق عليه النَّثرَ الفنِّيَّ ، أو النَّثرَ الأدبيَّ ،وهو أَيضًا الكلامُ المُنمَّقُ الخالي من الأوزانِ الشِّعريَّة المعروفةِ، يراعَى فيهِ تنسيق الألفاظ ، وترتيب الجملِ ، والأعتماد على العقلِ في تخيُّر المعاني وإبرازها ، بخــــــــــلاف الشِّعر ، فإنَّ الاعتمادَ فيه يكون على العاطفةِ والخيالِ أكثر مــــن الاعتماد على العقلِ 0 س ماذا عن أبرزِ أنواعِ النَّثر الفنِّيِّ ؟ ج أبرزُ أنواع النَّثر الفنِّيِّ : ( أ ) الخطابة 0( ب ) الكتابة 0 الأسواق العربيَّةُ القديمةُ وأَثرُها في الأدب : - طبيعةُ هذه الأسواقِ : - كان للعربِ أسواقٌ في الجاهليَّة تقامُ للتِّجارةِ والمفاخرات والمنافراتِ وسماعِ الشِّعر 0 - سوقُ عكاظ مجالٌ خِصبٌ الشِّعر والخطابةِ : بدت هذه الأسواقُ وبخاصَّةٍ سوق عكاظ مجالاً خِصبًا للشِّعر والخَطابةِ حيثُ تُقَدِّمُ القبائلُ مَنْ اُشْتُهِر بينَها بالفصاحةِ والبلاغَةِ مِنَ الشُّعراءِ وأَربابِ البيان للتَّفاخُرِ بِهِم 0 - النَّابغةُ الذُّبياني والحكم بين الشعراءِ : - يقال : إنَّ رئاسةَ التَّحكيم الأدبيِّ داخلَ هذه الأسواقِ الأدبيَّةِ الجاهليَّةِ اِنتهتْ إِلى ” النَّابغةِ الذُّبيانيِّ ” ، إِذ كانت تُضربُ لَهُ قُبَّةٌ في السُّوقِ ، يجلـــسُ فيها وعليها ، ويُقَدَّمُ إليه الشُّعراءُ والخُطباءُ ؛ فَيحكمُ للمُجيدينَ منهم 0 الشِّعرُ أرقى أنواعِ الكلامِ : يقولون : الشِّعرُ فَنٌ من الفنونِ الجميلةِ يترجم عَنِ المشاعِرِ، ويعتمدُ على العواطفِ ، ويخاطبُ أَحاسيسَ النُّفوسِ ومشاعرَها ، ومِنْ هُنا كانَ أَرقى أنواعِ الكلامِ 0 - ج / من خصائصِ الشِّعر الآتي : - س ماذا عن خصائصِ الشِّعرِ ؟ 1 – الوزنُ والقافية ، وقد أَحدثا وقعًا موسيقيًّا له أَثَرُهُ في إِثارةِ المشاعرِ 0 2 – الُّلُغة الشِّعريَّة ، وهي تلك الُّلُغةُ الَّتي يعبِّر بها الشَّاعرُ وتخَيَّرَ من ألفاظِها ما يُهَيِّجُ النُّفوس ويثيرها أدبيًّا وفنِّيًّا 0 3 – نداؤُهُ للعواطفِ وإلهَابُها 0 4 – تسجيلُ المشاعرِ والأفكارِ فيما يعرضُ ويُصَوَّرُ من لوازم النَّفسِ والحياةِ والمجتمع 0 5 – الخيال الَّذي يُحَلِّقُ بِهِ الشَّاعرُ في تصوير الإنسانِ والكون والطَّبيعةِ 0 - فنونُ الشِّعرِ : - يرى جمعٌ من نُقَّادِنا القدامى والمحدثين أنَّ فنون الشِّعر كالآتي : 1 – شِعرُ الملاحم ِ : وهو الشِّعرُ الَّذي يذكُرُ الوقائعَ ويتحدَّث عن الشُّعوبِ وأحوالِها الاجتماعيَّة وغيرِها ، ويصف سيرَ الأبطالِ 0 - س ماذا تعرِف ( تعرِفينَ ) عن الملحمَةِ ؟ - ج الملحمةُ قصيدةٌ واحدةٌ تبلُغُ أحيانًا آلافَ الأبياتِ من الشِّعرِ وتُعْنَى بتصويرِ البطولةِ ، وقد تحكي تاريخَ أمَّةٍ بأسرِها 0 - س هل مثلُ هذه القصائدِ يُمْكِنُ أن تُقَيَّدَ بوزنٍ أو قافيةٍ ؟ - ج مثلُ هذه القصائدِ لا يمكنُ أنْ تُقَيَّدَ بوزنٍ أو قافيةٍ ، وتَكْثُرَ فيها الأساطيرُ 0 - س هل عَرَفَ شِعرُنا العربيُّ هذا الَّلونِ من الشِّعرِ ؟ - ج لا لم يعرف شعرُنا العربيُّ هذا الَّلونَ من الشِّعرِ ، لأَنَّهُ تاريخٌ في صورةٍ شعريَّةٍ ، وشعراءُ العربِ القُدَامَى لم يعنوا كثيرًا بتدوين تاريخِهِم 0 2 – الشِّعرُ التَّمثيليُّ : - س / ماذا تعرف (تعرفِينَ ) عن الشِّعرِ التَّمثيليِّ ؟ - ج / الشِّعرُ التّمثيليُّ هو : الَّذي يعتمدُ المحاورةَ بينَ قائلَيْنِ أو أكثرَ، والشَّاعرُ فيه يتخلَّى عن أسلوبِهِ الخاصِّ ، لِيتحدَّثَ عن كُلَِ شخصيَّةٍ بأسلوبِِهَا الَّــــــذي يتناسـبُ ومستواها العامّ والخاصّ 0 - س / هل عُرِفَ هذا الَّلون عند العربِ قديمًا ؟ - ج / الحقُّ أنَّ هذا الَّلونَ لم يُعرَفْ عندَ العربِ قديمًا 0 3 – الشِّعرُ الغنائيُّ : - س / ماذا تعرف عنِ الشِّعرِ الغِنائيِّ ؟ - ج / هو ذلك الشِّعرُ الَّذي يصوِّر عواطفَ الفردِ المستمدَّةَ من إحساساتِهِ ، ويصفُ أهواءَهُ ، ويعبِّرُ عن تجارِبِهِ في الحياةِ ومِزاجِهِ في الواقعِ ، وإذا تحدَّثَ عن جماعةٍ فهو يصوِّر في حديثِهِ شخصيَّةَ الشَّاعرِ ، باِعتبارِ أنَّ شِعرَهُ يعكسُ حياةَ مجتمعه ووقائعِهِ 0 الشِّعرُ العربيُّ القديمُ ” شِعرٌ غنائيٌّ ” س / هل يمكنُ لنا أن نَعُدَّ الشِّعرَ العربيَّ القديمَ شعرًا غنائيًّا ، مَثِّلْ ( مَثِّلي ) لذلك ؟ ج / نعم ، هناك جمعٌ من النُّقَّادِ يشيرونَ إلى أن جُلَّ الشِّعرِ العربيِّ القديمِ من هذا الَّلَون الشِّعريِّ ” الغِنائيِّ ” 0 - مِثال ذلك : فخرُ الشَّاعرِ بنفسهِ إنَّما يصوِّرُ ذاتَهُ في نظَرِهِ ، وفخرُهُ بقبيلتِهِ وأمجادها يُعَدُّ مِرْآةً لحياةِ الجماعةِ الَّتي ينتمي إليها، والغزلُ أو التَّغزُّلُ والتَّشبيبُ بالنِّساءِ ووصفهنَّ يُعدُّ كُلُّ ذلك تصويرًا لِعواطفِ الشَّاعرِ 0 - خلاصةُ القولِ : تشيرُ المقولة النَّقديَّةُ ” المعتدلةُ ” إلى أنَّ جُلَّ فنونِ شعرنا العربيِّ القديمِ من الهجاءِ والعتابِ والاستعطافِ والمدحِ والغزلِ والرِّثاءِ والحكمِ والفخرِ تُعَــــدُّ من الشِّعرِ الغنائيِّ 0 - أَساسُ القصيدةِ : - للقصيدة ثلاثةُ عناصرَ رئيسةٌ ، هي على النَّحو الآتي : 1 – الُّلغة 0 2 – الموضوعُ 0 3 – الموسيقى 0 - أَوَّلاً : الُّلُغةُ : تنبني ” الُّلغةُ الشِّعريَّةُ ” على الاختيارات الأدبيَّة المثيرةِ ، سواءٌ تشكَّلَ هذا الاختيــــــار في المفردات الُّلغويَّةِ ( الدَّوالِّ الشِّعريَّةِ ) الَّتي تحـــدِّدُ المدلولَ الشِّعري وتبرزهُ ، أو تمثَّل الاختيارُ ذاتــــــــــهُ في التَّراكيبِ الُّلُغويةِ ” المُؤسْلَبَةِ ” الَّتي تؤكدُ المدلولَ الشِّعريَّ المرادَ ذاتهُ وتبدعُهُ0 ثانيًا : الموضوع ُ : يُعنَى بالموضوعِ هنا : موضوع القصيدةِ أو الغرض الَّذي أُنشئتْ من أجله تلك القصيدةُ، وإن تضمَّنت إلى جانبِهِ موضوعاتِ أوأغراضًا أخرى مُساندة أو مفارقة،مثل الرِّثاء،أو المدح،أو الفخر00 إلخ 0 - س / ماذا لو تباينت ، بل وتعدَّدتْ الموضوعاتُ ” الأغراضُ ” في القصيدة الواحدة ؟ - ج / إنَّ جملةَ الأغــــــــراض الشِّعريَّة المتعدِّدةِ المتباينةِ تخضعُ في التقسيم النَّقدي المستحدثُ للفنِّ الشِّعـــريِّ ، ومن قبـــــلِه التَّصَوُّر النَّقدي القديـــــــم لِلَونٍ واحدٍ من الشِّـــعرِ هو ” الشّعر الغِنائيُّ ” ، أو ” الذَّاتيُّ ”، أو ” العاطفيُّ ” 0 ثالثًا : الموسيقى : ( أ ) الوزن الشِّعري : - يُعْنَى بالأوزانِ الشِّــــــعريَّةِ تلك ” البحور الشِّعريَّة ” الَّتي جمَّعَها ” الُّلُغويُّ الكبيرُ : الخليلُ بن أحمد الفراهيديّ ” في العصر العبَّاسيِّ ، وََكَدَّ كثيـــــرًا في تجميعِهَا ، وانتـــهى به الأمرُ أنْ حَصَــــــــــــــــرَهَا في خمسةََ عشرَ بحرًا شعريًّا ، كالطَّويـــلِ ، والخفيفِ ، والكاملِ ، والبسيطِ ، والوافرِ ، والرَّمَلِ ، والمتقاربِ ، والمُتداركِ ، والسَّريعِ ، والهَزَجِِ ، والمديدِ ، 000 إِلَخْ 0 ( ب ) القافيةُ : - وهي عبارة عن الحرف ” الرَّويِّ ” الَّذي يلتزمُهُ الشَّاعرُ في آخر البيتِ ، أو المقطوعة الشِّعريَّةِ ، فنقول مثـــلاً : ميميَّة ” عنترةَ العبسيِّ ” ، حينما نقرأُ بيتَهُ ” المنتهي ” بالميمِ المكسورةِ و القائلَ : - هَلْ غَادَرَ الشُّعراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ توَهُّمِ ملحوظة مُهمَّةٌ : - هناك اِختلافٌ كبيرٌ في تحديد حرف أو حروف ِالقافيةِ ، فبعضُ العروضيِّين : جعلها الحرف الأخيرَ ، وبعضُهم الثَّاني : جعلها الحرفَ الأخيرَ مع المتحرِّكِ الَّذي يسبقُ الساكنَ الأخيرَ ، وبعضُهم الثَّالــــــثُ : جعلها في الكلمة الأخيرةَ (كاملة) من البيت الشِّعري 0 المهمُّ لدينا أنَّها مركوزةٌ في آخر البيتِ الشِّعريِّ0 منقووول |
2010- 4- 7 | #7 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
المحاضرةُ الرَّابعةُ
نَصٌّ شعريٌّ جاهليٌّ ( جَوَادُ اِمْرِئ القَيْسِِ الأُسْطُورِيُّ ) أَوَّلاً : النَّصُّ ” أَربعَةُ أَبياتٍ من معلَّقة : اِمرئِ “القيسِ - يقولُ اِمرؤُ القيسِ في مقطعٍ من معلَّقتِهِ واصفًا جوادَهُ الأسطوريَّ: وَقَدْ أَغْتَدِي والطّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا بِمُنْجَرِدٍ قَيْــــدِ الأَوَابِــــــــــدِ هَيْكَلِ مِكَــــرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وَسَاقَا نَعَامَةٍ وَإِرْخَاءُ سِـــــــــرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُلِ كَأَنَّ دِمَاءَ الهَادِيَاتِ بِنَحْرِهِ عُصَـــــــــارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجَّــــلِ ثانيًا معاني الكلماتٍ : - - الوُكُناتُ : جمع وُكنةٍ ، بضمِّ الواوِ ، وهي عشُّ الطَّائرِ 0 - - مُنجردٌ : فرسٌ قصيرُ الشَّعر0 – الأَوابدُ : جمعُ آبدة ، وهي - الشَّاردةُ 0 – الهيكلُ : الفرس الطَويلُ 0 – المِكرُ : الَّذي يسرع في كرِّهِ 0 – المِفرُّ : بضمِّ الميمِ : السَّريعُ في فرِّهِ 0 – الجلمُودُ : الحَجَرُ الصُّلبُ 0 – الأَيطلُ : الخصْرُ 0 – الإرخاءُ : جريٌ غيرُ شديدٍ 0 – السِّرحانُ : بكسرِ السِّينِ : الذِّئبُ 0 – التَّقريبُ : رفع اليدينِ معًا عندَ الجريِ 0 – التَّتْفُلُ : ولدُ الثَّعلبِ 0 – الهادياتُ : المتقدِّماتُ 0 – المُرَجَّلُ : بتشديدِ الجيمِ : المُسرَّحُ 0 ثالثًا فكرةُ النَّصِّ : تنبني فكرةُ هذا النَّصِّ على فكرة الاندماج والتَّوَحُّدِ بين الشَّاعرِ وفرسِهِ ، أو بالأحري بين الذَّاتِ والموضــــــــــــوعِ ، حيث يذهب الشَّاعرُ ” اِمرؤُ القيسِ ” هنا إلى وصف فرسِهِ ، ذلك الجــــــــوادُ النَّادرُ ، بما يكتنزه هذا الجوادُ من مقوِّماتٍ ” أسطوريَّةٍ ” تفــوق درجتَهُ الحيوانيَّةَ،وتمتزجُ صورة هذا الجوادِ - بوصفها أو بوصفِه موضوعًا - بذاتِ الشَّاعرِ ؛ ليصبِحَ الأخيرُ هو الجَــــــــــوادَ ذاتَهُ ، والجواد يصير الشَّاعرَ عينَهُ ، وربَّما لم تتأتَّ له هذه الفكرةُ إلاَّ بعدَ صراعهِ مع الثَّأْرِ، والسعي دومًا من أجلِهِ ، أَي أنَّه في سياق الحربِ والفروسيَّةِ والضَّربِ والطَّعنِ 0 رابعًا مضمونِ النَّصِّ : ينطوي هذا النَّصُّ الشِّعريُّ على مضمونٍ أو موضوعٍ عامٍّ ألا وهو ” قوَّةُ الجواد ”، بَيْدَ أَنَّهُ ينشطرُ إلى جملةٍ من المضامينِ الجزئيَّةِ ، الَّتي تكتملُ ببعضها لِتُكَوِّنَ هذا المضمــونَ الرئـــــــيسَ ، من هذه المضامين الجزئيَّةِ : - -اِغتداء الشَّاعر بفرسه المنجردِ وقتَ سكونِ الطير في وُكُناتها 0 - - قوَّةُ جوادِهِ بصفاتِهِ الأربع ( الكَرُّ / الفرُّ / الإقبالُ / الإدبارُ ) 0 - - اِكتنازُ فرسه لجملةٍ من جماليَّات الحيوانات الأخرى فضلاً عن ميزاتها الجسديَّةِ 0 - - قدرة فرسه على المواجهات الحربيَّة الَّتي دائمًا ينتصر فيها 0 خامسًا : أهداف النَّصِّ : من أهدافِ النَّصِّ ما يأتي : - 1 – لَفْتُ الانتباهِ إلى شجاعة الشَّاعرِ وفروسيَّتِهِ 0 - 2 – لَفْتُ الانتباهِ إلى قوَّة الفرسِ الأسطوريَّة الخارقة 0 - 3 – إبراز جماليَّات الفرس العربي بتناسقِه كجلمود الصخر المتناسقِ0 - 4 – تصويرُ مكوِّناتِ البيئةِ الجاهليةِ وكشف مقوِّماتها 0 - 5 – الإبانة عن خيال الشَّاعرِ الخلاَّق الَّذي نقل فرسه بِهِ إلى درجة أسطوريَّةِ خارقةِ تفوق قدرات الحيوان مهما كان نوعُه أو حجمُهُ سادسًا : المعطياتُ الُّلُغويَّةُ الأدبيَّةُ ” الجماليَّةُ ” : أ – الأسلوب : ( بينَ الإفراد والتَّركيبِ ) - في البدءِ جاءتِ الألفاظُ منتقاةً ، متوافقةً تمامًا مع البيئةِ الجاهليَّةِ ، حيثُ نلحظُ ( الاغتداءَ / الطَّيرَ / الوُكُنات / الأوابد / الكَرَّ / الفرَّ / الإقبالَ / الإدبارَ / الصَّخرَ / الجلمودَ / السَّيلَ / والظَّبيَ / والسِّرحان / التَّتْفل / الهاديات ) ،وغيرَ ذلك من مفرداتٍ جاهليَّةٍ تتــواءم تمامًا مع البيئة الجاهليَّةِ المنوطة بالحرب والاعتداءِ 0 فهذه الألفاظُ في مجملِها تتوافـــــقُ مع المعجم الشِّعريِّ الجاهليِّ من جهةٍ ، والظَّـــــــــرف الجغرافيَّ والتَّاريخيِّ من جهةٍ ثانيةٍ ، والسِّياقَ الاجتماعيَّ من جهةٍ ثالثةٍ 0 ب – الأسلوب في سياقِ التَّركيبِ : لقد جاءَ النَّصُّ في عمومه مفعمًا بالتركيباتِ النَّحْويَّةِ الدَّالةِ والمتنوِّعة، حيثُ لَحَظَنَا الجملةَ الحاليَّةَ ” المُحقَّقَةَ ” مستهلَّةً صــــــدرَ ذلك النَّصِّ ” وَقَدْ أَغْتَدِي وَالطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا ” ، ثُمَّ لَحَظَنَا أَيضًا جملةَ الفصلِ بينَ النَّعتِ والمنعوتِ ” بِمُنْجَرِدٍ 000 هَيْكَلِ ” ، إذ جاءت جملةِ الإضافةِ لِتفصِلَ بينهما ، ثُمَّ اِمتدَّ لَحْظُنَا إلى النَّعتِ المكـــرورِ ” مِكَرٍّ 00 مِفَرٍّ 00 مُقبِلٍ 00 مُدْبِرٍ00 معًا ” ، وتعمَّقَ هذا الَّلَحظُ إلى الجملةِ الفعليَّةِ المتأخِّرةِ ” حطَّهُ السَّيلُ من عِلِ ” المسبوقةِ بجملةِ الإضافةِ ” كجلمودِ صخرٍ ” ثُمَّ يعقبُهُما شبه الجملة كخبرٍ مُقدَّمٍ ” لَهُ أَيطَلا ظَبْيٍ ” ، ثمَّ يختتمُ النَّصُّ بالجملةِ الاسميَّة المؤكَّدَةِ بأداة ” كَأَنَّ ” المشَبِّهة المُؤكِّدةِ ” كَأَنَّ دِماءَ الهادياتِ ” ، وقد فصل بين اِسمِها ” دماء ” وخبرِها ” عصارة ” بالمضاف إليهِ وجملة الجرِّ 0 والخلاصةُ في الأسلوبِ هنا : أنَّ هذا التنوُّعَ التَّركيبي يعكـــــــــــسُ حركيَّةَ النَّصِّ الشِّعري ” القيسيِّ ” الجاهليِّ من جهةٍ ، كما يشيرُ في الوقت نفــسه إلى حركيَّةِ ، بل فاعليَّةِ الشَّاعرِ الجاهلي في توظيــف لغتِهِ وأسلوبِهِ ، أو بالأحري توظيف مقوِّماتِهِ الُّلُغويَّةِ والجماليَّةِ جملةً وتفصيلاً 0 جماليَّاتُ الصُّورة الشِّعريَّةِ: - أوَّلاً : التشبيهُ : - التّشبيهُ الأوَّلُ : ( تشبيهٌ مفصَّلٌ بالكافِ ) حيـــــــث شبَّه الشَّاعرُ فرسَه ( الكارَّ ، الفارَّ ، المقبلَ ، المدبرَ ) بجلمـــودِ الصَّخرِِ ، وهو تشبيه مفصَّلٌ ، يلــــــزمُ الأركانَ الأربعةََ ( المُشَبَّهَ ، والمُشَبَّهَ بِهِ ، وأداةََ التَّشبيهِ ، ووجهَ الشَّبَهِ )، وقد تعدّدَت رمــــــــــــوزُ المشَبَّهِ ( الفرس ) توافقًا مع أسطوريَّتِهِ الَّتي تعدلُ حـــــــــالة المشبَّه بِهِ ( جلمود صخرٍ ) ،لأنَّ وجــــــــــهَ الشَّبهِ بينهما ينطوي على القوَّةِ والتَّناسق 0 التَّشبيهُ الثَّاني : تشبيهٌ بليغٌ : شبَّهَ الشَّاعرُ فرسَهُ في البدءِ بالظَّبي من حيث الأيْطَل ” الخَصْر” ، ثُمَّ شبَّهَهُ في المرَّةِ الثّانيــــةِ بالنَّعامةِ ( وساقا نعامةٍ ) ، ثُمَّ شبَّهَه في المرَّة الثَّالثـــــــةِ بالسِّرحانِ في إرخائِهِ ، ثُمَّ شبَّههُ في المـــــــــرَّة الرَّابعة بالتَّتْفُلِ ( ولدِ الثَّعلبِ ) 0 والملاحظُُ في هذا التَّشبيهِ أنَّــــهُ يقابلَ سابِقَهُ من حيثُ توحُّدُ المشبَّهِ ( الفرسِ ) وتعَدُّدُ المشبَّه بِهِ ، ممَّا يعكسُ صورةََ هذا الفرسِ الَّتي توازي بل تتـــــوازنُ مع جملةٍ من صورِ الحيواناتِ القويَّة ، بل تفوقها قوَّةً وتناسُقًا وجمالاً 0 - التَّشبيهُ الثالثُ ( مفصَّلُ بأداةِ كَأَنَّ ) : - لقد شبَّه الشَّاعــــــــرُ هنا ” دماءَ الهادياتِ ” بعصارة الحنَّاءِ الملطَّخة، وهذا التَّشبيهُ المفصَّلُ بأركانِــهِ الأربعةِ ، يقرِّبُ بل يوضِّحُ الصُّورةَ المرادةَ من تشكيل صــــــــــورة ذلك الفرسِ الأُسطوريِّ في سياق الصَّيد والطَّرد ، أو بالأحرى في سياق الحربِ الَّتي ينشدها طالبًا الثَّار من أعدائِه قتلةِ أبيهِ ثانيًا : الكنايةُ : لقد وردت الكِنايةُ هنا حوالي سَبْع مرَّات ، على النَّحو الآتي : - 1 - الأولى : ( وقد أَغتدي والطَّيرُ في وُكُناتها ) كنايةٌ عن التَّبكير واليقظةِ ، فضلاً عنِ الحيطةِ والإقدامِ 0 - 2 – الثَّانيةُ : ( مِكَرٍّ ، مِفَرٍّ ، مُقبلٍ ، مُدبرٍ ) كنايةٌ عنِ القوَّة والإسراعِ 0 - 3 – الثَّالثَةُ : ( كَأَنَّ دماءَ الهَادياتِ بِنحْرِهِ ) ، على الرَّغم أن الصيغةَ تدخل ضمن التَّشبيهاتِ السَّابقة ” المُفصَّلةِ ” ، فَإِنَّها في الوقت نفسهِ تنطوي على كنايةٍ خاصًّةٍ بذلك الفرسِ ، ألا وهي شجاعةُ ذلك الفرس ، ثمَّ إقدامُهُ 0 - 4 - الرَّابعةُ : ( لَهُ أَيْطَلا ظَبيٍ ) كنايةٌ عن جمالِ ذلك الخصر وتوافرِهِ 0 - 5 – ( وَسَاقَا نَعَامَةٍ ) كنايةٌ عن الطُّولِ فضلاً عن السُّرعةِ 0 - 6 – ( وَإِرْخَاءُ سِرْحَانٍ ) كنايةٌ عن مكرِ الثَّعلبِ 0 - 7 – ( تَقْرِيبُ تَتْفُلِ ) كنايةٌ عن الحَبْوِ فضلاً عنِ التَّعَلُّمِ ثالثًا : الاستعارةُ : وردت الاستعارة في هذا المقطعِ الشِّعريِّ مرَّتين ، على النَّحوِ الآتي : 1 – الأولى : ( قَيدِ الأوابدِ ) تلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ ، إذ أَلزمَ الشَّاعِـــــــــرُ الأوابد قيدَ الإنسانٍ 0 بمعنى أنَّه نقلها من الطـــور المادي المُدركِ إلى الطور التَّجسيميِّ ، بل إلى الطَّور التَّشخيصيِّ المنوطِ بالإنسانِ 0 2 – الثَّانيَةُ : ( حطَّهُ السَّيلُ مِنْ عَلِ ) : وتلك الصُّورة هي الأخـــــــــــرى صورة اِستعاريَّةٌ، أقــرب إلى المكنيَّة منها إلى التَّصريحيَّةِ، وقد زادهـا الشَّاعرُ تشخيصًا ؛ ليقوِّيَ بها صــــــورة فرسِهِ الَّتي تتحدَّى المقوِّماتِ البيئيَّة ، حتَّى وإن كانتِ الأخيرةُ جلمودًا أو صخرًا أو جبلاً بأكملِهِ 0 رابعًا : الرَّمْزُ الأُسطوريُّ : يشملُ ذلك الرَّمزُ الأسطوريُّ صورةً واحدةً متمثِّلةً في الشِّطرِ الأوَّلِ من البيتِ الثَّاني ( مِكَرِّ ، مِفَرِّ، مُقْبِلٍ ، مُدْبِرِ معًأ )،إنَّ هذا الفرسَ قد يكرُّ ثُمَّ يفِرُّ بعدها ، وقد يقبلُ ثُمَّ يُدبِرُ بعدها ، وهو في كلِّ ذلك يحملُ سماتِ الإقدامِ والمُثابرةِ والسُرعةِ والاندفاع ، لَكِنَّ الشَّاعرَ جعلَ هذه التَّوجُّهات الأربعةَ ، ( الكَرَّ ، والفَرَّ ، والإقبالَ ، والإدبارَ ) في آنٍ واحِدٍ ، وللفرسِ ذاتِهِ ، وهذا من المُحال ، لأنَّ السِّياق َيتعذَّرُ عليه حملُ جملةٍ هذه التَّوجُّهاتِ في وقتٍ واحدٍ ، وهذا الَّذي يُدخلهُ مجالََه÷ الأُسطوريَّ بعيدًا عنِ الواقعِ المألوفِ 0 ج – المساواة الدِّلاليَّةُ والموسيقيَّةُ : تجيءُ تلك المساواةُ عبرَ البيتِ الثَّالثِ والرَّابعِ تحديدًا ، حيثُ نجدُها متساويَةً في اِستخلاصِ الدِّلالةِ وتحصيلِ النَّغمةِ أو القفلةِ الموسيقيَّةِ ، نلحظها على النَّحوِ الآتي : - ( لَهُ أَيطَلاَ ظبْيٍ ) ــ اِنتَهَى بـدلالة ( الخصر الجميل للظَّبيِ ) كما اِنتهي بالقفلةِ الموسيقيَّةِ مجتمعةًً ( فعولن / مفاعيلن ) 0 - ( وساقَا نَعَامَةٍ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( الطُّولِ ) في النَّعامَةِ ، كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) - ( وإِرْخَاءُ سِرْحَانٍ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( الإرخاءِ أو الدَّهاءِ ) كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0 - ( وتقريبُ تَتْفُلِ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( تشدُّق ولدِ الثعلبِ ) ، كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0 - و( عُصارةُ حِنَّاءٍ ) ــ اِنتهى بدلالةِ ( لون الدَّمِ ) ، كما انتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0 - و( بشيبٍ مُرَجَّــــلِ ) ــ انتهى بدلالةِ ( تشكيلِ الَّلونِ وتجسيمِه ) ، كما اِنتهى بالقفلةِ الموسيقيَّةِ ( فعولن / مفاعيلن ) 0 إنَّ المساواةَ ” المركَّبةَ ” هنا تعني شيئًا مهمًّا وهو تنبُّهُ الشَّاعــــرِ لِلْأخذِ بمعطياتِ المشبَّه ” الفرس ” الَّذي – بمفردِهِ – يُـــــــــوازي جملةً من (المُشبَّهِ بِهِ ) وهــــذا يعطي قوَّةً أُسطوريَّةً تضافُ إلى مقوِّماتِ الفرسِ ” الحركيَّةِ ” الأولى 0 إنَّهُ بالجملةِ يشكِّلُ فرسًا أو حِصانًا مثاليًّا أقربَ إلى الخيالِ منه إلى الواقع ، وأوثقَ صلةً إلى الأسطورةِ منهُ إلى التَّاريخِ 0 د : المحسِّناتُ البديعيَّةُ ( الَّلفظيَّةُ والمعنويَّةُ ) : - - أَوَّلاً : الطِّباقُ : نلمَسُ هذا الطِّباقَ فيما يأتي : أ – ( مُنْجَرِدٍ : هَيْكَلِ ) ـــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بين القِصَرِ والطُّولِ ) 0 ب – ( مِكَرٍّ : مِفَرٍّ ) ــــــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بَيْنَ الكَرِّ والفَرِّ ) 0 ج – ( مُقْبِلٍ : مُدْبِرٍ ) ــــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بينَ الإقبالِ والإدبارِ ) 0 د – ( قَيْدِ : إِرْخَاءِ ) ــــــــــــــــــــ الطِّباقُ ( بينَ القَيدِ والحرَكَةِ )0 - ثانيًا : الجناسُ : نلحظ الجناسَ واردًا فيما يأتي : أ – ( مِكَرٍّ : مِفَرًّ ) ـــــــــــــــــــ ( جناسٌ ناقصٌ ) 0 ب – ( السَّيلُ : عَلِ ) ــــــــــــــــ ( حِناسٌ ناقِصٌ ) 0 ج – ( هَيْكَلِ : تَتْفُلِ ) ــــــــــــــــ ( جِناسٌ ناقِصٌ ) 0 ثالثًا : التَّقسيمُ : نلحظُهُ بصورةٍ لافتَةٍ للنَّظر على النَّحوِ الآتي : أ – ( مِكَرٍّ – مِفَرٍّ ) ـــــــــــــــــــــــــ هنا ( توازٍ بين الكَرِّ والفَرِّ ) 0 ب – ( مُقبلٍ – مُدبِرٍ ) ــــــــــــــ هنا ( توازٍ بينَ الإقبالِ والإدبارِ ) 0 ج – ( أَيطلا ظَبْيٍ – سَاقَا نعَامَةٍ ) ـــ هنا ( توازٍ لمقوِّماتِ الطولِ بين الظَّبي والنعامةِ ) 0 د – ( إِرْخَاءِ سِرْحَانٍ – تَقريبِ تَتْفُلِ ) ــــ هنا ( توازٍ بينَ حركة كلٍّ من السِّرحانِ والتَّتْفُلِ ) 0 ه – ( عُصَارَةُ حِنَّاءٍ – شَيْبٍ مُرَجَّلِ ) ـــ هنا ( توازٍ بينَ لونِ المُشبَّهِ بِهِ وطبيعةِ أو شخصيَّةِ ذلك المُشَبَّهِ بِهِ ) 0 - خُلاصةُ المُحسِّناتِ البديعيَّةِ : تشيرُ الخلاصة في هذا الجانبِ إلى أنَّ المُحسِّنَ البديعيَّ ” المتنوِّعَ ” جاءَ في سياقِ هذا النَّصِّ بعيدًا عنِ الزَّخرفـــــــةِ الّلََفظيَّةِ النَّابيـــــــــةِ أو البهرجةِ الشَّكليَّةِ الممجوجةِ، وإنَّما يحملُ مُعطىً دلاليًّا إِيجابيًّا يُقَوِّي فاعلية هـذا الجــــــــــواد ” القيسيِّ ” من جهةٍ ، ويُزَيِّنُ صورتَه الأسطوريَّةَ المُتفرِّدةَ من جهةٍ ثانيـــــــةٍ ، كما يُسَطِّرُ صورةَ الفارسِ ” الشَّاعرِ ” الجاهليِّ من جهةٍ ثالثةٍ 0 هـ - صوتُ الجوادِ وصوتُ الُّلُغةِ : يتجلَّى في هذا النَّصِّ جملةٌ من الأصواتِ الّلغويَّةِ الفاعلةِ ، يجيءُ على رأسِها صوتان جهورانِ ممتدَّانِ ، هما : الألفُ والرَّاء 0 - أوَّلاً : صوتُ الأَلف : نلحظ صوتَ الأَلفِ متواترًا بكثرةٍ لافتةٍ للنَّظَرِ ، منه على سبيلِ المثالِ : ( وُكُناتها – الأوابد – أَيطَلا – سَاقَا – إِرْخَاءِ – سِرْحَان – دِمَاءَ – الهَاديَاتِ – عُصارَةُ – وَحِنَّاء ) 0 إِنَّ صوتَ الألفِ تكرَّرَ هنا عَشْرَ مَرَّاتٍ ، وهذا التِّكرارُ بدورِهِ يَعنِي عُلُوَّ الصَّوتِ ( صوت ) الفارسِ والفرسِ من جهةٍ ، وامتـــــدادَ أَثَرِهِمَا ( اِنتصارِهما ) من جهةٍ أخرى؛ وذلك أمرٌ طبعيٌّ ، لأنَّ صوتَ الألفِ أعلى الأصواتِ جهرًا وأَمَدَّها طولاً ، إِذْ يُعَدُّ رائِدًا لأصواتِ الِّلين والمَدِّ 0 - تابِعُ صوتِ الجوادِ وصوتِ الُّلُغةِ : - ثانيًا : صوتُ الرَّاءِ : نلحظُ صوتَ الرَّاءِ هو الآخر يتكرَّرُ بل يتردَّدُ كثيرًا – نلحظُهُ متواتـــــــــرًا على النَّحو الآتي : ( الطَّير – بمنجرِدٍ – مِكَرٍّ – مفَرٍّ – مُدْبِرٍّ – صخرٍ – إِرْخَاءِ – سِرْحَانٍ – تَقريبُ – بِنَحْرِهِ – عُصارةُ – مُرَجَّلِ ) لقد تكرَّرَ صوتُ ” الرَّاءِ ” هنا أَربعَ عـــشرةَ مرَّةًَ0 وهذا التِّكرارُ المتزايدُ يزيدُ من حركيَّةِ الصُّورةِ المُزدوجــةِ ( للفارسِ والفرسِ معًا ) ويردِّدُها ، لأَنَّهُ صوتٌ لُغويٌّ ” تردُّديٌّ ” مكرورٌ ، يحمـل في طَيَّاتِهِ الطُّول والجهرمعًا ويردِّدهُما في آنٍ واحدٍ 0ممَّا يعكـــــــــسُ بل يُجَلِّي طبيعةَ أو جماليَّاتِ تلك الصورة الفروسيَّة المُزدوجة 0 - اِستنتاج أو خلاصَةٌ عامَّةٌ : س ما الَّــــــــــذي يمكن أن نستنتجه أو نستخلِصُه من هذا النَّصِّ ” الطَّرديِّ ” الجاهلي ؟ ج / نستخلِصُ من ذلك النَّصِّ ما يأتي : 1 – أَنَّهُ نَصٌّ من أصولِ الشِّعرِ الجاهليِ ، إذ يعدُّ مقطعًا من معلقة ” اِمرئ القيس ” المشهورة 0 2 – اِرتباطُ لُغةِ النَّصِّ بالبيئة الجاهليَّة التي يعيشُ في كنفِها الشَّاعرُ 0 3 – يمتازُ هذا النَّصُّ برقَّةِ أَلفاظِهِ واِنتقائِها ، وسلاسةِ أسلوبِِهِ وتفرُّدهِ 0 4 – يُعَدُّ الجوادُ ” الفرسُ ” قديمًا رمزيَّةَ حياةٍ للجاهليِّ - والشَّاعر منه بشكلٍ خاصٍّ - في سلمِهِ وحربِهِ 0 5 – النَّصُّ مُفعَمٌ بالصُّور البيانيَّةِ ( التَّشبيه – الاستعارة – الكِناية ) الإيجابيَّــــــةِ الفاعلةِ 0 6 – بهذا المقطعِ الشِّعريِّ ” المُجْتَزَئِ ” من المعلَّقة ، وبغيرِه من النُّصـــــــــوصِ الشِّعريَّة الأخرى يمكنُ أن نضعَ ” اِمرأَ القيسِ ” كما وُضِعَ – قديمًا وحديثًا – في صدارةِ الشِّعرِ الجاهليِّ وشُعرائِهِ 0 منقووول |
2010- 4- 24 | #8 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
المحاضرةُ الخامسةُ
عنترة العبسيُّ ( بَيْنَ فَرَسِهِ وقومِهِ والمعركَةِ ) - أوَّلاً : النَّصُّ الشِّعرِيُّ : يقولُ عَنْتَرَةُ من معلَّقَتِهِ : 1 – لَمَّا رَأَيْتُ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمْعُهُــــــــــمْ يَتَذَامَرُونَ كَرَرَتُ غَيْرَ مُذَمّــــــــَمِ 2 - يَدْعُونَ عَنْتَرَ وَالرِّمَاحُ كَأَنَّهَــــــــــا أَشْطَانُ بِئْــرٍ فِي لَبَانِ اَلْأَدْهَــــــمِ 3 – مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِغُرَّةِ وَجْهِــــــــــهِ وَلَبَانِهِ حَتَّى تَسَـــرْبَلَ بِالـــــــ،دَّمِ 4 – فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الْقَنَا بِلَبَانِـــــــــــهِ وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْـــــرَةً وَتَحَمْحُـــــمِ 5 – لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا الْمُحَاوَرَةُ اِشْتَكَى وَلَكَانَ لَوْ عَلِمَ الْكَلاَمَ مُكَلِّمِـــــــي 6 – وَالْخَيْلُ تَقْتَحِمُ اَلْغِبَارَعَــــوَابِسًــــا مَا بَيْنَ شَيْظَمَةٍ وَأَجْرَدَ شَيْظَـــــمِ 7 – وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَـــا قِيلُ اَلْفَوَارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِــــمِ ثانيا مَعَانِي الْكَلِمَاتِ : 1 – يَتَذَامَرُونَ : يحُضُّ بعضُهم بعضًا على القِتالِ 0 2 – كَرَرْتُ : أَسرَعتُ وتَعَدَّيتُ 0 3 – غَيرَ مُذَمَّمِ : غيرَ مَذْمومِ جِدًّا0 4 – يَدْعُونَ : يصيحون 0 5 – أَشْطَانُ : جمعُ شَطْنٍٍ ، وهوَ الْحَبْلُ0 6 – الَّلَبَانُ : الصَّدْرُ 0 7 – الأَدْهَمُ : الأسْوَدُ 0 8 – الغُرَّةُ : بالضَّمِّ بياضٌ في جبهةِ الفرسِ فوقَ الدّرهم 0 9 – تَسَرْبَلَ : تغطَّى0 10 – اِزْوَرَّ : مَالَ 0 11 – الوقْعُُ صدمةُ الحربِ 0 12 – القَنَا : جمعُ قناةٍ ، وهيَ الرُّمْحُ ، وتجمعُ أَيضًا على قنواتٍ 13 – عَبْرَةٌ وتَحَمْحُمٌ : العَبْرَةُ : تَحَلُّبُ المَاءِ ، والتَّحَمْحُمُ : صوتُ الفَرس إذا طلبَ العَلَفَ 0 14 – الغِبارُ : آثارُ ترابِ المعركةِ 0 15 – عَوَابِسًا : جمعُ عابسةٍ ، وهي المتجهِّمَةُ 0 16 – الشََّيْظَمَةُ : الفرسةُ المُلتهبةُ الجرداءُ 0 17 – الأَجرَدُ : قصيرُ الشَّعرِ 0 18 – السُّقم : المرضُ، والسُّقْمُ والسَّقَمُ كالحُزْنِ والحَزَنِ 0 19 – الْقِيلُ : القولُ المُغْرِضُ0 20 – ويك : للتَّعَجُّبِ 0 ثالثًا : المضمونُ العَامُّ ( والمضامينُ الفرعيَّةُ ) : ينطوي المضمونُ العامُّ لهذا النَّصِّ الشِّعريِّ على إِثباتِ فروسيَّةِ عنترةَ العبسيِّ من جهةٍ ، وقـــوَّةِ فرسهِ وَرِقَّتِـــهِ من جهةٍ ثانيـةٍ ، وعوز ِقبيلَتِهِ ، بل مجتمعه له وإليه ( بوصفِهِ فارسًا مغوارًا ) من جهةٍ ثالثةٍ 0 - يتوزَّعُ ذلك المضمونُ العامّ إلى جملةٍ من المضاميـــــــــن الفرعيَّةِ الأخرى ، منها على سبيلِ المثالِ لا ألأحصر : 1 – إقبالُ القومِ واِندفاعُهم ثائرينَ في طلبِ ” عنترةَ ” وتحميسِه للدِّفاعِ عنهم وذويهم وحلفائهم،والكَرُّ في شجاعةٍ وإقدامٍ دون خوفٍ أو حذّر 0 2 – صيحةُ القومِ الدائمةُ لعنترةَ ودعوتهم له في ساحة المعركةِ ، حيث الرِّماحُ الطَّويلة في صدرِ فرسِه مَرَّةً ، وخيلِه مَرَّةً أخرى 0 3 – قُوَّةُ ” عنترةَ ” في رميِهِ للأعداءِ في ساحةِ المعركةِ، مواجهًا إِيَّاهم بفرسِهِ ” الجامحِ ” المتسربلِ بالدَّمِ 0 4 – اِستنفارُ فرسِ ”عنترةَ ” من المطاعنةِ والضَّرب والرَّمي في ساحة الوَغَى 0 5 – مشاركةُ الفرسِِ فارسه وتوحُّــــده بِــــه، من خلال شكايته له وتحمحُمِه بِهِ ومعه، وعبراته المنهمرة واِقترابه من نطق الكلام 0 6 – خيلُهُ وخيلُ قبيلتِه تقتحمُ - بقيادةِ فرسِه المتحمحمِ المتكلِّم - تقتحم المعركةَ في عبوسٍ وشدَّةٍ وغيظٍ ، مابين شيظمةٍ وأجردَ شيظَمِ0 7 – شفاءُ نفس الشَّاعرِ ” عنترةَ ” وبُرْؤُها من الدَّاءِ الدَّفينِ ، حيث الرِّقُّ والعبوديَّةُ ؛ وذلك بعد اِسْتِغَاثَتِهم به والتَّودُّد إليه للذَّود عنهم ودفع الظُّلم عنهم ، معترفين بِسيادتِه وفروسيَّتِهِ وشرَفِهِ 0 - رابعًا :المُعطياتُ الُّلُغويَّةُ والجماليَّةُ للنَّصِّ : أ – المعجم الشِّعريُّ للنَّصِّ : تضمَّنَ هذا النَّصَّ الشِّعريُّ - كما أشرتُ منذ قليلٍ – سياقًا حربيًّا ، وقد دفع هذا السِّياقُ الشَّاعرَ إلى اِستدعاءِ مُعجَمٍ شعريٍّ ثَرٍّ، يبدأُ بأدوات الحربِ وعلى رأسِها ” الرِّماح ”،وينتهي بالفرسانِ أوكما أشارهو صراحةً ”والفوارسُ ” ، وبينَ البدايةِ والنِّهايةِ يتوالى المعجَمُ ” الحربيُّ ” بجملةِ أبعادِهِ ولوازِمِهِ ، نلحظُهُ متمثِّلاً في الدَّوالِّ ” الألفاظِ ” الآتيةِ : ( أَقبلَ – جمعُهُم – يتذامرونَ – كَرَرْتُ – يَدعونَ – الرِّماحُ – الأدهم – أَرميهم – تسربلَ – بالدَّمِ – اِزْوَرَّ – وقع القَنا – الخيلُ – تقتحمُ – الغِبار- شيظَمةٍ – أجْرد شَيْظَم – أَبْرَأ – سُقمها – الفوارس ) 0 - خلاصةُ المعجم الشِّعريِّ : إِنَّ هذا المُعجَمَ الشِّـــعريَّ يكتنزُ الكثير من الألفاظِ الحربيَّةِ المتنوِّعة،وجميعُها يشيرُ إلى دلالاتِ الكرِّ والفَرِّ والدِّماء والغبارِ والفوارسِ،وَكأنَّه يجسِّمُ تلكَ الحربَ بروافدِها الحربيَّةِ المتنوِّعةِ 0 وهذا بالطَّبعِ يعكسُ صنعةَ الشَّاعرِ العربيِّ القديمِ وحرفيَّتَهُ ، كما يعكسُ في الوقتِ ذاتِهِ فروسيَّتَهُ الَّتي تتجَلَّى بشاعريَّتِهِ تلكَ 0 ب – الوزنُ الشِّعريُّ : جَاءَ الوزنُ الشِّعريَّ لهذا النَّصِّ الشِّعريِّ السَّابقِ على بحر ” الكاملِ ” بتفعيلتِهِ المتكاملةِ ( مُتَفَاعِلُن - مُتَفَاعِلُن - مُتَفَاعِلُن ) ، ومِثلِها في الشَّـــــــطرِ الثَّاني 0 مِمَّا يعني أَنَّ هذا البحرَ ” الكامل ” جاءَ تامًّا وكاملاً في آنٍ واحــد، كاملاً من حيثُ تفعيلاتِهِ أونغماتِه الَّتي أكملت مُرادَ الشِّاعرِ ، وتامًّا لأنَّــهُ أتمَّ السِّياٌَقَ الحربيَّ بتفعيلتِهِ ” المتكاملةِ ” 0 أيْ أنَّ هــــــذا البحرُ جاءَ متوافقًا بتمامِهِ واِكتمالِهِ مع السِّياقِ الحربيِّ الَّذي جَسَّمّهُ الشَّاعرُ ” عنترةُ ” من خلال دعوةِ قومِهِ لَهُ في الحربِ وتلبيتِهِ دعوتِهِِم ” غيرَ مذمَّمِ ” 0 ِ ج – الغرضُ الشِّعريُّ ووصفُ المعركَةِ : ينطوي الغرضُ الشِّعريُّ لهذا النَّصِّ على ” الوصفِ ” ووصفِ الحربِ بشكلٍ خاصٍّ ، نلحظُ ذلك الوصفَ الحربيَّ من البَدِءِ حتَّى المنتهى 0 مثالُ ذلك : - في البيتِ الأوَّلِ :يصفُ تجمُّعَ قومِهِ المُتذمِّرينَ، كما يصفُ ردّ فعلهِ هو ” كَرَرْتُ غيرَ مُذَمَّمِ ” 0 - في البيت الثَّاني : يصفُ جانبًا من الحربِ ” والرِّماحُ كَأَنَّهَا 00 أشطانُ بئر“ ، نتيجةً لاحتدامِ المعركةِ ، حتَّى وصـــــــلَ أثرُها إلى ” لَبَانِ الأدهمِ ” 0 - في البيتِ الثَّالثِ :يصف الشَّاعرُ حالَهُ هو شخصيًّا وهو في الحربِ ” مَا زِلْتُ أرميهِم بغرَّةِ وَجْهِهِ ” ،نتيجةً إقدامِهِ حتّى تسـربلَ بالدَّمِ0 - في البيتِ الرَّابعِ والخامسِ : ينتقِلُ الشَّاعِرُ إلى فرسِهِ فيصفُهُ ، وقد ” اِزْوَرَّ من وَقْعِ القَنَا ” ، ثُمَّ يُعَمِّقُ هذا الوصفَ ” وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ ” أي نقله من الحيوانيَّة إلى - من خلالِ تلك الشكوى – درجة الإنسانيَّةِ حتَّى كادَ أن يكلِّمَهُ ” ولكان لو علمَ الكلامَ مُكَلِّمي ”0 - في البيتِ السَّادسِ : ينتقلُ فيهِ الشَّاعرُ من وصف فرسِهِ إلى وصفِ الخيلِ في المعركة ، ” والخيلُ تقتحمُ الغِبَارَ عوابسًا 0 ِ - البيت الأخيرُ : يصفُ الشِّاعرُ حاله بعد اِنتصارهِ في المعركةِ واعتراف قومِهِ بفروسيَّتِهِ ، وردِّهم لاعتباره ونسبه وشرفه 0- د : الصُّورةُ البيانيَّةُ الشِّعريَّةُ : تجيءُ الصُّورة البيانيَّةُ الشِّعريَّةُ عبرَ هذا النَّصِّ الشِّعريِّ مُحمَّلةً بمقَوِّمـــــــاتِ الخيالِ الَّتي نقلتْ تلكَ الصُّـــــــــــور من مجالِها التجسيميِّ ( الجسدي ) إلى مجالِها التَّشخيصيِّ المنــــــــــوطِ بالإنسانِ ، أو بالأحرى حرَّكتْهَا من الطورِ الحيوانيِّ إلى الطَّورِ الإنسانيِّ ، وبوجْــــــهٍ خاصٍّ فيما وقع من صـــورٍ بين ”عنترةَ ” وفرسِهِ الشَّاكي المُتَحَمْحِمِ 0 - من هذهِ الصُّور البيانيَّةِ الخياليَّةِ : 1 – التَّشبيهُ : - ” وَالرّمَاِحُ كَأَنَّهَا أَشْطَانُ بِئْرٍ ” 00 الشَّاعرُ هنا يُشَبِّهُ الرِّمـــــــاحَ بالأشطانِ ( الحبالِ ) من فرطِ الطُّولِ فضلاً عنِ القُوَّةِ،ويعَدُّ هذا التَّشبيهُ من التَّشبيهاتِ المُفصَّلةِ بأركانِها الأربعةِ ، المُشَبَّهِ ” الرِّماح ” ، والمُشَبَّهِ بِهِ ” أَشْطَانُ ” ،وأداةُ التَّشبيهِ ” كَأَنَّ ” ، ووجهُ الشَّبَهِ ” الطُّولُ والشِّدَّةُ والقُوَّةُ ” 0 ِ 2 – الكنايةُ : نلحظُ وُرودَ الكِنايةِ في ثنايا هذا النَّصِّ الشِّعريِّ بشكلٍ لافتٍ للنَّظرِ،منها : أ – ” أقبلَ جَمْعُهُمْ يَتَذَامَرُونَ ” ــــ كنايةٌ عنِ النَّجدَةِ والاستغاثةِ 0 ب – ” كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ ” ــــــــــ كِنايةٌ عن سرعةِ التَّلبيةِ دون مذمَّةٍ 0 ج – ” تَسَرْبَلَ بالدَّمِ ” ــــ كنايةٌ عن شِدَّةِ الطَّعنِ ( وهي اِستعارةٌ أَيضًا ) 0 د - ” فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنَا ” ــــــ ” كنايَةٌ عن تَعَبِهِ وَاِمتعاضِهِ وحُنْقِهِ 0 هـ - ” لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا المُحَاورَةُ اِشْتَكَى ” ــــ كنايَةٌ عن شِدَّةِ تَحَمُّلِهِ 0 و – ” وَلَكَانَ لًوْ عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمِي ” ــــ كِنايَةٌ عن توجُّعِهِ وتأَلُّمِهِ 0 ز – ” والخَيلُ تقتحِمُ الغبارَ عَوَابِسًا ” ــ كنايةٌ عن جسارَتِها وتجاوُزِها0 ح – ” وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي 00 وأَبْرَأَ سُقْمَهَا 00 قِيلُ الفوارسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ ” ــــــــــ كنايةٌ عنِ الاستغاثَةِ ، فضلاً عنِ الفروسيَّةِ وَرَدِّ الاعتبار 0 0 - التَّعليقُ على الكِنايّةِ : إنَّ جملةَ الكِناياتِ السَّابقة منوطةٌ بسياقِ الحربِ ، لَكِنَّها مُتَّجِهَةٌ هذه المَرَّةِ إلى الفارسِ وجوادِهِ ، أو بالأحرى إلى عنترةَ وفرسِهِ ، لأنَّ النَّصَّ في أساسِِهِ قائِمٌ على على المُواجهةِ بينَ عنترةَ وفرسِهِ من جِهَةٍ ، وقومِهِ وناكريهِ وأعدائِهِ من جِهَةٍ أخرى 0 3 – الاسْتِعَارةُ : جاءتِ الاستعارةُ عبرَ هذا النَّصِّ الشِّعريِّ بوفرةٍ ،لَكِنَّها في الوقتِ نفسهِ تأتي منفردَةً بذاتِها مَرَّةً،وتَجِيءُ مُتشابكَةً مع الكِنايةِ مَرَّةً أُخرى،وسواءٌ جاءت على هذا النَّحوِ أو ذاك؛ فإِنَّ مجيئَهَا يعني المبالغةَ في وصفِ وتصويرِ المُعطيــــاتِ الحربيَّةِ المُتَفَشِّيَةِ في النَّصِّ بَدْءًا من الفارسِ الشَّاعرِ ، ومُــــرُورًا بالأشْطِانِ والَّلَبانِ والفَرَسِ والخيــلِ ، واِنتهاءً بالفَوارس واِعتِرافِهم به كفارسٍ ” سَيِّدٍ ” وشاعرٍ حُرٌّ ” مُجيدٍ ” 0 - تَجِيءُ الاستعارةُ هنا على النَّحو الآتي : 1 – ” مَا زِلْتُ أَرْمِيهِم بِغُرَّةِ وَجْهِهِ ” ــــــــــ تلك صورةٌ اِستعارِيَّةٌ” تَصريحِيَّةٌ ” ، حيثُ شَبَّهَ الشَّاعرُ ” الرِّماحَ ” بغرَّة وَجْهِ الفرسِ وَلَبانِهِ ” ، وحذف ” المُشَبَّهَ ” وهو ” الرِّماح ” ، وجاءَ بالمُشَبَّهِ بِهِ صَراحةً ، وهو ” غُرَّةُ وَجْهِ الفرسِ أوَّلاً ، وَلَبَانِهِ ثانيًا ” 0 2 – ” حَتَّى تَسَرْبَلَ بالدَّمِ ” ــــــــ هذه صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” تحملُ الوجهينِ معًا : الأول ” التَّصريحُ “ ــــ إذ شبَّهَ الشَّاعرُ ” عنترةُ ” الثَّوبَ أو الغطاء بالدَّمِ ،وذكرَ ” المشبَّهَ بِهِ ” صراحةً وهو الدَّمُ 0 - الثَّاني : ” التَّكَنِّي ” ـــ حيث شبَّهَ الشَّاعرُ فرسَهُ بإنسانٍ يتسربلُ أو يلبسُ ثوبًا وحذفَ المُشَبَّهّ بِهِ ” الإنسانَ ”وجاءَ بلازمِهِ ”التسربل”0 3 – ” فازْوَرَّ من وقعِ القَنا ” ـــ تلك صورةٌ اِستعاريَّةٌ ” مكنيَّةٌ ” حيثُ شبَّهَ الشَّاعرُ الفرسَ بالإنسانِ،وحذفَ المشَبَّهَ بِهِ ” الإنسانَ ” وجاءَ بإحدى لوازمِهِ وهي لازمةُ “ الازْوِِرَارِ” ،وهذه الصُّورةُ تميلُ بعضَ الشَّيْءِ إلى التَّشخيصِ 0 4 – ” وشكا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ ” ــ وتلك صورةٌ مكنيَّةٌ أُخرى،حيثُ شبَّهَ الشَّاعرُ فرَسَهُ بِإِنسانٍ يَشكُو،وحذف المُشَبَّهَ بِهِ،وجاءَ بإحدى لوازِمِهِ وهي الشَّكوى الحارقةُ المصحوبةُ بالعَبَرَاتِ والتَّحَمْحُمِ 0 5 – ”والخيلُ تقتحمُ الغِبَارَ عَوَابِسًا ” هذه الصُّورة - فوقَ أَنَّها كنايةٌ - اِستعارةٌ مكنيَّةٌ ، حيـــثُ شَبَّهَ الشَّاعرُالخيلَ بالفُرســانِ العبوسينَ ، وحذفَ المُشَبَّهَ بِهِ ، وجاءَ بإحدى لَوَازِمِهِ وهي ” العُبُوسُ ” 0 6 - ” وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا 00 قِيلُ الفوارسِ ” ــــــــ هذه صورة اِستعارِيَّةٌ ” تصريحيةٌ ” أُخْتُتِم َبها ذلك النَّصُّ الشِّعريُّ ، إِذ شَبَّهَ الشَّاعرُ الدَّواءَ أو العلاجَ - سبيلَ الشِّفاءِ – بالقولِ أوكما جاءَ بتصريحِهِ أو تعبيرهِ ” القِيل ” ، وقد صرَّحَ بالمُشَبَّهِ بِهِ ” وهو ” قِيلُ الفوارسِ ” ، حَتَّى لَكَأَنَّ علاجَ الشَّاعرِ هنا هو” قِيلُهُم ” أي تحقُّقُهم من شرفِهِ وسيادتِهِ من جهَةٍ ، واِعترافُهم بفروسيَّتِهِ قبلَ شاعرِيَّتِه من جهةٍ أخرى 0 هـ صوتُا الألفِ والرَّاءِ مع صوتِ المعركةِ : يبدو من الوهلة الأولى أنَّ هذا النَّصَّ الشِّعريَّ يحملُ صوتينِ لُغَوِيَّيْنِ ” الألف 00 الرَّاء ” ، وهذان الصَّوتان يتـــــــوافقانِ تمامًا وسياقَ النَّصِّ المرتبطِ بالحربِ والمعركــةِ بما يحملانَه من كرٍّ وفرٍّ وإقبالٍ وإدبارٍ ، وكما صــــرَّح علماء الُّلُغةِ ، وعلماء الصَّوتِ منهم بشكلٍ خاصٍّ، أنَّ صــــوتً الألف هو أَمَدُّ الأصواتِ الُّلُغويَّةِ طولاً وأعلاها جهرًا ، وهذه الصِّفةُ وتلك تتناسبان تمامًا مع سياقِ الحــــــرب أو بالأحرى مع حركتِها ، كما أنَّ صــــــوتَ الرَّاءِ هو الآخــــــــرُ من الأصوات ” التَّردُّديَّةِ ” المكرورةِ والجهورة، وهو هنا – بما يحملُهُ من هذه الصِّفاتِ - يتناسبُ مع سياقٍ الحرب أَيضًا وحركًتِها 0 - نتمثَّلُ صوتَ الألفِ ( بطولِهِ وجهرهِ ) في الألفاظِ الآتيةِ : ( يَتَذَامرونَ – الرِّماح – أَشطان – وَلَبَان – وَلَبَانه – والقنا - وبلَبَانِهِ – وشَكَا – والمُحاورة – واِشتكى – والكلام - والغِبار – وعوابِسًا – وشفى – وسُقمها – وأخيرًا الفوارس ) 0 - نلحظُ صوتَ الرَّاءِ بترديدِهِ بين الامتدادِ والجهرِ على النَّحو الآتي : ( رأَيت – ويتذامرونَ – وكرَرْتُ – وعنتر – والرِّماح – وبئر – وأَرميهم – وبغُرَّةِ – وتسربل – وفَازْوَرَّ – وبعبرةٍ – ويدري – والمُحاورةُ – والغِبار – وأجرد – وأبرأَ – والفوارس – وأخيرًا عنتر ) 0 الخلاصةُ : تقولُ : إِنَّ هذين الصَّوتينِ الجهورينِ الممتدَّين يبعثانِ في النَّصِّ حركيَّةَ المعركةِ ، وعلو صوتها ، أو بالأحرى يجاريانِ المعركة تمامًا بما فيها من حركةٍ وصوتٍ وجلبةٍ وصراخٍ وعنفوانٍ وأنينٍ وبكاءٍ وعويلٍ وصياحٍ،وقد أجاد في بدئها بدعوة عنترةَ ” يدعون عنترَ ” ، وأحسنَ في مُختتمِها باستغاثَتِهِم بعنترة أيضًا ” وَيْكَ عَنْتِرَ أَقدِمِ ” ، أي أنَّ ” عنترةََ ” هو بيتُ القصيد ، وحجَرُ الزَّاويةِ وملجأُ عبسٍ في الشَّدائدِ والأزمات 0 |
2010- 4- 24 | #9 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
المحاضرة السَّادسةُ
النَّصُّ النَّثريُّ الجاهليُّ ( بين التَّنظيرِ والتَّطبيقِِ ) أوَّلاً : ( التَّنظيرُ ) - وجودُ النَّثرِ عندَ العربِ في جاهليَّتِهِم : س / هلْ وُجِدَ النَّثْرُ الأدبيُّ عندَ العربِ في الجاهليَّةِ ، وَمَا مَدَى حاجتهم إليهِ ؟ ج / نَعَم ، وُجِدَ النَّثرُ الأدبيُّ أو الفنِّيُّ عندَ العربِ في العصر الجاهليِّ ، لأنَّهُم محتاجونَ إلى ما يعبِّرونَ بهِ عن شؤونِهِم ،وبخاصَّةِ في المُجتمعاتِ السَّاميةِ الَّتي تجمعُ عظَماءَهُم وكُبراءَهُم، حين يفدون على الملوكِ ، وزُعماءِ القبائلِ في مهامٍّ سياسيَّةٍ أو اِجتماعيَّةِ ، أو حتَّى قضايا إنسانيَّةٍ عامَّةٍ س/ أَلَمْ يَكْفِ الشِّعرُ حاجةَ الجاهليِّ بعيدًا عنِ النَّثر ؟ ج / الحقيقةُ الَّتي لا مِراءَ فيها أنَّ الشِّعرَ لا يستطيعُ أن ينهضَ بِكُلِّ ما تستدعيهِ هذه المجتمعاتُ وغيرها ، لأَنَّ قيودَ الوزنِ قَدْ لا تُمَكِّنُ المُتكلِّمَ من اِستعراضِ أو التَّعبيرِ عن كلِّ ما يغرضُ إليهِ ويبتغيهِ من قضايا سياسيَّة أو اجتماعيَّةِ هو وقبيلتُهُ ومجتمعُهُ قاطبةً 0 - دليلُ وجودِ النَّثرِ عندَ العَرَبِ : س / مَا دليلُ وُجودِ النَّثرِ الأدبيِّ عندَ العربِ إِبَّانَ العصرِ الجاهليِّ ؟ ج / الدَّليلُ على وجودِ النَّثرِ الأدبيِّ أو الفنِّيِّ عندَ العربِ آنذاكَ أنَّ القُرْآنَ الكريم ( المعجزةَ الكبرى ) قد تحـــــدَّاهم بأسلُوبِهِ وبيانِهِ ، والقرآن كما نعرفُهُ نثرٌ ولكنَّه نثرٌ خاصٌّ،فلابُدَّ أن يكــــــــــــونَ لهم أو عندَهم نثرٌ جيِّدٌ ،إِذْ لا يَجِيءُ ،بل لا يتحقَّقُ التَّحـــدِّي إلاَّ إذا كانَ في جهةٍ يَزْعُمُ المرءُ أو الأُمَّةُ أَنَّ لَها فضلاً و نبوغًا فيها ، كانا معًا موضعَ فخرِهَا واِعتِزازِهَا 0 س / اِسْتَعْرِض ( اِستعرِضِي ) بعضَ مظاهِرِ هذا التَّحَدِّي ؟ ج / لاشكَّ أنَّ هؤلاءِ العربَ حينَ تحدَّاهُمُ القُرآنُ الكريمُ راحوا يقارنونَ بينَهُ وبينَ ما حفظهُ بعضُهُم مِمَّا عُرِفَ من نثرِ المفاخراتِ وغيرِها ؛ فالوليدُ بنُ المُغيرةِ حينَ قالَ في شَأْنِ الٌُقرْآنِ : ” إِنَّ لَهُ لَحَلاوَةً وإِنَّ عليهِ لَطَلاوَةً ” ، لاشكَّ أَنَّهُ هنا يوازِنُ بينَ ذلك القرآن العظيمِ وما تناقلتْهُ الأَلسنُ من أقوالِ فحولِ الخُطباء 0 - نَثرُ الجَاهِلِيِّينَ بَيْنَ الكَثرَةِ والقِلَّةِ : س / هَل للجاهليِّينَ نَثْرٌ كثيرٌ ؟ ج / نعم ، للجاهلِيِّينَ نثرٌ كثيرٌ ، وتأتي كثرتُهُ تلك لِكثرةِ الدَّواعي والمجالاتِ الَّتي كانت سببًا في وجودِهِ ، ولَكِنْ لم يصلنا منهُ إلاَّ القليلُ ، وعدمُ وصولِ أكثرِهِ لا يدلُّ عدمِ وُجُودِهِ أو حتَّى قلَّتِهِ 0 س / لماذا لَمْ يَصِلْنا ذلكَ النَّثرُ ” الأدبيُّ ” الجاهليُّ الكثيرُ على وفرَتِهِ تلك ؟ ج / لم يصلْنا الكثيرُ من هذا النَّثرِ الأدبيِّ الجاهليِّ لسببيْنِ : 1 – كان العربُ – كما تشيرُ الرِّواياتُ التَّاريخيَّةُ – أُمِّيِّينَ ، ولم يكنْ بينَهم غيرُ نفرٍ قليل جدًّا مِمَّن يعرفونَ الكتابةَ ، ولم يُعْنَ أُولئِكَ بتدوينِ ذلك النَّثرِ الأدبيِّ الجاهليِّ 0 2 – لمْ تَكُنْ حافظتُهُم العقليَّةُ ” الذِّهنِيَّةُ ” مُتَّجِهَةً إلى حفظِ النَّثرِ كَقَسِيمِهِ ” الشِّعرِ ” ؛ وذلك لأَنَّ الأوزانَ - فضلاً عنِ القوافي - قد سهَّلت حفظَ الشِّعرِ ، أَمَّا النَّثرُ فقد خلا منها ، ورُبَّما منهما معًا ؛ ولذلكَ صَعُبَ حفظُهُ ، ولهذا وغيرِهِ لم يصلنا الكثيرُ من ذلك النَّثر الأدبيِّ الجاهليِّ 0 س / اِستعرضْ ( اِسْتَعْرِضِي ) بإِجمالٍ أنماطَ النَّثرِ في العصرِ الجاهليِّ ؟ ج / أَنماطُ النَّثر الجاهليِّ بصورةٍ مجملَةٍ على النَّحوِ الآتي : أ – الخطابةُ ب – الوصايا ج – الحِكَمُ د – الأمثالُ 0 - أغراضُ النَّثرِ الجاهليِّ : س / اِسْتَعْرِضْ ( اِسْتَعْرِضِي ) بشكلٍ مُجمَلٍ أغراضَ النَّثْرِ الجاهِلِيِّ ؟ ج / كانَ من أغراضِ النَّثرِ الجاهليِّ : أ – التَّحريضُ على القتالِ والأخذِ بالثَّأْرِ 0 ب – إِصلاحُ ذاتِ البَيْنِ 0 ج – المنافراتُ والمفاخراتُ 0 د – السِّفاراتُ والوفودُ 0 ه – خُطَبُ النِّكاحِ 0 و – الوَصَايا 0 ز – الوعظُ والتَّوجيهُ 0 - بينَ الكِتابةِ والخَطَابةِ في العَصْرِِ الجَاهِلِيِّ : س / وماذا عنِ الكتابَةِ ” النَّثرِيَّةِ ” في العصرِ الجاهليَِ ؟ ج / أمَّا الكتابةُ ” النَّثريَّة ” فلم يعرفْها العربُ في جاهليَّتِهِم ، لّكِنَّها وُجِدَتْ عندَ مُلُوكِ الحيرَةِ ، أو غساسِنَةِ الشَّام ، ولم يصلْ منها ما يشيرُ إلى وجودِها ، أو يُحَقَّقُ جنسَها ، أو يثبتُ دورَها 0 س / ماذا يُعْنَى بالخطابةِ ؟ ج / الخطابةُ : هي القولُ الَّذي يُلْقيهِ القائلُ ( الخطيبُ ) في مُجتمعٍ من النَّاسِ،لِيُقْنِعَهُم بِرَأْيِهِ أو يُثْبِتَ وُجْهَةَ نَظَرِهِ الفِكريَّةِ المقترحة0 0 - أَنْوَاعُ الخَطَابةِ : س / اِستعرضْ ( اِسْتَعْرِضِي ) بِإِجمالٍ أَنواعَ الخطابةِ ؟ ج / لِلخطابةِ أنواعٌ أربعةٌ تجيءُ على النَّحوِ الآتي : 1 – الخطابةُ السِّياسيَّةُ : كَخُطبِ القادةِ والزُّعماءِ في المشاكلِ أو الأحداثِ السِّياسيَّةِ 0 2 – الخطابةُ الدِّينِيَّةُ : كَخُطَبِ الوَعْظِ والنُّصحِ والدَّعوةِ إلى الخير 0 3 – الخطابةُ الاجتماعِيَّةُ : كتلكَ الَّتي تتعرَّضُ لقضايا المُجتمعِ و مشاكلِهِ،وطرق حلِّ هذه ومُعالجة تلك، حتَّى يتَقَدَّمَ المجتمعُ 0 4 – الخطابةُ العلميَّةُ : تلكَ الخطابةُ الَّتي تُلْقَى في المؤتمراتِ العلميَّةِ ، والنَّدواتِ ، أو المنتدياتِ الثَّقافيَّةِ المتنوِّعة 0 - تَابِعُ الخطابةِ وأشهرُ رِجَالاتِهَا : س / هلْ وُجِدَتْ جملةُ هذه الأنواعِ الخطابيَّةِ في العصرِ الجاهليِّ ؟ ج / الحقيقَةُ أَنَّهُ لم يُتَحَصَّلْ من هذه الأنواعِ الأربعَةِ في العصرِ الجاهليِّ سوى الخُطَبِ السِّياسيَّةِ والاجتماعيَّةِ وبعضِ العظاتِ والتوجيهاتِ الإرشاديَّةِ الحكيمةِ 0 س / مَنْ هم أَشهر خطباءِ الجاهليَّةِ ؟ ج / أشهرُ خطباءِ العصرِ الجاهليِّ هم : قَسُّ بنُ ساعدةَ الإياديُّ ، وسحبانُ وائل الباهليُّ ، وزهيرُ بنُ جُناب ، ومُرثِدُ الخيرِ ، والحارث بنُ كعبِ المُذحجيُّ ، وقيسُ بنُ زهيرِ العبسيُُّ ، وأَكثمُ بنُ صيفيِّ التَّميميُّ ، وذو الإصبعِ العَدوانيُّ 0 - اَلْوَصَايَا الجَاهِلِيَّةُ ( طبيعتُهَا ومجالُهَا ) : س / ماذا عن طبيعةِ الوصايا الجاهليَّةِ ؟ ج / تَغْدُو الوصايا الجاهليَّةِ في جملةٍ من الحِكَمِ والأمثال الهادفَةِ والمُدلِّلَةِ للموقفِ أو الحدثِ المُلِحِّ آنذاكَ 0 س / مَا المُحيطُ الإنسانيُّ لهذهِ الوصايا الجاهليَّةِ ؟ ج / لا تَتَجَاوزُ هذه الوصايا في مٌحيطِهَا الإنسانيِّ سِوَى عدَدٍ محدودٍ من النَّاسِ ،وقد تكـــونُ مُوجَّهَةً من أَبٍ لأبنائِهِ، أو من أُمٍّ لِبناتها، أو من حكيمٍ لقَومِــهِ ، أو من سيِّدٍ لِعَشِيرَتِهِ 0 س / وَمَا مَجَالُ هذه الوصايا ووقتُها ؟ ج / يَبدُو مجالُ هذه الوصايا ووقتُهَا غالبًا عند قربِِ الأجـــــــــــلِ ، أو الفرقة ( الفراقِ ) ، أو قضاء الحاجةِ ، أو موضع صلحٍ وتَآلفٍ 0 :- حِكَمُ العربِ في الجاهليَّةِ ( مفهومًا ومجالاً ) س / قَدِّمْ ( قَدِّمِي ) مفهومًا مُدَلِّلاً لِلحكمةِ ؟ ج / الحكمةُ عبارةٌ عن جملةِ من العباراتِ المُوجَزَةِ ، قويَّةِ الألفاظِ ، دقيقةِ المعاني، بارعةِ التَّصويرِ ، تُسْتَدْعَي للتَّعبيرِ عَنْ موقفٍ مُهِمٍّ من مواقفِ الحياةِ وحوادِثِها0 س / هَلْ عَرَفَ العربُ الحِكْمَةَ، وَمَنْ أَشْهَرُ حُكمائِهِمِ ، مَثِّلْ ( مَثِّلِي ) لِبعضِ حِكَمِهِمْ ؟ ج / عَرَفَ العَربُ الحِكمةَ ، بل برعوا في أدائِها ؛ لأنَّهم عُنوا أَوَّلَ ما عُنُوا بِصِناعَةِ الكلامِ وتجويدِهِ،وقد عُرِفَ من حُكمائهِم بل أشهرهم هو : ” لقمانُ الحكيمُ ” 0 - مثالٌ لبعضِ حِكَمِ ” لُقْمانَ ”: ” آخِرُ الدَّواءِ الكَيُّ ” 0 س / هلْ بَدَتِ الحِكَمُ الجاهليَّةُ في مُجْمَلِهَا قضايا إِنسانيَّةً صادقةً ؟ ج / لا ، ليست الحِكَمُ قضايا صادقةً ، مُسلَّمًا بها في كُلِّ الأوقاتِ ، بل يغلُبُ عليها طابَعُ الصِّدقِ 0 س / مَنْ مِنَ الشُّعراءِ الجاهلِيِّينَ عُرِفَ بالحِكمةِ واُشْتُهِرَ بِها ؟ ج / عُرِفَ نَفَرٌ من الشُّعراءِ الجاهلِيِّين بالحكمةِ ، بل واُشتُهِروا بها ، من أمثالِ هؤلاءِ الشُّعراءِ الحكماءِ – إن صحَّ ذلك التعبيرُ - : 1 – زهيرُ بنُ أَبي سُلْمَى 0 2 – طَرفةُ بنُ العَبْدِ 0 3 – أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلتِ 0 - الأمثالُ العربيَّةُ في العصرِ الجاهليِّ : س/ ماذا عن المثل كمفهوم ؟ ج المَثَلُ :عبارةٌ عن كلماتٍ،تُعبِّرُعن أفكارٍ نتيجةً للتَّجاربِ الطَّويلةِ0 س / وما الخصائصُ ” الأدبيَّةُ ” الَّتي يعتمدُ عليهَا المَثلُ ؟ ج / يعتمدُ المثلُ على الخصائصِ ” الأدبيَّةِ ” الآتيةِ : - الإيجازِ وقوَّةِ الَّلَفظِ وروعةِ المعنى وبراعةِ التَّصويرِ 0 س عُرِفَ عندَ العربِ أناسٌ ضُرِبَ بهم المثلُ،استعرضْ ( اِسْتَعْرِضِي ) أشهرَهم ، وما ضُرِبُوا بِهِ مِنْ مَثَلٍ؟ ج / عُرِفَ عندَ العربِ أناسٌ بعينِهِم ضُرِبَ بهم المثلُ ، فقيلَ : أَخطبُ من سحبانَ وائل الباهليِّ ، أَبْخَلُ من مَادرٍ ، وَأَبْصَرُ من زَرْقَـــــــــاءِ اليَمَامَةِ، وَأَبْلَغُ من قَسٍّ، وَأَطْمَعُ من أَشْعَبَ، وَأَشْأَمُ مِنَ البَسُوسِ 0 س / فَسِّرْ ( فَسِّرِي ) المثلَ الأخيرَ ( أَشْأَمَ مِنْ البَسُوسِ ) ؟ ج / ( أَشْأَمُ مِنْ البَسُوسِ ) : تلكَ صيغةٌ لُغويَّةٌ قصيرةٌ حملت في طَيَّاتِهَا الشُّؤْمَ الَّذي جَرَّتْهُ بل جَرَفَتْهُ البَسُوسُ على حَيَّيْنِ من العربِ ، اِشتعلتْ بينَهُمَا الحربُ أَربعينَ سَنَةً ، أُزْهِقَتْ فيها الأرواحُ ، وأُريقتْ فيها الدِّماءُ ، وَأَكلتْ بِها ومعها الأخضرَ واليابسَ 0 س / من أَيِّ منبَعٍ أُخِذَتْ الأمثالُ العربيَّةُ القديمةُ، مَثِّلْ ( مَثِّلِي ) لِذلكَ ؟ ج ( أ ) أُخِذَتْ الأمثالُ أو على الأقلِ الكَثيرُ منها من البيئةِ العربيَّةِ القديمةِ بجملةِ حيواتِها ، فقالوا : ” أَكْسَى مِنْ بَصَلَةٍ ، وَأَعْقَدُ مِنْ ذَنَبِ الضَّبِّ ، تََلْدَغُ العَقْرَبُ وَتُضِيءُ 0000 ” 0 ( ب ) كما أَخَذُتِ العربُ بعضَ هذهِ الأمثالِ من حياتِهِم الحربيَّةِ ، وما يتعلَّقُ بِها ، فقالوا : ” أَفْـــــــوَقُ مِنَ السِّهامِ ، اِعْطِ القَوْسَ بَارِيهَا ، اِبدَأْهُمُ الصُّرَاخَ يَفِرُّوا 000 ” 0 س / هَلْ هناكَ أَمثالٌ أُخرى جَرَتْ على أَلْسِنَةِ الحيواناتِ والبَهَائِمِ ؟ ج / هناكَ أَمْثَالٌ جَرَتْ على أَلْسِنَةِ البَهَائِمِ تَخَيُّلاً في ” قِصصِ الحيوانِ ” أُريدَ بها النُّصْحُ والارشادُ والتَّوجيهُ ، ، كقولِهِم على لِسانِ الحَيَّةِ : ” كَيْفَ أُعَاوِدُكَ وَهَذَا رَأْسُ فَأْسِكْ ؟ ” 0 س / اُذْكُرْ ( اُذْكُرِي ) أَشهَرَ مَنْ كَتَبَ عَنْ أَمثالِ العربِ القديمةِ ؟ ج / أَشْهَرُ مَنْ كَتَبَ عَنِ الأمثالِ العربيَّةِ وفيهَا : 1 – المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ، صاحِبُ كتابِ ” المفضَّلِيَّاتِ ” 0 2 – المَيدانِيُّ ، صاحبُ كِتابِ ” مجمعِ الأمثالِ ” 0 س هَلْ تُمَثِّلُ الأمثالُ العربيَّةُ شيئًا لَدَى العَرَبِيِّ القَدِيمِ ،وبخاصَّةٍ الجاهليُّ ؟ ج نَعَمُ، فقد قالَ جمعٌ من الرُّواةِ النُّقَّادِ :” أمثالُ العربِ مِرْآةٌ لِحَيَاتِهِمْ ”0 |
2010- 4- 24 | #10 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: التذوق الأدبي (محتوى فقط )
المحاضرة السَّابعةُ
” نموذجٌ تطبيقيٌّ من النَّثرِ الجاهليِّ ” خطبةُ هانئٍ بنِ قُبيصَةَ ” في التَّحريض على القتالِ ” أوَّلاً : نصُّ قبيصةَ النثريُّ في تحريضِ قومِهِ : - يقولُ قبيصَةُ محرِّضًا قومَهُ على القتالِ : ” يَا مَعْشرَ بَكْرٍ : هَالِكٌ مَعْذورٌ ، خَيْــرٌ مِنْ نَاجٍ فَرُورٍ ، إِنَّ الحَذَرَ لا يُنْجِي مِنَ اَلْقََـــدَرِ ، وَإِنَّ الصَّبْرَ مِنْ أٍسْبَــابِ الظَّفَرِ ، المَنِيَّةُ ولا الدَّنِيَّةَ ، اِسْتِقْبَالُ المَــوْتِ خَيْرٌ مِنْ اِسْتِدْبارِهِ ،الطَّعْنُ في ثَغْرِِ النُّــــــحُورِ أَكْــــرَمُ مِنْهُ فِي الأعـجَازِ والظُّهُورِ ، يا آلَ بَكْرٍ : قَاتِلُوا فَمَا لِلْمَنَايَا بُدٌّ ” 0 ثانِيًا : معاني الكلماتِ : - هالكٌ : تجمعُ على ” هلكَى ” و هُلاَّكِ ” ، وجــــــــاء في المثلِ : فلانٌ ” هالكٌ ” في الهَوَالِكِ : أَي أَلْقى حتفَهُ بنفسِهِ - الفَرُورُ : كثيرُ الفِرَارِ 0 – الحَذَرُ : التَّحَرُّزُ 0 – الظَّفَرُ : الفوزُ على عَدُوِّهِ 0 – المَنِيَّةُ : المَوتُ 0 – الدَّنِيَّةُ : السَّقطَةُ الحقيرَةُ 0 – اِستدبارُ الشَّيءِ : ضدَ اِستقبالِهِ 0 – الثَّغْرُ : ما تَقَدَّمَ من الأسنانِ ، وهو أَيضًا مَوْضِعُ المَخافَةِ من فروجِ البلدانِ 0- النُّحورُ : مَوضِعُ القُلادةِ من الصَّدرِ ، وقيل : موضِعُ نَحْرِ الهديِ وغيرِهِ 0- الأعجازُ : مُفردُها ” عَجُزٌ ” وهو مُؤخَّرُ الشَّيْءِ ، يُذكَّرُ ويؤنَّثُ ، وهو للرَّجُلِ والمَرْأَةِ جميعًا 0 – المنايا : جمع منيَّة،وهو الموتُ 0 – البُدُّ : هو الفِراق أو العوضُ ، يقولون : لابُدَّ من كذا ، أي لا فراقَ منه وقيلَ لا عوض 0 ثالثًا : المضمون : يتضمَّن هذا النَّصُّ القصيرُ تحريضًا على القتالِ وبثًّا للحَّمِيَّةِ الجاهليَّة الَّتي تدعو إلى المواجهةِ والإقدامِ ، وتنأى عن الهروبِ والفِرارِ ،ثمَّ يستخلصُ الخطيبُ هنا حكمةً رضيَّةً تؤكِّدُ كرمَ المواجهةِ وفضل الإقدام على الاستدارةِ بالظُّهورِ والأعجازِ ، واُختًتِمَ ذلك المضمونُ بأمرِ القتالِ ِ إذ هو حجرُ الزَّاوية وبيتُ القصيدِ ، ” فما للمنايا بُدُّ ” كما صرَّح هو بذلك 0 والخلاصةُ هنا أنَّ المضمون في جملتِهِ مناسب للتَّحريضِ 0 - رابعًا : الفكرةُ : - تنبني فكرةُ ذلك النَّصِّ على الحرب أو القتالِ ، ومنذُ بدءِ النَّصِّ إلى نهايتِهِ نلحــــــــــــــظُ الخطيبَ مُتوجِّهًا إلى قومِه وعشيرتِهِ ، داعيًا بل آمرًا إِيَّاهم بالقتـــــــــــالِ والدِّفاعِ عن كرامتِهِم وعزَّتِهم سالِكًا في سبيل تحقيقِ هذه الفكرةِ عنصرَ التَّخييرِ بين الأمريْنِ ، أو بالأحرى التَّرغيب في المواجهةِ والإقدامِ، والتَّرهيبَ من الفرارِ والاستدبارِ 0 إِنَّها بالجملة : فكرةٌ قائمةٌ على جدليَّةٍ جاهليَّةٍ متناقضَةٍ 0 - خامسًا المعطياتُ الأدبيَّةُ ( الُّلُغويَّةُ والجماليَّةُ ) : أ – الأسلوبُ : - يأخذُ الأسلوبُ هنا وجهتينِ : - الوجهةُ الأولى : ( الأسلوبُ الخبريُّ ) : لقدِ اِستخدمَ الخطيبُ الأسلوبَ الخبريَّ في أكثر من موضِعٍ، حيثُ نجدُهُ واردًا في صيغة ” هالكٌ معذورٌ خيرٌ من ناجٍ فَرُورٍ ” و ” اِستقبالُ الموتِ خيرٌ من اِسْتِدْبارِهِ ” ، و ” الطَّعنُ في ثّغْرِ النُّحورِ أَكرَمُ منه في الأعجازِ والظُّهور ” 0 والحقُّ أنَّ جملةَ دلالات هذه الأساليب الخبريَّةِ تتوجَّهُ بالجملةِ إلى المُثابرةِ على القتالِ والا صطبارِ على مشاحناتهِ وعُقْباهُ 0 - الوجهةُ الثَّانيةُ : ( الأسلوبُ الإنشائِيُّ ) : - لقد وظَّفَ الخطيبُ ” قبيصَةُ ” ذلكَ الأسلوبَ الإنشائيَّ توظيفًا فنِّيًّا جيِّدًا ؛ لأنَّه راحَ ينوِّعُهُ من جهةٍ ، كما أنَّه وزَّعه بوعيٍ ودِقَّةٍ من جهةٍ ثانيةِ ، ثُمَّ أخيرًا أبدعَ توظيفَه ومعالجَتَه من جهةٍ ثالثَةٍ 0 نلحظُ ذلك من بدءِ النَّصِّ إلى منتهاهُ على النَّحو الآتي : - يَا مَعشرَ بَكْرٍ ـــــــ نداءٌ ـــــــــــ غايتُهُ : الحثُّ والمطالبَةُ 0 - إنَّ الحَذَر لا يُنجي من القَدَرِـــــ تأكيدٌ ونفيٌ ــــــ غايتهما : التَّقريرُ 0 - يَا آلَ بكْرٍ ـــــــــ نداءٌ ـــــــــــــ غايتُهُ : النَّجدةُ والإغاثَةُ 0 - قاتلوا ـــــــــــــ أمرٌ ــــــــــــــ غايتُهُ : الحضُّ و المطالبة 0 - فَمَا لِلْمَنَايَا بُدُّ ـــــــــ نفيٌ ـــــــــ غايتُهُ : التَّقريرُ والإثباتُ 0 - والخلاصةُ هنا : أنَّ هذا الأسلوبَ سواءٌ جاءَ خبريًّا أو إنشائيًّا ، فَإنَّهُ قد بدا جزلاً ومنسوجًا في ثوبٍ سجعيٍّ ليس غريبًا أو متخيَّلاً 0 ب - المُحَسِّنُ البديعيُّ : 1 – الطِّباق : - نلحظُ ذلك الطِّباقَ فيما ياتي : - المَنِيَّة: الدَّنيَّة ــــــــــ الطِّباقُ هنا بينَ التَّضحيةِ الكريمةِ والسَّقطةِ الَّلئيمةِ 0 - اِستقبال :اِستدبار ـــ الطباقُ هنا بين الإقدامِ والتَّراجُعِ 0 - الحذرُ : القَدَرُ ـــــــــــ الطِّباقُ هنا بين الحيطة والمُقَدَّرِ 0 2 – المقابلةُ : - نلحظُ تلكَ المُقابلةَ في الصِّيغ الآتيةِ : - هالكٌ معذورٌ : ناجٍ فَرُور ــــــــــ المقابلةُ ــــ هنا بين الموت المُكَرِّمِ المعذور والفرارِ المنجي المضرورِ 0 - والخلاصةُ : أنَّ الطِّباقَ والمُقابلةَ هنا يُبـــــرزانِ سياقَ الحـربِ من جهةٍ ،ويسطرانِ مفرداتِـــــــــــــــها من جهةٍ ثانيةٍ، ويعمِّقان دلالةَ التَّحريض الدَّاعيةَ إلى تلك الحربِ من جهة ثالثَةٍ 0 3 – الجناسُ : - يتشكَّلُ الجناسُ هنا في الصِّيغِ الآتيةِ : - الحَذَر :القدرُ ـــــــــ جناسٌ ناقصٌ ــ يحملُ نغمة موسيقيَّةً خفيفةً منتهيةً بصوتِ أو حرف الرَّاءِ التَّرَدُّدِيِّ المكرورِ ، كما يحملُ في الوقت نفسِهِ دلالةً المُفارقةً بينَ الحيطةِ والمُقدَّرِ لِلإنسانِ 0 - الصَّبر: الظَّفر ــــــــــ يحمل النَّغمةَ الموسيقيَّةَ السَّابقةَ ، كما يحملُ في الوقتِ نفسِهِ دلالةَ المطاوعةِ ؛ لأنَّ الصَّبر بطبيعةِ الحالِ يؤولُ إلى الظَّفرِ أو النَّصر 0 - المنيِّةُ : الدَّنيَّة ـــــــــــ يحملُ الجناسُ هنا نغمةً موسيقيَّة جهورة ومتراقصةً ، كما يحملُ في الوقتِ نفسهِ دلالة المفارقةِ بين الإقدام والهُروبِ 0 - النُّحور: الظُّهور ـــــ يحملُ الجناسُ هنا النغمةَ الموسيقيَّةَ المكرورة السَّابقةَ، كما يحملُ في الوقت نفسه رمزيَّةَ الحربِ بينّ المواجهةِ والفرار 0 4 – السجعُ : - يغدو هذا السَّجعُ قريبًا من سجعِ الكُهَّانِ، نلحظُهُ على النَّحو الآتي - ” هالكٌ معذور: ناجٍ فَرورِ ” 0 - ” إنَّ الحذرَ لا ينجي من القدَرِ :وإنَّ الصَّبرَ من أَسباب الظَّفر ” 0 - ” المنيَّةُ ولا الدَّنيَّةَ ” 0 - ” الطَّعنُ في ثغْرِ النُّحورِ : أكرمُ منه في الأعجازِ والصُّدورِ“ 0 - والخلاصة هنا : أنَّ هذه الأسجاعَ مُجتمعةً تشيرُ إلى شيئينِ مُهِمَّينِ ، الأوَّل: أنَّ هذه التَّركيباتِ الُّلُغويَّةَ المسجوعةَ تُعَدُّ اِمتدادًا طبيعيًّا لسجع الكُّهَّانِ الجاهليِّ 0 الآخر : أنَّ تلك الأسجاعَ تتناسبُ تمامًا وسياقاتِ المواجهة ، وعلى رأسِها سياقُ الحربِ 0 ج – المُشتقَّاتُ : - وردت المشتقَّاتُ الُّلُغويَّةُ بشكلٍ لافتٍ للنَّظرِ ، نلحظها على النَّحو الآتي: 1 – اِسمُ الفاعلِ : ( هالك - ناجٍ ) ــــــ نلحظهما هنا رمزينِ مفارقينِ بينَ الهلاكِ والنَّجاةِ 0 2 – اسمُ المفعول : ( معذور ) جاءَ حاملاً الدِّلالةَ الإيجابيَّةَ للمواجهة 0 3 – صيغةُ المبالغَةِ : ( فَرور ) ــ جاءت هذه الَّلَفظةُ في سياقِ الفِرارِ ؛ لِتُدلَّلَ على المبالغةِ في طلبِ الحياةِ والهروب من المواجهةِ الجادَّةِ 0 4 – المصدرُ المتعدِّدُ : يبدو هذا المصدرُ في الدَّوالِّ الآتية : ( الحذر – القدر – الصَّبر – الظَّفر – اِستقبال – الموت – اِستدبار – الطَّعن ) ، لقد جاءَ المصدر هنا متنوَّعًا بين الثُّلاثيِّ والسَّداسيِّ 0و العجيبُ أنَّ المصدرَ الثُّلاثيَّ شملَ مقدِّماتِ الحربِ ولوازمها ومختتمها،أمَّا المصدرُ السُّداسيُّ فقد اِنطوى على لحظَتَينِ مفارقتينِ ( المواجهة والفرار )0 0 د – الجموع : يَرِدُ الجمعُ هنا على النَّحوِ الآتي : - ( أسبــــــــاب – النُّحور – الأعجاز – الظُّهور – المنايا ) 0 جـــاءت هذه الجموعُ حاملةً مفرداتِ الحـــــربِ بدءًا من الأسباب والدَّوافعِ ، ومرورًا بضـــــرب النُّحور والظُّهور والأعجازِ ، وانتهاءً بحدوثِ المنايا ، وشمول بل جموع الموتِ 0 ه – صوتُ الرَّاءِ وصوتُ المعركةِ : إنَّ هذا الصَّوتُ الرَّائيَّ - بصورتِه اللافتةٍ للنَّظَرِ مع دلالته الصَّوتيَّة التَّردُّديَّةِ – يعادلُ سياقَ الحربِ في ثنايا هذا المقطعِ النَّثريِّ ، مِمَّا يعكس طبيعة هذه الوجهة الحربيَّة والتَّحريض على القتالِ ، نلحظه مُشِعًّا في الدَّوالِّ ” الألفاظِ ” الآتيةِ : ( معشر – بكر – معذور – خير – فرور – الحذر – القدر – الصَّبْر – الظَّفر – اِستدباره – ثغر – النُّحور – الظُّهور – ) ، الملاحظُ هنا أنَّ الدَّوالَّ السَّابقةَ تبرزُ صوتَ الرَّاءِ التَّردُّديَّ المكرورِ الجهور ، وبروزُهُ بل ترديده يردِّدُ هنا صوت المعركةِ الممتدِّ الجهور 0 - استنتاج : نستنتج من هذا النَّصِّ النَّثريِّ جملةً من الأبعاد الآتيةِ : 1 – النَّصُّ في إطارِهِ العامِّ يعبِّرُ عن الأسلوبِ النَّثريِّ الجاهلي والسجعيّ منه بوجهٍ خاصٍّ 0 2 – النَّصُّ في قصره أو إيجازه يمثِّلُ قدرةَ العربيِّ الجاهليِّ على الإبلاغِ بأقلِّ الكلمات 0 3 – النَّصُّ في صورتِهِ الأدبيَّة الكلِّيَّةِ لايميلُ كثيرًٍا إلى اِستخدامِ الخيالِ الموهمِ ؛ لأنَّه يواقع بيئتَه الجاهليَّة 0 4 – النَّصُّ في مضمونِهِ العامِّ دعوةٌ للحربِ بما يكتنزه من معاني القتالِ والمواجهةِ 0 5 – النَّصُّ في لُغتِهِ يعبرُ عن معجم بل لغةِ الجاهليِّ المسجوعةِ أو قريبة السَّجع ؛ نتيجةً لمعاصرتها لجمعٍ من الكُهَّان السَّاجعين 0 َ 6 – النَّصُّ في حركيَّته الإيجابيَّةِ قد اِعتمدَ كثيرًا على الأسماءِ ، عدا فعلين، الأوَّل : مضارع منفيٌّ ( لا ينجي )والآخر : أمرٌ ( قاتلوا)0 7 – النَّصُّ في رمزيَّتهِ الأدبيَّةِ يبدأُ بنداءٍ عامٍّ ( يا معشرَ ) ، وينتهي بنداءٍ خاصٍّ ( يا آلَ بكر ) ، وهذا أمرٌ منطقيُّ ؛ لأنَّه لن يستمرَ معه في الحربِ ويذودَ عن مقدَّراتِهِ بل مقدِّراتهم سوى المقرَّبينَ منه ، وهم قومه ” بنو بكرٍ ” 0 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محتوى, الأدبي, التذوق, فقط |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حطو حل مشكلة التذوق الأدبي هنا | ✶ جُمان ✶ | المستوى الأول - كلية الأداب | 6 | 2010- 2- 25 12:58 AM |
رابط شامل لمنهج التذوق الأدبي .. ذاكروا منه والله ينجحكم | زيد الثنيان | ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل | 12 | 2010- 1- 31 02:31 PM |
مهم .. التذوق الأدبي | Scorpio.18 | ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل | 4 | 2010- 1- 27 11:18 PM |
المحذوف في التذوق الأدبي | miss pc | ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل | 4 | 2010- 1- 16 07:21 PM |