لغة الأرقام في حياتنا (تساؤلات بين الزوجين)

[صالح الثرباني]

صالح الثرباني

لغة الأرقام في حياتنا (تساؤلات بين الزوجين)

الأرقام في حياتنا تعتبر بالدرجة الأولى من أساسيات الحياة, فهي كعقدة حبل لا يمكن فكاكها بسهولة, تضل في خلدنا ومحاورنا وفلكنا, نعيش على تناسقها وتناغمها, ولا يمكن أبدًا العيش دونها .
لولا الأرقام لعجزنا أمام مسائل الحساب التي تخصنا في حياتنا, والتي تكون مرتبطة بنا على المدى الطويل كالعمر ولو لا الأرقام لما عرفنا تواقيت حياتنا بشكل مجمل, وأجزم أنّه من الصعب على الإنسان التخلي عنها أو العيش دونها, بل قد تكون كالأكسجين الذي يغذي رئتيك هواء الطبيعة, فلها استخداماتها الكثيرة والمتنوعة في طبيعتها فمن خلالها يكون سير البورصات والدول والشركات الكبرى, تحتل الركن الأساسي الأول في حياتنا, نستطيع من خلالها تحديد التواريخ والأوقات وأسعار السلع, بل هناك منها ما يصعب على الإنسان نسيانه ويكون ملازم له طول حياته, كتواريخ الميلاد وتواريخ الأفراح والإحزان, قد تكون من جانب جميلة رائعة تغدق علينا جمال المواقف الماضية التي تحمل بين طياتها جُل النقاء الحياتي, من الشوائب التي قد تكون سببًا في تنغيص جزءًا من أيامنا, وكذا المواقف المستقبلة التي ننتظر قدومها على لهيب جمر الانتظار, وقد تكون من جانب آخر سببًا في تقلب الأجواء بل تكون في بعض الأحيان سببًا في العقد النفسية, والمواقف المؤلمة ذات العواقب الوخيمة والمحزنة ولكنها حالة شاذة قلما تجدها.

ومع أهمية الأرقام في حياتنا إلا أنها تشكل منعطفًا زج بالكثير في مرمى الحضيض, وكان سببًا في هدم أركان جامدة بعد سنون من تشييدها وزخرفتها وجمال منظرها والارتباط الروحي في وكرها, والذي ينم عن مسيرة حافلة ملئيه بكل أطياف الجمال والروعة, ونغمات حديث مليئة بالجمال والرقة وإحساس لا يوصف, فكل هذا كان من سويدا قلوب طاهرة يانعة بكل أشكال الحب الحقيقي والصفاء الوجداني, الذي يغدق كليهما بهجة وسرور, ولكن الشروع في ذلك المنعطف سبب التفريط في جماليات الحياة وهدم تلك الأركان الشامخة , هذا المنعطف شرع في اقتصاصه كثيرًا من الأزواج والزوجات على حد سواء فكانت النتائج باهظة الثمن, ولا طاقة لنفس تحمل أعبائها وتبعاتها.

[/color]

يتبع

[صالح الثرباني]

الأرقام السرية وتأثيرها على العش الزوجي

عند الشروع في عمل أرقام السرية من قبل بعض الأفراد أو الشركات فهو من أجل حفظ خصوصيات تلك الشركات, وخصوصيات الأفراد من العبث أو التفشي غير المعتمد أو العكس, وليس بالضرورة الانزواء بالسوء والخطأ المُرتكب خلف تلك الأرقام السرية, التي كانت دافعًا لارتكاب الجرم في حق النفس وفي حق الآخرين, وخصوصًا من جانب العنصر النسائي, فبمجرد وضع تلك الأرقام من قبل الأزواج في جوالاتهم أو أجهزتهم المحمولة, تستثير حفيظة بعض الزوجات اللاتي يبحثنَ عما يخفيه أزواجهنَ عنهنَ في تلك التقنيات, بل البعض منهن يدخلن في دوامة من الأفكار والوساوس دافعهنَ نحو ذلك أسباب مبهمة تحتاج إلى التفسير, ولكن مع ارتفاع وتذبذب وتر الغيرة, وكسر الدعامة الأساسية للحياة الزوجية (الثقة) لا يستطعنَ كثيرًا من النساء التريث بل يعمدنَ إلى البحث والتقصي علهن يجدن ما يشفي غليلهنَ ويريح ظنهنَ ليزيل تلك الشكوك القاتلة للحياة والخادشة لجدران تلك البيوت التي طالما عمّرت بالتفاهم والهدوء, وربما كان العكس تضع المرأة رقمًا سري على جوالها فتثور ثائرة الزوج ويشاط غضبًا , فيأتي هنا التساؤل بين الزوجين وربما أحتد النقاش ووصل إلى الحال بهم إلى حد الخلاف العميق, وربما الانفصال, لتكون تلك الأرقام السرية ضمن لستة الذكريات المحفوظة بالرقم السري النزعوي, ومن المعلوم أنّ مثل هذه التصرفات لا تليق بمربي الأجيال, فمثل هذا التصرف قد تُهدم بيوت بسببه, ويكون الضحية فلذت أكباد لا نذنب لهم, فلا بد أنّ ندرك أنّ انعدام الثقة بين الزوجين يشكل حاجزًا يستعصى على التغيير في سير الحياة الزوجية إلى الأفضل, خصوصًا عندما يكون لإحد الطرفين سلوك خاطئ معتاد عليه ومثيرًا للشك, فإن ذلك يكون بمثابة المنشط لإثارة الشكوك حول الأرقام السرية في جوال أحدهما فتجعل أحد الطرفين في دوامة مستمرة من التفكير والبحث عن أخطاء يرتكبها أحدهما فلو كانت النظرة في الأفق الأوسع ومن الزاوية المشرقة, لكان خيرًا لهما ولبيتهما, وأُخذ الأمر من الناحية الايجابية واعتبرا ذلك التصرف من باب الحفاظ على الخصوصيات من عبث الأطفال أو أسرار خاصة بالعمل والأصدقاء ونحو ذلك, لا إسقاط النظرة السلبية على عملًا بدر من احدهما ليكون درءًا من يد تعبث في خصوصيتي, فهذه نظرة الإنسان العاقل الذي ينم عن كياسة وأدب وتفهم, وهو ذات نظرة بعيدة للحياة ليصطاد من إطارها الجواهر التي تغذي قوام تلك الحياة, لتسير وفق خط لا يغيب بين ركام النظرة المتشائمة, وتحت غمار انحلال الثقة الذي تولد من عدمها القسوة المجنبة لزهو الذات, وغياب الرحمة التي نص عليها القرآن, حتى يندثر جمال وروعة البناء الذي كان قائمًا على سياسة التقسيط نظرًا لظروف أجبرته على التوقف حينًا بعد حين, بين الاضطرابات النفسية والإحزان المهيمنة والجو الذي يسوده الرتابة و الملل, ليتمنى انقضاء تلك العشرة التي كانت سببًا في النكوص بحياة الى الأسواء, وقد لا يكون هناك فرصة سانحة تفضي إليه بأمنيته, ليضع أمامه تساؤلاته عما إذا كان هناك حلًا ينقذني من فجاجة ولجاجة الحياة, ويخرج تلك الظاهرة الصوتية بعيدًا عن حياتي.

يتبع

[صالح الثرباني]

لكل شيء طبيعة تخصه

هكذا قال أبن خلدون أنه لا يوجد شيء في الدينا إلا وله طبيعة تخصه محسوسة أو غير محسوسة مادية أو غير مادية, المهم أن تضع هذا الامر من المسلمات وأن لا تجعل الامر وكأنه تعدي على حق مشروع لك, فهذا من نقص العقل والتعامل مع معطيات الحياة وأنّ لا تصورالامر على غير حقيقته, وتحمّل الوقائع فوق ماتحتمل, فهذا مما لا شك فيه لن يغير في الامر شيء فضلًا عن أنّ يكون هو الحل, أنما سيزيد من تفاقم المشكلة,ولو فترضنا جدلن أنّ بمثل هذا يكون الحل, ووضعت قوانينه الخاصة بينكما وخرج أحدكما عنها, وذلك لتغير نظرته تجاهه, فقد يكون الامر أكثر تعقيدًا من قبل, فالإنسان هو سيرورة من التفاعلات المتغيرة مع تغير الطقوس الازمكانية من وعي وإرادة وثقافة وعلاقات وصراعات ومؤثرات وغيرها , وبما أنّ الامر كذلك فهذا يعني أنه يعيش في حياة مليئة بالمتغيرات ومن المعلوم أنّ الانسان يتغير بتغير الطبيعة من حوله يتأثر منها وربما ويؤثر فيها, ويتعامل مع الاشياء حسب ما تراه نفسه مناسب , وما يتوافق مع أغراضها ويسير وفق خط يتغير بتغير طقوس ذلك الخط فيتشكل أسلوبه , طبيعته ,تعامله مع من حوله, لأنه بطبيعة الحال خلق اجتماعي فلا بد له من مراعاة صنوف وأنواع المتغيرات الحياتية ومواكبت ما يتوافق مع نفسه لكي يكون جزءا من الطبيعة التي يقطنها .

الخصوصية, من الأشياء المهمة في حياتنا حيث لكل شخص خصوصيات لا يحب أن يطلع عليها أحد, مهما كانت الاسباب, ومهما كانت الدوافع, ومهما كان قرب ذلك الشخص منه, وحتى وأنّ كان يمثل روح الصداقة والاخاء والعشرة الممتدة زمن طويل, فلا بد أن يؤمن هو الاخر أنّ لكل انسان خصوصية لا يجب الاطلع عليها من قبل أي أحد كائن من كان, وحتى نعطي كل نقطة نصابها الوافي من التوضيح لا بد أنّ نعرف مفهوم الخصوصية العام, والخاص بين الزوجين .

يتبع

[صالح الثرباني]

مفهوم الخصوصية

يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) وقال سبحانه: ( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ( , فقد نصت الشريعة الاسلامية على خصوصيات الافراد, وحفظها وعدم التجسس على الاخرين ومعرفة ما يدور في فلكهم من أفكار وغيرها لأن ذلك ينافي ما جبلت عليه النفس البشرية , وهذا يعني أنّ لكل شخصية خصوصية تميزها عن غيرها , وعلى هذا نقول أنّ الخصوصية :

مساحة الخاصة بالشيء,لا يجوز لغيره الدخول فيها, تُخرج أفكاره تعاملاته التي تميزه عن غيره, وعلى إثر ذلك يتم التعامل معه من قبل الغير, والخصوصية ليست قائمة على الافراد, بل تكون اعم من ذلك وتشتمل على الاسرة و الجماعة والقبيلة والمجتمع ككل مثل (خصوصية الشعب المصر) أو (الشعب السعودي) خصوصية صالح الثرباني أسلوبة طريقة في الحوار تعامله مع المواقف المفاجئة وغيرها. هذا على الوجه العام فماذا عن الخصوصية بين الزوجين ؟ هل هناك بالفعل خصوصية ؟ أم أنّ الوضع بينهما يختلف عن أي وضعًا أخر ؟ وهذا لا شك فيه أنّه مختلف عن البيئات الاخرى ؟ ولكن يضل السؤال قائم عن الخصوصية بين الزوجين, إلى أي مدى تكون بينهما؟ ومذا يحدد معيار الخصوصية ؟ هل هو الوضع الافتراضي ؟ بمجرد عقد النكاح تطمس الخصوصية بينهما أم أنّ الامر يحدده نوع أخر مثلًا قرب الشخص, لندلف سويًا في معنى الخصوصية بين الزوجين .
الخصوصية بين الزوجين تختلف باختلاف البيئات والشخصيات, تختلف من شخصية إلى اخرى ومن بيئة الى اخرى, هناك من الافراد من يراه قانون لا بد من التعامل به في كل زمانًا ومكان, وأخر يراه في بعض الضروف جيدة كعدم التدخل في أسلوبي وطريقة تعاملي مع الاخرين, حيث يرى ذلك مساس بشخصية وانتقاص منها, وهناك نوع اخر يقول أنّ الخصوصية بين الزوجين تعتبر هادمة وأنّ أي تصرف متذرعًا بالخصوصية سببًا في الظرب على وتر مشكلة جديدة تكون سببًا أيضا في خلقة مشكلة آخرى هذا إذا تم السكوت عنها .

فما هو الصواب إذاً ؟ قبل أن ندلف في اجابة هذا السؤال نذكر أنّ الحياة الزوجية لا تقوم إلا بالثقة .

لقد ذكرنا آنفا في تعريف الخصوصية أن لكل شيء خصوصية, وهذا يعني أنّ الزوجين أيضا يدخلان ضمن هذا الشيء, وكثيراً من الناس يراه من البديهيات لذلك لا يتم الاتفاق عليها مسبق هذا في اغلب الاحيان, ولكن هل معدل الخصوصية أيضا بين الفرد وبين الاخرين هو نفس المعدل بينه وبين الزوج, لاجابة بالخط العريض لا ثم لا ثم لا, ومن الطبيعي أنّ تكون الاجابة بلا لان الزوج يعتبر أقرب الناس اليك لذلك يطلع على أمور خاصة بك دون غيره حتى ابواك واخوتك لا يمكنهم الاطكلع عليها, حتى وأنّ كان هذا الامر غير موافق لنفسيتك, إلا أن مع الايام يكون أمرًا مسلمًا به, ولكنها ليست كل الخصوصيات, فمثلًا طريقة تفكيري لن ينازعني عليها أحد ولن يتدخل فيها أحد حتى الزوج نفسه لن يكون مصرحًا له بالدخول الى أعماقي ومشاركتي طريقتي أسلوبي, وهذا الامر يعتبر بالدرجة الاولى من الخصوصيات التي لا ينبغي لإحد غيري ان يقارعني وشاركني فيها .

يتبع

[صالح الثرباني]

يظل السؤال قائم, هل بين الزوجين خصوصية ؟

الجواب نعم بين الزوجين خصوصية ولكنها خصوصية تختلف عن الخصوصية مع الاخرين, وليس المعنى ان العشرة الطويلة بين الزوجين تكسر الحواجز حول بعض العادات والتصرفات الخاصة بطبيعة الانسان, إذ أنه يحب الشعور بالإستقلالية الشخصية بعض الشيء, وليس معنى ذلك أنه يوجد ما يخفيه عن الطرف الاخر أو لا يريد أنّ يطلع عليه خشية أنّ يكون ذلك غير موافق لي, وأنّ اكبر ما يعيق تلاشي المشكلات في هذا الصدد, الاتهام الذي يصدره أحد الطرفين للاخر, عندما يرى منه ما يستثير شكوكه نحوه, ومن المهم أن نفرق بين التشارك وبين الخصوصية, ولا نخلط بين الاثنين فيمكن التشارك بين الزوجين في طريقة العيش وطريقة تقسيم الوقت والقراءة والنوم والاكل وإنجاب الاولاد والسفر وقضايا معظم الحياة بخلاف الاخرين أي أن الاخرين لا يمكنهم الاطلاع على مثل هذه الخصوصيات أبدًا, والتشارك في هذه القضايا لا يعني الخصوصية فهي الطريقة التي تميزك عن غيرك, فاذا كان الامر كذلك فلا ينبغي خرق قوانين الخصوصية, فمثلًا المرأة التي ترفع يدها لتأخذ جوال زوجها أو كمبيوتره لتشاهد ما بداخله أو تحاول أن تكتشف الوارد والصادر الخاص بالبريد الالكتروني, ماهو إلا نوعًا من انواع التجسس والخيانة التي دفعها إنعدام الثقة بينهما أو من طرف دون طرف آخر ولكن الايام ستبرهن لذلك الطرف أن شريكك في نقطة ضعيفة نتاجها الوخيم سيصلك منه نصب, وكذلك الرجل إذا كان يستقصي معرفة ما بداخل جعبة زوجته ويصل الامر به الى أنّ يراجع سجلات المكالمات ويتابع بدقة كل رسالة خارجة وداخلة فهذا بالضرورة المشكلة التي تصنع منها الزوجة مشكلة آخرى تنتج مشكلة أكبر تخصهما.

إنّ من الواجب التحاور في هذا الامر بين الزوجين إذا كان أحد الطرفين يؤمن بالخصوصية ويناقضه الاخر, وانّ نضعه من المسلمات العقلية فهو في الاصل موجود كمعيار اجتماعي تتعامل معه جميع فئات المجتمع , وإلا كان الامر وبالًا عليهما, فمن خلال هذا الموقف الذي ضاع بين المؤيد والمعارض, يخرج مشكلات متسلسلة معقدة يصعب حلها, ما لم يكن هناك وسيلة تغذي عقول الطرفين وتمنحهما التعبير عن حرية الرأي, مع تأسيس الدعامة الاساسية وزرع الثقة التي من شأنها إخماد مثل هذه المشكلات التي باتت بين القلوب الرهيفة تأكلها كما تأكل النار الحطب قلوبُُ لا تستحق الهموم والاحزان, فلن يكون الحل ببسطة سهل ولن يكون أي حل تقبله المشكلة, فهناك مشكلات لا تقبل إلا المشكلات كحل لها , كما أنّ عدم احترام الخصوصيات يفهم على أنه تطفل لا لزوم له لأنه يؤدي الى سوء العلاقة وتجاوزها كما أنّه يؤدي الى الغيرة العميقة التي تخدش في العلاقة وتستفز مشاعر الغضب والقلاقل, لانه من الطبيعي عندما يشرع أحد الطرفين في الخيانة سيخفي جميع الادلة التي من شانها أنّ تؤدي بفهم الطرف الاخر لمعرفتها, وأُجزم أنّ لن يضع نفسه في محل اعتبار يستثير من خلاله شكوك الطرف الاخر نحوه.

إن خرق الخصوصيات سببًا كفيلُا في هدم العلاقات الزوجية الى أخر لبنة, وكم من الاسر انهارت وكم البيوت أُغلقة ابوابها جراء هذه المعضلة التي تستثير حفيظة الكثير. والسبب في هذا كله عدم الثقة بينهما .

ولكن تظل التساؤلات قائمة لماذا انعدم الثقة .

يتبع

[صالح الثرباني]

وقوفك في حيز الشبهة يثير تساؤلاتي

يُحكى أنّ رجل صاحب ثروة طائلة, يمتلك مصنع لتصنيع البلاستك في المدينة التي يسكنها , وهو مصنع مكتظ بالعاملين , مكان المصنع قريبًا من قصر المالك, بحيث يخرج من باب القصر إلى باب مكتبه , يوجد ضمن قائمة العاملين رجلًا فقيرًا, يعمل على نقل نفايات البلاستك إلى المصنع, ليتم تدويرها من جديد, فترة دوامه من الساعة السابعة صباحًا إلى الساعة الثالثة عصرًا , خلال هذه الفترة لدية ساعة واحدة للراحة قبيل الظهر, في خلال هذه الساعة يذهب ليستلقي تحت شجرة داخل القصر مع أنّه يوجد حول المصنع أي خارج القصر الكثير من الأشجار, ولكنه يفضل أنّ يكون داخل القصر بعيدًا عن ضجيج وصخب ألآت المصنع والعاملين فيه, كان صاحب المصنع يراه ويشفق عليه لذلك لا ينهره , بل يتركه يتلذذ بفترة راحته حسب هواه, ولكن مع رحمته وشفقته كان يتساءل لماذا يعمد هذا العامل إلى هذا المكان بالذات قريبًا من خزانة قصري وإلى هذه الشجرة, مع أنّ القصر مليء بالأشجار, دارت الأيام وهو على هذه الحالة ولا زال يكدح من أجل أنّ يسد رمق جوعه ويوفر لقمة عيش أبناءه, وفي يوم من الأيام وجد ذلك العامل عملًا أخر يدر عليه مالًا وفير, وفضّل أنّ يترك عمله الأول, ليتفرغ للعمل الجديد, في نفس هذا اليوم فقد المالك مبلغًا ليس بالقليل من خزانة قصره, فلم يأتي في رأسه سواء العامل الذي كان ينام داخل القصر, وما استثار شكوكه أكثر تساؤله عن سبب مجيئه فترة راحته قريبًا من خزانة قصري, والأكثر من ذلك استقالته من العمل , ثارة ثورة المالك فقام برفع شكوى ضد العامل, حضر العامل والمالك إلى المحكمة ومثلا أمام القاضي وكل واحد منهما أفاد بما لديه, ولكن القضية جاءت من صالح المالك فحكم القاضي بقطع يد العامل, وتحمله المبلغ المفقود, وتغريمه على ذلك مبلغ وقدره, وبكون العامل لا يوجد لديه هذا المبلغ زج به إلى السجن والحكم عليه بالمؤبد .

من خلال هذا القصة نستنتج أنّ من يضع نفسه في محل الشك, لن يسلم من الاتهام, مهما كان صلاحه, فهذه نتيجة شكوك تأتي متناقضة مع اليقين, إثارتها تأتي من قصر النظرة لدى الإنسان المستثير لشكوك الآخرين تجاهه وفي نفس الوقت ربما حسن نيته, فيبعث إلى نفس الطرف الاخر حب الاستطلاع والتساؤل وربما الاتهام جهرًا, لذلك على كل إنسان أنّ يضع نصب عينيه شعور الآخرين جزءًا لا يتجزأ من حياته, وأن راحته تنبثق من راحة من حوله وهذا أمرًا مسلمًا به عند كل ذو عقل.

ومثلها أيضا من يغلق على نفسه الباب بالساعات ليحادث صديقه, فلا يغضب من نظرت شريكه تجاهه, عندما يسقط عليه بلغة التجريح والاستجواب والاتهام (الخيانة) وأن تلك المكالمة غير شرعية, ولا تنتظر منه أنّ يثق فيك إنّ لم تبرر موقفك بما يجعلك في عينه أهلًا للثقة.

زرع الثقة بين الزوجين واجب اجتماعي, لبناء أركان العلاقة في بينهما, ولخلق جو المرح والتفاهم المستمر بالطريقة المهذبة والمرحة, بعيدًا عن التجريح والاستهجان .


يتبع

[الجفول*]

يعطيك العافية

[يارب سهل111]

يعافيك ربي موضوع جميل

[صالح الثرباني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الثرباني

صالح الثرباني

لغة الأرقام في حياتنا (تساؤلات بين الزوجين)

الأرقام في حياتنا تعتبر بالدرجة الأولى من أساسيات الحياة, فهي كعقدة حبل لا يمكن فكاكها بسهولة, تضل في خلدنا ومحاورنا وفلكنا, نعيش على تناسقها وتناغمها, ولا يمكن أبدًا العيش دونها .
لولا الأرقام لعجزنا أمام مسائل الحساب التي تخصنا في حياتنا, والتي تكون مرتبطة بنا على المدى الطويل كالعمر ولو لا الأرقام لما عرفنا تواقيت حياتنا بشكل مجمل, وأجزم أنّه من الصعب على الإنسان التخلي عنها أو العيش دونها, بل قد تكون كالأكسجين الذي يغذي رئتيك هواء الطبيعة, فلها استخداماتها الكثيرة والمتنوعة في طبيعتها فمن خلالها يكون سير البورصات والدول والشركات الكبرى, تحتل الركن الأساسي الأول في حياتنا, نستطيع من خلالها تحديد التواريخ والأوقات وأسعار السلع, بل هناك منها ما يصعب على الإنسان نسيانه ويكون ملازم له طول حياته, كتواريخ الميلاد وتواريخ الأفراح والإحزان, قد تكون من جانب جميلة رائعة تغدق علينا جمال المواقف الماضية التي تحمل بين طياتها جُل النقاء الحياتي, من الشوائب التي قد تكون سببًا في تنغيص جزءًا من أيامنا, وكذا المواقف المستقبلة التي ننتظر قدومها على لهيب جمر الانتظار, وقد تكون من جانب آخر سببًا في تقلب الأجواء بل تكون في بعض الأحيان سببًا في العقد النفسية, والمواقف المؤلمة ذات العواقب الوخيمة والمحزنة ولكنها حالة شاذة قلما تجدها.

ومع أهمية الأرقام في حياتنا إلا أنها تشكل منعطفًا زج بالكثير في مرمى الحضيض, وكان سببًا في هدم أركان جامدة بعد سنون من تشييدها وزخرفتها وجمال منظرها والارتباط الروحي في وكرها, والذي ينم عن مسيرة حافلة ملئيه بكل أطياف الجمال والروعة, ونغمات حديث مليئة بالجمال والرقة وإحساس لا يوصف, فكل هذا كان من سويدا قلوب طاهرة يانعة بكل أشكال الحب الحقيقي والصفاء الوجداني, الذي يغدق كليهما بهجة وسرور, ولكن الشروع في ذلك المنعطف سبب التفريط في جماليات الحياة وهدم تلك الأركان الشامخة , هذا المنعطف شرع في اقتصاصه كثير من الأزواج والزوجات على حد سواء فكانت النتائج باهظة الثمن, ولا طاقة لنفس تحمل أعبائها وتبعاتها.

[/color]

يتبع

.....

[(فـ@ـد)]

موضوع شيق وجميل ومفيد لمن القى السمع وهو شهيد
أرى ان على جميع الازواج ان يتحملوا العبء كاملا وحتى ان كان على الزوجة جزء كبير من المسؤلية الا ان الزوج يجب ان يتغاضى عن حقه في البداية ويحمل على عاتقه اصلاح بيته
خصوصا ان من الاسهل ان يؤثر الرجل في الزوجة وليس العكس
فالمرأة تحتاج الى الثقة فعادةً ما تصل الى بييت الزوجية وهي مسلوبة الارادة مكسورة الجناح إما من والد او من أخ أو من محيط سلبها شخصيتها وثقتها في نفسها
هنا يأتي دور الزوج في اعادة البذر والسقيا والمراعاة وصناعة وتشكيل شخصية قوية وواثقة من نفسها للزوجة وسيرى نتائج ذلك على حياته وتربية ابناءه طوال عمره
الزوجة أو المرأة في العموم هي كائن معطاء وينتظر الفرصة ليعطي ويبذل ، والمرشح الاول لنيل هذا العطاء هو الزوج إن قدم لها الاسباب الموجبة لهذا الاستحقاق
الزوجة مثل الغيمة لا تمطر الا اذا تظافرت الظروف المناسبة والا ستظللك لفترة ثم تذهب بعيدا

لستُ مثالا جيدا ..ولكن طوال عشرين عام (اقصد من بداية استخدام الجوال ) لم أخفي رقمي السري عن زوجتي ولا هي فعلت ..