|
ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل ملتقى التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل انتساب ( الانتساب المطور ) ,منتدى النقاش التسجيل,البلاك بورد,التحويل انتظام,تسجيل المقررات,الاختبارات والنتائج. |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قصص حززززززززينة
طفله سعوديه عمرها 14 سنه اسلم على يدها الكثير
-------------------------------------------------------------------------------- تعالوا نتعرف عليها وندعي لها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الحقيقه انا لااملك اسلوب في سرد القصص ولكن اتمنى ان تقراوها وكانكم تسمعوها من لسان والدتها سأروي لكم بالتفصيل قصة افنان على لسان والدتها بدايتهـــــــــا تقول والدة افنان : حينما كنت حاملا باابنتي افنان راى والدي في منامه عصافير صغيره تطير في السماء وبينهم كانت تطير حمامه بيضاء وجميله جدا طارت الى بعيد وارتقت بالسماء وسالت والدي عن تفسيره فأخبرني ان العصافير هم اولادي واني سأنجب فتاة تقيه ....؟؟ ولم يكمل وانا لم استفسر عن تأويل هذه الرؤيا وبعدها انجبت ابنتي افنان وكانت تقيه بالفعل وكنت ارى فيها المراة الصالحه منذ طفولتها كانت لا تلبس البنطال ولا تلبس القصير وترفض بشده وهي مازالت صغير وكنت اذا البستها تنورة قصيره اجدها لبست تحتها (هيلاهوب) ابتعدت عن كل مايغضب الله وبعد ان اصبحت بالصف الرابع الابتدائي ابتعدت عن كل مايغضب الله فرفضت الذهاب الى الملاهي او الى الزواجات وحتى لو كان قريباً جداً وكانت متعلقة بدينها غيورة عليها محافظه على صلواتها وعلى السنن وعندما وصلت الى المرحله المتوسطه بدات مشروعها في الدعوة الى الله وكانت مااترى منكرأ الا انكرته وتأمر بالمعروف وتحافظ على حجابها وهي لم يجب عليها بعد. بداية الدعوه الى الله وكان اول من أسلم على يدها هي خادمتنا (السيرلانكيه) تقول والدة افنان: حين انجبت ابني الصغير (عبدالله) واضطررت لأستقدام خادمه لتعتني به في غيابي لاني موظفه وكانت ديانتها ( مسيحيه) وبعد ان علمت افنان ان الخادمه غير مسلمه غضبت وجائتني ثائره وهي تقول : امي كيف تلمس ملابسنا وتغسل اوانينا وتعتني بأخي وهي كافره ؟؟؟ انا مستعده لأترك مدرستي واقوم بخدمتكم اربع وعشرين ساعه ولا تخدمنا كافره !!ولم اعطها اي اهتمام لحاجتي الملحه لتلك الخادمه وبعد شهرين فقط جائتني الخادمه وهي فرحه وتقول : ماما انا خلاص في مسلم افنان علمتني الاسلام وفرحة جدا لهذا الخبر اول واخر زواج حضرته وحينما كانت افنان في الصف الثالث المتوسط طلب منها عمها الحضور لحفل زفافه واصر عليها والا فانه لن يرضى عنها طيلة حياته وافقت افنان على طلب عمها بعد الحاحه الشديد ولانها كانت تحبه كثيرا واستعدت افنان لهذا الزواج ولبست له فستان ساتر بااكمام ووضعت لها تسريحة بسيطه وكانت غاية في الجمال كانت افنان شديدة الجمال وكل من يراها ينبهر بجمالها لازلت اذكر شعرها حينما تلف كان طويلا وكثيرا الجميع انبهر بها ويسألني من هذه ؟؟؟ ولماذا اخفيتها عنا طيلة هذه المده السرطان وبعد زواج عمها بفتره بسيطه احست افنان بألم شديد في رجلها وكانت تخفي عنا هذه الآلام وتقول الم بسيط في رجلي وبعد شهرين اصبحت (تعرج) وحينما سألناها قالت الم بسيط سيزول ....ان شاء الله وبعد شهر اصبحت عاجزه كلياً عن المشي اخذناها للمستشفى وتم عمل الفحوصات اللازمه والاشعه وفي احد الغرف في ذلك المستشفى الكبير كان هناك انا ووالد افنان وعمها ودكتور (تركي) ومترجم وممرضه (غير مسلمين) وافنان مستلقيه على السرير وكان الدكتور والمترجم لاينظرون الينا ويكلمون افنان اخبرها الدكتور انها مصابة بالسرطان في رجلها وانها سوف تعطى ثلاث ابر كيماوي وسيسقط شعرها وحواجبها كلها صعقت لهذا الخبر انا ووالدها وعمها وجلسنا نبكي بحرقه اما افنان فوضعة يديها على فمها وهي فرحه جدا وتقول الحمد لله ....الحمدلله ....الحمدلله قربتها من صدر ي وانا ابكي افنان وش فيك؟؟ قالت : يمه الحمدلله المصيبه فيني وليست في ديني (الله اكبر) واخذت تحمد الله بصوت عالي والجميع ينظرون اليها بدهشه!! استصغرت نفسي وانا ارى طفلتي الصغيره وقوة ايمانها ومدى ضعف ايماني كل من كان معنا تأثر من هذا الموقف ومن قوة ايمانها اما الدكتور والمترجم والممرضه فقد اعلنوا اسلامهم ....!! لله درها من فتاة رحلة العلاج والدعوه الى الله قبل ان تبدا افنان جلساتها بالكيماوي طلب منها عمها ان يحضر لها ( كوافيره) لتقص لها شعرها قبل ان يسقط بالعلاج فرفضت وبشدة حاولت انا اقناعها لتلبية رغبة عمها ولكن كانت ومازالت ترفض واصريت عليها ومازالت ترفض وهي تقول : لاأريد انا احرم اجر كل شعره تسقط من رأسي!! انطلقنا انا وزوجي وافنان في اول طائره الى امريكا لعلاج افنان وعندما وصلنا هناك قابلتنا دكتوره امريكيه كانت تشتغل بالسعوديه منذ خمسة عشر سنه وتتقن بعض الكلمات العربيه حينما رأتها افنان سألتها : هل انتي مسلمه ...؟ فقالت لا .... اخذتها افنان الى احد الغرف وجلست تدعوها الى الاسلام جائتني الدكتوره وقد امتلاءت عيناها بالدموع وقالت انها منذ خمسة عشر سنه بالسعوديه لم يدعوها احد للإسلام وهنا تاتي هذه الصغيره واسلم على يدها (الله اكبر) في امريكا اخبرونا انه لا علاج لها غير بتر رجلها خشية ان يصل السرطان الى رئتها ويقضي عليها افنان لم تخش البتر بل كانت تخاف على مشاعر والديها وفي احد الايام كانت افنان تحدث احد صديقاتي على الماسنجر (رانيا) وكانت تسألها افنان : وش رايك اخليهم يبترون رجلي ؟؟ فحاولت ان تطمئنها وانه يمكن ان يضعون لها رجل بديله فأجابتها وقالت بالحرف الواحد : انا ماهمتني رجلي بس ودي اذا حطوني بقبري اكون كامله تقول رانيا اني بعد اجابة افنان احسست باني صغيره امامها لاافقه شي كان تفكيري كله كيف ستعيش وكان تفكيرها كيف ستموت !! عدنا الى الرياض بعد ان بترنا رجل افنان وكانت المفاجئه ان السرطان وصل الى الرئتين!! وكانت حالتها ميؤؤس منها لدرجة انهم وضعوها في سرير وبجانبه زر بمجرد ان تضغط على الزر تنزل عليها ابرة مخدر وابرة مغذي بالمستشفى لم يكن يسمع صوت الاذان وكانت حالتها شبه غيبوبه وبمجرد دخول وقت الصلاة تستيقظ من غيبوبتها وتطلب الماء ثم تتوضاء وتصلي دون ان يوقظها احد!! اخــر ايـــام افنــــان اخبرنا الاطباء انه لاجدوى من وجودها بالمستشفى فكلها يوم او اثنان وستفارق الحياة وانه بإمكاننا ان نأخذها للبيت وكنت اود ان تقضي ابنتي ايامها الاخيره في بيت امي بجانبي وفي بيت امي كانت تنام افنان في تلك الغرفه الصغيره كنت اجلس الى جانبها في بعض الاحيان واتحدث معها وفي احد الايام حضرت زوجت عمها لزيارتها واخبرتها انها بالغرفة نائمه وحين دخلت للغرفه صعقت ثم اغلقت الباب فخفت ان يكون حدث لافنان امر سالتها ولم تخبرني لم اتمالك نفسي فذهبت اليها وحين فتحت الغرفه اذهلني مارايت كانت الانوار مطفئه ووجه افنان يشع نورا في وسط الظلام راتني ثم ابتسمت وقالت : امي تعالي ساخبرك برؤيا رايتها وقلت :خيرا ان شاء الله قالت: لقد رايت انني عروس في يوم زفافي وكنت ارتدي فستان ابيض كبير وانتي واهلي كلكم حولي كلهم كانوا فرحين بزواجي الا انتي ياامي وسالتها وماذا تظنين تفسير رؤياك قالت اضن باانني ساموت وكلهم سينسوني وسيعيشون حياتهم فرحين الا انتي ياامي فستظلين تذكرينني وتحزنين على فراقي وصدقت افنان انا الان وانا اقول القصه احترق داخلي وكل ماتذكرتها حزنت عليها وفي احد الايام كنت جالسة بقرب افنان انا ووالدتي وكانت افنان مستلقيه على سريرها ثم استيقظت وقالت: امي اقتربي مني اريد ان اقبلك فقبلتني ثم قالت اريد ان اقبل خدك الثاني فااقتربت منها وقبلتني وعادت تستلقي على سريها قالت لها والدتي : افنان قولي لاإاله إلا الله فقالت : لا ... اشهد ان لا إله إلا الله.. ثم توجهت الى القبله وقالت اشهد ان لا إله الا الله ونطقتها عشر مرات ثم قالت اشهد ان لا إاله الا الله واشهد ان محمد رسول الله وخرجت روحها.. رائحة مسك بعد وفاة افنان كانت الغرفة اللتي ماتت بها تفوح منها راحة مسك لمدة اربع ايام ولم استطع ان اتحمل وخافوا اهلي علي وعلى نفسيتي وطيبوا الغرفه لكي لااحس بانها راحة افنان .. وبعد.. نسأل الله لنا ولكم حسن الختام وبعد ان قرأتم قصة أفنان واستفدتم منها فلا تبخلوا أخوتي بنشرها لكل من تعرفون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته __________________ سبحان الله وبحمده ’’’’’’’سبحان الله العظيم |
2012- 6- 6 | #2 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: قصص حززززززززينة
حدثت هذه القصه في الرياض..
إمرأة متزوجه ولديها طفل بريء وشقي ومشاكس وكثير الحركه لايتجاوز عمره السنتين والنصف أو يزيد عن ذالك بقليل أو ينقص‘ أتت الزوج سفريه مفاجئه بحكم ظروف العمل لمدة أقصاها أربعة إيام ,فأخبر زوجته بالسفر وأستعجلها لتلملم حاجيتها هي وأبنها والذهاب بهم الى بيت أهلها...حتى يطمئن عليهما . فأرادت قبل ان تخرج ان تنظف بيتها وتغسل الملابس وما الى ذالك من أمور التنظيف ولكن زوجها كان مستعجلا .. فاقترحت عليه أن يسافر حتى لايتأخر ،وإذا انتهت من أمور المنزل تتصل على إحدى أخوانها ليوصلها الى بيت اهلها .. وافق الزوج ورحل .. وجلست الزوجه داخل دورة المياة (أعزكم الله ) وهي غارقه في التنظيف وإبنها حولها يلعب .. أتدرون ماحصــــل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لقد أخذ الطفل المفتاح وأقفل باب الحمام على أمه من الخارج ... والام أصبحت حبيسه ,لايوجد عندها اي وسيلة إتصال .... وأهل الام لايعلمون عن سفر الزوج ؟؟؟؟ والطفل المسكين لم يعد يستطيع فتح الباب كما أقفله .... الام لم تعد تعرف ماذا تفعل من هول الفاجعه أخذت في مناجاة إبنها من خلف الباب في ان يعيد فتح الباب أو ان يسحب المفتاح ويعطيها اياة من أسفل .. باءت المحاولات بالفشل .. أقبل الليل وأخذت الام تبكي بحرقه ... وتصرخ مستنجدة من خلف الشباك ولكن المصيبه لايوجد حولها جيران فهي في منطقه فسيحه جدا.. اتدرون ماهي المصيبه الاخرى .. الاضاءة مقفله لان المفاتيح خارج دورة المياة.. أي ان المكان مظلم وموحش .. ماذا عساها ان تفعل ؟؟؟ وأخذ الطفل يبكي لبكاءها وصراخها... ثم أخذ يبكي من العطش والجوع ع ع ع ع .. واصبح بجاور الباب لايتحرك ويناجي أمه وهي تناجيه .. مرت ثلاثة إيام والابن يحتظر..... ثم في اليوم الرابع ..... مـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــات الطفل البريء والام شهدت كل هذه اللحظات المريرة جاء الزوج الى بيته ورأى طفله ملقى على الارض لايتحرك أصابه الهلع فتح باب دورة المياة ووجد الزوجه قد جُنت وشاب شعر رأسها وهي في عداد المجانين الان .. ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم اّجرهم في مصيبتهم وأخلفهم خيرا منها ... انتبهوا على فلذات أكبادكم ولا تغفلو عنهم ثوانــــــــــــــــي فقد تكلفكم كثيرا ... اللهم ارفع عن هذه الام المسكينه واغفر لها وتب عليها انك انت التواب الرحيم يعلم الله اني ماقصدت لكن الالم ولكن لتأخذوا العظه والعبرة |
2012- 6- 6 | #3 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: قصص حززززززززينة
قصة مدرس مع طالب
: كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتم** !! حاولت مراراً أن يعتني بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من هذا المنظر المؤثر ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت ؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما !؟ قال ببراءته : لا أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود أبي قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ ينظر إلى الأرض ويقول: أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) : ماما عند أخوالي !!!!!! قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟ قال أيمن : من زمان .. من زمان !! قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟ قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !! هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟ قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس أبوي !! وزوجته !! ثم استرسل في البكاء !! قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟ قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو مرة تكفى ياأستاذ !! قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟ قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!! قلت له : يا ياسر . زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !! قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم تسب أمي عندنا !! قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟ قال : ما فيه أحد يتابعنا .. وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !! قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟ قال : الخادمة .. وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم ! اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. ! حاولت رفع معنوياته . فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك ! قال : أنا ما أبي منها شيء ! قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها ! قدم المعلمون والطلاب للمدرسة . قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور وسأعود إليكما بعد قليل خرجت من عندهما .. وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. ويقطع فؤادي ! ما ذنب الصغيرين !؟ ما الذي اقترفاه ؟ حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !! أين الرحمة !؟ أين الضمير !؟ أين الدين !؟ بل أين الإنسانية !؟ قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !! جمعت المعلومات عنهما . وعن أسرة أمهما .. وعرفت أنها تسكن في الرياض !! سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟ أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !! وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير .. قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام . وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !! عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !! حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. فهو كثير الأسفار والترحال .. بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !! استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب ! قلت له : حتماً والدك يحبك .. ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه .. ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد الأسباب !! هزَّ رأسه موافقاً !! قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. اجتهد في ذلك !! قال : أنا ودي أحل واجباتي . بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !! صدقوني .. كأني أقرأ قصة في كتاب !! أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !! قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل ما تستطيع من واجباتك !! رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !! قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !! هي أغلى مكافأة تتمناها !! نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !! قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !! ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً . ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها وهو يقول : تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد .. قال : أعدك !! بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته . وساعدني في ذلك بقية المعلمين فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ . أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !! كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! ( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !! استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. فوافق .. اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً . فردت امرأة كبيرة السن .. قلت لها : أم ياسر موجودة !! قالت : ومن يريدها ؟ قلت : معلم ياسر !! قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره .. حسبي الله على اللي كان السبب .. حسبي الله على اللي حرمها منه !! هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !! قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !! جاءت أم ياسر المكلومة .. مسرعة .. حدثتني وهي تبكي !! قالت : أستاذ .. وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! قلت : ياسر بخير .. وعافية .. وهو مشتاق لك !! قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !! قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !! لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !! يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟ قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه .. شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!! قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. كنت له نعم الزوجة . ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !! ثم قالت : المهم . ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !! قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! قالت : أبشر ! دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب .. قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !! لم ينبت ببنت شفه . أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي وقال : أمي .. أمي .. أمي .. تحول الحديث إلى بكاء !! تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. وشوقاً سكن قلبه !! حدثها .. خمسة عشر دقيقة !! أما أيمن ... فكان حديثها معه قصة أخرى .. كان بكاء وصراخ من الطرفين !! ثم أخذتُ السماعة منهما . وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً .. لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !! قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها ! قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !! عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !! مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !! في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب ( السابع ) !! دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك .. ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. كانت من عدة صفحات !! بعثتها . ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !! خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !! خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !! ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! في صبيحة يوم الثلاثاء .. قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً .. وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة والهندام !! أسرع إليَّ ياسر . وسلمت عليه .. وجذبني حتى يقبل رأسي !! وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !! ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده .. ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! أقبل الرجل فسلم عليّ .. وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !! أردت الحديث معه فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي ( زوجتي ) !! نعم أنا الجاني والمجني عليه !! أنا الظالم والمظلوم !! فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !! بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن .. فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !! قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !! |
2012- 6- 6 | #4 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: قصص حززززززززينة
يقول صاحب القصة :
لم أكن تجاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي..ما زلت أذكر تلك الليلة..بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ .. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة.. كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم..وغيبة الناس..وهم يضحكون.. أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً..كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذاوذاك..لم يسلم أحد منّي حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني..أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق..والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول..وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق.. عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة..وجدت زوجتي في انتظاري..كانت في حالة يرثى لها..قالت بصوت متهدج : راشد..أين كنتَ ؟ قلت ساخراً:في المريخ..عند أصحابي بالطبع..كان الإعياء ظاهراً عليها..قالت والعبرة تخنقها:راشد… أنا تعبة جداً..الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا..سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي..كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي..خاصة أنّها في شهرها التاسع..حملتها إلى المستشفى بسرعة..دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال..كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها..فانتظرت طويلاً حتى تعبت..فذهبت إلى البيت.. وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.. بعد ساعة..اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم..ذهبت إلى المستشفى فوراً..أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.. صرختُ بهم : أيُّ طبيبة ؟ المهم أن أرى ابني سالم.. قالوا..أولاً..راجع الطبيبة..دخلت على الطبيبة..كلمتني عن المصائب..والرضى بالأقدار..ثم قالت : ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر خفضت رأسي..وأنا أدافع عبراتي..تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى..الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.. سبحان الله كما تدين تدان بقيت واجماً قليلاً..لا أدري ماذا أقول..ثم تذكرت زوجتي وولدي.. فشكرت الطبيبة على لطفها.. ومضيت لأرى زوجتي .. لم تحزن زوجتي..كانت مؤمنة بقضاء الله..راضية..طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً..لا تغتب الناس .. خرجنا من المستشفى..وخرج سالم معنا.. في الحقيقة..لم أكن أهتم به كثيراً.. اعتبرته غير موجود في المنزل.. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها.. كانت زوجتي تهتم به كثيراً..وتحبّه كثيراً.. أما أنا فلم أكن أكرهه..لكني لم أستطع أن أحبّه كبر سالم..بدأ يحبو..كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي..فاكتشفنا أنّه أعرج.. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر.. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.. مرّت السنوات .. وكبر سالم .. وكبر أخواه .. كنت لا أحب الجلوس في البيت .. دائماً مع أصحابي .. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم .. لم تيأس زوجتي من إصلاحي.. كانت تدعو لي دائماً بالهداية .. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة .. لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .. كبر سالم .. وكبُر معه همي .. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين .. لم أكن أحس بمرور السنوات .. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر .. في يوم جمعة .. استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً.. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي .. كنت مدعواً إلى وليمة .. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج .. مررت بصالة المنزل .. استوقفني منظر سالم .. كان يبكي بحرقة إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً .. عشر سنوات مضت .. لم ألتفت إليه .. حاولت أن أتجاهله .. فلم أحتمل .. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة..التفت .. ثم اقتربت منه .. قلت : سالم لماذا تبكي ؟ حين سمع صوتي توقّف عن البكاء .. فلما شعر بقربي .. بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين .. ما بِه يا ترى؟ اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني وكأنه يقول : الآن أحسست بي .. أين أنت منذ عشر سنوات ؟ تبعته .. كان قد دخل غرفته .. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه .. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه .. وأنا أستمع إليه وأنتفض .. تدري ما السبب تأخّر عليه أخوه عمر .. الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد .. ولأنها صلاة جمعة .. خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل .. نادى عمر .. ونادى والدته .. ولكن لا مجيب .. فبكى .. أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين .. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه .. وضعت يدي على فمه .. وقلت : لذلك بكيت يا سالم .. قال : نعم .. نسيت أصحابي .. ونسيت الوليمة .. وقلت : سالم لا تحزن .. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟ .. قال : أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً .. قلت : لا .. بل أنا سأذهب بك .. دهش سالم .. لم يصدّق .. ظنّ أنّي أسخر منه .. استعبر ثم بكى .. مسحت دموعه بيدي .. وأمسكت يده .. أردت أن أوصله بالسيّارة .. رفض قائلاً : المسجد قريب .. أريد أن أخطو إلى المسجد .. - إي والله قال لي ذلك .. لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد .. لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف .. والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية .. كان المسجد مليئاً بالمصلّين .. إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل .. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي .. بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً .. استغربت كيف سيقرأ وهو أعمى ؟ كدت أن أتجاهل طلبه .. لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره .. ناولته المصحف .. طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف.. أخذت أقلب الصفحات تارة .. وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها .. أخذ مني المصحف .. ثم وضعه أمامه .. وبدأ في قراءة السورة .. وعيناه مغمضتان .. يا الله إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة خجلت من نفسي.. أمسكت مصحفاً .. أحسست برعشة في أوصالي.. قرأت .. وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني .. لم أستطع الاحتمال .. فبدأت أبكي كالأطفال .. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة .. خجلت منهم .. فحاولت أن أكتم بكائي .. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق .. لم أشعر إلاّ بيد صغيرة تتلمس وجهي .. ثم تمسح عنّي دموعي .. إنه سالم ضممته إلى صدري .. نظرت إليه .. قلت في نفسي .. لست أنت الأعمى .. بل أنا الأعمى .. حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .. عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم .. لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم .. من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد .. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد.. ذقت طعم الإيمان معهم .. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا .. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر .. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر .. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس .. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي .. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي .. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم .. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها .. حمدت الله كثيراً على نعمه .. ذات يوم .. قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة .. تردّدت في الذهاب.. استخرت الله .. واستشرت زوجتي .. توقعت أنها سترفض .. لكن حدث الع** فرحت كثيراً .. بل شجّعتني ..فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً .. توجهت إلى سالم .. أخبرته أني مسافر .. ضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً .. تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف .. كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي .. اشتقت إليهم كثيراً .. آآآه كم اشتقت إلى سالم تمنّيت سماع صوته .. هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت .. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم .. كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه .. كانت تضحك فرحاً وبشراً .. إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة .. تغيّر صوتها .. قلت لها : أبلغي سلامي لسالم .. فقالت : إن شاء الله .. وسكتت .. أخيراً عدت إلى المنزل .. طرقت الباب ..تمنّيت أن يفتح لي سالم .. لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره.. حملته بين ذراعي وهو يصرخ : بابا..بابا.. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.. استعذت بالله من الشيطان الرجيم.. أقبلت إليّ زوجتي..كان وجهها متغيراً..كأنها تتصنع الفرح.. تأمّلتها جيداً . ثم سألتها : ما بكِ؟ قالت : لا شيء..فجأة تذكّرت سالماً..فقلت..أين سالم؟ خفضت رأسها..لم تجب..سقطت دمعات حارة على خديها . صرخت بها..سالم..أين سالم..؟ لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد..يقول بلغته : بابا..ثالم لاح الجنّة..عند الله..لم تتحمل زوجتي الموقف..أجهشت بالبكاء..كادت أن تسقط على الأرض.. فخرجت من الغرفة..عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين..فأخذته زوجتي إلى المستشفى..فاشتدت عليه الحمى..ولم تفارقه..حتى فارقت روحه جسده .. رحم الله سالم إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف .. لا إله إلا الله إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، فاهتف .. لا إله إلا الله |
2012- 6- 6 | #5 |
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: قصص حززززززززينة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للعظة والعبرة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
حززززززززينة, قصص |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|