|
ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
صبآحكـ/ مسائك بخير وسعادة سبحان الله مهما كنت مهموم .. او كنت غير راضي عن وضعك .. او متضجّرا من حالك.. اومتسخطا ..او ... او .... بمجرد ان تقرأ ماسأضعه لك من يوميات لقيطه ستشعر بأنك محظوظ فعلا وأنك في نعمه كبييييره لم تكن تشعر بها قبل اليوم وستشكر الله عما انت فيه .. فيكفيك انك تنتمي لأسره وتنعم بدفء حنانهم ..ويكفيك انك تنشأ في كنف والديك الكرام.. ويكفيك بأن يُكتب لك عائله تنتمي إليها في آخر اسمك .. بكل فخر .. وستتيقّن بأنك محسودعلى هذه النعمه بعد ماستقرأه عن مُعاناة هذه " اللقيــطه " |
2011- 2- 2 | #2 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
1-بداية القصة ,,,من كتابات اليتيمة منقول
مساء الخير سأعرض لكم هنا مشكلتي لا أدري إن كانت عاطفية أو أسرية أو حتى نفسية كل ما أعرفه هو أنني وجدت في هذه الدنيا لأعاني وأعاني معاناة بلا نهاية اسمحوا لي أن أكتب لكم مشكلتي التي ستطول فصولها ولن يسعني الوقت لأكتبها لكم دفعة واحدة فأرجوكم أصغوا إلي فقط اسمعوني فلربما حين أفضفض لكم أشعر بالارتياح . مشكلتي هي أنني لا أستطيع أن أنسى الماضي لا أستطيع أن أنسى أنني ولدت ووجدت في هذه الدنيا رغما عني فلم يفرح أحد بوجودي ولم تقام الولائم لي ولم يسمني أحد ربما هذه ليست مشكلة لأنني لا أذكر ذلك اليوم الذي ولدت فيه ولكن اليوم الذي لا أستطيع نسيانه هو حين نادتني أبلة مها وهي أخصائيتنا الاجتماعية في الدار وقالت لي اآن حان الوقت لكي تعرفي من أنت ليتني لم أعرف ليتني بقيت أحب أمي وابي وأدعو لهما بالرحمة لقد كنت أظن أنني يتيمة لأم وأب توفيا في حادث كانت ماما في الدار دائما تقول لي إن أمي وأبي ماتا في حادث ولم يأتي أحد ووضعوني في الدار لأعيش مع اخوتي الأيتام لكن الأخصائية أخبرتني الحقيقة المرة ومن هنا تبدأ معاناتي من كلمة أنتي لقيطة وكنت ثمرة غلطة والدتك المغرر بها لم يعد يهمني أن أعرف المزيد يكفي أن أمي تخلت عني وألقت بي أمام مستشفى الشميسي في الرياض كما عرفت مؤخرا من إحداهن ليلتقطني بعض المارة ولتكون الدار مأواي :( مشلكتي أنني لا أستطيع أن أنسى أنني لقيطة ومن ذلك اليوم أخذت تعود بي الذاكرة إلى حياتي في الدار حياتي التي سأسردها لكم هنا إن سمحتوا لي ... أردت كتابته هنا ليعرف كل من يمر بمشكلة أن هناك مشاكل أعظم مشاكل لا يد لنا فيها "سأعود وأكمل لكم حياتي من البداية هنا " |
2011- 2- 2 | #3 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
نحن فئة تعيش في عزلة منعزلين عن المجتمع
لنا حياة اخرى تختلف عن حياة الآخرين أدركت هذا وأنا في سن متأخرة بعد أن جربت الحياة الأخرى خارج أسوار الدار ... كنت أعتقد أن كل الناس بلا أب وبلا أم كنت أعتقد أن الحياة كلها دور كدارنا لم اكن أعلم أن هناك أسر لم أعرف مامعنى خالة ولا عمة ولا حتى جدة فقط أعرف أن هناك أم وأب انتقلا لرحمة الله في حادث سيارة لم أكن وحدي من تحمل هذا المعتقد بل كل أخوتي في الدار يحملون نفس تفكيري ... في الدار لا ينقصنا شيء لدينا كل شيء حتى الكماليات لدينا لكن ينقصنا الجو الأسري كان ينقصني أن يكون لي أم وأب وإخوة وأخوات لقد كان لي خمسين أم فكثيرات هن الأمهات اللاتي تعاقبن على تربيتي أم تتلوها أم ربما تجاوزن الخمسين أم وكل أم لها طريقة أخرى وتفكير اخرى لقد عشت مراحل كنت فيها مشتتة في نفس اليوم الذي عرفت فيه أنني لقيطة عرفت فيه أختي هند أن لها أم وأب متزوجين من بعضهما البعض وأنها كانت هي ثمرة خطيئتهما قبل الزواج وقد تابا إلى الله وتزوجا بالحلال وبما أن هند ابنتهما قبل الزواج فهي غير شرعية ولا تنسب لهما ويبدو أنهما يريدان أن ينسيا الماضي ويبدآن من جديد لذا لم يفكرا بكفالتها وضمها لأسرتهم لقد أنجبت أمها من أبيها ستة أبناء كلهم تحت حضانتهم إلا هي شاءت أقدارها أن تعيش في الدار ... في ذلك اليوم لم ننم لا أنا ولا هند ولا بقية أخواتي اللاتي عرفن حقيقتهن ولكن هند كانت أقرب واحدة لي بكينا أنا وهي كثيرا كنت أغبطها لأنها عرفت من هي أمها ومن هو أبيها بل حتى أنا عرفت امها كانت أمها تأتي للار وتأخذها زيارة لكن لم نكن نعرف أنها أمها الحقيقية فكانت تأتي وتأخذها معها لتقضي عدة أيام في بيتها ولكن تعود بها للدار خوفا من المجتمع الذي لايعلم أنها ابنتهم حقيقة ويظنون أنها تفعل هذا طلبا للأجر والثواب ويبدو أنها طلبت من الأخصائية أن تخبر هند بأنها هي أمها الحقيقية كنت أغبط هند لأنها عرفت من هي أمها بينما أنا أمي مجهولة لأنها ألقت بي بلا رحمة أمام المستشفى ولم تفكر أن تعود وتزورني لقد كانت أم هند أفضل من أمي لأنها حاولت أن تعوضها وتعطيها الحنان وتزورها باستمرار وتجلب لها الهدايا والألعاب وتأخذها للملاهي ولبيتها وتعاملها أحسن معاملة بينما أمي لم تعد ولم تسأل عني ولا يعرفون من هي ولا اسمها ولا جنسيتها ولا أي شيء عنها وأما لينا فقد عرفت أيضا أن لها أم حملت سفاحا من حبيبها وقضت محكوميتها في السجن وبعد أن انتهت من محكوميتها خرجت لتبدأ حياة جديدة ربما تابت وربما تزوجت وربما ماتت لا تلعم الأب أيضا كان معروف لم تعرف اسم أمها ولا عنوانها لأن هذه الأمور سرية فقط عرفت هويتها وعرفت أنها سجلت تنازل عنها وبعد خروجها من السجن انتهى كل شيء كانت فاطمة ايضا تبكي لأنها عرفت حقيقة أمها التي لم تفكر فيها ولم تسأل عنها لكني كنت أرى أن أمها لديها بعض الإنسانية لأنها على الأقل سلمت نفسها ونالت عقابها وربما عادت إلى الله ..... والحمدلله على كل حال أنا حامدة ربي وفعلا الدولة ماقصرت معنا نلبس أغلى لبس ونآكل أفضل أكل ونتعالج أحسن علاج ونسافر ونروح ونجي ونتمشى بكل مكان وكل وحدة وواحد منا له حساب خاص وميزانية خاصة ومصروف خاص لكن مهما كان كل هالأشياء ماتعوضنا عن حنان الأم والأب والجو الأسري وأنا درست بمدارس حكومية وكنت أشوف بنات وضعهم سيء اللي ماعندها فسحة واللي مريولها مقطع واللي أمها متوفية وزوجة ابوها موريتها الويل لكن مهما كان فقدان الأم والأب والهوية شي صعب ومافيه شي يعوضه _________ تعود بي الذاكرة إلى أول يوم لي في الروضة حياتي ماقبل الروضة لا أتذكرها جيدا فهي تعد حياة ضبابية بالنسبة لي وبداية ذكرياتي تبدا من مرحلة التمهيدي ففي أول لي في التمهيدي كنت سعيدة جدا ولم أكن لوحدي بل كان معي هند وعبير وفاطمة ومريم وأحمد وخالد وعمر وبرفقتنا أمنا آمنة ذهبنا بالحافلةإلى الروضة وطوال الطريق ونحن نغني ونلعب ونشعر بالسعادة لأننا سنرى مكانا مختلفا عن الدار كانت الروضة جميلة وكبيرة بها ألعاب ومعلمات ومقصف والأهم أن معي إخوتي في ذلك اليوم لعبت كثيرا وركضت كثيرا وفي نهاية اليوم الدراسي خرجنا للشارع لكننا لم نجد الحافلة ولا السائق ولا الأم وكان بالقرب من الروضة بقالة صغيرة فذهبنا إليها ولم يكن معنا نقود لأننا أصرفنا كل المصروف في مقصف الروضة وطبعا كان عمر يجيد فن التمثيل فأخذ يقول للبائع نحن أيتام مساكين ماعندنا أهل الله يخليك عطنا حلاوة وبعد عدة أسئلة من البائع الذي كان من الجنسية اليمنية أشفق علينا وأعطانا بعض الحلوى خرجنا وإذ بأمنا تنزل من الحافلة متجهة للمدرسة وحينما رأيناها شعرنا بالخوف وأسرعنا للحافلة طبعا صعدت معنا وهزئتنا لحد ماقلنا بس وسألتنا من وين قلوس الحلويات اللي معنا ولما قلنا لها ع الحقيقة أخذتها مننا ورجعتها للبائع وقالت له إذا جوك مرة ثانية لا تعطيهم شي هذولا كذابين ومتعودين ع الشحادة مع إنه مو ناقصهم شي وطبعا رجعنا للدار وكملت لنا موشح التهزيء وعاقبتنا وكان أول يوم لي بالروضة له ذكرى خاصة ومازلت أذكر تهزيئها لنافعلا كنانحب نشحد ولما نبغى نستعطف أحد نقول له إحنا أيتام مساكين مالنا أهل بس من علمنا الشحادة والكلام هذا تلعمناه منهم هم كل ماراحوا بنا مكان قالوا هذا الكلام سواء في المطعم أو الملاهي أو أي مكان وإحنا حفظانه منهم ولما قلناه زعلوا ؟؟؟؟؟ مرت مرحلة التمهيدي على مايرام كلها لعب بلعب ومقالب كانت المعلمة تشيد بي دوما من حيث تفوقي بينما كان البقية مابين جيد وسيء أدركت فيما بعد أن تلك نعمة أنعم بها الله علي فأنا على الأقل متفوقة دراسيا ولله الحمد وبكامل صحتي ولاينقصني شيء وأستطيع الاعتماد على نفسي بعد الله بينما كان أغلب إخوتي يعانون من إعاقات إما سمعية أوبصرية أو عقلية والأغلب بهم نقص ذكاء ومازلت أذكر حين قالت لي الأخصائية احمدي ربك فأنت أفضل من غيرك وسبب إعاقات أغلب إخوتك وتخلفهم العقلي يعود إلى أن أمهاتهم استخدموا عقاير أثاناء الحمل محاولة منهم لإجهاضه ولكن الله كتب لهم الحياة ليعيشوا بتلك الإعاقات عندها فقط شعرت أنني أحمل لأمي جميل ذلك فهي كما يبدو أنها لم تحاول إجهاضي أو على الأقل لم تستخدم تلك العقاير التي تسبب الإعاقات والتخلف وكان أخي عاصم أيضا متفوق فاسمي يتصدر قائمة المتفوقات في لوحة شرف الدار بينما يتصدر اسمه قائمة المتفوقين في كل سنة .... رغم أننا كنا نتربى في نفس البيئة والجو ونعيش نفس الظروف ونأكل من نفس الطعام ونلبس مثل بعض إلا أننا كنا نختلف لا شكلا فقط بل حتى تصرفاتنا فكانت ولاء انطوائية جدا وعمر جريء وشقي وهند هادئة وخجولة وفاطمة جريئة وخالد كثير الكذب وأحمد يعرف بالسرقة وكل واحد منا له شخصية مختلفة عن الآخر وتصرفات مختلفة أنا بطبعي كنت ومازلت هادئة منذ طفولتي وأنا أقض معظم وقتي بالقراءة وكانت الدار توفر لنا مكتبة كبيرة تضم قصصا ومجلات للأطفال قرأت كثيرا منها إن لم أقرأها كلها .... المهم أن مرحلة التمهيدي مرت بسلام وكانت مرحلة جميلة لم أتعرض فيها لأي مواقف سوى موقف أول يوم وبدأت الإجازة الصيفية وكانت فترة تهيئة لنا كي ندخل المدرسة .... * ملاحظة الأسماء ليست حقيقة حفاظا على سمعة الشخصيات الحقيقة فضلت أن تكون الأسماء مستعارة وأعتقد أن أحدهم لو قرأها سيعرف من أكون وسيعرف نفسه أيضا من يكون فأقول لهم اعذورني أحبتي إن أفصحت عن بعض أسراركم لكني لن أذكر خصوصياتكم ... |
2011- 2- 2 | #4 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
النسبة للزواج أنا شايلة فكرة الزواج من بالي
ما ابغى أتزوج أصلا من بيفرح بزواجي ومن بيزفني ومن بيوقف معي وبعدين لمين بشكي ولمين بلجأ بعدالله ولو صار لي اي مشكلة الدار مجرد ماتتزوج الوحدة ينسونها ولايسألون فيها أنا الحين ببيت أختي المتزوجة لها ثلاث سنوات متزوجة عمر الدار ما سألوها إن كانت مبسوطة أولا إن كانت محتاجة شي أولا طبعا مصروف خلاص معد لها مصروف لأن زوجها يصرف عليها وهو كان من عيال الدار ومتوظف وظيفة عادية ولهم بيت وحياتهم على مايرام لكن ماتقارن بحياتها في الدار لأنها كانت تصرف على كيفها وعمرها ماحست إنها محتاجة والحين لما أجيها زيارات واقعد عندها أحس ناقصها أشياء كثيرة حتى هي تقول محتاجة أحد يسمعني يفهمني يحل لي مشاكلي لها ثلاث سنوات متزوجة وماجالها عيال محد فكر من الدار يسألها وإا يشور عليها بمستشفى وإلا يقترح عليها إنها تتعالج الدار ينتهي دورهم بزواجنا أمس كانت تقول لي لو عندي أم كان ساعدتني كان راحت معي المستشفى كان سعت في علاجي كان وكان وكان فعلا الأهل مايتعوضون أبدا مهما كانوا قاسين ومهما كانوا إلا إنهم مستحيل يتخلون عن عيالهم وحدة أعرفها كانت من بنات الدار كبرت وتزوجت وجابت عيال وبيوم من الأيام دق جرس الباب ولما فتحت الباب لقت مولود صغير بكرتون على الباب وأخذته وربته مع عيالها طبعا بعد ما أنهت إجراءاته بس سبحان الله القدر عاد نفسه هي بيوم من الأيام تقول لقوها بكرتون مرمية بمكان وبعد مرور سنوات طويلة يتكرر المشهد نفسه لكن الفرق إنه هي تربت بالدار والمولود تربى ببيتها أكمل قصتي لكم المهم إنه في الإجازة الصيفية كانوا الدار يهيئوننا للمدرسة وطعا كلاعادة حفلات ورحلات وزيارات وأسواق وملاهي ومنتزهات وسباحة ورياضة وألعاب بمنتصف الإجازة جاءت زائرة للدار وطبعا أتت المشرفة وطلبت منا أن نلبس ونترتب ونخرج لنسلم عليها لم يكن ذلك بمستغرب فمن صغرنا اعتدنا على رؤية الكثير من الزائرات فعلا خرجنا أنا وكل الفتيات اللاتي في عمر مقارب لعمري جاءت الزائرة وسلمت علينا وسألتنا واحدة واحدة عن أسمائنا ثم قدمت الهدايا والشوكولاته لنا ثم ذهبت وكلمت المشرفة وأشرت علي جاءت المشرفة وأمسكتني بيدي وأخذتني معها للمكتب والزائرة معنا وقالت لي يهذي ماما نوف وش رايك تروحين معها للبيت ؟؟؟ طبعا أنا رفضت كنت أحب الدار ولا أشعر بالأمان إلا فيها حتى حينما كنا نسافر لأبها وجدة والقصيم والدمام كنت أشتاق لدارنا كثيرا فقد كنت مرتبطة بها ورفضت عرض المشرفة وبدأت بالبكاء تأكيدا مني على الرفض القاطع حينها قالت لي خلاص روحي للأسرة وفعلا رحت عند ماما آمنة وقلت لها ما أبغى أروح مع الأم الجديدة أبغاك إنتي ما أبغى أم ثانية ولا بيت ثاني قالت خلاص ولايهمك وضمتني لها كانت ماما آمنة حنونة جدا وفي نفس الوقت صارمة جدا شخصيتها مزيج من المرح والحنان والقوة والصرامة أدين لها بالفضل في تعليمي الكثير من أبجديات الحياة وفي غرس حب القراءة فيني .... المهم مرت عدة أيام وغذ بنفس الزائرة تأتي ومعها هدايا ولكن هذه المرة تطلبني أنا وتصر على أن أذهب معها وبدأت ماما آمنة بإقناعي قلت لها بس أنا ما أبغى وبكيت قالت بس جربي وهي ماراح تآخذك للأبد يوم وبترجعك فعلا وافقت بعد إصرار من الزائرة ومن ماما آمنة ومن الجميع ورحت معها لبيتها كان بيتها كبير عبارة عن فيلا دورين ومسبح خارجي بغرفة وماكان فيه إلا هي وزوجها وامرأة عجوز أعتقد أنها والدة زوجها وابنة واحدة بنفس عمري وقالت لي أبغاك تكونين أخت أروى قلت بس أنا عندي أخوات في الدار قالت وهذي بعد بتكون أختك لعبت مع أروى وقضيت معها وقت جميل وسبحنا ولما جاء الليل ماقدرت أصبر وقعدت أبكي ابغى الدار كنت أتخيل سريري وهند وماما آمنة وأسرتي تخيلوا فجأة يجي أحد ويآخذكم بهذا العمر ويبغاكم تبدون حياة جديدة وتنسون حياتكم الماضية أنا ماقدرت ولانمت وكنت أبكي بصوت عالي حاولوا يهدوني ماقدروا وقتها رجعوني للدار وكنا بنص الليل وفعلا ما حسيت بالراحة والأمان إلا في الدار وقعت أم اروى فترة تجي وتآخذني تبغاني أتأقلم على حياتي معهم لكن ماقدرت بعدها غيرتني واخذت فاطمة وفعلا انسجمت فاطمة معها وراحت ومن هذاك اليوم معد شفناها لحد اليوم لكن أسمع من المشرفات اللي يسألون عنها وإنها تزوجت وأنجبت ولد .... لا أدي إن كانت حياتي مع أم اروى ستكون أفضل من حياتي في الدار ولو عاد بي الزمن لربما اخترت أن أعيش مع أروى .... "يتبع " ........... دار عليشة هي دار تأهيل خاصة بالمشلولين وبعض المشلولين فيها أيضا من أبناء الدار الذين ليس لهم أهل وبعد ذلك قاموا بافتتاح قسم خاص بالفتيات من سن 14 ومافوق تقريبا وطبعا كان هذا القسم لبنات الدار وأخذوا عدة فتيات من دارنا وكنا نقوم بزيارتهم ومازال هذا القسم حتى الآن يستقبل فتيات الدار رغم أنه لا أحد يتمنى الذهاب إليه منا لأنه فرق بينه وبين دارنا وكل اللاتي يذهبن رغما عنهن إجباري لا اختياري فالدار أفضل بكثير منه .... أما من يعتقد أن للدار فقط لفئة اللقطاء فلا بالعكس الدار فيها مزيج من الحالات وبعضهم ابناء أسر وقبائل معروفة ولكن لأنانية الأب والأم تخلوا عنهم والبعض الآخر أجبرتهم ظروفهم على التخلي عنهم كحالات الوفاة وعدم وجود العائل والبعض الآخر تم إيداعهم في الدار رغما عنهم لعدم صلاحية الأسرة واهمالها كتعرض الابن للتحرش الجنسي من قبل والديه أو للعنف الأسري ايضا من قبل والديه ومن يتابع معي سيعرف قصص الكثير ممن أودعوا في تلك الدور .... ..................... طبعا في الإجازة الصيفية تصبح الدار شبه فارغة فمن لديه أسرة صديقة يذهب معها ومن لديه أهل حقيقيون يأخذونه وكان أغلبنا لديهم أسر صديقة يذهبون معهم إلا أنا ويوسف م يكن لدينا أسرة صديقة لأننا كنا لاننام خارج الدار ولا نتأقلم مع اي أسرة صديقة عديدة هي الأسر التي ذهبت معها ولكن ما أن يأتي الليل حتى أبدأ بالبكاء والصراخ إلى أن يعودوا بي للدار وكان يوسف يفعل الشيء نفسه فكنا لانشعر بالأمان إلا في الدار ولا نحب أن يكون لنا منزلا آخر سوى الدار ... خالد كان يذهب في كل إجازة مع شقيقاته لوالدهم الذي يخرج من المستشى في الإجازات ويجتمع بأبنائه في منزله وغذا عاد للمستشفى عادوا هم للدار طبعا والدتهم كانت من جنسية أخرى وحين مرض الأب وأودع بالمستشفى تخلت عنهم وسافرت لبلدها تاركة خلفها ثلاث بنات وولد أكبرهم لا يتجاوز الـ 12 من عمره وذهبتلتبدأ حياة جديدة متناسية أنها تركت أبناءها بلا أم الأب لم يكن يستطيع أن يقوم بمسؤوليتهم الإخوة الكبار كانوا من أم أخرى ورفضوا تربيتهم جاؤوا بهم للدار وتركوهم فيها ليتساووا مع من لا أهل لهم كنت اتعاطف مع والدهم رحمه الله كثيرا فهو توفي فيما بعد في المستشفى لم أكن أعلم المرض الذي يعاني منه إن كان نفسي أو جسدي كنت أرى صوره مع أبنائه وبناته كانوا يخبروني أن والدهم كان له مكانة ذات يوم وكان شخصية معروفة وعندما مرض لم يجد أحا حوله ولم تنفعه كل امواله أبنائه الكبار تخلوا عنه هم ووالدتهم معللين ذلك بأنه تخلى عن والدتهم حين ضحت لأجله وتزوج بأخرى قالوا له خلها تنفعك وفعلا سافرت ومانفعته وظل بالمستشفى حتى توفاه الله بعد سنوات طويلة ... هناء وأختها أيضا كانوا يقسمون الإجازة مابين والدتهم ووالدهم فوالديهم على قيد الحياة لكنهما انفصلا وقررا أن يبدآ من جديد بلا أولاد الأم طالبت بالحضانة كثيرا لكن الأب في كل مرة كان يرفض ولا أدري كيف يحسم المر لصالحه فلا هو اللي أخذهم ورباهم ولا هو اللي سمح لأمهم تربيهم كانوا يقولون إن أمهم تقول إن أبوهم يبغى يغيضها عشان كذا يبغاهم يتربون في الدار عشان تحس بالحسرة والألم والحرمان لأنها طلبت الطلاق منه لم أكن أعرف سبب طلاقهم لكن كان يأتيهم ويزروهم ويحضر لهم كل مايريدون والأم كانت تفعل الشيء نفسه ...... " يتبع " |
2011- 2- 2 | #5 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
انتهت الإجازة الصيفية وعاد إخوتي من أسرهم الحقيقية
وعادت الحياة للدار مجددا واجتمعنا من جديد ولدى كل واحد منا العديد من الأحداث ... أحضر خالد معه لنا أنا ويوسف أكياس الحلوى والمشروبات الغازية طبعا الدار كانوا لايسمحون لنا بالإكثار من المشروبات الغازية وكنا نعشقها ربما لأن كل ممنوع مرغوب والآن بعد أن أصبحت مباحة لي أصبحت أنا لا أحبها وامتنعت عنها من تلقاء نفسي ... أمنا آمنة وعدتنا أن لا تخبر أحدا عن المشروبات وقامت بإخفائها لنا وكل يوم تعطينا علبة واحدة فقط ولم تمضِ سوى ثلاثة أيام إلا وانتهت تلك المشروبات .... أما هناء فقد أحضرت لنا معها عروستين واحدة لي والأخرى لهناء ومازلت أحتفظ بها ولا أعلم إن كانت هناء تحتفظ بعروستها هي أيضا أم لا ؟؟؟؟ انقضت الأيام سريعة حتى جاء أول يوم دراسي وطبعا كنا ندرس بمدارس حكومية لكن الدار يقومون بتفرقتنا على عدد من المدارس كي لا نكون عصابات وأيضا كي لا نتكدس في مدرسة واحدة ونسبب الفوضى وكنا أنا وهناء في نفس المدرسة لكن لكل واحدة منا فصل مختلف ... وكالعادة ذهبت معنا أمنا حالنا كحال بقية الأطفال لكنها لم تكن أمنا آمنة بل كانت أمنا نورة لأنه كعادة الدار يقومون بتغيير الأم كل فترة معللين ذلك بأنه كي لا ينسجم الطفل مع أم ويعتقد أنها أمه الحقيقية وحين تبتعد عنه لسبب ما كانتقالها من الدار او استقالتها لا يصاب بالانهيار فإحدى البنات تعلقت بأم منذ أن فتحت عينينها وهي تراها تعتني بها تعلقت بها كثيرا بل كانت تظنها أمها الحقيقية وشاءت الأقدار أن تنتقل تلك الأم لمدينة أخرى حينا أصيبت تلك البنت بحالة نفسية واستاءت حالتها وأضربت عن الطعام والشراب بل دخلت المستشفى ورقدت به عدة ايام وحين أدركوا الدار السبب قاموا بابتكار خطتهم الجديدة وهي تغيير الأم كل فترة كي لا يتعلق الطفل بأم معينة وحين فقدانها يصاب بحالة نفسية لقد كان قرارهم أيضا سيء فما إن نعتاد على أم معينة ونحبها ونتعرف إليها ونتعود على طريقة تربيتها إلا أن نفاجأ بتغييرها بأم أخرى ونبأ من جديد محاولة التأقلم والتعرف لقد مروا علي الكثير من الأمهات ربما يتجاوزن الخمسين أما أغلبهن طيبات متسامحات يعاملننا بكل محبة طبعا يعاقبننا حين نخطيء ويكافئننا حين ننجز أغلب شخصياتهم متقاربة من حيث الحنان والمرح والقوة والحزم لكن يختلفن عن بعضهن في أشياء أخرى كأن تكون غحداهن ملتزمة والأخرى متوسطة والثالثة متشددة والرابعة متحررة لقد عشت كل تلك المراحل فحين تأثرت بأمي آمنة أحببت القراءة كثيرا وحافظت على الصلاة من سن مبكرة وهي سن التمهيدي ومن أمي نورة أصبحت أكره سماع الأغاني واسد أذني كلما جاءت أغنية في التلفاز لأنها كانت دوما تخبرنا انها محرمة مما جعلني أكره سماعها ... عشت فترات التزام فابتعتدت عن كل شيء التلفاز والأغاني والمسلسلات ولبست عباءة الرأس وحافظت على السنن والأذكار والقرآن وصيام التطوع ... وأيضا عشت فترات أخرى كنت أعشق فيها الأغاني والرقص الشرقي والملابس المودرن ومتابعة الموضة وعباءة الكتف والإعجاب بالفنانين والممثلات ومتابعة المباريات .... وأدركت فيما بعد أن خير الأمور أوسطها حاولت أن أكون وسطية لا إفراط ولاتفريط ألبس مايناسبني من الموضة وأبتعد عما لا يليق حتى وإن ناسبني ألتزم بالواجبات وأبتعد عن المحرمات وأحاول قدر المستطاع أن أبتعد عن الأمور المتشابهات والشبهات وهكذا أصبحت شخصيتي الأخيرة الناضجة لفتاة أوشكت على الثلاثين من عمرها قرأت الكثير من الكتب في جميع الفنون والمجالات كتب نفسية وأدبية وكتب عن تطوير الذات وكتب دينية وقصص الأنبايء وبداية الخلق وتعلمت الكثير ورأيت الكثير لكني أدين للدار بفضل تعليمي فمنها تعلمت أن الحياة هي أكبر مدرسة نتعلم منها .... * ملاحظة تعليمي جامعي لمن يقول اكملي تعليمك وأطمح للدراسات العليا دعواتكم لي أن ييسر الله لي الماجستير ويليها الدكتوراه ... النسبة للغرب فمجهول النسب عندهم إنسان عادي جدا لكن عندنا هنا يعتبرونه إنسان مجرم وهذا واقع حتى لو البعض حاول أنه ينكر هذا الواقع إلا إننا لمسناه واسأل أي شخص مجهول الهوية وراح يقول لك نفس الشيء في الدار كان يجون سيدات يبحثون عن بنات من الدار ليزوجونهم بأبنائهم فكان أول شيء يسألون عنه قبل الدين والأخلاق وحتى الشكل إذا كان لها أهل أو لا وبعضهم من أول ماتجي تقول أبغى وحدة لها أهل أما اللي يجون يجورون من بنات الدار اللي مالهم أهل هم واحد من اثنين إما ملتزم يبغى أجر وإما راعي سوابق يبغى وحدة من دون أهل بل حتى فيه سنة من السنوات جات وحدة ملتزمة وطلبت إنها تشوف البنات الكبار وفعلا طلعوا لها مجموعة وأعجبتها وحدة منهم لكن لما عرفت إنها من غير أهل وكان فيه وحدة ثانية اقل منها تعليما وشكلا لكن لها أهل وفضلت عليها اللي لها أهل وكان أخوها اللي تخطب له قاضي في المحكمة بس شرطه إنه يبغى يتيمة لها أهل عشان عياله يدرون إن لهم خوال وأهل .... هذا غير إنه البعض ويمكن الأغلب يعتبر اليتيم غير اللقيط فيعتقد أن اليتيم ممكن يكسب فيه أجر بس اللقيط مافيه اجر حتى صدرت فتوى ابن باز الله يرحمه وبين فيها إن اللقيط يتيتم لأنه فقد أبويه وفيه أجر ومع هذا لحد الآن فيه ناس يتوقعون إن اليتيم غير اللقيط ولما يجون يكفلون أحد أو يتبرعون عليه يفضلون إنه يكون يتيم غير لقيط .... الرسام المشهور دافنشي الذي رسم لوحة الموناليزا كان مجهول الهوية وأيضاالفيلسوف الهولندي أرازموس والأديب الكسندر ديماس الابن وكذلك الفنانة صوفيا لورن لكن لا أدري إن كانوا مثلنا أم لا لا أستطيع أن أحصر عدد المرات التي سمعت فيها كلمة ماعليهم شرهة هذولا عيال الحرام ولا كلمة العرق دساس ولا كلمة عيال الشوارع لأني سمعتها مرات كثيييييييييرة حتى من أقرب الناس لي سواء في الدار أو خارجه .... في الدار فيه عدد كبير من الفلبينيات مابين مسلمات ومسيحيات وكانوا يستغربون كثيرا من أن تلقي الأم بابنها لأنه غير شرعي المسيحيات كانوا يقولون طيب هو ولدها كيف ترميه بعد ماتعبت بحمله وولادته وين الأمومة والرحمة وكانوا يآخذون الموضوع من ناحية إنسانية ... أما المسلمات فكانوا يقولون طيب خلاص هي ارتكبت الحرام فليش ترميه طالما إنها وقعت في الحرام المفروض تحتفظ به وتربيه وماترميه وكانوا آخذين الموضوع من ناحية دينية وإنه خلاص هي المفروض تتوب وتربي ولدها .... هنا عندنا لما الأم ترمي ولدها ماتكون آخذه الموضوع لا من ناحية دينية ولا إنسانية بل تآخذه من ناحية الفضيحة والخوف من الناس والمجتمع ونظرة الناس لها يعني لا إنسانية كالمسيحيين ولا دينينة كالمسلمين .... ........... وبالنسبه للاسم مايكتبون لا لقب ولاغيره حتى لو جات أسرة تبغى تآخذ واحد من عيال الدار يبقى اسمه زي ماهو ولا يحطون له لقب القبيلة اللي بتآخذه لأنه ممنوع وطبعا حرام شرعا التبني ..... فالاسم يكون غالبا بالطريقة هذي مثال طبعا هذا : محمد عبد الرحمن خالد عبدالله اسم مفرد فمركب فمفرد فمركب فقط أربعة أسماء بدون عايلة وأحيانا أو نادرا يكون كذا : عمر محمد عبدالرزاق همام واختصار الاسم يكون همام العمر لكن نطقا و لا يكتب الـ الـ هذه غير مضافة عندنا .... كثيرات وكثيرون أعرفهم مجهولين النسب وتبنوهم أسر أو ضموهم لهم كأسر بديلة بعضهم أستقر مع الأسرة وفي أحسن عيشة بينما البعض الآخر رجعوا للدار وسحبت الدار الحضانة من أسرهم البديلة حتى على فكرة فيه واحد من دارنا وهو شخصية مشهورة لكن الغريب إنه عمره ماصرح بهالشيء طبعا هو تبنوه ناس من طفولته لكنه مجهول النسب ومع هذا مايبغى أحد يعرف وأتوقع قلة فقط هم اللي يعرفون إنه مجهول النسب تتوقع ليش ؟؟؟ لأنه عارف إن الناس لما يعرفون حقيقته يغيرون نظرتهم لهم حتى لو كان شخصية مشهورة وحتى لو أثبت وجوده بتتغير نظرة ثلاثة أرباع الناس له مابين مشفق ومستحقر ... طفل في المدرسة كان يشتكي من سوء تعامل معلمه معه كان المعلم من يوم يدخل الفصل وهو يخليه يوفق ويهزئه بدون سبب ويضربه بدون سبب طبعا الطفل كان مجهول الهوية وكان أحيانا يعاقبه إنه يمسح البلاط بلسانه بلاط الفصل ويستحقره دائما ولما اشتكى للدار وحققوا مع المعلم اعترف طبعا بشهادة كل طلاب الفصل تتوقع وش برر فعله به ؟؟؟ قال إنه يكره هذي الفئة وإنهم بذرة فساد لأنهم إذا كبروا مصيرهم يكونون مثل أهلهم طبعا اتهموا المعلم بإنه معقد وعنده عقد نفسية ونقل نقل تأديبي لمنطقة نائية لكن هو الحقيقة إنه مو معقد هو قال رأيه ويمكن مو رأيه لوحده وراي ناس غيره كثير خصوصا إنه كان من منطقة معينة معروفة بالتعصب إذا فيه تفريق بين القبيلي والخضيري توصل للطلاق في حال زواج قبيلية من خضيري تتوقع مافيه تفريق بين العادي واللقيط ؟؟؟؟ |
2011- 2- 2 | #6 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
................
اقتباس: سين سؤال .... هل فكرتي ان تعرفي أمك الحقيقية ؟ أبوك الحقيقي ؟ هل تعرضتي في الدار ألى تحرشات ؟ أكيد كانت أمنية إني أعرف أمي الحقيقية وأشوف كيف شكل الأم اللي تخلت عن بنتها ودي أعرف إذا كانت تشبهني أو لا ودايما اقول يارب إنه مايكون بيني وبينها شبه بالشكل ,,, وأعتقد أني لو عرفت أمي حينها سأعرف أبي منها لم أحاول البحث عنهم لأن ذلك شيء مستحيل لأنه محد يعرفها ولا فيه أي معلومات عنها مسجلة بالدار ... لكن هناك العديد من إخوتي في الدار أسماء أمهاتهم موثقة في الدار وأحيانا حتى الأب لأنهم قضوا فترة عقوبتهم في السجون والمؤسسات وبعض الأمهات يزورن أبنائهن رغم أنهم غير شرعيين في بعض المرات كنت أتمنى أنه لو كان اسم أمي موثقا في السجلات أو لو كانت تزورني وتبدي أسفها وندمها على مافعلت على الأقل أشعر بوجودها حولي وأنها رغم كل الظروف لم تتخلى عني ,,, ربما كانت أمي على قيد الحياة وربما توفاها الله ربما تابت وربما لم تتب ولم أكن الضحية الوحيدة ولها ابناء وبنات غيري ... لم أفكر في أبي كثيرا ربما لأني كنت أحتاج أمي أكثر ولأن الأم هي من تتعب في الحمل والولادة وهي من تملك مشاعر الأمومة كنت أرى أمهات منفصلات يأتين لزيارة أبنائهن كن يبكين كثيرا لأنهن حرموا منهم رغما عنهم بحيث تم إيداعهم من قبل الأب انتقاما من الأم أو تخليا من المسؤولية .... بالنسبة للسؤال الثاني فلا ولله الحمد أبدا لم أتعرض لأي تحرشات ولا لعنف لا أنكر أنه تعرضت للعقاب مرات عديدة وللضرب الذي كان مبرحا بعض المرات لكن لم يصل لمرحلة العنف والإيذاء الجسدي ولم أتعرض أيضا لأي تحرش ... بعض الأطفال تعرضوا للتحرش من خارج الدار في المدارس ومن قبل بعض الطلاب وأيضا أذكر أن أحدهم تعرض للتحرش من قبل حارس الروضة الذي كان من الجنسية الهندية .... اقتباس: لى قصة المدرس حسبي الله عليه رفع ضغطي ليش ما يكون في خصوصية بين الدار و المدرسة بحيث يكون معرفة حالة الطالب او الطالبة بين الدار و مديرة المدرسة او الوكيلة واذا انتشر الخبر بين المدرسات و المدرسين تتم المسألة بخصوص هذا الموضوع حتى لا تجي حالات مثل حالة المدرس ويتعرضون للأطفال بالإهانه وغيرها اعتقد انه واضح راح يعرفون من اسم الطالب في الكشف الأوراق الرسمية التي تقدم للمدرسة وقت التسجيل كلها تثبت أن الطفل مجهول الهوية وكل المدرسة يعرفون أننا من أبناء الدار ليس من أوراقنا فحسب بل من تعدد أشكالنا وألواننا فمثلا في المدرسة كنا أنا وهناء بالصف الأول وطبعا كان هنالك خريات في الصفوف الأخرى وكنا نعتبر إخوة ونأتي مع بعض في نفس الحافلة وكانت هناك أم مرافقة يوميا وكل يوم أم معينة وكانوا كل المدرسةيعرفون أننا بنات الدار من الحافلة ومن الأم ومن اختلاف أشكالنا .... |
2011- 2- 2 | #7 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
أكمل لكم قصتي ,,,
أول يوم دراسي لنا في المرحلة الابتدائية كان له ذكرى خاصة من بوابة المدرسة تعلمت أشياء كثيرة كنت أجهلها في الدار وتعرفت قليلا إلى العالم الخارجي خارج أسوار الدار ,,, خرجنا مجموعات كثيرة من الدار في جميع المراحل الدراسية تقريبا وكل مجموعة ركبوا حافلة خاصة مع الحاضنة المرافقة طبعا قبل الخروج للحافلة استيقظنا مبكرين وتناولنا وجبة الإفطار وارتدينا ملابس المدرسة كنا ومازلنا نرتدي أفخم الملابس ونقتني حاجياتنا من أغلى الماركات وهذا الشيء قد يخفى على البعض فيعتقدون أننا نفتقد للمادة أو نحرم من اقتناء مانريد بالعكس الدار توفر لنا كل احتياجتنا لاينقصنا أي شيء حتى الكماليات متوفرة لدينا ,,,, المهم أننا حين وصلنا للمدرسة نزلنا أنا وهناء لأننا كنا بنفس المدرسة وأيضا كانت معنا شجون وفاتن وريم لكنهم كانوا بمراحل أخرى بينما أنا وهناء في الصف الأول الإبتدائي كانت معنا أمنا لم نرتعب من جو المدرسة كنا نضحك ونلعب لم نبكٍ كالأخريات ربما لأننا سبق والتحقنا بالتمهيدي وعشنا بالجو التعليمي أو ربما لأن الدار كانت شبيهة بالمدرسة فيها فناء وموظفات ومعلمات ومديرة فلم تكن تختلف عن المدرسة كثيرا ,,,, مرت أيام الدراسة سريعا وانتهى أسبوع اللعب لنبدأ بالجد والحصص الدراسية كنت متفوقة دراسيا ولله الحمد خاصة في مادتي القراءة والكتابة ولم أكن أحب مادة الرياضيات مع أني لم أخفق فيها إلا أن ميولي كانت أدبية ,,, تعرفت إلى بنات الفصل كانت تجلس بجانبي أروى ابنة المعلمة جواهر كنت أغبطها كثيرا فأمها معلمة في مدرستنا بينما كنت أنا بلا أم وكانت هند أيضا زميلتي في الفصل أمها تعمل خالة في المدرسة كنت أرى ابنتها الكبرى التي في الصف السادس تتهرب منها وتتوارى خجلا حين تراها تنظف فناء المدرسة وقت الفسحة بينما كنت أنا أتمنى لو أنها كانت أمي ,,, لا أعرف إن كان تفكيري يسبقني عندما كنت في المرحلة الإبتدائية كنت أستوعب الكثير ممايحدث حولي وربما كل زميلاتي كن يفهمن أشعر أننا نختلف عن الجيل الحالي الذي يدرس الابتدائية ولايفقهون أي شيء ,,,, لو أسهبت في الحديث عن المرحلة الإبتدائية مرحلة مرحلة فلن تكفيني الصفحات لكني سأختصر الحديث عنها وسأتحدث بصفة عامة عنها ,,, ففي المرحلة الإبتدائية أدركت أن البشر مختلفون وأنهم اشكال وألوان متعددة في الدار لم نكن نعرف ذلك أو بمعنى أصح لم نكن نرى الناس مختلفون ولا ندقق في ذلك ولا نلقي له بالا فاعتدنا على تعدد ألواننا وأشكالنا ولايشكل ذلك لدينا أي استغراب ,,, لكن في المدرسة كنت أجد تساؤلات من زميلاتي فكن يسألنني : ليش إنتم ماتتشابهون ؟؟؟ كيف أخوات وما إنتم زي بعض بس ملابسكم مثل بعض لكن ليش وحدة بيضاء ووحدة سوداء وأمل ليش كأنها اندونيسية ؟؟ وليش هناء كأنها تكرونية ؟؟؟ وليش إنتي بيضاء وأختك سوداء ؟؟؟ وأمك ليش ماتشبهك ؟؟؟ لم أكن أملك إجابات على تساؤولاتهم ولكني كنت أحتفظ بأسئلتهم إلى حين عودتي للدار لأوجهها إلى أمي سألتها ماما البنات يقولون ليش إنتي بيضاء وأمك سوداء ؟؟؟ قالت لي أمي : لأن أبوك كان أبيض وإنتي طالعة على أبوك ماطلعتي علي ؟؟؟ طيب هناء ليش سوداء وأنا بيضاء ؟؟؟ قالت : لأن هناء طالعة علي وإنتي طالعة على أبوك ؟؟؟ طيب أمل ليش شكلها اندونيسي ؟؟؟ قالت : خلاص مايجوز ياماما هذي خلقة ربي ,,, طبعا كنت أعلم أن أمي وأبي متوفيان وأننا أيتام لكنني كنت اقتنع بما تقوله لي ,,,, وفي اليوم التالي أصبح لدي إجابة وأي سؤال يوجه لي أخبرهم بأنها خلقة ربي .... حين كبرت قليلا أصبحت أفهم أننا مختلفون واسمع تعليقات بعض الموظفات والحاضنات علينا فكنت أسمعهم وهم يتحدثون عن أصل كل واحد منا من خلال شكله .... .............. كانوا ينسبون كل واحد وواحد منا إلى أصله الذي يتوقعونه بناء على لونه وشكله وتصرفاته فمثلا أحدهم يقولون شكله مصري من طريقة أكله لما يمسك الدجاة بيدينه الثنتين ويقولون عن هناء أكيد أمها تكرونية وذلك لسوادها وملامحها الشبيه بهم وأمل كانوا يقولون إنها من أصل اندونيسي وذلك ملامحها الشرق آسيوية وهيثم كانوا يقولون إنه من أم سورية لأن عينيه كانت زرقاوتان بينما أنا كنت مجهولة الهوية حتى في شكلي ولربما كنت مزيج من جنسيتين مختلفتين بيضاء البشرة وملامحي لاتوحي بأي شيء شعري متموج ويميل للون البني عيناي عسليتان أو ربما كانوا يقولون تعليقاتهم إن لم أكن موجودة مراعاة لمشاعري .... في أحد الأيام جاءت ضيفة جديدة للدار وأخبرتنا الأم أنها أخت جديدة لنا كان عمرها عشر سنوات كل واحدة منا أنا وبقية أخواتي كانت تتمنى أن تكون الضيفة الجديدة في أسرتها كي تتعرف عليها وتحظى بصداقتها وتكون المقربة منها ولسوء الحظ لم تكن الضيفة في أسرتنا بل كانت في الأسرة المجاورة لنا وفي ذلك اليوم اجتمعنا حولها أنا وبقية أخواتي نستمع لقصتها ومن أين جاءت وأين كانت ؟؟؟ أخبرتنا أنها كانت في أسرة بديلة لم نكن نعلم سبب تخلي أسرتها البديلة عنها لكن فيما بعد وحين كبرت وسألت عرفت السبب كانت تحدثنا عن أشياء لا نعرفها فهي تعرف كل أنواع السيارات وركبت أفخم السيارات بينما نحن لانعرف غير حافلة الدار ,,, هي كانت تعرف أغلب دول العالم فمنها سمعنا لأول مرة عن ملبورن وعن فيينا وعن جزر القمر وعن أمستردام وغيرها من الدول ,,, هي كانت تعرف أنواع متعددة من الأطعمة لم نعرفها من قبل أكلات صينية وهندية وإيراينة كانت تملك معلومات كنا نجهلها ,,, مضت أيام عديدة وهي تحدثنا عن حياتها وعن القصر الذي كانت تسكن فيه وكانت تجيد اللغة الانجليزية أكثر من العربية وتحفظ الأغاني الغربية تقضي وقتها على الألعاب الالكترونية ,,, سألناها طيب ليش تخلين أهلك وتجين عندنا قالت مدري هم جابوني الغريب أنها لم تبكِ كثيرا ولم تسأل عن أهلها كثيرا من خلال حياتها أدركنا أنها كانت تعيش مع أسرة غنية جدا ولكنها كانت منعزلة عنهم فكانت في غرفة مع المربية الفلبينية لا تخالط أبنائهم كثيرا ولا تخرج معهم كثيرا لذا لم تشعر بفقدانهم حين جاءت للدار , لم تدخل المدرسة من قبل على الرغم من أن عمرها عشر سنوات وهذا هو السبب الذي جعل الدار يسحبون حضانتها من أسرتها البديلة حيث حرموها من المدرسة رغم أن أبنائهم الحقيقيين يدرسون في مدارس خاصة وأيضا كانت شبه منعزلة تقضي وقتها كله بصحبة المربية لم تكن تلبس كما يلبسون ولا تعيش بنفس المستوى الذي يعيشونه بل فرقوا بينها وبين أبنائهم الحقيقيين من حيث اللبس والأكل والمدرسة وحتى النزهات والألعاب والزيارات ومازلت أتساءل إن لم يكن بمقدورهم رعايتها ما الذي دعاهم لتبينها ؟؟؟ الغريب أنهم طالبوا بإعادة الحضانة لهم لكنالدار رفضوا لأنهم لا يرديوا أن يضيعوا مستقبلها معهم فلم يكن لدى الأسرة سبب مقنع لفعل كل هذا بها وعاشت تلك الأخت الجديدة معنا حتى كبرت وانتقلت لدار أخرى ولم أعد أراها ,,, لكن اللوم أولا وأخيرا يقع على عاتق الدار وين دورهم في المتابعة ؟؟؟ طيب الأسرة أخذت الطفلة وهي رضيعة والمفروض يكون فيه متابعة من الدار لكن الدار مقصرة في المتابعة وين كانوا لما كان عمر البنت والمفروض إنها تدرس ليش كا اكتشفوا إنها مادرست إلا يوم صار عمرها 10 سنوات ثلاث سنوات ضاعت من عمرها ع الفاضي بتتوقع إنهم وثقوا في الأسرة لأنها أسرة معروفة وأمراء لكن مو هذا السبب أقصد مو الثقة السبب لأنه كان فيه وحدة ثانية يوم صار عمرها 11 سنة اكتشفوا إنها ماتدرس مع إن الأسرة اللي تبنوها كانوا أسرة متوسطة الحال وكانت الأم تشتغل طقاقة يعني ماكانوا لا أمراء ولا أغنياء ومع هذا مازالت الدار مقصرة في متابعة الأبناء لدى الأسر البديلة حتى قبل عدة شهور اكتشفوا حالة جديدة لطفل لم يدخل المدرسة وسحبوا حضانته ... ................................ زي قبل فترة كانت هناك امرأة كبيرة بالعمر وكانت لقيطة وفي محاضرة كانت تتحدث عن اليتم وعن فئة اللقطاء وعن عدة أمور بعدين تفاجأوا الحضور لما قالت بعد ما انتهت من كلامها إنها من هالفئة واستغربوا واللي جت بعد المحاضرة تسألها وتتأكد واللي ماصدقت واللي تقول ياسبحان الله واللي تولول مع إن الحضور كان أغلبهم إعلاميين وناس مثقفين لكن مدريليش استغربوا وللحين ودي ألقى لي تفسير منطقي ومالقيت هل هو إنهم يعتقدون إن هالفئة محصورة بعمر المراهقة والطفولة فقط أو إنهم يعتقدون أن هالفئة تجهل نفسها وحقيقتها أو إنهم يستغربون إنه يكون فيه ناس فاهمين من هالفئة مع إنه فيه طيار سعودي لقيط وأطباء وأساتذة جامعيين ومعلمين وجامعيين كلهم ينتمون لهذه الفئة لكن ماعمرهم قالوا .... على فكرة ترى أنا دخلت الجامعة وتخرجت ومحد يدري من زميلاتي إني من بنات الدار طبعا في الجامعة ماكنا نروح بباص الدار كنا نروح بسيارات عادية مع سائقين والمرافقة تكون فلبينية مو أم سعودية فمحد كان يدري إني من الدار .... يعني احتمال إنكم قابلتوا ناس من الدار سواء في المدرسة أو الحياة وماقالوا لكم إنهم من هالفئة كنت أرى أن العيد في الدار جميل ففي طفولتي كنت أعشق يوم العيد نستعد للعيد مبكرين نتسوق ونبتاع الملابس والألعاب والحلوى وكل مانريد ليس في العيد ممنوع فبإمكاننا أن نفرط في أكل الحلوى وشرب بالمشروبات الغازية والمشاكسة والمشاغبة فنكون مطمئنين أننا لن نعاقب فالعيد تسامح والأمهات يتسامحن كثيرا معنا ويطلقن سراحنا لنفعل مانريد .... نصحو مع ساعات الفجر الأولى ونستعد ونلبس ملابس العيد الجديدة الدار تخصص ميزانية كبيرة للعيد والأمهات يتنافسن في تجهيز أبنائهن وكل أم تريد أن يكون ابناءها الأفضل من ناحية الترتيب والشكل وكل أم تبتكر تسريحات جديدة للبنات وتهتم بمظهر أبنائها وذلك لسببين أولا كي تحظى بالمديح من الإدارة خاصة أنه يأتي زورا من مراكز الإشراف والوزارة وكل طفل واجهة لأمه ثانيا كسبا للثواب والأجر والبعض من الأمهات يحببن أبناء الدار ويعاملنهن كأبنائهن لكن قلة منهن يأتين فقط للعمل وكل همهن الراتب يعاملن الأبناء بجفاء وحرمان ويعاقبونهم على أتفه الأسباب أذكر أن هنالك أما كانت تعاملنا بقسوة ولا أدري لم لا أنكر أننا كنا نخطيء ونتخاصم وقد نزعجها لكن كانت تبالغ في عقابنا كنا أطفال بحاجة للركض واللعب واللهو وكانت تجمعنا أمامها في الغرفة وتشغل التلفزيون وتقول ياويل اللي يتحرك من مكانه ما أبغى أسمع نفس ولا صوت تفرجوا وإنتم ساكتين وتشغل لنا فيديو أو فيلم كرتوني ونظل ساعات طوال على هذا الحال ومن يرد منا أن يشرب ماء أو يذهب للحمام أكرم الله القراء عليه أن يستأذن منها تخيلوا كيف سيكون الوضع ؟؟؟؟ هل يتخيل أحدكم لو أن كان يعيش في بيته كأنه في مدرسة لا يفعل مايحلو له لايتكلم بصوت عالٍ لا نام متى مايشاء كل شيء له وقت محدد ونظام ... أصبحت أكره النظام وعندما كبرت صارت عندي ردة فعل عكسية وفعلت كل ماحرمت منه في طفولتي أصبحت أسهر لوقت متأخر من الليل كانت أمنية الطفولة سهر الليل وكان السهر ممنوع إلا أوقات الإجازة يسمح لنا بالسهر ولكن بحدود وفعلت كل ماحرمت منه في طفولتي بلا وجه حق ... لكن الحمدلله قليلة تلك الفئة من الأمهات اللاتي يسيئن التعامل معنا أذكر أنني مرة كسرت دولاب الملابس بدون قصد مني وعندما علمت الأم ذلك وبختني كثيرا وطلبت مني أن ألزم السرير كي أشعر بخطئي لكني لم أشعر بالخطأ ولم أخطيء فأنا لم أتعمد كسره المهم جلست على السرير ساعات طويلة لوحدي وباب الغرفة مقفل أسمع أصواتهم وهم يلعبون ويضحكون ومر الوقت طويلا ولم يأت أحد ليسأل عني وأصبحت لا أسمع لهم صوت حينها قررت أن أناديهم فناديت وناديت ولم يجبني أحد صرخت مع الشباك أكتشفت أنهم ذهبوا للعب في الحديقة ونسوا أني معاقبة في الغرفة الحديقة ليست بعيدة بل في نفس الدار وجاءت الأم وأخرجتني بعد أن سألتها المراقبة عني أثناء تفقدها لهم في الحديقة فتذكرتني الأم وجاءت واصطحبتني معها للحديقة طلبت مني أن لا أخبر أحدا عن ذلك كي لا تتعرض للمساءلة فقوانين الدار تمعنع الأم من معاقبة الأبناء دون الرجوع للأخصائية لكن لا أحد يتقيد بتلك القوانين فهي حبر على ورق ولا يطبقها أحد لم أخبر احدا فكنا نخاف منهم ونخاف عليهم أيضا لأنه أي أم تثبت إساءتها للأبناء تعاقب من قبل الإدارة إما بتعهد أو لفت نظر أو فصل إن استدعى الأمر ذلك كثيرات الأمهات اللاتي فصلن من أعمالهن بسبب شكوى أبناء وبنات الدار عليهم ... ................... أكمل لكم عن العيد في طفولتي كنت أشعر أن للعيد فرحة كبيرة ونكهة مميزة فكل شيء في العيد يبدو جميلا حتى الدار تبدو جميلة و مختلفة ففي ليلة العيد تزين الدار بالورود والألوان المختلفة في فجر العيد بعد أن نستيقظ ونتجهز نذهب لصلاة العيد في المسجد نذهب بجماعات متفرقة وكل جماعة يذهبون بحافلة مع مرافقة سعودية لمسجد ونتفرق على عدد من المساجد لأن عددنا كبير ومن الصعب أن نتكدس فس مسجد واحد طبعا من سن سبع سنوات ومافوق هم من يذهبون لأداء الصلاة في المسجد ... في المسجد كنا نجلس في صف واحد بجانب الأم المرافقة وحسب شخصية الأم نتصرف فإن كانت قديمة وقوية فإننا نخاف منها ونجلس هادئين وإن كانت جديدة أو ضعيفة شخصية فإننا نفعل مايحلو لنا ونلعب ونسبب الفوضى والإزعاج بعد الصلاة أخرجت بعض السيدات حلويات ونقود من حقائبهن وبدأن بتوزيعها على الأطفال في المسجد وكعادتنا نحن أطفال الدار ذهبنا مسرعين إليها نتسابق على الحلوى والريالات الدار عودونا أن نأخذ ولا نعطي حتى أن أغلبنا أصبحت الأنانية صفة ملازمه له فمنذ صغرنا وهم يعطوننا وفاعلي الخير يأتون ليعطوننا والزوار يعطوننا والموظفات يعطوننا وفي المدرسة المدرسات والمدرسين يشفقون علينا ويعطوننا فاعتدنا على أن نأخذ ممن نعرف وممن لا نعرف بل لا مانع أن نطلب ولا نعرف القناعة أبدا وحين كبرت أدركت أن الدار هم السبب في ذلك فهم من عودونا على العطاء لم يعلمونا كيف نعطي لم نذهب يوما لزيارة المرضى في المستشفيات لنواسيهم ونشاركهم لم نتعود على المشاركة ... المهم بعد أن ركبنا الحافلة وبينما كنا بانتظار السائق جاءت سيدة ودخلت الباص وسلمت علينا ثم قالت أنتم عيال الدار ؟؟؟ طبعا الحافلة كان مكتوب عليها وزارة الشؤون الاجتماعية والعنوان بالتحديد فعرفت أننا أيتام وأخذت تسألنا واحد واحد كيف حالكم ؟؟؟ هاعساكم مرتاحين في الدار ؟؟؟ طيب وش تآكلون ووش تشربن عسى يعطونكم أكل زين ؟؟؟ لبسكم حلو دايما يلبسونكم وإلا بس عشانه عيد ؟؟؟ هنا طفح كيل الأم المرافقة فقالت لها ياخالة الله يهديك هذولا عايشين أحسن عيشة ويمكن أحسن مني ومنك والحكومة ماتقصر معهم أبد فقالت لها السيدة : الله يجزاهم ويجزاكم خير هذولا أيتام مساكين وإنتم مأجورين بعملكم عليهم وانصرفت بعد أن أعطت كل واحد منا مبلغ مالي بسيط .... لم تكن تلك أول ولا آخر مرة نتعرض لمثل هذه المواقف فكل من يعلم أننا من الدار يسألنا نفس الأسئلة ماذا نأكل وماذا نلبس وكيف نعيش وكأننا من كوكب آخر ؟؟؟؟؟ عدنا للدار وكانت الدار أيضا تحتفل بالعيد معنا فالبالونات والزين معلقة في كل مكان والبوفيه مفتوح والحلويات والعصائر متوفرة والاستريو يصدح بالأغاني وبدأ عيدنا بدأنا بالرقص واللعب والأكل والشرب وكالعادة جاء الزوار يعيدون علينا استقبلنا الكثير منهم سواء موظفي وموظفات الوزارة والإشراف أو حتى الزوار الآخرين وما إن انقضى ذلك اليوم حتى انتهى العيد معه وباقي أيام العيد كنا نقضيها في الرحلات والنزهات وأحيانا في الشاليهات والمخيمات والاستراحات كان العيد جميلا ومميزا أيام طفولتي بعكس العيد الحالي رغم أنه لم يتغير لكن لم أعد اشعر بتلك الفرحة التي كنت اشعر بها وأنا صغيرة ربما الأطفال فقط هم من يفرحون بالعيد .... " يتبع " .............. اقتباس: الله يزيدك خير ..وهذا من حقك طبعا لأنك مواطنة لكن سؤال اذا مافيه تطفل هل تعملين ؟ هل هم (دار الرعاية) حاليا يعطونك مصروف معين حاليا لا أعمل عرض علي العمل في قطاع الشؤون الاجتماعية لكني رفضت لا أريد أن أعمل في نفس البيئة التي تربيت فيها وإن قررت العمل يوما سأعمل خارج نطاق الشؤون الاجتماعية كي أرى جوانب أخرى من الحياة وأناس آخرين ... بالنسبة للمصروف فنعم لي مصروف شهري استلمه عن طريق الدار ولي أيضا حساب يودع فيه مبلغ شهري منذ أول يوم دخلت فيه الدار وحتى يومنا الحالي والمبلغ يودع بصفة آلية نهاية كل شهر وهذا حال كل أبناء الدار والآن أنا في عمر يسمح لي بالتصرف فيه بحسابي الخاص ... ........................................... "يتبع" كان والد هيفاء يأتي لزيارتها هي وشقيتها بصفة دائمة وفي كل مرة يأتي للدار كان يحضر لهم الألعاب والحلويات كنا نسترق النظر له وهو يحضنهم ويلعب معهم وفي كل مرة يأخذ موعد من الدار لزيارتهم ويعلمون بمجيئه كانوا يشعرون بالغرور يلبسون ويخرجون لاستقباله وهم في أبهى حلة بينما نكتفي نحن بمراقبتهم من بعيد كن أحسدهم كثيرا على والدهم كان يبدو عليه طيبا وحنونا في ذلك العمر كنت أتمنى أن يكون لي أب لم أعرف معنى أب في يوم من الأيام لكن ترسخت في ذهني صورة عن الأب وهي أنه يأخذ أبناءه للملاهي ويحضر لهم الألعاب يعطيهم أشياء تختلف عن التي معنا فحلوياتهم وألعابهم تختلف عما لدينا رغم أننا نملك الكثير إلا أننا كنا نحب مايملكه الآخرون ويذهب بهم لأماكن أخرى لم نذهب إليها لم أكن أيضا أعرف معنى جد ولا جدة مازال هناك موقف لا أحب أن أتذكره وهو أنني حينما كنت بالصف الثاني الإبتدائي كانت هناك معلمة جديدة ويبدو أنها لم تكن تعرف أني من الدار فكانت هناك أنشودة عن الأسرة والأسرة بالنسبة لي الأم والأبناء فقط فلم يكن لدينا لا أب ولا من يمثل دور الأب فأخذت تسألنا عن معنى الجد والجدة وكل واحدة تجيبها وعندما جاء الدور عندي لم أعرف بم أجيب قالت لي هل عندك جدة ؟؟؟ قلت لا بس ماما قالت : طيب من تكون الجدة ؟؟؟ قلت مدري قالت والجد ؟؟؟ فسكت قالت أم الأم وش نسميها ؟؟؟ أيضا لم أعرف تعجبت أكثر وأعتقد أنها شكت في قواي العقلية فقالت : وأخت الأب ماذا نسميها ؟؟؟ أيضا لم أعرف , قالت والخالة من تكون ؟؟؟ قلت ماما هنا ضحكن جميع الطالبات علي كن كلهن يتسابقن للإجابة عن الأسئلة وكنت أنا الوحيدة التي لاتعرف بعد الفسحة جاءت تلم المعلمة وهي من أروع المعلمات اللاتي عرفتهن وقالت لي تعالي حبيبتي وعطتني شوكولاته وعصير وأخذت تتحدث معي عن الدار فيبدو أنها شعرت بتأنيب الضمير على إحراجي ويبدو أنها عرفت من بقية المعلمات أنني من الدار ... حينما عدت للدار كان الموقف راسخا في ذهني كنت متفوقة ولا أحب أن أخفق في الإجابات أصبحت أشعر بالإهانة حتى الفتيات الكسولات سخرن مني وكعادتي حين أحتاج لأحد اتجه إلى أمي ذهبت إليها وأخبرتها بماحدث تعاطفت معي كثيرا أخذت تعلمني ماذا تعني الجدة والخالة والعمة والجد والأب عرفت كل الأقارب وحتى يومنا هذا لم أنسَ ماقالته لي أمي آنذاك ... لم أسألها عن جدي وجدتي وعمي وعمتي وخالي وخالتي لأني كنت أعرف أنهم غير موجودين فمنذ أن نشأت وأنا أعرف أنهم ميتون لكني سألتها إن كان لها كل هؤلاء أخبرتني أنهم كلهم موجودين باسثناء جدتها التي توفاها الله غبطتها كثيرا في نفسي قضيت كل يومي وأنا أفكر لو كان كل هؤلاء بجواري كيف ستكون حياتي ..... " يتبع " ....................................... اقتباس: ها طيب كويس بس ورا رفضتي الوظيفه؟ بالعكس دامتس وصلتي لسن اللي تكونين مسؤله فيه عن عمرتس انطلقي للحياة ليش للحين جالسه عندهم؟ في الدار يوفرون لنا كل شيء رعاية صحية ونفسية لاينقصنا شيء لكن فقط نفتقد لجو أسري ... بعض الموظفات يسيئن التعامل معنا ولكنهن ولله الحمد فئة قليلة وأي موظفة يكتشفون أنها اساءت التعامل يتم عقابها وأحيانا فصلها مباشرة يقال إنه قبل سنوات عديدة " لا أتذكر هذه الحادثة لكني سمعت عنها في الدار " المهم يقال إن إحدى حاضنات الرضع توفي في يدها طفل رضيع وحينتم التحقيق قالوا إنه مات وهو يرضع يعني مات قضاء وقدر وأثناء شربه الحليب شرق بالحليب فجأة وقعد يكح وجاه ضيق تنفس ومات قبل ماتنقذه لكن هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام فأدخلت الفلبينية السجن خوفا من أن تكون متعمدة ونالت عقابها كي لا تتجرأ الباقيات ويفعلن فعلها ومنذ ذلك اليوم أصبحن أكثر حرصا واهتماما بالرضع ... الفلبيينيات يحرصن على الدقة والنظام بحيث لكل شيء وقت فالأكل بساعات محددة وكميات محددة والنوم أيضا وكذلك اللعب يعني يريدون كل شيء نزامي ويتناسون أن النظام قاتل وممل فكنا نريد أن نتصرف بحرية أكثر وأيضا غير المسلمات منهن كن أحيانا يحملن قسوة وحقد فأتذكر أن أحد إخوتي اشتكى على إحدى الفلبينيات وقال لإحدى الموظفات : يا أبلة ترى ماما ريميلي تضربني وكانت هي موجودة وتغير وجهها وغضبت انتهت الحادثة والمراقبة لم توبخها ولم تقول لها أي شيء طبعا من كثر شكوانا صاروا مايصدقون وأحيانا يتغاضون ومايتخذون إجراء إلا إذا كان فيه آثار ضرب أو شهود المهم في منتصف الليل وبينما كنا نائمين جاءت تلك الفلبينية وسحبت أخي سعد إلى خارج الغرفة وهو نائم وقامت بخنقه وضربه والترفس في بطنه ولحسن الحظ أن الأم كانت مستيقظة في غرفة أخرى وسمعت صوت وحينما جاءت ووجدت الفلبينية تضربه بعنف حاولت إبعادها إلا أن الفلبينية لم تكترث لها وأبعدتها عنها وأخذت تخنق سعد صارخت الأم وجاءت أم ثانية وتم إنقاذ الطفل من يديها وفي اليوم التالي ذهبوا به للمستشفى ليجدوا نزيف داخلي في الحلق وآثار ضرب وجروح سطحية وتم فصل تلك الفلبينية وترحيلها طبعا هناك فلبينات غضبن لأجلها وحقدن عليه وعلينا وهناك من استنكرن فعلتها وحاولن تبرير تصرفها بأنها تعاني من ضغوط وأخرى تقول مريضة نفسيا ... وبعضهن حين تعطى لفت نظر أو تعهد من المديرة تغضب وتصب جام غضبها علينا فتدعو علينا وتضربنا خاصة إذا كنا السبب ففي مرة أثناء تفتيش المراقبات وجدوا أن إحدى الأمهات مقصرة من حيث ترتيب الأطفال وتنظيفهم فقاموا بإعطائها لفت نظر حينها جن جنونها وجاءت وهي تسب وتلعن فينا وتقول : أنا مخلية عيالي وقاعدة أربي وألبس وأأكل فيكم وكل هذا ومو عاجبهم قوموا غيروا ملابسكم وياويل اللي أشوفه منكم بعد اليوم مو مرتب نفسه ويايول اللي يلبس شي مو متناسق وإلا حلو وشنت حملة نظافة علينا وكانت طوال اليوم متوترة واي تصرق نتصرفه توبخنا عليه واي خطأ تعاقبنا وكأنها تنتظر منا أن نخطيء لتعاقبنا بشدة .... " يتبع " أبكي وأضحك والحالات واحدة ****أطوي عليها فؤادا شفه الألم فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة***فالقلب من زحمة الآلآم يبتسم في ذلك اليوم كنا نستعد للخروج لحضور حفلة تقيمها لنا إحدى الأسر المعروفة طبعا اعتدنا على تلقي الدعوات وحضور الحفلات التي بمناسبة أو حتى من غير مناسبة لم نكن نفكر لم يدعوننا ولم يحتفلون بنا فقط كنا نسعد ونفرح بتلك الدعوات في طفولتي كانوا حين يريدون معاقبة أحدنا عندما يخطيء يحرمونه من حضور أي حفلة نكون مدعوين لها وكان هذا العقاب عقاب نفسي مؤلم بالنسبة لنا أذكر أنني في مرة حرمت من حضور حفلة وبعد أن كنت مستعدة ومتهيأة لها حرمت من حضورها في آخر لحظة حين اشتكت الأم عند الأخصائية وأخبرتها أنني مزقت المجلات وطبعا المجلات كانت عبارة عن مجلات الشبل وماجد للأطفال كنت أحرص على أقتنائها في طفولتي ومتابعة أعدادها وفي يوم من الأيام تخاصمت مع إحدى أخواتي وجاءت الأم ووبختني كثيرا وقالت إنني مخطئة وأجبرتني أن أعتذر لها لم أكن أشعر بأني مخطئة فاتجهت للغرفة وأخرجت المجلات كي أقرأها لكني مازلت أشعر أني مظلومة وأني لم أخطيء ولا أستحق التوبيخ فأمسكت بالمجلات ومزقتها وكانت ثلاث مجلات جاءت الأم وضاعفت العقاب علي ضربتني ووبختني أكثر لكني هذه المرة لم أغضب رغم ضربها لي لأنني شعرت أنني فعلت شيئا يستحق العقاب والأهم أنني تسببت في غيظها وانتقمت لنفسي منها ... فخافت من المساءلة لأن تلك المجلات تعتبر عهدة لديها فهي ملك لمكتبة الدار وبعد الانتهاء منها تعاد للمكتبة فخافت من أنتخصم من مرتبها أوتتهم بالإهمال فبادرت بالشكوى علي لم تذكر لها السبب الذي دعاني لتمزيقها فقط قالت إنها دخلت لتجدني أمزق المجلات ولاتعرف السبب سألتني الأخصائية لم فعلتِ ذلك ؟؟؟ لم أعرف بم أجبها فالتزمت الصمت لتقول بصوت عالٍ عقاب لك لن تذهبي معنا وكررت جملتها المعهودة من يخطيء يعاقب بحرمانه من الرحلات والحفلات سامعين ياحلوين كي يأخذوا العظة والعبرة مني في ذلك اليوم شعرت بحزن فظيع كنت أراهم وهم يتأهبون للخروج والفرحة تعلوهم وأشعر بالحسرة على نفسي لكني كنت أكابر وأخبرهم أنني لا يهمني إن بقيت أو ذهبت وأخبرتهم أنني سأكون سعيدة وأن الفلبينية شيري وعدتني بأن تعطيني بيبسي وهو المشروب المفضل لدينا لأنه ممنوع وكل ممنوع مرغوب .... وبمجرد خروجهم وركوبهم الحافلة بكيت وبكيت كثيرا وكانت شيري تحاول أن تهدئني أخبرتني أنها ستريني فيلم كرتوني جديد أحضرته للتو ولم يره أحد وأنني سأكون أول واحدة تراه كي أحرقه عليهم فيما بعد عندما يشاهدوه ويعلموا أنني رأيته قبلهم وأيضا أحضرت لي البطاطس والبيبسي ولكني كنت أفكر طوال اليوم بهم وبحفلتهم وكيف سيقضون وقتهم فأنا أعلم أن تلك الحفلات تكون جميلة وأننا نحظى فيها بالرعاية والاهتمام وغالبا مايتم تصويرنا فيها ونتلقى الهدايا ونلعب ونفعل كل مايحلو لنا ... " يتبع " اقتباس: لدي سؤال حساس هل راح تسامحي امك اللي انجبتك وتخلت عنك بصراحة هل راح تسامحينها وشكرا لك لكي حرية الاجابة على السؤال وتركة واتمنى لك التوفيق وانا سعيدة جدا بطموحك لانك تملكين طموح رائع قد لا يملكة البعض اتمنى تحققي طموحك ونشوفك دكتورة تحياتي لك أمي !!! لم أعرف المعنى الحقيقي لتلك الكلمة فحين كنت صغيرة كنت سعيدة جدا لأن لي أمهات كثر وكنت في المدرسة أفخر أمام صديقاتي لأن عندي أمهات كثر بينما هن لا يملكن سوى أم واحدة ولكن عندما عرفت المعنى الحقيقي للأم أدركت أن كل أمهاتي لم يمثلن لي الأم التي كنت ومازلت افتقدها ولم أشعر يوما بوجودها الحقيقي أكره أمي لأنها تخلت عني ولأنها حرمتني من أن يكون لي أسرة بل حتى من حنانها وعطفها ... أكره أمي كلما رأيت اما تحضن ابنها وأكرهها أكثر كلما رأيت في المستشفى أما تحمل ابنها بين يديها وتسرع به للطبيب كي يعالجه خوفا عليه ويزيد كرهي لأمي حينما تقسو علي أي أم في الدار ... أكره أمي لأنها تسببت لي بالكثير من الألم النفسي والحرمان ... أكره أمي كلما سمعت صديقاتي في المدرسة يتحدثن عن أمهاتهن ويفخرن بهن وكرهت أمي اكثر في حفل تخرجي من الجامعة حين رأيت أمهات صديقاتي يفرحن بتخرجهن بينما لم يفرح أحد معي ... أكره أمي حين لا أجد من يشاركني مرضي ولا فرحي ولاحزني ولا يتفهم مشاعري ويزيد كرهي لها حين أرى أمهات يناضلن ويضحين من أجل أبنائهن ... أكره أمي لأني أخشى أن أكون يوما مثلها ... فكرهت أمي كثيرا حين صارحتني صديقتي في المرحلة الثانوية أن أمها لا تريدها أن ترافقني بعد أن علمت أني من بنات الدار ... أكرهها أكثر حين أرى البعض يشفق علي وحين تقسو الموظفات علينا وحين يسخرن مني زميلاتي .... وحين نعاقب بلا ذنب وحين نحرم من العطف والحنان وحين نفتقد لكل شيء ... أكره أمي ربما لأني مثلها بلاقلب فهي بلا قلب حين تخلت عني وأنا بلا قلب حين كرهتها ... لكن لا شيء يجعلني أحبها وكل شيء يجعلني أكرهها ... فللأسف نعم أنا أكره أمي وفي هذه اللحظة أكرهها أكثر من كل شيء .... |
2011- 2- 2 | #8 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
أشكركم على المتابعة جميعا
********************************* أن تكون مجهول الهوية في المجتمع السعودي فهذا يعني أنك لا قيمة لك أبدا هذا ماتعلمته من الحياة .... حينما كنت صغيرة كنت أرى الكثير من الموظفات يقومن بعملهن على أكمل وجه بعضهن كن ناصحات من حيث التوجيه والتربية السليمة وبعضهن فقط يأتين ليعملن ويقبضن رواتب لايهمهن سوى عمل الطلوب منهن كانوا يقولون عنا أننا أبناء الدولة فكنا نعتقد أننا فعلا أبناء الدولة مما جعلنا نعتد بأنفسنا كثيرا أتذكر في المدرسة قامت أختي هناء بافتعال مشكلة مع إحدى الطالبات تطورت لاشتباك بالأيدي وطبعا كانت هناء تصرخ بالتفاة وتقول لها : هيه إنتي ماتعرفين من أنا ؟؟؟ قالت لها البنت : إلا إنتي هناء ؟؟ قالت هناء : لا أنا بنت الدولة والله بكرة لأعلم عليك ماما سارة وتشوفين طبعا ماما سارة هي الأم الحنون الأميرة سارة آل سعود الله أطال عمرها مديرة الإشراف على الدور الاجتماعية سابقا فكانت ومازالت الأم المعطاء .... أيضا أتذكر أن أحدالمعلمين اتصل على الدار يشكو من أحد إخوتي ويقول : ترى ولدكم أزعجنا كل ماقلنا له شي قال والله لأعلم عليكم ماما سارة ... كنا نخوف الكل بماما سارة لأن أي شكوى نوصلها لها تقف هي عليها شخصيا ولا تجعلها تمر مرور الكرام وهي التي تعمل فعلا لأجلنا من قلب تأخذنا معها زيارات لمنزلها لم نطلب منها شيئا إلا وتعطينا إياه لم تقصر معنا أبدا فجزاها الله كل خير .... في طفولتنا كنا نشعر أننا أفضل الناس ففي الدار أخبرونا أننا أبناء الدولة وماما سارة لم تقصر معنا يوما حين نشتكي من أي معلم أو معلمة تهرع الأخصائية للدار قائلة : ترى هذولا عيال الدولة انتبهوا لهم الله يجزاكم خير وأيتام ساعدوهم ونجحوهم والأميرة سارة وراهم تسأل عنهم وتهتم فيهم ... فترسخ في ذهننا أننا نحظى بمعاملة خاصة لأننا أبناء الدولة والكل يعمل لخدمتنا ... كانت هناك إحدى أخواتي الكبيرات في إحى المرات اختلفت مع إحدى الموظفات وبعد أن اشتد النزاع قالت أختي للموظفة : ترى إنتي جاية تشتغلين عندنا براتب مو بلاش عشان تنافخين علينا ... فردت عليها قائلة : لا يكون تدفعين لي راتبي بعد ترى راتبي من الحكومة مو منك ... قالت أختي : لا بس الحكومة جابتك تشتغلين عندنا وعطتك راتب يعني حالك حال الفلبينيات العاملات ومنتي أحسن منهم ... قالت لها الموظفة : لا حبيبتي أنا أحسن منهم ومنك يابنت الشوارع الظاهر إنك نسيتي نفسك وقمتي تردين علي أنا ع الأقل بنت أصل وفصل وماني بنت شوارع مثلك .... هنا كبرت السالفة ووصل الموضوع للوزارة وتم فصل الموظفة من عملها بسبب الكلمة التي تلفظت بها بعد أن تقدمت أختي بشكوى للإدارة والإشراف والوزارة .... فهذا أيضا كان يشعرنا بأن لنا قيمة وأننا نستطيع فصل الموظفات وكم من موظفة فصلناها أو حتى هددنا بفصلها ... كنت أسمعهم وهم يقولون على إيش عيال الدار شايفين أنفسهم هذا وهم كذا شايفين أنفسهم الله يعز الحكومة اللي حاطة لهم قيمة .... وعندما كبرت عرفت معنى مايقولون فعلا لم يكن لنا قيمة سوى عند الحكومة والوزارة باقي الناس ليس لنا أي قيمة عندهم .... حين عرفت حقيقة أنفسنا ضحكت كثيرا على الفكرة التي كانت تترسخ في ذهني أيام طفولتي كانت حقيقة نفسي على النقيض تماما عما كنت أتخيل .... اقتباس: ههههه يعني انتوا كنتوا مثل القوات الأنكشارية ... عيال الحكومة الله يسعدكم للمعلومية فكرتك هذه كانت موجودة في ايام الدولة العثانية ..على ماظن ايام السلطان سليم الأول كان هناك القوات الانكشارية وكانت الدولة تعتبرهم عيال السلطان وكانوا يعتزون بذلك وكان عندهم ولاء شديد للدولة العثمانية ههههه هم اللي غرسوا فكرة إننا عيال الدولة فينا وهم كان يحسسوننا بكذا والدولة لاتعفو عمن يخطيء في حق أحدنا فأتذكر قبل عدة سنوات توفي أحد أبناء الدار في حادث سير وطبعا تم عمل تحقيق واسع بين الموظفين المرافقين للأب والسائق رغم أن الابن كان في الرابعة عشر من عمره وتوفي بعد أن اصدمت به سيارة وتوفي قضاء وقدر لكن تم سجن بعض المراقبين بتهمة الإهمال وفصل بعضهم الآخر ... أيضا أتذكر أنه تم فصل ممرضة من الدار بسبب إهمالها في معالجة طفل مما تسبب له في التشنج وبعد مدة فصلت ممرضة أخرى لأنها نست أن تعطي أحد الأطفال إبرة الأنسولين مما أصابه بغيبوبة سكر .... وأيضا أي أم تثبت إساءتها في تعاملها معنا يتم فصلها مباشرة من العمل .... وفي المدرسة أي معلمة نشتكي منها في ثاني يوم تلقى الشكوى واصلة لها ... كل تلك التصرفات كانت تجعلنا نشعر بأهميتنا لديهم ... .................... أصبحنا حين نعرف أننا مدعوون لحضور مناسبة نلتزم الهدوء ونحاول قدر الإمكان أن لانخطيء كي لانعاقب ونحرم من الرحلات فالحرمان من الرحلات كان من أشد العقاب النفسي الذي نشعر به ... في طفولتي كنت أعشق تلك الحفلات والمناسبات التي يقميها لنا الآخرون فبعض العائلات المعروفة يقومون بدعوتنا لمزارعهم واستراحاتهم وحتى قصورهم ويقيمون لنا احتفالات يريدون بذلك الأجر لوكن عندنا كبرت أصبحت أتحاشى تلك الاحتفالات كثيرا لأنني أصبحت أشعر أن تلك الأسر التي تقيم لنا المناسبات لا تبحث عن الأجر بقدر ماتبحث عن الشهرة والسمعة فعائلة معروفة قامت بدعوتنا لمزرعتهم ذهبنا إليها وجدنا أن تلك العائلة دعت الكثير من وجهاء المجتمع وأقامت الموائد والمشروبات وبالغت في الإسراف وكنت أشعر أنه من باب التفاخر أمام المدعوين وليس لأجلنا أو لأجل الخير فالخير له وجوه كثيرة كان بالإمكان كفالة يتيم بالسر من إحدى الدور الخيرية وكان بالإمكان التبرع على المستحقين بتلك الأموال ... فحاليا لا أذهب إلى من أشعر أنهم منافقين يراؤون بمايفعلون فأنا أصبحت في سن أميز فيه بين من يفعل الخير لأجل الخير ومن يفعل الخير لأجل الغير ... المهم أننا ذهبنا ذلك اليوم لمزرعة عائلة معروفة كانت مزرعة جميلة وكبيرة بها كل شيء حوش سمك كبير بحجم غرفة وبحيرة للبط وأيضا كان يوجد بها دواجن وأرانب وحيوانات عديدة وكذلك أنواع متعددة من الأشجار والفواكه والنخيل مزرعة كانت بمساحة حي من أحياء مدينة الرياض فيها بيوت شعر ومسابح ومنزل جميل وطبعا كالعادة كان هناك ضيوف كي يرون كرم تلك العائلة وحبها للخير حين تدعو أبناء الدار وتستقبلهم بمزرعتها الخاصة ... وحين وصولنا جمعتنا الأم وكالعادة انهالت علينا بنفس الوصايا التي توصينا إياها في كل مناسبة والتي نحفظها عن ظهر قلب لكننا للأسف لا نطبقها ... أوصتنا أن لانسبب الفوضى وأن نجلس بأدب وأن لانطلب منهم أن يعطونا بل ننتظرهم هم يبادرون بالعطاء وأن نشكرهم حين يقدمون لنا أي شيء وأن لانقوم بالهجوم المعتاد على المائدة وكأننا نعيش في مجاعة ... للاسف لم نتقيد بماطلبته منا لا أعرف لم كنا نرى كل شيء لدى الآخرين جميلا ومختلفا حتى لو كنا نملك مثله في الدار هناك طباخات يطهون لنا الطعام وحينما نخرج ونرى نفس الطعام في مكان آخر نشعر أنه مختلف وألذ وكأننا لأول مرة نتذوقه وكان ذلك التصرف يزعج أمهاتنا وفي كل مرة نوبخ بسببه لعبنا كثيرا ذلك اليوم وفعلنا كل مايحلو لنا لأننا نلعم ان الأم لن تستطيع ضربنا وتوبيخنا أمام الضيوف لكن ما إن عدنا إلى الدار إلا وبدأ مسلسل التوبيخ لم ولم ولم ؟؟؟ فصرخت الأم علينا كثيرا ذلك اليوم وقالت : أنا وش قايلة لكم ؟؟؟ ماقلت ما أبغى إزعاج ماتفهمون إنتم ؟؟؟ وإلالازم تفشلونا بأي مكان تروحون له ؟؟؟ ويوم شفتوا الأكل كأنكم مجاعة ومحرومين مع إنكم تآكلون أكثر من غيركم وكل شيء عندكم بس مايملى عينكم شي ؟؟؟ تعودتوا على قلة الأدب والشفاحة كأنكم ماعمركم شفتوا خير ؟؟؟ عيالنا اللي ماشافوا اللي شفتوه إذا رحنا بهم مكان قعدوا متأدبين لحد مانرجع وإنتم ماتعرفون الأدب ؟؟؟ الله يآخذ أمهاتكم اللي جابوكم وإحنا ابتلشنا بكم .... اليوم معاقبين مافيه حديقة ولا فيديو ولا شي انطقوا كذا عشان تعرفون تتأدبون مرة ثانية وفيه ناس بيكون عقابهم أكثر وهم اللي استهبلوا فلان وفلانة وفلان .....الخ طبعا لايهمنا كل ماتقوله فالأهم أننا فعلنا مايحلو لنا .... __________________ اقتباس: جزاك الله خيرا .. وفيت يا الغاليه ما سألت إلا أريدك توضحين النقطه هذا للجميع أن بنات الدار .. مثلهم مثل غيرهم بل ربما هم أشد .. من ناحية التربية والرقابة مع إن الدار تشدد رقابتها علينا إلا إن الناس يتوقعون إن أبناء وبنات الدار منحرفين صادفنا ذلك كثيرا بعض الأمهات كانوا يمعنون بناتهم من إنهم يكونون صديقاتنا في المدرسة وأغلب الناس نظرتهم سلبية للدور وأبناء الدور .... رغم أن هناك من بنات الدور من يلتحقن بدور لتحفيظ القرآن ويحفظن القرآن أو أجزاء كثيرة منه وهناك من تفوقن دراسيا وهناك من هن على خلق وأدب واحترام ولكن تبقى النظرة السلبية لدى الكثير من أفراد المجتمع حيال هذه الفئة .... _____________________ منذ طفولتي كنت أذهب كثيرا لمستشفى الشميسي بالرياض طبعا هذا المستشفى أعتقد أن أغلب إن لم يكن جميع شهادات ميلاد أبناء وبنات الدار استخرجت منه فأي طفل في الدار لا بد قبل أن يحضر للدار أن يتم عمل فحوصات له في مستشفى الشميسي واستخراج شهادة ميلاده من هناك ففي طفولتي كنت أ‘حب ذلك المستشفى الكبير الذي لايخلو من الزحمة كنت أذهب إليه حين يكون عندي موعد وأحيانا أتوسل لأمي حين تذهب مع أحد إخوتي وأطلب منها أن تصطحبني معها وغالبا ماتوافق كنت أعشق ذلك المستشفى رغم قدم مبناه وتهالكه ورغم زحمته إلا أنني أحبه فكثيرا مالعبت بين جوانبه وكثيرا ماركضت ودخلت غرفه وكنت كل مرة أذهب إليه أسلم على الممرضات الفلبينيات وعلى بعض الأخريات من الجنسية المصرية كن يعرفنني من تعدد زياراتي لهن وربما من ملفي عندهم ... حينما كبرت وعلمت أنني في يوم من الأيام كنت ملقاة أمام بوابة ذلك المستشفى أدركت سر تعلقي به فهو بيتي الأول قبل الدار ومنه كانت بداياتي وكانت بداية قصتي مازلت أتساءل عن مصداقية معلومة قرأتها مرة وهي أن الطفل حين يكون في بطن أمه يرى دورة حياته كاملة وهذا تفسير أنه يعشق بعض الأشياء التي ترتبط به أو يشعر مسبقا أنه سيتعرض لموقف ومن ثم فعلا يحدث ذلك الموقف أو حتى حين يألف بعض الأشكال ويشعر أنه رآهم وعرفهم مسبقا وهذا مايسميه البعض بالحاسة السادسة ... للأسف أنه لانستطيع أن نثبت مصداقية تلك النظرية أو المعلومة لكنني أحيانا أشعر بمصداقيتها .... فكنت أشعر بألفة لمستشفى الشميسي دون أن أعرف السبب وحين عرفت أنهم وجدوني هناك أدركت سر تعلقي به ... تغيرت نظرتي له كثيرا ففي كل مرة أذهب إليه أتساءل إن كانت أمي ولدتني فيه وحين خرجت ألقت بي أمامه وذهبت لتبدأ من جديد بعيدا عنه وعني وعن كل مايذكرها بماضيها ... أم أنها جاءت بي من أحد الأحياء المتهالكة والقديمة التي تحيط بالمستشفى والقريبة منه وألقت بي أمامه ثم ذهبت وتوارت بعيدا وتركتني أبدأ حياة جديدة بعيدا عنها وأفتقد فيها لكل شيء .... أم أنها ربما لم تأتِ ربما كلفت أحدا غيرها بوضعي هنا ولم تكلف نفسها بإحضاري ... مرات كثيرة فكرت فيها بأن أذهب لمدير المستشفى وأسأله عن الأمهات اللاتي أنجبن إناثا في ذلك اليوم " يوم مولدي " ولكني تراجعت بعد أن شعرت أن ميلادي غير مؤكد فمن الممكن أن يكون قبل المسجل في أوراقي الرسمية بيوم أو يومين أو ربما لم تلدني أمي في نفس المستشفى ... في الدار سألتهم كثيرا عن الم التي استلمتني من المستشفى وحملتني بين يديها وأحضرتني للدار كنت أريد أن أعرف منها أي شيء وأسألها إن كانت سمعت عني أي معلومة توقع مثلا من الممرضات أو أن أحدا رأى من وضعني أو اي معلومة كان لدي شغف بمعرفة كل تفاصيل مولدي .... بينما الآن لم يعد يهمني أن أعرف تلاشى ذلك الشغف والاهتمام لم أعد أسألهم عن أي شيء ولا أبحث عن أي شيء ... _____________________________ اقتباس: إن كنت تسردين قصتك كي تهوني مصاب الاخرين ، فمعك حق لكن لا انسى كلمة ابي الله يرحمه :فانت حالك افضل من كثير و ابشع من ناس ! يعني لا تحسبي نفسك اتعس وحدة على وجه الارض ، ان تكوني لقيطة خير من ان تكوني وسط عائلة تدفعك للدعارة كي تصرفي عليهم و هناك حالات كثيرة و اخطر من هذه ايضا ! الحمد لله انك تعيشين حياة كريمة و علاقتك بربك جيدة كما ارى و لا تهمك نظرة المجتمع بل اهتمي بثقافتك و تكوين نفسك و دينك ! و إذا جاءك من ترضين دينه و خلقه تزوجيه و بلاش فكرة الشفقة او ما لي اهل كلها مفاهيم خاطئة... افتخري بنفسك انك عشت بدون اسرة و وصلت مرتبة لم يصلها من تربى مع اسرته !!! انظري لحياتك بتفاؤل و ايجابية و يكفيك ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام لم يعش مع اهله ، عاش يتيم و وحيد . بالنسبة لافتراضاتك، هناك افتراض لم تذكريه : يمكن امك و ابوك متزوجين و احد حب ينتقم منهم عن طريقك ! الغايب حجته معاه و انت لا يمكنك الجزم اانت لقيطة ام لا ، ولدت من نكاح او سفاح ! إذا كان هناك مجال لتبحثي عن امك ، فلا تترددي لا تحقري نفسك و كما قلت لك اعتزي بنفسك و ثقافتك و يكفيك انك مسلمة سامحيني على التطويل و العتاب إختك في الله إن كل اللي في الدار مايجيبوهم الدار إلا بعد أن يتأكدوا إنه مافيه أحد سأل عنهم فلنفترض أن هناك أحد انتقم من والدي عن طريقي ألم يفكرا ذلكما الوالدان في البحث عني وتقديم بلاغ للشرطة لأننا لا نودع قي الدار إلا بعد توثيقنا في مراكز الشرطة وتسجيل المكان والزمان والتقاط صور لنا مما يسهل إيجادنا في حالة البحث عنا .... حاليا لم تعد لدي الرغبة لا في البحث عنهما ولا حتى بمعرفتهما ... ربما حالي أفضل من غيري ولكن كل إنسان يرى مصابه عظيم ويبحث عن الأفضل ولا أعتقد أن هناك من يعيش في حرمان أسري وعاطفي ويدعي أنه سعيد ومسرور وأنا حين سردت لكم قصتي ليس لأني ساخطة ولا ناقمة ولكن أردت العتبير فقط عن مشاعري عن حياتي عن الأشياء التي افتقدتها ومازلت أفتقدها ... أنا عشت في الدار وخارج الدار وأعرف أن هناك من حرموا من الجو الأسري وهناك من حرموا من المال وهناك من حرموا من الصحة وهناك من حرموا من أشياء كثيرة ... ففي المدرسة والجامعة رأيت أناس بؤساء رأيت أناس حرموا من الحياة الكريمة يبحثون عما يسد رمقهم فقط بينما في الدار نتناول خمس وجبات يويما مابين خفيفة ورئيسية بإشراف أخصائية تغذية وطباخات يعددن أصناف متنوعة من الطعام تحتوي على جميع العناصر الغذائية ... رأيت بنات في المدارس كانوا يرتدون ملابس قديمة وحقائب ممزقة وحتى في البرد لايجدون مايقيهم برد الشتاء بينما في الدار نملك ملابس بل وفائضة لدينا من جميع الماركات ... رأيت أناس في الحياة يتفتقدون للمال والأساسيات بينما نملك نحن حتى الكماليات ... وأنا أحمد الله كثيرا على هذه النعم التي أنعم بها علي هم حاولوا أن يعوضونا لكن مهما حاولوا لا أحد يستطيع أن يعوضنا عن حنان الأم وعطف الأب الذي افتقدناه .... لست معترضة ولا ساخطة ولكني واقعية جدا ... ولا أعتقد أن هناك من يتمنى أن يحصل على الرفاهية وفي المقابل يخسر كل شيء أسرته ووالديه وحتى نفسه ليعيش بقية حياته مجهول النسب .... ______________ عندما كنت صغيرة كنت أغبط الأطفال الذين لهم أمهات يزورونهم في المؤسسة وهي المكان المقابل لدار الأحداث لدى الشباب حيث تقضي فيها الأمهات عقوبتهن وكان هنالك بعض إخوتي الذين لهم أمهات في المؤسسة يذهبون لزيارتهم كل يوم أربعاء يعني يوما كل أسبوع فكنت أغبطهم كثيرا حين أراهم يستعدون لزيارة أمهاتهم وحين يعودون من الزيارة أذهب إليهم لأسألهم ماذا فعلوا وماذا رأوا كان يمتلكني الفضول وأود معرفة الكثير عن تلك الدار التي لم أدخلها يوما كنت أسمع عنها فقط وكان أمنيتي في الطفولة لو أن كنت أزورها كما يزورها بعض إخوتي ... حينما كبرت أصبحت أشفق على أولئك الأطفال الذين يزورن المؤسسة في كل أسبوع لأنهم منذ طفولتهم ارتادوا أماكن السجينات والنزيلات اللاتي يقضين عقوبتهن فيها فطفل عمره سنة وآخر عمره خمس سنوات وأخرى ثلاث سنوات وغيرهم الكثير يذهبون لزيارة أمهاتهم في مكان ملوا زيارته ليقضوا بعض الوقت ثم يعودوا للدار مجددا ... في طفولتي كنت أغبط رؤى حين أراها تستعد لزيارة والدتها النزيلة في المؤسسة كنت أسألها عن شكل المكان وعن شكل أمها هل هي مثل أمهات الدار ؟؟ وهل دارهم مثل دارنا ؟؟؟ كانت رؤى تكره الذهاب للمؤسسة ربما ملت من كثرة ذهابها إليها بينما كنت أنا أتمنى لو أن أكون محلها أو أذهب يوما بدلا عنها ... لم تكن تشبع فضولي بإجابتها المقتضبة فكل شيء نعم ولا .... مرت أيام لتخرج والدة رؤى من المؤسسة ولتأتي للدار تصطحبها معها وأخيرا رأيت تلك الأم التي كانت رؤى لاتتحدث عنها كثيرا لا تذكرها بشيء لا خير ولا شر ... ذهبت رؤى وسط موعنا ونحن نوعها لم تكن أولى ولا آخر من نودع ... لقد تألمنا كثيرا من الوداع بل لقد تولدت لدي عقدة من الوداع فكم من أخ وأخت ودعناهم وكم من أخ وأخت لم نعد نرهم للأبد ... بل حتى كم من أم " حاضنة " ودعناها وفي كل مرة نودع فيها أحد سواء من الإخوة او الأمهات نتألم أكثر لقد كان قدرنا أن نودع كل من نحب وأن نفارق كل من نحب ... رغم كثرة من فارقناهم إلا إننا لم نعتد على الفراق بل في كل مرة نشعر بازدياد مرارته ... |
2011- 2- 2 | #9 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
أكمل لكم القصه
حين كنا صغار كانوا أغلب الأمهات من الجنسية المصرية والفلبينية خاصة لمن هم دون سن الخامسة وطبعا يوجد سعوديات وجنسيات أخرى لكن أغلب الحاضنات المتواجدات معنا من الجنسية المصرية والآن أصبح الأغلب هن السعوديات إن لم يكن الجميع باستثناء عدد قليل من الجنسيات العربية والفلبينيات طبعا لايستطيعون الاستغناء عنهم بحكم أنهن المربيات للمواليد حيث يرافقنهم طوال الوقت ... حينما نكبر كل واحد منا ينسبونه لأمه الفلبينية فأنا كنت ابنتة جوسي وهناء ابنة ريتا وأمل ابنة ريميلين وحنين ابنة إيميلي وخالد وعاصم أبناء شيري وهكذا حتى إن بعضهن يتعمدن حين ينادوننا بتعال ياولد شيري وتعالي يابنت ريتا لكن ذلك كان مصدر فخر لنا فأنا كنت أحب أمي جوسي كثيرا وعلمت فيما بع أنها هي من ربتني منذ ان كنت وليدة حتى عمر الخامسة ثم انتقلت لأم مصرية ومن بعد عمر الخامسة يبدأ تشتتنا حيث ننتقل من أم لأم ونفتقد للاستقرار ونتشتت بين تعدد الأمهات ... المهم أنني كنت أحب أمي جوسي كثيرا حتى بعد انتقلت لأم أخرى لم أنسها كانت باستمرار تأتيني وتحضر لي الحلويات وعندما تذهب للفلبين وتعود تحضر لي الهدايا استمرت علاقتي بها حتى بعد أن كبرت إلى ان غادرت المملكة خروج نهائي قبل عدة أعوام لقد شعرت أني حقا افتقدتها وتركت فراغ عاطفي كبير لقد عملت مايقارب العشرين سنة أحببتها وأنا صغيرة وأحببتها أكثر وأنا كبيرة كانت تخبرني أنها جاءت للدار وكنت أنا من أول الأبناء الذين قامت بتربيتهم فمجيئها تزامن مع حضوري تقول لم أكن أما آنذاك إلا أنني أحسست بالأمومة تجاهكم أنتي وبقية أخوتك كنت بمثابة الأم البكر التي تتعلم كيف تهتم بأبنائها ولم يسبق لها التجربة وكانت تحكي لي الكثير من المواقف والتجارب ... كنت ومازلت أحبها فكانت حنونة معنا كنت أعرف متى تكون حزينة ومتى تكون سعيدة ومتى تشعر بالألم ومتى تشعر بالفرح أشعر بها كما تشعر هي بي ... كنت أعرف كيف أتفاهم معها أعرف كلامها وتفهم هي كل ما أقول حفظت منها كلمات وجمل فلبينية عشقت الأدوبوه وهي عبارة عن دجاج بالصويا يطبخ بطريقة معينة وأيضا عشقت الكاري كاري والسي يوان سوان هي طبخات وأكلات فلبينية فمنها تعلمت الكثير من اللغة الفلبينيةوالعادات الفلبينية كنت أحتفل معها كل سنة بعيد ميلادها وفي عيد ميلادها الخامس والأربعون تفاجأت بقرار رحيلها رحلت لتربي أبنائها الحقيقين جاءت هنا وهي فتاة لم تتزوج تزوجت وأنجبت وهي مازالت تربي أبناء ليسوا بأبنائها قالت لي الآن جاء دور أبنائي لأربيهم قلت لها ونحن ألسنا أبناءك ؟؟؟ قالت بلى ولكن أنتم الآن كبرتم وأبنائي مازالو بحاجة لي غادرت وودعناها وداع مليء بالدموع والحزن والأسى مرات سنوات على رحيلها وأنا مازلت أفتقدها كثيرا ... " يتبع " اقتباس: اريد ان اسالك عن بعض اللاخوات المقيمات بالدار كيف وضعهم وماهو مدى استقبالهم للوضع وكيف نفسياتهم هل البعض يعاني من اكتئاب هل البعض حاول الانتحار اخبرينا عنهم لاننا نعلم ان اختلاف الايمان يتفاوت من شخص لي اخر ايضا اخبرينا عن ذالك اليوم الذي اخبرتك بة الاخصائية بوضعك وكيف وجودوكي وماكان ردة فعلك ارجو ان لا تهملي استفساري لاني احبك بالله وادعو لك كثير لا لا أعرف أي واحدة حاولت الانتحار لمعرفتها بحقيقتها ... ردات الفعل متباينة ومختلفة طبعا البكاء هو ردة الفعل المشتركة بين الجميع هناك أخصائيات اجتماعيات ونفسيات يحاولن مساعدتنا حتى نتجاوز تلك تلك المرحلة بسلام ربما البعض احتاج لعلاج نفسي أو مهدئات لكن لم تسجل أي حالة انتحار أو محاولة انتحار ... كنا نسمع عن حقيقتنا ممن يكبروننا سنا لكن كنا مابين مصدق ومكذب وبعد المصارحة نعرف الحقيقة المرة ... عن نفسي سأعود لأسرد لكم تفاصيل ذلك اليوم ولكن بعد أن أنهي الحديث عن مرحلة طفولتي .... ......................... كانت أمي جوسي فقط أمي في مرحلة طفولتي المبكرة حينما كنت وليدة لكن كانت موجودة في الدار تعمل وبعد ذلك انتقلت معنا لنفس الدار الأخرى وكنت أراها كثيرا بصفة دائمة حتى غادرت خروج نهائي يعني لم تنقطع علاقتي بها إلا بعد أن غادرت للفلبين ... انتقلت لأمي الثانية حين كان عمري تقريبا خمس سنوات وطبعا كانوا الأمهات يعملون بفترات متعاقبة فواحدة تأتي الصباح وأخرى المساء وهكذا يعني كان لي عدة أمهات لكن الأم الدائمة التي معنا بصفة دائمة كانت من الجنسية المصرية وكنا نتأثر بكل أم تتولى حضانتنا فكنا نحفظ معها الأغاني المصرية ونجيد الرقص الشرقي بل نردد كلمات كثيرة باللهجة المصرية أذكر أنني في المرحلة التمهيدية أو الصف الأول الإبتدائي كنت أردد بعض الكلمات باللهجة المصرية في كلامي فحين أريد شيئا أقول عاوزة , وحين أريد أن أعبر عن حدوث مصيبة أو كارثة أقول يامصيبتي ويالهوي وغيرها من الكلمات حتى إن زميلاتي كن يسألنني إن كنت مصرية فأجيبهم بلا أنا سعودية فيقولن لي : طيب ليش تتكلمين مصري ؟؟؟ لم يكن كلامي مصري بل كان سعودي مكسر ومزيج من اللهجتين السعودية والمصرية مثل بعض المتجنسين حاليا .... كثيرات هن الأمهات اللاتي تولين رعايتي منذ طفولتي إلى أن كبرت وصرت إلى ما أنا عليه اليوم بعضهن كن متسامحات وأخريات نظاميات وأخريات طيبات وأخريات قاسيات مررت بكل أنواع الأمهات كنت أناديهن بماما كثيرات هن اللاتي كنت اناديهن بهذي الكلمة ... وبعد أن وصلت إلى عمر الثامنة عشر تقريبا توقفت عن لفظ هذه الكلمة ولم أعد أنادي بها أحد لأن أمهاتي اللاتي كنت أناديهن بهذه الكلمة لم يعدن موجودات فهناك من رحلت وهناك من استقالت وهناك من فصلت وهناك من تقاعدت وهناك من انتقلت لمكان آخر ... وكل الأمهات الجدد اللاتي حضرن للدار لم أعد أناديهن بماما لأنهن جئن وأنا كبيرة وأدرك انهن لسن أمهاتي ولا يستطعن أن يكون أمهاتي أصبحت يتيمة من جديد حين تخليت عن هذه الكلمة فأغلب الأمهات الجدد في أعمار صغيرة أخجل من أن أناديهن بماما وكبرت وأنا مازلت أفتقد هذه الكلمة وحرمت حتى من نطقها وافتقدتها كما افتقدت أشياء كثيرة غيرها ... حين كنت صغيرة كنت أسمي أي حاضنة أمي وكنت أنادي جميع الحاضنات بماما وكذلك الحال بالنسبة لنا جميعا وحين كبرت أصبحن الأمهات صديقات وزميلات وأخوات لأنهن في أعمار مقاربة لعمري ولربما بعضهن يصغرنني عمرا .... مرت الآن عشر سنوات وأنا لم أنطق تلك الكلمة كنت أنظقها وأنا يتيمة في طفولتي ومراهقتي وحين افتقدتها شعرت أني حقا أصبحت يتيمة من جديد ... اقتباس: متابعه .. لكن فقط لم يعجبني أنك كنت تحتفلين بالعيد الميلاد .. لانه لا يجوز وحرام ... فقط هذا تعليقي على كلامك السابق الأم الفلبينية كانت مسيحية لم تكن مسلمة .... وكانت وهي كل الفلبينيات وأعتقد حتى المسلمات منهم يحتفلون بأعياد ميلادهم كنت أشاركهم وجدانيا فحفلاتهم أحيانا يقيمونها في السكن الخاص بهم وأحيانا معنا في الدار ... هذا غير إننا كنا نمر بمراحل متشتتة قد لانميز فيها بين الحلال والحرام والصح والخطأ كل أم لها ديدن معين ونحن نقلد فقط منهن دون أن نميز ... اقتباس: قرئت كل الموضوع 20 صفحة اغبطك على اسلوبك الرائع وطبعا احس بالاسى وبنفس الوقت شعور اخر بالسعادة لما حصلتي عليه من مميزات مهما كانت ظروفك لا اجد ما اعلق عليه واحيانا خير من التعليق الصمت لاحييك واشجعك لتستمري بما تكتبينه انت نقلت صورة قليل منا يعرفها عن الدار وبنات الدار عندي سؤال عرفت ان بعض المشاغل المعروفة بالرياض تستعين ببنات الدار اما كتجميل او ادارة هل هذا صحيح وهل تسمح لكم الدار بالعمل بقطاعات اخرى غير حكومية لكن بالاستقرار فيها للعمل مر علي بعض الزملاء من جنسيات سعودية لكن اسمائهم مثل ذكرتي وبعضهم بمراكز مرموقة بحكم الدراسة والترقية هل يتزوجون من عوائل معروفة وهل يقبل بوضعهم الزواج من جنسيات غير سعودية (اعني اولاد الدار ) وبالنسبة لكم كبنات هل يوافق على الزواج لكم من جنسيات غير سعودية ولللزواج هل ترغم الفتاة على الزواج وهل تعطى فرصة للتعرف على خطيبها ولو حدث وتطلقت هل تعود للدار أشكرك على تواجدك العذب لا أعرف فتيات من الدار يعملن في المشاغل ولا أعتقد أنه مسموح وأظنه ممنوع خاصة أن الدار كل شيء تمعنه ولها قوانين معينة تسير عليها ... طبعا تسمح لنا بالعمل في قطاعات أخرى لكن على الغالب يفضلون الفطاعات الحكومية كثيرون من ابناء الدار وبنات الدار وفرت لهم الدولة أعمال في قطاعات حكومية حسب شهاداتهم ... إذا كنتِ تقصدين أنها تسمح لنا بإنشاء مشاريع خاصة بنا فلا أدري لكن هناك عمر يسمح فيه بالتصرف بأموالنا رغم أن أكثر اللي أعرفهم سواء من بنات أو أبناء الدار يصرفون أموالهم وينفقونها دون الاستفادة منها ... بالنسبة للزواج فهناك زواجات تقام بصفة دائمة بين أبناء وبنات الدار يمنع زواج بنات الدار بغير السعوديين وأحيانا يجون ناس من خارج الدار ويخطبون من بنات الدار لكن نادرا ولأسباب معينة وغالبا لا تنجح تلك الزواجات ... بالنسبة للمطلقات ففعلا هناك عدد من المطلقات من بنات الدار واللي تتطلق لا يسمح لها بالعودة إلى نفس الدار اللي كانت فيها سابقا ويودونها دار ثانية أذكر إنه وحدة ودوها دار المسنات ووحدة دار الفتيات وهكذا لكن لا تعود إلى دارها السابقة غير إن اللي تتطلق مايعاملونها زي يوم كانت بنت وتصير أبأس من قبل .....الخ بالنسبة للزواج من أسر معروفة ففيه فعلا لكن مو من اللي في الدار يعني تكون فيه أسرة بديلة تبنت واحد من أبناء الدار ولما كبر يتزوج عن طريق أسرته اللي تبنته وأقاربهم ونفس الشيء للبنات اللي في أسر بديلة ... لا يرغمون أحد على الزواج لا الشاب ولا الفتاة فمن يرغب بالزواج يزوجوه ومن لا يرغب لايجبروه أيضا لا يسمحون بالتعارف بين الفتاة والشاب إلا بعد عقد القران ولكن هناك طبعا النظرة الشرعية و هناك بعض أبناء وبنات الار يفضلون أن يتعرفون على بعض من خلال المكالمات بعد الخطوبة قبل الزواج لكن بغير علم الإدارة .... .......................................... ليلى كانت أختي أيام الطفولة والمراهقة منذ أن عرفتها وهي تحكي نفس الحكاية لكل من تراه سواء موظفات جدد أو حاضنات أو حتى زائرات .... كانت تقول لهم إن لها أما وأبا وإخوة وكلهم انتقلوا لرحمة الله في حادث ولم يتبق على قيد الحياة إلا هي , حتى نحن كانت تحكي لنا نفس الحكاية كلنا نعرف أننا أيتام وأن لنا أم وأب هم في السماء انتقلوا لرحمة الله لكن لم يكن لدينا قصص ومعرفة بظروف وفاتهم وكل مسألنا عن أهلنا نجد جوابا واحدا فقط وهو أنهم في السماء عند الله .... ليلى هي الوحيدة التي كانت لها قصة حتى إنها كانت تحكي لنا نفس القصة كل يوم ولكل من تراه مرت الأيام وكبرنا وليلى مازالت تحكي نفس القصة بنفس التفاصيل من حيث السيارة الجيب التي كانت تقلهم والخادمة التي ماتت في الحادث وعدد أفراد الأسرة لم تغير شيئا من التفاصيل لا أعرف من حكى لها تلك الحياة كل ما أعرفه هو أن ليلى تحكي لنا دوما نفس الحكاية .... كانت ليلى تكبرني بسنتين كبرنا أنا وليلى وعرفت ليلى حقيقتها وعرفت أنا أن القصة التي كانت ترويها لنا لم تكن سوى من نسج خيالها فكانت مثلها مثلنا مجهولة النسب .... لكن الغريب أنها حتى حين عرفت حقيقتها لم تقتنع بها ومازالت تحكي نفس الحكاية لكل زائرة أو موظفة جديدة وبعضهم يصدقنها والبعض الآخر يتعجبن حين يعلمن أنها تكذب لأنها هي من تبادر بحكاية قصة دون أن يطلب منها أحد بينما نحن بقية الفتيات لم نكن نحكي شيئا عن أنفسنا ... ليلى لم تصدق واقعها وعاشت في قصتها الخيالية التي نسجتها لنفسها أو ربما روتها لها إحدى الحاضنات في طفولتها وكانت دائما إذا اختلفنا وتشاجرنا تعايرنا بماضينا ... ففي إحدى المرات اختلفت هي وريم فرددت جملتها التي دائما تردهها قائلة : اسكتي بس يابنت الشوارع وياللي أهلك رموك في الشارع أصلا تستاهلين والله إنهم رموك شايفة نفسك وإنتي مالك أهل أجل لو لك أهل وش بتسوين ؟؟ فقالت ريم : شوفوا من يتكلم بس بنت الحسب والنسب اقول بس لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك والحال من بعضه حبيبتي وشوفي عاد وين رموك أهلك ؟؟؟ فردت عليها قائلة: لا حبيبتي أنا أهلي ماتوا في حادث مارموني مثلكم .... كانت تعامل نفسها على أنها ليست مجهولة الهوية برغم أنها بلا عائلة ولا نسب اسمها كأسمائنا إلا أنها تأبى أن تصدق واقعها .... مرات سنوات وافترقنا أنا وليلى فأصبحت هي في دار وأنا في دار أخرى وأصبحت أراها في بعض الحفلات والمناسبات ولم أعد أعلم عنها الكثير حتى قابلتها يوما في الجامعة فحين دخلت الجامعة كانت المفاجأة أن رأيتها تدرس معي في نفس الجامعة وقابلتها صدفة عند إحدى بوابات الجامعة فكانت تدرس أدب انجليزي وتسبقني بسنتين ... سررت كثيرا برؤيتها ولكن حين وقعت عينها في عيني نظرت إليّ بنظرة لم أعرف معناها ثم أكملت مسيرها مع مجموعة من صديقاتها كان يبدو أنهن من الطبقة المخملية وأدركت فيما بعد أنهن بنات وزراء وأمراء وشخصيات معروفة .... تعجبت كثيرا من تصرفها لقد كنا أخوات نلعب ونأكل ونشرب بل ننام في نفس الغرفة فمالذي يدعوها لتجاهلي بهذه الطريقة ..... أكملت يومي وأنا أتنقل بين مبنى ومبنى ومن محاضرة لأخرى لكن التفكير بها مازال يؤرقني وفجأة إذ بها تأتي وتسلم علي وكانت لوحدها وأخذتني لنجلس معا ونتحدث وقبل أن أسألها عن سبب تجاهلها لي صباح اليوم بادرت هي بالحديث وقالت لي : اسمعي ترى أنا شفتك اليوم ويوم طالعتك كنت أبغاك تفهمينها وماتجين تسلمين علي لأني مع صديقاتي وصديقاتي هذولا كلهم من عوايل معروفة وناس راقين وأنا خفت تجين وتقولين إني أختك وتفضحيني عندهم لأنهم مايدرون إني من بنات الدار ولو جيتي وعلمتيهم بانفضح وترى محد يدري ولو درى أحد بعرف إنه منك لأني الحين معروفة ولي معجبات وكثير بنات يتمنون يصادقوني بس أنا ما أصادق إلا اللي أبغى ولو دروا إني من الدار بأطيح من عيونهم وبيتشمتون فيني الأعداء وياويلك لو علمتي أحد ... وأنصحك بعد إنك ماتعملين إنك من بنات الدار أصلا هنا مو زي المدرسة وماراح أحد يعرف من تكونين ولا وين تعيشين ولافيه باص الشؤون ولا غيره عشان يعرفون وإذا ماعلمتيهم ماراح يدرون عنك... ثم ودعتني بعد أن أخذت مني عهدا أن لا أخبر أي أحدا في الجامعة عن حقيقتها وفي اليوم التالي جاءت لتصطحبني معها وعرفتني على صديقاتها وحين قدمتني لهن قالت : أعرفكم على صديقتي أيام الطفولة والمرحلة الابتدائية ولم تقل أختي حينها أدركت أن ليلى مازالت تعيش في نفس الوضع الذي فارقتها عليه لم تتغير ليلى ومازالت تنسج لمن تعرفهم قصصا من خيالها لا أعرف ماقالته لهم عن حياتها لكن كل ما أعرفه هو أنها لم تخبرهم بحقيقتها فقط قلة هم من يعرفون حقيقتها ..... أصبحت أتحاشى الجلوس معها وهي صديقاتها كنت أشعر بأني غريبة بينهن وبأني أرتدي قناعا مزيفا لايناسبني وأتقمص دورا فاشلا فلم أكن أعرف كيف أجاريهم في أحاديثهم وليلى حذرتني من أن أتحدث عن الدار لم يكن هناك ألفة ولا حوار مشترك فقررت الابتعاد عنهم .... لكني فكرت كثيرا بماقالته لي لقد نصحتني أن لا أخبر زميلاتي في الجامعة بحقيقتي كي لا ينظرن إلي نظرة مختلفة فعلا ربما هي محقة فيما قالت كانت تتصرف بثقة وحولها العديد من الصديقات وأخريات كثر كن يتمنين أن يحظين بصداقتها ربما لو علمن حقيقتها لتغير الأمر .... والآن وبعد أن مرت سنوات على تخرجي وتخرج ليلى قبلي من الجامعة لم أعد أدري إن كانت مازالت تتقمص نفس الدور أم أنها رضخت للأمر الواقع والحقيقة المرة هل مازالت تكذب وتعي أنها من عائلة أم أنها اعترفت بأنها مجهولة النسب والهوية .... ___________________________________ حين أفتح الموضوع وأبدأ في الكتابة أشعر أحيانا أن المواقف والقصص تتزاحم في ذاكرتي فلا أعرف من أين أبدأ رغم أني كنت افكر أن ابدأ من طفولتي حتى أصل لحياتي الحالية لكن في كل مرة ابدأ فيها الكتابة أبدأ من أي موقف أو حادثة تتبادر لذهني وأكتبها لكم مباشرة وهذا هو ما أستطيع أن أعلل به قصوري في الكتابة وعذري في بعض الأخطاء النحوية واللغوية أو حتى الإملائية التي أقع فيها وذلك لأني أكتب مباشرة ع الكيبورد وبعد ذلك حين أجد بعض الأخطاء قد لا أستطيع تعديلها بسبب ذهاب أيقونة التعديل وأحيانا أخرى استدرك أخطائي وأعدلها .... ************************************************** *********** في طفولتي كنا مغرمين بالآيس كريم وفي الدار يعدون لنا أحيانا بسكويت الآيس كريم لكننا كنا نفضل النوع الآخر الذي لا يتوفر في الدار وهو الآيس الكريم المتعدد الألوان والنكهات برتقال و ليمون وفراولة وبيببسي وكان هذا النوع غير متوفر في مطبخ الدار ويتم منع بيعه في مقصف الدار لذا كنا نحصل عليه عن طريق الأمهات فنطلب منهن إحضاره لنا وأحيانا نعطيهن من مصروفنا كي يحضرنه لنا وكنا نتلذذ به كثيرا وفي إحدى المرات قالت لنا إحدى الأمهات إنتم تحبون هذا الآيس كريم صح ؟؟؟ قلنا له : إيه نحبه مرة ولا نشبع منه ... قالت : طيب تبغون يصير عندكم منه كثيييييييييير .... فأجبنا بحماس : إيه نبغى قالت خلاص خذوا أعواد الايس كريم وروحوا أزرعوها في الحديقة بعدين يطلع لكم شجرة آيس كريم كبيرة وكل يوم تآكلون منها ببلاش ... سألناها : وينبت ويصير ثلج زي هذا اللي معنا ... قالت : إيه إنتم جربوا وبتشوفون بس لازم كل يوم تسقونه بالموية وتهتمون فيه ... وكنا أي شيء تقوله الأم لنا نشعر أنه حقيقي ونصدقه مباشرة حتى لو كان لا يصدق ... ولما قالت لنا كذا ماصدقنا خبر وكل واحد زرع له كم عود آيس كريم وطبعا أنا من ذكائي زرعت خمسة أعواد مختلفة أبغى آيس كريم برتقال وليمون وفراولة وبيبسي ومانجو خخخخخخخخخخ وكل يوم كنا نسقيها ننتظرها أن تكبر وتصبح شجرة آيس كريم وبعد عدة أيام تخاصمنا أنا وعمر فقام بتخريب الحوض الذي زرعت فيه آيس كريماتي كي يغيظني وينتقم مني خاصة أنني كنت أناديه يامصاصه " لأنه يمص أصبعه " وبعد أن خرب حوضي ذهبت مباشرة للأم وأنا أبكي وأشتكي على عمر عندها وكانت هناك مجموعة من الأمهات مجتمعات لتناول وجبة العصر والقهوة مع بعضهن وحين رأتني أبكي سألتني عن السبب فقلت لها : عمر خرب حوضي اللي زرعت فيه آيس كريم في الحديقة وما إن أكملت جملتي إلا والصرخات والضحكات تنطلق من الأمهات واللي تقول : وش تقولين ؟؟؟ عمركم شفتوا آيس كريم ينزرع ؟؟؟ ياسبحان الله عيال الدار هذا هم مايفهمون كأن مالهم عقول مايدرون وين ربي حاطهم ؟؟؟ فقالت لهم أمي : إيه بس عشان تشوفون الذكاء الخارق اللي في عيالي وتحسدوني عليهم .... فقالت أخرى : والله إنتم ياعيال الدار هذا اللي فالحين فيه التخريب والمشاكل أنا أشوف لو إنهم يطلقونكم على إسرائيل والله لتحررونها بيوم أو يومين بالكثير ومايمر أسبوعين إلا ومافيها ولا إسرائيلي بتهججونهم كلهم خخخخخخخخخخخخخخ طبعا دائما كانوا ومازالوا يتهموننا بالمشاكسة والمشاغبة لكن شيء بديهي أن نحدث كل تلك الجلبة والفوضى لأننا مجموعة كبيرة من الأولاد والبنات وفي أعمار متقاربة فكنا عدة أسر في نفس المبنى وكل أسرة تضم عشرة من الأطفال وأحيانا ثمانية حسب الوضع ومن الطبيعي أن نحدث ضوضاء خاصة حين نلعب ونتخاصم .... __________________ اقتباس: اسلوبك رائع بالكتابة ومشوق وتلقائي متابعة لك واتمنى لك التوفيق لموضوع بنات الدا روالعمل انا متاكدة يا اختي انه فيه بنات من الدار يعملن ببعض المشاغل النسائية المعروفة يمكن يكونون متزوجات او مطلقات بمعنى ان سلطة الدار انتهت عليهن لكن لاصدقك القول كنت اظن سابقا ان بنات الدار يعني مجهولين النسب تفاجات من كلامك ان فيهم ييتميات او ابنائ مطلقين او خلافات عائلية او حتى معلومين النسب تخلوا عنهم اسرهم وسئلت اناس اعرفهم لهم بالمجال الاجتماعي وبعضهم اكد على كلامك ان الدولة ترعى بنات الدار خصوصا الي برعاية الاميرة سارة من عنيتي بالضبط سارة بنت خالد او سارة الفيصل لكن اتذكر بوقت دراستي مرت علينا بنت من الدار حبوبة واجتماعية لطيفة وكنا نشتبه انها تناولت عقاقير بجرعة زائدة سببت لها نوبات صرع والسؤال من وين حصلت لها هذه العقاقير فاخبرنا الدكتور انه كثير من الحالات تاتي من بنات الدار من اهمال الامهات (المربيات )اللاتي ياخذن ملابس اطفال الدار واكلكم لتعطيه لاطفالها وتهمل الاطفال ويمكن تعطيهم ادوية مخدرة لترتاح منهم وكانت معها فلبينية البنت كانت حبوبة بشكل مو طبيعي ولطيفة وتحب تلاعب غير الاطفال الي تعودنا انهم يبكون لو قرب منهم غريب واخبرنا الدكتور ان هذا عادة طباع الاطفال من الدار يحبون الغرباء ويرغبون بالتواصل لانهم محرومين من الحنان هل الكلام هذا حقيقي أنا أقصد الأميرة سارة بنت محمد آل سعود كانت مديرة الإشراف الاجتماعي سابقا وكانت ومازالت ترعى جميع دور المملكة وخاصة جميع دور الرياض فمدينةالرياض تحوي عددا من الدور .... وأعتقد لولا الله ثم وجودها لم نحظ بكل تلك الرعاية فالبعض يتفانى ويخلص في عمله ليس لأجلنا بل لأجل الأميرة سارة وتقف هي شخصيا على أي شكوى تصلها منا كما أنها سنويا تحتفل معنا بالعيد وتتناول الإفطار معنا علة نفس المائدة في شهر رمضان كما أنها خصصت خط مباشر لاستقبال مكالماتنا وحتى شكوانا مباشرةوتستقبلنا دوما في قصرها.... أما بالنسبة للمشاغل فلا أدري إن كان ذلك موجود بدور أخرى لكن الدور التي أقمت فيها لا أذكر أن من بناتها من يعملن بالمشاغل حتى إن الدور تمنع خروجنا لأوقات متأخرة ولوحدنا فلا أدري ربما هن متزوجات وهنا ليس للدار أي سلطة عليهن وربما مطلقات لأن المطلقات ليسوا معنا ولا أعرف الكثير عن وضعهن وربما تحت رعاية أسر صديقة ..... بالنسبة لمن يقيمون في الدار فلا ليسوا كلهم مجهولين الهوية وهناك من لهم أهل وهناك من هم من قبائل معروفة وهناك أيضا يأتون مجموعة من الإخوة بعد أن يتخلوا عنهم اهلهم وبعض الآباء انتقاما من الأم بعد الطلاق يحضر أبنائه للدار وأذكر أن هناك أم كانت تطالب بحضانة أبنائها لكن الأب رفض ولا أعرف حيثيات القضية لكن كل ما أعرفه هو أن الأبناء مازالوا في الدار .... بالنسبة لتعامل الأمهات ففعلا هناك منهن من تعمل بإخلاص وهناك من لا تخلص فمنهن من تتعامل معنا بحب وحنان وعطف ومنهن من تتعامل معنا بقسوة وصرامة لكن من ناحية الطعام واللبس فهناك مراقبات أعلى من الأمهات يقمن بالمراقبة وأي أم يثبت تقصيرها يتم لفت نظرها وإن تككر التقصير يتم فصلها لكن من ناحية الإهمال فأحيانا تحدث حالات إهمال وسبق وذكرت الفلبينية التي نست إعطاء الطفل إبرة الإنسولين وهو مريض سكر وأخرى مات طفل بين يديها وهي ترضعه وأخرى تركت طفل يذهب للمدرسة وحرارته مرتفعة مما أدى لتشجنه وقصص كثيرة ربما سأسردها لاحقا لكن كل أم أو موظفة يثبت تقصيرها تعاقب ... كان هناك مجموعة من الأمهات غير السعوديات من جنسيات عربية يأخذن من ملابسنا و ألعابنا وجزمنا وحتى شامبوهاتنا وجميع أغراضنا ويسافرن بها لبلادهن بل بعضهن كن يأخذن من المصروف اليومي المخصص لنا ففي سن الطفولة المبكرة المصروف يكون بيد الأم وكن يأخذن منه وحالات شرقة كثيرة بعضها اكتشفوها وبعضها لم تكتشف رغم أن الدار تقوم بتفتيشهم قبل السفر إلا أن بعضهن قبل التفتيش بعدة أيام ينقلنها ويخبئنها خارج الدار .... بالنسبة لأطفال الدار فمن كثر مامروا موظفات وزوار وضيوف ومتدربات وأمهات اعتادوا على ذلك فأصبحوا اجتماعيين ولو تذهبين لزيارة دار الحضانة ستجدين أن الأطفال بمجرد وصولك لهم يتجمعون حولك ويمدون إيديهم للسلام عليك وكأنهم يعروفونك من زمن وهكذا أيضا كنا نحن في طفولتنا لأننا اعتدنا أن نرى ونسلم على من نعرف ومن لانعرف .... بالنسبة للأدوية التي تعطى لهم فهناك مجموعة يأخذون علاج النشاط الزائد وأحيانا تحدث أخطاء من الممرضات بحيث تزيد الجرعة وتسبب مضاعفات ودائما يأتون ممرضات ويعملن ممرضات ثم يكتشفون أنهن قد زورن شهاداتهن وهناك أيضا حالات تخلف وأمراض وصرع وغيره وحينما كبرت علمت السبب في ذلك وهو أن الأم حين تكون حامل تتتناول بعض الأدوية بغرض إجهاضه مما تسبب له الأمراض والبعض الآخر تأثرا بحالة الأم النفسية فترة الحمل أو نقص وسوء تغذيتها وهذا ما أخبرتني به الطبيبة حين سألتها عن الأسباب قبل مدة .... اقتباس: متابعتك حبيبتي عندي استفسار كيف في الجامعة ما يعرفون حقيقتكم .... اسمائكم في الكشوفات تتغير والا كيف؟ لا الأسماء ماتتغير بس في الجامعة ماكان أحد يعرفنا غير عن المدرسة ففي المدرسة كنا نذهب لها بباص الدار والمرافقات معنا أمهات سعوديات وكنا مجموعة في كل مدرسة وكل اللي في المدرسة يدرون إننا بنات الدار عكس الجامعة لا نذهب لها بالباص ولا جماعة ولا معنا أمهات سعوديات ومافيه سبب يخلي البنات يعرفون إننا من الدار إلا في حالة إننا صرحنا لهم وقت السجيل أكيد الموظفات اللي ع التسجيل عرفوا لكن الباقين مايدرون ... اقتباس: طيب حبيبتي بسألك الان دخولكم الجامعه كيف يكون هل يحاولن يسهلون لكم او كل بنت ونسبتها ومعدلها في الثانوي ولو حبت تدرس دورات او دبلوم خاص يعني بفلوس هل الدار ممكن يتكفلون بهالشي وشكرا على ايضاح الكثير مما كنا نجهله الأغلب على حسب النسبة وأنا دخلت بنسبتي في الثانوي كانت مرتفعة نوعا ما لكن لو كان فيه وحدة نسبتها ماتأهلها وهي عندها استعداد وطموح ولديها القدرة على المواصلة في هذه الحالة يتم تسهيل دخولها للجامعة .... والدورات والدبلومات متاحة وعلى نفقة الدولة وأيضا كثير كانوا يدرسون بمدارس أهلية بعضها تصل قيمتها لعشرين ألف في السنة وعلى حساب الدولة .... اقتباس: اعتقد إنك لو عملتي في مجال الشئون الإجتماعية بتحققين نجاح باهر لأنك عارفة الوضع من الداخل.. ومن قرائتي لك عندك القدرة إنك ترصدين الأخطاء في أطفال الدار وفي الموظفين لكن تخيلي إنك تبغين تتوظفين فيقترحون عليك أهلك إنك تجلسين بالبيت ويعطونك راتب وإنتي بالبيت ويقولون لك اشتغلي بالبيت وراقبي أخوانك وهذي وظيفتك أكيد بترفضين خاصة لما تكوني لست بحاجة للمال والهدف من الوظيفة بالنسبك لك ليس مادي بل من أجل التعرف على عام آخر ومجتمع آخر ... اقتباس: الحق عمرك 28 زي ما فهمت ليه توك ما جربتي الشغل؟ لا أدري لم تتوفر الوظيفة المناسبة لي بعد عرضت علي وظائف في نطاق الدار ورفضتها ... توظيفنا ليس يالسهولة التي يتوقعها البعض فالشباب فقط هم من توفر لهم الوظائف الملائمة لأنهم يبدؤون حياتهم خارج الدار من عمر الـ 18 سنة لكن البنات بما إنهم على طول في الدار فمافيه اهتمام بتوظيفهم خاصة إنه لهم مصروف شهري هذا غير إني في بداية تخرجي كان الوضع عادي وماكنت مهتمة بالوظيفة لكن الحين قررت ياوظيفة يادراسة بإذن الله ... اقتباس: عمرك سافرتي خارج السعودية ويسمحون لكم بالسفر لا لم يسبق لي السفر خارج السعودية فقط يسمح لنا بالتنقل بين مدن المملكة مع الدار طبعا وفي كل إجازة صيف تقام عدة معسكرات في عدة مدن ونقسم لمجموعات وكل مجموعة تسافر لمدينة معينة والمدن هي الشرقية وأبها وجدة ومكة والطائف لمدة أسبوعين ... فيه بعض إخوتي سافروا للخارج مع أسر صديقة وقت الإجازة فقط ثم يعودو للدار مع بدء الدراسة ... اقتباس: هذا اللي اقوله افضل حل لشخص مجهول النسب انه يسافر بلد يقيم الأنسان حسب شخصه هو وليس حسب امور قد لاتكون لها علاقة به اتذكر سمعت عن رجل عربي مسيحي وعنده عيال وزوجة واحوله ممتازة كان يعيش في المانيا او امريكا مجهول الأب وكانوا يسمونه بأسم امه يعني مثلا (يوسف سارة ) السفر للشباب ربما أمر سهل لكن نحن يمنع سفرنا للخارج لوحدنا حتى في البعثات الدراسية يجب توفر محرم .... لكن يسمح لنا بالسفر داخل الوطن ومع الدار فقط ... اقتباس: السلام عليك اختاه احيطك علما انني قرأتك قصتك كاملة اليوم فرجعت بي الذاكرة الي الماضي البعيد في شيئين اولهما الطريقة التي وضعتك امك بها امام المستشفي فلا تحزني اختاه فانك امك على الاقل كانت لها رأفة بك بعض الشي و اعلمي انا تصرفها كان من نابع الامومة ففي اول عام لي في المدينة التي كنت ادرس بها الجامعة كانت هناك حادثة هزت البلدة لان اهل المدينة من الشكل المحافظ كانت هناك فتاه لا اريد ان انعتها باللقيطة و لا اريدك ان تعنعتي نفسك به اختاه فانت متلنا ولدت من اب و ام , كانت قتاة مجهولة الوالدين عندما وضعتها امهاعند باب المستشفي كان الفراق بينهما و بعد دور الرعاية تكفلت بها امرة عجوز و قامت بتربيتها على الخلق و الدين المهم جاء اليوم قررت البنت ان تتزوج و كانت محبوبة من الجميع بالرغم من حساسية المجتمع لانها فرضت نفسها بالخلق و الدين عند العرس لاحظو اقارب و جيران البنت تواجد امراة غريبة في العرس لم تكف عن البكاء في بادئ الامر ظنوا انها من اقارب العريس لكن بعد مغادرتها عرفوا انها ليست من العائلة و عند نهاية العرس كانت المفاجأة انها حضرت و هي وزوجها الحالي بعد اعترفت له بماضي يزيد عن 25 سنة عن ابنتها ليحضرها بنفسه لترى انتها و تطلب السماح منها و كان اللقاء . اما الذكرى التانية التي ابكتني و ابكت 30 مليون جزائري فكانت عن شاب تقدم لحصة في التليفزيون بطلب منه لمعرفة هوية ابويه فكان له العديد من المتابعين اولهم جدتي التي لم ارها يوما تبكي في الصلاة متل ذاك اليوم تدعو الله ان يفرج كربه و تحل مشاكله المهم بعد 3 سنين كان اللقاء و كان العرس في جميع الاسر المتعاطفة اعرف اني اطلت عليك و لكن من وراء حديثي عبرة اولها انني ابكيتيني عندما قلت عبارات الكره لامك الا اني اقول لك ان تجعلي لها عذر لان المجتمع لا يرحم و انها لو كان بيدها لفعلت نفس فعلت ام البنت الذي حكيت لك عنها و العبرة التانية هي ان لا تنظري الى مجتمع نظرة سوداوية لانه لا تزال هناك فئة من الناس لديها قلوب و عندها ضمير و ان كان السواد الاعظم منهم يبحث عن اي عذر ليستحقر فيه الاخرين و لكن عليك ان تنظري فقط للغد المشرق الذي ينتظرك فانت و الحمد لله علامات رضى الاله بادية عليك من صبر و تباث وايمان و تقافة ما شاء الله . لكن المجتمع ليس عذر لأن هناك أمهات رفضن التنازل عن أبنائهن وحين أنهين محكوميتهن بالمؤسسة وخرجن رفضن أن يتنازلن عن أبنائهن ... أيضا هناك أم كانت تأتي للدار تزور ابنتها غير الشرعية وفي يوم زواجها كانت تقف بجانبها زفتها لعريسها لم تتخلى عنها بحجة المجتمع ومازالت تتواصل معها حتى يومنا هذا ... أشكرك اختي على التواجد وأنا أكثر فخرا بتواجدك وردوك ... |
2011- 2- 2 | #10 |
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم
في ذلك اليوم استيقظنا على صراخ أحد الأطفال
كان يصرخ بصوت عالٍ وعندما ذهبت لاستطلع الأمر وجدته ضيف جديد وعلمت أنه جاء من أسرة بديلة لكنه لم يكن يريد المجيء فكان يبكي ويبكي بصوت عال ورفض الأكل ولايجعل أحديقترب منه حاولوا الأمهات والمراقبات أن يسكتوه ويحضنوه لكنه كان يرفض جميع المحاولات ... أحضروا له الألعاب والحلوى وبقية الأطفال في عمره لكن كل تلك المحاولات لم تنفع معه ... بل ظل طوال اليوم يبكي ويرفض الأكل وبالمقابل كان والده يتصل على الدار ويبكي مطالبا باسترداده وكان يدعو على من تسبب بفراق ابنه عنه بعدم التوفيق .... طبعا لم يكن والده الحقيقي بل كان والده الذي رباه وتبناه منذ أن كان حديث الولادة حيث كان الأب متزوج من سنوات طويلة لكنه لم يرزق بالأطفال فتوجه للدار وتبنى طفل حديث الولادة ورباه حتى اليوم الذي سحبت فيه الحضانة منه وكان عمر الطفل آنذاك عشر سنوات ... والسبب في سحب الحضانة أن الأم البديلة توفيت وانتقلت لرحمة الله مما جعل الدار يسحبون الحضانة من الأب بحجة عدم استيفائه للشروط ولأنه لن يكون قادرا على تربيته وأن الطفل بحاجة لأم فأحضر للدار رغما عن الأب والطفل مع أن الأب لم يكن مقصرا معه ولكن أيضا كان وضعه الاجتماعي أقل من متوسط وهنا الدار تحب السيطرة ولو كان الأب ذا منصب أو وضع مالي ممتاز لاختلف الأمر لأن هناك من أبناء الدار من يقيمون في أسر غير مستوفية للشروط ولكن نظرا لوضعها أومركزها الاجتماعي يتم التغاضي عن تلك الشروط بينما هذا الأب المسكين الذي كان يحب الطفل ويعامله بكل طيبة لم يسمح له بحضانة الطفل حاول كثيرا أن يسترد حضانته ولكن دون جدوى كان يكلمه بالهاتف فيبكي ويبكي الطفل معه ... كان وضعهم مأساوي جدا ويدمي القلب قال الأب إذن سأذهب وأنتقل للسكن مع أخي المتزوج كي تقوم زوجة أخي برعاية الطفل وتحل محل أمه لكن الدار لو يوافقوا على تلك الفكرة باعتبار أن منزل أخيه غير ملائم ومزدحم بالأطفال ولن يحظ بالرعاية الجيدة هناك زعما منهم أن الدار رعايتها أفضل رغم أن الجو السري هو الأهم فلن يموت من الجوع لأنه على الأقل مصروفه الشهري الذي يعطى للأسرة البديلة كاف للغذاء وهو مبلغ 2000 أو 1500 ... مرت الأيام وبعد مدة بدأ الابن بالتأقلم وذلك بعد أن أخضع لتهيئة نفسية وأصبحت زيارات الأب أقل من قبل ثم انقطع فترة عن الزيارة دون أن نعرف السبب وفوجئوا الدار بفي أحد الأيام بقدوم أخيه للدار يخبرهم أن والد الطفل في المستشفى وأنه يريد أن يرى ابنه فعلا تمت زيارة الابن لوالده في المستشفى ومرت شهور وهو يزوره بعدها توفاه الله وأسأل الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ... كنت أشفق كثيرا على ذلك الأب وحتى يومنا هذا لم أستطع نسيانه مازلت أذكره كان يمثل نموذجا رائعا للأب وحتى يومنا هذا مازلت أتعجب من موقف الدار منه كنت أرى أنه يستحق الحضانة بجدارة لأنه يملك مشاعر الأبوة التي لن يعوضوها الدار له ... مازلت أسألأ العديد من الأمهات عن سبب منع الدار لحضانته ظننت أن هنالك سببا أقوى يستدعي سحب الحضانة منه لكن الجميع أكد لي أن السبب وفاة الزوجة ... اكتشفت أن الإنسان الضعيف والفقير في هذه الحياة لايستطيع أن يدافع عن نفسه ولا حتى عن أبسط حقوقه فهناك أسر لا تستوفي الشروط ولكن الدار تسمح لها بالحضانة إما بسبب الواسطة أوالمركز الاجتماعي رغم أن بعضهم يريد أن يتبنى فقط من أجل أن يكبر في عيون الآخرين بل بعضهم يهملون الأبناء الذين يكفلونهم ...... فعلا هناك أشياء تبدو غريبة والإنسان الضعيف في هذه الحياة مهضوم حقه ..... اقتباس: من فترة يا اختي قرات قصة مشابهة عن اسرة تكفلت ببنت مجهولة النسب وهم سمر والبنت فاتحة البشرة وسحبت من العائلة رغم بكائها وبكاء امها واخوانها ووالدها ورغم تفوق الفتاة الدراسي والحالة المعيشية الجيدة التي تنعم بها وسط والدين تكفلا بها والظاهر انها صارت حلال على الرجل بحكم الرضاعة من محارمه وكان اللقاء مع الام البديلة تقول ان البنت كانت خير عليهم بالاول ماكانت تنجب وبعد مجي البينت ربي رزقها ثلاث اطفال ذكور وكانت للبنت غرفة مستقلة والعاب لكن دار الرعاية الظاهر ببريدة اذا مو غلطانة ما همهم هذا سحبوها بحجة عدم التكافؤ انها بيضاء وهم سمر إيوه صح حتى ع اللون ممنوع بس من البداية المفروض يمنعون لأنه دايما يجون ناس ويختارون مثلا ولد أو بنت والدار ترفض لأنه مو بلونهم ويقولون إنه زمان كان مسموح ويمكن بعد النظام صاروا يسحبون الحضانة من الأسر اللي ماينطبق عليها شرط اللون ... لكن فيه أطفال يسحبونهم من أسرهم البديلة عشان أسباب تافهة مع إنه لو فكروا فيها يلقون إنه من مصلحة الابن البقاء مع الأسرة البديلة وحجتهم عدم استيفاء الشروط مع إنه فيه أسر ماتستوفي الشروط وبنفس الوقت تكفل أيتام يعني النظام مايطبقونه على الكل ويطبقونه متى مابغوا ... اقتباس: بالنسبة لموضوع الهجرة للخارج ... اذا ان الموضوع يروق للأخت تقدر تتلكم مع الجهات المختصة وتشرح لهم الوضع وتشوف ردهم او اذا تقدر تخاطب السفارة الأمريكية او الكندية وتشرح لهم الوضع وانها ترغب في الحصول على جرين كارد امريكا/ برنامج مقيم دائم كندا او حتى بعض السفارات الأوربية مثل بريطانيا او المانيا وميزة هذه الدول ان في البداية ان هناك ممكن تسهيلات اي ممكن يعاملونك مثل لاجئة او شيء من ذلك على ماتلقين عمل وايضا هناك قابلية انك تندمجين في المجتمع اذا كان عندك تقبل لذلك وفي دول الهجرة لها سهلة لكن احوالها المعيشية تعبانة وفي خيار ثاني جايز انه يكون اسهل خصوصا اذا انك ماتقدرين تتأقلمين مع الحياة في الخارج التي لاتخلو من الصعوبة تقدرين تهاجرين الى دولة خليجية وتشتغلين بمؤهلك اذا كان هناك فرصة عمل لك تقدرين تعيشين هناك وماحد حولك وتاخذين راحتك ولاتقولين لأحد انك مجهولة نسب وافضل خيار لك الأمارات ماعمري فكرت في الهجرة للخارج أحس الوحدة صعبة والحياة خارج الوطن صعبة حتى الاعتماد على النفس صعب الدار عودونا على إننا نعتمد عليهم في كل شيء .... وأتوقع بل أجزم إنه ممنوع أذكر كان فيه وحدة قبل مدة بسيطة يعني كم شهر أجنبية ولدت هنا بالرياض مولود غير شرعي طبعا وكانت تبغى تسافر به لكن الدار رفضوا بشدة مع إنه مولود وبيروح مع أمه ورفضوا بحجة إنه ولد على الأراضي السعودية ولا يسمح له العيش خارجها وكثير نفس الشيء يرفضون إنهم يسافرون مع أمهاتهم فكيف بيخلون غيرهم يسافرون لوحدهم .... اقتباس: هل في سن معين يسحبون الحضانه منهم؟ لا مافيه سن لسحب الحضانة وعادي يعيشون معاها لحد مايتزوجون اقتباس: هل فيه شروط لللحضانه؟ ايه فيه شروط لازم يكونون أم وأب ونفس اللون ومايكونون كبار بالعمر يعني مثلا الأم ماتكون فوق الخمسين وجاية تآخذ مولود وتزور الخصائية البيت اللي يعيشون فيه وتشوف وضعهم وظروفهم ... لكن مايعطونها الولد والبنت إلا بعد ماينتهون من البحث ويستوفون الشروط فمدام هم حاليا بحضانتها دليل إنهم مستوفين للشروط وإن شاء الله يتمون معها على طول ..... اقتباس: انا قلت لك كذا لأني تصورت انك تعانين من وحدة اوشيء من ذلك فقلت : هي وحدة هنا ولاهناك لكن هناك الوضع مختلف طبعا مثل ماتعرفين ومافي شك ان الأعتماد على النفس صعب في بلد غير بلد الواحد ويكون بلد مايعرف عنه شيء على فكرة عندي أنا فوبيا من العالم الخارجي ومن يوم كنت طفلة وأنا أكره العيش خارج أسوار الدار وكنت أرفض الأسر البديلة وحتى الأسر الصديقة بس أروح لهم وقت النهار وبالليل ما أنام إلا في الدار ولحد الآن ما أحس بالاستقرار والراحة إلا في الدار ... وأذكر إني يوم كنت صغيرة لما تجي أسرة صديقة وتختارني يآخذوني معهم وبالنهار عادي أتأقلم وأول مايجي الظلام ويبدأ الليل أقعد أبكي ومرة حاولوا فيني وعييت ما أسكت آخر شي رجعوني للدار والأم قعدت تهاوشني تقول راجعة لنا الساعة وحدة كان صبرتي لين بكرة الصبح في الأخير معد صرت أروح لأسر صديقة فقط الأمهات اللي معانا في الدار هم اللي كنت أنام ببيوتهم إذا أخذوني معهم لأنهم أمهاتي في الدار وأحس بالأمان معهم لكن غيرهم لا مستحيل أنام عندهم ..... ______________________________ كالعادة ضيف جديد وما أكثرهم ضيوف الدار لكن الغريب أن الضيف هذه المرة لم يكن لوحده بل كانت معه والدته ... كان طفل صغر عمره لايتجاوز العدة أشهر ومعه والدته كان غير شرعي ووالدته أدخلت المؤسسة لتقضي محكوميتها خرجت بعد عدة أشهر وفي اليوم الذي تم فيه الإفراج عنها حضر والدها ليستلمها ويصطحبها معه وبينما تم إنهاء الإجراءات اللازمة تفاجأ الجميع أنها ترفض التنازل عن ابنها غير الشرعي ... حاول الأب إقناعها لكنه لم يستطيع ولا أحد يتسطيع إجبارها على التنازل والدار لا تستلم الطفل إلا بعد تنازل الأم عنه وهي ترفض التنازل عنه لأنه ابنها حتى وإن كان ثمرة خطأ ارتكبته ترفض أن تتنازل عنه وقالت ابني وسأربيه ولن يربيه أحدا غيري لن أودعه بملجأ واستمتع بحياتي وسأتحمل نتيجة خطأي وسأتحمل نظرات المجتمع القاسية لي وإن كنتم تخشون العار فالعار وقع والكل عرف بمصيبتي ولن أعالج الخطأ بخطأ ... أنا تبت وسأصلح خطأي وسأربي ابني .... رفض الأب استلامها هي وابنها خيرها بينه وبين ابنها , وضعها بين نارين إما أن تترك ابنها لتعود معه وتبدأ حياة جديدة وإما أن تبقى بجوار ابنها وتفقد أسرتها ... لم تفكر طويلا وقالت ابني ولن أتخلى عنه ووضعت والدها أما خياراتها هي وقالت إما نذهب معك أنا وابني أو لن أذهب بمفردي ... اشتد النقاش لم يستطع أحدهما أن يقنع الآخر وفي النهاية رفض الأب استلام ابنته ذهب وتركها هي وابنها في المؤسسة .... طبعا هنا تدخلت وزارة الشؤون الاجتماعية فتكفلت بالبنت وبابنها وأودعتهم معا في دارنا كانت لها غرفة مستقلة مع ابنها ووفرت لها الدار عملا في نفس دارنا ... فأصبحت تعمل وتنفق على نفسها وعلى ابنها وتعتني به كثيرا والدار توفر لها كل احتياجاتها هي وابنها مرت الأيام وأصبحت تلك الفتاة صديقة وأخت وأم لكل من في الدار أسرت الجميع بطيبة قلبها كانت خلوقة جدا والتزمت وتقربت إلى الله كثيرا ... كنا نراها تصلي وتدعي وتتضرع إلى الله ليلا ونهارا يبدو أنها تابت وندمت على كل مافعلت مرت الأيام وسمعتها كانت رائعة في الدار وبعد مدة تقدم إليها رجل يقال إنه على دين وخلق سمع بقصتها من قريبة له تعمل في الدار وتقدم لخطبتها ووافقت على الزواج منه بشرط أن تربي ابنها وأن يقبل بذلك وافق على شرطها تزوجت وانتقلت معه لبيتهم ومنذ ذلك اليوم لم أرها وانقطعت أخبارها عنا .... قوانين الدار تمنع الأمهات من معاقبة الأطفال حتى وإن أخطأوا الم ليس لها صلاحية العقاب ودورها أن تبلغ الأخصائية والأخصائية بدورها تقوم بمعاقبة الطفل حسب لائحة الأنظمة ... لكن مع ذلك لا أحد يتقيد بالنظام وكل أم تعاقب أطفالها وكن يتذمرن كثيرا من تلك الأنظمة ويردن أن يكن لهن صلاحية في عقاب الأطفال ويعترن ذلك نوع من التربية والتأديب ولا أعتقد أن هناك أي أم لم تعاقب أطفالها في الدار بعضهن كن يقولن أنهن يعاملن أبناء الدار كأبنائهن ويعاقبونهم كعقابهم لأبنائهم وبعضهن لم يكن لديهن أبناء ومع ذلك يقولن لو كان لديهن أبناء فسيربينهن كتربيتهن لنا ..... وكل أم لها طريقة معينة في العقاب بعضهن كنا نخشى منهن كثير وعقابهم كان قاسٍ جدا ضرب وحبس وحرمان من كل مانحب ويزداد العقاب حسب الخطأ الذي اقترفناه ... كنا أحيانا نشعر أننا لم نخطيء ولا نستحق العقاب ومع ذلك نعاقب وفي نفس الوقت نخشى أن نبلغ عن تلك الأمهات ونخشى أيضا عليهن من الفصل فكم أم فصلت بسبب علم الإدارة عن عقابها للأطفال ... كانت هنالك أما تعاملنا وكأننا في مدرسة ولسنا في بيوتنا تريد منا الجلوس بانتظام والأكل بانتظام والاستئذان عند الذهاب لأي غرفة لاتريدنا أن نلعب ولانصدر أي إزعاج لا تريدنا أن نضحك بصوت عال ولا نتحرك كثيرا تطلب منا الجلوس بصفوف منتظمة أمام التلفاز وحين تدخل المراقبة وتسألها عن سر انتظامنا وهدوئنا غير المعتاد عند بقية الأمهات تجيبها بأننا لعبنا حتى شبعنا وتعبنا ثم طلبنا منها أن نتفرج على التليفزيون كانت تكذب أمامنا ونسمع كذبتها على المراقبات ونصمت ولكن حين نكذب نحن تعاقبنا وتقول لنا : حسبي الله عليكم يا الكذابين تبغون ربي يحطكم في نار جهنم ... ماتدرون إن الكذب حرام ؟؟؟؟ وإن الكذاب يروح النار ؟؟؟ مرات كثيرة كنت أتمنى أن أخبرها باننا تعلمنا الكذب منها ...وددت لو أسألها لم تكذب على المراقبات خافت من الإدارة ولم تخف من عقاب الله ولا النار وتطلب منا أن نخاف ... تلك هي المشكلة الأزلية التي كنا ومازلنا نعاني منها وهي تناقض الأمهات وأيضا اختلافهن واختلاف طريقة تربيتهن لنا فإحداهن تعطينا قدر من الحرية والأخرى تمارس الكبت علينا وأخرى قاسية وأخرى حنونة وهكذا ..... في إحدى المرات وفي المدرسة في حصة القراءة كانت المعلمة تطلب منا أن نكتب على السبورة كلمات إملائية ومن تخطيء منها نصحح لها خطأها وحين جاء دوري وخرجت على السبورة وكتبت الكلمات التي طلبتها مني انتبهت المعلمة إلى علامة على أصابعي بسبب ضرب إحدى الأمهات على ظاهر كفي بملعقة الطعام فنادتني وسألتني عن السبب وحين أخبرتها قالت قولي لتلك الأم المعلمة تقول لك " فاما اليتيم فلا تقهر " فحفظت الآية وحين عدت للدار ذهبت لأمي وأخبرتها بماقالته لي المعلمة لم اكن أعلم أن ذلك سيغضبها فهنا ثارت علي وجن جنونها وأخبرتني عن السبب فأخبرتها أني لا أعرف وفعلا لم أكن أعرف لمَ طلبت مني ذلك خصوصا أنني كنت في الصف الأول ولم أربط بين حادثة يدي والآية وبعد عدة استجوابات علمت أني أخبرت المعلمة أنها ضربتني وغضبت جدا وطبعا كعادتهم حين يخطيء أحدنا يخاطبوننا بصيغة الجمع وربما لأن الشر يعم فقالت لي : ياناكرين المعروف ياعيال الدار هذا إنتم بس تحبون تتشكون وتسوون أنفسكم مساكين ومظلومين كباركم وصغاركم مثل بعض , الجميل والمعروف تنسونه هذا إحنا كل يوم نهتم فيكم ونوكل ونشرب ونلبس ونروش ونمشط وندلع وماتروحون وتعلمون بس يوم نطقكم على طول تروحون تعملون ,, تحبون الفتنة والمشاكل كم مرة أقول لكم الفتنة أشد من القتل ..... رايحة وفاضحتنا عند الأبلة ومعلمة علي عشان ضربتك الحين تحسبنا بس مجمعينكم بغرفة ونضرب فيكم ليل ونهار على بالها إنكم مظلومين ومعذبين ماتدري إنه محد يقدر يسوي لكم شي .......الخ واستمرت في تهزيئي ونص الكلام اللي قالته حافظينه من كثر مانسمعه حاولت أفهمها إني مافتنت عليها لكن مو راضية تصدقني سكت وخليتها تكمل تهزيئها ... ....................... الأمهات أيضا بعضهن كن مظلومات عندما كنت صغيرة كنت أعتقد أن كل الأمهات قويات ومتسلطات ولايخافون من شيء ولا يهمهم أي شيء كنت أرسم صورة لهن وأعتقد أنهن أقوى من كل شيء ... كنا نحبهم ولا أعتقد أن أحدنا يكره أي أم ربتنا حتى ولو كانت قاسية بعض الشيء فكل الأمهات التي عرفتهن رغم تعددهن واختلافهن إلا أنني أحببتهن فكل واحدة منهن حتى وإن كانت قاسية نجد في قلبها حنان وفي بعض المواقف يتضح لنا أنهن فعلا يحببننا .... عندما كبرت أدركت أن أغلب تلك الأمهات كن مظلومات ومسكينات بل ضعيفات وكل واحدة منهن تحمل هما بداخلها .... هناك منهن من تعمل لأجل أن تنفق على أبنائها الذين تخلى عنهم والدهم بعد طلاقها وأخرى تنفق على أمها وإخوتها بعد وفاة والدهم , فكل واحدة منهن كان لها قصة مع الكفاح والأسى وكن يجدن من وظيفتهن مايسد رمقهن , كلهن كن يحرصن على الوظيفة أكثر من كل شيء فوظيفة حاضنة لاتتطلب واسطة ولا شهادة ولا أي شيء كبقية الوظائف وأي واحدة بإمكانها أن تكون أما في الدار حتى وإن كانت أمية لاتجيد القراءة والكتابة ... واكتشفت أن أغلب الأمهات خاصة اللاتي لايمكلن شهادات كن يتحملن الكثير من أجل الحاجة فلولا حاجتهن لتلك الرواتب الزهيدة لما بقين في الدار كثيرات منهن كنت أسمعهن يندبن حظهن ويسألن الله أن يرزقهم بوظائف تغنيهم عن رواتب الدار الزهيدة والتي يصاحبها الكثير من الإهانة ... في صغري كنت أعتقد أن الأم شيء مبجل وأنه يجب احترامها وتقديرها لأنها تربي وتعلم وتنشيء أجيال كنت أراهن أمهات حتى وإن قسون على الأقل تحملن الكثير منا وقمن بتربيتنا بعد أن تخلوا أمهاتنا عنا ... كنت ومازلت أنظر لهم نظرة احترام أتغاضى عن توافه أخطائهن فهن في النهاية بشر يصيبون ويخطئون وعندما كبرت أدركت أن تلك الأمهات لايجدن التقدير الذي كنت أنه لهن بل الإدارة وبقية الموظفات الأعلى شأنا منهن والمعلمات والأخصائيات يعاملهن بكل ازدراء ويكلفنهن بمايستطعن ومالايستطعن ... مرات كثيرة كنت اقف في صفهن ومازلت أقف معن كثيرا ليس تحيزا لهن ولكن لأنني فعلا أرى كم هن يتكبدن الكثير ساعات عمل طويلة ومهمام لاتنهتي وأي تقصي رتعاقب عليه لايسمح لها بالراحة ولا النوم ولاحتى الاسترخاء ربما يعتقدون أنهن آلة أو ربما لأنهم يعلمون مدى حاجة تلك الأمهات للرواتب فيتعدون الإثقال عليهم لأنهم متأكدين أنهن لن يرحلن .... أحيانا ينعكس سلبا علينا كل ذلك الإزدراء والإساءة التي تلقاها تلك الأم من الإدارة والضغوط الأسرية التي تعاني منها وضغوط العمل التي لاتنتهي تجعل بعضهن ينفعلن عند أدنى سبب ... أمهات كثر تم فصلهن ربما بعضهن يستحقون الفصل ولكن بعضهن الآخر كن مظلومات كم أم رأيتها وهي تبكي ولاتعرف ماذا تفعل ومن أين وكيف ستنفق على أسرتها ... وكم أم أخذت تذل نفسها للإدارة وتتوسل إليهم ان يعيدوها للعمل فيعيدوها بشروطهم هم وبعد أن يذلوها وكم أم ظُلمت وعانت وبكت وتألمت .... لقد أدركت أن المساكين والفقراء في هذه الحياة مظلومين جدا وأن هناك أناس تجبرهم ظروفهم على تحمل الذل من أجل توفير لقمة العيش وهناك أناس يستغلون ضعف وفقر هؤلاء ليستغلوهم ويكلفوهم بمايفوق طاقتهم ... ..................... كالعادة ضيفة جديدة نستقبلها في الدار ففي ظهيرة أحد الأيام جاءت طفلة للدار لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات وكانت بزي المدرسة شعرها قصير جدا لايتجاوز أذنيها ومريولها قديم وحالتها رثة جدا وكالعادة أدركت أنها ضحية جديدة لكنها هذه المرة لم تكن ضحية أسرة بديلة أهملت في تربيتها بل كانت ضحية عنف أسري توفيت والدتها وهي رضيعة تولت رعايتها زوجة والدها كانت أمورها على مايرام طبعا والدتها كانت الزوجة الثانية وزوجة أبيها هي الأولى ولديها عدد من الأبناء المهم أن شذى كانت تعيش في كنف والدها وزوجته وقبل سنة من حضورها إلينا توفي والدها في حادث سير هنا تبدلت معاملة زوجة الأب التي أصبحت تصب جام غضبها على هذه الطفلة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها يتيمة بلا أب وبلا أم فالموت انتزعهما منها لتتيتم في طفولتها وتفقدهما وهي في عمر كانت فيه في أمس الحاجة لهما .... لا أدري إن كان لها خالات وقريبات وأين هم عنها ؟؟؟ لم أعرف الكثير عنها لأنها لم تمكث لدينا سوى ثلاثة أيام ثم انتقلت إلى دار أخرى أتذكر أنها كانت تحدثنا عن قسوة زوجة أبيها كانت تحرمها من اللبس فمريولها وحقيبتها وجزمتها كلها كانت من والدها اشتراها له حين كان على قيد الحياة وحين كانت هي بالصف الأول في الإجازة توفي والدها وبدأ مسلسل تعذيب زوجة أبيها لها وفي نهاية السنة الدراسية لاحظت المعلمات تغييرات على الطالبة وحتى مستواها الدراسي تأثر وشرود ذهني وعند استفسارهم من الطفلة ومعرفة ظروفها رأوا بعض آثار التعذيب على جسدها قدموا بلاغ واتصلوا بالدار التي استلمت الفتاة وفتحت ملف لها ... وكانت زوجة أبيها تحرمها من مصروف المدرسة ومن تناول الوجبات معهم على نفس المائدة ومن الجلوس واللعب مع إخوتها ... ولا أعتقد أن تلك الزوجة نالت عقوبتها بل تركت كما ترك الكثير غيرها ممن يمارسون العنف على الأطفال ... سجلت على أنها قضية عنف أسري وكالعادة سحبت الحضانة من زوجة الأب وأودعت الفتاة في الدار وانتقلت لدار أخرى رأيتها بعد مرور سنة في أحد احتفالات الدور كانت مختلفة عن السابق شعرها مرتب ولبسها أيضا منسق أصبحت من المتفوقات بدأت حياة أخرى من الدار ربما سيأتي اليوم الذي تعود فيه لأسرتها وأشقائها .... لم تكن شذى آخر ضحايا العنف الأسري بل بعدها بفترة قصيرة جاءتنا ضحية أخرى ولكنها كانت مختلفة تماما عن شذى .... .................. كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدار فقط يغمض عينيه ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها أقرب ماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ صغرنا ونحن نعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقت والنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابة المدرسة والمدرسة بمثابة الدار ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاب بينما في المدرسة لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزن هنا وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان ويتمردن كثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار وفي يوم جديد لا يختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى كان عمرها ثمان سنوات وتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريق المدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرض لعنف أسري شديد من قبل أسرتها كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرها مراهقة وقعت في حب شاب آخر مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غير شرعية وتم القبض عليهما وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كان زواجهما عن رغبة أم بعد ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهما وطالبا بحضانة ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعر المسؤولون أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلا استلاماها ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة من الدار للأسر التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانت سلوى في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنف أسري وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة من العنف على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاء جسدها " يتبع " ........................... أكمل لكم قصة سلوى حيث وجدوا فيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس العنف عليها فكانت تجعلها تنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق من شدة حرارة الشمس وقت الظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية إخوتها فكانت هي الكبرى بينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى من العقاب كغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع البعض يتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتها مماجعلها تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كي ترتاح منها لأنها تعتبرها بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكن نعرف السبب الحقيقي لتصرفها سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منها بايام جاءت مطالبة باسترداد الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامنا قائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيه والحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا ..... حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها على يد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له اي دور في تعذيبها ولكنه كان يقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن يضربها ولا حتى يوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له كي يمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضا لكن سلوى كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لما تعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهي قصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار وكانوا يقولون إن ابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا في أحد الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدار ورحبوا بذلك خاصة في ظل موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلة وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفات الدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار إلا أنهم فوجئوا وبعد ثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها من أعلى السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكى عليها وتساءل لم تفعل ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنها ستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟ ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو من كان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملت والدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر عقاب رباني لم يحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمد لأنها أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها .... كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريع بينما والدة سلوى حكمت على طفلتها بالموت البطيء ...... مرت أيام عديدة وسلوى كانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات كن يفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له وقالوا سيتلاشى مع الوقت والعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضع لجلسات أخرى عند الأخصائيات ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحت مكروهة من جميع أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعط أحدا فرصة لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبواب والأثاث معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لها بزيارتهم لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأيام وكبرت سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل من حولها تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب وأصبح الكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما ..... يتبع.. ................................................ زوجان انفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار كانوا أربعة أبناء أصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره ثلاث بنات وولد ضحى بهم أبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا أبنائهم في الدار ليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة . غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حين ينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوة والأمومة بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد في الدار بكاء متواصل وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهن يتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائد أحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه فعلا كنا نردد يخلق من الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبه الكبير حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائد كان في التاسعة من عمره بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءت والدة أحمد لتزوره وفي طريقها لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عن اسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها فضمته إلى صدرها وقالت أنت ابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك مايحدث حتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانت الأعجوبة فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالد أبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لها بالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع في الدار بينما بدأت والدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفونا للأبد وأن لاينبشانه .... ............................. اعترفت والدة أحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوم مولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحا وقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيد بأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كما كنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرت طليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيرا وكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانت تزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزوره باستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحبا أبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهم سيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهما للتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملك الإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواه مما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغير جدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهور والديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأون إليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومع ذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عن السيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذا أبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أن يعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لم فعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرف شيئا عنه .... |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لقيطه, الجبيل, الإنسان, تحكي, يوميات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
محتاجة أجوبة اسئلة الصحة والمقدمة والتحرير ؟!! | عفوك ربي | قسم المحذوفات و المواضيع المكررة | 3 | 2011- 1- 5 10:23 AM |