جامعة الملك سعود تبدأ إجراءات لقبول الصمّ والبكم العام المقبل

[علي المطر]

جامعة الملك سعود تبدأ إجراءات لقبول الصمّ والبكم العام المقبل

الدمام: سهام الدعجاني
بدأت جامعة الملك سعود في الرياض إجراءات عملية لاستيعاب فئة الصمّ والبكم في بعض مرافقها الأكاديمية.
وصرح وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور زياد الحقيل بأن لجنة تمّ تشكيلها من عمادة شؤون الطلاب وعمادة القبول والتسجيل ومعهد اللغة العربية وقسم التربية الخاصة بكلية التربية وعمادة السنة التحضيرية لوضع الخطوات الضرورية للبدء بالقبول كتصميم البرنامج التحضيري وتصميم اختبارات القبول وحصر احتياجات التنفيذ على أن تنتهي اللجنة من أعمالها وتقدم تقريرها قبل نهاية شهر صفر، بهدف استيعاب الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة السمعية.
وأضاف الدكتور الحقيل أن تكليفاً تمّ توجيهه لقسم التربية الخاصة بالتعاون مع جهات ذات علاقة لتفعيل أنشطة داخل الجامعة وخارجها لتطوير مهارات الطلاب والطالبات ذوي الإعاقة السمعية تمهيداً لقبولهم، ومن المتوقع أن يتم قبول الدفعة الأولى في برنامج تحضيري خاص ابتداء من العام الجامعي المقبل.
ومن جهته أشار رئيس قسم التربية الخاصة في كلية التربية في الجامعة الدكتور طارق الريس لـ "الوطن" إلى حقوق الصم وضعاف السمع في التعليم العالي، مذكراً بشروط اتفاقية ذوي الإعاقة التي وقعت عليها المملكة مؤخراً، والتي تنص على أن من حق ذوي الإعاقة بمن فيهم
الصم إكمال التعليم العالي، مشيرا أن من الصعب افتتاح جامعة خاصة للصم نسبة لعدد الصم الموجودين حاليا، مؤكدا أن تهيئة الصم لبيئة التعليم العالي مهمة جدا.
وذكر الريس أن الوضع الحالي إذا ما قورن بالعالم العربي فإنه يعتبر خطوة جيدة، ولكن إذا ما قورنت بدول العالم المتقدم فإنه يعتبر خطوة متأخرة جداً، مشيرا إلى جهود حديثة جدا في جامعة الملك سعود لفتح القبول لطلاب الصم مؤكداً أن جميع الإمكانيات موجودة وتفوق بمراحل كثيراً من الدول العربية.
وأكد الريس أن تهيئة بيئة التعليم العالي يتطلب وجود مترجمين أكفاء وخدمات مساندة وتوفير سماعات ونحوها، مشيرا إلى أن المملكة كان لها السبق في العالم العربي بمعهد التدريب المهني بعد الثانوية رغم كونه دبلوماً وليس بكالوريوس.
وأضاف الريس أن التوجه ليس حصر الصم في مجال التربية الخاصة فقط بل فتح جميع المجالات أمامه، مشيراً إلى أن جميع الدكاترة السعوديين في جامعة الملك سعود خريجو تخصصات دقيقة في مجال الصم في الخارج وأن القسم يعتبر أول وأكبر قسم للتربية الخاصة في العالم العربي.
على صعيد آخر شددت مشرفة الدبلوم العالي للتربية الخاصة في برنامج الدبلوم التربوي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة لينا عمر صديق على أهمية وضع معايير خاصة لقبول الصم وضعاف السمع للتعليم العالي، بالإضافة إلى وضع سنة تحضيرية لإكمال القصور في النواحي اللغوية والمهارات العامة ولتنمية الثقافة العامة، مشيرة إلى أهمية توعية وإعداد الكوادر التي ستعمل في التعليم العالي للصم والبكم من إداريات وجميع المجتمع الأكاديمي يشمل الطالبات الناطقات ليسهل التواصل مع فئة الصم.
وفي السياق ذاته أوضح وكيل معهد الأمل الابتدائي بشرق الرياض حبيب الحبيب أن هناك أكثر من برنامج بعد المرحلة الثانوية عمل على مجموعة من الطالبات والطلاب من فئة الصم في الجامعة العربية المفتوحة لمدة ثلاث سنوات وفي كلية الاتصالات أيضا وفي معهد التدريب التقني للبنات وكلية التربية والاقتصاد المنزلي، مشيراً إلى أن أولى مخرجاتها كانت العام الماضي مؤكدا أن هناك ضعفاً في جانب التعبير لديهم والإملاء واللغة العربية بشكل عام مما يصعب عليهم الالتحاق ببرامج البكالوريوس في الجامعات. وذكر الحبيب أن هناك مطالبات للالتحاق في قسم التربية الخاصة في جامعة الملك سعود مشيرا أن قبولهم لا يزال تحت الدراسة وفق برنامج معين قد يكون هناك سنة تحضيرية لمدة عام دراسي كامل في حال إذا اجتاز الأصم هذا البرنامج يلحق في دراسة البكالوريوس.
ومن تجربتها العملية نبهت مدربة لغة الإشارة وضحى الدعجاني إلى مشكلة معاناة الصم مع إكمال تعليمهم العالي داخل المملكة، موضحة أن أكثر خريجي الثانوية لا يجدون مواقع أكاديمية تستقبلهم، باستثناء من يجد فرصة خارج المملكة، واستشهدت الدعجاني بطبيبة أسنان تعمل
في شركة أرامكو السعودية، هي هدى الخان التي تعاني الصمم وتمكنت من إكمال تعليمها والحصول على الدكتوراه في أمريكا في جامعة خاصة للصم.
وأكدت الدعجاني أن مدارس تعليم الصم لا تتمتع بالكفاءة، مشيرة إلى أن الأصم يخرج منها وهو لا يتقن الكتابة العربية إتقاناً واضحاً. وقالت الدعجاني إن الأصم قادر على الحصول على أعلى درجات العلم في حال توفر الفرص المناسبة والمدرب الكفء، مؤكدة أن الدمج في الجامعات وحده لا يكفي مشيرة إلى أهمية توفير مقاعد دراسة لهم في الكليات ومدربين أكفاء في توصيل المعلومة ووضع مناهج خاصة للصم.
وأضافت الدعجاني أنها أثناء تدريبها لمجموعة من الطالبات من فئة الصم وضعاف السمع تمكنت الطالبات من إتقان برامج الأكسل والأكسس في فترة وجيزة هي 5 أيام فيما أتقنتها الطالبات الناطقات في شهر تقريبا، مضيفة أن هذا يدل على تفوقهن وتحصيلهن السريع للعلم، مؤكدة أن نسبة الصم وضعاف السمع بالمملكة كبيرة بعضهم يحتاجون لأن يعيلوا عائلتهم وهم في أمس الحاجة لفتح باب القبول لمواصلة تعليمهم.

http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...3753&groupID=0