ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > علم اجتماع > اجتماع 3
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

اجتماع 3 طلاب وطالبات المستوى الثالث التعليم عن بعد علم اجتماع جامعة الملك فيصل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011- 3- 19
alsager
أكـاديـمـي نــشـط
بيانات الطالب:
الكلية: الاجتماع
الدراسة: انتساب
التخصص: اجتماع
المستوى: المستوى الثامن
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 1547
المشاركـات: 1
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 43798
تاريخ التسجيل: Sun Jan 2010
المشاركات: 104
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 359
مؤشر المستوى: 62
alsager is just really nicealsager is just really nicealsager is just really nicealsager is just really nice
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
alsager غير متواجد حالياً
محتوى محاضره-6 حاضر العالم الاسلامي

المحاضرة السادسة
...ضعف العالم الإسلامي
أثر غيبة الخلافة :
كان لغياب الخلافة أثر بالغ في واقع الأمة السياسي ويمكن حصره فيما يلي :
أولاً : غياب دولة الإسلام الكبرى .
ثانياً : غياب الدولة التي كانت تظل المسلمين وتجمع شملهم ، وتدفع عنهم ، وتحمل دينهم إلى أراض جديدة ( الفتوحات الإسلامية).
ثالثاً : غياب الدولة التي كانت ترهب عدو الله وعدوهم ، إذ أن القوى العالمية كانت تحسب لها ألف حساب ، حتى بعد ضعفها وتهورها .
رابعاً : غياب الدولة التي عرف اليهود وتأكدوا أنه لا سبيل لهم إلى فلسطين إلا بتحطيمها ، وذلك واضح من تصريح أحد قادتهم حين قال : " إن الأفعى اليهودية لابد أن تمر بالأستانة ( اسطنبول )في طريقها إلى فلسطين " .
أضف إلى ذلك أنه – وكما أسلفنا – انفتح الباب أمام حركة " التغريب " ، وأمام إشاعة التقاليد والثقافة الغربية بغرض تحطيم الإسلام وقيمه ، والتمكين للاستعمار في شتى صوره ، وبدأت الحركات الإسلامية الإصلاحية داخل العالم الإسلامي تتعرض لضغوط وتحديات جديدة لا قبل لها بمواجهتها ، كلها ترمي إلى إضعافها ، والفت في عضدها ، ثم القضاء عليها كلية ، ذلك أن الغرب الصليبي ما كان يسمح مرة أخرى بقيام دولة الإسلام ، بل كان يخطط دائماً وبكل السبل لمحاربة كل خطوة قد تؤدي على ذلك ، سواء كانت تلك الخطوة في صورة دعوات إلى تضامن إسلامي ، أو إلى جامعة إسلامية ، أو حتى إلى دعوة تدعو إلى تطبيق جدي للشريعة الإسلامية ، وقيام دولة إسلامية .
وبسقوط الخلافة واجه الغرب الصليبي الأمة الإسلامية بالتحدي الكبير ، فنشط الاستشراق ، والتنصير ، وبدأت المحاولات الجادة لإبعاد المسلمين عن دينهم ، وعن قيمه ، وبدات الحركات والدعوات الرامية إلى التشكيك في مقدرة ذلك الدين على التكيف مع ظروف الحياة العصرية ، وغيرها من الدعوات الباطلة والتي كانت تهدف أساساً إلى هز ثقة المسلمين في أنفسهم ، وفي دينهم ، وفي هويتهم الحضارية الإسلامية حتى تسهل السيطرة عليهم فكرياً ، وسياسياً ، واقتصادياً ، فيتمكن الاستعمار من الهيمنة على بلادهم ، واستلاب خيراتها ، وإبقائهم شتاتاً – ضعيفاً ممزقاً – لا حول ولا قوة لهم .. أقناناً ، وعبيداً له ، لا يجرؤون – حتى على التفكير – من الانفكاك من قبضته .
وبانهيار الخلافة والتي هي من أعظم واجبات الدين ، انحل أمر الجماعة الإسلامية ، وأصابتها الخطوب والمصائب ، فقد عاش المسلمون في ظل الخلافة ثلاثة عشر قرناً ونصف قرن ، ورأوا فيها حامياً لعقيدتهم ، ورمزاً لوحدتهم ، وظل الخليفة في نظر المسلمين قائماً برعاية شئونهم ، ومسئولاً عن الدفاع عن ثغورهم ، وحامياً لأحكام الدين ، ومنفذاً لشرائعه ، ولذلك جاء إلغاء الخلافة العثمانية حدثاً زلزل القلوب ، وهز وجدان المسلمين ، وكان له آثار مفجعة في حياة المسلمين ، منها غياب الدولة التي حمتهم وربطت برباط الإسلام بين الترك والعرب ، ليقفوا في وجه مطامع الصهيونية التي كانت تخطط لاحتلال الأرض المقدسة فلسطين .
ومن آثار سقوط الخلافة العثمانية – كما أسلفنا – إلحاق تركيا رسمياً بدول المعسكر الأوروبي الغربي ، وقطع كل صلة لها بماضيها التاريخي ، وبعالمها الإسلامي .
ومنها قيام دويلات مدنية جديدة ذات دساتير وضعية وعلمانية في شتى أنحاء العالم الإسلامي ، تقوم على أساس قومي ، وتسعى إلى تنظيم روابطها مع جاراتها على أساس قومي متخلية تماماً عن رابطها الإسلامي .
ومنها تسلط المستعمرين المتربصين على ما تبقى من أملاك الخلافة العثمانية ، واقتسامها فيما بينهم ، فاحتل الفرنسيون سوريا ولبنان ، وكما احتل البريطانيون العراق وفلسطين والأردن ، هذا في عالم العرب ، ناهيك عن السيطرة الاستعمارية على أجزاء واسعة أخرى من عالم الإسلام .
ولعل المأساة التي عانى منها العالم الإسلامي ، ولا يزال يعاني منها حتى الآن – وكانت ثمرة مرة لسقوطه الخلافة العثمانية هي مأساة فلسطين والتي لم تستطع الصهيونية العالمية استلابها إلا بعد التآمر على السلطان العثماني ، والعمل على إسقاط الخلافة ، والخلاص من الرابطة الإسلامية ، فانفك عقد الأمة الإسلامية ،ووقعت فريسة للغزو الاستعماري السياسي والعسكري والاقتصادي والفكري ، والذي كان يخشى اتحاد المسلمين من جديد ، تحت راية الخلافة ، أو رايات التضامن الإسلامي ، أو رايات الصحوة الإسلامية التي كانت تنادي بإعادة الإسلام من جديد في حياة الأمة الإسلامية ، ومن ثم عمد الاستعمار على إبقاء المسلمين وحدات متفككة متنازعة ، لا يجمعها رابط ، ولا تجمعها هوية إسلامية مشتركة .
ولولا هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، لما تحقق للدول الأوروبية المتحالفة " دول الحلفاء " ، مآربها في تقسيمها الأملاك العثمانية في أوروبا وأسيا فيما بينها ، ثم فرض هيمنتها الاستعمارية عليها ، ومن بعد ذلك استعمار بلاد أخرى من بلدان العالم الإسلامي ، وكان ذلك الاستعمار هو الطامة الكبرى التي نزلت ببلاد المسلمين ، فقد كان همه الأول هو حرب الإسلام وأهله ، في دينهم ، وفكرهم ، وهويتهم ، بغرض القضاء على الإسلام قضاءاً تاماً ، فهو في نظر المستعمرين العدو الأول الذي لو عاد من جديد ، فاستعاد قوته وحيويته ، فلن تقوم للاستعمار على إقصائه عن الساحة إقصاءً تاماً ، وأن يجتهد في إضعاف المسلمين بشتى الوسائل – فيبث بينهم الأفكار الهدامة ، والدعوات التي تدعى الإسلام وهي في الواقع تعمل على هدمه من الداخل ، وينشر بينهم فكره العلماني ، فيحاول أنصاره وأعوانه من المستشرقين والمنصرين والمتغربين – التشكيك في الإسلام وفكره ، في محاولة لإضعاف العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين ، فتهتز ثقتهم في دينهم ، وفي ذاتيتهم .. قيسقطون فريسة وغنيمة سهلة للسيطرة الاستعمارية .
وسائل الاستعمار في إضعاف العالم الإسلامي
عاشت غالبية الدول الإسلامية فترات متفاوتة في القصر والطول تحت هيمنة الاستعمار الغربي الذي استغل ثرواتها ، وسخرها لخدمة مصالحة الاقتصادية والسياسة ، بل ربطها اقتصادياً باقتصاده ، وعلى الرغم من أن هذه المرحلة – مرحلة الاستعمار التقليدي – قد انتهت ، إلا أن العالم الإسلامي يعيش اليوم مرحلة الاستعمار الحديث ، وهو استعمار أخطر وأدهى من الاستعمار الأول ، لأنه يريد تحطيم عقيدة وهوية الأمة الإسلامية بكافة الوسائل والسبل ، ونتناول في هذا الفصل أبرز تلك الوسائل :
المخطط السياسي والاقتصادي :
ويرمي إلى السيطرة على الشعوب الإسلامية عن طريق الهيمنة السياسية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة ، فالاستعمار الحديث مثلاً يريد فرض سيطرته –عن بعد – على اقتصاد الدول الإسلامية، بإبقائها الحديث فقيرة ، معتمدة عليه دائما ، فيسهل استعبادها ، وهو يرمي أيضا إلى تعزيز سيطرته عن طريق إيقاع الفتنة والشقاق بين دول العالم الإسلامي ، باصطناع عملاء له من المسلمين لتنفيذ أغراضه ، مثل زرع التمرد على السلطة ، وبإحداث الفتنة والبلبلة في صفوف المسلمين ، وعلى العادات والتقاليد ,وأخيرا – وهذا هو الأهم – بربط دار الإسلام اقتصاديا بالدول الاستعمارية عن طريق التكتلات الاقتصادية ، واحتكار المال ، وإدخال البلاد في نطاق عملة البلد المستعمر ، ثم بتقديم المعونات الاقتصادية المشروطة للبلاد لتبقي مكبلة دائما تحت سيطرته .
أما سياسياً فقد أعطى المستعمرون للبلاد التي استعمروها بعد أن خرجوا منها ما سمي "بالاستقلال المميز " ، وذلك أنهم سلموا الحكم لفئات تعلمت في مدارس إرساليته ، وتشربت حضارته ومبادئها الغربية المادية ، فنشأت غريبة عن وسطها الإسلامي ، وبعيدة عن إرثها الحضاري الإسلامي ، علمانيين في أفكارهم ، غربيين في توجهاتهم ، محاربين لعقيدة أمتهم الإسلامية بشتى السبل ،وعندما سلم المستعمرون أولئك مراكز القيادة والتوجيه ، لم تتغير الحال كثيراً بعد هذا الاستقلال المزيف ، بل ظلت البلاد تعاني آثار الغزو الفكري ، والتسلط السياسي والاقتصادي ، وتتخبط في مسيرتها – في معظم الأقطار الإسلامية – بعيداً عن هدي دينها وشريعتها السمحة .
ووقع الصراع في كثير من البلدان الإسلامية نتيجة التبعية السياسية ، والمحاور المتنافرة التي ترتبط بها هذه البلاد ، ونتيجة للمشاكل التي زرعها المستعمرون في كل بلد من البلاد التي سيطروا عليها ، فهناك مشاكل الحدود المصطنعة والتي صارت مشاكل مزمنة بين الأقطار الإسلامية المتجاورة ، وحالت بين التعاون فيما بين تلك الأقطار ، والأمثلة لذلك كثيرة ، الصومال مع جيرانه ، العراق وإيران ، سوريا وتركيا ، الهند وباكستان ، بنغلاديش والهند ، وكشمير ، اليمن وعمان وغيرها من الأمثلة .
كما كان لهذه الأقطار أن تكتوي بنار الصراع العالمي لحساب غيرها من الدول الكبرى التي تتسابق إلى الثروات والمصالح في العالم الإسلامي ، وتعمل على أن يبقى هذا العالم مسلوب الإدارة ، مستنزف الموارد موزع الولاءات ، بعيداً عن عقيدته الصحيحة ، ومثله القويمة التي ترسم له طريق الخلاص من كل ألوان التبعية ، وتدفعه نحو بناء الأمة القوية التي تحمي استقلالها وثرواتها من كل طامع أثيم .
وكما اقتسم المستعمرون العالم الإسلامي ، ومزقوا أوصاله ، فقد شجعوا الأحزاب القومية ، والطائفية والإلحادية التي عملت على تمزيق البلاد بتناحرها وولائها للأجنبي خدمة لمصالحة ، كما أبعدوا مفهوم الجهاد وحاربوه بكل الوسائل ، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية لترث الاستعمار ، فمارست كل الممارسات الاستعمارية السابقة ، ولكن عن بعد ، وبذكاء ، وبأساليب حديثة ، كالدعوة إلى " العولمة " ، وإلى بسط سلطان المؤسسات المالية التي ترعاها وتهيمن عليها ، كالبنك الدولي ، وكمؤسسة النقد العالمية ، وما شاكلها من مؤسسات عالمية أمريكية ، وكانت أمريكا – المستعمر الخفي الجديد – كما كانت الدول الاستعمارية القديمة تدرك أن الخطر الأعظم عليها وعلى مخططاتها هي الوحدة الإسلامية ، ومن ثم كان همها الأول أن تعمل لمنع تلك الوحدة ، أو التضامن الإسلامي ، وتشجيع كل ما يساعد على ذلك المنع ففرزت ما من شأنه ترسيخ التبعية السياسية في مجال الحكم ، والاقتصاد والفكر .
المخطط الفكري – الغزو الثقافي
يرتكز هذا المخطط على نشر الأفكار التالية بين المسلمين في محاولة لزرع الشك في دينهم الإسلامي ، ثم في النهاية التخلي عنه كنظام متكامل للحياة ، وهذه الأفكار هي :
1- الفكر العلماني .
2- حركة التنصير .
3- حركة الاستشراق .
4- بث الفكر السياسي الغربي – كالفكرة القومية ، والاشتراكية ، والشيوعية ، وما شابه ذلك من أفكار .
وهدف الاستعمار الغربي من وراء كل هذه المخططات سياسية كانت أم اقتصادية ، أو فكرية ، هو تأكيد قبضته ، وهيمنته على أرض المسلمين ، وعلى عقولهم وقلوبهم ، ومحاولة إضعاف دينهم ، وفكرهم الإسلامي ، وتشكيكهم فيه ، حتى يبقى العالم الإسلامي خلواً من أي توجيه أو فكر أصيل ، وليبقى الباب مفتوحاً أمام الفكر الغربي العلماني ، فيتسنى للمستعمرين السيطرة على ذلك العالم وعلى أهله .
وهذا الأسلوب هو ما عرف بالغزو الفكري ، والذي يعتمد الوسائل غير العسكرية ، وغير المباشرة لإزالة مظاهر الحياة الإسلامية ، وصرف المسلمين عن التمسك بدينهم ... وسلاح هذا الغزو هو : الفكرة ، والحيلة ، والرأي ، والنظريات ، والشبهات – ثم حرب شاملة ممتدة إلى شعب حياة المسلمين كلها .
وقد أدرك الاستعمار أن هزيمة المسلمين لن تكون بالسلاح ، ولكن تكون بحربهم في عقيدتهم التي هي مكمن القوة فيهم ، وبإحداث فراغ فكري بين أبناء الأمة الإسلامية ، وباقتلاع الأمة ذاتها من جذورها الحضارية ، وذلك عن طريق إظهار تهافت ، وعدم جدوى كل ما تملكه من مقومات أمام متطلبات عصر الذرة ، وغزو الفضاء – وهذا الأسلوب هو ما يعرف اليوم بالغزو الثقافي ، والغزو الفكري ، وهو أكثر خطراً من الغزو العسكري ، إذ أنه لا يعتمد على استخدام القوة ، والمواجهة المسلحة ، ولكنه يلجأ إلى أساليب أخرى ماكرة ، وخادعة وناعمة ، ولكنها شديد الأثر والخطر ، إذ أنها غزو للعقول والقلوب ، يعمل في هدوء تام ، غالباً عن طريق بعض أبناء الأمة ممن تربوا في معاهدة ، وجامعاته الاستعمارية ، فأصبحوا خداماً لفكره ، وأداة طيعة في يده يوجهها ضد أعدائه من دعاة الفكر الإسلامي الأصيل ، محدثاً بذلك صراعاً داخلياً بين أبناء الأمة الواحدة ، وفوضى فكرية يستطيع من خلالها زرع بذور أفكاره الهدامة الرامية إلى صرف المسلمين عن التمسك بعقيدتهم ، بل والقضاء على ذاتيتهم الإسلامية المتميزة ، والتي يرى في تمسك المسلمين بها خطراً داهماً عليه .
فالقائمون على الغزو الثقافي – من مستعمرين وأتباعهم – يهدفون إلى ضرب الإسلام من الداخل عن طريق إضعاف فاعليته وعزله عن التأثير في حياة المسلمين – فهم يريدون تحييد الإسلام ، بتشويه عقائده ومثله ، ويريدون كذلك إظهار اتباعه في أبشع صور التخلف ، والهمجية ، والتطرف – وقد تعددت أساليب ذلك الغزو الثقافي ، نسوق من أبرزها ما يلي :
- العلمانية :1
ماذا تعني كلمة " علمانية " ؟ قد يظن البعض أنها كلمة مشتقة من " العلم " ، وأنها منسوبة إلى العلم – وليس هذا بصحيح ، فلا صلة للعلمانية بالعلم ، وهي كلمة نقلت من الغرب الأوروبي – موطن نشأتها – إلى البلاد الإسلامية والعربية على الأخص ، والعلمانية هي الترجمة للكلمة الإنجليزية ، والتي يشرحها القاموس الإنجليزي بقوله : العلمانية هي النظرية التي تقول إن الأخلاق والتعليم يجب ألا يكونا مبنيين على أسس دينية ، أما دائرة المعارف البريطانية فتقول عن " العلمانية " : إنها حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها ، وذلك لأنه كان لدى الناس في العصور الأوروبية الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا ، والتأمل في الآخرة ، فجاءت الدعوة إلى " العلمانية " لمقاومة هذا الاتجاه ، وظلت تلك الدعوة تتطور باستمرار خلال التاريخ الأوروبي الحديث باعتبارها حركة مضادة للدين ، ومضادة للنصرانية ، وقد جعلت دائرة المعارف البريطانية في حديثها عن الإلحاد الفلسفة العلمانية نوعاً من الإلحاد ، سمته الإلحاد العلمي .
والعلمانية تعني في لغة الغربيين وعرفهم " اللادينية " ، وهي حركة اجتماعية ذات فلسفة معينة هدفها إبعاد الدين عن الحياة كلها – الحياة الاجتماعية ، والأخلاقية ، والتعليمية ، والسياسية - ، والشائع بين الناس أنها تعني فصل الدين عن الدولة ، وهذا خطأ ، فهي – كما رأينا – تعني إبعاد الدين عن الحياة كلها ، والعلماني هو الشخص الذي لا يطبق الدين في السياسة ، ولا في شئون الحياة كافة .
وقد كان ظهور العلمانية في أوروبا في بداية القرن التاسع عشر الميلادي / الثالث عشر الهجري – أو قبل ذلك بقليل – ابتداء من ظهور " الهرطقة " والخروج على سلطان الكنيسة ، ورجال الدين النصراني ، " فالعلمانية " إذاً نبتت خارج العالم الإسلامي ، وتسربت إليه من خلال مناهج التعليم ، ومن خلال المبعوثين الذاهبين من بلدان العالم الإسلامي إلى معاهد أوروبا لتلقي العلم فيها ، وكذلك من خلال ضلالات المستشرقين ، وتضليل سبل الإعلام الغربي.
وقد حرص الاستعمار على نشر الفكر العلماني بين أبناء المسلمين عن طريق فرض نظامه التربوي الغريب عن المعتقدات والقيم الإسلامية ، وكذلك عن طريق حصر التعليم الديني وعزله عن التعليم العام ، وعن محاصرة وتمييع المناهج الإسلامية باسم التطوير والتحديث ، وهو إذ يفعل ذلك إنما يرمي إلى خلق أجيال من المتعلمين تجهل تراثها الإسلامي ، فتتنكر لشخصيتها وذاتيتها الإسلامية ، وترى أن الحضارة الأوروبية ، والعلم الأوروبي هو أساس الرقي والتطور ، وأن كل شيء دون ذلك عتيق ، قديم ولا يساير التحضر والتطور ، وهكذا استطاع الاستعمار ببثه لمثل هذا الفكر العلماني أن يبعد بعض الفئات المتعلمة – والتي كانت قد برزت إلى مواقع الصدارة في بلدانها – عن دينها ، وعن مثلها وقيمها وحضارتها الإسلامية ، وقد أصبح هؤلاء غرباء عن أمتهم الإسلامية ، فتبنوا دعوات فكرية هدامة وموالية للغرب سنذكرها في المحاضرة القادمة. **
قديم 2011- 3- 19   #2
fa6o0ma.m.d
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية fa6o0ma.m.d
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 66523
تاريخ التسجيل: Tue Dec 2010
المشاركات: 544
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 87
مؤشر المستوى: 62
fa6o0ma.m.d will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الأداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: علم إجتماع
المستوى: المستوى الرابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
fa6o0ma.m.d غير متواجد حالياً
رد: محتوى محاضره-6 حاضر العالم الاسلامي

جزاك الله خير أخوي
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محاضره6, محتوى, الاسلامي, العالم, حاضر

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ اللغة الانجليزية ] : المقبولين لغة انجليزيه ... حياكم Second semester مسز شانيل منتدى كلية الآداب بالدمام 5290 2011- 9- 17 06:23 PM
محتوى المحاضرة الرابعة لمادة حاضر العالم الاسلامي على ملف word ـألسآحر E4 7 2011- 3- 8 12:35 AM
حاضر العالم الاسلامي م-2 alsager اجتماع 3 3 2011- 3- 3 03:01 AM
تلخيص حاضر العالم الاسلامي من1-3 alsager اجتماع 3 7 2011- 3- 3 02:54 AM
[ جميع التخصصات ] : بنات الي سجلوا مادة الحاضر الإسلامي crn40579 تعـــــــــــالوا ميما2010 منتدى كلية الآداب بالدمام 12 2011- 2- 14 11:57 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 12:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه