|
اجتماع 3 طلاب وطالبات المستوى الثالث التعليم عن بعد علم اجتماع جامعة الملك فيصل |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
محتوى محاضره-6 حاضر العالم الاسلامي
المحاضرة السادسة ...ضعف العالم الإسلامي أثر غيبة الخلافة : كان لغياب الخلافة أثر بالغ في واقع الأمة السياسي ويمكن حصره فيما يلي : أولاً : غياب دولة الإسلام الكبرى . ثانياً : غياب الدولة التي كانت تظل المسلمين وتجمع شملهم ، وتدفع عنهم ، وتحمل دينهم إلى أراض جديدة ( الفتوحات الإسلامية). ثالثاً : غياب الدولة التي كانت ترهب عدو الله وعدوهم ، إذ أن القوى العالمية كانت تحسب لها ألف حساب ، حتى بعد ضعفها وتهورها . رابعاً : غياب الدولة التي عرف اليهود وتأكدوا أنه لا سبيل لهم إلى فلسطين إلا بتحطيمها ، وذلك واضح من تصريح أحد قادتهم حين قال : " إن الأفعى اليهودية لابد أن تمر بالأستانة ( اسطنبول )في طريقها إلى فلسطين " . أضف إلى ذلك أنه – وكما أسلفنا – انفتح الباب أمام حركة " التغريب " ، وأمام إشاعة التقاليد والثقافة الغربية بغرض تحطيم الإسلام وقيمه ، والتمكين للاستعمار في شتى صوره ، وبدأت الحركات الإسلامية الإصلاحية داخل العالم الإسلامي تتعرض لضغوط وتحديات جديدة لا قبل لها بمواجهتها ، كلها ترمي إلى إضعافها ، والفت في عضدها ، ثم القضاء عليها كلية ، ذلك أن الغرب الصليبي ما كان يسمح مرة أخرى بقيام دولة الإسلام ، بل كان يخطط دائماً وبكل السبل لمحاربة كل خطوة قد تؤدي على ذلك ، سواء كانت تلك الخطوة في صورة دعوات إلى تضامن إسلامي ، أو إلى جامعة إسلامية ، أو حتى إلى دعوة تدعو إلى تطبيق جدي للشريعة الإسلامية ، وقيام دولة إسلامية . وبسقوط الخلافة واجه الغرب الصليبي الأمة الإسلامية بالتحدي الكبير ، فنشط الاستشراق ، والتنصير ، وبدأت المحاولات الجادة لإبعاد المسلمين عن دينهم ، وعن قيمه ، وبدات الحركات والدعوات الرامية إلى التشكيك في مقدرة ذلك الدين على التكيف مع ظروف الحياة العصرية ، وغيرها من الدعوات الباطلة والتي كانت تهدف أساساً إلى هز ثقة المسلمين في أنفسهم ، وفي دينهم ، وفي هويتهم الحضارية الإسلامية حتى تسهل السيطرة عليهم فكرياً ، وسياسياً ، واقتصادياً ، فيتمكن الاستعمار من الهيمنة على بلادهم ، واستلاب خيراتها ، وإبقائهم شتاتاً – ضعيفاً ممزقاً – لا حول ولا قوة لهم .. أقناناً ، وعبيداً له ، لا يجرؤون – حتى على التفكير – من الانفكاك من قبضته . وبانهيار الخلافة والتي هي من أعظم واجبات الدين ، انحل أمر الجماعة الإسلامية ، وأصابتها الخطوب والمصائب ، فقد عاش المسلمون في ظل الخلافة ثلاثة عشر قرناً ونصف قرن ، ورأوا فيها حامياً لعقيدتهم ، ورمزاً لوحدتهم ، وظل الخليفة في نظر المسلمين قائماً برعاية شئونهم ، ومسئولاً عن الدفاع عن ثغورهم ، وحامياً لأحكام الدين ، ومنفذاً لشرائعه ، ولذلك جاء إلغاء الخلافة العثمانية حدثاً زلزل القلوب ، وهز وجدان المسلمين ، وكان له آثار مفجعة في حياة المسلمين ، منها غياب الدولة التي حمتهم وربطت برباط الإسلام بين الترك والعرب ، ليقفوا في وجه مطامع الصهيونية التي كانت تخطط لاحتلال الأرض المقدسة فلسطين . ومن آثار سقوط الخلافة العثمانية – كما أسلفنا – إلحاق تركيا رسمياً بدول المعسكر الأوروبي الغربي ، وقطع كل صلة لها بماضيها التاريخي ، وبعالمها الإسلامي . ومنها قيام دويلات مدنية جديدة ذات دساتير وضعية وعلمانية في شتى أنحاء العالم الإسلامي ، تقوم على أساس قومي ، وتسعى إلى تنظيم روابطها مع جاراتها على أساس قومي متخلية تماماً عن رابطها الإسلامي . ومنها تسلط المستعمرين المتربصين على ما تبقى من أملاك الخلافة العثمانية ، واقتسامها فيما بينهم ، فاحتل الفرنسيون سوريا ولبنان ، وكما احتل البريطانيون العراق وفلسطين والأردن ، هذا في عالم العرب ، ناهيك عن السيطرة الاستعمارية على أجزاء واسعة أخرى من عالم الإسلام . ولعل المأساة التي عانى منها العالم الإسلامي ، ولا يزال يعاني منها حتى الآن – وكانت ثمرة مرة لسقوطه الخلافة العثمانية هي مأساة فلسطين والتي لم تستطع الصهيونية العالمية استلابها إلا بعد التآمر على السلطان العثماني ، والعمل على إسقاط الخلافة ، والخلاص من الرابطة الإسلامية ، فانفك عقد الأمة الإسلامية ،ووقعت فريسة للغزو الاستعماري السياسي والعسكري والاقتصادي والفكري ، والذي كان يخشى اتحاد المسلمين من جديد ، تحت راية الخلافة ، أو رايات التضامن الإسلامي ، أو رايات الصحوة الإسلامية التي كانت تنادي بإعادة الإسلام من جديد في حياة الأمة الإسلامية ، ومن ثم عمد الاستعمار على إبقاء المسلمين وحدات متفككة متنازعة ، لا يجمعها رابط ، ولا تجمعها هوية إسلامية مشتركة . ولولا هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، لما تحقق للدول الأوروبية المتحالفة " دول الحلفاء " ، مآربها في تقسيمها الأملاك العثمانية في أوروبا وأسيا فيما بينها ، ثم فرض هيمنتها الاستعمارية عليها ، ومن بعد ذلك استعمار بلاد أخرى من بلدان العالم الإسلامي ، وكان ذلك الاستعمار هو الطامة الكبرى التي نزلت ببلاد المسلمين ، فقد كان همه الأول هو حرب الإسلام وأهله ، في دينهم ، وفكرهم ، وهويتهم ، بغرض القضاء على الإسلام قضاءاً تاماً ، فهو في نظر المستعمرين العدو الأول الذي لو عاد من جديد ، فاستعاد قوته وحيويته ، فلن تقوم للاستعمار على إقصائه عن الساحة إقصاءً تاماً ، وأن يجتهد في إضعاف المسلمين بشتى الوسائل – فيبث بينهم الأفكار الهدامة ، والدعوات التي تدعى الإسلام وهي في الواقع تعمل على هدمه من الداخل ، وينشر بينهم فكره العلماني ، فيحاول أنصاره وأعوانه من المستشرقين والمنصرين والمتغربين – التشكيك في الإسلام وفكره ، في محاولة لإضعاف العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين ، فتهتز ثقتهم في دينهم ، وفي ذاتيتهم .. قيسقطون فريسة وغنيمة سهلة للسيطرة الاستعمارية . وسائل الاستعمار في إضعاف العالم الإسلامي عاشت غالبية الدول الإسلامية فترات متفاوتة في القصر والطول تحت هيمنة الاستعمار الغربي الذي استغل ثرواتها ، وسخرها لخدمة مصالحة الاقتصادية والسياسة ، بل ربطها اقتصادياً باقتصاده ، وعلى الرغم من أن هذه المرحلة – مرحلة الاستعمار التقليدي – قد انتهت ، إلا أن العالم الإسلامي يعيش اليوم مرحلة الاستعمار الحديث ، وهو استعمار أخطر وأدهى من الاستعمار الأول ، لأنه يريد تحطيم عقيدة وهوية الأمة الإسلامية بكافة الوسائل والسبل ، ونتناول في هذا الفصل أبرز تلك الوسائل : المخطط السياسي والاقتصادي : ويرمي إلى السيطرة على الشعوب الإسلامية عن طريق الهيمنة السياسية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة ، فالاستعمار الحديث مثلاً يريد فرض سيطرته –عن بعد – على اقتصاد الدول الإسلامية، بإبقائها الحديث فقيرة ، معتمدة عليه دائما ، فيسهل استعبادها ، وهو يرمي أيضا إلى تعزيز سيطرته عن طريق إيقاع الفتنة والشقاق بين دول العالم الإسلامي ، باصطناع عملاء له من المسلمين لتنفيذ أغراضه ، مثل زرع التمرد على السلطة ، وبإحداث الفتنة والبلبلة في صفوف المسلمين ، وعلى العادات والتقاليد ,وأخيرا – وهذا هو الأهم – بربط دار الإسلام اقتصاديا بالدول الاستعمارية عن طريق التكتلات الاقتصادية ، واحتكار المال ، وإدخال البلاد في نطاق عملة البلد المستعمر ، ثم بتقديم المعونات الاقتصادية المشروطة للبلاد لتبقي مكبلة دائما تحت سيطرته . أما سياسياً فقد أعطى المستعمرون للبلاد التي استعمروها بعد أن خرجوا منها ما سمي "بالاستقلال المميز " ، وذلك أنهم سلموا الحكم لفئات تعلمت في مدارس إرساليته ، وتشربت حضارته ومبادئها الغربية المادية ، فنشأت غريبة عن وسطها الإسلامي ، وبعيدة عن إرثها الحضاري الإسلامي ، علمانيين في أفكارهم ، غربيين في توجهاتهم ، محاربين لعقيدة أمتهم الإسلامية بشتى السبل ،وعندما سلم المستعمرون أولئك مراكز القيادة والتوجيه ، لم تتغير الحال كثيراً بعد هذا الاستقلال المزيف ، بل ظلت البلاد تعاني آثار الغزو الفكري ، والتسلط السياسي والاقتصادي ، وتتخبط في مسيرتها – في معظم الأقطار الإسلامية – بعيداً عن هدي دينها وشريعتها السمحة . ووقع الصراع في كثير من البلدان الإسلامية نتيجة التبعية السياسية ، والمحاور المتنافرة التي ترتبط بها هذه البلاد ، ونتيجة للمشاكل التي زرعها المستعمرون في كل بلد من البلاد التي سيطروا عليها ، فهناك مشاكل الحدود المصطنعة والتي صارت مشاكل مزمنة بين الأقطار الإسلامية المتجاورة ، وحالت بين التعاون فيما بين تلك الأقطار ، والأمثلة لذلك كثيرة ، الصومال مع جيرانه ، العراق وإيران ، سوريا وتركيا ، الهند وباكستان ، بنغلاديش والهند ، وكشمير ، اليمن وعمان وغيرها من الأمثلة . كما كان لهذه الأقطار أن تكتوي بنار الصراع العالمي لحساب غيرها من الدول الكبرى التي تتسابق إلى الثروات والمصالح في العالم الإسلامي ، وتعمل على أن يبقى هذا العالم مسلوب الإدارة ، مستنزف الموارد موزع الولاءات ، بعيداً عن عقيدته الصحيحة ، ومثله القويمة التي ترسم له طريق الخلاص من كل ألوان التبعية ، وتدفعه نحو بناء الأمة القوية التي تحمي استقلالها وثرواتها من كل طامع أثيم . وكما اقتسم المستعمرون العالم الإسلامي ، ومزقوا أوصاله ، فقد شجعوا الأحزاب القومية ، والطائفية والإلحادية التي عملت على تمزيق البلاد بتناحرها وولائها للأجنبي خدمة لمصالحة ، كما أبعدوا مفهوم الجهاد وحاربوه بكل الوسائل ، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية لترث الاستعمار ، فمارست كل الممارسات الاستعمارية السابقة ، ولكن عن بعد ، وبذكاء ، وبأساليب حديثة ، كالدعوة إلى " العولمة " ، وإلى بسط سلطان المؤسسات المالية التي ترعاها وتهيمن عليها ، كالبنك الدولي ، وكمؤسسة النقد العالمية ، وما شاكلها من مؤسسات عالمية أمريكية ، وكانت أمريكا – المستعمر الخفي الجديد – كما كانت الدول الاستعمارية القديمة تدرك أن الخطر الأعظم عليها وعلى مخططاتها هي الوحدة الإسلامية ، ومن ثم كان همها الأول أن تعمل لمنع تلك الوحدة ، أو التضامن الإسلامي ، وتشجيع كل ما يساعد على ذلك المنع ففرزت ما من شأنه ترسيخ التبعية السياسية في مجال الحكم ، والاقتصاد والفكر . المخطط الفكري – الغزو الثقافي يرتكز هذا المخطط على نشر الأفكار التالية بين المسلمين في محاولة لزرع الشك في دينهم الإسلامي ، ثم في النهاية التخلي عنه كنظام متكامل للحياة ، وهذه الأفكار هي : 1- الفكر العلماني . 2- حركة التنصير . 3- حركة الاستشراق . 4- بث الفكر السياسي الغربي – كالفكرة القومية ، والاشتراكية ، والشيوعية ، وما شابه ذلك من أفكار . وهدف الاستعمار الغربي من وراء كل هذه المخططات سياسية كانت أم اقتصادية ، أو فكرية ، هو تأكيد قبضته ، وهيمنته على أرض المسلمين ، وعلى عقولهم وقلوبهم ، ومحاولة إضعاف دينهم ، وفكرهم الإسلامي ، وتشكيكهم فيه ، حتى يبقى العالم الإسلامي خلواً من أي توجيه أو فكر أصيل ، وليبقى الباب مفتوحاً أمام الفكر الغربي العلماني ، فيتسنى للمستعمرين السيطرة على ذلك العالم وعلى أهله . وهذا الأسلوب هو ما عرف بالغزو الفكري ، والذي يعتمد الوسائل غير العسكرية ، وغير المباشرة لإزالة مظاهر الحياة الإسلامية ، وصرف المسلمين عن التمسك بدينهم ... وسلاح هذا الغزو هو : الفكرة ، والحيلة ، والرأي ، والنظريات ، والشبهات – ثم حرب شاملة ممتدة إلى شعب حياة المسلمين كلها . وقد أدرك الاستعمار أن هزيمة المسلمين لن تكون بالسلاح ، ولكن تكون بحربهم في عقيدتهم التي هي مكمن القوة فيهم ، وبإحداث فراغ فكري بين أبناء الأمة الإسلامية ، وباقتلاع الأمة ذاتها من جذورها الحضارية ، وذلك عن طريق إظهار تهافت ، وعدم جدوى كل ما تملكه من مقومات أمام متطلبات عصر الذرة ، وغزو الفضاء – وهذا الأسلوب هو ما يعرف اليوم بالغزو الثقافي ، والغزو الفكري ، وهو أكثر خطراً من الغزو العسكري ، إذ أنه لا يعتمد على استخدام القوة ، والمواجهة المسلحة ، ولكنه يلجأ إلى أساليب أخرى ماكرة ، وخادعة وناعمة ، ولكنها شديد الأثر والخطر ، إذ أنها غزو للعقول والقلوب ، يعمل في هدوء تام ، غالباً عن طريق بعض أبناء الأمة ممن تربوا في معاهدة ، وجامعاته الاستعمارية ، فأصبحوا خداماً لفكره ، وأداة طيعة في يده يوجهها ضد أعدائه من دعاة الفكر الإسلامي الأصيل ، محدثاً بذلك صراعاً داخلياً بين أبناء الأمة الواحدة ، وفوضى فكرية يستطيع من خلالها زرع بذور أفكاره الهدامة الرامية إلى صرف المسلمين عن التمسك بعقيدتهم ، بل والقضاء على ذاتيتهم الإسلامية المتميزة ، والتي يرى في تمسك المسلمين بها خطراً داهماً عليه . فالقائمون على الغزو الثقافي – من مستعمرين وأتباعهم – يهدفون إلى ضرب الإسلام من الداخل عن طريق إضعاف فاعليته وعزله عن التأثير في حياة المسلمين – فهم يريدون تحييد الإسلام ، بتشويه عقائده ومثله ، ويريدون كذلك إظهار اتباعه في أبشع صور التخلف ، والهمجية ، والتطرف – وقد تعددت أساليب ذلك الغزو الثقافي ، نسوق من أبرزها ما يلي : - العلمانية :1 ماذا تعني كلمة " علمانية " ؟ قد يظن البعض أنها كلمة مشتقة من " العلم " ، وأنها منسوبة إلى العلم – وليس هذا بصحيح ، فلا صلة للعلمانية بالعلم ، وهي كلمة نقلت من الغرب الأوروبي – موطن نشأتها – إلى البلاد الإسلامية والعربية على الأخص ، والعلمانية هي الترجمة للكلمة الإنجليزية ، والتي يشرحها القاموس الإنجليزي بقوله : العلمانية هي النظرية التي تقول إن الأخلاق والتعليم يجب ألا يكونا مبنيين على أسس دينية ، أما دائرة المعارف البريطانية فتقول عن " العلمانية " : إنها حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا وحدها ، وذلك لأنه كان لدى الناس في العصور الأوروبية الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا ، والتأمل في الآخرة ، فجاءت الدعوة إلى " العلمانية " لمقاومة هذا الاتجاه ، وظلت تلك الدعوة تتطور باستمرار خلال التاريخ الأوروبي الحديث باعتبارها حركة مضادة للدين ، ومضادة للنصرانية ، وقد جعلت دائرة المعارف البريطانية في حديثها عن الإلحاد الفلسفة العلمانية نوعاً من الإلحاد ، سمته الإلحاد العلمي . والعلمانية تعني في لغة الغربيين وعرفهم " اللادينية " ، وهي حركة اجتماعية ذات فلسفة معينة هدفها إبعاد الدين عن الحياة كلها – الحياة الاجتماعية ، والأخلاقية ، والتعليمية ، والسياسية - ، والشائع بين الناس أنها تعني فصل الدين عن الدولة ، وهذا خطأ ، فهي – كما رأينا – تعني إبعاد الدين عن الحياة كلها ، والعلماني هو الشخص الذي لا يطبق الدين في السياسة ، ولا في شئون الحياة كافة . وقد كان ظهور العلمانية في أوروبا في بداية القرن التاسع عشر الميلادي / الثالث عشر الهجري – أو قبل ذلك بقليل – ابتداء من ظهور " الهرطقة " والخروج على سلطان الكنيسة ، ورجال الدين النصراني ، " فالعلمانية " إذاً نبتت خارج العالم الإسلامي ، وتسربت إليه من خلال مناهج التعليم ، ومن خلال المبعوثين الذاهبين من بلدان العالم الإسلامي إلى معاهد أوروبا لتلقي العلم فيها ، وكذلك من خلال ضلالات المستشرقين ، وتضليل سبل الإعلام الغربي. وقد حرص الاستعمار على نشر الفكر العلماني بين أبناء المسلمين عن طريق فرض نظامه التربوي الغريب عن المعتقدات والقيم الإسلامية ، وكذلك عن طريق حصر التعليم الديني وعزله عن التعليم العام ، وعن محاصرة وتمييع المناهج الإسلامية باسم التطوير والتحديث ، وهو إذ يفعل ذلك إنما يرمي إلى خلق أجيال من المتعلمين تجهل تراثها الإسلامي ، فتتنكر لشخصيتها وذاتيتها الإسلامية ، وترى أن الحضارة الأوروبية ، والعلم الأوروبي هو أساس الرقي والتطور ، وأن كل شيء دون ذلك عتيق ، قديم ولا يساير التحضر والتطور ، وهكذا استطاع الاستعمار ببثه لمثل هذا الفكر العلماني أن يبعد بعض الفئات المتعلمة – والتي كانت قد برزت إلى مواقع الصدارة في بلدانها – عن دينها ، وعن مثلها وقيمها وحضارتها الإسلامية ، وقد أصبح هؤلاء غرباء عن أمتهم الإسلامية ، فتبنوا دعوات فكرية هدامة وموالية للغرب سنذكرها في المحاضرة القادمة. ** |
2011- 3- 19 | #2 |
أكـاديـمـي فـضـي
|
رد: محتوى محاضره-6 حاضر العالم الاسلامي
جزاك الله خير أخوي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محاضره6, محتوى, الاسلامي, العالم, حاضر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[ اللغة الانجليزية ] : المقبولين لغة انجليزيه ... حياكم Second semester | مسز شانيل | منتدى كلية الآداب بالدمام | 5290 | 2011- 9- 17 06:23 PM |
محتوى المحاضرة الرابعة لمادة حاضر العالم الاسلامي على ملف word | ـألسآحر | E4 | 7 | 2011- 3- 8 12:35 AM |
حاضر العالم الاسلامي م-2 | alsager | اجتماع 3 | 3 | 2011- 3- 3 03:01 AM |
تلخيص حاضر العالم الاسلامي من1-3 | alsager | اجتماع 3 | 7 | 2011- 3- 3 02:54 AM |
[ جميع التخصصات ] : بنات الي سجلوا مادة الحاضر الإسلامي crn40579 تعـــــــــــالوا | ميما2010 | منتدى كلية الآداب بالدمام | 12 | 2011- 2- 14 11:57 PM |