أسلوب الممارسة أو التدريب(العادة)
يتمثل في القيام بعمل من الأعمال عدة مرات، وبالتكرار ويسهل على الفرد ذالك العمل ، ويزيد ميله حتى يصبح هذا الميل عادة وهذا الأسلوب – أسلوب التربية بالعادة أو بالتعويد- من الأساليب التربوية الفعالة فهي ((تؤدي مهمة في حياة البشرية، فهي توفير قسطا كبيرا من الجهد البشري- بتحويله إلى عادة سهلة وميسرة-لينطلق هذا الجهد في ميادين جديدة من العمل والإنتاج الإبداع ولولا هذه الموهبة التي أوعدها الله في فطرة البشر ، ليقضوا حياتهم يتعلمون المشي أو الكلام أو الحساب.
والإسلام يستخدم الممارسة وسيلة من وسائل تنشئة الفرد المسلم على تلك التكاليف الإسلامية والقيم والآداب الإسلامية, وعلى المربي أن يستخدم أسلوب الممارسة في كافة جوانب تربية الفرد ، أي أن التربية بالممارسة لا تقتصر على الشعائر التعبدية وحدها ولكنها تشمل كل أنماط سلوك الحياة’، وكل الآداب و الأخلاق, مثل آداب التحية، آداب المشي، وآداب الأكل والشرب ، وآداب قضاء الحاجة ، وآداب السفر ، وآداب زيارة المريض...الخ
7-أسلوب استخدام الأحداث والظروف والمواقف:
يعرف أسلوب الأحداث أو المواقف بأنه(( استغلال حدث معين لإعطاء توجيه معين(42))) ومما هو معلوم أن كل حدث يتعرض له الفرد يحدث له تأثيراً في نفسه، والأحداث عندما يتعرض لها المربي ، وما يصاحبها من تأثير ، تعد فرصة جيدة للمربين عموما في استغلالها وتوجيه نفوس الناشئة وصقلها وتهذيبها، وهذا الأسلوب التربوي يتميز عن بقية الأساليب لما له من أثر فعال لأنه((يجيء في أعقاب حدث يهز النفس كلها هزا، فتكون أكثر قابلية للتأثر ، ويكون التوجيه أفعل وأعمق وأطول أمداً في التأثير من التوجيهات العابرة)) (43) فالأحداث في الغالب تثير حالة في النفس من الداخل تحقيق التهيؤ الذهني لتقبل المعلومات والتوجيهات. ويتضح ذالك جلياً في بعض مواطن القران الكريم ، فهو يستخدم المواقف والأحداث ويعطي التوجيهات الملائمة لكل موقف ، وكان نزول القران منجماً حسب الظروف والحوادث ، وكان يسوق مع ((كل هزيمة عبرة، ومع كل نصر درسا، ولكل موقف تحليلا)) (44). ومن بين الشواهد التي تناولها القران الكريم حادثة الإفك، التي افتراها عبد الله بن أبي على زوج رسول الله-صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين ، لغرض إشاعة الفاحشة في صفوف المؤمنين ، ولغرض التأثير على رسول الله ، وعلى أحب نسائه إلى قلبه ، وعلى أحب أصحابه إليه ن وعلى أصحاب رسول الله كافة؛ حتى إن المدينة المنورة عاشت شهرا قلقة غير مطمئنة من تلك الحادثة، وبعدها نزلت سورة النور وقد كانت كلها تربية ، وكلها استجاشة للمشاعر ، وارتفاعاً بمقاييس الحياة ، وتطهيراً للمجتمع من الفاحشة والفساد ، وبراءة لأم المؤمنين الطاهرة النقية، ووعيداً لمن تولى كبر هذا الحديث بالعذاب الأليم.(45).