ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > علم اجتماع > اجتماع 8
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

اجتماع 8 طلاب وطالبات المستوى الثامن التعليم عن بعد علم اجتماع جامعة الملك فيصل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2016- 3- 6
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 47569
المشاركـات: 675
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
Thumbs up مجلس مذاكرة مقرر "الثقافة والعولمة" - السبت الموافق 23 - 7 || الفترة الثّانية 7:15 - 9:15

بسم الله الرحمن الرحيم


توكلنا على الله
أسأل الله ان يكون هذا الترم هو خير ختام لمسيرتنا
ويرزقنا واياكم التوفيق والنجاح بأعلى الدرجات



الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف
.
.

المحاضرة الأولى

.
.


الثقافة وإشكالية التعريف والنشأة

إن قدرة الإنسان علي إنتاج الثقافة هي أهم خاصية تميزه عن باقي المخلوقات . ولكل مجتمع ثقافته الخاصة التي يتسم بها ويعيش فيها ، كما إن لكل ثقافة مميزاتها وخصائصها ومقوماتها المادية التي تتألف من طرق المعيشة والأدوات التي يستخدمها أفراد المجتمع في قضاء حوائجهم ، والأساليب التي يضعونها لاستخدام هذه الأدوات . فأدوات الصيد والزراعة والقتال أدوات ثقافية ، والأزياء وأسلوب الترفيه أيضا أشكال ثقافية .
وللثقافة أيضا مقوماتها المعنوية والتي تتمثل في مجموع العادات والتقاليد التي تسود المجتمع والتي يتوارثها أفراده جيلا بعد جيل ، مثل القانون أو العرف الذي يحكمهم أو القيم والقواعد الأخلاقية التي تحدد طبيعة العلاقات بين بعضهم البعض




.
.



أولا - الثقافة : الكلمة والمفهوم
لم تشهد كلمة ازدهارا وانتشارا ككلمة الثقافة Culture وليس هناك مفهوم أكثر تداولا واستخداما كمفهوم الثقافة ، ومع ذلك يبقي الغموض والالتباس متلازمين كلما طرح الموضوع للنقاش . وقد أحصي عالما الانثروبولوجيا الأمريكيان كروبيروكلوكهون ما لا يقل عن مائة وستين تعريفا للثقافة قاما بفرزها علي سبعة أصناف : وصفية وتاريخية وتقييمية وسيكولوجية وبنيوية وتكوينية وجزئية غير كاملة .
وقد اكتسبت كلمة ثقافة معناها الفكري في أوربا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر . فالكلمة الفرنسية كانت تعني في القرون الوسطي ” الطقوس الدينية ” لكنها في القرن السابع عشر كانت تعبر عن ” فلاحة الأرض“ . ومع القرن الثامن عشر اتخذت منحي يعبر عن التكوين الفكري عموما وعن التقدم الفكري للشخص بخاصة .ولكن انتقال الكلمة الي الألمانية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أكسبها لأول مرة مضمونا جماعيا . فقد أصبحت تدل بخاصة علي التقدم الفكري الذي يتحصل عليه الشخص أو المجموعات أو الإنسانية بصفة عامة . أما الجانب المادي في حياة الأشخاص والمجتمعات فقد أفردت لها الألمانية كلمة ” حضارة ” .
وإذا كانت كلمة ثقافة قد مرت بهذه التطورات فأن كلمة مثقف هي ترجمة للكلمة الفرنسية Intellect”“ ومعناها العقل أو الفكر وبالتالي فهي تدل عندما تستعمل وصفا لشئ علي انتماء أو ارتباط هذا الشئ بالعقل أو بالروح .
.
.
تعريف الثقافة
لاشك في أن أقدم التعريفات لمفهوم الثقافة وأكثرها ذيوعا هو تعريف الانثروبولوجي الانجليزي ادوارد تايلور والذي قدمه في كتابه ” الثقافة البدائية ” عام 1871م والذي يذهب فيه الي التعريف التالي ” الثقافةهي كل مركب يشتمل علي المعارف والمعتقدات والفن والقانون والأخلاق والتقاليد وكل القابليات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع ” .
ولعل أبسط التعريفات وأحدثها تعريف روبرت بيرستد الذي ظهر في أوائل الستينات من القرن العشرين والذي يعتبرالثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكرفيه أو نقوم بعمله أو نتملكه كأعضاء في مجتمع ”. إلا إن تعريف روشيه أكثر شمولا وعمقا ويقدمه علي الشكل التالي : ” الثقافة هي مجموعة من العناصر لها علاقة بطرق التفكير والشعور والفعل ، وهي طرق صيغت تقريبا في قواعد واضحة والتي أكتسبها وتعلمها وشارك فيها جمع من الأشخاص – تستخدم بصورة موضوعية ورمزية في آن واحد من أجل تكوين هؤلاء الأشخاص في جماعة خاصة ومميزة ” .
ويتميز تعريف كروبير وكلوكهون بأبعاد جديدة فهو يعتبر ” الثقافة تتكون من نماذج ظاهرة وكامنة من السلوك المكتسب والمنتقل بواسطة الرموز ، والتي تكون الانجاز المميز للجماعات الإنسانية ، والذي يظهر في شكل مصنوعات ومنتجات . أما قلب الثقافة فيتكون من الأفكار التقليديةوبخاصة ما كان متصلا منها بالقيم . ويمكن أن نعد الأنساق الثقافية نتاجا للفعل من ناحية ،كما يمكن النظر بوصفها عوامل شرطية محددة لفعل مقبل“ .
.
.

ثانيا : ثنائية الحضارة والثقافة
استقطبت هذه الثنائية كتابات كثيرة ،وقد احتلت فرنسا وألمانيا صفوفها الأمامية غير أن تلك الكتابات التي دارت حول الثقافة والحضارة آلت الي تشتت الأفكار في الغرب خلال الثلاثين سنة الأولي من القرن العشرين ، بقي خلالها الاستخدام الفرنسي لكلمة حضارة ”Civilization ”يشمل مختلف أنواع التقدم ، فكرية كانت أم مادية ، مقابل النزعة الألمانية التي نحت نحو التمييز بين الثقافة بمعناها الروحي والفكري والعلمي وبين الحضارة بمعناها المادي .
علي العموم لم يعر علماء الانثروبولوجيا والاجتماع أي اهتمام لهذا التمييز الذي بدأ لهم تمييزا وهميا . إن الغالبية العظمي من علماء الانثروبولوجيا والاجتماع تتجنب استعمال مصطلح حضارة أو تستخدم مصطلح ثقافة بمعني حضارة ، وتعتبر الاثنين من الممكن أن تحل احدهما محل الأخرى .
ومع ذلك قد نجد عند بعض علماء الاجتماع والانثروبولوجيا المعاصرين التمييز التالي :
فبعضهم يستخدم مصطلح حضارة لكي يشير الي مجموعة من الثقافات الخاصة التي بينها تشابه أو أصول مشتركة ، وبهذا المعني يتحدث البعض عن الحضارة الغربية التي تنضوي تحتها الثقافات الفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والأمريكية الخ... أما البعض الأخر فيستخدم مصطلح حضارة للدلالة علي المجتمعات التي بلغت درجة عالية من التطور وتتصف بالتقدم العلمي والتقني والتنظيم المدني والتعقيد في التنظيم الاجتماعي في كل الأحوال ورغم محاولة مفكري القرن التاسع عشر الألمان وضع تفرقة صارمة بين الحضارة والثقافة ، من خلال التأكيد علي إن الحضارة تشمل العوامل المادية والتقنية والثقافة تحتوي علي القيم والمثاليات والخصائص العقلية والفنية الأخلاقية العليا للمجتمع إلا إن هذه التفرقة لم تحظ بالقبول في أماكن أخري من العالم .

.
.


ثالثا : أصل الثقافة ونشأتها
البحث في أصل الثقافة كخاصية مميزة للجنس البشري يقتضي دراسة وافية لعلم السلالات البشرية المقارن والانثروبولوجيا وعلم العادات. إن الرأي السائد حتي الآن عند علماء الانثروبولوجيا والاجتماع يؤكد بأن الكائنات الإنسانية هي الوحيدة بين المخلوقات جميعها القادرة علي خلق ثقافة . وعلي الرغم من محاولة بعض الباحثين الكشف عن جذور ثقافة في عالم الحيوان الأقل شأنا من ثقافة الإنسان ، فان هذه المحاولات كان يرد عليها دائما بأنه لم توجد جماعة حيوانية تملك ”لغة شفوية“ علي الرغم من ان عديدا من الحيوانات تمارس حياة اجتماعية كجماعات النحل والنمل ، غير إن هذا الشكل من التنظيم لا يقوم علي ثقافة بل يقوم علي الغريزة .
يري لنتون أنمجمل سلوك الفرد يتكون من ثلاثة عناصر هي: سلوك غريزي في الفرد ، وسلوك هو حصيلة خبرته، وسلوك تعلمه من أفراد آخرين . وذهب الكثيرون الي أن السلوك الإنساني مدين بمعظمه الي ثالث هذه العناصر وأن السلوك الحيواني مبني بالدرجة الأولي علي العنصرين الأولين .
إن اللغة أو الاتصال الرمزي من أهم عناصر الثقافة ، والثقافة بدون لغة هي ضرب من المحال . وكلما صارت الثقافة أكثر تعقيدا ازدادت الحاجة الي الاتصال ، لذلك فان القدرة علي التفكير الرمزي والمجرد هو ما تحتاج إليه اللغة . فاللغة والقدرة علي الاتصال بها تعتبران شرطا أساسيا وضروريا لأي مجتمع إنساني ولا يمكن تصور ثقافة بدونه .

قديم 2016- 3- 6   #2
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة الثانية
.
.
مفاهيم أساسية مرتبطة بمفهوم الثقافة
.
.
مفاهيم أساسية مرتبطة بالثقافة
توجد مجموعة من المفاهيم الأساسية المرتبطة بمفهوم الثقافة ، وسوف نشير –بإيجاز- الي بعض من هذه المفاهيم .
.
.
- السمات الثقافية:
هي أبسط العناصر الثقافية التي تبدو في النواحي المادية أو المعنوية ، فالمسمار أو القلم أو طريقة الملبس تعد سمات ثقافية .
.
.
- النمط الثقافي:
هو مجموعة من السمات أو العناصر التي تعمل ككل بالنسبة لموقف معينفدائرة الأفعال التي يقوم بها الفلاحون في الزراعةوطرقهم في الحصاد وتخزين المحصول وطرق إعداد الطعام الخ...كل هذايمثل نمطا ثقافيا.
.
.
- التراكم الثقافي:أي عملية نمو الثقافة جيلا بعد جيل بفضل ما يضيفه الأجيال اللاحقة من عناصر جديدة تتكون وتتراكم علي أساسها الثقافة .
.
.
- المركب الثقافي :إن العناصر الفرعية للثقافة تتكون بدورها من روابط متشابكة وعندما تركز الصلات بين العناصر الفرعية للثقافة علي سمة ثقافية بعينها يطلق عليها عندئذ المركب الثقافي .فهناك علي سبيل المثال ”مركب الحصان“ وحوله تتجمع ممارسات تتصل بالركوب وصناعة عدة الحصان والحرب والزراعة وصناعة المركبات والنقل بالعربات .
.
.
- التلاقح الثقافي :وقد يطلق عليه مصطلح الاتصال الثقافي أو” التثاقف“ وهو يشير الي التأثير المتبادل بين الثقافات ، أو بمعني أخر الي التغير الثقافي الذي يتم في ظروف خاصة يحدث فيها اتصال شديد بين ثقافتين أو أكثر متناقضتين تناقضا ملحوظا . كما يتضمن تغيرا واسع النطاق وسريع نسبيا في أي من الثقافتين أو كلتيهما .
.
.
- الغزو الثقافي:كما في حالات الاستعمار لإيجاد الرغبة في التأليف مع الثقافة الخارجية ويتم الغزو الثقافي اليوم عن طريق محاولة فرض التبعية الثقافية ومن خلال وسائل الإعلام ومواقع الانترنت وغيرها .
.
.
- التمثل الثقافي : يشير الي العملية التي عن طريقها تحاول الجماعات ذات أنماط السلوك المختلفة أن تندمج مع بعضها البعض في وحدة اجتماعية وثقافية مشتركة . أي إن هذه العملية تؤدي الي اندماج أو انصهار ثقافتين أو أكثر في وحدة ثقافية متجانسة . ومن أشهر عمليات التمثيل الثقافي ، تلك العملية التي حدثت للمهاجرين من مختلف دول العالم واستيطانهم للولايات المتحدة الأمريكية ، فقد ترتب علي ذلك تفاعل واندماج عدة ثقافات أوربية قديمة وظهور ثقافة واحدة مشتركة لهؤلاء وهي الثقافة الأمريكية العامة .
.
.
- الانتشار الثقافي :يشير الي عملية انتقال السمات الثقافية من ثقافة الي أخري . ولانتشار الثقافة لابد من توافر عدة عناصر ، منها وجود بعض السمات أو العناصر الثقافية التي تستحق أن تنتشر ، ومنها ضرورة وجود مجتمع يتقبل هذه السمات ، بالإضافة الي ضرورة وجود طريقة أو وسيلة تستعمل كأداة للنشر كالتلفاز أو الإذاعة أو الكتب والأشخاص الذين ينتقلون بين الثقافات المختلفة الخ....
.
.
- الهوة الثقافية : أو التخلف الثقافي وهو يحث نتيجة تغير بعض جوانب الثقافة بمعدلات أسرع من تغير الجوانب الأخرى ، فيحدث هوة أو تخلف لبعض العناصر الثقافية نتيجة عدم توازن عمليات تغير الثقافة . وذلك مثلا كما يحدث بالنسبة لسبق التنمية الاقتصادية مع تخلف التنمية الاجتماعية . وقد ورد مفهوم الهوة الثقافية في كتاب ” التغير الاجتماعي“ للعالم الأمريكي ” وليم أوجبرن“ الذي نشره عام 1922م .
.
.
- النسبية الثقافية :أي منافسة الأشياء بالنسبة لثقافات المناطق المختلفة ، أي في حدود الثقافة الخاصة بكل منطقة .
.
.
- الثقافة الفرعية :ويقصد بها أن هناك جماعة من الناس يشتركون في أنماط متميزة من القيم والمعتقدات ، وتتميز طريقة حياتهم عن الثقافة الكلية التي تسود المجتمع الأكبر في بعض الأنماط الثقافية الخاصة بهم . وبمعني أخر فان الثقافة الفرعية بمثابة نمط من السلوك تتميز به الجماعات الخاصة التي تعيش داخل المجتمع الأكبر ، وقد يختلف سلوك أفراد تلك الجماعات عن سلوك أفراد المجتمع الكلي ، ولكن في نفس الوقت تتضمن ثقافتهم الفرعية علي عناصر تشترك فيها مع الثقافة الكلية كما تحتفظ لنفسها بعناصر أخري تميزها عن غيرها من الثقافات .
.
.
- الحضارة :تشير الي نوع متقدم من المجتمعات التي تتميز بدرجة متقدمة من الفنون والعلوم والتنظيمات الاجتماعية . وقد مال بعض الكتاب الي إطلاق لفظ ”حضارة“ علي الأجهزة الفنية للمجتمع مثل العلم والتكنولوجيا والإمكانيات المادية. أما لفظ ”ثقافة“ فتعني المحصلة النهائية للتراث الإنساني والاجتماعي سواء كان هذا التراث ماديا أو غير ماديا .
.
.
.
يُظلم الليل وتنام الأعيُن و يبقى رب السموات والأرض يستجيبُ لمن دعاء له ويغفر لمن أستغفره فهنيئًا لمن سجد له .

التعديل الأخير تم بواسطة هدى ابراهيم ; 2016- 3- 6 الساعة 01:04 AM
 
قديم 2016- 3- 19   #3
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة الثالثة







المقاربة الأنثروبولوجية للثقافة


من أشهر التعريفات الأنثروبولوجية للثقافة وأكثرها ذيوعا لقيمتها التاريخية تعريف الانجليزي ادوارد تايلور ، وبالفعل سيطر تعريفه علي عقول علماء الأنثروبولوجيا لعقود عديدة ، وقد تبني عالما الأنثروبولوجيا الأمريكيان كروبر وكلوكهون التعريف الذي يقول بأن الثقافة تجريد " ووافقهم علي هذا التعريف بيلز وهويجر اللذان أضافا بأن ” الثقافة هي تجريد مأخوذ من السلوك الإنساني الملاحظ حسيا ”






أولا – تعريفات متعددة لظاهرة واحدة
يمكن القول بأن تعريفات الثقافة كانت تتطور تبعا لتطور الاتجاهات والمناهج والمقاربات المختلفة . ومع ذلك يمكن رصد اتجاهين تتدرج في إطارهما مختلف التعريفات الأول اتجاه واقعي يري أن الثقافة كل يتكون من أشكال السلوك المكتسب الخاص بمجتمع أو بجماعة معينة من البشر والثاني اتجاه تجريدي يري الثقافة مجموعة أفكار يجردها العالم من ملاحظته للواقع المحسوس الذي يشتمل علي أشكال السلوك المكتسب الخاص بمجتمع أو بجماعة معينة .
قام هوايت بتجميع وتصنيف الأنساق الثقافية في ثلاثة قطاعات كبري تتكون منها الثقافة ومن خلال هذا التقسيم يتم تحديد مواقع العناصر الثقافية ، وهذه القطاعات هي :
1 – الأفكار والعقائد والاتجاهات الموجودة في عقول الأفراد .
2 – الأشياء المادية والمحسوسة التي يعطيها الإنسان معني محددا.
3 – العلاقات وخطوط التفاعل والاتصال بين البشر بعضهم ببعض وبين البشر والأشياء
إلا أن هناك تصنيف أخر يعتمد محاور الاهتمام أساسا له ويمكن تلخيصه في أربعة اتجاهات :
الأول : يقدم مقاربته من زاوية التاريخ الثقافي ، وهو اتجاه رسمه بواز ، أهتم بخصوصية كل ثقافة وحاول إيجاد صلات تاريخية جغرافية بين الثقافات .
الثاني : يقوم بمقاربة الثقافة من خلال علاقتها بالشخصية، وهو اتجاه رسمه سابير ويتصل بهذا الاتجاه علي وجه العموم ” الثقافوية“ كأعمال روث بنديكت ومارجريت ميد.
الثالث : يعمد الي مقاربة الثقافة بالرجوع الي نظريات الاتصال الحديثة منطلقا أساسا من النموذج اللساني ويوجد أحسن تعبير عنه في أعمال كلود ليفي شتراوس .
الرابع : استند الي التحليل الوظيفي في مقاربة الثقافة والذي برز علي يدي رائده مالينوفسكي ، وهذا التحليل يسمح بتحديد العلاقة بين العمل الثقافي والحاجة عند الإنسان سواء كانت هذه الحاجة أولية أو فرعية .
في الخلاصة يمكن القول إن مختلف التعاريف الأنثروبولوجية حافظت علي المقابلة بين الطبيعي والثقافي تدعمها المقارنات التي كانت رائجة بين الحيواني والإنساني وبين ما هو بيولوجي أو فطري وبين ما هو مكتسب في الوجود الإنساني .




ثانيا - محاولات واتجاهات ومدارس
كان ولا يزال الوصول الي الأسباب التي يقوم علي أساسها التباين بين الثقافات القضية الفكرية الأساسية التي استقطبت الاهتمام والكثير من الجدل والنقاش وقد تبلورت في اتجاهات ونظريات عديدة وقد ظهرت خلال القرن الماضي وتحديدا في نصفه الأول ثلاثة اتجاهات رئيسية تفاعلت مع بعضها وهي :
الاتجاه الأول – الاتجاه التاريخي التخصيصي: نشأ في إطار الدراسة النظرية للتاريخ الحضاري للإنسانية . وهو عبر عن استمرا الاهتمام باستخدام التاريخ لتفسير ظاهرة التباين الثقافي للمجتمعات الإنسانية ، وتأثر هذا الاتجاه بالمدرسة الجغرافية الألمانية ورائدها فردريك راتزل.

الاتجاه الثاني – البنائي الوظيفي : فقد نشأ في الوقت الذي ظهرت فيه نظرية الانتشار الثقافي في أوربا وأمريكا كرد فعل عنيف إزاء النزعة التطورية . واتصف هذا الاتجاه بأنه لا تطوري ولا تاريخي إذ ركز علي دراسة الثقافات كلا علي حدي في واقعها وزمنها الحالي . فالوظيفية إذن دراسة آنية ترفض المنهج التاريخي . ولقد تبلور هذا الاتجاه عن طريق الأفكار والكتابات التي طرحها كل من العالمين البريطانيين مالينوفسكي وراد كليف براون وهو اتجاه استفاد من المماثلة بين المجتمعات الإنسانية والكائنات البشرية .


أما الاتجاه الثالث وهو الاتجاه التاريخي النفسي : فهو تأثر بما كان يجري في ميدان علم النفس وبخاصة علي أيدي فرويد وتلاميذه حيث رأي هؤلاء إمكانية فهم الثقافة عن طريق التاريخ الي جانب الاستعانة ببعض مفاهيم علم النفس وطرق تحليله .




ثالثا : الأنثروبولوجيا الجديدة
ظهر اتجاهين رئيسيين هما التطورية الجديدة وظاهرة التثاقف. ومن رواد هذا الاتجاه التثاقفي ميلفن هرسكوفيتز ورالف لينتون وروبرت ردفيلد ومارجريت ميد . ولقد نشأ ما يعرف بالانثروبولوجيا التطبيقية خلال العقود التالية للحرب العالمية الثانية .في المقابل نشأ الاتجاه المعرفي في دراسة الثقافة والذي يبحث فيما يتصوره الناس في طريقة تفكيرهم وأسلوب إدراكهم للأشياء والمبادئ التي تكمن وراء هذا التفكير والتصور . وقد تبلور هذا الاتجاه الأخير مع بداية الستينات في مدرستين رئيسيتين إحداهما ظهرت في فرنسا وعرفت بالبنائية والأخرى في أمريكا وعرفت باسم الأثنوغرافيا الجديدة .

وخلاصة القول فان اثنولوجيا النصف الثاني من القرن العشرين شابها الكثير من التضارب وافتقدت الي الاستقرار الأكاديمي الذي عرقل توصلها الي نظريات علمية علي الرغم من النقاش الموسع حول النواحي المنهجية مما دفع البعض الي التساؤل عن مدي أهمية هذا النزاع المنهجي الذي يدور حول الكيفية التي تدرس بها الثقافات الإنسانية وصلة ذلك بقضايا الإنسان المعاصر . بقي أن نشير الي ان الدراسات التي يقوم بها الأنثروبولوجيين قد تنطلق من هذا الاتجاه أو ذاك لكنها في غالبيتها تحاول الجمع والاستفادة منها كلها .





.
.

 
قديم 2016- 3- 19   #4
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة الرابعة




المقاربة السوسيولوجية للثقافة


لا تنفصل هذه المقاربة عما تعرضنا له في السياق الأنثروبولوجي للثقافة ، وان كانت تعبر عن خصوصية آخذة في التبلور والوضوح علي الصعيد النظري والتطبيقي .
إن الثقافة كمفهوم سوسيولوجي تشمل كل ما في البعد الأدبي والتراثي والمسرحي والفني ، كما تشمل البعد الأنثروبولوجي الذي يطال الأدب والفن كما يطال حقل التعابير التي نطلق عليها عادة صفة اجتماعية والتي تميز جماعة بشرية معينة ، كالتقاليد والعادات والاحتفالات علي أنواعها ومسالك التعبير وتقاليد الطبخ وأشكال اللباس فضلا عن التصورات والأساطير والمعتقدات .
وقد قام العديد من السوسيولوجيين قبل ذلك بتفتيت الكليات الكبرى للثقافة الي وحدات أطلق عليها السمات الثقافية ، فأسلوب تبادل التحية بين الأفراد وسلوكيات الفرح أو الحزن بأبعادها وسماتها المادية واللامادية علي سبيل المثال هي الطريقة التي يمكن من خلالها تحليل الثقافة السائدة في مجتمع ما .


أولا – التأصيل بين النمط والنظام
يوجد داخل الأنماط الثقافية بعض التشابهات وهذا ما يطلق عليه الأنماط العامة للثقافة . وكان بعض السوسيولوجيين ومن أبرزهم رالف لنتون يري أن حاجات الفرد هي دوافع السلوك الأساسية ، ولذلك فهي الدوافع المسئولة عن تفاعل المجتمع والثقافة . وهو يوسع مفهوم الحاجات ليشمل الحاجات النفسية فضلا عن البيولوجية .ومع ذلك يحددها لنتون بثلاثة عناصر أساسية صالحة لتفسير السلوك البشري وهي :
1 - الحاجة الي الاستجابة العاطفية .
2 – الحاجة الي الخبرة الجديدة .
3 – الحاجة الي الأمن .
ومع ذلك فان أشكال السلوك المختلفة لا يمكن تفسيرها علي أساس الحاجات الدافعة وحدها ، فهذه الحاجات مجرد قوي ومحركات ودوافع . والسلوك المعبر عنها يتشكل بعدد لا نهاية له من العوامل الأخرى في المحيط الذي يحيا فيه الإنسان .
ويعمق مالينوفسكي هذا الاتجاه موكدا أن الحاجات الأساسية للفرد وإشباعها ترتبط ارتباطا وثيقا باشتقاق حاجات ثقافية جديدة ، وان هذه الحاجات الجديدة لا تتم إلا بإنشاء بيئة جديدة ، بيئة ثانوية أو اصطناعية . وهذه البيئة هي الثقافة بعينها لا أكثر ولا أقل .
هذه المقاربة الوظيفية تتضمن فكرة التنظيم ، ذلك أنه لا بد من تعاون بين الناس والمجموعات لإشباع الحاجات وهذا ينطبق علي كل الجماعات في كل الثقافات . ويسمي مالينوفسكي وحدة التنظيم الإنساني ” النظام الاجتماعي“ والذي يعني به الاتفاق علي مجموعة من القيم التقليدية تجمع الناس وتنظم حياتهم وعلاقاتهم مع بعضهم ومع بيئاتهم الطبيعية منها والصناعية .
وقد تنشأ النظم الاجتماعية تلقائيا أو عن قصد لتأمين الرغبات الأساسية والحاجات الأولية الضرورية فضلا عن أنها تمد الأفراد بالأصول والقواعد والمبادئ العامة التي يجب أن تقوم عليها معاملاتهم وهناك عدة تعريفات للنظم الاجتماعية ، ولكنها بشكل عام ليست إلا نماذج منظمة للسلوك توجه سلوك الأفراد ومواقفهم .
للنظم الاجتماعية أهمية كبري ، فهي التي تعمل علي تشكيل سلوك الأفراد والجماعات وتضعه في قوالب ونماذج تسهل الاتصال والتفاعل ، وبالتالي فهي تؤثر في أفكارهم ومعلوماتهم ومهارتهم وخبراتهم ودوافعهم وقيمهم واتجاهاتهم لأنها تحملهم علي تكييف سلوكياتهم وفقا لمقتضياتها . وهي تنقل الي الفرد التراث الثقافي وتطبعه بالطابع المميز الخاص بالمجتمع الذي يعيش فيه .
يعتبر اميل دوركايم النظم الاجتماعية ذات خاصية إلزامية وإجبارية ، أي أنها تفرض نفسها علي الأفراد وتجبرهم علي طاعتها . ونظريته في هذا المجال تقوم علي أساس التمييز بين ما يسميه :
- التصورات الفردية : وأساسها المشاعر الناتجة عن تفاعل كثير من خلايا المخ ، وما ينتج عن هذا التفاعل من مركب ذي صفات خاصة به ، والمشاعر الناتجة تمتزج لتكون الصور وهي بدورها تمتزج لتكون التصورات الفردية .
- التصورات الجمعية: وهي تنتج عن طريق مزج الضمائر الفردية واتحادها في النهاية .
ويري دوركايم أن التصورات الجمعية هي أعظم شكل للحياة النفسية .
يكتسب الفرد الأنماط الثقافية المناسبة أثناء عملية التنشئة الاجتماعية بدءا باساليب السلوك المتنوعة وصولا الي الأنشطة الجماعية . ويمكن القول ان لكل مجتمع أو طبقة أو جماعة أنماطا ثقافية تتشكل في أنساق متكاملة وتعمل كنماذج تفرض نفسها علي الأفراد بما يضمن حد أدني من التماثل في السلوك .
قد يكون النموذج الثقافي عموميا وشائعا في المجتمع كل ، كما قد يكون خاصا بقطاع معين من المجتمع ، وفي هذه الحالة يسمي ثقافة فرعية . فطرق تناول الطعام بدءا بالمجتمع الغربي المدني وانتهاء بالمجتمع البدوي أو الريفي تعبر عن أنماط ونماذج ثقافية ، كما أن طرق التعبير عن الفرح أو الحزن والاحتفالات وطقوس العبادات تعبر أيضا عن أنماط ونماذج ثقافية تختلف باختلاف المجتمعات .
ان تحليل شكل الثقافة ومحتواها في مجتمع ما مهما بدأ عليها من تجانس وبساطة ، ينطوي علي كثير من الصعوبات التي تفرض تحليل السمات الثقافة وما يندرج تحتها من خصوصيات حتي يمكن فهم الثقافة في وحدتها وتكامل أجزائها.


ثانيا – استمرارية الأنساق الاجتماعية والثقافية وتفاعلها
إذا كان دوركايم واضحا في رؤيته للمجتمع بصفته مصدر لتشكيل الفرد وقولبته كيفما شاء ضمن أطره الثقافية ، فان الفرد هو ركيزة الحياة الاجتماعية عند ماكس فيبر فهو يشكل المجتمع بإرادته الواعية . وقد قدم بارسونز مفاهيم تحليلية متقدمة تضمنت نظرية عامة عن المجتمع لا تبرز الرأسمالية بقدر ما تقدم تفسيرا وفهما لصعوبات الرأسمالية دون أن تدينها . لقد رأي بارسونز الحياة الاجتماعية من خلال أفكار البشر وبخاصة من خلال معاييرهم وقيمهم .
نظر بارسونز في كتابه ” بنية الفعل الاجتماعي“ الي البشر علي اعتبار أنهم يقومون بالاختيار أو المفاضلة بين أهداف مختلفة ووسائل تحقيق هذه الأهداف ووفق هذه الخلاصة – النموذج- هناك أولا الإنسان الفاعل وثانيا نطاق الأهداف التي لا بد أن يختار من بينها الفاعل وهناك ثالثا الوسائل الممكنة لبلوغ تلك الغايات .
تتكون وحدة الفعل الصغرى إذن من ”الفاعل“ والوسائل والغايات والبيئة التي تضم أشياء اجتماعية ومادية فضلا عن المعايير والقيم . ويتكون ”نسق الفعل“ عند بارسونز من العلاقات القائمة بين الفاعلين وهذا النسق يركز علي معايير وقيم تشكل مع الفاعلين الآخرين جزءا من بيئة الفعل .ويخلص بارسونز الي إن أي نسق ، وعلي أي مستوي يجب أن يفي بأربعة متطلبات إذا كان يريد البقاء وهي كما يلي :
1 – وظيفة التكيف : ان كل نسق لا بد أن يتكيف مع بيئته .
2 – وظيفة تحقيق الهدف : لا بد له من أدوات يحرك بها مصادره ليحقق أهدافه .
3 – وظيفة الاندماج والتكامل : عليه أن يحافظ علي التواؤم والانسجام مع مكوناته .
4 – وظيفة ثبات المعايير : وقوامها أن تؤكد قيم المجتمع وأن تضمن أنها معروفة من قبل الأعضاء ، وان ثمة حافزا لهؤلاء كي يقبلوا هذه القيم وان يخضعوا لمتطلباتها.
إن نقطة الانطلاق في التحليل البارسوني هي ” الفعل ” أي السلوك الإنساني الفردي أو الجمعي ، لذلك يشدد علي إن موقع الفعل يتحدد دائما في أربعة سياقات هي :
1- السياق الأيديولوجي بحاجاته ومتطلباته الفيزيولوجية والعصبية .
2 – السياق النفسي والذي يتدرج في اختصاص علم النفس وإطار الشخصية .
3 – السياق الاجتماعي بتفاعلاته بين الإفراد والجماعات .وهو من اختصاص علم الاجتماع
4 – السياق الثقافي وهو يتمثل بالمعايير والنماذج والقيم والإيديولوجيات والمعرف وهو السياق الذي درسته الأنثروبولوجيا بداية .
في التحليل البارسونزي نظر الي الأنساق الاجتماعية والثقافية والي الأدوار بوصفها نتيجة للفعل الاجتماعي أو العكس ، إلا إن ” التفاعلية الرمزية ” لم تقم بهذه النقلة ، بل ظلت مع الفعل الاجتماعي . أنها تري البني الاجتماعية ضمنا باعتبارها بني للأدوار بطريقة بارسونز نفسها ، إلا إنها لا تشغل نفسها بالتحليل علي مستوي الأنساق . أنها تبقي اهتماماتها علي مستوي ” وحدة الفعل الصغرى“ ولا تهتم بقضية الاختيار بين سلم المفاضلات قدر اهتمامها بقضية تشكيل المعاني . والمؤسس الفكري لهذا الاتجاه هو جورج ميد ، وهو اتجاه تجاذبته أكثر من تيار إلا إن هربرت بلومر أوجز فرضيات التفاعلية علي الشكل التالي :
1 – إن البشر يتصرفون حيال الأشياء علي أساس ما تعنيه تلك الأشياء لهم .
2 – هذه المعاني هي نتاج للتفاعل الاجتماعي في المجتمع الإنساني .
3 – وهذه المعاني تحور وتعدل ويتم تداولها عبر عملية تأويل يستخدمها كل فرد في تعامله مع الإشارات التي يواجهها.
هذه الفرضيات الثلاثة تركز علي ” الرمز الدال ” وهو ما يفرق الإنسان عن الحيوان . فاللغة كرمز دال هي المعني المشترك ، وهو يتطور في سياق عملية التفاعل الاجتماعي الذي يولد المعاني ، والمعاني بدورها تشكل عالمنا .
تبقي التفاعلية الرمزية مقربة معرفية في دراسة الشخصية ويظل اهتمامها مركزا علي دراسة التفكير وعملياته .
.
.


سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم



 
قديم 2016- 3- 19   #5
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة الخامسة




خصائص الثقافة وعناصرها



خصائص الثقافة

كما ينفرد الإنسان عن جميع المخلوقات بقدرته علي صنع الثقافة ، كذلك ينفرد كل مجتمع بشري بخصائص ثقافية تميزه عن باقي المجتمعات . وهناك خصائص عمومية للثقافة ويمكن تحديد أبرزها فيما يلي :
- الثقافة إنسانية : فهي تخص الإنسان فقط لأنها نتاج عقلي ، والإنسان يمتاز عن باقي المخلوقات بقدرته العقلية وإمكاناته الإبداعية ، ولا يشارك الإنسان في هذه الظاهرة ” الثقافة“ أيا من المخلوقات الحية . فالثقافة من صنع الإنسان ولا تنتقل إلا من خلاله . فلا وجود للثقافة دون مجتمع إنساني ولا وجود للمجتمع الإنساني دون ثقافة ما .

- الثقافة مكتسبة :فالثقافة ليست شيئا غريزيا أو فطريا أو ينتقل بيولوجيا ، ولكنها مكونة من عادات واتجاهات مكتسبة يتعلمها كل فرد خلال خبرته الذاتية بعد ولادته من خلال صلته وعلاقته بالآخرين . فالأطفال علي سبيل المثال حين يشبون في أسرهم وجماعاتهم فإنهم يكتسبون عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية طرق السلوك والتفكير والاعتقاد والشعور التي يفصح عنها آبائهم وأقربائهم وجيرانهم .

- الثقافة كل أو نسيج متكامل : فلا تتكون الثقافة من مجموعة من الأعمال والأفكار المنعزلة عن بعضها ، وإنما تتكون من كل متداخل العناصر متكامل الأجزاء . وقد يكون التداخل أو التساند وظيفيا كما يقول الوظيفيون ، وقد يكون نوعا من التكامل البنيوي كما يقول البنيويون .

- الثقافة انتقالية وتراكمية :تنتقل الثقافة من جيل الي جيل في شكل عادات وتقاليد ونظم وأفكار ومعارف يتوارثها الخلف عن السلف عن طريق المخلفات المادية والرموز اللغوية ، كما أنها تنتقل من وسط اجتماعي الي وسط اجتماعي أخر . وبهذا المعني فأنها تراكمية ، فالإنسان يستطيع أن يبني علي أساس منجزات الجيل السابق أو الأجيال السابقة ، فهو ليس في حاجة الي أن يبدأ دائما من جديد .

- الثقافة أفكار وأعمال :لم يقف الإنسان عاجزا أمام البيئة وإنما أقام معها علاقات أخذت أبعادا ثلاثة : مادية وفكرية ورمزية . فمن خلال البعد المادي تحولت علاقة الإنسان مع البيئة الي أعمال ومنجزات ، بدءا بالآلات والأدوات الي المنازل والمدارس والمصانع ... وكل عمل إنساني من هذه الأعمال لا يمكن أن يتحقق ما لم تسبقه فكرة وإرادة وتنفيذ . وهكذا فالبعد المادي لا يخرج عن كونه أفكارا تم تجسيدها في أعمال .

- الثقافة متباينة المضمون ومتشابهة الكل : تختلف الثقافات في مضمونها اختلافا كبيرا وقد يصل الاختلاف الي درجة التناقض ، بحيث نجد أن النظم التي يتبعها مجتمع ما ويعتقد أنها الفضيلة بعينها قد تعتبر أمرا مخالفا في مجتمع أخر وقد يعاقب عليه القانون . فمثلا يستطيع العربي المسلم المقيم في دولة عربية أن يتزوج أمرآتين أو ثلاثة أو أربعة في ظروف معينة ، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فيعد ذلك جريمة تعرف باسم ” جريمة تعدد الزوجات ” ويعاقب عيها الفرد حتي ولو كان مسلما .
وبالرغم من إن الثقافات متنوعة في مضمونها لدرجة التناقض ، فان الإطار الخارجي لجميع الثقافات واحد ومتشابه . ففي كل ثقافة نجد أشكالا ثقافية واحدة مثل نظام العائلة واللغة والدين والفنون والنظم الاجتماعية الخ..... والتشابه هنا ينصب علي الشكل العام الخارجي للثقافات .

- الثقافة مثالية وواقعية :يمكن القول بأنه الي درجة كبيرة فان عادات الجماعة والتي تتكون منها الثقافة توضع في معايير مثالية أو أنماط سلوك مثالية ينبغي علي أعضاء الجماعة أو أفراد المجتمع أن يحتذوها أو يمتثلوا لها . والثقافة أيضا واقعية من حيث أنها تمثل السلوك الفعلي والواقعي في المجتمع .

- الثقافة اشباعية :فالثقافة دائما تشبع الحاجات البيولوجية الأساسية والحاجات الثانوية المنبثقة عنها . فعناصر الثقافة وسائل مجربة لإشباع الدوافع الإنسانية في تفاعل الإنسان بعالمه الخارجي .ويترتب علي كون الثقافة اشباعية وجود تشابهات ثقافية واسعة المديبين المجتمعات ناتجة عن الحقيقة القائلة بأن الدوافع الإنسانية الأساسية تتطلب أشكالا متماثلة من الإشباع

- الثقافة تكييفية :إن الثقافة تتغير وتتميز عملية التغير الثقافي بأنها عملية تكييفية ، فتميل الثقافات – خلال فترات زمنية معينة – الي التكيف مع البيئة الجغرافية ، وتتكيف الثقافات أيضا عن طريق الاستعارة والتنظيم وذلك بالنسبة للبيئة الاجتماعية للشعوب المجاورة ، وتتكيف الثقافات لنفسها كذلك ، بمعني أن تتكيف للتغيرات المختلفة التي تطرأ علي مظاهرها بسرعات مختلفة . وأخيرا فان الثقافات عليها أن تتكيف للمتطلبات البيولوجية والسيكولوجية للكائن الحي .

- الثقافة انتقائية :يتم انتقال الثقافة من جيل الي أخر علي نحو مختلف كل الاختلاف عن توارث الصفات الجسمية والحيوية في اغلب الكائنات الحية . فقوانين الوراثة الحيوية ثابتة مطردة الي حد بعيد ، أما انتقال الثقافة فلا يتم بمثل هذه الآلية والحتمية ، بل يتم غالبا عن وعي وإدراك وانتقاء . ولكن يجب أن نبرز تلك الحقيقة الجوهرية وهي أنه ليس معني الانتقاء هنا أن لنا اختيارا تاما في قبول عناصر ثقافية أو رفضها . فما لا شك فيه أن هذه العناصر تعلو علي مشيئتنا الي حد ما ، وغاية ما هنالك أن قبولنا الواعي لعناصر الثقافة يجعل لنا نوعا من القدرة علي تكييفها تبعا لظروفنا والوقوف منها موقف الانتقاء لا موقف التلقي السلبي .

- الثقافة مجتمعية :بمعني أنها عادات المجتمع ، ويلزم علي جميع أفراد المجتمع إتباعها غير أنه لا تتمتع كل النظم الثقافية بذلك الشمول في التطبيق ، بل إن عددا كبيرا من النظم يطبق علي جماعة معينة داخل المجتمع الواحد ولا يطبق علي الجماعات الأخرى .

ويمكن تقسيم النظم الثقافية علي أساس مدي شمولها الي ثلاثة أنواع :
أ – العموميات :وهي النظم الثقافية التي يتبعها كل أفراد المجتمع . ومن أمثلة ذلك اللغة في المجتمعات البدائية خاصة ، فانه يندر أن يعرف أحد من أفراد القبيلة لغة غير لغة قبيلته . وتعتبر العموميات قليلة لعدد النظم الثقافية الأخرى في المجتمع ، وتؤدي دورا هاما في تماسك المجتمع وترابطه نظرا لشمولية تطبيقها .
ب – المتغيرات ”البدائل“ :وهي مجموعة من النظم والعناصر الثقافية الي تطبق في موقف معين وللفرد الحرية في اختيار أحدها وترك الباقي . ومن أمثلة ذلك نظام الزواج في الثقافة الإسلامية ، فالمسلم يستطيع أن يتزوج زوجة واحدة أو زوجتين أو ثلاثة أو
أربعة ، وذلك في إطار ظروف وشروط معينة . ومثلا يستطيع الفرد أن يتعلم أي حرفة” من الحرف التي توافق عليها ثقافته غير أنه ليس من المباح قانونا أن يتعلم الفرد ” النشل“
ولكنه يستطيع أن يختار قيادة السيارات أو الزراعة أو التجارة أو الهندسة وما الي ذلك . ويجب هنا ألا يفهم أن هذه الحرية لا قيود لها ولا حدود عليها ، وإنما هناك حدود تضعها الثقافة ذاتها .

ج – الخصوصيات : يشتمل كل مجتمع علي تقسيمات فرعية في داخله ، وتزداد تلك التقسيمات كلما تقدمت ثقافته وزادت درجة التخصص بين أعضائه ، وتتميز كل جماعة بنظم وعناصر ثقافية خاصة بها ولا توجد في كثير من الأحيان عند غيرها . فإذا نظرنا الي مجتمع مدينة الرياض مثلا نجد بداخله الآلاف من التقسيمات الفرعية ، وكل قسم يشتمل علي جماعة متماسكة الأجزاء لها نظمها الثقافية الخاصة بها ، فهناك جماعات العمال والطلبة والأطباء والصيادلة والمهندسين والمحاسبة والضباط والتجار...الخ
ويطلق علي كل تلك الأنماط الخاصة التي تميز الجماعات داخل المجتمع“الخصوصيات“

عناصر الثقافة ” أقسامها“
يذهب كثير من المفكرين الي تقسيم الثقافة الي عنصرين :
أ – عنصر مادي :ويشمل كل ما يتعلق بالمسكن والمأكل والمشرب والملبس والأدواتوالتكنولوجيا وما الي ذلك .


ب – عنصر لا مادي ” معنوي ” :و يشتمل علي الآراء والأفكار والقيم الاجتماعية ، أو يشتمل بصفة عامة علي كل العناصر المجردة التي توصل إليها الإنسان كاللغة والآداب والعلوم والفنون والقوانين وما الي ذلك .
يقسم ” روبرت بيرستد ” الثقافة الي عناصر ثلاثة هي :

1 – الماديات :وهي تمثل الجانب الأكثر وضوحا والأيسر فهما من عناصر الثقافة . ويشير هذا العنصر الي كل الأشياء المادية التي يستحوذ عليها أفراد المجتمع ويستخدمونها في حياتهم .

2 – الأفكار : فالثقافة في أي مجتمع تتضمن طوائف من الأفكار المتصلة بمختلف نواحي
الحياة في المجتمع. وتحرص المجتمعات المتقدمة علي تسجيل هذه الأفكار وحفظها في صورة مؤلفات ووثائق .

3 – قواعد السلوك : تشير الي الطرائق التي يتبعها الأفراد في السلوك والعمل . إن هذه القواعد تعتبر بمثابة أنماط تحدد سلوك الأفراد في مختلف المواقف التي يجدون أنفسهم فيها وفي مختلف قطاعات الحياة.

وعموما يمكن تحديد العناصر الثقافية التي يشيع استخدامها بين الاجتماعيين في : التكنولوجيا ، الاقتصاد ، التنظيم الاجتماعي ، الدين ، المعتقدات ، الثقافة الرمزية كاللغة والفنون والتصوير والموسيقي والأدب الخ.... ، العادات ، التقاليد ، الأعراف .



.
.
إذا جاءك يوم يسوءك فلا تجزع فسيأتي يوم يسرك
هكذا الحياة تتقلب فيها الأيام يوم لك وآخر عليك
(وتلك الأيام نداولها بين الناس)



التعديل الأخير تم بواسطة هدى ابراهيم ; 2016- 3- 19 الساعة 04:18 PM
 
قديم 2016- 3- 21   #6
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف


المحاضرة السادسة

محددات التفاعل الثقافي وآلياته


الإنسان كائن اجتماعي ، وطالما هو كذلك فانه يعيش حياته في كل زمان ومكان في اتصال مباشر وغير مباشر مع أقرانه ومحيطه. والاتصال هو أبرز آليات التفاعل بين الأفراد والجماعات. والتفاعل تبادلي يمكن ملاحظته داخل الجماعة وخارجها، وهو قد يأخذ ثلاثة أشكال: من شخص لأخر أو من شخص لجماعة أو من جماعة الي جماعة.
لكن آليات التفاعل متعددة تحاكي في كثرتها تعقد الحياة الاجتماعية ، وبالتالي هي حالات لا يمكن تصنيفها بسهولة لأنها في الحياة العملية لا تعمل بمعزل بعضها عن بعض .



وقد اخترنا خمس آليات أساسية للتفاعل الثقافي والاجتماعي تتمثل فيما يلي :


1 – التبادل : لطالما اعتبرنا التبادل عملية اقتصادية بحته ، لكن علماء الاجتماع المعاصرين أوضحوا أن التبادل هو أحد أشكال التفاعل الاجتماعي . يحدث التبادل بين المجموعات سواء كانت كبيرة تحاكي بحجمها الدول الحديثة ، أم صغيرة مساوية لمجموعة الزوجين الأساسية .
إن علم الاجتماع مدين لجورج سيمل في إبراز أهمية التبادل في دراسة التفاعل الاجتماعي .
يشير سيمل الي أن التبادل هو إعطاء شكل محسوس للتفاعل الاجتماعي بحيث يصبح واقعة قابلة للقياس نوعا ما .





وتتلخص نظرة سيمل بأنه



مهما كانت العلاقات حميمة وصادقة ، فإنها تظل متميزة بمعالم التبادل بحيث يقوم سلوك أحد الطرفين علي توقع المكافأة من الطرف الأخر أو الشخص الأخر . ولا يقتصر التبادل علي انه يرسخ روابط الصداقة بين الإقران فحسب ، لكنه يوجد أيضا فوارق في المقام ، فالشخص الذي يوفر لشخص أخر أشياء أو خدمات لا يمكن تعويضها أو مبادلة قيمتها ، لا يضع نفسه في مقام أرفع فحسب ، وإنما في مركز نفوز وسلطة .



علي أية حال سواء كانت آلية التبادل مولدة للصداقة والحب أو للاستياء والكره ، فأنها احدي أهم العناصر التي تدخل في عداد التفاعل الاجتماعي . صحيح إنها أكثر وضوحا في إطار التبادل الاقتصادي والعقود القانونية ، إلا أنها علي القدر نفسه من الأهمية في إطار العلاقات الشخصية بين البشر .

2- التعاون :هو السلوك التضامني أو المشترك لتحقيق هدف ما ، فيه مصلحة مشتركة لجميع الأطراف . والتعاون قد يكون عفويا أو موجها أو طوعيا أو قسريا ، رسميا أو غير رسمي ، كبيرا وواسعا أو ضيقا وصغيرا .


وعلي الرغم من ضرورة التمييز بين التعاون والتنافس ، إلا إننا في الحياة العملية قلما نجد هذين النشاطين منفصل احدهما عن الأخر ، ذلك أن التنافس يتطلب علي الأقل حدا من التعاون السابق .وللتعاون أنماط عديدة أهمها أربعة وهي :


أ – التعاون العفوي :وهو أقدم أشكال التعاون وأكثرها تلقائية ، وهو غير محكوم أو محدد بتقليد أو عرف . فهو يقوم في الغالب بين الأصدقاء دون حساب للربح أو للحوافز وهو دائما غير مخطط ، انه ظرفي بطبيعته .
ب – التعاون الموجه : حيث يتم توجيه العمل أو السلوك باتجاه هدف مشترك . لكن التعاون هنا ليس عفويا ، ولعل التنظيم العسكري هو أقدم أشكال التعاون الموجه .
ج – التعاون التقليدي : وهو ليس عفويا علي الإطلاق ، وكذلك يصعب وصفه بالموجه ، انه جزء من المعايير والتقاليد والأعراف الاجتماعية المتوازية ، فمجتمع القبيلة نموزج جيد للتعبير عن هذا النوع .
د – التعاون التعاقدي :تعتبر بنود هذا التفاعل محددة ومشروطة بإرادة المشاركين أو محكومة بالأنظمة القانونية . وقد يكون التعاون التعاقدي موجها أو غير موجه ، لكنه لا يمكن أن يكون عفويا . انه في كل الأحوال نتيجة للتدبير والتخطيط والتفويض السابق للمسئوليات والمهمات .


3– التطابق :انه السلوك المنسجم أو المتطابق مع المعايير التوجيهية والتحريمية لأية مجموعة اجتماعية ، ومنه تنشأ مظاهر الاتفاق والوحدة التي تزود المجتمع بعناصر قوته وعادة ما يكون الإفراد شديدي التطابق مع تلك المجموعات التي يميلون الي الرجوع إليها وهي التي تسمي ” الجماعة المرجعية ” كالأسرة والعشيرة والقبيلة وجماعة الأصدقاء .إن التطابق هو أحد عمليات السلوك الاجتماعي الأكثر شمولا واستمرارا ، ذلك انه يساعد الفرد علي تكييف سلوكه وتكييف نفسه مع معايير معينة ، وذلك انعكاسا لتأثير الجماعة الاجتماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة .


4 – الإلزام :هو السلوك الناتج عن الإكراه والقهر في الغالب . وقد يبدو الإلزام سلوكا وحيد الجانب لا نمطا من التفاعل ، لكنه مع ذلك لا ينفصل عن الشخص أو الفريق الممارس عليه فعل الإلزام . كذلك يمكن للفرد أن يمارس الإلزام أو الإكراه علي نفسه ، فما نطلق عليه ”قوة الإرادة“ ما هو إلا شكل من أشكال الإلزام ، يكون فيها الفاعل والمفعول به شخصا واحدا بعينه .
إن للإلزام درجات متفاوتة من الشدة في العلاقة بين البشر والمجموعات ، وهي آلية عامة وشاملة ، لأنها فضلا عن وجودها المستقل نظريا ، لا تعمل بمعزل عن الأنماط الأخري (التبادل – التعاون – التطابق) .

5 – الصراع :انه السلوك الذي يحمل أفرادا أو مجموعات علي التنافس أو التناحر في ما بينهم لبلوغ هدف يسعي إليه الجميع . ويمكن للصراع أن يندلع في الإنسان نفسه وذلك حين يشتهي الإنسان شيئا لكنه يقاوم تلك الشهوة وينشأ نتيجة لذلك صراع نفسي داخلي . ومع ذلك يبقي الصراع بين الإفراد والجماعات أكثر بروزا وتأثيرا في التعامل الاجتماعي .




إن مظاهر الصراع كثيرة فقد يكون بين شخصين أو بين جماعتين أو بين دولتين ، وقد يكون الصراع بصفة مباشرة ووجه لوجه ، وقد يكون بصفة غير مباشرة حينما يسعي كل طرف لتحقيق مصلحته الخاصة وهو يعلم أن ذلك لن يتم إلا بالحيلولة دون تحقيق مصالح الطرف الأخر ، وقد ينمو الصراع في الخفاء ويتخذ مظاهر غير مشروعة كالقتل والاغتيال والدسائس والمؤامرات .
وإذا كان الصراع بين قوتين متكافئتين ، فأنه قد ينتهي الي التعاون بينهما لأن كلا منهما يسأم من استمرار فترة الصراع فتكون النتيجة تقارب وجهات النظر وإمكان الوصول الي حلول وسطي . أما إذا كان الصراع بين قوتين غير متكافئتين فان النصر يكون حليف الأقوى ولن يستطيع الأضعف الاستمرار في الصراع وغالبا ما ينتهي الصراع بسيادة الأقوى وخضوع الأضعف .



وأخيرا يمكننا القول أنه بدون التفاعل لا يكون هناك حياة اجتماعية أو ثقافية . فبمجرد وضع الأفراد في جوار مادي ينشأ عنه نوع من التفاعل البسيط ، لكنه يأخذ بالتعمق عندما يتحدث أو يعمل الأشخاص والجماعات مع بعضهم البعض في إطار هدف معين أو عندما يتنافسون أو يتشاجر مع بعضهم البعض . وقد يحدث التفاعل ويكون مباشرا وقد يكون رمزيا حين يتكون من أصوات أو إشارات أخري أو لغة سواء كانت منطوقة أو مقروءة .











.
.



الأمل لا يأتي من فراغ ولا يستحدث من العدم

هناك قيمة إيمانية عميقة وهي التوكل على الله والثقة به وإحسان الظن


.
.



 
قديم 2016- 3- 21   #7
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة السابعة

مصادر الثقافة وإشكالية القيم والتراث الشعبي



مقدمة


من أين تأتي الثقافة ؟ من المجتمع ، أم من التاريخ ، أم من الدين، أم من عمليات التفاعل بين الأفراد وبينهم وبين البيئة ؟ هل يكتسب الإنسان القيم والعادات أم ينتجها ؟ هل يكتفي باكتسابها أم يضيف عليها ويعدلها ؟ هل تأتي الثقافة من القيم والعادات أم ان القيم والعادات تأتي من الثقافة ؟
في الحقيقة تأتي الثقافة من كل الاتجاهات وتشرب من أكثر من نبع . وبقدر تفاعل الأفراد مع بيئاتهم واستجابتهم للحاجات المستجدة تنمو الثقافة ويتكون المجتمع . فتحت هذه العناوين : الثقافة والمجتمع والتاريخ تتدرج عملية التكوين ، فحيث لا ثقافة ، لا مجتمع .وعندما توجد الثقافة لابد من مجتمع ، ذلك أنه في الوقت الذي يصنع فيه الإنسان ثقافته يصنع بل يبني فيه مجتمعه .
وسوف نتناول عبر تلك المحاضرة والمحاضرة القادمة أبرز مصادر الثقافة كالدين والقيم والعادات والأعراف والتقاليد والشعائر والطقوس والتراث الشعبي .





أولا – الثقافة والدين
يمثل الدين ثقافة كاملة لشعب أو أمة أو حضارة ، ليس في كونه مجموعة نصوص وتعاليم وقيم فحسب ، بل بما هو كيان مجسد اجتماعيا ومبلور بالممارسة في أنماط وتقاليد وأفعال . فالدين ثقافة كاملة فهو يعبر عن رؤية للعالم وللطبيعة والوجود والإنسان وهو كذلك أيضا لأنه يقدم تصور لبناء الاجتماع الإنساني علي نحو يغطي أحيانا أدق تفاصيل هذا الاجتماع اقتصادا وسياسة وأخلاقا وأحوال شخصية ...الخ

وبقدر ما يقوم الدين بتشكيل الثقافة وتعبئتها يقوم أيضا بشحنها بالرموز والمضامين والقيم بل يسهم في تشكيل حقلها الخاص داخل الاجتماع المدني . إذا ثمة حالتان يمثل الدين في الأولي نسقا كاملا يمد المؤمنين بأنماط متكاملة فيما يتعلق بالقيم وإدراك الوجود ويمثل في الثانية عنصرا فاعلا وقدرة دينامية داخل نسق أشمل يتمثل في الاجتماع المدني بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية والإنسانية .



ثانيا – القيم الثقافية
يعتبر مفهوم القيم من أكثر مفاهيم العلوم الاجتماعية غموضا وارتباطا بعدد كبير من المفاهيم الأخرى كالاتجاهات والمعتقدات والدوافع والرغبات .... وقد صاغ ميلتون روكيش عددا من الافتراضات التي ينبغي أن يبدأ منها تحليل طبيعة القيم الإنسانية منها :
1 - إن المجموع الكلي للقيم التي يتبناه الفرد قليل نسبيا .
2– إن الأشخاص في أي مكان يتبنون بدرجات متباينة مجموعة من القيم العامة .
3- إن القيم منتظمة داخل أنساق للقيمة .
4 – يمكن تتبع منابع القيم الإنسانية في الثقافة والمجتمع والشخصية .
5 – نتائج أو آثار القيم الإنسانية تتبدي واضحة في كل الظواهر التي يجد المتخصصون في العلوم الاجتماعية أنها جديرة بالبحث .




إشكالية التعريف : هناك محاولات عديدة لوضع تعريف واحد للقيم ، لكنها لم تسفر إلا عن تعدد وتباين واضح في الرأي بين المشتغلين في العلوم الاجتماعية وفيما يلي أبرز التعريفات في هذا المجال :


- روبرت بارك وبرجس يريان ” إن أي شيء يحظي بالتقدير والرغبة هو قيمة ” .
- جورج لندبرج يري” إن شيئا ما يصبح هو في ذاته قيمة حينما يسلك الناس إزاءه سلوكا يستهدف تحقيقه أو تملكه ”.
- هوارد بيكر يري أن ” القيم هي موضوعات تعبر عن حاجات ” .
- ميلتون روكيش يري ” أن القيمة هي معتقد يحظي بالدوام ويعبر عن تفضيل شخصي أو اجتماعي لغاية من غايات الوجود ”.


لا شك في أن هذه التعريفات وغيرها تعكس التباين في وجهات النظر تبعا للمدارس والاتجاهات المختلفة للباحثين ، غير أن هناك مجموعة من النقاط تمثل مؤشرات إجرائية عند تعريف مفهوم القيم ، يمكن حصرها فيما يلي :
1- القيم هي محك نحكم بمقتضاه ونحدد علي أساسه ما هو مرغوب فيه في موقف توجد فيه عدة بدائل .
2- تتحدد من خلالها أهداف معينة أو غايات ووسائل .
3- يمكن من خلالها الحكم سلبا أو إيجابا علي مظاهر معينة من الخبرة في ضوء عملية التقييم التي يقوم
بها الفرد .
4 – التعبير عن هذه المظاهر يتم في ظل بدائل متعددة أمام الفرد.
5- تأخذ هذه البدائل أحد أشكال التعبير الو جوبي مثل ” يجب أن ...“ حيث يكشف ذلك عن خاصية الوجوب والإلزام التي تتسم بها القيم .
6 – يختلف وزن القيمة من فرد لأخر بقدر احتكام هؤلاء الأفراد الي هذه القيمة في المواقف المختلفة .
7 – تمثل القيم ذات الأهمية بالنسبة الي الفرد وزنا نسبيا أكبر في نسق القيم وتمثل القيمة الأقل أهمية وزنا نسبيا أقل في هذا النسق .


ولمزيد من التحديد في توضيح مفهوم القيم ينبغي التمييز بينه وبين عدد من المفاهيم التي عادة ما تختلط بها وذلك علي النحو التالي :




أ – القيمة ومفهوم الاتجاه : علي المستوي الوصفي فان الفرق بين الاتجاهات والقيم كالفرق بين العام والخاص ، حيث تقف القيم كمحددات لاتجاهات الفرد ، فهي عبارة عن تجريدات وتعميمات عامة تتضح من خلال تعبيرات الأفراد عن اتجاهاتهم حيال موضوعات محددة ويمكن النظر الي الاتجاهات والقيم في ضوء مستويات مختلفة تمتد من الخصوصية الي العمومية . فالمستوي الأول يتمثل في المعتقدات والثاني في الاتجاهات ثم المستوي الثالث حيث توجد القيم ثم المستوي الرابع ويتمثل في الشخصية . فالقيمة بناء أكثر عمومية من الاتجاه ، فهي عبارة عن مجموعة من الاتجاهات المرتبطة فيما بينها .

ب – القيم والمعايير الاجتماعية : ثمة ثلاثة جوانب تختلف فيها القيم عن المعايير الاجتماعية ، فالقيمة تشير الي نمط مقفل للسلوك أو غاية من غايات الوجود بينما يشير المعيار الاجتماعي الي نمط سلوكي واحد . القيم تتسامي علي المواقف الخاصة بينما المعيار هو تحديد لسلوك أو منع لسلوك أخر في موقف معين . والقيم أيضا هي أكثر شخصية وداخلية بينما المعايير اتفاقية وخارجية .
ويعني هذا أن المعايير هي قواعد للسلوك ، فهي تحدد ما يجب وما لا يجب من أنماط سلوكية في ظروف محددة ، بينما القيم هي مستويات للتفضيل مستقلة الي حد ما عن المواقف الخاصة .فمثلا من القيم السائدة في المجتمعات عموما العدالة والحرية والتهذيب واللياقة ، وفي المجتمعات العربية الكرم والتسامح . ومن أمثلة المعايير نزاهة المدرس وعدالته وعدم تحيزه داخل قاعة الدرس .

ج – القيمة والمعتقد : تنقسم المعتقدات الي ثلاثة أنواع :
1 – وصفية : وهي التي توصف بالصحة والزيف
2 - تقييميه : أي التي يوصف علي أساسها موضوع الاعتقاد بالحسن أو القبح .
3- آمرة وناهية : حيث يحكم الفرد بمقتضاها علي بعض الوسائل أو الغايات بجدارة الرغبة أو عدم الجدارة .

لذلك يري ميلتون روكيش أن القيمة أشبه بمعتقد من النوع الثالث ، ثابت نسبيا يحمل في فحواه تفضيلا شخصيا أو اجتماعيا لغاية من غايات الوجود أو لشكل من أشكال السلوك الموصلة الي هذه الغاية . وفي المقابل يفرق بعض الباحثين بين القيم والمعتقدات علي أساس أن القيم تشير الي الحسن مقابل السيئ أما المعتقدات فتشير الي الحقيقة مقابل الزيف .

د – القيمة والسلوك : القيمة هي أكثر تجريدا من السلوك ، فهي ليست مجرد سلوك انتقائي بل تتضمن المعايير التي يحدث التفضيل علي أساسها .

- مفهوم نسق القيم : تؤلف مجموع القيم المكتسبة نسقا متماسكا حيث تحتل كل قيمة في هذا النسق أولوية خاصة بالقياس الي القيم الأخرى . ويتضمن نسق القيم نوعين رئيسين من القيم : القيم الغائية – وتمثل غايات الوجود الإنساني ، والقيم الوسيطة وهي أساليب السلوك المفضلة لتحقيق الغايات المرغوبة . ومن الأهمية التمييز بين مدرج القيم ونسق القيم فالأول يعني ترتيب الشخص للقيم من أكثرها أهمية الي أقلها أهمية بينما يشير الثاني الي التنظيم العام لقيم الفرد والذي من خلاله تتحدد أهمية كل قيمة من هذه القيم وكيف تنتظم وما هي علاقة كل منها بالأخرى .


تصنيف القيم : قدم نيكولاس ريتشر محاولة قيمة لعرض مختلف أسس تصنيف القيم علي النحو التالي :
- التصنيف علي أساس محتضني القيمة : حيث ينصب الاهتمام في هذا التصنيف علي أولئك الذين يحتضنون قيمة من القيم مثل القيم الشخصية وقيم العمل ...
- التصنيف في ضوء موضوعات القيم : وفيه ينصب الاهتمام علي موضوعات محددة تكتسب خاصية قيمية ، فيتم مثلا تقييم الرجال علي أساس نسبة الذكاء والأمم في ضوء عدالة النظم السائدة فيها .
- التصنيف علي أساس الفائدة أو المنفعة : ترتبط القيم بفائدة أو منفعة يحققها أولئك الذين يؤمنون بها سواء كانت المنفعة تتعلق بإشباع حاجة أم اهتمام أم مصلحة.
- التصنيف علي أساس الأغراض والأهداف : أي تصنيف القيم وفقا للغرض المحدد أو الهدف الخاص الذي يتحقق بوجودها ، مثل القيمة الغذائية للطعام والقيمة التبادلية لبعض
السلع والقيمة التعليمية لبعض البرامج .
- التصنيف علي أساس العلاقة بين محتضن القيمة والفائدة : يقصد بهذا التصنيف ملاحظة أن الشخص يحتضن قيمة معينة لأنه يري في وجودها فائدة بالنسبة إليه أو بالنسبة الي الآخرين مثل القيم الأسرية أو المهنية والقومية ...
- التصنيف علي أساس العلاقة بين القيم ذاتها : ويعتمد هذا التصنيف علي مدي ارتباط القيم بعضها ببعض ، فقيمة الكرم نفسها مثلا تحقق قيمة أعلي هي سعادة الآخرين . في هذه الحالة تعتبر القيمة الأولي قيمة وسيطة أو وسيليه ، وهناك قيم أخري لذاتها مثل الولاء ، الأمانة ، تلك هي القيم الغائية .



:تتميز القيم إذا بالخصائص التالية
1 – إنها معتقدات مصدرها الثقافة والتفاعل الاجتماعي وهي تنطوي علي ثلاثة عناصر
هي : العنصر المعرفي والعنصر العاطفي والعنصر السلوكي .
2 – إن القيم تفصح عن نفسها في أنماط التفضيل والاختيار بين البدائل المتاحة .
3 – القيم تتسم أيضا بالاستمرار النسبي وتخضع في الوقت نفسه للتغير .
4 – القيم ذات أهمية نسبية تتحدد داخل ما يعرف باسم تدرج أو سلم القيم .
5 – تسهم القيم في إعطاء نوع من التماسك لمجموع القواعد والنماذج الثقافية في مجتمع معين .








.
.



عليك أن تصدق أن أهدافك قابلة للتحقق.. فعندما تؤمن بذلك؛ فإن عقلك يبحث عن وسائل تجعلها تتحقق



فلا تجعل التردد يهزمك


.
.
 
قديم 2016- 3- 21   #8
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة الثامنة

تابع مصادر الثقافة وإشكالية القيم والتراث الشعبي


تناولنا في المحاضرة السابقة بعض مصادر الثقافة كالدين والقيم وفي هذه المحاضرة نستكمل باقي العناصر كالعادات والأعراف والتقاليد والشعائر والطقوس والتراث الشعبي



ثالثا – العادات والأعراف:

من بين العناصر الثقافية تبدو العادات الأكثر عمومية ، فهي بطبيعتها استجابة لحاجات ثابتة نسبيا ومتغيرة تبعا لذلك ، لأنها تستجيب في الزمان والمكان لحاجة اجتماعية . فإذا كان الطعام حاجة اجتماعية ثابتة ، فان عادة تحضير الطعام وكيفية صنعه وطريقة تقديمه وتناوله خاضعة جميعها لمقولة الزمان والمكان . فالحاجة هنا ثابتة ، أما عادة إشباع هذه الحاجة فهي متغيرة .




تنقسم العادات التي يكتسبها الفرد إلي عادات فردية وأخري جماعية :
- العادات الفردية : وهي ظاهرة شخصية يمكن أن تتكون وتمارس في حالات العزلة عن المجتمع . ويكاد يكون الإنسان مجموع عادات تمشي علي الأرض ، بل إن قيمته تعتمد في بعض الأحيان علي عاداته فطريقة لبسه ونظافته وكلامه ومشيه وأكله وشربه....الخ

كلها عادات فردية تسهم في نجاح المرء وانسجامه في الحياة . والعادات الفردية لا تستمر إلا لأنها تقوم بوظيفة فهي تسهل العمل المعتاد وتجعل تكراره سهلا ، وهي أيضا تؤدي إلي قيام الإنسان بأعماله في زمن أقل وبتركيز أقل .



- العادات الجماعية : إذا نشأت عادة تبعا لظروف مشتركة في مجتمع معين ومارسها عدد كبير ، فمن الممكن أن تصبح عادة جماعية . أنها مجموعة من الأفعال والأعمال وألوان السلوك التي تنشأ في قلب الجماعة بصفة تلقائية لتحقيق أغراض تتعلق بمظاهر سلوكها وأوضاعها ، وتمثل ضرورة اجتماعية وتستمد قوتها من هذه الضرورة .





بعض العادات مفيد للحياة الاجتماعية ويؤدي إلي تعزيز وحدة المجتمع وتقوية الروابط بين أفراده ، مثل آداب السلوك العام وآداب الحديث والمائدة وصلات ذوي القربى . وبعضها سلبي وقد يشيع الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد مثل العادات الخرافية وتعاطي الخمور والمخدرات .

تميل العادات الجماعية إلي الجمود وتقف حائلا أمام التجديد ويعتبر البعض هذه الخاصية من عوامل الاستقرار الاجتماعي ، ومع ذلك فالعادات الجماعية قابلة للتطور والخروج عن قوالبها الجامدة والقديمة. فقد انتقلت الأشكال الاجتماعية من البساطة إلي التعقيد مما أدي إلي اختفاءالعادات الجماعية القديمة ونشوء عادات فردية بديلة عنها .


الأعراف :يعرف ”سمنر“ الأعراف بأنها تلك السنن الاجتماعية التي تدل علي المعني الشائع للعادات والتقاليد والمعتقدات والأفكار والقوانين وما شابه وبخاصة عندما تحوي حكما . إنها تحوي جانبا كبيرا لما يطلق عليه ” الصواب“ أو ” الخطأ“ . فالأعراف يمكن النظر إليها بأنها قوانين اجتماعية غير مكتوبة لكن متعارف عليها . ويتكون العرف أساسا في ضمير الجماعة بطريقة لا شعورية وتدريجية .



الفرق بين العادة الجمعية والعرف هو فرق تكويني فلكي يتكون العرف لا بد من توافر عاملين : الأول مادي يتمثل بعادة قديمة وغير مخالفة للنظام العام . والثاني معنوي ويتمثل بأن يشعر الناس بضرورة احترام هذا العرف وبأنه يوجد جزاء يقع عليهم إذا خالفوها.


أما العادة فلا يلزم لنشوئها إلا توفر العامل المادي وهم يحترمونها بالتعود. وهكذا فالعادة عرف ناقص إذ يعوزها لتصبح عرفا أن يشعر الناس بضرورة احترامها ، كذلك تختلف العادة عن العرف في إن الأخير قانون يطبق علي الناس سواء رغبوا أم لم يرغبوا ، أما العادة فهي ليست قانون وهي تلزم الناس بذاتها وإنما تطبق عليهم إذا قصدوا إتباع حكمها وبذلك يكون كل عرف عادة ولكن ليس كل عادة عرفا .


رابعا التقاليد والشعائر والطقوس : تعرف التقاليد بأنها عبارة عن مجموعة من قواعد السلوك الخاصة بطبقة معينة أو طائفة أو بيئة محلية محدودة النطاق ، وهي تنشأ من الرضي والاتفاق الجمعي علي إجراءات وأوضاع معينة خاصة بالمجتمع المحدود الذي تنشأ فيه . أما المظهر الغالب للشعائر والطقوس ، أنها من طبيعة دينية وهي تنطوي في جانب منها علي مجموعة من المحرمات المقدسة المعروفة باسم ” التابو“ وهي تشير الي مجموعة من الأمور والأفعال والمواقف التي يجب علي الأفراد القيام بها وبخاصة أنها تستند الي الجزاء الديني والردع الخلقي .

ويقصد بالشعائر والطقوس الدينية مجموعة الأفعال المرعية والممارسات التي تنظمها قواعد نظامية من طبيعة مقدسة أو موقرة ذات سلطة قهرية ملزمة ضابطة لتتابع بعض الحركات الموجهة لتحقيق غايات ذات وظيفة محددة . هي إذن قواعد ضابطة للمناسبات لا تهدف الي تحقيق منفعة وإنما هي أدوات تنظيمية من طبيعة الحياة الاجتماعية تعمل علي تثبيت قواعد الحياة الجمعية لأنها تتكرر بصفة منتظمة .

خامسا التراث الشعبي : يتجلي التراث الشعبي في عناصر كثيرة منها الفولكلور والموروث الثقافي والمعتقدات الشائعة من خرافات وأساطير . ولفظ ”تراث“ يعني بشكل عام العناصر الثقافية التي تلقاها جيل عن جيل .
- الفولكلور : معني كلمة فولكلور حرفيا هو معارف الناس أو حكمة الشعب ، وهو استخدام ليدل علي العادات والمعتقدات والآثار الشعبية القديمة المأثورة . وقد اختلفت مدارس الفولكلور حول تحديد موضوعه فمنها من قصره علي الأدب الشعبي وبعضها حدده في الحكايات الخرافية والأساطير وبعضها الأخر ضم إليه طرائق الحياة الشعبية .
ويمكن القول إن المتخصصين بالفولكلور قد حدد ميدانه أخيرا في تلك الفنون التي تمتاز بعراقتها وانتقالها عن طريق التقليد والمحاكاة أو النقل الشفهي وهي غالبا ما تكون مجهولة المؤلف.



يتضمن التراث الشعبي اعتقادات متنوعة منها ما يلي :
- الاعتقاد بالكائنات العلوية والسفلية كالجن والعفاريت وأرواح الموتى .
- الاعتقادات الخاصة بالتشاؤم أو بالتفاؤل من أشياء أو أفعال أو التوقي مما يجلب النحس ” الأحجبة“ .
- ماله علاقة باستقراء الغيب والكشف عن المستقبل بقراءة الكف وما يطلق عليه ” ضرب الودع ”.
- ما يتضمن الاعتقاد في السحر والتعزيم .
- الاعتقاد بالأولياء والوسطاء والإيمان بالهبات والقرابين .
- العادات المرتبطة بدورة الحياة والتي تدور حول الولادة والسبوع والختان والخطبة والمرض والموت.
- منها ما يتعلق بالحكايات والأدب الشعبي كالسير الشعرية والنثرية والقصص والأسطورة والموال والأغاني
- ومنها ما يتعلق بالمواسم الزراعية أو الزمنية أو الأعياد والموالد .



خصائص الثقافة الشعبية : يمكن أن نوجز أهم الخصائص التي تتسم بها الثقافة الشعبية فيما يلي
الإلزام : مما لاشك فيه أن نفوذ الثقافة الشفهية كبير وهو يصل الي حد الإلزام . وقد أشار اميل دوركايم الي خاصية القهر والإلزام فيما أسماه بالعقل أو ” الضمير الجمعي“ الذي جعل منه ” فكرة قاهرة“ متحققة في ذاتها وخارجة عن إرادة الأفراد .
التلقائية : وهي في أساسها تلقائية غير واعية لأن أساسها المحاولة العشوائية في سد الحاجات الطبيعية الضرورية وإشباعها والتي تتحول مع الوقت الي عادات فردية وجماعية . غير مدونة : فالمجتمع لا يتصدي لبناء ثقافته الشعبية وعاداته وتقاليده بعمل شعوري واع لذلك هو لا يدونها بين أخبار تاريخه ، وإذا أردنا الوقوف عليها فهي في الذاكرة الجماعية محفوظة ويتم تناقلها بدقة متناهية .
الاستمرار والثبات : تبدو هذه الخاصية واضحة بانتقال تلك الثقافة من جيل الي جيل دون تغيير أو تحريف في الأسلوب العام ، مع قابلية نسبية للتعديل تبعا لظروف جديدة .
الجاذبية : تبقي الثقافة الشعبية مقبولة ومرغوبة علي الرغم مما فيها من إلزام وقهر ، فهي تنطوي علي ما تواضع عليه أفراد الجماعة من أفعال سلوكية .

وأخيرا يمكننا القول إن للثقافة الشعبية وظائف متعددة منها الوظيفة الاقتصادية والتوجيهية والجمالية والتنبؤية ، لكن أهمها بلا شك وظيفة الضبط الاجتماعي .






.
.



خُذ من مرح الأطفال .. وَخُذ من هدوء المسنين .. وخُذ من تواضع العظماء .. وَخذ من أحلام الفقراء ..

وَستعرف معنى الحياة



.
.
 
قديم 2016- 3- 25   #9
Lolatkoom Oobs
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية Lolatkoom Oobs
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 59706
تاريخ التسجيل: Tue Sep 2010
المشاركات: 460
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 5337
مؤشر المستوى: 65
Lolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond reputeLolatkoom Oobs has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: علم الأجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
Lolatkoom Oobs غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

هلا بك اختي هدى الله يسعدك بغيت اسألك بخصوص اسئلة الماده للاعوام السابقه ❤️
 
قديم 2016- 4- 11   #10
هدى ابراهيم
متميزة في علم اجتماع المستوى الخامس
 
الصورة الرمزية هدى ابراهيم
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 122775
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2012
المشاركات: 2,950
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 174654
مؤشر المستوى: 250
هدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond reputeهدى ابراهيم has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الأدآب
الدراسة: انتساب
التخصص: الخدمة الاجتماعية
المستوى: المستوى الثامن
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
هدى ابراهيم غير متواجد حالياً
رد: الثقافة والعولمة / د. زين العابدين مخلوف

المحاضرة التاسعة

ديناميات التغير الثقافي


أولا – مفهوم التغير الاجتماعي والثقافي
يعتبر مصطلح التغير الاجتماعي مصطلحا حديثا نسبيا وغالبا ما يختلط مع مصطلحات أخري مثل التطور والتقدم والنمو والتنمية ... وسوف نحاول بيان الفارق بين هذه المصطلحات ومفهوم التغير الاجتماعي والثقافي .
التغير والتطور : كثيرا ما استخدم مفهوم التغير الاجتماعي ومفهوم التطور الاجتماعي كما لو كانا يدلان علي المعني نفسه والواقع إن مفهوم التطور يشير الي الحالة التي تنتقل من طور لأخر كانتقال المجتمعات من طور البداوة الي طور التحضر ، ولقد شهد هذا المفهوم انتشارا واسعا مع ظهور نظرية داروين في منتصف القرن التاسع عشر . أما مفهوم التغير فهو يشير الي تلك التحولات والتبدلات التي تحدث في البناء الاجتماعي .
التغير والتقدم : يعبر مفهوم التقدم عن عملية ديناميكية تتحرك بالمجتمع نحو غاية معينة والواقع أن مفهوم التقدم يختلف عن مفهوم التغير ذلك أن مفهوم التقدم يختلف من مجتمع لأخر بحسب ثقافة المجتمع ،كما أن فكرة التقدم نفسها قد تتغير بتبدل الظروف والأمكنة.

فالتقدم في مجتمع ما قد يكون تخلفا في مفهوم مجتمع أخر . والواقع إن استخدام مفهوم التقدم يواجه صعوبات منهجية حيث يحمل معني خط سير المجتمع نحو الأمام ، أي أنه يسير في خط صاعد ، في حين إن مفهوم التغير يتضمن إمكانية التقدم أو التخلف .
التغير والنمو : النمو عملية تلقائية وهو يقترب من مفهوم التطور نظريا ، إلا أنه لا يتطابق معه . والنمو الاجتماعي أكثر تعقيدا من النمو العضوي . ومفهوم النمو يشير الي الزيادة الثابتة نسبيا والمستمرة في جانب واحد من جوانب الحياة ، أما التغير فيشير الي التحول في البناء الاجتماعي والأدوار الاجتماعية ، وقد يكون هذا التحول ايجابيا وقد يكون سلبيا كما قد يكون النمو بطيئا في العادة ، أما التغير الاجتماعي فيكون في الغالب سريعا ويغلب علي الأول التغير الكمي أما الثاني فيغلب عليه التغير الكيفي .
التغير والتنمية : تعني التنمية مجمل الجهود المنظمة التي تبذل وفق تخطيط مرسوم لتحقيق التعبئة المثلي لجهود الأفراد ، والتنسيق المتكامل بين الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة في وسط اجتماعي معين ، بقصد تحقيق أكبر قدر ممكن من الرفاهية الاجتماعية بأسرع وقت وبما يتجاوز معدل النمو الطبيعي . فالتنمية عملية إرادية مخططة ومفهومها أقرب الي مفهوم التغير إذا ما قورن بمفاهيم التقدم والنمو والتطور وهو يختلف عنه في المحصلة النهائية التي تتضمن بعدا ايجابيا بشكل دائم في حين إن التغير الاجتماعي قد يكون تغيرا ايجابيا وقد يكون نكوصا سلبيا .

بقي أن نطرح سؤالا عن علاقة التغير الثقافي بالتغير الاجتماعي ؟
وللإجابة عن ذلك التساؤل لابد أن نعرف كلا المفهومين :
فالتغير الثقافي هو ما يطرأ من تبدل في جانبي الثقافة سواء أكان ماديا أم معنويا . أنه تغير يحدث في جميع نواحي المجتمع ”اللغة ، الفن، العادات والتقاليد،التكنولوجيا... ” .
أما التغير الاجتماعي فيشير الي تلك التبدلات والتحولات التي تحدث في بناء المجتمع ووظائف هذا البناء المتعددة .
وفي ضوء ما سبق يتبين إن التغير الاجتماعي جزء من التغير الثقافي ، فكل تغير اجتماعي يعد تغيرا ثقافيا وليست جميع التغيرات الثقافية تقع في دائرة التغير الاجتماعي


ثانيا : العوامل المؤثرة في حدوث التغير :
هناك العديد من العوامل المساعدة أو المسببة للتغير الاجتماعي والثقافي منها ما يلي :
1- العوامل الايكولوجية والطبيعية : تتمثل بمكونات البيئة الطبيعية التي يعيش فيها الإنسان وتتضمن الموقع الجغرافي والتضاريس والتربة والمناخ والمواد الأولية . وعلي الرغم من إن التغيرات في البيئة الطبيعة نادرة الحدوث ، إلا أن تأثيرها عندما تحدث يكون عظيما في حياة المجتمع .
وقد أهتم ابن خلدون في مقدمته ببيان أثر البيئة في العمران البشري ، وأكد تأثير المناخ في طبيعة الظواهر الاجتماعية والنفسية للسكان .كما رأي مونتسكيو في كتابه روح القوانين أن محرك التاريخ ومصدر الشرائع يتحدد في المناخ والامتداد الجغرافي .

وقدم ديمولان إسهاما كبيرا في دعم الاتجاه الحتمي الجغرافي ، بين فيه تأثير العناصر الطبيعية في حياة البشر .
والتغيرات البيئية قد تكون طبيعية لا دخل للإنسان فيها مثل حدوث زلزال أو بركان أو فيضانات ... وقد تكون من فعل الإنسان مثل شق قناة أو بناء سد أو إزالة غابة بأكملها .
وجدير بالذكر إن الإنسان في الوقت المعاصر لا يخضع للعوامل الطبيعية خضوعا تاما بحيث تتحكم في حياته ومصيره ، فقد استطاع بالعلم أن يطوع البيئة ويستخدم معطياتها لصالحه، ولم تعد علاقته بهذه البيئة ذات طابع حتمي .
العوامل السكانية : يعتبر حجم السكان وتوزيعهم وتركيبهم من العوامل المهمة في إحداث التغير الاجتماعي ، فالعوامل السكانية تلعب دورا ملحوظا في حياة المجتمعات وفي تغيرها كذلك ، فالمجتمع الذي يعاني من ضغط سكاني غير المجتمع الذي يعاني من نقص في عدد سكانه ، والمجتمع الذي تتناسب موارده مع احتياجات سكانه أو تزيد غير المجتمع الذي لا تستطيع موارده أن تفي بالاحتياجات الأساسية لسكانه .

ومن العلماء الذين بالغوا في الاتجاه السكاني وتأثيره مالتوس الذي أعتبر الزيادة السكانية معرقلة لتقدم المجتمعات .
3- العوامل الإيديولوجية والثقافية : تعتبرالإيديولوجية قوة فكرية تعمل علي تطوير النماذج الاجتماعية الواقعية وفقا لسياسة متكاملة تتخذ أساليب ووسائل هادفة وتساندها عادة تبريرات اجتماعية أو نظريات فلسفية أو أحكام عقائدية أو أفكار تقليدية . فهي حركة فكرية هادفة لها فاعلية ايجابية في البيئة الاجتماعية وفي العلاقات الاجتماعية وتنعكس روحها علي التنشئة الاجتماعية بما يحدث تغييرا في القيم والعمليات الاجتماعية المختلفة والعوامل الإيديولوجية غير مقتصرة علي النواحي السياسية ،بل تتعدي ذلك الي النواحي الدينية والعسكرية والاجتماعية والفكرية .. وهذه كلها تتأثر من جراء التغير .
وهناك كثير من الأفكار التي تلعب دورا هاما في إحداث التغير والتي تتعلق بالحرية والإنسان وحقه في الحياة ، وهذه بانتشارها تلاقي قبولا ويكون لها الأثر في إحداث التغير الثقافي والاجتماعي .

وقد استقطبت الايدولوجيا ودورها في التغير الاجتماعي كتابات كثيرة منها ما كتبه كارل مانهايم مطلع الخمسينيات ، وما كتبه ماكس فيبر حيث كان يري أن هناك فترات تحول تمر بالمجتمعات بفضل وجود عباقرة وأبطال ،أو انبثاق فئة من الحكماء والأنبياء والمرشدين أو العلماء ..
4 –العوامل التكنولوجية : ويقصد بها كافة العوامل التي تكون من ابتكار الإنسان بهدف إشباع حاجاته المختلفة ، فاختراع أو اكتشاف أية وسيلة من وسائل الإشباع الجديدة لها أثرها الكبير علي التغير الثقافي والاجتماعي . فقد أدي اكتشاف البخار والكهرباء مثلا الي انتقال الصناعة من المجال اليدوي الي المجال الآلي وما صاحب ذلك من حدوث تغيرات اجتماعية كثيرة بالنسبة لقوانين العمل والعلاقات الاجتماعية .
وقد شهدت الإنسانية في العصور الحديثة تغيرات تكنولوجية بعيدة المدى تتمثل في المخترعات التي أحدثت تغيرات جذرية في ميادين الفلك والطبيعة والكيمياء والطب ... وانعكست هذه المخترعات في تطوير الوسائل المستخدمة في الحياة بجوانبها المختلفة مما كان له أكبر الأثر في السير بالتغير الاجتماعي الي أبعد مدي وأوسع نطاق .

5 – العوامل الاقتصادية : كانت النظرية الماركسية أشهر النظريات التي فسرت التغير في المجتمع بردها الي عوامل اقتصادية . إن التفسير الاقتصادي للتغير الاجتماعي يعتبر القوي الاقتصادية“ كالفقر والبطالة والدورة الاقتصادية وفترات الرخاء والكساد وعدالة التوزيع أو عدمها ... ” هي المسئولة الي حد كبير عن التطورات والإحداث التاريخية التي يمر بها المجتمع الإنساني .

في الخلاصة لا يمكن القول إن عوامل التغير الاجتماعي والثقافي يمكن تعليلها بعامل واحد فالواقع يؤكد تساند وتفاعل عدة عوامل لإحداث التغير .









 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ مذاكرة جماعية ] : مجلس مذاكرة مقرر "علم اجتماع التنظيم والتخطيط" - الاربعاء الموافق 20 - 7 || الفترة الثّانية 7:15 - 9:15 ward . . ! اجتماع 8 545 2016- 4- 27 06:48 PM
[ صعوبات تعلم ] : |*|~هنا~ مذاكرة(دراسه حاله لصعوبات التعلم)^_^ فرولة توت تربية خاصة 6 90 2014- 5- 12 05:00 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 06:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه