ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > علم اجتماع > اجتماع 8
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

اجتماع 8 طلاب وطالبات المستوى الثامن التعليم عن بعد علم اجتماع جامعة الملك فيصل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2016- 4- 16
fayezalshehri
أكـاديـمـي
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: طالب
المستوى: المستوى الثالث
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 20921
المشاركـات: 0
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 176027
تاريخ التسجيل: Sun Dec 2013
المشاركات: 68
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 30936
مؤشر المستوى: 74
fayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enoughfayezalshehri will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
fayezalshehri غير متواجد حالياً
ملخص النظريات الاجتماعية

في معنى النظرية الاجتماعية

العلاقة بين النظرية والواقع: يفتَرِض كثير من الناس أن هناك فجوة واسعة بين النظرية والواقع. إذ يُنظر إلى النظرية باعتبارها شيئا مبهماً وغامضاً، ومجالا خاصا للمفكرين والفلاسفة وحدهم، ومن ثمّ فلا صلة بين النظرية والواقع . ذلك الواقع الذي ينظر إليه الناس على أنه عملي وجزء من الحقيقة ويختص بشئون الحياة اليومية.
وتعتبر النظرية في نظرهم :ما هي إلا مجموعة من الروابط العقلية التي تشرح وتفسير كيف تعمل ظاهرة معينة( اجتماعية أو طبيعية) في حياتنا اليومية .

ووظائف العلم هذه هي ما يلخصها العلماء في أربعة أهداف لأية علم من العلوم، وهي( الوصف، والتفسير، والتنبؤ، والتحكم).
والمقصود بالربط العقلي Rational correlation : هو عملية التفسير، أو يعني العلاقة المنطقية بين الظاهرة موضوع البحث وبين ظاهرة أخرى أو مجموعة من الظواهر سواء كان هذا الربط مباشراً أو غير مباشر،
نرى أن النظريةهي شي لصيق بالواقع العملى والحياة اليومية ونلاحظ النظرية متضمنة في العلاقات المتبادلة بين الأشخاص
ان عملية (التعليل والتفسير) تحدث داخل بيئة اجتماعية محددة، بتحديد من الفكر والأيديولوجيا السائدين وتجارب التاريخ من أجل تعريف الحقيقة الطبيعية والاجتماعية في هذا البناء
المقصود بعملية التنظير.تكوين وتحسين الشروح التفسيرية. وهي عملية يقوم بها الانسان بصفه دائمة
تعتبر النظرية الاجتماعية. مجموعة من الافتراضات التي تهتم بالمجامع والظواهر الاجتماعية فطبقا لذلك تصبح النظرية الاجتماعية عبارة عن قضايا تجريدية ومنطقية مصاغة في شكل مفاهيم اجتماعية.
ولقد بذل دوركايم جهدا منهجياً كبيراً من أجل تحقيق هذا الهدف، تفسير الظاهرة الاجتماعية بأخرى اجتماعية أو أكثر وأصبحت هذه حقيقة يأخذ بها كل علماء الاجتماع.
يقول ماكس فيبر:- بفترض:- (أنه كلما زادت درجة تركيز التنظيم كلما زادت الكفاءة الإنتاجية)
كما قال دوركايم:- ( كلما زادت كثافة السكان زاد تقسيم العمل)
يقول سيميل:- ( كلما زاد الصراع كلما زاد التكامل الاجتماعي)
فقد أشار (زيتربرج) إلى أن الفرض هو تقرير نظري غير مثبت بينما القضية مثبتة ومبرهنة بالدلائل.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من المصطلحات والمفاهيم التي تشيع الاضطراب والحيرة حول اصطلاح التقرير النظري، ومن بين تلك المصطلحات: الفرض Hypothesisوالقضية Proposition ،والبديهية Axiom،والافتراض Assumption الخ. وفي الحقيقة أنه لكل من المفاهيم السابقة معناه الذي يكون غير واضح أحياناً
الوظيفة الأساسية لنظرية ما هي: محاولة تفسير أو شرح علاقة الظاهرة موضوع البحث وظاهرة أو ظواهر أخرى ، أي أن الوظيفة التفسيرية هي التي تميز النظرية عن تلك المفاهيم التي لها علاقة بالنظرية لكن ليس لها قدرة تفسيرية.
مفاهيم ترتبط بالنظرية الاجتماعية. مفهوم الوصف ومفهوم التنميط والنماذج والتنبؤ
مفهوم الوصف يشير الى تحديد أو سرد خصائص ظاهرة ما دون تفسير لوجودها أو تغيرها
مفهوم التنميطمجموعة من الخصائص أو المميزات يفترض أنها تشير إلى ظاهرة معينة أو أن هذه تعبر عن هذه الظاهرة تعبير انمطيا
مفهوم النماذجأحيانا باعتبارها (أنماط) وتقوم النماذج على ملاحظة أقل دقة كما تحدد العلاقات المتداخلة بين الخصائص لكنها تفتقد القوة التفسيرية
مفهوم التنبؤفيعني أن المرء يمكن أن يعرف موقف فرد بالنسبة للمتغير (س) بناء على معرفة موقفه من المتغير (ص)من خلال ارتباطات وعلاقات تجريبة ومشاهدات سابقة وهكذا فالتنبؤ بحكم طبيعته لا يقدم بأي حال نظرية ما أو يقدم تفسيرا وشرحا لها.
نلخص من كل المافهيم السابقة (الوصف والتنميط والنماذج والتنبؤ ) هي أجزاء من بناء النظرية لكنها لا تفسر وحدها الظواهر ولا العلاقة بين متغيراتها وهذا ما يؤكد أن الوظيفة الأساسية للنظرية هو قدرتها التفسيرية
تعريف النظرية الاجتماعية من حيث البناء والهدف.
تعريف النظرية من حيث البناء
تعريف (بلالوك) النظرية يجب أن تحتوي على قضايا أشبه بقوانين تربط بين مفهومين أو متغيرين أو أكثر
تعريف (ويلر) النظرية هي مجموعة من العلاقات المتكاملة ذات مستوى معين من الصدق
تعريف (هيج) هي مجموعة من القضايا أو لاحكام النظرية
تعريف النظرية ( مجموعة من القضايا المجردة والمنطقية تحاول تفسير العلاقة بين الظواهر المدروسة )
أن أساس أي نظرية هو ذلك النموذج الذي تقدمه كتفسير للحقيقة الاجتماعية أو الطبيعية. وعادة ما يتكون ذلك النموذج من عنصرين، هما:
1- مفهومConcept عن الظاهرة، مثلا يمكن النظر إلى المجتمع كمجموعة من النظم المتساندة.
2- افتراضات Assumptions توضح العلاقات السببية، مثل وجهة النظر التي تعتبر ان البناء الاجتماعي يتطور في استجابة لحاجات النسق أو الوظائف الأساسية لمجتمع.
تعريف النظرية من حيث الهدف
1- مجموعة من الافتراضات التي تهتم بالمجتمع تحاول شرح وتفسير العلاقات بين الظواهر لاجتماعية
2- مجموعة من العلاقات تستخدم لشرح وتفسير كيفية عمل وتفاعل مجموعة من الظواهر
3- مجموعة من القضايا المقبوله والمنطقية تحاول تفسير العلاقات بين الظواهر
4- تراكم مترابط ومفاهيم وتصورات تأخذ شكلا منظما بقصد تفسير الأحداث الاجتماعية وبلورة "قوانين" لها القدرة على التعبير عن الواقع والتنبؤ به

بناء النظرية الاجتماعية وأنماطها ونماذجها الكبرى
بناء النظرية الاجتماعية.
يتطلب بناء النظرية الاجتماعية الى العديد من الخطوات والمراحل هي
1_ نموذج النظرية وهو الاساس لكل نظرية ومن اشاكلها ثلاثة أساسية هي
أ_ نظرية عامة تصور المجتمع باعتباره نسقا متكاملا يؤدى وظائفه (وهذا هو الشكل أو المدخل الوظيفي البنائي).
ب_ نظرية عامة تركز على المجتمع باعتباره نسقا ديناميكا متغيرا يسيطر عليه الصراع باستمرار ويقوم على التنافس ولاستغلال ( وهذا الشكل هو مدخل الصراع الراديكالي).
ج _ نظريات تهتم بالظواهر الاجتماعية على مستوى العلاقات بين الأشخاص. أي المستوى الضيق المحدود، ويركز على عمليات مثل التنشئة وسلوك الدور. ( وهذا المدخل هو السلوكية الاجتماعية).
2_ المفاهيم تتضمن أي نموذج مفاهيم معينه وهي عبارة عن اسم وعنوان لمجموعة من الظواهر مثل (الشخصية الطبقة لاجتماعية التغير لاجتماعي )
3_ العلاقات المنطقية بين المفاهيم تحتاج العلاقات المنطقية بين تلك المفاهيم الى تأكيد أي ان تكون مترابطة منطقيا ونظريا وشكل تلك العلاقات قد تكون مسلمات او قضايا او تقارير كما أن تلك العلاقات قد تكون إيجابية أو سلبية
4_الاجراءات تحتاج المفاهيم وحالات العلاقات الى تعرف إجرائيا وتجريبيا في شكل متغيرات مثل اختبارات الشخصية ومقاييس الطبقة الاجتماعية ومقاييس معدلات الحراك الاجتماعي
5_ المنهجويقصد به المنهج التجريبي ولاختبار الفرض بمنى اختبار العلاقات التي افترض الباحث وجودها بين المتغيرات ويتوقف اختبار المنهج على نوع الدراسة
6_ تحليل البيانات بعد جمع البيانات تحتاج الى تحليل في ضوء الفروض الأساسية ويستخدم في تحليل البيانات التقنيات الإحصائية المختلفه التي يجب أن تستخدم بأسلوب علمي
7_ تفسير البيانات بعد التحليل يجب على الباحث تفسير نتائج البيانات في ضوء بناء نظريتة من حيث نموذجها الأساسي ومسلماتها وقضاياها وفروضها

8_ تقييم النظرية وأخيرآ يبحث المنظر ( الباحث) عن تقييم النظرية في ضوء معيارين :-
1_ كفاءة ومجال ومنطق بنائها النظري
2_ مستوى قابليتها اللاختبار والتنبؤ والدقة عندما تخضع اللاختبار التجريبي .وعند هذه النقطة يكون للباحث عددا من البدائل الممكنة:
تأكيد النظرية.
إما شطب النظرية كلية.
وإما تعديل نموذجها الأساسي وتنمية مسلمات وقضايا وفروض أكثر.
أو استخدام منهج جديد.
وهنا يجب أن لا ييأس المنظِّر وذلك لأن عملية التنظير هي عملية مستمرة وديناميكية تخضع لتغيير وتعديل مستمر.

أنماط ( أنواع) النظريات الاجتماعية.
1_ النظريات المنطقية في مقابل اللامنطقية (تقوم على قوانين المنطق وذات طابع علمي)
2_النظريات الوصفية مقابل التفسيرية (تهدف الى وصف الواقع او الظاهرة دون تفسيرهما)
3_النظرية الأيديولوجية مقابل العملية (لاتكون موضوعية (علمية) بل موجهة فكريا )
4_ النظرية الحدسية في مقابل الموضعية(تتبع المنهج الذي يدعو الى المعرفة ذاتية*حدسية*ويجب تطبق المنهج العلمي لدراستها)
5_ النظريات الاستقرائية في مقابل الاستدلالية(تنطلق لفهم الواقع من الجزء وصولا للكل ولاستدلالية على العكس من ذلك. وأغلب نظريات علم الاجتماع هي من النوع الاستدلالي (الاستنباطي).
6_ نظريات الوحدة الكبرى(طويلة المدى) في مقابل نظريات الوحدة الصغرى (على المستوى التحليلي للنظرية لاولى تميل الى تعميم تفسيراتها للظواهر في حين تميل الاخرى للتخصيص أكثر من التعميم
7_ نظريات بنائية في مقابل الوظيفية (تهتم بتفسير بناء (وجود) الظواهر الاجتماعية)
8_ النظريات ذات الاتجاه الطبيعي في مقابل الاجتماعي(تهتم بتفسير الظواهر الاجتماعية بعوامل طبيعية كالنظريات العضوية او الجغرافية ) في مقابل ذات الاتجاه الاجتماعي التي تفسر الظواهر الاجتماعية بعوامل اجتماعية بحته، كالتصنيع أو تقسيم العمل...الخ.
الأنماط ( النماذج) الكبرى في النظرية الاجتماعية.
أولا ؛ النمط العضوي الوظيفي البنائي (دور كايم وتونيز ) ينظر هذا النمط للمجتمع على أنه نسق ذو أجزاء مترابطة وظيفيا. والشكل الأول من هذا النمط هو تلك الدراسة العضوية التي تعتبر أن هناك عدد من القوانين الطبيعية تتفاعل في المجتمع بأسلوب ميكانيكي عضوي. والشكل الثاني للدراسة العضوية هي النظرة إلى المجتمع على انه كائن عضوي
ثانيآ؛ نمط الصراع ( كارل ماركس).مثلها مثل النظرية الوظيفية البنائية من ناحية تركيزها على فكرة النسق الاجتماعي، لكنها ترى ان الصراع يسود النسق الاجتماعي أكثر من الاستقرار والتكامل، تظهر دراسة الصراع الكلاسيكية في اعمال كارل ماركس ، والذي استخدم المنهج الجدلي المادي لتحليل تاريخ الصراع البشري مع بعضهم البعض من ناحية وصراعهم مع الطبيعة من ناحية اخرى.
ثالثآ؛ النمط السلوكي الاجتماعي (جورج ميد وبلومر): النمط على عكس النمطين السابقين، حيث يحلل ويفهم المجتمع عند مستوى الوحدات الصغرى والعلاقات الشخصية المتبادلة، وتعتمد في تفسيرها على الاستقراء أكثر من الاستدلال. وبصفة عامة تنظر الى المجتمع من خلال الفرد والتنشئة الاجتماعية وأداء الدور والتبادل ، أكثر من اعتبارها المجتمع كنسق وظيفي. ويظهر هذا النمط في أعمال جورج ميد وبلومر وغيرهم.


التطور التاريخي للنظريات الاجتماعية:
يحوي التفكير الاجتماعي في الحضارات القديمةفإن منهجها في الوصول إلى أحكامها لم يكن يستند إلى الأساس المنهجي الذي تستند إليه النظريات الاجتماعية، وذلك لما يلي:
1. أن هذه الآراء لم تستند الى المشاهدة المنظمة، بل واستندت الى مشاهدات عارضة وأمثلة متفرقة، بحيث يمكن للمفكر القديم أن يذكر تلك المشاهدات.
2. أن هذه الآراء اصطبغت بطابع تقويمي، يعكس وجهة نظر المفكر فيما ينبغي أن تكون عليه النظم الاجتماعية كالنظام الأسري والنظام السياسي والنظام الاقتصادي أكثر من استنادها الى الطابع التقريري الذي يقرر الحقيقة دون ربطها بأهداف أخلاقية
ًجذور النظريات الاجتماعية منذ عصر التنوير الى العصر الحديث: ولقد استندت الدراسات التي تناولت الظواهر الاجتماعية في هذه الفترة الى أساسين:
1- الأساس النقدي: يتمثل في رفض التسليم بالأحكام التي تتناول ظواهر المجتمع استنادا الى المشاهدات العارضة أو الآراء الشائعة أو المقيدة بالأحكام التقويمية ( الذاتية ).
2- الأساس الإيجابي:-يتمثل في استناد الباحثين في دراستهم للظواهر الاجتماعية الى قدر من الموضوعية والبعد عن الأحكام التقويمية ودراسة هذه الظواهر كما هي كائنة بالفعل وليس كما ينبغي أن تكون، والاستناد كذلك الى المشاهدات والمقارنات للوصول الى وصف تعميمي، وتفسيرات عامة للظواهر الاجتماعية.
بيد أن هناك عاملين أساسيين طرءا على الفكر الإنساني لهما دلالتهما في الأصول الفكرية لعلم الاجتماع، وذلك خلال القرنين (17م) و (18م) وهما :
1- ظهور الفيزياء الاجتماعية:- وهي حركة حاولت إقامة العلوم الاجتماعية على الأسس الميكانيكية والكمية نفسها التي تستند اليها ميكانيكا نيوتن. ذلك أنه قد ظهرت خلال هذين القرنين حركة فكرية تحاول وضع علم كمي له من الفروع ما يتناول الظواهر النفسية والأخلاقية والاجتماعية. وكان المبرر لهذه الحركة هو الاعتقاد بان القياس وحده هو الذي يكشف عن القضايا الصادقة. وقد ظهرت في اطار هذه الحركة الفكرية الملامح الأساسية للفيزياء الاجتماعية التي تضع تصميما لدراسة الظواهر الاجتماعية على هدى من منطق ومنهج الميكانيكا الفيزيائية والهندسية، والتي تستخدم في وصفها وتفسيرها لهذه الظواهر المفهومات والنظريات نفسها المستخدمة في هذين العِلمَين.
2- عوامل التغير الاجتماعي والثقافي: تعتبر دراسة الباحث الإيطالي فيكو(1668-1744م) بعنوان « العلم الجديد» من أهم الدراسات تأثيرا في تاريخ علم الاجتماع. ذلك أنها أول بحث منظم يتناول عوامل التغير الاجتماعي والثقافي. تتابعت الدراسات خلال القرن(18م) وأول القرن(19م) مستندة الى الدراسات الإحصائية الرياضية للسكان، تلك الظاهرة التي وصلت دراستها الى مستوى دقيق على يد مالتوس.
ولقد تحققت خلال هذه الفترة دراسات لها أهميتها في تاريخ علم الاجتماع منها:
1. دراسة مونتسكيو « روح القوانين » التي تعد أول دراسة منظمة في سوسيولوجية القانون.
2. دراسة آدم فرجسون التي وضع فيها كثيرا من مبادئ علم الاجتماع العام.
3. دراسة دي ميستر في سوسيولوجية الثورات.
4. دراسة آدم سميث في الجوانب الاجتماعية لثورة الأمم التي أسهمت في إيضاح وجهة نظر علم الاجتماع في دراسة الظواهر الاقتصادية.
5. دراسات كل من « ترجو، وكوندرسيه، وسان سيمون، وهيجل » التي وضعت أساس نظريات التطور الاجتماعي والثقافي، وغير ذلك من الدراسات التي قام بها هربرت سبنسر وسمنر وغيرهما، ولقد ظهرت في هذه الفترة المجلدات الستة التي كتبها أوجست كونت (1798-1858م) عن الفلسفة الوضعية، حيث اكتسب علم الاجتماع اسمه كعلم مستقل ومحدد. ولقد عرّف « كونت » هذا العلم بانه علم تعميمي يتناول البناء

وقد ظهر في هذه الفترة اتجاهان أساسيان في علم الاجتماع، يشكل كل منهما صورة للتغير الاجتماعي:-
أولا : الصورة الأولى: تفسير الظواهر الاجتماعية بعوامل : ( جغرافية ، وبيولوجية، ونفسية)
المدرسة الجغرافية:- التي تفسر الظواهر الاجتماعية في ضوء العوامل الجغرافية
المدرسة البيولوجية: التي تربط بين الظواهر الاجتماعية وبين الظواهر البيولوجية
المدرسة النفسية: وهي مدرسة ترد الظواهر الاجتماعية إلى العوامل النفسية كالغرائز والرغبات والانفعالات والدوافع والاتجاهات
ثالثاً : الصورة الثانية : ظهرت في منتصف القرن(19م) بظهور أوجست كونت، ومن الممكن أن نلمح في هذا الاتجاه صفتين واضحتين:-
1- التحرر من مفهومات العلوم الطبيعية والبيولوجية،
2- رد كل العلوم الاجتماعية الى علم الاجتماع أو الفيزياء الاجتماعية
سعت الاتجاهات المعاصرة في علم الاجتماع الى مواجهة هذه الجوانب القاصرة بما يلي:-
1- القيام بوضع التفسيرات للظواهر الاجتماعية التي تتناسب مع طابعها الاجتماعي ولا تردها الى العوامل غير الاجتماعية، ومن أبرز هذه المحاولات ما قام به إميل دوركايم.
2- القيام بمحاولات لاستكمال التفسيرات المتعددة للظواهر الاجتماعية، ومحاولة إيجاد التكامل النظري في علم الاجتماع، ومن أبرز هذه المحاولات محاولة سوروكين وباسونز
3- تحديد علم الاجتماع في ضوء وجهة نظر يأخذ بها العلم تستند الى الرؤية الكلية للمجتمع، وما يترتب على ذلك من تساند ظواهره كما تستند الى الكشف عن الخواص المشتركة بين الظواهر الاجتماعية وبين فئة خاصة منها.

الاتجاهات المعاصرة:ولقد برزت وجهة نظر علم الاجتماع التي تدعو الى الرؤية الكلية للمجتمع، والى ربط الظواهر الاجتماعية ببعضها، والى الكشف عن الخصائص العامة المشتركة بين كل فئات هذه الظواهر، أو الخصائص المشتركة بين فئة منها،
مراحل التصور الاجتماعي للظاهرة الاجتماعية:-
1- مرحلة الفلسفة الاجتماعية :- وتضم هذه المرحلة النظريات التقويمية (الذاتية) التي تحدد وجهة نظر الفيلسوف الاجتماعي في أصلح أشكال المجتمعات أو النظم الاجتماعية والسياسية والقانونية والاقتصادية وأنسب صور العلاقات والتفاعلات الاجتماعية.ومن أمثلتها النظريات الاجتماعية لكل من أفلاطون وروسو وهيجل وسبنسر وسان سيمون. وقد سادت الفلسفة الاجتماعية في الفكر الأوربي من القرن(17م) حتى منتصف القرن(19م).
2- مرحلة النظريات الاجتماعية:- سعت هذه المرحلة الى تحقيق الموضوعية والطابع العلمي (الوضعي) في تفسير الظواهر الاجتماعية. ولقد تشكلت النظريات في هذه المرحلة في صورة أساسية:
أ‌- النظريات الرديّة: التي تفسر الظواهر الاجتماعية بردها الى عوامل وظروف غير اجتماعية كالعوامل الجغرافية أو البيولوجية ... الخ.
ب‌- النظريات الأحادية: والتي استندت الى الأهداف العلمية نفسها ولكنها أقامت التفسير للظواهر الاجتماعية على أنها نتاج لمتغيرات وعمليات اجتماعية. وقد رأى أنصار الأحادية أن نمطا واحدا من العمليات والصور الاجتماعية يمكن أن يستند إليها تفسير نطاق واسع من الظواهر الاجتماعية، ومن أمثلة ذلك:
تارد في نظريته عن « المحاكاة ».
سبنسر في نظريته عن « التباين».
ماركس في نظريته عن « نمط الإنتاج والاقتصاد ».
الصور الأساسية للنظريات العامة:
1_ نظريات اختزالية:- تحدد الاتجاه الذي سارت عليه الظواهر الاجتماعية في نشأتها ونموها وتغيرها.
أمثلتها( نظرية هربرت سبنسر _ الماني تونيز _دور كايم _ سوروكين ورودفليد)
2_ نظريات أحادية:- تستند في تفسيرها لنشأة الظواهر الاجتماعية الى سبب واحد أساسي يصور حالة اجتماعية شاملة يُرجع إليها هذه الظواهر ومن أمثلتها( نظرية ماركس_ نظرية دوركايم)
3_ نظريات تعكس تسلسل العمليات الاجتماعية في المجتمع:- ويهدف هذا النوع من النظريات الى تنظيم الظواهر الاجتماعية استنادا الى تركيز الاهتمام في عدد محدود من العمليات الاجتماعية التي تفسر وفق إطار محدد ومتكرر من التتابع الزمني (نظرية تادنر , بارسونز )

المدرسة الوضعية(العلمية) والنظرية العضوية.
- المقاربة الوضعية هي: منهجية تحليلية تقوم على استبعاد لأنماط الفكر والتحليل اللاهوتي (الديني) والميتافيزيقي(التجريدي=الطبيعة) من أي تحليل اجتماعي مقترحة بديلا عنهما الإنسان الذي بات يتمتع بقيمة مركزية في الكون. وقد كانت ممهّداتها مع المفكّر الفرنسي "سان سيمون" قبل أن تتّخذ طابعها المتكامل كنسق فكري مع تلميذه "أوجست كونت".
سان سيمون.يؤكد سان سيمون على استعمال أدوات المعرفة الوضعية والعمل على القضاء على الهوة الفاصلة بين البعد النظري والبعد التطبيقي للوصول إلى وحدة المعرفة، هذا هو جوهر وفكرة الوضعية. لذا نجد (سان سيمون) يصر على استبدال المضمون القديم للمسيحية بمضمون جديد يعمل على تطويرها من الداخلهذا المضمون الجديد يتمثل في كتابه " النظام الصناعي " من خلال :
-التأكيد على سعيه إلى تكوين مجتمع حر .
-التأكيد على نشر المبادئ والقيم التي ستكون أرضية النظام الجديد .

العناصر الأساسية التي اعتمدتها المقاربة الوضعية مع "سان سيمون" هي :
- تحييد الدين والفكر اللاهوتي عن كل مشاركة في الحياة العملية.
- وضع أسس مشروع علمي وفكري ومعرفي يقوم على مبدأين أساسين هما:
1- مبدأ العلمية ؛ فلا تعامل بعد الآن مع الظواهر والأشياء إلا من منظور علمي .
2- مبدأ العلمنة وفيه تحييد صريح للدين .
-هذه هي آليات التحليل العلمية التي ضمنها سان سيمون للمقاربة الوضعية وهي الآليات التي سنجدها مستعملة في نصوص "أوجست كونت" بطريقة أو بأخرى .
النظرية العضوية (أوجست كونت)
يعد النموذج العضوي في النظرية الاجتماعية أقدم أشكالها
- وقد أعطى أنصار المدخل العضوي اهتماما أساسيا بالبناء الميكانيكي الآلي للكائن الاجتماعي
ويعبِّر النموذج العضوي عن رؤية شمولية تكاملية لتفسير الحاجات الطبيعية للمجتمع باعتبارها حاجات دائمة . كما يحمل طابعا إيديولوجيا محافظا فالمدخل العضوي باعتباره أقدم المداخل في النظرية الاجتماعية تبناه مفكرو الطبقة العليا وتوحد مع تعاليم فلسفة التنوير استجابة للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي سادت في عصرهم. تبناه مفكرو الطبقة العليا وتوحد مع تعاليم فلسفة التنوير استجابة للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي سادت في عصرهم.
الظروف التي أدت إلى نشأة النظرية الاجتماعية
1. الثورة الصناعية: التي ألقت الضوء على ظروف المعيشية وضرورة استخدام التكنولوجيا في المجال الزراعي لتحسين الظروف المعيشية.
2.الثورة الفرنسية : التي رفعت شعارات بالمساواة والعدالة الاجتماعية وعملت على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي. ويمكن القول بأن المشكلات الاقتصادية والسياسية احتلت المقدمة في ظهور النظرية الاجتماعية الحديثة، وذلك للتأكيد على أهمية فهم المجتمع كوحدة للتحليل في ذاتها من أجل مصلحة المجتمع.
3.الثورة الدينية: التي خرجت على الكنيسة ورجال الدين الذين مارسوا القهر والتسلط الفكري وأقاموا محاكم التفتيش لإعدام كل من يخرج من المفكرين والعلماء على أفكار الكنيسة وتفسيرات رجال الدين للكون والحياة.
4.الثورة الفكرية: تأثرت النظرية الاجتماعية ببعض الأفكار مثل:
أ- فلسفة عصر التنوير:تلك الفلسفة التي قامت بالدفاع عن العقلانية ومبادئها كوسائل لتأسيس النظام الشرعي للأخلاق والمعرفة بدلا عن الدين ومن هنا نجد أن ذلك العصر هو بداية ظهور الأفكار المتعلقة بتطبيق العلمانية والمنهج العلمي عند دراسة المجتمع، والتطور والتحديث وترك التقاليد الدينية والثقافية القديمة "نقد"والأفكار اللاعقلانية ضمن فترة زمنية دعوها "بالعصور المظلمة".
ب- النزعة التطورية"دارون" والتي سيطرت على تفكير كثير من علماء الاجتماع الأوائل ، الذين كانوا يتصورون أن الإنسان والمجتمع يتقدمان عبر خطوات محددة للتطور تنتهي إلى أعقد المراحل وأكملها.
ج- كما تأثرت النظرية الاجتماعية في نشأتها بالنزعةالطبيعية العضوية والعقلانية والفلسفة البراجماتية.

نمط النزعة الطبيعية في النموذج العضوي
- يعتبر (أوجست كونت وسبنسر) أفضل مثالين لهذا النمط من النظرية الاجتماعية. لذا من الضروري أن نعرض للظروف الاجتماعية والسياسية التي عاشها كل منهما.
الافتراضات الأساسية عند أوجست كونت: يمكن تلخيص الافتراضات الأساسية لعلم الاجتماع عند كونت على النحو التالي:
1- يرى (أوجست كونت) أن ثمة مجموعة من القوانين الطبيعية اللآمرئية - الخفية – تنظم الكون، وتقف وراء تطور ونمو العقل أو المعرفة أو القيم الاجتماعية السائدة.
2- أدرك كونت أن عملية التطور تتحقق في ثلاثة أطوار كبرى- قانون المراحل الثلاث -:
‌أ) المرحلة الغيبية: التي تتميز بتقصي الأسباب الغيبية خلال قوى خارقة للطبيعة.
‌ب) المرحلة الميتافيزيقية: وتتميز بالفكر المجرد والبحث عن العلل المجردة.
‌ج) المرحلة الوضعية(العلمية): وتتميز بنمو المعرفة النسبية، ودراسة القوانين التي تحكم الظواهر. وفي تلك المرحلة يسمح المنهج الوضعي لعالِم الاجتماع اكتشاف وفهم القوانين الطبيعية التي تحكم الظواهر الاجتماعية.
3- ، رأى كونت أن جميع جوانب المعرفة هي جوانب اجتماعية بقدر ما تعكس وتمثل هذه المعرفة البيئة الاجتماعية التي تظهر فيها
4- قسم كونت النسق الاجتماعي(المجتمع) الى جزئين أساسيين:
1- الاستاتيكا الاجتماعية: ويتكون من الطبيعة الاجتماعية الإنسانية وقوانين الوجود الاجتماعي للإنسان.
2- الديناميكا الاجتماعية: أو قوانين التطور التغير الاجتماعي
5- يتضمن النسق الاجتماعي ثلاثة أنماط أساسية كبرى من الغرائز:
* غرائز المحافظة على النوع( الغريزة الجنسية والحاجات المادية).
* غرائز تحسين الأوضاع(العسكرية والتصنيع).
* الغرائز الاجتماعية : ( الترابط والاحترام والحب الشامل).وتقع وسطا بين غرائز المحافظة والتقدم وغرائز الغرور والتفاخر.
6- أخيراً افتراض كونت نوعا من اليوتوبيا (الخيال) السوسيولوجي، عندما افترض في نهاية التطور الاجتماعي إمكانية سيطرة الوضعية على النظام الاجتماعي باعتبارها دين الإنسانية، وهذا الافتراض يصور المجتمع في المرحلة الوضعية المتطرفة
وموجز القول أن كونت رأى:-
1- الكون نظاما تحكمه قوانين طبيعية.
2- ان هذه القوانين تظهر بصورة جلية في المجتمع في شكل العلاقات المتبادلة بين الغرائز الإنسانية والفكر أو القيم الاجتماعية السائدة، وذلك في سياق بناء المجتمع الاستاتيكي والديناميكي.
3- يتطور النسق الاجتماعي( المجتمع)في مجموعة من خلال ثلاث أطوار من تطور الفكر نحو المرحلة الوضعية وهي المحلة المتكاملة أخلاقيا.
4- مهمة علم الاجتماع بصفته علما وضعيا هي دراسة هذا النسق ووصفه وصفا تفصيليا يساهم في إيجاد الحل العلمي للمشكلات الاجتماعية.
المنهج
وتبعا لرؤية كونت فإن المنهج الوضعي(العلمي) يقود الى ظهور الحقيقة العضوية أو الحقيقة الأساسية، وهذا يعني ضرورة الاستفادة من إجراءات الملاحظة والتجربة والمقارنة لفهم تفاصيل الاستاتيكا الاجتماعية والديناميكا الاجتماعية، ويسمح هذا المنهج بتجريد القوانين الاجتماعية نتيجة التجريب المباشر واللامباشر وتفاصيل التطور العام للمجتمع ووفق هذه الطريقة رأى كونت الوضعية منهجا يقود الى إيضاح أبين لنموذجه النظرية الذي يقوم على افتراضات ذات نزعة طبيعية وعضوية.
القضايا الأساسية:
1) أثار مدخل كونت قضية مؤداها الى أي مدى تعد أهداف علم الاجتماع نظرية أو عملية تطبيقية، أو أن أهداف علم الاجتماع تجمع بين التنظير والتطبيق خاصة خلال السياق الإمبيريقي المعاصر.
2) أثارت افتراضات كونت الأساسية قضايا هامة عن التفسيرات الطبيعية( أي مدى ملائمة الغرائز) والنماذج الحتمية لتفسير التطور الاجتماعي، وتصورات المجتمع في اطار نسق القيم السائدة أو رؤية الحقيقة وتقسيم المجتمع الى الاستاتيكا والديناميكا ، وهما مفهومان مهّدا لظهور مفهومي البناء والعملية.
3) يمثل منهجه الوضعي الأساس الأول والرائد للمنهج العلمي المعاصر.
4) يحدد نموذجه في تقسيم المجتمع الى استاتيكا وديناميكا اجتماعية العمليات والعناصر الأساسية داخل النسق وبذلك يكون فكر كونت رائدا لأعمال لاحقة لمنظري البنائية الوظيفية ومدخل الصراع.


النمط الشمولي المتكامل في النظرية العضوية « دوركايم »
الفرق بين النمط الطبيعي والمعياري في تفسير المجتمع.
النمط المعياري (الاجتماعي) دوركايم اهتم بفكرة الإرادة العامة(الضمير الجمعي) والتماسك الاجتماعي، وترتب على ذلك تصوره للمجتمع في اطار المعايير أو أشكال التكامل الاجتماعي( أي انه تصوّر المجتمع حسب الطريقة التي يرتبط بها الفرد ارتباطا اجتماعيا مع البناء الاجتماعي من خلال الحقائق الاجتماعية) وكانت فكرة التماسك الاجتماعي لعناصر المجتمع احدى اهتماماته الأساسية.
أهدافه
- اهتم اهتماما أساسيا بفهم الظواهر الاجتماعية وتأثيرها على ظهور المشكلات الاجتماعية, وكان ذلك الاهتمام مناقضا ومعارضا للتفسيرات الفردية والنفسية التي طرحت في ذلك الوقت.وقد رأى أن علم الاجتماع يهتم بالظواهر الاجتماعية والالتزامات الأخلاقية الجمعية، وخاصة تلك الظواهر التي تقهر الفرد وتلزمه على أن يسلك سلوكا معيناً داخل الجماعة، وهكذا فعلى النقيض من التفسيرات النفسية التي تهتم بالحالات الداخلية والتي سيطرت على المناخ الفكري في تلك الفترة، قدّم دوركايم اطار عملٍ سوسيولوجيٍ يهتم بالظواهر الموجودة في الخارج مثلما عرض منهجا لدراسة هذه المعطيات الاجتماعية.
وقد أعطى دوركايم اهتماما لكل مظاهر المجتمع، وهي:(القانون والأخلاق وأساليب الضبط والبناء السياسي والاقتصادي والدين والجريمة
افتراضاته
1- أن المجتمع بوصفه ضميراً جمعيا له وجود مستقل فالمجتمع كلٌ عضوي جمعي يختلف عن مجموع الأجزاءويعمل أساسا من خلال ممارسة أساليب القهر التي يفرضها على البناء المعياري للمجتمع.
2- يترتب على ذلك أن الوقائع الاجتماعية (الظواهر الاجتماعية) هي وقائع حقيقية
3- تعتمد القوة الاجتماعية على العقل الجمعي( الضمير الجمعي) أي تعتمد على الأشكال المختلفة للسيطرة والقهر والإلزام على بناء المعايير السائد خلال جماعة ما،
4- بيّن دوركايم أن تطور وقائع المجتمع يعتمد على الحاجات الأساسية لذلك المجتمع
5- وقد طرح دوركايم فرضا أساسيا ثانيا مؤداه ( أن التماسك الاجتماعي يعتمد على تقسيم العمل في المجتمع) أي كلما تزايد التماثل في مظاهر تقسيم العمل كلما كان بناء الأدوار اقل تعقيدا
6-استنادا الى هذا الفرض، بين دوركايم أن ثمة رابطة منطقية بين بين حجم المجتمع والكثافة الاجتماعية من جانب ومستوى تقسيم العمل والتماسك الاجتماعي من جانب آخر
7- أدرك دوركايم أن هناك شكلين أساسيين كبيرين للتماسك الاجتماعي(التضامن الاجتماعي) :-
أ- التماسك الآلي: خاصية من خصائص المجتمعات التقليدية التي يتضاءل فيها تقسيم العمل
ب-التماسك العضوي: فخاصية المجتمعات الحضرية والصناعية الأكثر تقدما
8- افترض أن الجريمة وأشكال الانحراف الأخرى تؤدي وظيفة في المجتمع بقدر ماهي تدعم معايير الجماعة
منهجه
يعد كتاب " قواعد المنهج في علم الاجتماع " أشهر مؤلفات دوركايم على الإطلاق
وكما أكد دوركايم أهمية دراسة الظواهر الاجتماعية دراسة موضوعية، أوضح أهمية التجريب والمنهج المقارن، كما أعطى اهتماما خاصا لتغير الحقائق الاجتماعية خلال الزمان، ويساعدنا هذا المنهج على تجريد (استخلاص) قوانين علمية تهتم بكيفية أداء الظواهر الاجتماعية لوظائفها ونشأتها وتطورها
نمط المجتمع عند دوركايم
نمط المجتمع عند دوركايم يقوم على صورة التماسك الاجتماعي السائد في مجتمع ما، وثمة مجتمع يسوده التماسك الآلي وانخفاض في معدل تقسيم العمل، وينتشر فيه نمط ثقافة تقليدية متجانسة، ومعايير تمارس قوة القهر والملكية المشاعة والديانات الوثنية والانتحار الغيري(الإيثاري) أي الموت من أجل الجماعة.
أما التماسك العضوي فيسود في مجتمع يتميز بتعقد نظام تقسيم العمل المصاحب لعصر التصنيع، وتزايد الفردية ومعايير الثواب والعقاب، والعلاقات التي تقوم على التعاقد والملكيةالفردية، ونمو الاتجاهات العلمانية وازدياد الانتحار الأناني أو الانتحار بسبب عدم احترام المعايير في الجماعة أو المجتمع.
والشكل الأول وهو الانتحار الأناني: مرتبط بمصالح الذات ولا تبرره المعايير السائدة ومحصلة الصراع بين رغبات الفرد وسلطة المجتمع ويحسم الصراع بتدمير الذات.
أما الشكل الآخر من الانتحار فهو الانتحار الأنومي (المعياري) فينشأ نتيجة شيوع مظاهر التفكك الاجتماعي وخاصة أوقات الأزمات الاقتصادية عندما تتسع الهوة بين التطلعات والواقع اتساعا كبيرا. واتساقا مع التطور من المجتمع العسكري الى المجتمع الصناعي عند سبنسر يصف نمط المجتمع العضوي عند دوركايم البناء الاجتماعي في أطوار معينة من تطوره.
القضايا الأساسية
ويمكن تلخيص بعض القضايا الأساسية عند دوركايم على النحو التالي:
1) الى أي مدى يمتلك الضمير الجمعي وجودا مستقلا في الواقع؟ أي هل دوركايم وحّد بين الضمير الجمعي والمجتمع، ومن ثم فرض وجودا مستقلا للوجود الجمعي؟.
2) مدى ارتباط العلاقة بين حجم السكان وتقسيم العمل وبساطة التكامل الاجتماعي والربط بين هذه العوامل يتضمن خطر التبسيط المفرط.
3) يبدو أن مشاكل قياس الوقائع الاجتماعية على مستوى الفرد والمجتمع كثيرة.
4) الى أي مدى تمثل الوقائع الاجتماعية حاجات الصفوة بدلا من حاجات المجتمع العامة؟ لقد درس دوركايم عدم المساواة لكنه آمن بالتفسير البنائي للمجتمع.
5) ورغم تلك المشكلات، فلا زالت أعمال دوركايم واحدة من أهم المساهمات التي قدمت لعلم الاجتماع والفكر الاجتماعي العلمي وخاصة تصوره المعياري للمجتمع.

النظرية البنائية الوظيفية ( تالكوت بارسونز
علاقة النظرية الوظيفية بالانثروبولوجيا الثقافية:- هناك علماء اجتماع آخرين يرون أن هذا الميل من جانب علماء الاجتماع الوظيفيين الى الربط بين نشأة الاتجاه الوظيفي في علم الاجتماع وبين الاتجاه الوظيفي فيالأنثروبولوجيا الثقافية إنما هو تشويه للحقيقة ومحاولة لإخفاء الطابع الأيديولوجي المحافظ لذلك الاتجاه. فالواقع أن الاتجاه الوظيفي وعلى ذلك فإن المؤسسين الحقيقيين للوظيفية هم علماء الاجتماع الأوائل من الوضعيين العضويين وتعتمد الوظيفية بصفة أساسية على فكرة النسق العضوي Organic system التي اعتمدت عليها النظريات العضوية. وهي الفكرة التي مؤداها ( أن كل شيء يمكن أن ينظر إلية باعتباره نسقا أو كلا متكاملا يتكون من أجزاء مثل الكائن الحي) .

المسلمات الرئيسية للنظرية البنائية الوظيفية:- وبالرغم من الاختلافات بين هؤلاء العلماء إلا انه يمكن القول بصفة عامة أن الاتجاه الوظيفي يعتمد ست أفكار أو مسلمات رئيسية محورية هي:
1 -يمكن النظر الى أي شيء سواء كان كائنا حيا أو اجتماعيا ، فردا كان أو جماعة صغيرة أو تنظيما رسميا أو مجتمعا أو حتى العالم بأسره على أنه نسق أو نظام وهذا النسق يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة. فجسم الإنسان يتكون من مختلف الأعضاء والأجهزة
2-لكل نسق احتياجاته الأساسية لابد من الوفاء بها والا فإن النسق سوف يفنى أو يتغير تغيرا جوهريا. فالجسم الإنساني مثلا يحتاج الى الأكسجين والماء، وكل مجتمع يحتاج لأساليب لتنظيم السلوك(القانون) ومجموعة لرعاية الأطفال(الأسرة) وهكذا
3-لابد أن يكون النسق دائما في حالة توازن ولكي يتحقق ذلك فلابد أن تلبي أجزاؤه المختلفة احتياجاته.
4-وكل جزء من أجزاء النسق قد يكون وظيفيا أي يسهم في تحقيق توازن النسق. وقد يكون ضارا وظيفيا أي يقلل من توازن النسق وقد يكون غير وظيفي أي عديم الفائدة والقيمة بالنسبة للنسق.
5-يمكن تحقيق كل حاجة من حاجات النسق بواسطة عدة متغيرات أو بدائل. فحاجة المجتمع لرعاية الأطفال مثلا يمكن أن تقوم بها الأسرة أو دار الحضانة.
6-وحدة التحليل يجب أن تكون الأنشطة أو النماذج السلوكية المتكررة. فالتحليل الاجتماعي الوظيفي لا يحاول أن يشرح كيف ترعى أسرة معينة أطفالها ولكنه يهتم بكيفية تحقيق الأسرة بوصفها نسقا اجتماعيا(نظاما) هذا الهدف
هدف التفسير الوظيفي للمجتمع.
الكشف عن كيفية إسهام أجزاء النسق في تحقيق النسق ككل لأستمراريته أو الإضرار بهذه الاستمرارية
- فعلم الاجتماع الوظيفي قد يحاول الكشف عن دور وسائل الاتصال الجمعي في المجتمعات المركبة في تحقيق المجتمع لتوازنه. وقد يحاول أن يكشف عن الجوانب السلبية للحرب أو الجريمة بالنسبة للمجتمع.
- مثال:تحليل(كنجزلي ديفز، وولبرت مور) للتدرج الاجتماعي أو (التفاوت الطبقي) حيث يقول المؤلفان: (( أن التدرج الاجتماعي الذي هو عبارة عن ترتيب للمجموعات أو الأفراد في درجات أو رتب ذات مكانات مختلفة مثل: الطبقات الاجتماعية أو الفئات المهنية هو شيء وظيفي بالنسبة للمجتمع، أي أنه لا بد أنيكون قائما باستمرار لأن هذا التدرج هو أساس شغل المراكز الهامة في المجتمع بأكثر الأشخاص كفاءةً. ويعني كل من (ديفز ومور) بذلك أنه اذا كانت هناك مساواة بين الناس في أوضاعهم الاجتماعية وفيما يحصلون عليه من مزايا، فإن المجتمع لن يستطيع المحافظة على حالته السوية. فالمراكز السياسية والاقتصادية الهامة ستظل خالية أو ستُشغل بأشخاص غير أكفاء مما سيؤدي الى اختلال المجتمع. ويفترض(ديفز ومور) أن عدد الأفراد الأكفاء والمؤهلين لشغل هذه المراكز محدود، وأمثال هؤلاء لابد أن يضحوا في البداية خلال عملية تدريبهم وبالتالي فإنهم لابد أن يحصوا على امتيازات كافية تشجعهم على تحمل فترة التدريب هذه.
- وعلى ذلك فان نظام التدرج يسهم في أداء المجتمع لوظائفه، أي يكون وظيفيا بالنسبة للمجتمع بوصفه نسقاً.
ويرى عالم اجتماع أخرأن الأسرة تقوم بإشباع حاجات كل من الفرد والمجتمع، أي أنها وظيفية بالنسبة للاثنين. فوظائف الأسرة بالنسبة للمجتمع هي:
1. المحافظة على النوع. 2. المحافظة على التراث الثقافي ونقله من جيل الى جيل.
3. تزويد الأطفال باحتياجاتهم الجسمية والاقتصادية والنفسية. 4. تنظيم السلوك الجنسي
أما بالنسبة لوظيفتها للفرد فإنها تؤدي لها التالي:
1- البقاء الطبيعي. 2- الإشباع الجنسي.3- الرعاية والحماية
4- لتنشئة الاجتماعية 5 - اكتسابه صفاته الاجتماعية

معاني كلمة (وظيفة) في علم الاجتماع.
استخدمت كلمة وظيفة بعدة معانٍ في علم الاجتماع، من أهمها:
1-الإسهام الذي يقدمه الجزء للكل - الذي قد يكون المجتمع أو الثقافة- وهذا هو المعنى الذي استخدمها به كل من دروكايم وبراون ومالينوفسكي.
2-الإسهام الذي تقدمه الجماعة الى أعضائها أو الإسهام الذي يقدمه المجتمع الكبير للجماعات الصغيرة التي يضمها.
3- تستخدم – الوظيفة – للإشارة الى دراسة الظواهر الاجتماعية باعتبارها عمليات أو أثارا لأبنية اجتماعية مثل انساق القرابة أو الطبقة

النظرية الوظيفية لدى ( تالكوت بارسونز)
ويرتكز الاطار النظري لبارسونز على أربعة مفاهيم أساسية:
* الفعل الاجتماعي Social Action* الموقف Situation
* الفاعل Actor *توجيهات الفاعلين Actor's Orientation

وتوجد ثلاثة أنواع من التوجيهات الدافعية:
1. التوجيهات المعرفية: وتتضمن تحديد مكان الموضوع الذي نتعامل معه في عالم موضوعات الفاعل وتحديد خصائصه ووظائفه الفعلية الممكنة وتمايزه عن غيره من الموضوعات.
2. التوجيهات الانفعالية : وتتضمن مختلف العمليات التي يوزع بواسطتها الفاعل طاقته على مختلف الأعمال فيما يتعلق بمختلف الموضوعات ذات الدلالة الانفعالية في محاولته زيادة الإشباع.
3. التوجيهات القيمية: فتشير الى المعايير الثقافية أو الى تلك الجوانب من توجيهات الفاعل التي تجبره على ان يأخذ في اعتباره إمكانية تطبيق معايير معينة ومحكات اختيار حين يكون في موقف يسمح له بأن يختار السلوك الذي يقوم به.
وتنقسم هذه التوجيهات القيمية بدورها الى ثلاثة أنواع:
‌أ) التوجيهات المعرفية: وتتضمن الالتزام بمعايير معينة ثبت صدقها معرفيا.
‌ب) التوجيهات التقديرية: وتتضمن الالتزام بمعايير معينة ثبت بواسطتها ملائمة أفعال معينة لموضوع ما انفعاليا.
‌ج) التوجيهات الأخلاقية: وتتضمن الالتزام بمعايير معينة تحددت صلاحيتها على أساس نتائج الأفعال بالنسبة للنسق الكلي(أي المجتمع).
النظرية الوظيفية لدى ( تالكوت بارسونز
وهذه العناصر المختلفة التي بدأ بارسونز يدرسها ( أي الفاعل والفعل والموقف والتوجيهات) ارتكز عليها فيما بعد عند محاولته تكوين نظرية بنائية وظيفية عن المجتمع، وهي التي يرى ان أي نسق يتكون منها فهي تدخل في تكوين ثلاثة أنواع من الأنساق:
1- النسق الاجتماعي. 2- نسق الشخصية. 3- النسق الثقافي.
- ويعرّف بارسونز النسق الاجتماعي عدة تعريفات أوضحها ذلك الذي يقول:
( والنسق الاجتماعي عبارة عن فاعِلَين أو اكثر يحتل كل منهم مركزا أو مكانة متمايزة عن الأخرى ويؤدي دورا متمايزا، فهو عبارة عن نمط منظم بحكم علاقات الأعضاء ويصف حقوقهم وواجباتهم تجاه بعضهم البعض، واطار من المعايير أو القيم المشتركة بالإضافة الى أنماط مختلفة من الرموز والموضوعات الثقافية المختلفة).
-ويعرّف بارسونز الدور بانه: سلوك الفاعل في علاقته مع آخرين اذا ما نظرنا الى هذا السلوك في سياق أهميته الوظيفية للنسق الاجتماعي،
-أما المكانة : فتشير الى موقع الفاعل في نسق علاقة اجتماعية معينة.
-وعندما يتكون نمط ثابت نسبيا من الأدوار يسمى ذلك بناء
-أما النمط الثابت من علاقات الأدوار فيسمى نظاما.
-أما النسق الثقافي :فيرى بارسونز انه نتاج لانساق التفاعل الاجتماعي من ناحية ومحددا لهذا التفاعل من ناحية أخرى وقد ميّز بارسونز بين ثلاثة أنماط من الانساق الثقافية:
1. انساق الأفكار أو المعتقدات.
2. انساق الرموز التعبيرية مثل الفن.
3. انساق التوجيهات القيمية.
ويرى بارسونز أن الانساق الاجتماعية تتصف بخاصيتين أساسيتين هما:
أولا: ميل مكونات النسق الى الحفاظ على درجة عاليةمن التكامل على الرغم من الضغوط البيئية.
ثانيا: ميل الى التوازن أي استمرارية مكونات النسق في أداء وظائفها.
كما يرى بارسونز في نظريته عن (النسق الاجتماعي)
أولاً: أن المجتمع يملك واقعا وحقيقة اجتماعية مستقلة كنسق اجتماعي، عن وجود الأفراد.
ثانياً: يُبرِزُ البناء الاجتماعي أو الأنساق الفرعية التي يتكون منها البناء ( المنظمات ) عددا من الوظائف الأساسية الهامة . وتتكون هذه الوظائف من :
1- التكامل: بمعنى أن النسق يعتمد على مجموعة من المعايير التي تربط الفرد بالمجتمع، فينتج التكامل المعياري في نسق المجتمع العام ككل.
2-نمط المحافظة:: ويعني أن النسق بما يتضمنه من معايير وقيم لها عموميتها، يؤدي الى المحافظة على نمط التفاعل فلا يخرج أو ينحرف عن حدود النسق.
3- التكيف: ويعني أن كل نسق اجتماعي عليه أن يتكيف مع البيئة الاجتماعية والمادية التي يوجد بها . فالفرد من خلال دوره يتكيف مع نسق المجتمع العام، والمجتمع العام يجب أن يتكيف مع نسق المجتمع الدولي.
4- تحقيق الهدف: ويقصد به أساليب الأفراد الفاعلين من أجل تحقيق الهدف






النظرية البنائية الوظيفية( روبرت ميرتون ).
بداية النظرية البنائية الوظيفية لدى ميرتون .
- أن البناء الاجتماعي في حالة ثبات وتوازن وأن هناك تكاملا بين عناصر هذا البناء، وأن هناك إجماعا عاما بين أعضاء المجتمع على قيم معينة وان هناك توازناً يجب ألا يصيبه الخلل في البناء الاجتماعي.
- لقد بدأ ميرتون الذي كان تلميذا لتالكوت بارسونز – بنقد بارسونز على أساس ان أعماله تمثل جهدا غير ناضج لمحاولة تكوين نظرية اجتماعية عامة، ولكنه لم يمس في كتاباته المسلمات الرئيسية التي ارتكزت عليها أعمال بارسونز أو غيره من الوظيفيين، وذلك بسبب أنه هو ذاته يسلم بها تماما، وبدلا من ذلك ركز جهده على نقد تفاصيل هذه الأعمال أو الفروض الجزئية التي تحتوي عليها.
- ورأى ميرتون أن النظرية في علم الاجتماع يجب أن تكون متوسطة المدى وعرّف النظرية متوسطة المدى بانها تلك " التي تقع بين طرفين:
الطرف الأوليتمثل في مجموعة الافتراضات العلمية البسيطة التي نقابلها عند إجراء البحوث الميدانية
الطرف الثانييتمثل في النظريات الشاملة الموحدة التي تسعى لتفسير كل ملاحظة عن انتظام في السلوك الاجتماعي والتنظيم الاجتماعي.
النظرية متوسطة المدى لدى ميرتون تتناول أساسا جوانب معينة من الظواهر الاجتماعية، وليست الظواهر في عموميتها، فيمكن مثلا أن تكون لدينا نظرية عن الجماعات المرجعية ونظرية عن الحراك الاجتماعي ونظرية عن صراع الأدوار ونظرية عن تكون القيم...
وبعد أن تصبح لدينا هذه النظريات المتعددة ذات المدى المتوسط يمكننا في المستقبل أن نصوغ منها نظرية عامة موحدة، لكن الوقت لم يحن بعد لتكوين مثل هذه النظرية الموحدة.
- وقد حدد ميرتون مجموعة من الوحدات التي يجب أن تمثل بؤرة الاهتمام التحليل في النظرية الاجتماعية متوسطة المدى مثل : الأدوار الاجتماعية، العمليات الاجتماعية، الأنماط الثقافية، الانفعالات المحددة ثقافيا، المعايير الاجتماعية، تنظيم الجماعة، البناء الاجتماعي، وأساليب الضبط الاجتماعي...وبذلك جعل بؤرة اهتمام النظرية الاجتماعية ما اسماه: ((بالعناصر الثقافية المقننة))
- وقد استمد ميرتون مسلماته الأساسية عن الوظيفية من علماء الأنثروبولوجيا وبخاصة رادكليف براون ومالينوفسكي.
- وصاغ نظريته الوظيفية من أهم مؤلفاته ( النظرية الاجتماعية والبناء الاجتماعي) 1949م.
- وقد استخدم ميرتون كلمة وظيفة بمعنى « الإجراءات البيولوجية الاجتماعية التي تساعد على الإبقاء على النسق وعلى تكيفه أو توافقه وهذه الإجراءات قابلة للملاحظة.
ورأى ميرتون ان هذه الافتراضات غير صحيحة ولذلك فانه أقام نظريته على ثلاث فروض أساسية بديلة هي :
1- العناصر الاجتماعية أو الثقافية قد تكون وظيفية بالنسبة لمجموعات معينة وغير وظيفية Non functional بالنسبة لمجموعات غيرها،
2- أن نفس العنصر قد يكون له وظائف متعددة ونفس الوظيفة يمكن تحقيقها بواسطة عناصر مختلفة(البدائل الوظيفية).
3- يجب ان يحدد التحليل الوظيفي الوحدات الاجتماعية التي تخدمها العناصر الاجتماعية أو الثقافية.
ويرى " دون مارتنديل" أن ميرتون قد أضاف الى التحليل الوظيفي إضافتين رئيسيتين هما:
أولا: أنه قدّم مفاهيم مهمة كـ" المعوقات الوظيفية، أو الأضرار الوظيفية Dies-function
ثانيا: أنه ميّز بين نوعين من الوظيفة الاجتماعية: الوظيفة الظاهرةManifest function . والوظيفة الكامنة Latent function. ويقصد ميرتون بالوظيفة الظاهرة: هي تلك النتائج الموضوعية التي يمكن ملاحظتها والتي تسهم في الحفاظ على النسق

ويرى مارتنديل أن من أهم نماذج التحليل الوظيفي عند روبرت ميرتون تتمثل في دراسته عن البناء الاجتماعي واللامعيارية. ففهي هذه الدراسة طبق ميرتون نظريته الوظيفية في تحليل المصادر الاجتماعية والثقافية للسلوك المنحرف، وكان هدف ميرتون من هذه الدراسة أن يبين كيف يمارس البناء الاجتماعي ضغوطا محددة على أشخاص معينين في المجتمع تجعلهم يمارسون سلوكيات غير امتثالية بدلا من ممارستهم لسلوك امتثالي.
وقد بدأ ميرتون دراسته( نظريته) بمسلمة هي التالية: (أن الأبنية الاجتماعية والثقافية تصوغ صفة المشروعية على أهداف معينة، وعلاوة على ذلك تحدد أساليب معينة مقبولة اجتماعيا لتحقيق تلك الأهداف). أي أن ميرتون ميز بين عنصرين رئيسيين فيما اسماه بالبناء الثقافي للمجتمع: الأهداف المحددة ثقافيا من جهة، والأساليب النظامية لتحقيق هذه الأهداف من جهة أخرى.
وقد نشأ عن ذلك حالة من اللامعيارية( اللانظام) في المجتمع. وذلك أنه لابد من أن تكون هناك درجة من التناسب بين هدف تحقيق النجاح وبين الفرص المشروعة للنجاح بحيث يحصل الأفراد على الإشباع الضروري الذي يساعد على تحقيق النسق الاجتماعي لوظائفه، فاذا لم يتحقق ذلك فإن الوظيفة الاجتماعية تصاب بالخلل ويحدث ما اسماه بالمعوقات الوظيفية
وقد قدّم ميرتون تصنيفا لأنماط استجابات الأفراد أو تكيفهم لذلك والتفاوت أو الانفصام بين الأهداف المرغوبة والمحددة ثقافيا( أي النجاح) وبين الأساليب المتاحة لتحقيق هذه الأهداف. وقد قرر أن هناك خمسة أنماط لتكيف الأفراد في المجتمع، أول هذه الأنماط وظيفي، أي يساعد على بقاء النسق الاجتماعي. والأربعة الآخرين ضارين وظيفيا (أو أنماط تكيف منحرفة) أي تهدد بقاء النسق. وهذه الأنماط الخمسة هي:
1) نمط الامتثال: ويحدث هذا النمط من التكيف حين يتقبل الأفراد الأهداف الثقافية ويمتثلون لها وفي نفس الوقت يتقبلون الأساليب التي يحددها النظام الاجتماعي بوصفها أساليب مشروعة لتحقيق هذه الأهداف.
2) نمط الابتداع: ويرى ميرتون أن هذا النمط من التكيف هو اهم انماط التكيف الانحرافي في المجتمع الامريكي.
3) نمط الطقوسية: يتمثل هذا النمط من التكيف في التخلي عن الأهداف الثقافية للنجاح الفردي وتحقيق الثروة وصعود السلم الاجتماعي أو التقليل من مستوى طموح الفرد حتى يصل الى درجة منخفضة يمكن معها إشباع هذا الطموح،
4) الانسحابية: وهو من أقل الأنماط شيوعا في المجتمع الأمريكي. والفرد الذي يلجأ إلى هذا النمط الانسحابي يعيش في المجتمع، ولكنه لا يكون جزءا منه، بمعنى انه لا يشارك في الاتفاق الجماعي على القيم المجتمعية
5) نمط التمرد: يتسم هذا النمط من التكيف بإدانة ( وليس مجرد رفض كما هو الحال في النمط السابق) كل الأهداف الثقافية للنجاح والالتزام بالأساليب النظامية لتحقيقها.

الـنـظــرية الصـراعـيـة الكلاسيكـية ( كارل ماركس )
كيف تنظر النظرية الصراعية للمجتمع:- تنظر نظرية الصراع الى المجتمع كنسق من جماعات متصارعة تمثل الكفاح من أجل الحصول على منابع الحاجات المادية الأساسية. -والعوامل القابعة وراء هذا الصراع تتضمن مشاكل التنظيم الاجتماعي نفسه، مثل : تغير السكان وأنساق تقسيم العمل أو مشاكل الطبيعة البشرية ذاتها مثل سمات الشخصية والغرائز البشرية.
اهتمامات علماء الصراعية( هدفهم).
الظروف الاجتماعية لمنظّري الصراعية الكلاسيكية.
- عند دراسة نظرية الصراع سنجد أنها تشمل مفكرين ابعد ما يكونوا عن التجانس فهم مختلفون كل الاختلاف. ومع ذلك فان هؤلاء المنظرين يجمعهم متشابهات عامة معينة. فأصولهم الاجتماعية تميل الى الانتماء الى الطبقة الدنيا، أو الشريحة السفلى من الطبقة الوسطى، اكثر منها الى الطبقة العليا من الوسطى أو العليا. ولقد تلقى معظمهم نوعا من تعليم عصر التنوير في مواضع معينة مثل الكلاسيكيات ، والفلسفة والتاريخ والقانون والاقتصاد، وكان ينصب اهتمامهم على السياسة والنشاط العمالي، ولقد عانو من وطأة الضغط السياسي، والصراع في مجتمعاتهم ، ولقد نشأوا في ظل فلسفات ومثل عصر التنوير من الطبيعية والمثالية والتطور والمذاهب العقلية والنفعية والاشتراكية.
- وتجدر الإشارة الى ملاحظة هامة وهي أن نظريات الصراع ليست وحيدة النمط في التطرف الأيديولوجي، إذ نرى بينها أشكال متعددة من النماذج فنظريات الصراع تميل الى الاختلاف في الأيديولوجية طبقا للأنماط الهامة التي تستخدمها في التفسير . ففكرة المشاكل الاجتماعية عند ماركس وبارك هي اكثر تطرفا في التطبيق، بينما النظرية الطبيعية وبصفة خاصة التي أنشاها باريتو Pareto اكثر محافظة في نغمتها وهدفها, ومع ذلك فكل من النمطين يؤكد على الصراع والتغير في صياغتها لمفاهيم المجتمع.
كارل ماركس ونظريته الصراعية وهدفه.
-كان هدف ماركس هو تحليل العلاقة بين البناء التحتي( الاقتصاد) وبين الأبنية العليا (الفرعية) وهي بقية نظم المجتمع. وذلك على أسس من الاستمرارية والتغير خلال التطور التاريخي للمجتمع.
- مثل هذه العلاقة المتبادلة كانت الأساس لأفكار ماركسوهو يفترض أن الإنسان تحت تأثير التصنيع والاستغلال الرأسمالي تحول من رجل طبيعي الى رجل مغترب ومن ثم فالهدف الأيديولوجي لماركس هو إعادة تحويل المجتمع الى حالة يوجد فيها الرجل الطبيعي بدلا من الرجل المغترب، وذلك بإعادة تركيب البيئة الطبيعية والاجتماعية،
فالمادية هي لب النظرية الماركسية، فهي تنتمي الى نزعة الحتمية الاقتصادية التي تذهب الى ان العامل الاقتصادي هو المحدد الأساسي لبناء المجتمع وتطوره، وانها أوضحت عماية ظهور جماعات المجتمع الاقتصادية وتطورها وانهيارها، وذلك عن طريق تحليلها لمجموعة الاتجاهات المتناقضة وردها الى ظروف المعيشة والإنتاج لمختلف جميع طبقات المجتمع
النظرية الصراعية والمادية الجدلية التاريخية: لقد كان ماركس متأثرا بشدة بفلسفة هيجل. وافترض ماركس أن ديالكتيك هيجل هو أوسع مذهب من مذاهب التطور واقرها مضمونا وأشدها عمقا. وأراد أن يستخدم في هذا التفسير المنهج الجدلي أو التحليل الديالكتيكي، وفي هذا الصدد يقول ( أن كل فكرة تحمل في طياتها عناصر نقيضها ) ويطبق هذه الفكرة على الوجود والمجتمع. واجتماع النقيضين على هذا النحو هو الذي يفسر ظاهرة التغير
طبقا لهذه النظرية التي يسميها الماركسيون نظرية الصراع الطبقي افترض ماركس ان كل تاريخ البشرية هو تاريخ للصراع بين الطبقات ، بين الطبقة المستغلة والمستغلة،
الصراع العقلي الفكري وتحوله لصراع مادي اجتماعي.

النظريات الصراعية المعاصرة(رالف دراهرندورف)
الظروف الاجتماعية للنظرية الصراعية المعاصرة.
- بينما تسود النزعة الوظيفية البنائية معظم النظريات المعاصرة في علم الاجتماع ، إلا أن نظريات الصراع المبكرة والتي تعتبر جزءا من علم الاجتماع، استمرت في إظهار انعكاساتها على نظريات علم الاجتماع. وخاصة حول صراع الطبقات المعاصر وما أفرزته التأثيرات السلبية للتصنيع والتحضر من مشاكل في داخل المجتمع الحديث.
- وكذا نرى أن نظريات الصراع الحديثة المعاصرة تمثل رد فعل جماعة معينة من المثقفين لعدد الظروف الخاصة. تتضمن هذه الظروف المستوى العالي من الصراع الاجتماعي بصفة عامة وصراع الأجناس بصفة خاصة كما في الولايات المتحدة ووسط وجنوب إفريقيا، وكذلك معالجة التأثيرات الضاغطة والكابتة للبيروقراطية والتصنيع ، وتطبيق الاتجاهات الإصلاحية لمعالجة المشاكل الحديثة للتصنيع والتحضر
نظرة الصراعية المعاصرة للمجتمع.
- وتعتبر هذه النظريات المجتمع كنسق في حالة تطور يتكون من جماعات متنافسة من أجل المصادر وتحكمها صفوة سائدة.
- وتحدد مختلف الظروف الاجتماعية والديموغرافية مدى كثافة واستمرار وشكل الصراع الاجتماعي، بينما البناء الاجتماعي يعبر عن نمط السيادة الموجود في المجتمع في مرحلة معينة من تطوره.
- وتستخدم نظريات الصراع المعاصرة هذا النموذج للمجتمع الحديث وفقا للظروف الاجتماعية التي تحدد الصراع، والبناء النظامي للسيادة وتأثيرات الصراع، وكذلك العلمية عند المستوى السسيوسيكولوجي. ومن ثم الى مدى بعيد يمكن القول أنها تشبه البنائية الوظيفية في الشكل ولكنها تختلف تماما في محتواها الأيديولوجي.
أنماط نظريات الصراع المعاصرة.
الأول: النمط النسقي: الذي يركز على العوامل الاجتماعية التي تحدد عملية الصراع. ويبرز في أعمال رالف داهرندورف وميلز.
الثاني: النمط الطبيعي: الذي يصف المحتوى أللاجتماعي للصراع. ويبرز في أعمال لويس كوز وريزمان وغيرهم.

رالف داهرندورف وميلز أهــدافـــه:
في كتابه الطبقة والصراع الطبقي في المجتمع الصناعي اهتم بالحقيقة المحيرة وهي ( أن البناءات الاجتماعية لديها القدرة على أن تنتج في داخل ذاتها عناصر الإحلال بالقوة والتغيير).
وتبعا لذلك حاول داهرندورف أن يعرض كيف تنشغل بل وتستغرق الجماعات والعمليات في هذه الظاهرة ( التي يمكن أن تحقق نظريا وأن تحلل امبيريقيا ) ولقد حاول داهرندورف وضع نظرية عامة عن صراع الطبقات والتغير الاجتماعي مستفيدا من نظريات القهر.ولتحقيق هذا الهدف تقدم الى اختبار النظرية الماركسية عن الطبقات فنقدها، ثم عمد الى التعامل مع مشاكلها باختبار الصراع الصناعي والسياسي في المجتمع الصناعي الحديث.
وعندما أنشأ نظريته الخاصة به عن الصراع الطبقي استخدم أيضا مفاهيم ماكس فيبر عن السلطة واتحادات التعاون الإجبارية. ولهذا يمكن النظر الى منهج داهرندورف على أنه مزج بين أفكار كارل ماركس وماكس فيبر ثم طبقها على الصراع الطبقي في المجتمع الحديث.
أقام داهرندورف نظريته على أساس نظرية القهر التي تفترض: وجود التغير الاجتماعي والصراع الاجتماعي والقهر، ( ومساهمة كل عنصر في المجتمع في تفككه وتغيره). وتعتبر هذه الافتراضات هي أسس نظرية الصراع الاجتماعي.
وبقبول داهرندورف لهذا النموذج عن الحقيقة الاجتماعية، تقدم الى افتراض(أن الاتحادات مجبرة على التعاون إذ أن تعاونها يحدث تحت وطأة الأوامر). يعني بذلك أن أعضاء هذه الاتحادات يشكلون منظمات رسمية ومن ثم فهم خاضعون لعلاقات السلطة. والعاملان في بناء هذه الاتحادات هما تجمعين من المراكز، وهما: السيادة والخضوع. وهو يعني بذلك أن جماعة تملك السلطة فهي تأمر وجماعة أخرى لا تملك سلطة فهي مأمورة ( مقهورة).
ويمتلك كل تجمع من هذين التجمعين مصالح كامنة Latent مشتركة، بمعنى أن كل جماعة لديها توجيهات لاشعورية منغرسة في أوضاع اجتماعية معينة والتي تمثل الأسس لشبه جماعات( أي جماعات غير منظمة يشارك أعضاؤها في مصالح مشتركة كامنة). وهذه المصالح الكامنة قد تفصح عن نفسها في شكل مصالح ظاهرة Manifest، بمعنى تحوّل المصالح اللاشعورية الى اتجاهات واعية شعورية، والتي تتعارض مع مصالح . الاتحادات الأخرى. ومن ثم تصبح تلك الشبه جماعات طبقات اجتماعية.

المدرسة السلوكية الاجتماعية ( هيربرت بلومر)
مقدمة
- بالرغم من أن الكثير ممن كتب في نظرية علم الاجتماع المعاصر يأخذ شكل الدراسات الاستدلالية التي تهتم بالمستوى الكبير الحجم( الوحدات الكبرى) فإن النزعة السلوكية الاجتماعية الأوربية القديمة – وجذورها الأمريكية في أعمال جورج ميد وكولي..- استمرت حتى الآن في فرع جديد من فروع علم الاجتماع اطلق عليها الاتجاهات الاجتماعية النفسية، وقد أثر هذا الفرع تأثيرا قويا على علم الاجتماع المعاصر.
- ولما كانت النزعة السلوكية الاجتماعية هي الأساس الذي قامت عليه النظرية الاجتماعية النفسية، فإنها تعكس الاهتمام المتزايد بالأفكار الفردية في الثقافة الأمريكية والآراء التي تهتم بالوحدات التي تتكون من عدد صغير من الأفراد، ولقد ظهرت هذه الأعمال السلوكية في أعمال ماكس فيبر، ولذا تحوّل هذا الاتجاه في الدراسات الاجتماعية من دراسة الوحدات الاجتماعية الكبيرة الى الاهتمام بالوحدات الاجتماعية المكونة من عدد صغير من الأفراد معتمدا في ذلك على المنهج الاستقرائي كما يهتم هذا الاتجاه اهتماما كبيرا بالعمليات الاجتماعية، ولذا ظهر تباين واختلاف هذا الاتجاه مع كل من الاتجاهين: (الوظيفي والصراعي).
لقد انقسمت المدرسة السلوكية الاجتماعية الى تيارين :
1- النمط الشمولي المعياري.
2- النمط الطبيعي.
ظروف نشأة المدرسة السلوكية الاجتماعية:- وتتلخص ظروف نشأته في أنه قد نشأ كردة فعل لمجموعة خاصة من المفكرين الأمريكيين - وهم الذين تعلموا وتدربوا وتوحدوا بفكر جورج ميد في مدرسة شيكاغو- الذين استجابوا وتأثروا بعدد من الأوضاع الخاصة السائدة في أمريكا مثل:
1- تطبيق مفهومات النزعة الفردية السائدة في أوربا القديمة على المجتمع الأمريكي المعاصر
2- التأكيد على القوى الفردية المتأصل في الأخلاق البروتستانتية المسيحية وهو الأساس الذي تقوم عليه الثقافة الأمريكية
3- التأثير الفكري ببعض المفكرين الأوربيين مثل دوركايم وفيبر.
4-الإيمان بإمكانية تطبيق التطور الذي نادى به داروين على المجتمع والآثار السلبية للصناعة والبيروقراطية التي انعكست على الفرد.
نظرته للمجتمع: وينظر هذا المدخل الى المجتمع باعتباره كامنا في داخل الفرد، يتكون من أفراد يدركون المجتمع من خلال إدراكهم لذواتهم بصفتها ذواتا ديناميكية ومؤقته تتجلى خلال التفاعل الاجتماعي والتبادل الاجتماعي، ومن ثم فتفسير المجتمع يكتشف من خلال عمليات الاستبطان الذاتي والملاحظة،
\نماط السلوكية الاجتماعية المعاصرة واهتمامات روادها
وتكشف الأنماط المختلفة للنظرية الاجتماعية السلوكية عددا من جوانب هذا النموذج هي : المظاهر الرمزية للتفاعل وبنائه ومضمونه واعتماده على التبادل الاجتماعي والطريقة التي ينظم بها ويرشد عقلانيا على مستوى الفرد، وهذا يعني مزيدا من التطبيق والتخصيص لمفهومات النزعة السلوكية الاجتماعية في بدايتها.

ويمكن أن نصنف اتجاه السلوكية النفسية المعاصرة الى نمطين أساسيين:
1- الاتجاه الشمولي المعياري : ويؤكد على المظاهر الاجتماعية للذات الاجتماعية وتحليل التفاعل في الموقف وتحليل المواقف الاجتماعية الطارئة.
2- النمط الطبيعي: فيرى أن أساس التفاعل يكمن في عناصر التكوين البشري أو الطبيعة الإنسانية.

ولقد اهتم أبرز منظروا السلوكية النفسية:
(بلومر) أهتم بالمظاهر الرمزية للتفاعل،
اتجه (بلاو) الى دراسة العمليات الاجتماعية أو التبادل الاجتماعي، باعتبارها عمليات كامنة في العمليات النفسية البدائية وخاصة الجذب والانجذاب ودوافع ادراك الهدف ،
رأى (جارفينكل) الدوافع الأساسية عند الكائن الإنساني باعتبارها دوافع تهدف الى تحقيق التوافق مع النظام الأخلاقي،
بلومر الى الاتجاه الشمولي الذي يؤكد على فكرة النسق،
اتجه بلاو وجارفينكل الى الاتجاه الطبيعي، وهذا الفرق بين المدخلين ليس فرقا جذريا بل فرق في الدرجة. لان المنظرين الأربعة اهتموا اهتماما خاصا بصياغة نظريات سوسيولوجية عن التفاعل.

هيربرت بلومر ( النظرية التفاعلية الرمزية)
وهناك تأثر بقوة بأفكار جورج ميد، وحصل على الدكتوراه . - كانت اهتماماته الفكرية تدور حول علم النفس الاجتماعي والسلوك الجمعي ووسائل الاتصال الجماهيرية،
- وهو أول من قال بمصطلح « التفاعلية الرمزية»واسهم إسهاما كبيرا في تطوير هذه النظرية في مجال علم الاجتماع، وقد تضمنت أعماله عددا كبيرا من المقالات عن العلاقات بين الأجناس والسلوك الجمعي،
واهم مؤلفاته (التفاعل الرمزي المنظور والمنهج) 1962م.

أهدافه
-اهتم بلومر بصياغة نظرية توضح بالتفصيل طبيعة التفاعل الرمزي في المجتمع. ويدل مصطلح التفاعل الرمزي على الطابع المميز والخاص للتفاعل كما يحدث بين الكائنات الإنسانية، وتتضمن الخصوصية التفسير المتبادل والرمزي للأفعال بين الناس بعضهم بعضا. وتبعا لهذا المنظور يهتم علم الاجتماع بالعملية التفسيرية التي هي أساس سلوك الكائنات الإنسانية سواء أكانوا أفرادا أو جماعات لأداء السلوك في المجتمع الانساني.
افتراضاته
وضع هربرت بلومر عددا من الافتراضات التي تهتم بالحقيقة الاجتماعية، متأثرا بفكر جورج ميد:
1/استعداد الناس سواء كانوا فرادى أو مجتمعين لأن يسلكوا سلوكهم معتمدين على معاني الموضوعات التي تشكل عالمهم. فالسلوك يعتمد على المعاني الاجتماعية التي تُضفَى على موضوعات خاصة. وثمة ثلاثة أنماط لهذه الموضوعات:
أ- الموضوعات الطبيعية( مثل الأشجار)
ب - الموضوعات الاجتماعية( مثل العلماء والمدرسون والجنود والفلاحون)
ج - الموضوعات المجردة( مثل المبادئ والأخلاق).
2/ترمز الروابط الى العملية التي فيها يتبادل الأفراد إشارات ورموزا متفق عليها وعلى تفسيرها من الجانبين أي تمثل الروابط عملية تفسير وبناء السلوك الانساني.
3/تتكون الأفعال الاجتماعية أثناء العملية التي يلاحظ بها الفاعلون المواقف التي تواجههم ويفسرونها ويقيمونها، وهكذا فالكائن الانساني كائن فعّال يحمل ذاتا تشارك في أداء الدور، وهكذا يتفاعل الفرد مع نفسه أثناء عملية التفسير.
4/وتوصف الروابط المعقدة للأفعال التي تشمل التنظيمات والنظام وتقسيم العمل وشبكة التساند المتبادل بأنها: ديناميكية متحركة وليست جامدة، وتبعا لذلك فلما كانت المجتمعات والجماعات تتكون أثناء عملية التفاعل، فإنها تتميز بالديناميكية والقدرة على التشكيل والتكوين من جديد.
منهجه
تتطلب الافتراضات السابقة نوعا من المناهج، أي الاستفادة من اكثر من نمط طبيعي في البحث والتفسير( منهج يدخل مباشرة في العالم الاجتماعي التجريبي يناقض النماذج المحددة من قبل) ويركز بلومر على الاستبصار والاستبطان.
والمنهج المناسب مع التفاعلية الرمزية، هو المنهج التعاطفي والديناميكي والاستقرائي، ويناقض هذا المنهج الاستاتيكي والاستدلالي في علم الاجتماع التقليدي. وهذا المدخل يمثل مزيدا من التوضيح والتطبيق لأعمال جورج ميد.
نمط الحقيقة الاجتماعية عنده
- تتضمن النظرية الاجتماعية النفسية عدة نماذج للحقيقة الاجتماعية تواجدت في أنماط السلوكية الاجتماعية بدلا من البناء الاجتماعي أو المجتمع. ومن هذه الناحية تختلف نظرية بلومر قليلا إذ ان النمط الذي صاغه بلومر عن الحقيقة الاجتماعية متضمن في الافتراضات التي عرضنا لها من قبل.
- ويتكون نموذجه من :
1- الفرد( جذوره وموضوع الذات وأداء الدور)،
2- والموضوعات ( الطبيعية والاجتماعية المجردة)،
3- والغير ( جذورهم وتجاربهم وبيئتهم) وكل هؤلاء يمثلون نسقا متحركا ديناميكيا ورمزيا وتفاعليا وتفسيريا يكمن داخل الأفراد الذين يتفاعلون سويا

انتقادات هربرت بلومر
1- هل يعد هذا المنظور مجرد اطار عمل تصوري أم هو نظرية في علم الاجتماع.
2- ينقص هذا المنظور البناء التفسيري.
3- يعتبر نسخة من أعمال جورج ميد تقريبا.

المدرسة السلوكية الاجتماعية (بيتر بلاو)
بيتر بلا ( التبادل الاجتماعي)
- ولِد بالنمسا وحل على الدكتوراه من جامعة كولومبيا وعمل أستاذا بجامعة شيكاغو
-أهم أعماله « ديناميكية البيروقراطية» و «التبادل والقوة في الحياة الاجتماعية».
-واهتم إجمالا بصياغة نظرية عامة عن التبادل في الحياة الاجتماعية.

أهدافه
اهتم بلاو اهتماما أساسيا بتحليل الروابط الاجتماعية والعمليات التي تحكم هذه الروابط وتشكلها.
- وعلاوة على ذلك رأى بيتر بلاو ان العملية التي تسيطر على هذه الروابط هي : عملية التبادل الاجتماعي، وتبدأ من المستوى الفردي ثم تتحرك الى مستوى الجماعة الصغيرة فالمجتمع الأكبر. وقد حاول بلاو جادا ان يضع نظرية عامة عن التبادل الاجتماعي.
افتراضات بيتر بلاو في نظرية التبادل الاجتماعي:
-تحاول كل افتراضاته تطبيق عملية التبادل على التنظيمات الاجتماعية وصاغ لنا بلاو عددا من الفروض الأساسية:
1-افترض ان عمليات الروابط الاجتماعية الأكثر تعقيدا، تنبع من عمليات بسيطة،
2-افترض بلاو ان قوى الجاذبية الاجتماعية هي التي تدفع الى إجراء عمليات التبادل. وتمتد جذور هذه القوى،.
3-وما ان يتحقق التبادل حتى يبدأ تباين المراكز والقوة وهكذا فالفرد الذي يمتلك الموارد التي يحتاج اليها الآخرون
4-اذا كانت مزايا الإذعان تفوق الصعاب التي تعترض سبيل الإذعان، فستظهر الموافقة الجماعية لموقف القوة مما يؤدي الى الإجماع.
5-وقد ظهر قبول السلطة من جهة، لكن ثمة أفرادا يشعرون بالاستغلال ويتقبلون مكافئات غير كافية،.
6-ويترتب على ذلك، فإنه بينما تؤدي عملية التبادل الى توازن القوى والضغط نحو تحقيق الاستقرار والتعادل في العلاقات.
7-ونتيجة لذلك فالإجراء الآني للقوى المختلفة المتوازنة ينزع الى توليد حالة من عدم الاستقرار وعدم التوازن في الحياة الاجتماعية مما يؤدي الى حالة جدلية مستمرة بين تبادل المنافع وعدم التوازن. وهذه الجدلية أساس ديناميكية المجتمع، ويقود التبادل الى البناء والعملية والاستاتيكا والديناميكا.
ومجمل افتراضات بلاو أن مشاعر الجذب والانجذاب والرغبة في أنواع معينة من الثواب يؤدي الى ظهور عمليات التبادل، وهذه بدورها تؤدي الى التباين في المراكز والقوة وصدور التشريعات أساس التنظيم الاجتماعي، بيد ان تبادل المنافع يؤدي الى حالة من عدم التوازن في معدل النفقات والجزاءات، مما يؤدي الى عملية جدل مستمر بين التبادل وعدم التوازن – أساس الديناميكا الاجتماعية – وحسب تلك الرؤية يرى بيتر بلاو العملية

منهجه
- كانت الخطوة الأولى عند بلاو تحديد وتعريف عمليات التبادل وتأثيراتها على مستوى الوحدات الاجتماعية الصغيرة.
- ثم تتبع تأثيرات هذه العمليات على الجماعة حتى مستوى التحليل الاجتماعي والتنظيمي.
-وينظر الى هذا المنهج باعتباره منهجا استقرائيا يدرس الوحدة الاجتماعية الصغيرة، ويعارض منهج بارسونز الذي يسعى الى وضع نظرية عامة عن المجتمع استنادا على عدد محدود من القضايا. ويؤدي استخدام هذه الافتراضات المبسطة الى صياغة نتائج مبسطة وعامة.

نمطه عن الواقع الاجتماعي
-يعبر نمط بلاو عن نمط للواقع الاجتماعي، ويتكون هذا النمط من العناصر الأتية:
1- يتأثر الفرد بالتجاذب الاجتماعي ودوافع الأجور مقابل العمل.
2- عميلة التبادل الاجتماعي.
3- محصلة ما سبق تباين المراكز والسلطة.
4- يؤدي تنظيم وتشريع هذا التباين الى التوازن.
5- عدم التوازن يؤدي الى المعارضة والتغير.
6- تؤدي الجدلية الناشئة بين التبادل وعد التوازن الى الديناميكية الاجتماعية.

خاتمة ونقد أراء حول نظرية التبادل لبيتر بلاو
1- ينظر الى اطار عمل بلاو بأنه فضفاض حتى أن الاستفادة منه لفهم المجتمع أو الموقف الاجتماعي محدودة.
2- قد تبدو فكرته عن السعي نحو تحقيق التوازن مماثلة لاستخدام الوظيفية لهذا المفهوم.
3- كانت مناقشته للشروط التي تؤدي الى ظهور المعارضة والتغير فضفاضة جدا.
- لكن بالرغم من تلك الانتقادات تمثل محاولة بلاو جهدا طيبا لبناء نظرية استقرائية هامة عن المجتمع أساسها عمليات الأفراد.

الاتجاه الإثنوميتودولوجي (هارولد جارفينكل)
معنى الاثنوميثودولوجي
يتكون مصطلح Ethnomethodology من مقطعين، الأول من الكلمة اليونانية Ethno والتي تعني الشعب أو الناس أو القبيلة أو السلالة، أما الآخر methodology فيشير إلى المنهج أو الطريقة التي يستخدمها الناس في صياغة و تشكيل الحقيقة الاجتماعية، أو بتعبير آخر، يشير هذا المصطلح إلى ( دراسة المعاني التي يعطيها الناس لكلماتهم و أنماط سلوكهم) أو (تحليل أنشطة الحياة اليومية تحليلاً يكشف عن المعنى الكامن خلف هذه الأنشطة و تحاول أن تسجل هذه الأنشطة و تجعلها مرئية و منطقية وصالحة لكل الأغراض العلمية ).
أهدافه.
- اهتم جارفينكل بالاثنوميثودولوجي ، أي : كيفية قيام الأفراد بترشيد الحقيقة الاجتماعية أو اخذ فكرة صائبة عنها في الحياة اليومية أو التفاعل، وخاصة عند تبادل الحديث والتفاعل
- فالنظم الاجتماعية والنظام الأخلاقي يوجدان داخل التفاعل حسب الطريقة التي يفسر بها الأفراد الحقيقة ويتعلمونها أو يفهمونها أو يأخذوا فكرة صائبة عنها. أي اهتم جارفينكل بعملية تفسير الحقيقة الاجتماعية.
- ويختلف هذا المدخل جذريا عن علم الاجتماع التقليدي الذي يتضمن فرض مفهومات وتعريفات مسبقة عن الحقيقة الاجتماعية والمجتمع. لقد كان المدخل الأساسي لجارفينكل هو دراسة عملية التفسير الاجتماعي، والتي يقوم بها الأفراد انفسهم، وهي أساس التنظيم الاجتماعي كما يتفهمها المشارك من وجهة نظرة
افتراضاته.
1- افتراض وجود نظام أخلاقي هو البناء الاجتماعي ذو القيم المعيارية، ويمثل هذا النظام الأخلاقي أساس التنظيم الاجتماعي،وهو موضوع بحث علم الاجتماع.
2- يَقبَلُ المشاركون في الحياة اليومية هذا النظام الأخلاقي، ويعتبرونه تجديدا للحقيقة الاجتماعية.
3- ترجع التنظيمات الى هذا النظام الأخلاقي، أي انه يمثل أساس تفسير الحقيقة الاجتماعية.
4- يسعى الأفراد الى جعل دوافعهم متطابقة مع النظام الأخلاقي لتفسير الحقيقة الاجتماعية، أي انه يريد ان يضفي الصواب على أعماله وسلوكه في الحياة اليومية ،
5- لما كانت عملية التفسير العقلاني في كل مجالات السلوك، فانه يفترض ان كل بناء اجتماعي ينظم نفسه، وان كل المواقف الاجتماعية تنظم نفسها من خلال محاولة الأعضاء إضفاء المعقولية على الموقف.
6- يتصف هذا التنظيم بالديناميكية، ما دام هذا التنظيم يتحقق من خلال التفاعل.
7- يفترض عادة أن تلك العملية التنظيمية هي التي تكوّن الحقيقة الاجتماعية في مقابل التفسير المفروض من العلماء الاجتماعيين التقليدين.
8- افترض جارفينكل أن عملية التعقل تتكون من عدد من العناصر المتميزة ( كالتصنيف والمقارنة، واحتمال الخطأ المقبول أي الدقة، والبحث عن البدائل، وتحليل النتائج والاستراتيجية، والاهتمام بالتوقيت والتنبؤ، وقواعد الإجراءات والاختيار وأسس الاختيار) ويستخدم الفرد تلك العمليات لبلوغ العقلانية، أو يجعل من النشاط اليومي صوابا
منهجه.
- يتضمن منهج جارفينكل في المقام الأول تطبيق افتراض «شوتز» لتفصيلي عن العقلانيات ونماذج الحقيقة الاجتماعية في مجال علم الاجتماع ، وفي مجال البيانات الاجتماعية.
- ومن جهة أخرى تتضمن مناهجه التجريبية محاولة دراسة العمليات العقلانية بطرق مختلفة، مثل (تحليل الحوار، ودراسة حالات أنماط خاصة من الناس، وإجراء بعض التجارب فيها يخضع الأفراد لمواقف متمشية مع النظام الأخلاقي، وملاحظة تفسيرات الناس لما يواجهونه في هذه المواقف التي يفترض فيها عدم الثقة، كما يلاحظ ردود أفعال الآخرين).
- وتلقى كل هذه النماذج الضوء على الكيفية التي بها يؤثر النظام الأخلاقي أثناء عمليات التفسير عند الفرد عندما يسعى لتحقيق التوافق مع النظام الأخلاقي، وإضفاء العقلانية على أفعاله، وتتضمن النماذج التي قدمها جارفينكل امثله من سلوك المحلفين والقضاة والمحامين والباحثين.

نمطه عن الحقيقة الاجتماعية.
-يتضمن نموذج جارفينكل عن الحقيقة الاجتماعية النظام الأخلاقي – التنظيم الاجتماعي الذي يؤثر بفاعلية على دافع الفرد للتوافق مع النظام الاجتماعي وإضفاء العقلانية على أنشطته في الحياة اليومية.
- ونتيجة لذلك تمارس العملية العقلانية أثناء كل المواقف الاجتماعية من أجل تحقيق التنظيم الاجتماعي. ويعبّر التنظيم الاجتماعي عن حالة ديناميكية ومستمرة، وعلاوة على ذلك: تتضمن الخصائص النمطية للعقلانية عددا من العناصر الأساسية مثل تلك التي حددها (شوتز)
الخاتمة والنقد لجارفينكل.
- يرى جارفينكل أن موضوع علم الاجتماع هو دراسة النظام الأخلاقي الذي يؤثر من خلال الممارسات المنظمة للحياة اليومية على دوافع الفرد الى العقلانية والتوافق مع هذا النظام أثناء تفاعله مع الآخرين، وتبعا لذلك يتصف التنظيم الاجتماعي بالديناميكية والاستمرارية، ويعبر التنظيم الاجتماعي عن نظام تفاوض بين الأفراد الذين يتفاعلون سويا والذين يفسرون باستمرار الحياة اليومية ويحاول جعل سلوكهم صائبا.
- ولقد أثار نموذج جارفينكل جدلا كثيرا، وأثار قضايا هامة مميزة كانت محل حوار وجدل:
1/يمكن النظر الى طريقة كيفية ترشيد الشعوب لسلوكها، عند تأكيده على النظام الأخلاقي للقيم المعيارية والتوافق والعقلانية باعتباره شكلا أخر من البنائية الوظيفية في خصائصه الكلية والحدة الكبيرة والعمومية.
2/تعد طريقة دراسة كيفية ترشيد الشعوب لسلوكها مثل التفاعلية الرمزية منظورا في الدراسات الاجتماعية العلمية، ولا يرقى الى مستوى النظرية ويكشف هذا النموذجعن ثغرات نظرية كثيرة في النموذج الآلي المبسط عن الحقيقة الاجتماعية.
3/يبدو ان جارفينكل اهمل السياق البنائي الذي تظهر فيه العقلانية أي اهمل تأثيرات خصائص الجماعات المختلفة على هذه العملية.
4/يمكن ان تطبق مشكلة التحليل الى العناصر على مستوى الوحدة الصغيرة كما ظهرت في أعمال بيتر بلاو على منهج دراسة كيفية ترشيد الشعوب لسلوكها أي تصير كل مظاهر النسق الاجتماعي دالة على عمليات التوافق والعقلانية
ملخص للنزعة الطبيعية في الدراسات الاجتماعية النفسية
- لقد كشف كل من ( بيتر بلاو- وجارفينكل) عن عدد من أوجه الاتفاق بينهما:
1- دراسة أساس التنظيم الاجتماعي.
2-تحديد أساس التنظيم الاجتماعي باعتباره عملية خاصة للتبادل أو العقلانية.
3-النظر الى البناء الاجتماعي باعتباره في حالة ديناميكية ومؤقت.
4-النظر الى الحقيقة الاجتماعية باعتبارها متوحدة داخل افرد.
5-وضع كل منهما نماذج للحقيقة الاجتماعية تستند الى عمليات التفاعل المكونة من عدد صغير من الأفراد.
6-طبق كل منهما اطار عمل من خارج علم الاجتماع عند تحليل التنظيم الاجتماعي.
7-أثار كل منهما قضايا أساسية حول مدى رد السلوكية الاجتماعية الى البنائية الوظيفية.

ملخص نموذج النزعة الاجتماعية النفسية
يغلب على منظرو النزعة الاجتماعية النفسية (بيتر بلاو وجارفينكل وغيرهما..) أنهم وُلِدوا في العشرينات من القرن الماضي، واهتموا بمجالات علم النفس والتنظيم الاجتماعي، وانجزوا أعمالا أساسية في الأبنية والعمليات الاجتماعيتين على مستوى الوحدات الصغيرة . أو مستوى الأفراد.
كذلك تتصف وتتميز نماذجهم بعدد من العناصر المتماثلة على النحو التالي:
غرضهم: التحليل الاجتماعي العلمي للتفاعل الاجتماعي
افتراضاتهم:
1. ان المجتمع يكمن في تعريف الفرد للحقيقة الاجتماعية.
2. هذه التعريفات ديناميكية وتبادلية داخل عملية التفاعل الاجتماعي.
3. التفاعل الاجتماعي يحدده عددا من الظروف المجتمعية.
4. يؤدي التفاعل الاجتماعي الى ظهور روابط وارتباطات وأشكال حركية اكثر تعقيدا للتنظيم الاجتماعي.
5. يتصف التفاعل الاجتماعي بقوة ترشيد كامنة وذاتية التنظيم وهي أساس التنظيم العام.
المنهج:
تطبيق عدد من النماذج القديمة أو النماذج اللااجتماعية والمماثلة المسرحية عند تحليل التنظيم الاجتماعي واستخدام الاستقراء على مستوى الوحدات الصغير.

-
النــمـــط:
هو « نماذج للحقيقة الاجتماعية » .
يتبين مما سبق أن النظرية الاجتماعية النفسية تمثل ردة فعل لتحليل المجتمع المعاصر على مستوى الوحدة الصغيرة والنزعات الفردية والتوجه نحو داخل الإنسان، والتأكيد على الرمزية والاعتماد على منهج الاستقراء والديناميكية لتحليل المجتمع المعاصر.
وهذا النمط من النظرية الاجتماعية النفسية يهتم بالوحدات الصغيرة ويعتمد على المنهج الاستقرائي ويؤمن بالديناميكية.




نماذج من النظريات المعاصرة:
النظرية النقدية - نظرية ما بعد البنيوية - نظرية ما بعد الحداثة

النظرية النقدية : الأفكار الرئيسية
ترتبط النظرية النقدية بمعهد البحوث الاجتماعية الذي تأسس في ألمانيا 1923م ، وضم في عضويته مجموعة من العلماء. ولقد حاولت النظرية النقدية تفسير سبب عدم حدوث الثورة الاشتراكية التي تنبأ بها ماركس في منتصف القرن 19م كما كان متوقعا.
- وانتقدوا بناء منطق الماركسية ومنهجها من أجل تطوير ماركسية ذات صلة بالرأسمالية الناشئة في القرن 20م .التي تقوم على السيطرة والهيمنة والاستغلال، من خلال (تكوين الوعي الزائف) في المجتمع يقوم على تقديس السلع وغلبة النزعة الاستهلاكية والخضوع للنظام.
- ويزعم مفكرو فرانكفورت أن هذه القيم التي تغرس في نفوس الناس والطاعة للنظام تتعارض مع مصلحتهم الموضوعية في الحرية. كما يفسر مفكرو فرانكفورت البقاء المدهش للرأسمالية في ضوء الأيديولوجيات العميقة، أو في ضوء الهيمنة التي تقوم عليها الرأسمالية الحديثة.
- لقد اتخذت النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت لنفسها موقفا مضادا للوضعية في جميع صورها خاصة الصورة الماركسية، بسبب أنها صورت سقوط الرأسمالية على أنها امر حتمي وفقا لما اسماه ماركس «قوانين الحركة» الاقتصادية.
- وقد قدم « يورجين هابرماس» - وهو أحد أهم المنظرين في النظرية النقدية – نظرية (الحركات الاجتماعية الجديدة) والتي تعدّ إضافة امبيريقية وسياسية مفيدة الى الماركسية المتحجرة التي تستبعد جوانب الهيمنة التي يتجاهلها اليساريون البيض خاصة الهيمنة القائمة على الجنس والعرق. ويعد ذلك بمثابة إضافة نظرية الى علم الاجتماع جنبا الى جنب مع الإسهامات الأخرى لمدرسة فرانكفورت في مجالي نظرية الدولة والتحليل الثقافي.
- ولعل ابرز الإسهامات المنهجية التي مازالت النظرية النقدية تقدمها للعلم الاجتماعي هو توجيه أنظار الباحثين الاجتماعيين الامبريقيين الى الافتراضات التي تشكل أساس نزعتهم الامبيريقية، والتي يمكن تطبيقها على تحليل العلم الاجتماعي الوضعي الذي يُفهم منه ظاهريا انه يتسامى عن الأساطير والقيم على الرغم من ان الأفكار المنهجية المهيمنة عليه هي أفكار أسطورية في جوهرها.

نظرية ما بعد البنيوية: الأفكار الرئيسية
بالرغم من الغموض في هذا الاتجاه النظري وعدم ثباته على تسمية محددة، إلا ان ابرز السمات المميزة لهذه الدراسات هي : نفورها الشديد من التعاريف والمقولات الوضعية.
وهناك تشابك حقيقي بين ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة. فالأولى يعدها البعض من العلماء بمثابة نظرية في المعرفة واللغة، الثانية يعدها البعض من العلماء نظرية في المجتمع والثقافة والتاريخ .
- وتقوم النظريتان السابقتان على «منهج التفكيك» الذي يسود في مجالات النقد الأدبي ونظرية الأدب والتحليل الثقافي. ثم ما لبث أن انتقل بسرعة – كالنار في الهشيم – الى أقسام الإنسانيات في الجامعات الأمريكية متحديا النظرية التقليدية في الأدب.
- والحقيقة أن بعض هذه الرؤى التفكيكية بدأت في إثراء العلوم الاجتماعية كالأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، خاصة فيما يتعلق بتحليل الأعمال والممارسات الثقافية.
ويصر( ديريدا) - وهو أحد أبرز رواد ما بعد البنيوية – يصر على أنه لا يمكن الإمساك بالنص أي: انه لا يمكن فهمه لأنه يخفي بداخله صراعات بين آراء مختلف المؤلفين. وهذا ما
يطلق عليه أحيانا « النص والنصوص الفرعية» فكل نص هو عبارة عن حلبة للخلاف، فما يقال في ظاهر النص لا يمكن فهمه دون الإشارة الى ما يخفيه سياق النص من دلالات ومعانٍ، وهذه المعاني الخفية في النص يمكن اعتبارها بمثابة افتراضات يقوم عليها النص حتى يتسنى فهمه.
- مثال لتفكيك نص من علم الاجتماع، فقد عرّف بيتر بلاو ودونكان - في بحثهما عن إحراز المكانة – الحراك بالإشارة الى المكانة المهنية لوالد المبحوث. وتكشف القراءة التفكيكية هنا عن الافتراضات حول ماهية العمل من منظور النوع الاجتماعي Gender جنبا الى جنب فرضية تفوق الرجال، تلك الفرضية التي شكلت أساس هذا الاختيار المنهجي. ويتحدى انصار الحركة النسوية المعاصرون وضع تعريف لمفهوم المكانة المهنية بالإشارة الى مهنة الأب، لان ذلك يمثل – من وجهة نظرهم- نصا أيديولوجيا قويا يجعل الناس تفكر في عمل الرجال فقط دون سواهم، وان العمل واجب على الرجال فقط، كما ان ذلك لا يمثل الواقع لان النساء يعملن – في حقيقة الأمر – خارج المنزل بأجر.
- فما سبق من تفكيك لهذا الجانب من جوانب إحراز المكانة يعطينا فرصة التعرف على أوجه النقص في هذا المقياس لأنه اغفل جانب عمل المرأة وبالتالي اغفل تأثيرها في حجم إحراز المكانة المهنية. فهذه القراءة التفكيكية تجعل القارئ نشيطا وليس فقط انعكاسا سالبا لنص موضوعي ذي معنى واحد.
-ويركز انصار ما بعد البنيوية – في أغلب الأحوال – على النصوص الأدبية والثقافية، وفي نفس الوقت يتحاملون على العلم، ويرفضون جميع أشكال التحليل الموضوعي بما فيها الموضوعية الزائفة للوضعية. وهذا مما يصعّب الى حد ما على علماء الاجتماع أن يقدروا الإسهامات التي يمكن أن يقدمها منهج التفكيك الى علم الاجتماع.

نظرية ما بعد الحداثة : الأفكار الرئيسية
-تعبر كلمة ما بعد الحداثة عن مرحلة جديدة في تاريخ الحضارة الغربية تتميز بالشعور بالإحباط من الحداثة ومحاولة نقد هذه المرحلة والبحث عن خيارات جديدة وكان لهذه المرحلة أثر في العديد من المجالات، ويمكن فهم ما بعد الحداثة أيضا على أنها ردُ فعلٍ على الحداثة في أعقاب الدمار الذي لحق بالفاشية، والحرب العالمية الثانية، والمحرقة، وهي تعبير من المثقفين والفنانين في أوروبا الذين لا يثقون في الحداثة السياسية والاقتصادية.
-استطاعت ما بعد الحداثة كما تتجلى في أعمال (فوكوه: 1970-1980م) أن تكوّن علاقات واضحة مع العلوم الاجتماعية – بالمقارنة مع ما بعد البنيوية عن (ديريدا) – في مجالات التحليل الثقافي وتحليل الخطاب، وعلم اجتماع الضبط الاجتماعي.
-ويرفض (ليوتار: 1984م) المنظورات الشاملة عن التاريخ والمجتمع – والتي يسميها انساق التفسير الكبرى كالماركسية، والأنظمة الشمولية سياسيا
كما ترفض ما بعد الحداثة – وما بعد البنيوية - :
1-إمكانية التصور دون فروض مسبقة، لانهم يرون أن جميع المعارف تتحدد بسياقها التاريخي والثقافي.
2- قيام علم اجتماعي تعميمي يلجا الى أساليب معرفية معينة تتحدد بواسطة تعدد الأوضاع الذاتية للناس.

الإسهامات المنهجية لتلك النظريات
أولا : الإسهامات المنهجية:
1/ تلزم النظرية النقدية النزعة النقدية في علم الاجتماع باستجواب نفسها لاستثنائها من الاهتمامات المشبوهة لوجهات النظر والعواطف والجدل العنيف والسياسة. فهم يرون أن العلم الوضعي ليس أقل من اللاهوت تأثرا بالأساطير والخرافات.
2/الإسهام في تطوير فلسفة العلم من منظور ما بعد الوضعية، وذلك لان الوضعية القديمة أصبحت في ذمة التاريخ منذ عشرات السنين، لخطئها علميا وسياسيا، فهي تعيد إنتاج الوضع القائم من خلال الحث على الإذعان للقوانين الاجتماعية والاقتصادية المزعومة.
3/تستكمل ما بعد البنيوية نقد العلم بتوضيح أنه يمكن قراءة جميع أنواع النصوص الفرعية . في أية خطاب.
4/تسهم ما بعد البنيوية في توضيح كيف أن اللغة ذاتها تساعد في تشكيل الواقع، وبذلك تطرح طرقا جديدة لقراءة العلم وكتابته وفقا لظروف المرحلة. وتنقيته من العقائد الذاتية والأيديولوجية.
5/ترفض البنيوية وجهة النظر القائلة بأن العلم يمكن الحديث عنه بصوت واحد عام. وهذا الرفض يمتد الى الاعتراض على مناهج البحث سواء كانت كمية أو كيفية، والدعوة الى تعدد المناهج والمنظورات حول المشكلات المجتمعية.

ثانيا: الإسهامات النظرية:
1/ تقترح النظرية النقدية طرقا جديدة لتنظير دور الدولة والثقافة في الرأسمالية المتقدمة. فالدولة تتدخل اليوم لحماية الرأسمالية من تناقضاتها، التي كانت كفيلة -حسب ماركس- بزوالها.
2/ تقدم البنيوية عند (فوكوه) رؤى مفيدة لدارسي الضبط الاجتماعي، حيث دعا الى إعادة دراسة الجريمة والعقاب - الخطاب والممارسة - .
تقدم البنيوية وما بعد الحداثة إضافات قيمة الى الدراسة السوسيولوجية،
مما يثري مجالات فرعية عديدة في علم الاجتماع مثل: علم اجتماع وسائل الاتصال الجماهيري، وعلم اجتماع المعرفة، وعلم اجتماع العلم...
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[ كويز ] : أسألة اختبار النظريات الاجتماعية الفصل الأول 1436/1437 سامية المعاني اجتماع 8 18 2018- 12- 18 02:28 PM
[ المناقشات ] : مجهودي في حل مناقشات مبادئ علم الاجتماع اسرار 11 المستوى الثاني - كلية الأداب 7 2016- 4- 10 05:45 PM
[ محتوى مقرر ] : ملخص النظريات الاجتماعية + صور الاسئلة ل 4 فصول naaaas اجتماع 8 30 2015- 12- 22 09:34 AM
[ محتوى مقرر ] : ملخص حسين للمشكلات الاجتماعية.. 21 ص مس في في اجتماع 7 10 2015- 12- 21 10:40 AM
[ المستوى الخامس ] : كل مايخص مناهج البحث الاجتماعي مراجعه مهاو@ووي علم إجتماع 39 2015- 12- 15 06:38 PM


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 02:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه