جامعة الملك فيصل... يرحمها الله !!

[لقمان]

جامعة الملك فيصل... يرحمها الله

لم تتوف جامعة الملك فيصل (أطال الله عمرها). لكنها لا تتحرك كشقيقاتها، كأنها في غيبوبة. عندما نلتفت يمينا نرى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تقفز إلى المركز الـ 338 بين جامعات العالم، حسب تصنيف التايمز كيو إس. وعندما نلتفت شمالا نشاهد جامعة الملك سعود، وهي تركض لعقد شراكات عالمية، وتأسيس كراسي بحثية. في حين نجد جامعة الملك فيصل تراوح مكانها غير عابئة بالحراك، الذي يجري حولها.
ربما تكون الجامعة تخطط وتفكر وتعمل بيد أننا لا نلمس شيئا. فأخبارها وفعالياتها وبرامجها غائبة عن الإعلام والمتلقي دون مبرر وجيه.
للأسف جامعة الملك فيصل لم تستثمر موقعها الجغرافي الاستراتيجي، والكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة الشرقية لتجذب وتستقطب الطلاب تجاهها. بل بالعكس ساهمت في تشريد وهجرة الكثير من طلابنا وطالباتنا إلى دول الخليج. فبعد أن كنا نمني النفس أن نستضيف الطلاب الخليجيين بيننا، أصبحنا ضيوفا ثقالا عليهم.
فجامعات البحرين وقطر والإمارات والكويت وعمان مليئة بالطلاب السعوديين، الذين جاءوا من المنطقة الشرقية، بعد أن أوصدت الجامعة أبوابها أمامهم. هاجروا وأحلامهم إلى الجامعات الخليجية، التي صرفوا فيها طموحاتهم وأموالهم.
يحزننا أن نرى يوميا أرتال السيارت ميممة وجوهها شطر البحرين، حاملة في أمعائها آلاف الطلاب السعوديين والسعوديات، بينما لدينا جامعة تستطيع أن تستوعبهم عبر افتتاح المزيد من الكليات والأقسام والبرامج، لكنها لا تفعل، ولا تحاول.
منذ أن تأسست الجامعة عام 1975، والوسط الإعلامي في المنطقة الشرقية بانتظار أن تقوم الجامعة بافتتاح كلية للإعلام تساهم في تنمية الصحف ووسائل الإعلام في المنطقة، لكن دون جدوى. فلم تأخذ إدارة الجامعة زمام المبادرة و الفكرة على محمل الجد حتى اللحظة، مما انعكس سلبا على الأداء الإعلامي للمؤسسات التي تسكن المنطقة. والحديث ينسحب على كليات أخرى متخصصة عديدة، نطمح أن تولد من رحم هذه الجامعة.
في السابق، كانت الفكرة السائدة أن افتتاح قسم جديد أو كلية جديدة ضرب من ضروب الخيال، لكن في عهد خادم الحرمين الشريفين، أصبح كل شيء قابلا للتحقيق. فأصبح افتتاح الجامعات حدثا أسبوعيا. أصبح إنشاء جامعة عالمية أمرا لا يستغرق أكثر من عامين، كجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، التي تبدأ الدراسة فيها في سبتمبر المقبل، إن شاء الله.
فلا عذر لإدارة جامعة الملك فيصل وغيرها من الجامعات. فالتوسع والتطوير أصبح خيارا بيد الجميع ولا يعيقه سوى الإرادة والعزيمة.
لا تغيب مبادرات إدارة الجامعة فحسب، بل يغيب طلابها، الذين يتجاوز عددهم 14 ألف طالب وطالبة. فلا توجد برامج للتطوع، والمسؤولية الاجتماعية، والثقافية يستثمرون عبرها مواهبهم ومهاراتهم، مما يجعلنا نخسر طاقات هائلة بإمكانها التعبير والتغيير على نحو غير مسبوق.
هذه البرامج بحاجة إلى إيمان، وبيئة، ودعم تحولها إلى مشاريع مستدامة تنطلق من الجامعة إلى المجتمع وتؤسس عملا مهنيا لا يغفو ولا يخبو.
لجامعة الملك سعود تجربة مثيرة للانتباه والتقدير تتمثل بإنشاء عمادة متخصصة في تطوير المهارات، والتي تهدف إلى استثمار مواهب الطلبة وتطويرها بشكل غير تقليدي.
هذا النوع من الاهتمام بالطلبة، هو ما نحتاجه في جامعة الملك فيصل وغيرها من جامعاتنا، التي لا نقرأها إلا عندما تحتفل بخريجيها نهاية كل عام.
أيضا، برامج الدراسات العليا في الجامعة محل سخط الجميع. فالخيارات طفيفة، والمقاعد محدودة، ومدتها طويلة، فدراسة الماجستير قد تمتد لخمس سنوات. فلمَ لا تفتتح الجامعة المزيد من البرامج، وأن تكون أكثر مرونة مع باحثيها، الذين يعتبرون وقود أي جامعة ومصدر نجاحها.
إننا لا نود أن نترحم وندعو لجامعة الملك فيصل، العزيزة على قلوبنا، بل نريد أن نصفق لها، ونزهو بها. أن ينتقل منسوبوها من عاصمة إلى أخرى في أنحاء العالم بحثا عن تعاون وانتصار جديد. أن نشاهد صور أساتذتها في وسائل الإعلام، وهم يحصلون على جوائز مرموقة، وليس احتفالا بزواج بناتهم وأبنائهم.

http://www.alwatan.com.sa/news/write...0&issueno=3144

[سامية]

اكيد ماتم كتابته انما هو من باب الغيرة والحرص على جامعة الملك فيصل لتنهض كبقية الجامعات السعودية الطامحة والناجحة

ولكن باذن الله سوف تظهر جامعة الملك فيصل الى النور ولكن مع كثير من الصبر والارادة والعزيمة والاخلاص في العمل

اتمنى لجامعاتنا ان تحقق البيئة النظيفة والعلمية للطلاب والطالبات وان تنافس الجامعات الاجنبية في المراتب الاولى