|
ملتقى المواضيع العامة منتدى المواضيع العامة والنقاش الهادف |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
رمضان بين النبض والرمض
رمضان بين النبض والرمض
الحياة بإيقاعها الممزوج بروح المادية المعاصر أحدث تغييرا كثيراً بين الأمس والحاضر، ففي الماضي كان الإيقاع أبطأ وكان العمل لا يستنزف عمر الإنسان، فكان الاستعداد النفسي لاستقبال رمضان ذا مساحة أرحب بكثير بخلاف ما نحن عليه اليوم ، فكيف هو رمضان والصيام في لغة العصر الحديث ؟ لعلنا أولا نتساءل ما هو رمضان ولماذا سمي بذلك ؟ لعل هذه لفتة مهمة لا بد من طرحها على الأذهان أولا ، لكونها نابضة بالإحساس فهي تحمل بين طياتها كثيرا من الحكم .. فرمضان الذي هو أسم الشهر التاسع من تاريخنا الهجري هو الشهر الوحيد الذي ذكره الله في كتابه الحكيم ، وقد تعددت الآراء في تسميته والآراء فمن قائل إنه مشتق من «رمض « إذا احتراق ، والرمضاء شدة الحر ، وسمي بذلك للارتماض من حر الجوع والعطش ، وقيل إنما سمي لأنه يرمض الذنوب ويحرقها بالأعمال الصالحة . وقيل: إن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم فيه أي يدقونها ، ويشحذونها بين الحجارة استعدادا للحرب في شوال قبل حلول الأشهر الحرم ، جاء في لسان العرب لابن منظور : رمضان في أسماء الشهور معروف . قال : جارية في رمضان الماضي تقطع الحديث بالإيماض أي إذا تبسمت قطع الناس حديثهم ، ونظروا إلى ثغرها ، والجمع رمضانات ، ورمضانين ، وأرمضاء ، وأرمضة ، وفي هذا قال مطرز : كان مجاهد يكره أن يجمع رمضان ، ويقول : بلغني أنه اسم من أسماء الله عز وجل ، قال ابن دريد : لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي فيها ، فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته .... ، ورمضان كانت الجاهلية تسميه « ناتقا « قال الماوردي : سمي بذلك لأنه ينتقهم : أي يزعجهم إزعجارا بشدته عليهم . لذا نسج أحمد شوقي في كتابه ( أطباق الذهب ) منظومته قائلا : الصيام هو حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع ، ولكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب ، وباطنه الرحمة ، ويستشير الشفقة ، يحض الصدقة ويكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر . حتى إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، وعرف الحومان كيف يقع ، والجوع كيف آلمه إذا لذع « والصيام : جوع البطن ، وشبع في الروح والقلب ، وحصار لبواعث كل شهوة ، وسد لمنافذ كل فتنة ، وتصعيد للنفس ، وسمو بها إلى أعلى عليين . والصيام : إشراق روح ، وهداية قلب ، وشرف هدف ، وعاطفة تراحم وحكمة تسامح ، وقانون مساواة بين الغني والفقير ، والصغير والكبير . والصيام : ليس خاصا بطائفة من الطوائف ، ولا برسالة دون أخرى ، بل يشعر بالجاحة الملحة إليه كل كائن حي ، وإن اختلفت أشكاله وأوقاته باختلاف الأمنة . فالصيام مدرسة يتعرف فيها المتدين على أنه وسيلة للتقرب من المولى سبحانه ، ويعرف المتصوف كطريق من طرق صفاء الروح والنفس ، ويعرف الطبيب كوسيلة من أنجح وسائل العلاج الجسماني ، وبعرف عالم الاجتماع كطريق من طرق تآلف القلوب ، وربط الجماعات . لذا ففلسفة الصيام قائمة على فكرة رئيسية هي التركيز على قيم الروح وتنميتها ، فيصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والغش ، وتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه ، وتصوم الآذان عن الإصغاء عما نهي عنه ، ويصوم البطن عن تناول الحرام وما فيه من ريبة وشك ، وتصوم اليد عن إيذاء الناس ، وتصوم القدم عن المشي بالفساد فوق الأرض .وصدق القائل : إذا لم يكن في السمــع مني تصامم وفي مقلتي غـّض وفي منطقي صمت فحظي إذن من صومي الجوع والظما وإن قلت إني صمت يوما فما صمت . مقاله للدكتور هاني الملحم الاستاد بكلية التربية قسم الدراسات الاسلامية جامعة الملك فيصل |
2008- 9- 24 | #2 |
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: رمضان بين النبض والرمض
مقال رائع جدا وفي هذا المقال حس ادبي راقي
شكري الجزيل للدكتور هاني الملحم على المقاله وللجليد الملتهب لنشر المقاله جعله الله في موازين اعمالكم تقبلوا مروري |
2008- 9- 24 | #3 |
:: مــشرف سـابـق ::
|
رد: رمضان بين النبض والرمض
العفو
وشاكر ردك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
النبض, بين, رمضان, والرمض |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عشرون سببا يجعلك تخسرين رمضان...!!! | شموخي انت يابوي | ملتقى المواضيع العامة | 4 | 2008- 9- 11 12:02 AM |
أعمالِ شّهر رمضان المبارك العامّة | المنسي | ملتقى المواضيع العامة | 5 | 2008- 9- 8 02:22 PM |
عشرون وصية طبية في شهر رمضان | أديسون العرب | ملتقى المواضيع العامة | 6 | 2007- 9- 18 06:01 PM |